عرض مشاركة واحدة
قديم 23-09-2013, 12:56 AM   رقم المشاركة : 6
الكاتب

السيد \ المسني

عضو محظور


الملف الشخصي









السيد \ المسني غير متواجد حالياً


افتراضي

ومقاومة المفسدين فيها والأخذ بحركة الإنسانية وفق الخير وعبر المراحل الزمنية حتى الوصول الى الكمال او النهاية والتي بموجبها تنتهي مهمة استخلاف الإنسان على الأرض وعلى هذا الأساس فمن يعمل الشرور للإضرار بالإنسانية أو بالحياة فانه بذلك يعصي الله تعالى ويعيق هدف الإنسانية وهنا نقول بان الاستخلاف لاتعني الزعامة والرئاسة والحكم والمشيخه في ظل الجهل وإنما تكون لأولي العلم والمعارف لان ادم عليه السلام لم يستخلف على الأرض إلا لأنه تميز عن من سواه بالعلم و حاز علي الخلافة بموجبه . ومن الضرورة ان يكون ادم عليه السلام عالما وعارفا بشؤون المستخلف فيه وبما هو أصلح للإنسانية وللأرض اذ انه ان استخلف وهو جاهل يشؤونها وادارتها فانه سيضر بها وعلى هذا الأساس فان من يكون خليفة الله في الأرض يكون متعلما وفاهما وغير جاهل كما يكون مؤمنا ومطيعا لله تعالى اذ ان ادم عليه السلام لم ينل الاستخلاف في الأرض الا لأنه اعلم من الملائكة ولانه لم يحتكر العلم في إعلامهم به كما انه من الباطل والظلم ان يحكم الجاهل المتعلم فكيف سيكون خيرا للارض وللإنسانية وهو لايعي مفهوم الإصلاح ومفهوم الأخذ بحركة الحياة إلى الكمال عبر الزمن كما لايعي ولايفهم التوازن الحياتي للحياة بمافيها من احياء تخدم الأرض وصلاحها ولا يفهم أسماء المستخلف عليهم من الكائنات . ان تعيين الجاهل على رقاب الناس ماهو الا جزء من الفساد في الأرض وطالما ان الإنسان يحمل الامانه على الحياة فيجب ان يعمل لاجل عدم تنصيب اهل الشر باستخلافهم على الحياة كونهم سيضرون بالامانة الالاهية وسيسعون في الارض فساد.
ان خليفة الله في الارض تكمن فيه كل صفات الخيرللانسانية والحياة والذي سيعمل ويسعى لتعزيز مكانة اهل الخير في جعلهم خلفاء لله في الأرض سوى في تفوقهم العلمي او السلوكي والإنساني وغيره.

وكما اوضحت سابق بان الأمانة متمثلة في الحفاظ على الحياة والأخذ بحركتها نحو الكمال هي من مسؤولية الإنسانية بأكملها وسوف يحاسب كل من يضر بها او يفسد فيها أما الخلافة فهي منصب تكون في الأخير من أهل الخير في الإنسانية كأساس والخيرون من الإنسانية كأساس مكمل كما وجب على الأساس المكمل (الخيرون )الالتفاف حول الأساس( الاخير) وعلى ذلك فان خليفة الله في الأرض جعل ليعزز مسار الإنسانية في حمل الأمانةومن الغير منطقي ان يجعل الله الارض من دون وجود خليفة له فيها .
ويبقى السؤال هل استخلف ادم على الأرض في ظل وجود المشورة والانتخابات ام انه تعيين وتكليف من الله تعالى ؟ وهل نقول من الضرورة ان تكون هناك شورى لاتخاذ قرار الاستخلاف وبين من تكون الشورى ؟ بين الخالق والمخلوقات !وعلى أي شيء على ملك الخالق عز وجل! وهل يعقل ان يكون احد معه مزرعة ويريد ان يعين عليها مدير فهل سيقول لأبناء مجتمعه تعالوا نعمل شورى لنعين احد عليها. من المؤكد ان هذا سيكون في قمة السخف وبعد من سيعين عليها هل إنسان فاهم يعمل لأجل مصلحة المزرعة ويدر عليه خيراتها ام سيعطيها لإنسان جاهل لا علم له بشؤون الزراعة والفلاحة والتخطيط والبيع والشراء والتجارة المبنية على القيم والسلوك الحسن ؟من المؤكد إن الإجابة ستكون لمن هو اعلم وافهم وانسب وأنزه لإدارة المزرعة لأنه بنظره سيدر عليه أموال أكثر . فكيف تسمح لنفسك ايها المخلوق ان تعين شخص لإدارة مزرعتك بينما لا تقر لمن عينهم الله لإدارة أرضه ومخلوقاته (الرسول( ص ) والأئمة الاثنى عشر عليهم السلام ). والفرق ان خيرات المزرعة ستكون لصالح صاحبها بينما ارض الله بخيراتها تكون لمصلحة العباد. فأيهما أكرم الخالق ام المخلوق ؟ وعلى ذلك فان الأنبياء والرسل وأئمة الله العظام لايعينون من الناس وإنما يعينون من الله تعالى ورسوله الكريم إذ هل من العقل ان يكون هناك شورى بين الخالق والمخلوقات في اختيار النبي أو الإمام أو خليفته في الأرض . وهل يعقل أن يكون هناك أناس بعيدين عن الله تعالى وعن الخير ويعبدون الأوثان والأصنام ويتم مشاورتهم في تعيين نبي وإمام لهم أو خليفة الله في الأرض. إن الله تعالى اختار ادم عليه السلام وجعله خليفته في الأرض وكذلك الله تعالى يختار الأنبياء والأئمة عليهم السلام لكونهم هم الأخير للناس لإصلاح حياتهم ومقاومة المفسدين والمستكبرين في الأرض وجعل المؤمنون خلفاء الله في أرضه وعلى ذلك فان الخلافة منصب إلاهي يجعله الله في الأخير للناس كأساس كما يجعلها في الخيرون من خلقه كأساس مكمل .

كما أن الاستخلاف خص به ادم عليه السلام ولم تخص به حواء عليها السلام وهو ما يشير ان الخلافة لا تتمثل بالإنسانية بأكملها بل تمثلت بآدم عليه السلام وبموجب النظرية الكلية فان الجزء الأساسي للإنسانية وهو ادم عليه السلام وهذه إشارة أن الخلافة تكون من مسؤولية الرجل كأساس للإنسانية ومن مسؤولية آهل الخير كأساس للناس ومن مسؤولية الأخير كأساس لأهل الخير وبموجب التفضيل فان الإنسانية مفضله عن المخلوقات وان أهل الخير هم المفضلون من الإنسانية وان الأخير هو المفضل من أهل الخير .

. وللتوضيح أيضا في مسالة الحفاظ على الحياة والأخذ بحركتها نحو الكمال نوضح الأتي .

ان الأرض وفق الدراسة وبحسب فهمي هي أساس الكون وان السموات أساس مكمل للكون وفق النظرية الكلية وهذا يعني إن الأرض لها أهمية اكبر من أهمية بقية الأجرام السماوية كونها هي الأساس التي تستند إليها الحياة الكونية وان بقية الأجسام تمد الأرض بما يخدمها من منافع لاستمرارية الحياة فيها ولو اختلت حياة الأرض فإنها ستؤثر على حياة السموات وطالما ان الله استخلف الإنسان على الأرض وهي الأساس الحياتي للكون فانه وبموجب ذلك يكون الإنسان مستخلف على الحياة الكونية كون السموات تتبع الأرض ومن استخلف على المتبوع استخلف على متبوعاته وعلى هذا سخر الله تعالى السماوات والارض ومابينهما للإنسان وان القول لاجل صلاح الارض او الحفاظ عليها يكون المقصود فيه الأرض والسموات وما بينهما او بمعنى الكون او الحياة وعلمنا ان مهمة الإنسان في الاستخلاف هو الحفاظ على الحياة واستمرارها وفق التوازن حتى الوصول الى الكمال وان من صلب الحفاظ على الارض هو الحفاظ على الانسان كونه أساس الأحياء فيها . كما أن الاستخلاف يمثل الخير للأرض فلا يمكن ومن المستحيل ان يكون اي انسان اضربها خليفة لله تعالى . كما يمكن القول بان المؤمنون هم خلفاء الله في الارض.وان من استغنى عن الخير للارض بالخير لنفسه واتجه نحو الشرور والإضرار بالأرض فانه بذلك يكون قد تخلى عن مهمته الحياتية وجعل من نفسه انسان لاقيمة ولا هدف له في الحياة .كما ان الصامتون امام قوى الشر التي تعبث بالحياة هم ايضا قد تخلوا عن قيمتهم وهدفهم الحياتي وجعلوا من انفسهم احياء ولكن ميتون وسيدخلون دائرة العقاب الالاهي بسكوتهم ورضوخهم أمام أعمال أهل الشر . يقول الله تعالى ( ان الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيما كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا الم تكن ارض الله واسعة فتهاجروا فيها فاولائك مأواهم جهنم وساءت مصيرا ) النساء 97

إن حياة الإنسان وحركته ستكون أيضا خاضعة لنفس السنن كون السنن لا تتبدل في الخلق وعلى هذا فإنني سأشير إلى لمحة موجزة وبسيطة للحركة التكوينية للإنسان بكونه مخلوق فرعي فان خلقه يعتبر مرحلة فرعية أيضا منبثقة من المشيئة وفق السنن السابقة :-

1- المشيئة ان الإنسان لا يمكن ان يخلق الا وفق مشيئة الله تعالى وان خلق الإنسان وسلوكه وحركته الحياتية وعمله وان ارتكب المعاصي والآثام واخترق التوازن الكوني فهي من ما شاءه الله تعالى فلا يفكر الإنسان أن مايقوم به من عمل مضر بالحياة يكون قد تغلب على الله تعالى . وان الإنسان هو أمر متسلسل و منبثق عن المشيئة .
2- الارادة لا يمكن ان يوجد الإنسان من دون أن تتمثل إرادة الله في خلقه ووجوده وعمله والارادة تعني القدرة على فعل ما تريده المشيئة .
3- القدر وهو التقدير المسبق لمكونات الإنسان واستقامة حياته الوجودية والإحاطة بمراحل حياته وتكاثره وأفعاله وأعماله وسلوكه وعلمه وقدراته وكل شيء في حياته من بدايتها الى نهايتها ومن بداية خلق الانسان إلى نهايته فلا يظن الإنسان انه خلق ولا يعلم الخالق ماذا سيفعل فكل اعمال الانسان محاطة بالقدر وبالإرادة والمشيئة الالاهية .
4- القضاء هو امر الله تعالى الوجودي للانسان ولولا قضاء الله ما كان الانسان موجود على وجه الحياة كما ان القضاء هو حكم الله على اعمال الانسان في الخير او الشر كما يحوي الاوامر الصادرة للانسانية بموجب كتابه الكريم لحفظ التوازن الحياتي والخير للانسانية .

وعلى ذلك فان الاسباب والعلل اللاحقة هي متفرعة وتابعة لما قضاه الله تعالى في خلق الإنسان وهي ووفق الترتيب
.

5- الكل وهو ( التفضيل والثنائية ) وفق اساس واساس مكمل وعلى هذا فان ادم عليه السلام هو الاساس وحوى عليها السلام هي اساس مكمل للانسانية وكذلك البدن والروح للجسد الانساني وايضا الماء والتربة لبدن الانسان احدهما اساس والاخر اساس مكمل فالاساس لا يكتمل حياته الا بوجود اساس مكمل له بمعنى وجود متبوع وتابع متلازمان كل لا يستغني على الاخر الا ان التفضيل للاساسي كونه اعلى قدرات من الاساس المكمل وان المتبوعان تتبع المتبوع كما ان الثنائية في الخلق هي اثبات لعظمة الله سوى التكاملية ( ادم وحوا عليهم السلام ) او المتحدة ( الروح والبدن )

6- التوسع ( المكان ) ان الإنسان يقبل التوسع جسميا ويتكاثر عدديا وفق التوسع (المكان ) وبدونها يصعب عليه التحرك
.
7- التدرج وهذا يعني ان حياة الانسان متدرجة في خلقها من الصغر الى الكبر عبر التوسع كما انها متدرجة في حياتها الوجودية عبر الزمن ولاثبات صحة هذه النظرية قال الله تعالى في كتابه العزيز ( يايها الناس ان كنتم في ريبة من البعث فانا خلقناكم من نطفة ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة لنبين لكم ونقر في الأرحام مانشاء الى اجل مسمى ثم نخرجكم طفلا ثم لتبلغوا اشدكم ومنكم من يتوفى ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكي لايعلم من بعد علم شيئا وترى الأرض هامدة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت وانبتت من كل زوج بهيج )الحج جزء من اية 5

8- التحول (التحلل ) وهو ان الانسان بجسمه تحول من طين الى جسد كما يقبل التحول من صفته الحالية الى صفاته الاساسية كما يقبل التحول وفق المكان من والى وكذلك روحه تقبل التحول من البيئة الحالية الى بيئة حياتية اخرى و ان الجسد الانساني يقبل التكاثر وفق التحلل الجسمي وانتقال الحياة من الاباء الى الابناء وللاحاطة ان توازن الحياة تكمن وفق الثنائي ذكر وانثى وليس مستبعد ان يتكون ولد وفق التحول من ثنائي الجسد (الروح والبدن ) لاب او لام مثل نبي الله عيسى عليه السلام..
9- امر بين امرين (الوسطية والرئيسي) ( وهو ان الانسان هو امر بين امرين الروح والبدن كما ان تكاثره وفق الابن هو ايضا امر بين امرين الذكر والانثى وان بدنه هو امر بين امرين التربة والماء خاضع في تكونه للاسباب السابقة كما انه يحتمل الخلق ويحتمل عدم الخلق (الحركة او الجمود) اي انه لايزال في طور التخلق ويرجع في ذلك الى مشيئة وارادة وقدر الله تعالى فهو يبدي ويعيد كما ان هذا الامر يشير الى اهمية الدعاء بالنسبة للعباد في حالة عدم اكتمال ما قضاه الله تعالى الخاضع للتدرج والتحول.
10- الفتق ( النسبية ) اي ان الاختلاف في القدرات الانسانية بين الذكر والانثى هو نتيجة الفتق للبدن وفق النسب ولولا الفتق وفق نسب لكانت الانسانية كلها تحمل قدرات وصفات موحدة مما سيعيق التكاثر والاستمرار بالحركة الحياتية كما ان الفتق يوجد ترابط واندماج نفسي بين الابدان كونه لايعني الانفصال ولا الاتحاد وانما هو بينهم وفق الوسطية وهنا اشارة الى الانسان انفتق من الطين اساس واساس مكمل فانبت الانسان من الطين كالنبات وافرض مثل هو ان ادم وحوى عليهم السلام تشكلا من نفس واحدة كفرعي شجرة احدهما قوي ومتين وطويل والاخر ضعيف وقصير ولله العلم
11- المجموعات وهي تشير الى الانسان كونه كل يحوي عدد من المجموعات الفرعية المتحدة في جسمه كما خلق وفق مجموعة ثنائية ذكر وأنثى اول مجموعة إنسانية كليه وهو في طور التخلق وان جسم الانسان انفتق في اطار الجسد الى اساس وهو العضو الأساسي واساس مكمل وهي الاجزاء التي شكلت مجموعات الجسد الإنساني متدرجا من الصغر الى الكبر في تكونه .
12- الجزيئات ( الاختلاف ) وهي عبارة عن الأعضاء التي تتكامل وفق المجموعات في الجسد الإنساني اذ لا يمكن أن تتشكل الجزيئات الا في ظل وجود المجموعة الجسمية التي تحتويها كما أنها قائمة على الاختلاف سوى في الصفات والمميزات والقدرات او في الشكل وبحسب احتياج الجسد لها في نطاق العدد كما ان النظرية الجزئية تعبر عن وجود أول جسم انساني وهم ادم وحوى عليهم السلام باعتبار ان كل واحد منهما جزء من الانسانية كما ان الاجزاء يكتمل نموها بحسب اهميتها للجسم في وجودها الاولي أي تتشكل اولا الاعضاء الاساسية التي يقوم عليها الجسد وفق التكامل ومن ثم تتكون الاعضاء الاساسية المكمله للجسد .
13- الكمال (الابداع ) ويتمثل كمال الجسد الإنساني في اتحاد الروح مع البدن وفي تكون اول كل انساني الذي هو ادم عليه السلام الذي لايشير في وجوده الى كمال الانسانية بل انه يمثل كمال جزئي وان الكمال الكلي للانسانية تمثل في خلق حواء عليها السلام وبهم تشكلت اول مجموعة انسانية . ويظل السؤال هل ادم اكبر من حوى عمرا ام انهم في نفس العمر لله العلم من هنا اكتمل خلق الانسان وفق عدد من الاسباب والعلل السابقة ذكرها هذا ولله العلم.

رابعا :- العمل الانساني

ذكرت سابقا بان العمل المعنوي يسير من الجزء الى الكل وكذلك ايضا عمل الانسان ينطبق عليه ما جاء في العمل المعنوي للكون الا ان الخلاف يتمثل في التسيير والتخيير كما ان هناك اختلاف في مسالة ان الكون مسخر للانسان وسوف نلخصه لاحقا .
ذكرت سابقا ان العمل ينقسم الى عمل تكويني وعمل معنوي وان الانسان بحد ذاته هو عمل تكويني متساير في الخلق وفي رحم مكونات الكون حتى ظهوره اذ ان الانسان بذاته هو فرع لعمل تكويني سابق مر وفق مراحل حياتية حتى خلقه على


من مواضيع السيد \ المسني » حول ا سبب حجب موضوعي دراسة الخمس
» معنى كلمة مس في القران
» رسالة للشعب العراقي
» دراسة تحليلية لمكان اهل الكهف
» نهاية الصهيونية وخلاص الارض
رد مع اقتباس