عرض مشاركة واحدة
قديم 04-10-2019, 01:29 AM   رقم المشاركة : 1
الكاتب

عاشقة ام الحسنين

مراقـــبة عـــــامة

الصورة الرمزية عاشقة ام الحسنين


الملف الشخصي









عاشقة ام الحسنين غير متواجد حالياً


افتراضي هل الزهراء عليها السلام مظلومة أم ثائرة ؟

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم يا كريم


اعتدنا أن نعرض أهل البيت عليهم السلام بصورة المظلومية ونركز عليها ونكتفي بها في خطاباتنا لنوحي إلى أنفسنا والى غيرنا أنهم قد حرموا من حقهم ووقع عليهم القتل والسم والسجن والتشريد وهم أبرياء ومحبون للخير والسلام للجميع . وهذا كله حق ولا ينكره احد ولكنه لا يمثل حقيقة أهل البيت بل إن الاقتصار عليه يعد نحوا من المظلومية لأهل البيت ،لأن إخفاء الجانب الأكبر والدور الأهم من شخصية كل إنسان يعتبر ظلما له وعندما يُهمل الجانب الأكبر من شخصية أهل البيت فهذا يعني إننا قمنا بعملية تقطيع وتجزئة خطيرة لأعظم مفردة في نظام حياة الإنسانية وهو القائد والمعلم والقدوة والأسوة فأخذنا منه جزئه الأصغر وحذفنا القسم الأعظم منه
فاطمة الزهراء عليها السلام التي حازت على مقام الريادة والسبق في ميدان جهاد أهل البيت وتضحيتهم في تصحيح مسير الرسالة وحفظها وتطبيقها ،قامت بعد أبيها بثورة ضد الانقلاب على القيم والموازين عندما تراجعت الأمة من القيم الرسالية العليا كالعدل والعلم والصدق والكفاءة واستبدلتها بقيم الجاهلية كالقبيلة والمصالح القومية والعصبية ..
ونرى إن الزهراء أكدت في انتفاضتها الخالدة وخطاباتها وسيرتها على العودة إلى معاني التوحيد الحقيقية وعدم نسيان أهداف الرسالة وأداء العبادات كالصلاة والصيام والزكاة والجهاد والنهي عن المنكر من اجل أهدافها .. وحذرت الأمة من العودة إلى الجاهلية وقيمها واستبدال الكفوء الصالح بغيره منذرة لهم إن سكتوا على ذلك أن يبتلوا بسيف صارم وسطوة معتد غاشم وهرج شامل واستبداد من الظالمين يدع فيئهم زهيدا وجمعهم حصيدا .
عندما نجعل الزهراء أمامنا وهي تحمل هذه المفاهيم الإنسانية الحضارية العالية وتدعونا إليها وتحذرنا من مخالفتها ...فلاشك إننا سوف نحقق الارتباط بهذه السيدة الثائرة المنتفضة والقائدة الشهيدة وسوف نحقق ما تريد ونبني بالاقتداء بالزهراء المجتمع النبوي العلوي الذي ثارت من اجله الزهراء .
ولكن عندما نقوم بتقديم هذه الشخصية العظيمة ونحصرها في المظلومية الشخصية والبكاء والحزن ونلغي صفة الثائرة أو المُصلحة والمعلّمة للبشرية من شخصية الزهراء، فإننا من حيث نشعر أو لا نشعر سوف نحول شخصية الزهراء من صانعة ثوار إلى صانعة بكّائين فاقدين الشعور بمسؤولية الإصلاح والتغيير لا يبحثون إلا عن خطابات تثير الحزن والبكاء وإحياء الرمزية البعيدة عن الحياة .
رزقنا الله المحبة الصادقة للزهراء وجعلنا على خط ولاية أبيها وبعلها وبنيها ورزقنا الله البراءة من أعدائهم أجمعين .



من مواضيع عاشقة ام الحسنين » أم البنين نجمة في سماء التضحية ‎‎
» الراهبة الحسينية.. أم البنين (ع)
» روحانيات
» اعراض المس في اليقظة و المنام
» الاعراض التي تصيب المسحور في اليقظة و المنام
آخر تعديل عاشقة ام الحسنين يوم 07-01-2020 في 05:38 PM.
رد مع اقتباس