عرض مشاركة واحدة
قديم 23-09-2013, 12:58 AM   رقم المشاركة : 7
الكاتب

السيد \ المسني

عضو محظور


الملف الشخصي









السيد \ المسني غير متواجد حالياً


افتراضي

شكل انسان باتحاد الروح بالبدن وطالما ان الانسان هو عمل تكويني روحي ومادي فلابد ان تكون له تغذية روحية ومادية اذ بدونها يصعب عليه القيام بالعمل وفق التكاثر او المنافع لاستمرارية حركته الحياتية فخلق الله تعالى للانسان مخلوقات فرعية تساهم في تغذيته وتنسجم مع مكوناته العضوية المادية والروحية وعلى هذا الأساس فانه وبموجب النظرية الكلية فان التغذية تتكون من
. التغذية الروحية أساس كونها تختص بالعمل المعنوي
. التغذية المادية وهي اساس مكمل
وان التغذية الروحية هي أساس القيام بالعمل او الفعل اذ بدونها يصعب على الإنسان معرفة ما يضره وما ينفعه من التغذية المادية وان حياته ستكون معرضة للخطر لعدم إدراكه وان كلا التغذيتين يستحيل على الانسان بدونهما ان يقوم بالعمل وعلى هذا فانه من عدل الخالق عز وجل ولمصلحة الخير للإنسان مده بالخير والعلوم بما يخدم روحه ومعنوياته وبدنه ومنافعة وخلق له التغذية المادية التي حافظت على حياته و ساهمت في استمرار حركته الحياتية .

اذا فان عمل الانسان هو امر بين امرين بين العمل المعنوي والمادي فكلاهما متكاملان وهذا يدل ان الإنسان ليس مخيرا ولا مسير وإنما هو أمر بين الاثنين التسيير والتخيير ولو فرض أن الإنسان مسير لكان عمله خير كله ولما كان هناك معصية لله تعالى ولا شرور في الارض كما ان من يقول ان الانسان مسير فانه ينسب عمل الشر والفساد الى الله والله بري مما يفعله الظالمون. ولو ان الإنسان مخير فقط لأفسد الناس في الأرض ولفعل الإنسان ما يحلو له ولما كان هناك ثواب وعقاب و ديانات وأنبياء ورسل ولكان فساده حلال ولا يستحق العقاب عليه ولو ان الإنسان مخير لما عرفما ينفعة وما يضره ولكان جاهل لايعي ولايدرك مصيره ولتعرضت حياته إلى الموت وعدم الاستمرارية .
ووفق النظريات فان عمل الانسان واقع بين اثنين التسيير والتخيير فإن عمل بموجب ما قضاه الله لخير الحياة كان من خيرته الخير ( التسيير) وان عمل لخرق ما قضاه الله كان من خيرته الشر وان ما عمله الإنسان وفق ما قضاه الله نسب عمل الانسان الى الله تعالى ( وما رميت اذ رميت ولكن الله رمى ) وان عمل الشر نسب عمله اليه فالأولى يثاب بموجبه والثانية يجازى عليه بالعقاب سوى في الدنيا والاخرة وبموجب ذلك فان الله يسير الإنسان في الخير ويجازيه عليه ويخيره في الشر ويحاسبه عليه. وكذلك عمله فانه لا جبر ولاتخيير ولكن امر بين امرين. وان التسيير بحد ذاته هو كل يحوي اساس واساس مكمل اي اما من الله تعالى باتباع ما قضاه من اوامر ونواهيه وفق القران الكريم والأنبياء والرسل والأئمة والصالحين وإما عن طريق الإلهام بالمخلوقات أو المشاعر .
و ان العذاب الدنيوي الذي لحق بالأمم السابقة اوقد يلحق بالامم اللاحقة عن طريق الخسف او الغرق او العذاب او خسف بالمزارع من قبل الله تعالى فهي أساسا لاجل الخير كونهم وقعوا تحت تأثير الأهواء والملذات والانحراف حتى أصبحت تمثل في مجموعها شر للحياة وحركتها وللإنسانية . اما الابتلاءات فهي ماقضاها الله تعالى اما نتيجة عمل الانسان وفق الجهل بما تحويها الحياة من خير وشر للإنسان في مكوناتها فناله الضرر منها بعدم أخذه بالحيطة والحذر وإما نتيجة ابتلاء المؤمنين بشيء من الضرر (كمرض نبي الله أيوب عليه السلام )
وان هذه الابتلاءات والعذاب لا تمثل الشر للحياة وإنما الخير لها ولحركتها عبر الأزمان ولو أتينا ندرس مستوى الفائدة من هذه الإحداث لتعلمنا منها دروس في :-
1 .ان الضرر الذي لحق بالامم السابقة نتيجة الخسف او الغرق وغيره كانت حماية للحياة واستمراريتها اذ ان هذه الاقوام سعت فسادا في الارض حتى اصبح ابادتهم خير من بقائهم كونهم دعوا الى الخير والحق فابوا الا العصيان وانتهاج الشرور في حق الحياة ولان قضاء الله فيهم تدرج وفق دعوتهم لترك الشرور من قبل الانبياء عليهم السلام .
2. الضرر الذي يلحق بالانسان نتيجة الجهل في الاشياء والمواد فهي تعزز من مستوى الحيطة في الانسانية كما تعزز من المعرفة بقدرات الكائنات البيئية والاستفادة منها بحسب متطلبات الحياة وتعزز من مستوى العمل الانساني لتفادي الاضرار .
3. ابتلاء المؤمنون كنبي الله ايوب عليه السلام فهو يعزز من مستوى الصبر لدى الناس الذي يؤدي في نهايته الى الخير وصبر أيوب عليه السلام كان فيه يخدم حركة الحياة.
4. ان اصحاب الجنة الذي ابتلاهم الله بخسف جنتهم لم يكن شرا للحياة وانما خير لها اذ انهم بيتوا عدم اعطاء جزء من خيرات جنتهم للمحتاجين فخسف الله بها لأنهم حولوا خير الله تعالى لحياة الانسانية الى خير يخدم مصلحتهم الذاتية من دون المساهمة في حركة الحياة واصبح الخسف فيها خير لاجل اعادتهم اليه كما انها حدث او مثل يضرب للناس لعدم السعي وراء الانانية وحب الذات صحيح ان الجنة او المزرعة هي خير لاهلها ولكنه جزئي والجزء اذا لم يكن يخدم الكل في نطاق التكامل وفق المجموعة البيئية التي يعيش فيها يعتبر مضرا بالحياة لانفصال الجزء عن الكل كما انها مضرة لاصحاب الجنة انفسهم كون الخير لحياتهم تتوقف في وجود الكل وان كان هناك مضره بالكل فان الجزء لايستطيع العيش ولا يستقيم حاله حتى وان كان مثخنا بالخيرات .
5- ان الشر المبتلى لايكون مضرا بالحياة بل لأجل خدمتها وان الشر الذي يلحق بالمخلوقات من الله تعالى فهو شر جزئي في المخلوق او فئة بسيطة منهم يراد به الخير للحياة ولا تتأثر الحياة وحركتها بهذا الشر . فإن صبر كان له الثواب والخير والبشرى . وعلينا ان نفرق بين الشر الذي تبتلى به المخلوقات من الله تعالى أو من الناس وعلمنا ان الشر المبتلى من الله هو لأجل خير الحياة ولا تتأثر بها حركتها. أما الشر الذي يرتكبه الإنسان فهو شر للحياة ويؤثر على حركتها لذا فان الله يمهل اهل الشر بحسب مضرتهم بالحياة فان كان جزئي أمهل والهمهم وفق التدرج علهم يرجعون وان تدرج اهل الشر بشرورهم حتى اصبح مضرا بحركة الحياة فانه لايمهل وسلط عليهم العذاب الذي قد يكون بالخسف او الغرق او بجنوده من اهل الخير .

ولدراسة التسيير والتخيير انتقي حادثة من القران الكريم عند قتل قابيل لهابيل حيث يقول الله تعالى ( فطوعت له نفسه قتل أخيه فقتله فأصبح من الخاسرين (30) فبعث الله غرابا يبحث في الأرض ليريه كيف يواري سوءة أخيه قال ياويلتى أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوءة أخي فأصبح من النادمين (31) المائدة

هنا تمثل الشر في الإنسان ضد حركة الحياة ولم يكن من وسوسة الشيطان وانما من وسوسة النفس الإنسانية وفق الأهواء والملذات والاستحواذ والتسلط. وان قتل قابيل لهابيل يمثل خطا كبير في حق الإنسانية كونها في بداية مراحلها الأولية وفي بداية الحركة الانسانية . و عجز قابيل في دفن أخيه . فالهمة الله تعالى بالغراب الذي دفن اخاه.
و نستخلص من هذا الحدث المروي في سورة المائدة دروس وعبر اذكر منها الأتي :-
1. ان الشر في الانسان مصدره النفس الإنسانية بما تحملها من حب التملك والأطماع والملذات النفسية ويعزز من وجوده الشيطان عليه لعنة الله .
2. ان الله يلهم الإنسان ولو كان ظالما وعاصيا وقاتلا لعمل الخير في الحياة فالهم قابيل عن طريق الغراب في كيفية دفن اخيه
3. ان المخلوقات تمثل مستوى الهام الاهي في توجيه الإنسان نحو الخير سوى في خلقها او عملها.
4. ان الإنسان مسير ومخير . مخير في الشرعند قتل قابيل لهابيل ومسير في عمل الخير وهو في دفنه لهابيل وهذا مايثبت ان عمل الانسان هو امر بين امرين انه عمل بين الخير والشر . بين التسيير والتخيير كما ان الانسان يتدرج في مستوى التخيير والتسسيير فان وصل الى مستوى عالي في التخيير أي في عمل الشر كان الاشر للانسانية وان وصل احد الى المستوى العالي في التسيير كان الأخير للإنسانية .
5. ا ن اهل الشر يفتقدون إلى الحكمة حتى أن الطيور أفضل منهم في حكمتها ولو كان هناك حكمة عند أهل الشر لاستنبط قابيل الدفن بذاته دون الغراب.
6. ان الانسانية انقسمت نصفين وتمثلت في اهل الخير واهل الشر وجعل خير الله تعالى ينصب في مصلحة اهل الخير بما في ذلك الحكمة كما ان الخلافة في الأرض لن تكمن في اهل الشر لانهم قايضوا الخير بالشرللحياة وحركتها الانسانية وعلى ذلك فان خلافة الله في الأرض ستكون من نصيب اهل الخير ومن نصيب اخيرهم واصلحهم .
ولو اتينا لدراسة مسالة التفضيل القائم عليه الانسانية الرجل والمراة وفق العمل وهل الخير للانسانية والارض تكمن في الرجل ام المراة علمنا ان الكون لم ينشأ الا وفق التفضيل ووفق النظرية الكلية ولو لم يكن التفضيل لأصبحت كل الكائنات تحمل نفس القدرات ولنفي التعدد والتنوع والتكامل الحياتي بين الكائنات مما يعيق حياتها ولما تشكلت وتكونت وطالما ان الكون كحتمية خلقية قائم على التفضيل (النظرية الكلية ) فان المخلوقات الفرعية لابد ان تكون منسجمة ومتفقة وفق هذه السنة وان لم تكن ناشئة وفق التفضيل فان حياتها سوف تتعرض الى عدد من الامور ومنها:-
1. في ظل القدرات الموحدة للجنس البشري فإنها ستكون متناقضة حياتيا وفق الانسجام مع المخلوقات الأخرى ذات الطابع الكلي الثنائي .
2. ان الثنائية هي إشارة واثبات واضح لوحدانية الله تعالى في ظل التكامل الحياتي بينهما .

3. ان القدرات الموحدة تنتج التشابه الشكلي في الجنس البشري كما أنها تعيق التكاثر و الاتحاد والتداخل الثنائي كون اصحاب القدرات المتساوية من الذكر والانثى سينتجون نفس التحول بصفاته وقدراته و سوف يؤدي الى عدم جدوى التكامل الحياتي والارتباط الثنائي بين الذكر والانثى .
4. ان الظروف البيئية والمعيشية والحياتية والأبوية تحتم وجود التفضيل لمصلحة الحياة وحركتها في نطاق التكامل والمسؤوليات والحقوق والواجبات .
5. ان من يطلب المساواة بين الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات والمسؤوليات والإرث والحكم والخلافة والقوامة فانه بذلك يحمل المرأة فوق طاقتها وفق قدراتها الخلقية كما انه يظلم الرجل في مستوى الحقوق كون مسؤولياته اكبر من الأنثى وبذات في حمل الأمانة.
6- في ظل القدرات المتساوية سوف يؤدي بالكائنات والاحياء الى التفكفك والتشتت وعدم الانسجام والتعاون والتكامل للأخذ بحركة الحياة.وسوف يصبح كل إنسان يسير في الحياة بحسب الأهواء والأمزجة .


ملحوظة:-

- يقول الله تعالى ( أولم يرا الذين كفروا أن السموات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حى أفلا يؤمنون) الأنبياء 30وفي التفحص الآية الكريمة نجد انها تحتوي على نظرية المجموعات في (السموات والأرض ) ونظرية الفتق في كلمة (ففتقناهما ) ونظرية أمر بين أمرين في كلمة ( وجعلنا ) والنظرية الجزئية في كلمة (من ) ونظرية التحول في كلمة (شيء ) والنظرية الكلية في كلمة (كل وايضا رتقا ) ونظرية الكمال والاستمرارية والحركة في كلمة (حى) ونظرية التوسع لان الفتق لايكون الا في وجود التوسع أما التدرج فقد أشير في اية سابقة في خلق الإنسان كما أن الآية الكريمة سياقها متدرج.
- يقول الله تعالى (وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ) الذاريات نستخلص نظرية التوسع منها .

هذا والله اعلم والحمد لله رب العالمين،،،

السيد \ المسني
تعز – اليمن
20 / 07/ 2013م


من مواضيع السيد \ المسني » حول ا سبب حجب موضوعي دراسة الخمس
» معنى كلمة مس في القران
» رسالة للشعب العراقي
» دراسة تحليلية لمكان اهل الكهف
» نهاية الصهيونية وخلاص الارض
رد مع اقتباس