منتديات احباب الحسين عليه السلام - شرح كتاب الصوم من منهج الصالحين للسيد الشهيد محمد صادق الصدر قدس سره ح 2

شرح كتاب الصوم من منهج الصالحين للسيد الشهيد محمد صادق الصدر قده ح 2
ملاحظة : العبارات التي بين الاقواس هي عبارات السيد قده الشريف
( 2 )
الحلقة الثانية
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين وصلى الله على خير خلقه اجمعين محمد واله الطاهرين – اللهم وفقنا وسائر العاملين والمشتغلين للعلم والعمل الصالحين يارب العالمين .
قال :-
قال قده الشريف: -
( مسالة 1333 ) – ( لايلحق ب ) حكم ( النوم ) المذكور في المسالة السابقة من صحة الصوم حال كون نية الصوم موجودة قبل النوم فهذا الحكم لا يشمل ( السكر ) باستعمال المواد المسكرة كالخمر مثلا ( و ) كذلك ( الاغماء ) وهو فقدان الوعي . ففي هاتين الحالتين يكون الصوم غير صحيح وان كان قد نواه قبل السكر والاغماء . وهذا الحكم مبني ( على الاحوط وجوبا ) اي يمكن للمكلف الرجوع به الى الفقيه الجامع للشرائط الحي الاعلم .
قال قده :-
( مسالة 1334 ) – ( لايجب ) اي غير واجب على المكلف ( قصد ) نية :-
1- ( الوجوب ) بان يقصد ان هذا الصوم واجب عليه .
2- ( والندب ) والاستحباب – اي بان هذا الصوم مستحب .
3- ( ولا الاداء ) اي الوجوب الادائي لوقته وزمانه .
4- ( والقضاء ) اي ولايجب قصد القضاء لما فاته من صوم سابق .
فعدم وجوب ذكر هذه النيات المذكورة الاربعة هو يكون في حال ( فيما اذا كان الصوم متعينا شرعا ) مثلا ( كصوم شهر رمضان ) فهو صوم متعين شرعا حكما وزمانا حكما بالوجوب التعييني وزمانا بمجرد حصول الهلال بتحققه فانه يكفي القصد الداخلي لصومه ولايشترط التلفظ اللساني بذلك . وهذا الحكم يشمل ايضا الصوم المعين ب ( او النذر المعين ) فحين تحققه وجب . ( و عندئذ ) في مثل هذه الحالة فانه ( يكفي القصد ) والعزم الداخلي من قبل المكلف ( الى ) نوع ( المامور به ) من الصيام ( عن امره ) تبارك وتعالى ( او نية القربة ) فهي كافية في صحة الصوم المعين . هذا الكلام كله اذا كان الصوم واجب معين كما بيناه . اما غير المعين فقال قده :-
( واما اذا كان الصوم مرددا ) بين عدة انواع من الصوم غير مستقر نوع واحد ( ف ) هنا ( لابد من تعيينه ) اي تعيين مقصد الصوم ومثاله ( كالصوم المستحب ) مرددا ( مع ) صوم ( القضاء ) عما في ذمته ( في سعة الوقت ) للعدول عن النية . علما ان السيد قده الشريف لايرى صحة الصوم المستحب اذا كان المكلف مشغول الذمة بصوم واجب سابق فيجب عليه قضاء الصوم الواجب . وهذا الحكم بعدم صحة الصوم المستحب يشمل حتى صوم الاجارة عن الميت فلايجوز لمن عليه قضاء صوم واجب ان يصوم اجارة عن ميت .
قال قده الشريف :-
( مسالة 1335 ) – ( يعتبر ) اي بمعنى يشترط على المكلف ( في ) حال ( القضاء ) للصوم لا عن نفسه بل ( عن غيره ) كالقضاء عن الاب مثلا هو – الشرط – ( قصد امتثال الامر ) الالهي في الحكم الشرعي ( المتوجه اليه بالنيابة عن الغير ) من حيث احكامه الشرعية ( لا ) قصد ( الامر ) الالهي ( المتوجه الى الاخر ) فانه غير موجود وسقط عنه الامر بمجرد موته ( على ماتقدم في النيابة في الصلاة ) فهو نفسه يقع هنا في قضاء الصوم عن غيره - هذا عن غيره اما عن نفسه فقال قده :-
( كما ان فعله ) المكلف القضاء ( عن نفسه ) هو ( يتوقف على امتثال الامر المتوجه اليه بالصوم عن نفسه ) واتباع احكامه الشرعية ( ويكفي في المقامين ) القضاء عن غيره وعن نفسه هو ( القصد الاجمالي ) لا القصد التفصيلي فان ذلك كاف في صحة الصوم .
قال قده الشريف :-
( مسالة- 1336 ) – ( لايجب ) على المكلف ( العلم بالمفطرات على ) سبيل ( التفصيل ) فانه يكون مؤونة زائدة على المكلف ان يعرف جميع المفطرات بتفاصيلها ودقائقها ( بل ) ان الواجب هو ( ان قصد الصوم عن المفطرات اجمالا ) بدون ذكرها تفصيلا ( كفى ) ذلك في صحة صومه ( بل ) الامر اوسع من ذلك فانه اساسا ( لادخل لعنوان المفطرات في صحة النية ) فان النية هي قصد العزم عن الامساك والصيام , وثمرة ذلك انه ( فلو قصد ) المكلف ( الاتيان بالعبادة المشروعة ) الاتيان بصوم شهر رمضان ( في هذا الوقت ) في هذا الشهر الفضيل دون ذكر المفطرات فان هذا القصد ( كفى ايضا ) في صحة الصوم والعبادة .
قال قده الشريف :
( مسالة – 1337 ) – ( لايقع في شهر رمضان صوم غيره ) من انواع الصيام الاخرى فاذا دخل شهر رمضان لايمكن الاتيان بصوم اخر كصوم القضاء او الاجارة او الاستحباب وذلك لعدم الدليل على مشوعية ذلك .
سؤال مقدر :-
هذا الحكم بعدم صحة اي صوم في شهر رمضان ماعدا صوم شهر رمضان هل يشمل الجميع – يعني بعبارة اخرى بعض المكلفين قد يكون مسافرا ومعفو من صوم شهر رمضان ويريد ان يصوم قضاء او مستحبا او لا هو اصلا غير مكلف بالصوم ويريد ان يصوم صوما اخر غير صوم شهر رمضان في شهر رمضان ؟
قال قده الشريف :-
حتى ( وان لم يكن ) الشخص ( مكلفا بالصوم ) مثلا ( كالمسافر فان نوى ) صوم ( غيره ) غير شهر رمضان ( بطل ) صومه ولايصح منه . ولكن هناك استثناء من هذا البطلان وليس مطلقا وهذا الاستثناء يشمل :-
( الا ان يكون ) المكلف او الشخص :-
1- ( جاهلا به ) بهذا الحكم .
2- ( او ناسيا له ) لهذا الحكم .
ففي حالة الجهل والنسيان ( ف ) ان صومه هذا ( يجزي عن ) صوم شهر ( رمضان ) نفسه ف ( لا ) يجزي ( عما نواه ) هو فالذي نواه ساقط عن الاعتبار وهذا عليه الاجماع .
اخوكم
جواد الخفاجي

منقول