عرض مشاركة واحدة
قديم 20-04-2012, 03:03 AM   رقم المشاركة : 1
الكاتب

دمعة الكرار


الملف الشخصي









دمعة الكرار غير متواجد حالياً


الجهل وعدم الوضوح


الجهل وعدم الوضوح
يلعب الجهل دوراً خطيراً في حياة الإنسان، فهو سبب رئيس من أسباب الضلال والضياع، وهو عامل من عوامل الفساد والانحراف، ذلك لأن الجاهل لا يدرك خطورة فعله، ولا يعرف نتائج سلوكه المشين، لذا فإن الجريمة أو المخالفة، تقلّ بين العلماء والمفكرين والمثقفين، إذا ما قيسوا بالمجتمع الذي ينتمون إليه فكراً وسلوكاً.
ويجب أن لا يغيب عن أذهاننا، أن العلم الحقيقي، الذي يصون الإنسان عن الجريمة والمعصية بالدرجة الأولى، هو العلم بالله، ومعرفة علاقة الوجود به، وموقع الإنسان من هذا الوجود، ومن تلك العلاقة بالله.. وبدون هذا التشخيص لا يستطيع الإنسان أن يُقوّم حقيقة سلوكه، ونتيجة فعله. لذا ترى بعض العلماء والمفكرين من الذين لا يؤمنون بالله تعالى يقدمون على أبشع الجرائم في التخطيط لحروب الإبادة البشرية، أو صنع وسائل الخراب والدمار.
وصدق الرسول الأمين محمد صلى الله عليه وآله في جوابه حينما سئل:
((أي الناس شر؟ قال العلماء إذا فسدوا))
إن هذه الطبقة من حملة العلم والثقافة المادية، التي تجهل علاقتها الحقيقية بخالق الوجود، تتساوى مع طبقة الجهّال الذين لم يستضيئوا بنور المعرفة.
والجاهل هو المعرض دائماً عن رسالة الحق، المتنكر لدعوة الخير، لذا جاء في القرآن في وصف هذه الفئة من الناس:
(قَالَ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِندَ اللَّهِ وَأُبَلِّغُكُم مَّا أُرْسِلْتُ بِهِ وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ)
[الأحقاف، 23].
(إِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلاَ تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاء إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ *
وَمَا أَنتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَن ضَلاَلَتِهِمْ إِن تُسْمِعُ إِلاَّ مَن يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُم مُّسْلِمُونَ)
[النمل، 80 - 81].
فالقرآن يردّ أسباب الكفر والضلال والمعصية إلى الجهل، لأنه يحول بين صاحبه وبين رؤية الحق، لذلك أرسل الله سبحانه الأنبياء والرسل، وحثّ على طلب العلم والمعرفة.. ليتمكن الإنسان من تحصيل خيره وسعادته، فيصغي إلى صوت الحق، ويستجيب لدعوة الخير.



من مواضيع دمعة الكرار » معالم الشخصية السماوية للزهراء (عليها السلام)
» ثلاث دعواتٍ مستجابات لا شكّ فيهنّ
» عَلى قَدر عَطآئكْ يَفتقدك الـ آخرون ..!
» أثمرت وروديوقتلتني جروحها
» عبادة الامام الحسين علية السلام
رد مع اقتباس