عرض مشاركة واحدة
قديم 26-09-2015, 08:43 AM   المشاركة رقم: 3
معلومات العضو
أحلى من العسل

إحصائية العضو







 
 


التوقيت

التواجد والإتصالات
أحلى من العسل غير متواجد حالياً

كاتب الموضوع : أحلى من العسل المنتدى : المنتدى الاسلامي العام
افتراضي ضرورة الوعي السياسي 3.1


من لم يتقلّد زمام السلطة وفقا للقواعد الدينية فهو طاغوت وسوف يطغى قطعا

من لم ينصبه الله للحكم أو لم يتقلّد زمام السلطة وفقا للقواعد الدينية فهو طاغوت وسوف يطغى قطعا. فإما يصبح فرعون أو مصغّر فرعون. إن بعض طلّاب السلطة في الواقع مصغّر فرعون يعني لم تسنح له الظروف للمزيد من الطغيان وإلّا فهو مستعدّ.
قبل أن يرسّخ المأمون دعائم حكمه، استفاد من الفضل ذوالرئاستين أكبر استفادة، إذ كان وزيرا داهية جدّا. حتى يمكن القول بأن الفضل هو الذي عبّد طريق المأمون إلى السلطة وبذل دونه كلّ وجوده. ولكن بعد أن شعر المأمون أن في سبيل كسب قلوب بعض الأوساط، لا بأس بتصفية الفضل، قام باغتياله بكلّ سهولة وقتله. (كان بعض الناس في بغداد يؤيّدون الأمين أخا المؤمون، وكانوا أعداء للفضل. فأراد المأمون أن يكسب قلوبهم ويمهّد الأسباب لإرجاع عاصمة الخلافة إلى بغداد).
كان المأمون يبجّل الإمام الرضا(ع) حينما كان ضعيفا، بحيث كان يخاطبه «سيدي»، ولكن بعد ما شعر بالقوّة، قام باغتياله. بحيث عندما قدّم له العنب المسموم، امتنع الإمام. فأزاح المأمون الستار وأرى للإمام غلمانا شاهرين السيف، وهدّده بكل صراحة!
فهذا الرجل الذي كان يقول للإمام الرضا(ع) «سيدي»، هكذا قام باغتياله بمنتهى الظلم. فهو نموذج للطاغوت الذي كان مصغّر فرعون ولكن بعد ذلك أصبح فرعون كاملا. فمن لم يتقلّد زمام السلطة وفقا للقواعد الدينية فهو طاغوت وسوف يطغى قطعا.

لا تكفي محبوبيّة ولي الله لحصوله على السلطة/ إن وعي الناس واستيعابهم شرط في حصول ولي الله على السلطة

ينطوي الدين على مجموعة من القواعد التي تمنح ولي الله السلطة. طبعا لا يخلو تطبيقها من الصعوبة، وإلا لكان أهل البيت(ع) قد حصلوا على السلطة بسهولة. إن هذه القواعد قد جعلت صلاحية الناس ووعيهم واستيعابهم شرطا لحصول وليّ الله على السلطة.
لقد اقترب الإمام الرضا(ع) من تسلّم زمام الحكم وكان محبوبا لدى الناس جدّا. حتى قد قال بعض أعداء الإمام الرضا(ع) للمأمون: لقد قرّبت إلى نفسك صنما يعبده الناس! «فَلَمَّا نَظَرَ إِلَى الرِّضَا ع بِجَنْبِ الْمَأْمُونِ فَقَالَ يا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ هَذَا الَّذِي بِجَنْبِکَ وَ اللَّهِ صَنَمٌ يعْبَدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ» [عيون أخبار الرضا(ع)/2/161] طيب فلماذا لم يسحب الإمام الرضا(ع) السلطة من يد المأمون؟ أجاب عن هذا السؤال رجل عمليّا:
أحد الأشخاص باسم «هارون» كان الممثّل الخاص للإمام الرضا(ع) في المدينة. وكان أديبا وعالما ومشهورا بكونه عاقلا. وكان قد رأى أبّهة الإمام الرضا(ع) ومحبوبيّته بين الناس وترعرع في تلك الأجواء. فجعله الإمام الرضا(ع) ممثلا عنه في المدينة وغادر إلى المرو. ولكن بعد فترة قصيرة تبيّن أن قد اشتراه عمّال المأمون. وفي الواقع قد باع نفسه إليهم وأخذ يعطي معلومات تشكيلات الإمام الرضا(ع) إلى رجال المأمون. فلعلّه لم يحدث لأحد من الأئمة مثل هذا الحدث المفجع. فبعد أن اطّلع المأمون على معلومات الإمام الرضا(ع)، هنا عرف المأمون مدى نفوذ الإمام(ع) في المجتمع!

بعد مجيئ السلطة، قد يفسد حتى العمّال!

بعد مجيئ السلطة قد يفسد حتى العمّال. لذلك ينبغي أن نخاطب الإمام صاحب العصر(عج) ونقول: «يا سيدنا ومولانا ويا صاحب الزمان! عجّل في ظهورك، ولكن بعد ما اطمأنت من عمّالك وعرفت أنهم لن يفسدوا بعد السلطة!» آه من عمّال السلطة. فإن بعضهم بمجرّد ما حليت السلطة في مذاقهم يصبحون خطرين جدّا. ومن أولى خياناتهم هي أن يوقعوا رئيسهم في الخطأ. لأنهم يحاولون أن يرفعوا إليه تقارير لصالحهم.
بعد أن قتل الفضل على يد المأمون جاء المأمون إلى الإمام الرضا(ع) يبكي على الفضل ويطلب منه أن يحلّ مكانه فرفض الإمام(ع)؛ «لَمَّا کَانَ مِنْ أَمْرِ الْفَضْلِ بْنِ سَهْلٍ مَا کَانَ وَ قُتِلَ دَخَلَ الْمَأْمُونُ إِلَى الرِّضَا ع يبْکِي وَ قَالَ لَهُ هَذَا وَقْتُ حَاجَتِي إِلَيكَ يا أَبَا الْحَسَنِ فَتَنْظُرُ فِي الْأَمْرِ وَ تُعِينُنِي فَقَالَ لَهُ عَلَيکَ التَّدْبِيرُ يا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَ عَلَينَا الدُّعَاء» فلمّا خرج قال أحد أصحاب الإمام(ع) لماذا لم توافق على طلبه؟ فأجاب الإمام(ع): لو كنت أوافق لما ازدادت نفقتك من قبلي. فلا تظن أن لو كنت قد استلمت السلطة لازداد واردك؛ «فَلَمَّا خَرَجَ الْمَأْمُونُ قُلْتُ لِلرِّضَا ع لِمَ أَخَّرْتَ أَعَزَّکَ اللَّهُ مَا قَالَهُ لَکَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَ أَبَيتَهُ فَقَالَ وَيحَکَ يا أَبَا حَسَنٍ لَسْتُ مِنْ هَذَا الْأَمْرِ فِي شَي‏ءٍ قَالَ فَرَآنِي قَدِ اغْتَمَمْتُ فَقَالَ لِي وَ مَا لَکَ فِي هَذَا لَوْ آلَ الْأَمْرُ إِلَى مَا تَقُولُ وَ أَنْتَ مِنِّي کَمَا أَنْتَ عَلَيهِ الْآنَ مَا کَانَتْ نَفَقَتُکَ إِلَّا فِي کُمِّکَ وَ کُنْتَ کَوَاحِدٍ مِنَ النَّاس» [عيون أخبار الرضا(ع)/2/164].
من الصعب جدّا أن يرى الإنسان السلطة بيد وليّ الله، ثمّ يدعمه ويؤيّده حبّا له وامتثالا لأمر الله فقط بلا أن تؤثر عليه هذه السلطة أثرا سلبيّا ودون أن يبيعها أو يشتريها.
بعد أن ألقى الإمام الرضا(ع) حديث سلسلة الذهب المشهور في نيسابور، واصل طريقه ثم انتهى إلى المرو أو سرخس. هنا تحكي بعض الروايات أن المأمون قد حبس الإمام في بيت. بحيث جاء في بعض الروايات أن بعض الأشخاص أرادوا أن يلتقوا بالإمام، فقالوا جئنا واستأذننا السجان ولكنه لم يأذن. طبعا قد اختلفت الروايات في مكان حصر الإمام بين المرو وسرخس ولكن الثابت هو أنه قد حبس فترةً. «عَنِ الْهَرَوِيِّ قَالَ جِئْتُ إِلَى بَابِ الدَّارِ الَّتِي حُبِسَ فِيهِ الرِّضَا ع بِسَرَخْسَ وَ قَدْ قُيدَ فَاسْتَأْذَنْتُ عَلَيهِ السَّجَّانَ فَقَالَ لَا سَبِيلَ لَكَ إِلَيهِ ع» [عيون أخبار الرضا(ع)/2/183]

يتبع إن شاء الله...












عرض البوم صور أحلى من العسل   رد مع اقتباس