عرض مشاركة واحدة
قديم 05-10-2015, 01:56 PM   رقم المشاركة : 7
الكاتب

أحلى من العسل


الملف الشخصي









أحلى من العسل غير متواجد حالياً


افتراضي ضرورة الوعي السياسي 3.2


تتبلور إحدى أهم ركائز شخصيتنا عبر «الوعي السياسي»/ كان أكثر الناس على مرّ التاريخ يتبرّمون من أيّ نشاط سياسي

إجمال القضيّة هي أن لابدّ أن تستعدّ الركائز الشخصية للتديّن وأن تتأهّل للقاء الله، وتتبلور إحدى أهمّ ركائز شخصيتنا عبر «الوعي السياسي». فحاولوا أن تكونوا أشخاصا سياسيّين وتحظوا بوعي سياسي عال.


يتبرّم كثير من الناس من النشاط السياسي وحتى من التفكير في القضايا السياسيّة! كما كان هذا حال أكثر الناس في أكثر المجتمعات وعلى مرّ التاريخ. وحتى الآن في البلدان الغربيّة إذا أراد بعض أفراد الشعب أن يكونوا مهتمّين بالشؤون السياسيّة كثيرا، غاية ما يقومون به هو أن يقولون: «ما هو برنامج هذا المرشّح لرئاسة الجمهورية؟ هل يريد أن يصعّد الضرائب أم يقلّلها؟ فإن أراد أن يصعّد ما علينا من ضرائب فلن ننتخبه!» ولا يهتمّون بشيء آخر. كما أن كثيرا من الكسبة وأصحاب الدكاكين لا يكترثون بالاقتصاد الكلّي. إن في الاقتصاد الكلّي معادلات معقّدة تفرق في بعض الأحيان عن الاقتصاد الجزئي بكثير، ولكنّها مهمّة ومؤثرة جدّا.

لا يتحقّق الظهور إلا بعد أن أصبح أكثر الناس سياسيّين/ إذا أصبح جميع الناس سياسيّين، سوف تضيق الساحة السياسيّة بتيّارات النفاق


إن السياسات الكلّية معقّدة جدّا، وقد فرض الله علينا في ما فرض أن نتحلّى بالوعي السياسي. ولكن أكثر الناس يتبرّمون من الأوساط السياسيّة، ولذلك على مرّ التاريخ، وفي مختلف الأنظمة الديكتاتورية والديمقراطيّة، حكمت فئة قليلة من الناس أكثريةَ الشعب. ولا يتحقّق الظهور إلا بعد أن أصبح أكثر الناس سياسيّين، كما أن بعد الظهور سيزداد الناس وعيا وبصيرة في القضايا السياسيّة.

بعد أن مسح الإمام المهدي على رؤوس الناس وأكمل عقولهم [الكافي/1/25]، أحد أهمّ مصاديق العقل هو «العقل السياسي». إذن فيصبح جميع الناس سياسيّين ويتحلّون بالوعي السياسي. وإذا أصبح الجميع سياسيّين تضيق الساحة السياسية بتيارات النفاق. إذ سوف يشعر الناس بأمراض قلب الرجل السياسي من فلتات لسانه. وسوف يقدر الناس على تحليل كلام رجالهم السياسيّين وأن يعرفوا مثلا أن فلانا من السياسيّين يؤكد على موضوعٍ ما أكثر من استحقاقه.

ما لم يصبح أكثر الناس سياسيّين، لا يزال يسيطر فئة قليلة عليهم

إذا بلغ الناس إلى أوج الوعي السياسي، عندئذ إذا خطب رجل سياسي أو صرّح بتصريح ما، يعرف الجميع كم قد انطلق في كلامه من الأهواء النفسانيّة، وما هو الهدف الذي يرمي إليه. فما لم يكن الناس هكذا، لم يصلوا إلى أوج الوعي الديني. وكان النبي(ص) بصدد إيصال الناس إلى هذه النقطة، لا أن يعتكفوا في بيوتهم ويصلّوا فقط. ولا شك في أن الغاية من الوصول إلى هذه النقطة أي الوصول إلى الوعي السياسي، هو الوصول إلى الهدف الرئيس وهو التأهّل والتهيؤ للقاء الله.

ما لم تخوضوا في ساحة الفكر السياسي لن تصبحوا أهلا للقاء الله


الساحة السياسية يعني التفكير حول العالم وتعاقيده العظيمة. فما لم تخوضوا في هذه الساحة لن يكبر قدركم، وإن لم تكبروا لن تتأهلوا للقاء الله العظيم. ولكن أكثر أهل العالم ليسوا بسياسيّين. وإذا كان كذلك لا يزال تسيطر عليهم فئة قليلة وتحكم مقدّراتهم كيف تشاء.

لماذا استطاعت انجلترا الصغيرة أن تسيطر على كثير من البلدان؟


هل تعلمون كم مساحة انكلترا؟ لعلّ مساحتها لا تزيد عن مساحة إحدى محافظاتنا. إذن كيف استطاعت أن تسيطر على كثير من البلدان؟ ويا ترى كم كان عدد قوات جيشهم؟ الواقع هو أنهم قد استطاعوا أن يهيمنوا على كثير من البلدان بسبب مهارة واحدة يملكونها وهي: «في كل مجتمع، إذا استطعتم أن تؤثروا على بعض الخواص المؤثّرين، تستطيعون بعد ذلك أن تسيطروا على باقي أفراد المجتمع، إذ أن أكثر الناس يتبرّمون من الشؤون السياسيّة».

كون أكثر الناس بعيدين عن الأجواء السياسيّة قد سنّى لمستكبري العالم أن يهيمنوا عليهم. هنا يأتي هذا السؤال وهو: ما علاقة هذا البحث برسالة الأنبياء؟

الإمام الصادق(ع): «مَنْ أَطَاعَ رَجُلًا فِي مَعْصِيةٍ فَقَدْ عَبَدَهُ»/ ليست مشكلتنا الرئيسة عبادة الأوثان، بل إطاعة الرجال


يقول الإمام الصادق(ع): «مَنْ أَطَاعَ رَجُلًا فِي مَعْصِيةٍ فَقَدْ عَبَدَهُ» [الكافي/2/398] قد يقول البعض: «نحن لم نعبده، وإنما أطعناه لنتّقي شرّه». في حين أن القضيّة ليست بهذه البساطة. فإننا إن أطعنا أحدا في معصية الله فقد عبدناه وأصبح ربّنا. ولذلك ليست مشكلتنا ـ نحن المسلمين ـ الرئيسة، عبادة الأوثان، وإنما هي «إطاعة الرجال».

يقول الإمام الصادق(ع) حول قوله تعالى: «وَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَة»[مريم/81] أيْ يکُونُونَ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ اتَّخَذُوهُمْ آلِهَةً مِنْ دُونِ اللَّهِ عَلَيهِمْ ضِدّاً يوْمَ الْقِيامَةِ وَ يتَبَرَّءُونَ مِنْهُمْ وَ مِنْ عِبَادَتِهِمْ إِلَى يوْمِ الْقِيامَةِ؛ لَيسَتِ الْعِبَادَةُ هِيَ السُّجُودَ وَ لَا الرُّکُوعَ وَ إِنَّمَا هِيَ طَاعَةُ الرِّجَالِ، مَنْ أَطَاعَ مَخْلُوقاً فِي مَعْصِيةِ الْخَالِقِ فَقَدْ عَبَدَه» [تفسير القمي/2/55]

أوج رسالة الأنبياء الوعي السياسي


عَنْ عُمَرَ بْنِ حَنْظَلَةَ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع: عَنْ رَجُلَينِ مِنْ أَصْحَابِنَا بَينَهُمَا مُنَازَعَةٌ فِي دَينٍ أَوْ مِيرَاثٍ فَتَحَاکَمَا إِلَى السُّلْطَانِ وَ إِلَى الْقُضَاةِ أَ يحِلُّ ذَلِكَ قَالَ مَنْ تَحَاکَمَ إِلَيهِمْ فِي حَقٍّ أَوْ بَاطِلٍ فَإِنَّمَا تَحَاکَمَ إِلَى الطَّاغُوتِ وَ مَا يحْکُمُ لَهُ فَإِنَّمَا يأْخُذُ سُحْتاً وَ إِنْ کَانَ حَقّاً ثَابِتاً لِأَنَّهُ أَخَذَهُ بِحُکْمِ الطَّاغُوتِ وَ قَدْ أَمَرَ اللَّهُ أَنْ يکْفَرَ بِهِ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى (يرِيدُونَ أَنْ يتَحاکَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ‏ وَ قَدْ أُمِرُوا أَنْ يکْفُرُوا بِه) نساء/60 قُلْتُ: فَکَيفَ يصْنَعَانِ قَال: ...؛ [الكافي/1/67]

وكان يقول الإمام الخميني(ره): «لو فرضنا أن أمريكا قد عرضت علينا مقترحا إسلاميّا إنسانيّا مئة بالمئة، نحن لا نصدّق بأنهم يخطون خطوة واحدة لصالحنا ومن أجل السلام. وحتى لو قالت أمريكا وإسرائيل «لا إله إلا الله» نحن لا نقبل[صحيفة الإمام الفارسية/ج15/ص339]

قرّوا بأن بعض الأيادي قد ربّتنا على الابتعاد عن السياسة. فقد أصبحنا وبشكل مقزّز أخلاقيين ومعنويين ولكن بعيدين عن السياسة وغير مكترثين بأكثر عامل حاسم وأعقد ساحة مؤثرة في مصير الناس ومستقبلهم. بينما كان الإمام الخميني(ره) يقول: «والله إن الإسلام كله سياسة، فقد عرّفوه لنا بشكل سيّئ» [صحيفة الإمام(الفارسية)/ج1/270] وقال في مكان آخر: «الإسلام دين السياسة قبل أن يكون دين المعنوية» [صحيفة الإمام(الفارسية)/ج6/467]

كما كان الوعي السياسي يمثّل أوج رسالة الأنبياء. ولكن أيّ من مناهجنا الدراسية وأنظمتنا التعليمية وبعد مضي 35 سنة من انتصار الثورة، تعلّم الأطفال والطلاب هذه المعارف بشكل صحيح؟ ثم نتيجة تقصيرنا في هذا المجال هو تأخير فرج مولانا صاحب الزمان(عج).


من مواضيع أحلى من العسل » مقطع فلم لسماحة الشيخ بناهيان باسم"التديّن السارّ"
» مقطع فلم لسماحة الشيخ بناهيان باسم"شهر رمضان المهدوي"
» مقطع فلم لسماحة الشيخ بناهيان باسم"أزيلوا سوء الفهم هذا"
» مقطع فلم لسماحة الشيخ بناهيان باسم" كيف ننتفع من هذا الشهر الفضيل؟"
» مقطع فلم لسماحة الشيخ بناهيان باسم" لماذا يبلغ الصالحون مبلغاً في الفساد إذا فسدوا؟!"
رد مع اقتباس