منتديات احباب الحسين عليه السلام

منتديات احباب الحسين عليه السلام (https://www.ahbabhusain.net/vb/index.php)
-   المنتدى الاسلامي العام (https://www.ahbabhusain.net/vb/forumdisplay.php?f=12)
-   -   قال السيد محمد الصدر قدس سره الشريف التقليد دين الانسان تصح به العبادات والمعاملات (https://www.ahbabhusain.net/vb/showthread.php?t=11427)

كثير الذنوب 25-06-2009 12:42 AM

قال السيد محمد الصدر قدس سره الشريف التقليد دين الانسان تصح به العبادات والمعاملات
 
التقليد في اللغة : هو من القلادة في العنق , وإذا قيل ( قلّده العمل) أي معناه (فوّضه إليه
) .


التقليد والإتباع في القرآن الكريم
:


وردت طائفتان من الآيات الشريفة تشير إلى التقليد والأتباع
:


الطائفة الأولى: وفيها الأتباع العلمي والشرعي , حيث أشارت الآيات إلى إتباع الدليل العلمي العقلي وأتباع من يملك ويتمسك بهذا الدليل قولا وفعلا , ومن تلك الآيات
:
1- قوله تعالى :]وَاخْفِضْ جَناحَكَ لِمَن ِ اتَّبَعَكَ مِن َالْمُؤْمِنِيَن (215) فَإِن ْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِي ءٌ مِمَّا تَعْمَلُون َ (216)[ الشعراء/ آية 215- 216


2-
قوله تعالى :] رَبَّنا إِنَّنا سَمِعْنا مُنادِياً يُنادِي لِلإِْيمان ِ أَن ْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنا فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئاتِنا وَتَوَفَّنا مَعَ الأَْبْرارِ(193)[آل عمران /آية193
3- قوله تعالى : ]قُلْ هَلْ مِن ْ شُرَكائِكُمْ مَن ْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَن ْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن ْ يُتَّبَعَ أَمَّن ْ لا يَهِدِّي إِلاَّ أَن ْ يُهْدي فَما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ(35)[ يونس /آية 35


4-
قوله تعالى : ]... وَما جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْها إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن ْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن ْ يَنْقَلِبُ عَلى عَقِبَيْهِ... [ البقرة / آية 143.
5- قوله تعالى : ]وَمَن ْأَحْسَن ُدِيناً مِمَّن ْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِن ٌوَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْراهِيمَ خَلِيلاً (125) [ النساء /آية 125.


الطائفة الثانية: الاتباع الباطل للجهل والهوى
:


وهو الاتباع المذموم عقلا وشرعا لأن منشأه التعصب والهوى والجهل , كما ورد في عدة آيات الإشارة إلى ذلك
:
1- قوله تعالى :] وَإِذا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا ما أَنْزَلَ اللَّهُ قالُوا بَلْ نَتَّبِعُ ما أَلْفَيْنا عَلَيْهِ آباءَنا أَوَلَوْ كان َآباؤُهُمْ لا يَعْقِلُون َ شَيْئاً وَلا يَهْتَدُونَ(170)[البقرة / آية 170 .
2- قوله تعالى : ] وَتِلْكَ عادٌ جَحَدُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْا رُسُلَهُ وَاتَّبَعُوا أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ (59) [ هود / آية 59.
3- قوله تعالى : ] وَقالَ الشَّيْطان ُلَمَّا قُضِي َالأَْمْرُ إِن َََ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَما كان َلِي عَلَيْكُمْ مِن ْسُلْطان ٍإِلاَّ أَن ْدَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ... [ إبراهيم/ آية 22.
4- قوله تعالى : ] فَلِذلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ وَلا تَتَّبِعْ أَهْواءَهُمْ... [ الشورى /آية 15.
5- قوله تعالى : ]وَلَوْ شِئْنا لَرَفَعْناهُ بِها وَلكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَْرْضِ وَاتَّبَعَ هَواهُ ... [ الأعراف/ آية 176 0


6-
قوله تعالى : ] وَإِذا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا ما أَنْزَلَ اللَّهُ قالُوا بَلْ نَتَّبِعُ ما أَلْفَيْنا عَلَيْهِ آباءَنا أَوَلَوْ كان َآباؤُهُمْ لا يَعْقِلُون َ شَيْئاً و لا يَهْتَدُون َ(104) [ المائدة /104 0


7-
قوله تعالى : ] ...قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِن ْعِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنا إِن ْتَتَّبِعُون َإِلاَّ الظَّن َ وَإِن ْأَنْتُمْ إِلاَّ تَخْرُصُونَ (148) [ الأنعام / آية 148 0


8-
قوله تعالى : ]سَأَصْرِفُ عَن ْ آياتِي َالَّذِيَن يَتَكَبَّرُون ََفِي الأَْرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِن ْيَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لا يُؤْمِنُوا بِها وَإِن ْيَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً وَإِن ْيَرَوْا سَبِيلَ الغَي َيَِتَّخِذُوهُ سَبِيلاً ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَكانُوا عَنْها غافِلِيَن َ(146) وَالَّذِين َكَذَّبُوا بِآياتِنا وَلِقاءِ الآْخِرَةِ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ هَلْ يُجْزَوْن َ إِلاَّ ما كانُوا يَعْمَلُون َ(147) [ الأعراف / آية 146-147 0


9-
قوله تعالى : ]وَمَن ْيُشاقِقِ الرَّسُولَ مِن ْبَعْدِ ما تَبَيَّن َ لَهُ الْهُدى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ ما تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَساءَتْ مَصِيراً(115)[النساء / آية 115 0


10-
قوله تعالى : ]يا أَيُّهَا الَّذِين َ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطان ِ وَمَن ْ يَتَّبِعْ خُطُواتِ الشَّيْطان ِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ... [ النور / آية 21 .


التقليد عند أهل السنة


والكلام على نحو الاختصار في عدة نقاط
:


النقطة الاولى : تعريف التقليد

1- عن المستصفى للغزالي ، الجزء الثالث : إن التقليد هو قبول قول بلا حجة .
2- وعن السبكي الشافعي في حاشية العطار على جمع الجوامع ، الجزء الثاني : إن التقليد اخذ قول الغير من غير معرفة دليل .
3- عن العضدي والآمدي في أحكـام الاحكام ، الجزء الرابع ، وكذلك عن ابن الهمام في تيسير التحرير ، الجزء الرابع : التقليد هو عمل بقول الغير من غير حجة ملزمة أو معلومة أو اعتماداً على رأي الغير أو استناداً الى قول الغير .


النقطة الثانية : عدم جواز تقليد غير مجتهد


نقل الشوكاني في ارشاد الفحول ، عن كثير من مذاهب العامة القول : تحريم التقليد لمن لم تتوفر فيه الشروط المطلوبة في المجتهد
.


النقطة الثالثة : وجوب تقليد المجتهد
في وجوب التقليد ورجوع المكلف العامي الى المجتهد ، قال الشوكاني في ارشاد الفحول : وبهذا قال الكثير من اتباع الائمة الأربعة
.


وورد في الوسيط في اصول الفقة: انه قول كثير من اتباع الائمة وانه اختار هذا كثير من المحققين
.


النقطة الرابعة : ابن الصلاح وحصر التقليد في المذاهب الأربعة


ورد في تيسير التحرير ، الجزء الرابع: إن ابن الصلاح منع تقليد غير المذاهب الأربعة ، معللا ذلـك بانضباط المذاهب الأربعة ، وتقييد مسائلهم ، وتخصيص عمومها
.


النقطة الخامسة : تخيير المكلف في تقليد من يشاء من العلماء وإبطال رأي ابن الصلاح

1- لقد ناقش العلامة المراغي ما ذهب اليه ابن الصلاح من حصر التقليد بالمذاهب الأربعة ، حيث ورد في تيسير التحرير ، الجزء الرابع عن المراغي: كان المسلمون مجتمعين على جواز تقليد أي عالم من علماء المسلمين ، فجاء الإمام ونقل أجماع المحققين على منع تقليد أعيان الصحابة لأنه ليس في وسع العامي إن يعرف غرضهم وان يفهم مقصودهم ، ثم رتب ابن الصلاح على هذا وجوب تقليد الائمة الأربعة دون سواهم ، وبذلك نسخ حكم الإباحة الذي كان مستفاداَ من إجماع المسلمين .... .
2- ورد في تيسير التحرير ، الجزء الثاني:


أ- انعقد الإجماع على من اسلم فله إن يقلد من شاء من العلماء من غير حجر
.


ب- اجمع الصحابة عـلى من أستفتى أبا بكر وعمر ، أو قلدهما ، فله إن يستفتي أبا هريرة ومعاذ بن جبل وغيرهما ، ويعمل بقوله من غير نكير
.


فمن ادعى خلاف هذين الإجماعين فعليه الدليل
.
3- ورد في حاشية العطار على جمع الجوامع / الجزء الثاني: إن الرازي حاول المنع من تقليد الموتى حيث قال: لا بقاء لقول الميت بدليل انعقاد الإجماع بعد موت المخالف 0 وفي ارشاد الفحول نقل الشوكاني نفس المعنى عن الرازي ايضاَ0


4-
ورد في ارشاد الفحول ، نقل الشوكاني عن الغزالي دعواه: الإجماع من أهل الاصول على المنع من تقليد الموتى ، وعلل ذلك بان الميت ليس من أهل المجتهد كمن تجدد فسقه بعد عدالته فإنه لا يبقى حكم عدالته ، واما لان قوله وصف له وبقاء الوصف بعد زوال الأصل محال 0


ورد نفس المعنى عن الغزالي في كتاب المنخول 0
التقليد عند الشيعة


التقليد المصطلح


التقليد : هو تفويض المقلد أعماله الى المجتهد ، فيجعل أعماله قلادة وشّح بها عنق المجتهد ، وقد ورد في عدة أقوال
:
1- قبول قول الغير .
2- قبول قول الغير مع الالتزام بالعمل على طبقه .
3- العمل بقول الغير .
4- الاستناد الى قول الغير في مقام العمل .
5- العمل بقول الغير أو العزم والالتزام بالعمل طبق قول المجتهد .


وجوب التقليد على العامي


المكلف الذي لم يصل الى رتبة الاجتهاد يجب عليه التقليد ، واطرح في المقام عدداَ من الادلة والمؤيدات بصورة موجزة ومبسطة ، بعضها بصياغات متعددة تصلح كدليل بمفردها أو بانضمامها ، دون التعرض للمناقشة
:
1- قوله تعالى : ] وَما أَرْسَلْنا مِن ْ قَبْلِكَ إِلاَّ رِجالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن ْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُون(7 ) [ َ الأنبياء / آية 7 .
2- قوله تعالى :]وَما كان َ الْمُؤْمِنُون َ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْ لا نَفَرَ مِن ْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّين ِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ (122) [ براءة / آية 122 0


3-
الوجوب المقدمي العقلي :


العقل يحكم بلزوم حق الطاعة فيلزم المكلف بالخروج عن عهدة تكاليف الواقعية الشرعية المعلومة بالإجمال ، وعليه فالعقل يحكم بوجوب التقليد بالوجوب المقدمي ، وذلك لان الطريق الموصل للعامي الى امتثال الاحكام الشرعية إذا توقف الواجب على التقليد صار واجبا مقدمياً
.
4- الوجوب المقدمي الشرعي :


نفس التقريب السابق مع اضافة مقدمة اخرى وهي الملازمة بين حكم العقل وحكم الشرع أي إن ما حكم به العقل حكم به الشرع فينتج ، وجوب التقليد بالوجوب المقدمي الشرعي
.
5- العقل ووجوب دفع الضرر :


ان العقل يحكم دفع الضرر المحتمل الناتج من إهمال امتثال الاحكام الشرعية المنجزة بالعلم الإجمالي ، المكلف العامي حسب الفرض ليس أمامه إلا التقليد للوصول الى ما يؤمّنه من العقاب
.
6- الفطرة ووجوب دفع الضرر:


الفطرة الإنسانية تحكم بوجوب دفع الضرر المحتمل ، فالغريزة الإنسانية من حب النفس تدفع الإنسان الى تجنب كل ما يحيط بالنفس من أخطار وهلكات ، وحيث لا يوجد أمام المكلف العامي حسب الفرض إلا التقليد لدفع الضرر وإنقاذ نفسه
.
7- الإجماع:


حيث يقال بانعقاد إجماع الفقهاء على الحكم بوجوب التقليد على المكلف للوصول الى الاحكام الفرعية ، اما مخالفة الإخباريين فلا يعتد بها لان مبناهم لا يختلف في الجوهر عما يطرحه الاصوليين بل إن الاختلاف بالاصطلاح فقط ، فالسيرة العملية عند الإخباريين هو العمل طبق مبدأي الاجتهاد والتقليد حيث يرجع المكلف العامي من الإخباريين الى العالم منهم
.
8- سيرة المتشرعة:


من الواضح إن سيرة المتشرعة من المؤمنين والمسلمين منذ عصر الأئمة(عليهم السلام) الى يومنا هذا على اتباع مبدأي الاجتهاد والتقليد ، وسيأتي ذكر كثير من الاخبار الدالة أو المؤيدة لثبوت هذه السيرة المتشرعة
.
9- روايات وجوب التقليد:


الاخبار التي تشير الى وجوب التقليد على المكلف ، منها ما ورد عن الإمام العسكري
(u): ( فإما من كان من الفقهاء صائناَ لنفسه حافظاَ لدينه مخالفاَ لهواه مطيعاَ لأمر مولاه فللعوام إن يقلدوه)) .
10- روايات إرجاع الشيعة لرواة الأحاديث:


الاخبار التي تشير الى إرجاع الشيعة لرواة الأحاديث منها
:


أ- ما ورد عن الإمام صاحب الزمان
(u): (( واما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها الى رواة حديثنا )) .


ب- ما ورد عن الإمام الصادق
(u): (( إذا أردت حديثنا فعليك بهذا الجالس ، وأومأ الى رجل ، فسألت أصحابنا فقالوا: زرارة بن أعين ))
11- روايات وجوب مراجعة العلماء :


الاخبار المشيرة الى رجوع والإطاعة لأشخاص معّينين
:


أ- رواية احمد بن اسحاق عن الإمام الهادي
(u): ((سألته وقلت من أعامل وعمن آخذ معالم ديني وقول من اقبل ؟ )) .


فقال
(u): (( العُمري ثقتي فما أدى اليك فعني يؤدي ، وما قال لك فعني يقول ، فاستمع له وأطع فأنه الثقة المأمون )) .


قال ( الراوي ): فسألت أبا محمد الحسن بن علي
(u) عن مثل ذلك .


فقال
(u): (( العُمري وابنه ثقتان فما أديا اليك فعني يؤديان وما قالا لك فعني يقولان فاسمع لهما وأطعهما فانهما الثقتان المأمونان)) .


ب- ما ورد عن عبد العزيز المهتدي والحسن بن علي بن يقطين جميعاَ عن الإمام الرضا
(u) قال: قلت ، لا اصل اليك أسألك عن كل ما احتاج اليك من معالم ديني ، أفيونس بن عبد الرحمن ثقة آخذ عنه ما احتاج اليه من معالم ديني ، فقال (u) : ((نعم)) .
12- المعصومون يحثون على الإفتاء :


الاخبار التي تشير الى رغبة المعصومين(عليهم السلام) وحثهم العلماء للتصدي لإفتاء الناس
:


أ- ما ورد إن الإمام الصادق
(u) يقول لأبان بن تغلب : (( اجلس في المسجد أو مسجد المدينة وافت الناس فاني احب إن يرى في شيعتي مثلك )) .


ب- ما ورد عن معاذ بن مسلم النحوي عن الإمام الصادق
(u): انه قال: (( بلغني انك تقعد في الجامع فتفتي الناس)) .


قلت : نعم ، وأردت إن أسألـك عن ذلك قبل إن اخرج ، اني اقعد في المسجد فيجيئني رجل فيسألني عن الشيء ، فإذا عرفته بالخلاف لكم أخبرته بما يفعلون ويجيئني رجل اعرفه بمودتكم وحبكم فاخبره بما جاء عنكم ويجيئني الرجل لا اعرفه ولا ادري منْ فأقول ، جاء عن فلان كذا ، وجـاء عن فلان كذا ، فادخل قولكم فيما بين ذلك فقال
(u): ((اصنع فاني كذا اصنع )) .
13- السيرة العقلانية وطبيعة المجتمعات البشرية :


إن السيرة العقلانية بل سيرة المجتمعات البشرية حتى البدائية جرت على رجوع الجاهل الى العالم وذي الاختصاص ، فالمريض يرجع الى الطبيب للعلاج ، والذي يريد بناء دار يرجع الى المهندس وهكذا ، ومنشأ هذه السيرة هو إن الإنسان بطبيعته جاهل بكل ما يحيطه من أمور وقضايا دينية أو اجتماعية أو علمية أو غيرها ويحتاج الى الكسب حتى يستقل بالمعرفة التفصيلية الكاملة بكل الاشياء ، لكن البديهي إن الفترة الزمنية مهما امتدت بالإنسان فهي لا تكفي لتلقي تلك المعلومات ( إلا على نحو الاعجاز وهذه حالة نادرة لا تتهيأ لكل فرد ) ، وعليه لا بد له من الرجوع الى العالم ليدلّه على الطريق الذي يسلكه ، فالمجتمع مهما كانت قيمته الحضارية وثقافته لا يستطيع إن ينهض أفراده بالاستقلال بالمعرفة التفصيلية بكل ما يتصل بحياتهم بل لابد إن يكون في كل مجتمع علماء وجهال ليرجع جهالهم الى علمائهم كل حسب اختصاصه
.


والشارع المقدس لم يشذ عن هذه المسيرة والقاعدة والطبيعة الاجتماعية العامة بل أمضاها واقرها ، ولذلك لم يكلف كل إنسان بالاجتهاد والمعرفة التفصيلية لكل ما يمت الى شؤونهم الدينية بل جعله على بعض الناس فكان وجوب الاجتهاد على نحو الوجوب الكفائي
.


فمبدأ الاجتهاد والتقليد هو التطبيق المناسب للطبيعة البشرية التي تقتضي توزيع الاعمال على هذه المجموعة من البشر ليكون في كل مكان من يقوم بدوره فيما تخصص من الحرف والصناعات ، وبهذا يحصل التكافل والتكامل في النظام الاجتماعي البشري فضلا عن تكامل الفرد وحفظه لان هذا التقليد هو الصحيح عقلا وشرعا حيث إن تقليد وتحميل المجتهد مسؤولية الرأي والحكم الذي أصدره واتبعه العامي ، هو باعتبار إن المجتهد من ذوي الاختصاص والمعرفة
.


متى بدأ التقليد


مما تقدم يتضح إن التقليد نشأ في عصر المعصومين(عليهم السلام) ويدل عليه ما ذكرناه من الروايات التي تشير الى هذا النهج في إرجاء الناس العوام الى العلماء وأهل الإفتاء ، اضافة الى انعقاد السيرة العقلانية وثبوتها وثبوت إمضائها من المعصومين(عليهم السلام) وكذلك الكلام في السيرة المتشرعية ، اضافة الى كون هذا المبدأ والنهج هو قانون طبيعي اجتماعي ، والشيء البديهي إن هذا المبدأ ضروري في عصر الغيبة ولا نقاش في هذا ، اما الحاجة اليه في زمن المعصومين(عليهم السلام) فترجع الى عدة اسباب نذكر منها
:
1- ظروف التقية اتي يعيشها الائمة(عليهم السلام) غالبا مما أدى الى عدم السماح وعدم قدرة معظم الناس من الاتصال بهم(عليهم السلام) ومعرفة الاحكام منهم مباشرة .
2- وهذا السبب متفرع من السابق حيث يقال انه حتى الخواص من أصحاب المعصومين(عليهم السلام) لم يكن باستطاعتهم المواصلة والبقاء لفترات طويلة تكفي للحصول على ما يحتاجه من أجوبة وعلوم اخرى .
3- سعة البلدان وتباعدهم وعدم وجود وسائل النقل السريعة وعدم وجود وسائط الطباعة الحديثة كما في الوقت الحاضر حيث تطبع الرسالة العملية فتكون بين يدي المكلف في كـافة البلدان ، وكذلك عدم امكانية الاستفادة من وسائل الاستنساخ القديمة الموجودة في ذلك العصر كالاستعانة بعشرات أو مئات الكتب للنسخ ، وذلك لظروف التقية التي يعيشها المعصوم(u) .
4- أراد المعصوم اثبات هذا الحكم والسيرة في زمنه حتى يصعب إنكارها في عصر الغيبة ، ويقوّي من هذا الاحتمال انه بالرغم من تصدي المعصومين(عليهم السلام) للإرشاد والحث على هذه السيرة والمنهج نرى إن البعض قد أنكر مسالة التقليد لغير المعصومين ولو من الناحية النظرية كما فعل الاخباريون .


وهذه الاسباب وغيرها هي التي جعلت الائمة(عليهم السلام) في مقام بيان وإرشاد وحث على فتح باب الاجتهاد وتوجيه الناس العوام لمراجعة العلماء ، وقد وضعوا الكثير من الاصول والقواعد الكلية للتوصل بها الى الحكم الواقعي أو الى الحكم الظاهري ، وأعطوا الضابطة والشروط التي تنطبق على من يجوز تقليده من العلماء ، كما ورد عن الإمام العسكري
(u): (( من كان من الفقهاء صائنا لنفسه حافظا لدينه مخالفا لهواه مطيعا لأمر مولاه فللعوام إن يقلدوه )) .


الاجتهاد والمرجعية


شروط مرجع التقليد
:


إن المرجعية الدينية من أهم المناصب وارفعها في عصر الغيبة ولهذا المنصب أهمية وهيبة اجتماعية مرتكزة في أذهان المتشرعة وعليه لا بد إن يكون المتصدي لهذا المنصب قدوة حسنة مثالية عليا لبقية الافراد لكون المرجع الديني هو الأمين على تطبيق الاحكام ، ولهذا اشترط الفقهاء في مرجع التقليد عدة شروط منها
:
1. البلوغ ، 2. العقل ، 3. الإيمان ، 4. العدالة ، 5. الذكورة ، 6. طهارة المولد ، 7. الاجتهاد المطلق ، 8. الحياة ،9. الأعلمية .


ولايـــــــــــة الفقيه
:


إذا توفرت في المجتهد الشروط الشرعية في مرجع التقليد السابقة فانه يثبت له أربع صلاحيات ووظائف هي
:


الاولى – الإفتاء
:


فإذا ثبتت صلاحية الإفتاء عند مرجع التقليد ، جـاز للمكلف إن يقلده ، فإذا رجع المكلف اليه وجب عليه الإفتاء في موارد المسائل الفرعية والموضوعات الاستنباطية وهذه الصلاحية مما لا شبهة فيها ويدل على هذا العديد من الادلة من القرآن والسنة وقد تقدمت الإشارة الى بعض تلك الموارد والأدلة سابقاَ وخاصة في فصل وجوب التقليد على العامي
.


الثانية – ولاية القضاء
:


في الخصومات التي تقع بين الناس إذا رفع المتخاصمان الدعوى الى المجتهد فعليه النظر في هذه الدعوى وسماع أقوال الاطراف وإصدار الحكم النهائي المطابق للشرع وهذه الولاية مما لا شبهة فيها وقد دلت العديد من الادلة على ذلك كما ذكرنا بعضها سابقاً
.


الثالثة – ولاية رعاية شؤون القاصرين
:


للفقيه ولاية رعاية شؤون القاصرين من أيتام ومجانين إذا لم يكن لهم ولي خاص وكذلك رعاية شؤون الاوقاف العامة إذا لم يكن لها متولِ خاص بنص الوقف وهذا مما لا إشكال فيه
.


الرابعة – الولاية العامة
:


للفقيه صلاحية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ويجب على الجميع أطاعته حتى لو استلزم ذلك التصرف بالأنفس والأموال ، لأنه في مقام تقديم المصالح العامة الدينية والاجتماعية على المصالح الشخصية ، وتفصيل الكلام تجده في الرسالة العملية (المنهاج الواضح) كتاب الاجتهاد والتقليد ( ص 65
)


والحمد لله رب العالمين


ابوجعفرالديواني 25-06-2009 11:34 PM

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .


الساعة الآن 01:12 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات احباب الحسين