عرض مشاركة واحدة
قديم 29-09-2015, 04:28 PM   رقم المشاركة : 5
الكاتب

أحلى من العسل


الملف الشخصي









أحلى من العسل غير متواجد حالياً


افتراضي ضرورة الوعي السياسي 1.2


ضرورة الوعي السياسي 2


بناهيان: كان النبي(ص) بصدد إيصال الناس إلى قمّة «الوعي السياسي»/ أحد أهم برامج الله لتهيؤ الإنسان إلى لقاء الله هو التمتّع بالوعي السياسي/ لا يتحقّق الظهور إلا بعد ما أصبح أكثر الناس سياسيّين/ إذا أصبح جميع الناس سياسيّين، سوف تضيق الساحة السياسيّة بتيّارات حبّ السلطة والنفاق/ ما لم يصبح أكثر الناس سياسيّين، لا تزال تتسلّط عليهم أقليّة من الفئة الظالمة

الزمان: 03/09/2015
المكان: طهران ـ هيئة الشهداء المجهولين (شهداي گمنام)
بعد ما استعرض سماحة الشيخ بناهيان في تكملة سلسلة أبحاث «استعراض تحليلي لتاريخ الإسلام» في هيئة الشهداء المجهولين الأسبوعية، أحداثَ فترة الدعوة النبوية ومرحلة هجرة النبي(ص)، عمد إلى دراسة حكومة النبي(ص). فتطرّق إلى ضرورة الوعي السياسي بين الناس ومدى اهتمام النبي(ص) بهذا الوعي. فإليكم أهمّ المقاطع من كلمته:

ليس مجرّد العمل الصالح معيارا في صلاح الإنسان/ يجب أن يكون العمل الصالح جديرا بتمهيد الإنسان للقاء الله

إن التعاليم التي تعطى إلى الجنود ليست جميعها تعاليم عسكريّة بشكل مباشر، بل بعضها كالاستعراض العسكري والحركات الرياضية لا ترتبط بالعمل العسكري مباشرة، أو على الأقل لا يمكن فهم علاقتها بالعمل العسكري مباشرة، ولكنّها وفي ضمن مراحل معقّدة تنفع العمل العسكري وساعة القتال وتوطّن الجندي للحرب.
هناك تعاليم تدرّس في المعسكرات قد يعترض عليها بعض الجنود أن: «لا نعرف ما علاقة هذه الدروس بالحرب؟!» أنا بودّي أن أشبّه هذه الحالة بقضيّة «كمال الإنسان». فقد أمرونا بإتيان بعض الأعمال الصالحة ولكنّنا لا نعرف علاقة أكثر هذه الأعمال بكمالنا.
كما أن الإنسان كائن معقّد ذو شعب، فكماله أيضا قضية معقّدة غير بسيطة. فلا يمكن أن نقول: إن كمال الإنسان هو أن لا يكذب ولا يسرق ويكون رحيما و... فليست هذه الخصائص تمثّل الذروة في كمال الإنسان. المفترض هو أن نصل إلى هدفٍ معيّن عبر الأعمال الصّالحة وتجنّب الأعمال السيئة كالكذب ولكن لم يوضّح أحد هذا الهدف بشكل جيّد. إن المقام الذي نحن في طريقنا إليه عبر هذه الأعمال الصالحة، مقام يمهّدنا إلى «لقاء الله». يعني إنه سيغير ذات الإنسان وماهيّته ويوسّع سعته الوجوديّه ليكون أهلا للقاء الله. إذ لابدّ للإنسان من أن يحظى بسنخيّة وأهليّة للقاء الله.
ليس أداء الأعمال الصالحة أو تجنب الأعمال السيئة معيارا في حدّ ذاته، بل المعيار هو ما يحصل للإنسان عبر هذه الأعمال. فعلى سبيل المثال، ينطوي تجنب الكذب على أثر خاص وهو الذي يهمّنا. فلعل الإنسان يتجنّب الكذب ولكنه لا يحصل على ذاك الأثر بسبب سوء نيّته.
يفترض للجندي أن يتأهّل بعد التدريب في المعسكر ويحصل على قدرات يقوى بها على الحرب. ولذلك فلابدّ أن يتمتّع بلياقة جسدية عالية وبروح الطاعة للقائد وبمهارات أخرى لكي يؤدّي دوره الصحيح في ساحة الحرب. هذا ونحن نستطيع أن ندرك مقتضيات ساحة القتال، ولكن لم يكن أحد منا قد شاهد يوم القيامة ليرى احتياجات الإنسان في لحظة لقائه مع الله. ينكشف باطن الناس وتبلى سرائرهم يوم القيامة (يوْمَ تُبْلَى السَّرائِرُ) [الطارق/9] فسوف ندرك يومئذ كيف تنفع الناس أعمالهم في الدنيا في لحظة لقاء الله؟ بينما هنا في هذه الدنيا وقبل الانتقال إلى الآخرة فالأمر معقّد جدّا، وشرح حقيقة كمال الإنسان ليس بهيّن.

في معسكر الدنيا نتلقّى بعض التدريبات لكي نتدرّب على لقاء الله/ ما علاقة الزواج بلقاء الله؟

نحن في معسكر الدنيا نتعلّم ونتدرّب لكي ننتقل إلى مكان آخر وهو مقام «لقاء الله»، فلابدّ لنا أن نتدرّب لذلك المكان. ولذلك فإن الله سبحانه قد هيأ لنا بعض الظروف التي تأهّلنا لذاك الموقف.
فعلى سبيل المثال لابدّ للنساء في هذه الدنيا من الزواج مع رجال لا ينفكون عن بعض النواقص والمشاكل في رأيهنّ لأنها ناتجة من خصائص الرجولة الذاتيّة. ومهما حاول النساء لإصلاحهم لا يُصلحون فيضطرن إلى تحملّهم. ومن جانب آخر لابدّ للرجال من الزواج مع النساء اللاتي يجدونهنّ غير منفكّات عن بعض الإشكالات والنواقص اللتي هي مقتضى صفات وخصائص الأنوثة ولا يمكن حلّها بطبيعة الحال فيضطرّون إلى تحملّها. طيّب ما حسن هذه الظروف للنساء والرجال وكيف تنفعهم في التأهّل للقاء الله؟ وأساسا ما تأثير هذا التحمّل في استعداد الإنسان إلى لقاء الله؟ فمع أنه كان بإمكان الرجل والمرأة أن يتعبّدا عمرا طويلا ليتأهلا للقاء الله، ما علاقة الزواج وتكوين الحياة الأسرية بلقاء الله؟ الواقع هو أن الزواج بكل ما ينطوي عليه من حلاوات ومشاكل وصعوبات، يأهّل الإنسان إلى لقاء الله، ولكن إدراك هذه العلاقة بينه وبين لقاء الله أمر معقّد ليس ببسيط.
إن مشاكل ما بعد الزواج قد استوقفت كثيرا من الأزواج فتجدهم يقولون: «لو لم يكن هذا زوجي أو هذه زوجتي لكنت عبدا صالحا لله!» أو يقولون: «لو لم أكن أعيش مثل هذه الظروف وكنت أعيش تلك الظروف لكنت عبدا صالحا!» في حين أن أساس الموضوع هو كيفية التعامل مع هذه المقدّرات التي أعدّها الله للإنسان ليستعدّ عبر هذه المقدّرات للقاء الله.
لقد مزجت حياة الإنسان بمثل هذه الصعوبات. فعلى سبيل المثال رزقك مرهون بكدّك وجهدك. مع أن الله كان قادرا على رزقك أيسر بكثير ومن دون حاجة إلى عمل، ولكنّه قدّر لأغلب الناس أن يكون رزقهم نتيجة كدّ اليمين وعرق الجبين. فكل هذه المقدّرات في الواقع تمهّد الإنسان للقاء الله. كما أن الله سبحانه يقول: (يا أَيهَا الْإِنْسانُ إِنَّكَ کادِحٌ إِلى‏ رَبِّكَ کَدْحاً فَمُلاقيه) [الانشقاق/6]

لم يخلقنا الله لنكون صالحين ونطيعه وحسب

لا تحسبوا أحداث العالم بسيطة. فعلى سبيل المثال لا تزعموا أن الله كان يريد أن نكون أناسا صالحين وعليه ففرض لنا مجموعة من الأعمال الصالحة. بل الواقع هو أن نقول: «لقد فرض الله علينا هذه الأعمال الصالحة لكي نستعدّ عبر هذه الأعمال للقائه». وبالتأكيد إن الأعمال التي فرضها الله علينا في معسكر الدنيا لم تكن أعمالا قبيحة وسيئة قط. ولا شكّ في أن جميع الأعمال التي قد وصّانا الله بها هي أعمال صالحة وتنطوي على فوائد ومحاسن ذاتيّة، ولكن لابد أن نعرف أن لم يخلقنا الله لتحصيل تلك المحاسن الذاتيّة المرتبة على الأعمال الصالحة. يعني لم يخلقنا الله لكنون أناسا صالحين وحسب ثم نموت، ليحشرنا في الآخرة في الجنان ويتحفنا بالثواب.
تتّسم أحكام الله بالحسن والجمال، ولكننا لم نخلق لأداء هذه الأحكام الجميلة وحسب، بل قد خلقنا لامتثال هذه الأحكام في سبيل أن نستعدّ لشيء آخر لا نعرفه جيّدا. ولكن نعرف بالإجمال أن هذا الشيء الآخر هو لقاء الله.

يتبع إن شاء الله...


من مواضيع أحلى من العسل » مقطع فلم لسماحة الشيخ بناهيان باسم"التديّن السارّ"
» مقطع فلم لسماحة الشيخ بناهيان باسم"شهر رمضان المهدوي"
» مقطع فلم لسماحة الشيخ بناهيان باسم"أزيلوا سوء الفهم هذا"
» مقطع فلم لسماحة الشيخ بناهيان باسم" كيف ننتفع من هذا الشهر الفضيل؟"
» مقطع فلم لسماحة الشيخ بناهيان باسم" لماذا يبلغ الصالحون مبلغاً في الفساد إذا فسدوا؟!"
رد مع اقتباس