عرض مشاركة واحدة
قديم 10-09-2017, 05:20 PM   المشاركة رقم: 1
معلومات العضو
الشيخ عباس محمد

إحصائية العضو







 
 


التوقيت

التواجد والإتصالات
الشيخ عباس محمد غير متواجد حالياً

المنتدى : منتدى أهل البيت (عليهم السلام)
افتراضي احياء امر اهل البيت ع / اسئلة واجوبة

احياء امر اهل البيت ع واقامة الشعائر / اسئلة واجوبة


اسئلة
لماذا نقيم العزاء على الإمام الحسين(عليه السلام)؟
الجواب:

إنّ المثل العليا والقيم السامية التي جسّدها الإمام الحسين(عليه السلام) في الطفّ، جعلت السائرين على نهجه والمرتبطين به يحيون ذكراه، وينشرون مآثره، باعتبارها خير أُسوة يتأسّى بها الناس.
فإحياء الذكريات التي تمثّل منعطفاً بارزاً، وتحوّلاً نوعياً في حياة الأُمم، أمر طبيعي وغير مستهجن؛ لأنّه نابع من ذات الإنسان، ومتّصل بفطرته، كما أنّ الأيّام تعتبر مزدهرة وخالدة، ومتّصفة بالتميّز لوقوع الحوادث العظيمة فيها.
وأيّ حادثة أعظم من واقعة كربلاء؟!
لقد بقيت هذه الواقعة معلماً شاخصاً في التاريخ؛ لما جرى فيها من فجائع من جهة، ولما رسمت فيها من صور مشرّفة من جهة أُخرى.
فالشيعة يقيمون هذه المآتم، ويحيون هذه الذكرى الأليمة من هذا المنطلق، ومن منطلقات عديدة أُخرى، منها:
أولاً: امتثال أمر الله تعالى، القاضي بمودّة العترة الطاهرة؛ إذ قال تعالى: (( قُل لاَّ أَسأَلُكُم عَلَيهِ أَجراً إِلاَّ المَوَدَّةَ فِي القُربَى )) (الشورى:23)، ومواساة رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) بهذا المصاب الجلل من أظهر مصاديق المودّة، فرسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) بكى على الإمام الحسين(عليه السلام)، وهو لم يزل في سنيّ الطفولة.
فقد ورد عن عائشة أنّها قالت: ثمّ خرج [رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم)] إلى أصحابه، فيهم عليّ وأبو بكر، وعمر، وحذيفة، وعمّار، وأبو ذر(رضي الله عنهم)، وهو يبكي، فقالوا: ما يبكيك يا رسول الله؟!
فقال: (أخبرني جبريل، أنّ ابني الحسين يقتل بعدي بأرض الطفّ، وجاءني بهذه التربة، وأخبرني أنّ فيها مضجعه)(1).
ثانياً: نحن نقيم هذه الشعائر لأنّ فيها نصرةً للحقّ وإحياءً له، وخذلاناً للباطل وإماتةً له، وهذا الأمر من أجله أوجب الله تعالى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
ثالثاً: إنّ إحياءنا لهذه الذكرى، حفظ لها من الضياع، وصون لمبادئها من التزييف، ولولا ذلك لاضمحلّت، وخَبَت جذوتها، ولأنكرها المخالفون، كما حاولوا إنكار غيرها!!
رابعاً: بإقامتنا لهذه الشعائر - لاسيّما المجالس الحسينية - نكشف عن منهج مدرستنا، هذه المدرسة الجامعة لمختلف الطبقات والفئات، إذ يعرض فيها التفسير والتاريخ، والفقه والأدب، و... فهي مؤتمرات دينية، تُطرح فيها مختلف المعارف والعلوم.
خامساً: إنّ إحياءنا لهذه الشعائر، هو أفضل وأبسط وأنجح وسيلة لنشر الإسلام الأصيل؛ لأنّها حيّة وغير معقّدة، ولذلك كانت ولا زالت أشدّ تأثيراً في النفوس!
فالإحياء والمشاركة والتنمية لشعائر الحسين(عليه السلام) إحياء لذكر رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم)، لأنّه قال: (حسين منّي وأنا من حسين)(2) فهما(عليهما السلام) من سنخ واحد، وإحياء ذكرى النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) إحياء للدين، باعتباره الرمز الأوّل للإسلام.
وهناك أسباب كثيرة توجب علينا إقامة هذه الشعائر، فمن أرادها فليطلبها من مظانّها.

(1) مجمع الزوائد 9: 188كتاب المناقب مناقب الحسين بن عليّ، المعجم الكبير 3: 107 حديث (2814) ترجمة الإمام الحسين بن عليّ، كنز العمّال 12: 123 حديث (3429) كتاب الفضائل، فيض القدير 1: 266، ينابيع المودّة 3: 10 الباب (60).
(2) كامل الزيارات: 116 الباب (14)، مسند أحمد بن حنبل 4: 172 حديث يعلى بن مرّة الثقفي، سنن الترمذي 5: 324 حديث (3864) مناقب أبي محمّد الحسن بن عليّ، المستدرك على الصحيحين 3: 177 فضائل الحسين بن عليّ، المصنّف لابن أبي شيبة 7: 515 ما جاء في الحسين بن عليّ، صحيح ابن حبّان 15: 428 مناقب الحسن والحسين، المعجم الكبير 3: 33 و 2: 274 بقية أخبار الحسن بن عليّ.


تعليق على الجواب (1)
يشكل عليك المخالفون ويقولون: كلامك غير صحيح! لأنّ المذاهب الأربعة باقية منذ نحو ألف سنة، ولم تختلّ أو تذهب ريحها، مع العلم أنّ أتباعها لا يقيمون مجالس العزاء على أرواحهم.
الجواب:

نجيب بما يلي:
أولاً: إنّ المراجعة لأجوبتنا السابقة لهذا السؤال وفي الباب الذي ذكرته في سؤالك تؤكّد لك أنّنا لم نحصر الجواب بما أوردت عليه من شبهة، وإنّما كان هذا أحد نقاط الجواب العديدة.
ثانياً: نحن - حتى في النقطة التي أوردتها - لم نقل يذهب ريحها وينتهي وجودها، وإنّما العبارة بدقة: ((ولولا ذلك لاضمحلّت وخَبَت جذوتها))، وفرق واضح بين العبارتين!
ثالثاً: إنّ بقاء المذاهب الأُخرى، إنّما كان لأنّها مذاهب السلطة، فبها استمرت كما أنّ السلطة قامت بها.
رابعاً: نحبّ أن نطمأنك، حتى هذا المقدار من البقاء لها ما كان ليكون لولا وجود مذهب ثائر، متمرّد على الباطل، يحيي السنن الإسلامية الأصيلة، ويهتف بها، وبشتّى الأساليب، وإلاّ لزالت حتى المذاهب الأُخرى التي عاشت بضلال دفاعه عن الإسلام والمسلمين، ولَما احتاج إليها سلاطين ما يسمّى بالعصور الإسلامية الفائتة، وإنّما بقاءه، وبهذه القوّة، أوجب إبقاء سواه؛ لمعارضته وردّه، والاحتجاح عليه، وإيقاف مدّه على الأقل.
وإلاّ إذا كنت تقصد بقاء الأشياء لمجرّد البقاء، فهذا لا يعني المذاهب الأربعة فقط، وإنّما ينسحب حتى على مذاهب الضلال وأصحاب الديانات الصنمية والمشركة والمخالفة لتوحيد الله، والأمثلة كثيرة لا نعتقد أنّها تفوتك.
خامساً: ثمّ إنّ قولنا باختصار: إنّ المذهب الحقّ الذي يرفض الظلم والطغاة على مرّ العصور، وبالتالي يكون همّهم الأوّل والأهمّ هو القضاء عليه، ما كان ليبقى ويستمرّ ويحافظ على جذوته إلاّ بمثل هذه الشعائر، وإحياء أمر استشهاد الحسين(عليه السلام) في كربلاء. وهذا أمر لا ينطبق على بقية المذاهب، بل لا ينطبق على الملل الأُخرى أيضاً.

لسؤال: أسباب إقامة الشعائر (2)
ما هو سبب جلدكم أنفسكم في يوم عاشوراء، هل هذا اقتداء برسول الله، أم أنّه مبتدع من عند أنفسكم؟ وما هو سرّ سجودكم على الحجر الذي تحضرونه من الشام؟
هداكم الله وهدانا.
الجواب:

إنّ الشيعة بإقامتها العزاء في مأتم ريحانة رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) تريد إحياء ذكر الرسالة التي خيف عليها من الضياع على يد بني أُميّة وأسلافهم وأخلافهم, وإنّ مظاهر العزاء، وإن كانت مختلفة بحسب الأزمنة والأمكنة ولكن تصبّ كلّها في مجرى واحد، وهو: السعي لبيان مظلوميّة أهل البيت(عليهم السلام) مهما أمكن, ممّا يؤدّي بالنتيجة إلى دعم الدين والعقيدة، وفضح المعادين لها، ولو كانوا في ثوب الإسلام..
وهل هذا شيء قليل؟!!!
و لو كنّا ننظر بعين الإنصاف في القضيّة, فلو لم تعقد هذه المآتم، ولم تقام هذه المراسم, فأيّ عمل كان يضمن بقاء الإسلام الصحيح، المتمثّل في أهل البيت(عليهم السلام)؟
أليس يخشى عليها - حينئذ - الضياع والنسيان؟
وأمّا بالنسبة لسؤالك الثاني, فلم نعهد من شيعي الالتزام بالسجود على حجر منسوب إلى الشام, بل إنّهم يرون السجود على الأرض - فقط - مجزياً في الصلاة، ورأيهم هذا مدعم حتّى بأحاديث أهل السنّة في صحاحهم ومسانيدهم.
نعم، وفي الوقت نفسه يقولون بأفضليّة السجود على التربة الحسينيّة - بروايات خاصّة صدرت عن أئمّتهم(عليهم السلام) - لما فيه من التنويه والإشارة إلى دور النهضة الحسينيّة في تشييد أركان الدين الحنيف، بل وفي إقامة الصلاة نفسها وسائر العبادات. وعلى أي حال فالتربة الحسينيّة جزء من الأرض، فلا ينبغي الإشكال والمناقشة في مشروعيّة السجود عليها.




السؤال: الشيعة تحيي ذكرياتهم(عليهم السلام)
من فضلكم أُريد أن أعرف: هل الشيعة يقيمون عزاءً في ذكرى موت كلّ واحد؟
الجواب:

إنّ الشيعة تحيي الذكريات، وتعتقد بأنّ في إحيائها الأجر والثواب، وأنّها من مصاديق تعظيم شعائر الله، فتحيي ذكريات الأعياد والأفراح، كيوم مولد الرسول(صلّى الله عليه وآله وسلّم)، والمبعث الشريف، ومواليد الأئمّة من أهل البيت(عليهم السلام)، كما تحيي الشيعة ذكريات الحزن، كيوم وفاة الرسول(صلّى الله عليه وآله وسلّم)، والأئمّة المعصومين(عليهم السلام).
والشيعة تؤكّد على إقامة مراسم العزاء على الميّت، وذلك بالحضور في تشييع جنازته إلى مثواه الأخير، وإقامة مجالس يقرأ فيها القرآن، ويهدى ثواب القراءة إلى الميّت، وكذلك الذهاب إلى القبر وقراءة القرآن عنده، وإهداؤها إلى صاحب القبر، وعمل الأعمال الصالحات، وإهداؤها إلى روح الميّت.



السؤال: هل يعظم الشيعة الشعائر الحسينية فقط

عندما أحدّث أصدقائي عن أهل البيت(عليهم السلام) وخاصّة في هذه الأيام عن الإمام الحسين(عليه السلام)، يقولون لي: إنّ الشيعة يكثرون من ذكر الحسين(عليه الصلاة والسلام) أكثر من رسول الله، وحسب فهمهم أنّ ذلك ينقص من درجة رسول الله(عليه الصلاة والسلام)، رغم محاولة اقناعي لهم لم يعترفوا.
أُريد من سيادتكم توضيح هذه الشبهة لكي أقنعهم.
الجواب:

هناك كثير من المناسبات ترتبط بالنبيّ الأكرم(صلّى الله عليه وآله وسلّم)، والتي يجتمع لها شيعة أهل البيت لإحيائها، لكن إجتماعهم غالباً ما يكون عند نفس النبيّ، بنصّ القرآن، وهو: الإمام عليّ(عليه السلام)، كما في آية المباهلة، إذ يتم هناك في مدينة النجف الأشرف إحياء ذكرى وفاة النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) في الثامن والعشرين من شهر صفر، ومولد النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) يوم السابع عشر من شهر ربيع الأوّل، ويوم المبعث وهو يوم السابع والعشرين من شهر رجب، ويوم الإسراء والمعراج، وغيرها من المناسبات، كالمباهلة، والغدير، والتي لها أيضاً ارتباط بالنبيّ الأكرم(صلّى الله عليه وآله وسلّم) والسبب في ذلك هو وجود مرقد النبيّ الأكرم في المدينة المنوّرة؛ فإنّه لا يسمح للشيعة هناك بإقامة المناسبات التي فيها تعظيم لشأن رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم).
أمّا الإمام الحسين(عليه السلام) فهو في كربلاء فيستطيع شيعة أهل البيت أن يحيوا الشعائر الحسينية بحرية تامّة.
ولو تغيّر الوضع في المدينة لوجدت شيعة أهل البيت يحيون كلّ تلك المناسبات عند قبر الرسول(صلّى الله عليه وآله وسلّم)، ولوجدت مدى تعظيمهم لمقام الرسول الأكرم(صلّى الله عليه وآله وسلّم)، والدليل على ذلك: ما يتعرّضون له من مضايقات في أيام الحجّ عندما يتبرّكون بقبر النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم).

سؤال: اهتمام الشيعة بمراسيم عاشوراء أكثر من باقي المناسبات
لماذا نرى الشيعة يحيون ذكرى عاشوراء بكلّ هذا الزخم وكلّ هذه الحماسة، بينما لا نرى ذلك يحصل في مناسبات إسلامية عظيمة أُخرى، كوفاة الرسول(صلّى الله عليه وآله وسلّم) والذي هو سيّد الخلق أجمعين؟
الجواب:

كما يلتزم الشيعة الأبرار بإحياء ذكرى عاشوراء، فإنّهم يلتزمون بإحياء ذكرى وفاة رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) أيضاً، ولكن الفرق إنّما هو في مستوى الانفعال في المناسبتين.
ولا يمكن لأحد أن ينكر: أنّ ما جرى للإمام الحسين(عليه السلام) كان أشدّ إثارة للعاطفة، وأقوى تأثيراً على المشاعر من أيّة حادثة أُخرى، حتـّى حادثة استشهاد الرسول الكريم(صلّى الله عليه وآله وسلّم)..
يضاف إلى ذلك: إنّ رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) نفسه قد بكى وأعلن الحزن على الإمام الحسين(عليه السلام)، حينما كان لا يزال وليداً وطفلاً.
ولنفترض أنّ المطلوب في مناسبة استشهاد النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) هو: درجات أعلى من الحزن، وقد قصّر الشيعة في هذا الاتّجاه، فإنّ الواجب هو أن يطلب منهم رفع مستوى تلك المراسم، بحيث تتناسب مع ما ينبغي أن تكون عليه.. لا أن يطلب من الناس ترك عزاء الإمام الحسين(عليه السلام)، من أجل تقصيرهم في واجب آخر..
وهل هذا إلاّ نظير أن نطلب من تارك الصوم أن يترك الصلاة أيضاً، بدلاً من أن نطلب منه أن يؤدّي واجب الصلاة والصوم معاً؟!
وفّقنا الله تعالى للسير على هدي القرآن، والالتزام بأحكام الإسلام، وجعلنا ممّن ينتصر به لدينه، إنّه وليّ قدير.

السؤال: مصداق للتأسّي بالنبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم)
أنا طالبة في المرحلة الثانوية، موالية لأهل البيت(عليهم السلام)، وفي يوم عاشوراء نضطرّ للتغيّب عن المدرسة؛ لإحياء ذكرى الحسين(عليه السلام)، فنجد أنفسنا في اليوم التالي محاصرين بأسئلة، واتّهامات لا تُحصر، أُحاول أن أُجيب عليها قدر معلوماتي، ولكنّي أتمنّى أن تفيدوني بإجابات أكثر دقّة وصحّة، والأسئلة غالباً ما تكون محصورة في:
1- لماذا تهتمّون بذكرى الإمام الحسين(عليه السلام) أكثر من الرسول والأنبياء؟ فتتغيّبون عن الدوام في هذا اليوم بالذات؟
2- لماذا تحيون ذكرى الحسين(عليه السلام)؟ وتبكون عليه رغم مرور كثير من السنين على استشهاده؟
3- ما معنى اللطم على الصدر؟
الجواب:

نحن نبكي على الإمام الحسين(عليه السلام)، ونقيم المأتم عليه؛ لأنّ رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) بكى على الإمام الحسين(عليه السلام) قبل استشهاده، لمّا أخبره جبرائيل بما سيجري على الإمام الحسين(عليه السلام).
أيبكي رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) قبل الفاجعة، ونحن لا نبكي بعدها؟!
ما هذا شأن المتأسّي بنبيّه، والمقتصّ لأثره!
إنّ ترك الحزن والبكاء على الحسين(عليه السلام) خروج عن قواعد المتأسّين، بل عدول عن سنن النبيّين؛ فإنّ رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) استيقظ يوماً من النوم فزعاً، وفي يده تربة حمراء يقلبّها بيده، وعيناه تهراقان من الدموع، وقال لأُمّ سلمة: (أخبرني جبرائيل أنّ ابني الحسين يقتل بأرض العراق)(1).
ولمّا ترى أُمّ سلمة النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) يقلّب شيئاً في كفّه، ودموعه تسيل، والحسين نائم على صدره، تسأله عن ذلك؟ فيقول(صلّى الله عليه وآله وسلّم): (إنّ جبريل أتاني بالتربة التي يقتل عليها، وأخبرني أنّ أُمّتي يقتلونه)(2).
وكذلك يستيقظ رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) وهو يبكي، فتقول له عائشة: ما يبكيك؟
فيقول: (إنّ جبريل أراني التربة التي يقتل عليها الحسين... فقال: يا عائشة والذي نفسي بيده، إنّه ليحزنني، فمن هذا من أُمّتي [الذي] يقتل حسيناً بعدي؟!)(3).
فنحن نهتمّ بالحسين(عليه السلام) لاهتمام النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) به، ونبكي عليه لبكاء النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) عليه، ونحزن عليه لحزن النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) عليه.
وأمّا اللطم فإنّه من مظاهر الحزن والعزاء، وكلّ شيء يُعدّ عرفاً من مظاهر الحزن والعزاء على الحسين(عليه السلام) فإنّه يدخل تحت عمومات الحزن على الحسين(عليه السلام).

(1) ترجمة الإمام الحسين(عليه السلام) من طبقات ابن سعد: 44 حديث (268).
(2) المصنّف لابن أبي شيبة 8: 632 حديث (258) كتاب الفتن، مسند ابن راهويه 4: 131 ما يروي أهل الكوفة عن الشعبي، المعجم الكبير 3: 109 و 23: 328، كنز العمّال 13: 657 حديث (37668) كتاب الفضائل.
(3) ترجمة الإمام الحسين لابن عساكر: 262 حديث (230)، تاريخ مدينة دمشق 14: 195 ترجمة الإمام الحسين، ترجمة الإمام الحسين(عليه السلام) من طبقات ابن سعد: 46 حديث (271).

لسؤال: كيفية تطور العزاء الحسيني
كيف كانت طريقة العزاء على الإمام الحسين(عليه السلام) منذ زمن الأئمّة(عليهم السلام)، من الإمام زين العابدين(عليه السلام) وإلى زماننا هذا؟ أي: كيف تطوّر العزاء الحسيني؟
الجواب:

إنّ تاريخ إقامة العزاء الحسيني بصورته البسيطة من البكاء والحِداد والنوح، قد يرجع - طبقاً لجملة من الروايات - إلى زمن آدم(عليه السلام)(1)، وأمّا في العصر الإسلامي فأوّل من بكى على الحسين(عليه السلام) جدّه رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم).
ثمّ بعد استشهاده(عليه السلام) يقول التاريخ: إنّه بعد رحيل الجيش الأموي من كربلاء، إجتمع جمع من الناس وبكوا، وأقاموا مأتماً على الشهداء قبل دفنهم، حتّى إنّ الإمام زين العابدين(عليه السلام) حينما قدم إلى كربلاء في ذلك الحين، رآهم على تلك الحالة، ومن بعده استمرّت المراسم بين حين وآخر بأساليب متعدّدة من إقامة المجالس، وإنشاد الشعر والمراثي، إلى أن وصل دور الحكومات الشيعية - مثل الدولة الحمدانية والبويهية والفاطمية، وعلى الأخصّ الصفوية - فتحرّكت المواكب، والهيئات الشيعية، وبتأييد صريح، ودعم واضح من ملوكها وعلمائها لهذه المآتم والمجالس والمواكب.
وأمّا نوعية العزاء وتطوّره فهو في الواقع قد أخذ سبيله في التغيير والتطوّر في كلّ زمان ومكان، حسب ما يراه الشيعة طريقاً ووسيلةً لإحياء ذكر الإمام الحسين(عليه السلام)، وفقاً لما يراه علماؤهم من جوازه، وعدم منافاته للشرع.

(1) الخصال: 58 حديث (79) باب الاثنين، كمال الدين: 461 حديث (21) الباب (43)، بحار الأنوار 44: 245 حديث (44).

السؤال: روايات صحيحة السند تحث على إقامتها
ما نظرة فقهاء الشيعة ومثقّفيهم في قضية البكاء، ولطم الصدور، وغيرها من الأُمور الأُخرى، المتعلّقة بسيّد الشهداء الإمام الحسين(عليه السلام)؟
نودّ من خلال إجابتكم جواباً بسيطاً شافياً، ويدخل في الأذهان بسهولة، حتّى نتمكّن من سردها لإخواننا من غير الشيعة، الذين يسألوننا عن ذلك دوماً.
ولكم جزيل الشكر والامتنان.
الجواب:

قد روى علماء المسلمين في كتب الحديث بكاء النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) على الإمام الحسين(عليه السلام) قبل شهادته، وذلك لمّا أخبره جبرائيل بما سيجري على الإمام الحسين(عليه السلام)، وهذا تكرّر عدّة مرّات من النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم)، وكذلك بكاء أمير المؤمنين(عليه السلام) والصحابة لمّا أخبرهم النبيّ بما سيجري على الإمام الحسين(عليه السلام).
أضف إلى ذلك، ما ورد صريحاً في روايات أهل البيت(عليهم السلام) الصحيحة السند في الحثّ على إقامة المأتم على الإمام الحسين(عليه السلام).
وكما تعلمون فإنّ لكلّ قوم عرف خاصّ بهم في إقامة المأتم، ومن ذلك اللطم عند الشيعة، فإنّه مظهر من مظاهر الحزن عندهم، ويدخل تحت عمومات استحباب إقامة المأتم.
أضف إلى ذلك فإنّ الهاشميات لطمن على الإمام الحسين(عليه السلام)، وما روي عن الإمام الصادق(عليه السلام): (إنّ البكاء والجزع مكروه للعبد في كلّ ما جزع ما خلا البكاء والجزع على الحسين بن عليّ(عليه السلام) فإنّه فيه مأجور)(1) خير دليل على هذا.

(1) كامل الزيارات: 202 الباب (32) حديث (286).

السؤال: ماذا ينبغي فعله في شهر محرّم
بما أنّ شهر محرّم قريب، فما هي الأعمال التي يستحبّ القيام بها في هذا الشهر العظيم؟
وشكراً على تفضّلكم بالإجابة على الأسئلة.
الجواب:

مع حلول شهر محرّم الحرام، تتجدّد ذكرى استشهاد سيّد الشهداء الإمام الحسين(عليه السلام) - ريحانة الرسول الأعظم(صلّى الله عليه وآله وسلّم) - وأصحابه الأوفياء، وأسر أهل بيته ظلماً وجوراً؛ ولهذا السبب وبالذات تلتزم الشيعة - وحتّى المنصفون من غيرهم - بإحياء شعائر هذه النهضة الخالدة عبر القرون والأجيال، لكي يستلهم المجتمع البشري في كلّ زمانٍ مفردات الإيمان والإباء في سبيل العقيدة الإسلامية الحيّة، من عناصر هذه الحركة والجهاد.
وعليه ينبغي لكلّ مسلم، أن يظهر من سلوكه وآدابه، ما يدلّ على الحزن والأسى، وأن يجتنب بقدر الإمكان من مظاهر الفرح والابتهاج والسرور؛ ففي تاريخ اليعقوبي: ((وروى بعضهم: أنّ علي بن الحسين لم ير ضاحكاً يوماً قط، منذ قتل أبوه))(1).
وروي عن الرضا(عليه السلام)، قال: (إنّ المحرّم شهر كان أهل الجاهلية يحرّمون فيه القتال، فاستحلت فيه دماؤنا، وهتكت فيه حرمنا، وسبي فيه ذرارينا ونساؤنا، وأضرمت النيران في مضاربنا، وانتهب ما فيها من ثقلنا، ولم ترع لرسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) حرمة في أمرنا!
إنّ يوم الحسين أقرح جفوننا، وأسبل دموعنا، وأذلّ عزيزنا، بأرض كرب وبلاء، وأورثتنا الكرب والبلاء إلى يوم الانقضاء، فعلى الحسين فليبكِ الباكون، فإنّ البكاء يحطّ الذنوب العظام..
ثمّ قال(عليه السلام): كان أبي(صلوات الله عليه) إذا دخل شهر المحرّم لا يرى ضاحكاً، وكانت الكآبة تغلب عليه حتّى يمضي منه عشرة أيّام، فإذا كان يوم العاشر كان ذلك اليوم يوم مصيبته وحزنه وبكائه، ويقول: هو اليوم الذي قتل فيه الحسين(صلوات الله عليه))(2).
وأن يحرص على الحضور في المآتم والمجالس الحسينية التي تنعقد في هذا الشهر تعظيماً للشعائر، وتأكيداً للمحافظة على تلك القيم السامية في النفس، وإظهاراً للمودّة والولاء لخطّ أهل البيت(عليهم السلام)، والبراءة من أعدائهم في طول التاريخ.
وفي هذا المجال لا يفوتنا أن نذكر فضل قراءة زيارة عاشوراء، وما لها من آثار عظيمة دينيّاً ودنيويّاً، فقراءتها أمر مستحبّ مؤكّد في كلّ وقت وزمان(3).

(1) تاريخ اليعقوبي 2: 259 أحداث أيّام مروان بن الحكم و...
(2) أمالي الصدوق: 190 مجلس(27) حديث (199).
(3) مصباح المتهجّد: 771 أعمال محرّم.

لسؤال: الأئمّة يقيمون العزاء على الإمام الحسين(عليه السلام)
لو سمحتم أن توردوا لنا مصادر - سواء من كتبنا أو من كتب العامّة - على أنّ الإمام زين العابدين(عليه السلام)، أو أحد الأئمّة(عليهم السلام) نصب عزاءً للإمام الحسين(عليه السلام)، وأنّه كرّر ذكر مظلوميّته في كلّ سنة.

الجواب:

أوّلاً: إنّ أوّل مجلس نصبه الإمام زين العابدين(عليه السلام) كان في الشام، عندما خطب في ذلك الحشد، وأخذ ينعى أبيه ويعدّد صفاته ويبيّن مظلوميّته، والناس من حوله تبكي، فهذا أوّل مجلس عزاء أقامه الإمام زين العابدين(عليه السلام) في الجامع الأُموي(1).
ثانياً: ما كان يفعله الإمام زين العابدين(عليه السلام) عند مروره بالقصّابين، وتذكيرهم بمصاب الإمام الحسين(عليه السلام)، وأخذه البكاء أمامهم، فإنّ هذا عزاء لأبيه الحسين(عليه السلام) في الملأ العام، وليس فقط تذكير لهم.
ثالثاً: روى العلاّمة المجلسي عن بعض مؤلّفات المتأخّرين أنّه قال: ((حكى دعبل الخزاعي، قال: دخلت على سيّدي ومولاي علي بن موسى الرضا(عليه السلام) في مثل هذه الأيّام ]يعني محرّم[ فرأيته جالساً جلسة الحزين الكئيب، وأصحابه من حوله، فلمّا رآني مقبلاً قال لي: (مرحباً بك يا دعبل، مرحباً بناصرنا بيده ولسانه).
ثمّ إنّه وسّع لي في مجلسه، وأجلسني إلى جانبه، ثمّ قال لي: (يا دعبل! أحبّ أن تنشدني شعراً، فإنّ هذه الأيّام أيّام حزن كانت علينا أهل البيت، وأيّام سرور كانت على أعدائنا، خصوصاً بني أُميّة.
يا دعبل! من بكى وأبكى على مصابنا ولو واحداً كان أجره على الله.. يا دعبل! من ذرفت عيناه على مصابنا وبكى لِما أصابنا من أعدائنا حشره الله معنا في زمرتنا.. يا دعبل! من بكى على مصاب جدّي الحسين غفر الله له ذنوبه البتة).
ثمّ إنّه(عليه السلام) نهض وضرب ستراً بيننا وبين حرمه، وأجلس أهل بيته من وراء الستر ليبكوا على مصاب جدّهم الحسين(عليه السلام)، ثمّ التفت إليّ وقال لي: (يا دعبل! إرثِ الحسين، فأنت ناصرنا ومادحنا ما دمت حيّاً، فلا تقصّر عن نصرتنا ما استطعت).
قال دعبل: فاستعبرت وسالت عبرتي، وأنشأت أقول:
أفاطم لو خلت الحسين مجدّلاً ***** وقد مات عطشاناً بشطّ فُراتِ
إذاً للطمت الخدّ فاطم عنده ***** وأجريت دمع العين في الوجنات...))(2)
فهنا الإمام(عليه السلام) عقد مجلساً لذكر جدّه الإمام الحسين(عليه السلام)، وأمر بضرب الحجاب حتّى يسمع أهل بيته.
رابعاً: روى العلاّمة المجلسي عن بعض المؤلّفات لأحد ثقاة معاصريه، أنّه لمّا أخبر النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) ابنته فاطمة بقتل ولدها الحسين، وما يجري عليه من المحن، بكت فاطمة بكاءً شديداً، وقالت: يا أبتِ! متى يكون ذلك؟ قال: (في زمان خالٍ منّي ومنك ومن عليّ)، فاشتدّ بكاؤها، وقالت: يا أبتِ! فمن يبكي عليه؟ ومن يلتزم بإقامة العزاء له؟
فقال النبيّ: (يا فاطمة! إنّ نساء أُمّتي يبكون على نساء أهل بيتي، ورجالهم يبكون على رجال أهل بيتي، ويجدّدون العزاء جيلاً بعد جيل في كلّ سنة، فإذا كان القيامة، تشفعين أنت للنساء، وأنا أشفع للرجال، وكلّ من بكى منهم على مصاب الحسين أخذنا بيده، وأدخلناه الجنّة)(3).
خامساً: روى الشيخ الصدوق بسنده عن الإمام الرضا(عليه السلام)، أنّه قال: (إنّ المحرّم شهر كان أهل الجاهلية يحرّمون فيه القتال، فاستُحلّت فيه دماؤنا، وهُتكت فيه حرمتنا، وسُبي فيه ذرارينا ونساؤنا، وأضرمت النيران في مضاربنا...
ثمّ قال(عليه السلام): كان أبي(صلوات الله عليه) إذا دخل شهر المحرّم لا يرى ضاحكاً، وكانت الكآبة تغلب عليه حتّى يمضي منه عشرة أيّام، فإذا كان يوم العاشر كان ذلك يوم مصيبته وحزنه وبكائه، ويقول: هو اليوم الذي قتل فيه الحسين(صلوات الله عليه))(4).
فالإمام(عليه السلام) أقام العزاء للإمام الحسين(عليه السلام)، وجدّد مصيبته في كلّ محرّم بحزنه وبكائه، وتغيّر لونه.
وهناك روايات كثيرة واردة في أنّ الأئمّة(عليهم السلام) كانوا يظهرون الحزن والعزاء عند دخول شهر محرّم.
نعم، تبقى مسألة لا بدّ من الالتفات إليها، وهي: حالة الأئمّة(عليهم السلام) وما كانوا عليه من المطاردة والمحاصرة، والمراقبة المشدّدة من قبل الدولتين الأُموية - هي التي وقعت فيها معركة كربلاء - والعبّاسية، ومعلوم موقف الدولتين من أئمّة أهل البيت(عليهم السلام)، فلذلك لا تجد أنّ الإمام يقيم العزاء العام، ويدعو الناس إليه كما يقام الآن؛ لأنّه في رقابة وفي محاصرة تامّة من قبل السلطة، ويريد أن يحفظ نفسه، ويقوم بما هو المطلوب منه، فلذلك لا نجد هذا الأمر بالكيفية التي عليها نحن اليوم.

(1) الاحتجاج 2: 38 احتجاج علي بن الحسين زين العابدين على يزيد بن معاوية لما أدخل عليه.
(2) بحار الأنوار 45: 257 الباب (44) حديث (15).
(3) بحار الأنوار 44: 292 الباب (34) حديث (37).
(4) أمالي الشيخ الصدوق: 190 المجلس(27) حديث (199).
D

السؤال: رواية تشير إلى من يجدد العزاء جيلاً بعد جيل
في أي مصدر نجد: أنّه لمّا سألت الزهراء(عليها السلام) أنّ ابني هذا سيُقتل ولا يُقام له عزاء؟ فقال لها النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم)، إنّ الله سيخلق له شيعة يندبونه إلى يوم القيامة؟
الجواب:

لعلّ ما تسألين عنه هي الرواية التي ذكرها المجلسي في (البحار)، عن رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم): أنّه لمّا أخبر فاطمة(عليها السلام) بقتل ولدها الحسين(عليه السلام) وما يجري عليه من المحن، بكت فاطمة بكاءً شديداً، وقالت: يا أبت! متى يكون ذلك؟ قال: (في زمان خالٍ منّي ومنك ومن عليّ). فاشتدّ بكاؤها، وقالت: يا أبت! فمن يبكي عليه، ومن يلتزم بإقامة العزاء له؟ فقال النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم): (يا فاطمة! إنّ نساء أُمّتي يبكون على نساء أهل بيتي، ورجالهم يبكون على رجال أهل بيتي، ويجدّدون العزاء جيلاً بعد جيل في كلّ سنة، فإذا كان القيامة تشفعين أنت للنساء وأنا أشفع للرجال، وكلّ من بكى منهم على مصاب الحسين أخذنا بيده وأدخلناه الجنّة)(1).

(1) بحار الأنوار 44: 293.

السؤال: إقامة الشعائر الحسينية مستحبّ مؤكّد
السلام عليكم، والصلاة والسلام على محمّد وآله الطاهرين
لدي سؤال حول مراسم العزاء لآل البيت(عليهم السلام): هل الإنسان يُحاسَب شرعاً لو لم يعتقد بالعزاء، أو لم يحضر مراسم عاشوراء والمناسبات الدينية الأُخرى المتعلّقة بالأئمّة(عليهم السلام)؟
أرجو إعطائي أدلّة واضحة
الجواب:

المراسم والطقوس الدينية المرتبطة بإقامة العزاء لأهل البيت(عليهم السلام) تندرج ضمن الشعائر التي ذكرها الله تعالى بقوله: (( وَمَن يُعَظِّم شَعَائِرَ اللهِ فَإِنَّهَا مِن تَقوَى القُلُوبِ )) (الحج:32)، وعدم إقامة هذه المراسيم والطقوس لا يترتّب عليه إثم شرعي؛ لأنّ إقامتها ليس واجباً شرعياً، فهي من المستحبّات المؤكّدة، وتركها يؤدّي إلى فوات أجر عظيم وثواب لا يحصى، كما أنّها تدخل في إطار أجر الرسالة الذي ورد في قوله تعالى: (( قُل لاَّ أَسأَلُكُم عَلَيهِ أَجراً إِلاَّ المَوَدَّةَ فِي القُربَى )) (الشورى:23), ومن لا يقيم العزاء في مناسبات مصائب آل البيت(عليهم السلام) لا يكون صادق المودّة لهم (عليهم السلام)، ولم يحفل بأجر الرسالة، التي هي من أعظم النعم على العباد بعد نعمة التوحيد.

السؤال: ضرورة الحضور في المجالس الحسينية
لماذا يصرّ العلماء والخطباء على حضور المجالس الحسينية مع أنّ نفس الكلام الذي يقوله الخطيب في الحسينية نجده في الكتب، ونستطيع قراءته من دون الحضور للمجالس الحسينية؟
الجواب:

لا بأس بقراءة الكتب والتعرّف على الإمام الحسين(عليه السلام) من خلال هذه الطريقة، ولكن لحضور المجالس الحسينية فائدة أُخرى غير الافائدة العلمية، وهي: التعظيم لشعائر الله من خلال الحضور، ومن خلال البكاء ولبس السواد واللطم وإظهار الجزع والصراخ، وإطعام الطعام وسقي الماء، وتعزية المؤمنين بعضهم لبعض، وغير ذلك.



السؤال: حكم الغياب عن المجالس يوم العاشر من محرّم
هل الغياب في اليوم العاشر من محرّم لا يجوز؟ وكذلك في وفاة الأئمّة(عليهم السلام)؟
الجواب:

من مصاديق الآية الشريفة: (( ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّم شَعَائِرَ اللهِ فَإِنَّهَا مِن تَقوَى القُلُوبِ )) (الحج:32) هو: الحضور في المجالس والمآتم التي تُعقد في اليوم العاشر من محرّم، وأيّام شهادة الأئمّة المعصومين(عليهم السلام)؛ فإنّ الحضور فيها يعدّ من تقوى القلوب، ويقرّب إلى الله تعالى.
وعلى أتباع أهل البيت(عليهم السلام) أن يُحيوا هذه المجالس بحضورهم، كما وردت عن أهل البيت(عليهم السلام) في وصف شيعتهم: (يفرحون لفرحنا ويحزنون لحزننا)(1)؛ إذ الحبّ القلبي لوحده لا يكفي، فلا بدّ من تجاوز هذا الحبّ القلبي إلى مرحلة الإظهار والعمل، ومن أبرز مصاديق الإظهار: إحياء أمرهم(عليهم السلام) بعقد المجالس والمآتم، والحضور فيها.
ولا ننسى أن ننبّه: أنّ الغياب الدائمي عن الحضور في هذه المجالس إذا كان تهاوناً من الشخص بحيث يكون من مصاديق الجفاء لأهل البيت(عليهم السلام)، أو أحرز الشخص أنّه سيؤدّي إلى إضعاف هذه المجالس، فهناك بعض من العلماء يفتون بحرمة الغياب.

(1) كامل الزيارات: 204 الباب (32) حديث (291).

لسؤال: مجموعة أسئلة حول المأتم الحسيني
هذه مجموعة من الأسئلة المتعلّقة بالمأتم الحسيني من بعض الأخوات نرجو التفضل بالإجابة عليها:
1- تقرأ في مآتم النساء رواية تزويج القاسم لابنة عمّه سكينة في كربلاء:
أ - فما هو حكم قراءتها أو الاستماع لها، علماً بأنّها رواية غير صحيحة؟
ب - وهل هناك بأس أو تجريح عند نثر الحلاوات؟
2- ما رأيكم في التصفيق في المأتم أثناء المصيبة أو في الدور (الوقوف لقراءة اللطمية)؟
3- هل يجوز الضرب على الفخذ أثناء اللطمية، أم أنّ الضرب محصور على الصدر فقط؟
4- ما هي نصيحتكم لمن يريد كتابة رواية حسينية لقراءتها في المأتم؟
5- ما هي الكتب التي تنصحون بالاعتماد عليها لكتابة رواية حسينية، أو للتحقّق من صحّة رواية معيّنة؟
6- ما هو حكم من كتب رواية حسينية معتمداً على مصدر غير موثوق أو كانت الرواية غير صحيحة؟
7- كيف نميّز الرواية الصحيحة من الخاطئة؟
8- ما مدى صحّة بعض العبارات في بعض الروايات، مثل: شقّت جيبها، نشرت شعرها، وهل يجوز قراءتها في المأتم؟
9- لو أُعطيت إحدى القارئات مقطع من رواية لقراءتها وهي على علم سابقاً بعدم صحّة هذه الرواية، فهل تأثم إذا قرأتها؟
10- هل هناك مواصفات معيّنة للقارئات الحسينيات؟
11- بماذا تنصحون أصحاب المآتم الحسينية لتفعيل دورها في حياتنا اليومية، وعلى جميع الأصعدة (الروحي، الإجتماعي، الأخلاقي)؟
الجواب:

بالنسبة إلى قراءة رواية تزويج القاسم(عليه السلام) من ابنة عمّه سكينة في كربلاء جائزة إن كان الغرض من قراءتها هو الإبكاء وإقامة العزاء، لكن لا مع التأكيد على صحّتها؛ فقد اختلف العلماء فيها على قولين، ولكلّ أدلّة وكتب أوردها شيخنا صاحب (الذريعة إلى تصانيف الشيعة).
ولا مانع من نثر الحلوى في المجلس، كما لا مانع من التصفيق المتعارف عند القارئات في المأتم إذا كان المقصود منه تهييج العواطف والمشاعر الدينية والإنسانية.
ونصيحتنا لمن يريد أن يكتب رواية حسينية هي: أن يسند المطالب التي يكتبها إلى الكتب التي ينقل عنها؛ حتّى تكون عهدة الرواية على أصحاب تلك الكتب. وأن يعتمد على المصادر المعتبرة والكتب المشهورة التي اعتمد عليها علماؤنا السابقون وخطباؤنا الملتزمون بالنقل عن تلك الكتب المعتبرة، ككتب السيّد ابن طاووس، والشيخ المفيد، والشيخ الطوسي، والشيخ عبّاس القمّي، وغيرهم.
وكتابة الرواية الحسينية بالاعتماد على ما لا يرى جمهور علمائنا صحّته غير جائزة، كأيّ كتابة أُخرى، لا سيّما مع الاعتقاد بالصحّة خلافاً للعلماء.
أمّا تمييز الرواية الصحيحة من الخاطئة فهو من الأُمور التخصصية التي لا بدّ من دراستها، ومعرفة المعايير والموازين الخاصّة بها.
وأمّا قراءة بعض العبارات مثل: ((كشفت جيبها ونشرت شعرها)) فلا مانع منه مع وجوده في بعض الكتب المشهورة للأصحاب إذا كان لغرض الإبكاء، لكن لا مع الالتزام بصحّتها والتأكيد على وقوعها بصورة حتميّة، إلاّ من العارف بموازين الصحّة.
وأمّا قراءة ما يعلم مسبقاً عدم صحّته، فلا يجوز إذا كان العلم بعدم صحّة الرواية المعيّنة مستنداً إلى مدرك صحيح.
ولا بدّ أن يكون قارئ مأتم الحسين(عليه السلام)، سواء كان رجلاً أو أمراة، متحلّياً في سلوكه وأخلاقه واعتقاده وجميع شؤونه بصفات تتناسب مع تصدّيه لمثل هذا المقام العظيم الذي يرتبط بقضايا أهل البيت(عليهم السلام).
وأمّا نصيحتنا لأصحاب المجالس الحسينية فهي: أن يكونوا دعاة لأهل البيت(عليهم السلام) بغير ألسنتهم، كما في معنى الخبر عنهم(عليهم السلام)(1)، وأن يكونوا زيناً لهم لا شيناً عليهم، كما في الخبر عنهم أيضاً(2).
وعلى الجملة فإنّ الغرض من إقامة المجالس هو: نشر فكر أهل البيت(عليهم السلام) وتعاليمهم وأدبهم، فكيف يتمّ ذلك مع انتفاء هذه الأُمور عن أصحاب تلك المجالس؟

(1) قرب الاسناد: 77 أحاديث متفرقة حديث (251)، المحاسن 1: 18 الباب (11)، الكافي 2: 78 باب الورع.
(2) أمالي الصدوق: 484 المجلس(62) حديث (657)، وقريب منه تحف العقول: 488 قصارى كلمات الإمام العسكري(عليه السلام).

السؤال: حضور الأرواح في مجالس الذكر
ماذا يعني حضور الأرواح الطاهرة في مجالس الذكر؟ وهل يتعيّن على النساء في مجالسهنّ عدم لبس الملابس الرقيقة؟
الجواب:

قد ورد في بعض الأخبار عن أئمّة أهل البيت(عليهم السلام): (إنّ شيعتنا، منّا خُلقوا من فاضل طينتنا، وعُجنوا بماء ولايتنا، يفرحون لفرحنا، ويحزنون لحزننا)(1)، ومن المؤكّد أنّ أرواحهم الطاهرة ناظرة إلى تلك المجالس المنعقدة من أجل إحياء أمرهم. ولا بدّ لكلّ من يحضر تلك المجالس أن يلتزم بما يتناسب مع معنويتها وروحانيتها من حيث الملبس وسائر الحركات والأعمال.

(1) انظر: بصائر الدرجات: 36 الباب (9)، روضة الواعظين: 296، بحار الأنوار 53: 303، الخصائص الحسينية 9: 14، شجرة الطوبى 1: 3 المجلس(1).
السؤال: إمكان حضور أرواح المعصومين(عليهم السلام) في مجالس الحسين(عليه السلام)
إنّي كثيراً ما أسمع من كبار الخطباء بأنّ فاطمة(عليها السلام) وزينب, قد تحضران في مجالس العزاء التي تُعقد في الحسينيات.
كأنّما خرجتا من الدنيا وهما تحملان آلامهما ولم تستريحا في عالم البرزخ، بينما نسمع بأنّ المؤمن يدخل جنّة البرزخ ويستمتع بها، والكافر يعذّب في نار جهنم.
فكيف تبقى خير النساء معذّبات في الدنيا؟! أوَ ليس الأولى أن يجازيهما الله في عالم البرزخ على صبرهما بالجنّات بدل الهموم؟
الجواب:

بعض الروايات تشير إلى أنّ الأرواح في عالم البرزخ لها القابلية على الاطّلاع على عالم الدنيا، وعندما ترى شيئاً سيئاً يسوءها، وإذا رأت شيئاً حسناً أسرّها، وهذا لا يتناقض مع كونها منعّمة في جنّة البرزخ.
فلا يُستبعد أن تكون الزهراء(عليها السلام) وغيرها تطّلع بحضور روحها في بعض الأماكن التي تذكر مصيبة ولدها الحسين(عليه السلام) فتحزن لتلك الذكرى، وإن كنّا لم نطّلع على رواية بهذا المضمون، وهذا لا يتناقض كما قلنا مع نعيمها في البرزخ.

لسؤال: أدلّة استحباب البكاء على الإمام الحسين(عليه السلام)
هل عندكم أدلّة على استحباب البكاء حزناً على الإمام الحسين(عليه السلام)؟
الجواب:

وردت فيه أخبار كثيرة, بل متواترة, وهي على طوائف، منها:
الطائفة الأولى:
ما ورد أنّ البكاء عليه يوجب غفران كلّ ذنب، كصحيح الريّان بن شبيب، عن الإمام الرضا(عليه السلام)، في حديث: (يا بن شبيب! إن كنت باكياً لشيء فابكِ للحسين بن عليّ بن أبي طالب(عليه السلام)، فإنّه ذبح كما يذبح الكبش، وقتل معه من أهل بيته ثمانية عشر رجلاً، ما لهم في الأرض شبيه، ولقد بكت السموات السبع والأرضون لقتله.
- إلى أن قال: - يا بن شبيب! إن بكيت على الحسين(عليه السلام) حتـّى تصير دموعك على خدّيك، غفر الله لك كلّ ذنب أذنبته، صغيراً كان أو كبيراً، قليلاً كان أو كثيراً)(1).
وخبر الفضيل بن يسار عن أبي عبد الله(عليه السلام): (من ذُكرنا عنده ففاضت عيناه، ولو مثل جناح الذباب، غفر الله له ذنوبه، ولو كانت مثل زبد البحر)(2).
الطائفة الثانية:
ما ورد أنّ البكاء عليه يوجب غفران الذنوب العظام, كخبر إبراهيم بن أبي محمود, عن الرضا(عليه السلام)، في حديث: (فعلى مثل الحسين فليبكِ الباكون، فإنّ البكاء يحطّ الذنوب العظام)(3).
الطائفة الثالثة:
ما ورد أنّ البكاء عليه يمنع دخول النار على الباكي، كخبر الفضيل وفضالة، عن أبي عبد الله(عليه السلام): (من ذُكرنا عنده ففاضت عيناه حرّم الله وجهه على النار)(4).
الطائفة الرابعة:
ما ورد أنّ البكاء عليه يوجب دخول الجنّة، كخبر محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر(عليه السلام): (كان علي بن الحسين(عليهما السلام) يقول: (أيّما مؤمن دمعت عيناه لقتل الحسين(عليه السلام)، حتـّى تسيل على خدّه, بوّأه الله بها في الجنّة غرفاً يسكنها أحقاباً، وأيّما مؤمنٍ دمعت عيناه حتـّى تسيل على خدّيه في ما مسّنا من أذى من عدونا في الدنيا بوّأه الله منزل صدق)(5).
وخبر محمّد بن عمارة، عن جعفر بن محمّد(عليه السلام), قال: (من دمعة عينه فينا دمعه لدمٍ سُفك لنا، أو حقّ لنا نقصناه، أوعرضٍ انتهك لنا، أو لأحد من شيعتنا، بوّأه الله تعالى بها في الجنّة حقباً)(6).
وخبر أبي هارون المكفوف, قال أبو عبد الله(عليه السلام) في حديث: (ومن ذُكر الحسين عنده فخرج من عينه من الدموع مقدار جناح ذباب كان ثوابه على الله, ولم يرضَ له بدون الجنّة)(7).
الطائفة الخامسة:
ما ورد أنّ البكاء عليه يوجب حضور الأئمّة(عليهم السلام) عند موت الباكي، كخبر مسمع بن عبد الملك، عن أبي عبد الله(عليه السلام) في حديث: (قال لي: أفما تذكر ما صُنع به؟ - يعني بالحسين - قلت: نعم. قال: فتجزع؟ قلت: أي واللهِ، واستعبر لذلك حتـّى يرى أهلي أثر ذلك عليَّ، فامتنع من الطعام حتـّى يستبين ذلك في وجهي.
قال: رحم الله دمعتك, أما إنّك من الذين يُعدّون من أهل الجزع لنا، والذين يفرحون لفرحنا، ويحزنون لحزننا، ويخافون لخوفنا، ويأمنون إذا أمّنا، أما إنّك سترى عند موتك حضور آبائي لك, ووصيّتهم ملك الموت بك, وما يلقونك به من البشارة أفضل، ولَملك الموت أرقّ عليك وأشدّ رحمة لك من الأُمّ الشفيقة على ولدها) - إلى أن قال: - (وما بكى أحدٌ رحمةً لنا ولما لقينا إلاّ رحمه الله قبل أن تخرج الدمعة من عينه, فإذا سالت دموعه على خدّه, فلو أنّ قطرة من دموعه سقطت في جهنم لأطفأت حرّها، حتـّى لا يُوجد لها حَرّ) - إلى أن قال: - (وما من عين بكت لنا إلاّ نعمت بالنظر إلى الكوثر، وسُقيت منه من أحبنّا)(8).
الطائفة السادسة:
ما ورد أنّ البكاء عليه يُسعد فاطمة سيّدة نساء العالمين(عليها السلام), كما في خبر أبي بصير، عن أبي عبد الله(عليه السلام) في حديث: (يا أبا بصير! إذا نظرت إلى وَلَدِ الحسين(عليه السلام) أتاني ما لا أملكه بما أُوتى إلى أبيهم وإليهم.
يا أبا بصير! إنّ فاطمة(عليها السلام) لتبكيه وتشهق - إلى أن قال: - يا أبا بصير! أما تحبّ أن تكون فيمن يُسعد فاطمة(عليها السلام)؟! فبكيت حين قالها، فما قدرت على المنطق، وما قدرت على كلامي من البكاء)(9).
إلى غير ذلك من الطوائف والأخبار, ويكفينا في عظمة أجر البكاء، ما ورد في خبر معاوية بن وهب، قال: ((استأذنت على أبي عبد الله(عليه السلام)، فقيل لي: ادخل، فدخلتُ فوجدته في مصلاه في بيته، فجلست حتـّى قضى صلاته، فسمعته وهو يناجي ربّه، ويقول: (يا من خصّنا بالكرامة، وخصّنا بالوصية، ووعدنا الشفاعة، وأعطانا علم ما مضى وما بقي، وجعل أفئدة من الناس تهوي إلينا، اغفر لي ولإخواني, ولزوّار قبر أبي [عبد الله], الحسين(عليه السلام), الذين أنفقوا أموالهم، وأشخصوا أبدانهم رغبة في برّنا، ورجاءً لما عندك في صلتنا، وسروراً أدخلوه على نبيّك صلواتك عليه وآله، وإجابة منهم لأمرنا، وغيظاً أدخلوه على عدوّنا, أرادوا بذلك رضاك، فكافهم عنّا بالرضوان، واكلأهم بالليل والنهار - إلى أن قال: - فارحم تلك الوجوه التي قد غيّرتها الشمس، وارحم تلك الخدود التي تقلّبت على حفرة أبي عبد الله(عليه السلام)، وارحم تلك الأعين التي جرت دموعها رحمة لنا، وارحم تلك القلوب التي جزعت واحترقت لنا، وارحم الصرخة التي كانت لنا، اللّهمّ إنّي استودعك تلك الأنفس، وتلك الأبدان, حتـّى نوافيهم على الحوض يوم العطش), فما زال وهو ساجد يدعو الله بهذا الدعاء)) الخبر(10).
وبالدمع يمتزج العقل بالمحبّة, والبرهان بالعاطفة, فتدخل الولاية في الوجدان كما دخلت في القلب، ليكون الإنسانُ مدفوعاً للتمسّك بهم شعوراً وقلباً، بعدما كان متمسّكاً بهم عقلاً.
واعلم أيضاً أنّ البكاء ممدود ومقصور، يأتي مع الهمزة وبدونها, فالبكا - مقصور -: خروج الدمع من العين, والبكاء - ممدود ــ: خروج الدمع مع الصوت, وإذا خرج مع الصراخ فهو: العويل.
واعلم أيضاً أنّ البكاء من سبعة أُمور: الحزن، الفرح، الخوف، الفزع، الشكر، خشية الله, ومن الرياء.
والبكاء من الرياء كبكاء إخوة يوسف؛ قال تعالى: (( وَجَاؤُوا أَبَاهُم عِشَاءً يَبكُونَ )) (يوسف:16)، وباقي أقسام البكاء معروفٌ عند الجميع.
واعلم أنّ أعظم أقسام البكاء ثواباً هو الخشية من الله؛ ففي الخبر: (كلّ عين باكية يوم القيامة إلاّ ثلاثة أعين: عينٌ بكت من خشية الله, وعينٌ غضّت عن محارم الله, وعينٌ باتت ساهرة في سبيل الله)(11).
وبهذا البكاء مع السجود يصل الإنسان إلى أعظم درجات القربى؛ قال تعالى: (( وَيَخِرُّونَ لِلأَذقَانِ يَبكُونَ وَيَزِيدُهُم خُشُوعاً )) (الاسراء:109).
والبكاء خشيةً ترجع منفعته إلى العبد؛ لأنّه بكاء بسبب الذنب، بخلاف البكاء بسبب حبّ الله, فهو متمحضّ في التقرّب لكون دافعه وفعله لله جلّ وعلا.
ومنه البكاء بسبب حبّ أوليائه وحزناً على ما أصابهم، ومن أعظم مصاديقه: البكاء على سيّد الشهداء الحسين بن عليّ(عليه السلام), فلا محالة يكون ثوابه عظيماً، بل لا تقدير لثوابه؛ ففي الخبر عن أبي عبد الله(عليه السلام): (لكلّ شيء ثواب إلاّ الدمعة فينا)(12).
واعلم أيضاً أنّ البكاء بكاءان, بكاء القلب وبكاء العين, وبكاء العين معروف المصداق، وتقدّم الكلام في ثوابه.
وبكاء القلب بالهمّ والغمّ والحزن؛ ففي الخبر عن أبي عبد الله(عليه السلام): (نَفَسُ المهموم لظلمنا تسبيح, وهمّه لنا عبادة، وكتمان سرّنا جهاد في سبيل الله، ثمّ قال أبو عبد الله(عليهم السلام): يجب أن يُكتب هذا الحديث بالذهب)(13).
واعلم أيضاً أنّ عدم بكاء المعتقد بالولاية على الحسين(عليه السلام) عند ذكر مصابه إنّما هو لأحد سببين: الذنب والكِبر.
أمّا الذنب؛ ففي الخبر العلوي: (ما جفّت الدموع إلاّ لقسوة القلوب، وما قست القلوب إلاّ لكثرة الذنوب)(14).
وفي الخبر الصادقي عن آبائه(عليهم السلام), عن رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم): (من علامات الشقاء: جمود العين, وقسوة القلب، وشدّة الحرص في طلب الرزق، والإصرار على الذنب)(15).
وأمّا الكِبر؛ قال تعالى: (( سَأَصرِفُ عَن آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرضِ بِغَيرِ الحَقِّ )) (الاعراف:146)، وأيُّ آيةٍ أعظم من مصيبة أبي عبد الله(عليه السلام).
وإذا خلى المؤمن من هذين السببين مع التفاته إلى ما جرى على سيّد الشهداء(عليه السلام), فلا بدّ أن يبكي؛ لذا ورد في الخبر عن الإمام الصادق(عليه السلام): (كنّا عنده فذكرنا الحسين(عليه السلام)، فبكى أبو عبد الله(عليه السلام) وبكينا، قال: ثمّ رفع رأسه، فقال: قال الحسين(عليه السلام): أنا قتيل العبرة، لا يذكرني مؤمن إلاّ بكى)(16).
إذا ذُكر الحُسين فأيّ عينٍ ***** تصونُ دموعها صونَ احتشامِ
بكته الأنبياء وغيرُ بَدعٍ ***** بأن تبكي الكرام على الكرامِ
وقال آخر:
نزف البكاء دموعَ عينك فاستعر ***** عيناً لغيرك دمعُها مدّارُ
من ذا يُعيرك عينه تبكي بها ***** ياليت عيناً بالبكاء تُعارُ
ومن جهة أُخرى فالعجب من بعضهم كالشيخ البهبودي في حاشيته على فضل ثواب البكاء على سيّد الشهداء(عليه السلام) في (بحار الأنوار 44: 293، وما بعدها)، حيث ذهب إلى أنّ هذا الثواب محمول على زمن خاص, وهو زمن صدق عنوان الجهاد على البكاء, وهو مخصوص بزمن بني أُميّة؛ لأنّهم أرادوا إماتة ذكر الحسين(عليه السلام) ومنع زيارته، ومنع البكاء عليه.
وفيه: إنّ الأخبار المتقدّمة مطلقة تشمل كلّ زمن وحال, بل بعضها يأبى عن التخصيص بزمن خاص، كصحيح ابن شبيب، عن الإمام الرضا(عليه السلام): (يا بن شبيب! إن سَرّك أن تكون معنا في الدرجات العُلى من الجنان, فاحزن لحزننا وافرح لفرحنا، وعليك بولايتنا، فلو أنّ رجلاً تولّى حجراً لحشره الله معه يومَ القيامة)(17).
وخبر الأربعمئة, قال أمير المؤمنين(عليه السلام): (إنّ الله تبارك وتعالى اطّلع إلى الأرض فاختارنا، واختار لنا شيعةً ينصروننا، ويفرحون لفرحنا، ويحزنون لحزننا، ويبذلون أموالهم وأنفسهم فينا، أُولئك منّا وإلينا)(18).
بل كلّ الأخبار المتقدّمة في ثواب البكاء، أو جُلّها، واردٌ في عصر بني العبّاس, وإذا جاز مضمونها لبقاء الروح الأموية، فكذلك يجوز مضمونها اليومَ لبقاء هذه الروح الخبيثة عند بعض المسلمين من غير الشيعة.
ومن جهة ثالثة لا خلاف بين الشيعة الإمامية أعزّهم الله نصّاً وفتوى في جواز البكاء على الميّت, قبل الدفن وبعده، كما في (الحدائق)(19)، للأخبار المستفيضة, بل التي لا تقصر عن التواتر كما في (الجواهر)(20).
منها: ما رواه الصدوق: قال الصادق(عليه السلام): (لمّا مات إبراهيم ابن رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم): حزنا عليك يا إبراهيم, وإنّا لصابرون, يحزن القلب، وتدمع العين, ولا نقول ما يسخط الربّ)(21).
وخبر ابن القداح، عن أبي عبد الله(عليه السلام)، قال: (فلمّا مات إبراهيم ابن رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم), هَمَلت عين رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) بالدموع، ثمّ قال النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم): تدمع العين، ويحزن القلب, ولا نقول ما يسخط الربّ، وإنّا بك يا إبراهيم لمحزونون)(22).
وما رواه الكليني باسناده عن أبي بصير، عن أحدهما(عليهما السلام)، قال: (لمّا ماتت رقية ابنة رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم): الحقي بسلفنا الصالح عثمان بن مظعون وأصحابه، قال: وفاطمة(عليها السلام) على شفير القبر تنحدر دموعها في القبر)(23)؟
وما رواه الصدوق: ((النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) حين جاءته وفاة جعفر بن أبي طالب(عليه السلام) وزيد بن حارثة، كان إذا دخل بيته كثُر بكاؤه عليهما جدّاً، ويقول: كانا يحدّثاني ويؤنساني، فذهبا جميعاً))(24).
وما رواه الطوسي في أماليه, بإسناده عن عائشة، قالت: (لمّا مات إبراهيم بكى النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) حتـّى جرت دموعه على لحيته, فقيل له: يا رسول الله، تنهى عن البكاء وأنت وتبكي؟ فقال: ليس هذا بكاء، وانما هي رحمة, ومن لا يَرحم لا يُرحم)(25).
بل يستحبّ البكاء عند اشتداد الوجد لما في خبر منصور الصيقل، قال: ((شكوت إلى أبي عبد الله(عليه السلام) وجداًً وجدته على ابنٍ لي هَلَك, حتـّى خفت على عقلي, فقال: (إذا أصابك من هذا شيء فأفضِ من دموعك؛ فإنّه يسكن عنك) ))(26).
ولمّا أورده الصدوق قال: ((وقال(عليه السلام) - أي الصادق: - من خاف على نفسه من وجدٍ بمصيبةٍ فليفض من دموعه؛ فإنّه يسكن عنه))(27)، ولذا قال في (الجواهر): ((بل ربّما يظهر من بعض الأخبار استحبابه عند اشتداد الوجد))(28).
وأمّا عند العامّة فالبكاء على الميّت نفسه مباح عندهم بالاتّفاق؛ ففي (الفقه على المذاهب الأربعة): ((يحرم البكاء على الميّت برفع الصوت والصياح عند المالكية والحنفية، وقال الشافعية والحنابلة: إنّه مباح, أما هطل الدموع بدون صياح فإنه مباحٌ باتّفاق))(29).
وفي (المغني) لابن قدامة: ((أمّا البكاء بمجرّده فلا يُكره في حالٍ، وقال الشافعي: يباح إلى أن تخرج الروح, ويُكره بعد ذلك؛ لما روى عبد الله بن عتيك، قال: جاء رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) إلى عبد الله بن ثابت يعوده، فوجده قد غلب, فصاح به فلم يجبه، فاسترجع، وقال: ((غلبنا عليك أبا الربيع)), فصاح النسوة وبكين، فجعل ابن عتيك يسكتهنّ، فقال له النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم): (دعهنّ فإذا وجب فلا تبكين باكية, يعني إذا مات.
ولنا ما روى أنس، قال: ((شهدنا بنت رسول الله ورسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) جالس على القبر، فرأيت عينيه تدمعان، وقبّل النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) عثمان بن مظعون وهو ميّت, ورفع رأسه وعيناه تهراقان)).
وقال أنس: قال رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم): ((أخذ الرايةَ زيدٌ فأُصيب, ثمّ أخذها جعفر فأُصيب, ثمّ أخذها عبد الله بن رواحة فأُصيب، وإنّ عيني رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) لتذرفان)) إلى آخر ما قاله(30).
وعليه فالحكم بكراهة البكاء على الميّت بعد الموت، كما عن الشافعي، مردود بأخبارهم وأخبارنا.
هذا من ناحية الفتوى عندهم، وأمّا من ناحية أخبارهم، فقسم منها يدلّ على الجواز، وقسم يدلّ على النهي, ومن القسم الناهي:
ما أورده البيهقي في سننه، بإسناده عن ابن الخطّاب، عن النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: ((الميّت يُعذّب ببكاء الحيّ))(31).
وبإسناده عن ابن عمر: ((أنّ حفصة بكت على عمر فقال: مهلاً يا بُنية، ألم تعلمي أنّ رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: (إنّ الميّت يُعذّب ببكاء أهله عليه) ))(32)، وقال البيهقي عقيبه: ((رواه مسلم في الصحيح))(33).
وبإسناده عن أبي بردة بن أبي موسى, عن أبيه، قال: ((لمّا طُعن عمر جعل صهيب يقول: وا أخاه, فقال له عمر: يا صهيب! أما علمت أنّ رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: (إنّ الميّت ليُعذّب ببكاء الحيّ) )).
وقال البيهقي: ((رواه البخاري في الصحيح عن إسماعيل بن الخيل عن علي بن مسهر، ورواه مسلم عن علي بن حجر))(34).
وبإسناده عن عبد الله بن عمر: ((أنّ رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: إنّ الميّت ليعذّب ببكاء الحي))(35).
ولا يؤخذ بظاهرها؛ لما روته العامّة أنفسهم, كما رواه البيهقي بإسناده عن هشام بن عروة، عن أبيه: ((إنّ عائشة ذُكر عندها قول ابن عمر في المُعوّل عليه يُعذّب ببكاء أهله عليه، فقالت: يُعذّب ببكاء أهله عليه؟ فقالت: يرحم الله أبا عبد الرحمن [كنية ابن عمر]، سمع شيئاً فلم يحفظه، إنّما مرّ بجنازة رجل من اليهود، فجعل أهله يبكونه، فقال رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم): إنّهم ليبكونه, وإنّه ليعذّب))(36).
وما رواه البيهقي عن عبد الله بن أبي بكر, عن أبيه: ((أنّ عبد الله بن عمر لمّا مات رافع بن خديج, قال لهم: لا تبكوا عليه؛ فإنّ بكاء الحيّ عذابٌ للميت)). وقال عن عمرة: فسألت عائشة عن ذلك، فقالت: ((يرحمه الله، إنّما قال رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) ليهودية وأهلها يبكون: إنّهم ليبكون عليها، وإنّها لتعذّب في قبرها))(37).
وما رواه البيهقي بإسناده عن عمرة: ((أنّها سمعت عائشة، وذُكر لها أنّ عبد الله بن عمر يقول: إنّ الميّت ليُعذّب ببكاء الحيّ, فقالت عائشة: أما أنّه لم يكذب، ولكنّه أخطأ أو نسي, إنّما مرّ رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) على يهودية، وهي يبكي عليها أهلها، فقال: إنّهم ليبكون عليها, وإنّها لتعذّب في قبرها))(38).
وما رواه البيهقي بإسناده عن القاسم بن محمّد، قال: ((لمّا بلغ عائشة قول عمر وابن عمر، قالت: إنّكم لتحدّثون عن غير كاذبين ولا مكذّبين, ولكن السمع يخطئ))(39).
فعائشة أنكرت هذه الأخبار عن النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم)، ونسبت الاشتباه أو النسيان إلى عمر وابنه، وإن حاولت العامّة تفسير الأحاديث الناهية بغير ذلك؛ حفظاً لعمر وابنه عن النسيان والاشتباه(40).
وعلى كلٍّ فقد روت العامّة بكاء النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) على السبط الشهيد أبي عبد الله الحسين(عليه السلام)، كما في (المستدرك على الصحيحين)، أورده الحاكم النيسابوري بإسناده عن أُمّ الفضل بنت الحارث: ((أنّها دخلت على رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم), فقالت: يا رسول الله! إنّي رأيتُ حلماً منكراً الليلة.
قال: وما هو؟
قالت: إنّه شديد.
قال: وما هو؟
قالت: رأيت كأنّ قطعة من جسدك قُطعت, ووُضعت في حجري.
فقال رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم): رأيت خيراً، تلد فاطمة - إن شاء الله - غلاماً, فيكون في حجرك.
فولدت فاطمةُ الحسينَ، فكان في حجري, كما قال رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم).
فدخلت يوماً إلى رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم), فوضعتُه في حجره، ثمّ حانت منّي التفاتة، فإذا عينا رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) تهريقان من الدموع، قالت: فقلت: يا نبيّ الله, بأبي أنت وأمّي, ما لك؟
قال: أتاني جبريل عليه الصلاة والسلام، فأخبرني أنّ أُمّتي ستقتل ابني هذا. فقلت: هذا؟
فقال: نعم, وأتاني بتربة من تربته حمراء)).
قال النيسابوري عقيب الخبر: ((هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه))(41).

(1) أمالي الصدوق: 192 المجلس(27) حديث (202)، عيون أخبار الرضا(عليه السلام) 2: 268 حديث (58).
(2) المحاسن 1: 63 كتاب ثواب الأعمال، كامل الزيارات: 207 الباب (32)حديث (293).
(3) أمالي الصدوق: 190 المجلس(27) حديث (199).
(4) كامل الزيارات: 207 الباب (32)حديث (296).
(5) ثواب الأعمال: 83 ثواب من بكى لقتل الحسين بن عليّ(عليهما السلام)، كامل الزيارات: 201 الباب (32) حديث (285).
(6) أمالي المفيد: 175 المجلس(22) حديث (5)، امالي الطوسي: 194 المجلس(330) حديث (32).
(7) كامل الزيارات: 208 الباب (33) حديث (297).
(8) كامل الزيارات: 203 - 205 الباب (32) حديث (291).
(9) كامل الزيارات: 169 - 171 الباب (26) حديث (220).
(10) الكافي 4: 582 - 582 كتاب الحجّ فضل زيارة أبي عبد الله(عليه السلام).
(11) الخصال للصدوق: 98 الباب (3) حديث (46).
(12) كامل الزيارات: 211 الباب (33) حديث (302).
(13) أمالي الطوسي: 115 حديث (32) المجلس الرابع، أمالي المفيد: 338 المجلس(40).
(14) علل الشرائع 1: 81 الباب (74)، روضة الواعظين: 420 مجلس في الحثّ على مخالفة النفس والهوى.
(15) الكافي 2: 290 كتاب الإيمان والكفر باب في أُصول الكفر وأركانه، الخصال: 243 الباب (4) حديث (96).
(16) كامل الزيارات: 215 الباب (36) حديث (313).
(17) أمالي الصدوق: 193 المجلس(27) حديث (202).
(18) الخصال: 635 حديث الأربعمئة، عيون الحكم والمواعظ: 152 الفصل (12).
(19) الحدائق4: 162 كتاب الطهارة الباب الثالث.
(20) الجواهر 4: 364 كتاب الطهارة الركن الثاني الفصل الخامس.
(21) من لا يحضرة الفقيه 1: 177 حديث (526) باب التعزية والجزع عند المصيبة.
(22) الكافي 3: 264 كتاب الجنائز باب النوادر.
(23) الكافي 3: 241 حديث (4730) كتاب الجنائز باب المسألة في القبر.
(24) من لا يحضرة الفقية 1: 177 حديث (527) باب التعزية والجزع عند المصيبة.
(25) أمالي الطوسي: 388 المجلس(13) حديث (850).
(26) الكافي 3: 250 كتاب الجنائز باب النوادر.
(27) وسائل الشيعة 2: 921 حديث (5) الباب (87) من أبواب الدفن.
(28) الجواهر الكلام 4: 364.
(29) الفقه على المذاهب الأربعة 2: 533 كتاب الصلاة مبحث الدعاء على الميّت.
(30) المغني 2: 410 كتاب الجنائز فصل في التعزية.
(31) السنن الكبرى البيهقي 4: 71 جماع أبواب التعزية باب أخبار تدلّ على أنّ الميت يعذب بالنياحة عليه.
(32) صحيح مسلم 3: 41 باب الميت يعذّب ببكاء أهله عليه.
(33) السنن الكبرى البيهقي 4: 71 باب سياق أخبار تدلّ على أنّ الميت يضرب...
(34) السنن الكبرى البيهقي 4: 71 جماع أبواب التعزية باب أخبار تدلّ على أنّ الميت يعذب بالنياحة عليه.
(35) السنن الكبرى البيهقي 4: 72 جماع أبواب التعزية باب أخبار تدلّ على أنّ الميت يعذب بالنياحة عليه.
(36) السنن الكبرى البيهقي 4: 72 جماع أبواب التعزية باب أخبار تدلّ على أنّ الميت يعذب بالنياحة عليه.
(37) السنن الكبرى البيهقي 4: 72 جماع أبواب التعزية باب أخبار تدلّ على أنّ الميت يعذب بالنياحة عليه.
(38) السنن الكبرى البيهقي 4: 72 جماع أبواب التعزية باب أخبار تدلّ على أنّ الميت يعذب بالنياحة عليه.
(39) السنن الكبرى البيهقي 4: 73 جماع أبواب التعزية باب أخبار تدلّ على أنّ الميت يعذب بالنياحة عليه.
(40) كتاب الذكرى في أحكام الشريعة 2: 60 الحكم الخامس: الدفن.
(41) المستدرك على الصحيحين 3: 176 فضائل الحسين بن عليّ.

يتبع












عرض البوم صور الشيخ عباس محمد   رد مع اقتباس