عرض مشاركة واحدة
قديم 07-10-2015, 11:01 AM   رقم المشاركة : 8
الكاتب

أحلى من العسل


الملف الشخصي









أحلى من العسل غير متواجد حالياً


افتراضي ضرورة الوعي السياسي 1.3


ضرورة الوعي السياسي 3

بناهيان: ليس إصلاح حجاب النساء من أهم التمهيدات لظهور الفرج، بل إصلاح السياسيّين هو الأهمّ/ إن الساحة السياسية بحاجة إلى مراقبة النفس وتقوى عالية جدّا

الزمان: 10/09/2015
المكان: طهران ـ هيئة الشهداء المجهولين (شهداي گمنام)
أكمل سماحة الشيخ علي رضا بناهيان في هيئة الشهداء المجهولين الأسبوعية، موضوعه في خصوص ضرورة الوعي السياسي. فإليكم أهمّ المقاطع من كلمته:

الإسلام الذي قد اهتمّ باحتياجاتنا الحياتيّة لابدّ أن يكون قد اهتمّ بالسياسة

لقد أخذت الأحكام الدينية احتياجاتنا الحياتية بعين الاعتبار. وقد بلغ اهتمام الدين باحتياجاتنا الحياتية إلى درجة بحيث قد اعتبر العامل الذي يذهب إلى عمله ويكدّ ويتعب لكسب الرزق لعائلته كالمجاهد في سبيل الله. فقد روي عن الإمام الصادق(ع): «الْکَادُّ عَلَى عِيالِهِ کَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ» [الكافي/5/88]. كما قد أمر ديننا بتأمين احتياجاتنا الحياتية بحيث قد يصبح التقصير في قضاء هذه الحوائج فعلا محرّما. فعلى سبيل المثال إذا أضرب أحد الناس عن الطعام إلى أن يهلك جوعا، فهذا انتحار وحرام.
فكيف يمكن لهذا الإسلام الذي اهتمّ كثيرا بتأمين احتياجاتنا الحياتية، أن يكون غير مكترث بالساحة السياسية ولم يلفت أنظارنا إليها؟ إذ أن تحقّق أكثر احتياجاتنا الحياتية مرهون بمعادلات الساحة السياسية، وأصحاب السلطة هم أصحاب القرار في تحقيق هذه الاحتياجات أو عدم تحقيقها. بحيث بإمكان أصحاب السلطة أن يقتلونا أو أن يشنّوا حربا ويبيدونا.
إن هذا الدين الذي بالغ الاهتمام باحتياجات الإنسان الحياتية، وأمر بسدّها وقضائها، من المؤكد أنه قد اهتمّ بالساحة السياسية، إذ جميع احتياجاتنا الحياتية بنطاقها الواسع تؤمَّن هناك، وهي رهن إشارة أيدي أصحاب السلطة ومن المعلوم أن سلوك أصحاب السلطة وتداولهم في بقائهم في مناصبهم كلّها من الأحداث المهمّة التي تحسم في الأوساط السياسية. فكيف يمكن وأنى يعقل أن يكون ديننا قد أمرنا بالابتعاد عن السياسة؟!

الإسلام الذي قد اهتمّ بالفقراء وأكّد على مساعدتهم، من المؤكد أنه مكترث بالساحة السياسية ومصادر الفقر

لقد فرض الله مساعدة الفقراء تحت عناوين الصدقة والإنفاق والزكاة، ثمّ أعطاها من الأهمية ما قد قرنها مع الصلاة في كثير من آيات القرآن. فهل يعقل لهذا الإسلام الذي وصّى بمساعدة المستضعفين واعتبر مساعدتهم صدقة، أن يكون غير مكترث بالسياسة؟! والحال أن الساحة السياسية هي المصدر في إنتاج الفقر أو الغنى، وبها يمكن الوقوف أمام الفقر وإغاثة الفقراء في نطاق واسع. لا يُعقل أن يوصّينا الإسلام بمساعدة الفقراء وبالابتعاد عن السياسة في نفس الوقت! إذ أن المصادر الناتجة للفقر هي ساحة السياسة. فإذا أردنا أن ننقذ المحرومين والمستضعفين لابدّ أن نتدخّل في السياسة بصفتها العامل الأول في تكوين ظاهرة الفقر، لأنّ في هذه الساحة السياسية يتم إنتاج الفقر بنطاقه الواسع.
إن الأبعاد السياسية أهم من باقي الأبعاد في الأحكام الدينية. طبعا لم يصرّح القرآن بعناوين السياسة والسلطة، كما لم يصرّح بأسماء الأئمة الإثني عشر. إذ كما قال أمير المؤمنين(ع) إن ديننا هو دين الإشارة لا التصريح؛ «فَبَعَثَهُ اللَّهُ بِالتَّعْرِيضِ لَا بِالتَّصْرِيحِ» [الاحتجاج/1/255]

لا يعقل أن يكون الله قد أمرنا بالجهاد ولكن لم يعيّن تكليف إدارة الجهاد/ من أجل العمل بالجهاد لابدّ لنا من البصيرة السياسية

المثال الآخر الدال على اهتمام ديننا بالسياسة هو أن ديننا قد أمر بالجهاد، وعليه فلابدّ أن نسأل: من الذي يعيّن الخصم ويحدّد زمن الجهاد؟ وأين يتمّ تنظيمه؟ من الذي يقرّر أن قد حان وقت الجهاد أو لم يحن؟ من المؤكد أن هذه القرارات تصدر في ساحة السياسة، فلا يجوز لنا أن ندع هذه الساحة تقع بيد أيّ كان، إذ لا يصلح كل امرء للدخول في الساحة السياسية فيصدر أمر الجهاد أو يقرّر إيقافه. كما الآن نرى أن تنظيم داعش قد تصدّى لذلك، فأصبحوا يفرضون على بعض الشباب وبدوافع دينية أن يهاجروا للجهاد. فإذا أطاعهم جاهل مغفّل فاقد للبصيرة السياسية، يذهب إلى الجهاد ـ على حدّ تعبيرهم ـ فإما يقوم بقتل وجرائم وإما يُقتَل ويذهب دمه هدرا.
لا يعقل أن يكون الله قد أمرنا بالجهاد ولكن لم يعيّن تكليف إدارة الجهاد. ومن ينظر إلى الدين بهذه النظرة فقد حمل صورة غير عقلانية عنه. لأنه في الواقع يقول: «لقد مدح الإسلام الجهاد بشكل عام بدون أن يدخل في التفاصيل!» ولكن القضية المهمة هي أنه من الذي يجب أن يصدر حكم الجهاد؟ ومتى يجب الجهاد وفي أي ظروف؟ هذا الإسلام الذي جعل حرمة دم النفس الواحدة مساوية لحرمة دماء جميع الناس؛ (مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيرِ نَفْسٍ أَوْ فَسادٍ فِي الْأَرْضِ فَکَأَنَّما قَتَلَ النَّاسَ جَميعاً) [المائدة/32] كيف يمكن أن يأمر بالجهاد بلا أن يعيّن إدارته وقيادته؟!
لابدّ للقائد الذي يحدّد زمان الجهاد ومكانه أن يكون رجلا سياسيّا بكل معنى الكلمة، كما يجب علينا أيضا أن نتحلّى بالبصيرة السياسيّة لكي نقدر على تشخيص صحّة قرارات هذا القائد، وفي سبيل أن لا ننساق وراء قادة مزيّفين منحرفين. إذن في سبيل امتثال أمر الله في قضيّة الجهاد لابدّ لنا من التحلّي بالبصيرة السياسيّة. العمل بالجهاد مشروط بالبصيرة السياسية. ولا يمكن اتخاذ القرار بشأن الجهاد أو المبادرة إليه خارج نطاق العملية السياسية، وهذا ما يؤكّد حاجاتنا الماسّة إلى البصيرة السياسية.

يتبع إن شاء الله...


من مواضيع أحلى من العسل » مقطع فلم لسماحة الشيخ بناهيان باسم"التديّن السارّ"
» مقطع فلم لسماحة الشيخ بناهيان باسم"شهر رمضان المهدوي"
» مقطع فلم لسماحة الشيخ بناهيان باسم"أزيلوا سوء الفهم هذا"
» مقطع فلم لسماحة الشيخ بناهيان باسم" كيف ننتفع من هذا الشهر الفضيل؟"
» مقطع فلم لسماحة الشيخ بناهيان باسم" لماذا يبلغ الصالحون مبلغاً في الفساد إذا فسدوا؟!"
رد مع اقتباس