عرض مشاركة واحدة
قديم 06-09-2017, 05:10 PM   رقم المشاركة : 9
الكاتب

الشيخ عباس محمد


الملف الشخصي









الشيخ عباس محمد غير متواجد حالياً


افتراضي

السؤال: هل أول ما خلق الله نبينا محمد (صلى الله عليه وآله) أو آدم (عليه السلام)؟
هل أول ما خلق الله هو النبي أدم,أم كان هناك أدم قبل النبي أدم,وكيف يكن النبي محمد أول ما خلق الله تعالى كما هو في بعد روايتنا,أرجو التوضيح,مشكورين على هذه الخطوة الجيدة التي تنفع وتجنب المذهب من الأباطيل
الجواب:
أول ما خلق الله نور نبينا (صلى الله عليه وآله),وأما بدنه فهو مخلوق على النسق الذي جاء به في الدنيا من كونه من ذرية آدم (عليه السلام), ثم أن هناك روايات تشير إلى أن هناك عوالم أخرى سابقة علينا غير عالمنا هذا وهناك أوادم غير آدمنا.





السؤال: كيفية نزول نوره الى صلب آدم (عليه السلام) وسجود الملاءكة لآدم (عليه السلام)
كيف كان نزول نور النبي وآله إلى صلب ادم؟
هل كان سجود الملائكة لادم (ع) بعد نزول نور آل محمد في صلبه أم قبل؟
الجواب:
في رواية الصادق (عليه السلام) عن أبيه عن جده عن أبيه عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) أنه قال كما في (البحار 15/4)
إن الله تبارك وتعالى خلق نور محمد صلى الله عليه وآله قبل أن خلق السماوات والأرض والعرش والكرسي واللوح والقلم والجنة والنار وقبل أن خلق آدم ونوحا وإبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب وموسى وعيسى وداود وسليمان عليهم السلام وكل من قال الله عز وجل في قوله: (( ووهبنا له إسحاق ويعقوب )) إلى قوله: (( وهديناهم إلى صراط مستقيم )) وقبل أن خلق الأنبياء كلهم بأربع مائة ألف سنة وأربع وعشرين ألف سنة, وخلق عز وجل معه اثني عشر حجابا : حجاب القدرة, وحجاب العظمة, وحجاب المنة, وحجاب الرحمة, وحجاب السعادة, وحجاب الكرامة, وحجاب المنزلة, و حجاب الهداية, وحجاب النبوة, وحجاب الرفعة, وحجاب الهيبة, وحجاب الشفاعة .
ثم حبس نور محمد صلى الله عليه وآله في حجاب القدرة اثني عشر ألف سنة, وهو يقول: ( سبحان ربي الأعلى ) وفي حجاب العظمة إحدى عشر ألف سنة, وهو يقول: ( سبحان عالم السر ) وفي حجاب المنة عشرة آلاف سنة, وهو يقول: ( سبحان من هو قائم لا يلهو ) وفي حجاب الرحمة تسعة آلاف سنة, وهو يقول: ( سبحان الرفيع الاعلى ) وفي حجاب السعادة ثمانية آلاف سنة وهو يقول: ( سبحان من هو دائم لا يسهو ) وفي حجاب الكرامة سبعة آلاف سنة, وهو يقول: ( سبحان من هو غني لا يفتقر ) وفي حجاب المنزلة ستة آلاف سنة, وهو يقول: ( سبحان العليم الكريم ) وفي حجاب الهداية خمسة آلاف سنة, وهو يقول: ( سبحان ذي العرش العظيم ) وفي حجاب النبوة أربعة آلاف سنة وهو يقول: ( سبحان رب العزة عما يصفون ) وفي حجاب الرفعة ثلاثة آلاف سنة, وهو يقول: ( سبحان ذي الملك والملكوت ) وفي حجاب الهيبة ألفي سنة, وهو يقول: ( سبحان الله وبحمده ) وفي حجاب الشفاعة ألف سنة, وهو يقول: ( سبحان ربي العظيم وبحمده ) ثم أظهر اسمه على اللوح فكان على اللوح منورا أربعة آلاف سنة, ثم أظهره على العرش فكان على ساق العرش مثبتا سبعة آلاف سنة, إلى أن وضعه الله عز وجل في صلب آدم عليه السلام.
وقال الصدوق في كمال الدين: واستعبد الله (عز وجل) الملائكة بالسجود لآدم تعظيماً له لما غيبه عن أبصارهم وذلك أنه عز وجل إنما أمرهم به بالسجود لما أودع صلبه من أرواح حجج الله تعالى ذكره فكان ذلك السجود لله عزوجل عبودية ولأدم طاعة ولما في صلبه تعظيماً.





السؤال: التوفيق بين وجوده (صلى الله عليه وآله) كنور قبل الخلق وكونه دعوة أبيه إبراهيم (عليه السلام)
نحن نعلم أن الله تعالي خلق نور النبي الاعظم (ص) قبل خلق السماوات والكائينات ولكن كيف نجمع بين هذا الامر وبين قول النبي الاعظم : ( أنا دعوة أبي ابراهيم الخليل )
الجواب:

الجمع يتم بأنَّ ما ورد من أنه سبحانه خلق نور النبي (صلى الله عليه وآله) قبل خلق السماوات والأرض, وذلك في غير عالم الدنيا, وأما ما ورد من قوله (صلى الله عليه وآله): بأنه دعوة أبيه إبراهيم, وبشرى عيسى بن مريم (الخصال - للصدوق ـ: 177) فتحمل على عالم الدنيا ولا منافاة بين الأمرين, إذ قد يكون في غير عالم الدنيا أمراً يؤخّر بيانه ووجوده بحسب علله وشرائطه في عالم الدنيا.. وخاصة إذا علمنا أن المراد بأنه(صلى الله عليه وآله) دعوة أبيه إبراهيم هي قوله تعالى: (( رَبَّنَا وَابعَث فِيهِم رَسُولاً مِّنهُم يَتلُو عَلَيهِم آيَاتِكَ )) (البقرة: 129), وأنه (صلى الله عليه وآله) بشرى عيسى بن مريم, المراد بها قوله تعالى: (( وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأتِي مِن بَعدِي اسمُهُ أَحمَدُ ))(الصف: 6).






السؤال: روايات المخالفين في خلقه (صلى الله عليه وآله) وعلي (عليه السلام) من نور واحد
هل خلق الرسول صلي الله عليه وسلم وعلي رضي الله عنه من نفس واحدة ونور واحد المرجو أريد دليل من كتب المخالفين

الجواب:
في (تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر ج42ص67) قال: أخبرنا أبو غالب عن سلمان قال سمعت حبيبي رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: (كنت أنا وعلي نوراً بين يدي الله مطيعاً يسبح الله ذلك النور ويقدسه قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام فلما خلق الله آدم ركز ذلك النور في صلبه فلم نزل في شيء واحد حتى افترقنا في عبد المطلب فجزء أنا وجزء علي).
وفي (شرح نهج البلاغة ج9 ص171) بعد أن ذكر الحديث قال: رواه أحمد في المسند، وفي كتاب فضائل علي (عليه السلام)، وذكره صاحب كتاب الفردوس وزاد فيه: (ثم انتقلنا حتى صرنا في عبد المطلب فكان لي النبوة ولعلي الوصية).
وذكر أيضاً الزرندي الحنفي في (نظم درر السمطين ص70)، وابن مردويه في (مناقب علي ص285).




السؤال: وصفه عند أهل السنّة كما في البخاري
عندي نقاش مع احد الوهابية في النت وذكرت له حديث البخاري الذي يروي ان رسول الله بال قائماً وقال لي لا اشكال في هذا ارجوا منكم ذكر ما هو حكم من بال واقفا عندهم مع ذكر المصدر

الجواب:
حتى لو قيل بجواز ذلك عند تلك المذاهب بحيث يرى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو يبول واقفاً, فنحن لا نعيب عليهم من وراء ذلك ارتكاب الرسول (صلى الله عليه وآله) لمحرم من المحرمات, بل نعيب عليهم وصف تلك الشخصية العظيمة بهذه الهيئة التي يترفع عنها بسطاء الناس فضلاً عن كبارها وقادتها وانبياءها, فنحن نقول انهم لم يرعوا لرسول الله (صلى الله عليه وآله) حرمة ولا جعلوا له قدسية إذ وصفوه بهذا الوصف وأنزلوه بهذا المنزلة التي تتنفر منها النفوس.




السؤال: نظرة الفرق المختلفة لشخصية رسول الله (صلى الله عليه وآله)
يقال في احد القنوات الفضائية الفضائية أن رسول الله صلى الله عليه وآله كان والعياذ بالله (لديه شهوة جنسية عارمة) ويستشهدون بأحاديث من الصحيحين وأحاديث أخرى من أمهات التراث الإسلامي..
هل تلك الأحاديث موجودة أيضا ً في التراث الإسلامي الشيعي أم أنها فقط عند إخواننا السنة؟
الجواب:
ان الاختلاف بين مذهب أهل البيت (عليهم السلام) وبين بعض المذاهب الإسلامية ليس فقط في الإمامة بل في كثير من تفاصيل بقية الأصول، ففي التوحيد هناك اختلافات وفي النبوة كذلك، وواحدة من الاختلافات هي النظرة أو الصورة التي يرسمونها عن النبي (صلى الله عليه وآله) فهم يجعلونه بمصاف الرجال العاديين بل دون بعض الرجال المقدسين عندهم! في حين ان الصورة التي يرسمها اتباع مذهب أهل البيت (عليهم السلام) عن النبي (صلى الله عليه وآله) تختلف تماماً عما يصفه به غيرهم,فهو النبي المعصوم المطهر المصطفى الذي هو واسطة الفيض بين السماء والأرض وغيرها من الصفات التي تشير إلى الدرجة العالية التي تبعده عن الصفات المشينة التي يرسمونها له صلوات الله عليه.
وللمزيد ارجع إلى الموقع الأسئلة العقائدية: النبي محمد (صلى الله عليه وآله) زوجاته وسبب زواجه منهن.






السؤال: كان يعمل ليكسب قوته
لقد عرفنا انه كان النبي (صلى الله عليه وآله) يعظ الناس ويهديهم الى طاعة الله ويامرهم باداء الفرائض والواجبات وكان يحارب الكفار لنشر الاسلام والقضاء على المعاندين السؤال لقد كان صلى الله عليه واله متزوج باكثر من
اربع نساء فكيف كان يصرف عليهم ويقضي حاجات بيوته نعم انه كان يرعى الغنم قبل ان يبعثه الله ولكن ماذا كان يشتغل بعد البعث وبعد نشر الاسلام وتزوجه باكثر من زوجه فهل كان يشتغل او يحترف حرفة ما ليصرف على زوجاته وملتزمات البيت فهل من الممكن انه (ص) كان فقط يبلغ ما امره الله تعالى في المسجد ويرجع الى البيت؟
وكذلك الحال مع امير المؤمنين (ع) ماذا كانت حرفته هل لكم ان تزودونا لمعرفة اكثر عن حياتهم الطيبة صلواة الله عليهم اجمعين
الجواب:
نذكر لك بعض الروايات التي تشير الى أن النبي (صلى الله عليه وآله) وعلي (عليه السلام) كانا يعملان من أجل كسب قوتهما.
ففي الكافي للشيخ الكليني (5 / 74):
عدة من أصحابنا, عن أحمد بن أبي عبد الله, عن شريف بن سابق, عن الفضل بن أبي قرة, عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) يضرب بالمر و يستخرج الأرضين, وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يمص النوى بفيه ويغرسه فيطلع من ساعته وإن أمير المؤمنين (عليه السلام) أعتق ألف مملوك من ماله وكد يده.
وعن علي بن إبراهيم, عن أبيه, عن ابن أبي عمير, عن سيف بن عميرة, وسلمة صاحب السابري, عن أبي أسامة زيد الشحام, عن أبي عبد الله (عليه السلام) أن أمير المؤمنين (عليه السلام) أعتق ألف مملوك من كد يده.
وعن محمد بن يحيى, عن أحمد بن محمد, عن ابن فضال, عن ابن بكير, عن زرارة, عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: لقى رجل أمير المؤمنين (عليه السلام) وتحته وسق من نوى فقال له: ما هذا يا أبا الحسن تحتك ؟ فقال: مائة ألف عذق إن شاء الله, قال: فغرسه فلم يغادر منه نواة واحدة.
وعن علي بن إبراهيم, عن أبيه, عن ابن أبي عمير, عن أبي المغرا, عن عمار السجستاني عن أبي عبد الله, عن أبيه (عليهما السلام) أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) وضع حجرا على الطريق يرد الماء عن أرضه فوالله ما نكب بعيرا ولا إنسانا حتى الساعة.
وعن محمد بن يحيى, عن أحمد بن محمد, عن علي بن الحكم, عن أسباط بن سالم قال: دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) فسألنا عن عمر بن مسلم ما فعل ؟ فقلت: صالح ولكنه قد ترك التجارة فقال أبو عبد الله (عليه السلام): عمل الشيطان - ثلاثا - أما علم أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) اشترى عيرا أتت من الشام فاستفضل فيها ما قضى دينه وقسم في قرابته, يقول الله عز وجل: (رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله - إلى آخر الآية -) يقول القصاص: إن القوم لم يكونوا يتجرون. كذبوا ولكنهم لم يكونوا يدعون الصلاة في ميقاتها وهو أفضل ممن حضر الصلاة ولم يتجر.
وعن عدة من أصحابنا, عن سهل بن زياد, عن ابن محبوب, عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن أمير المؤمنين (عليه السلام) كان يخرج ومعه أحمال النوى, فيقال له: يا أبا الحسن ما هذا معك ؟ فيقول: نخل إن شاء الله, فيغرسه فلم يغادر منه واحدة.
وعن سهل بن زياد, عن الجاموراني, عن الحسن بن علي بن أبي حمزة, عن أبيه قال: رأيت أبا الحسن (عليه السلام) يعمل في أرض له قد استنقعت قدماه في العرق, فقلت له: جعلت فداك أين الرجال ؟ فقال: يا علي قد عمل باليد من هو خير مني في أرضه ومن أبي, فقلت له: ومن هو ؟ فقال: رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأمير المؤمنين وآبائي (عليهم السلام) كلهم كانوا قد عملوا بأيديهم وهو من عمل النبيين والمرسلين والأوصياء والصالحين.

تعليق على الجواب (1)
هل صح في النبي ص قول ابو هريرة
ما بعث الله نبياً إلا رعى الغنم).
فقال أصحابه: وأنت؟
قال: (نعم، كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة)
الجواب:
في الصحيح من سيرة النبي الأعظم (ص) للعاملي ج 2 - ص 98 قال عن الرواية:
ولكننا نشك كثيرا في أن يكون (صلى الله عليه وآله) قد رعى لغير أهله بأجر كهذا، تزهد به حتى العجائز، ولا يصح مقابلته بذلك الوقت والجهد الذي يبذله في رعي الغنم، نعم، نشك في ذلك، لأننا نجد :
أولا : أن اليعقوبي - وهو المؤرخ الثبت - قد نص على أنه (صلى الله عليه وآله) لم يكن أجيرا لاحد قط .
ثانيا : تناقض الروايات، فبعضها يقول : لأهلي، وبعضها يقول : لأهل مكة، وبعضها يقول : بالقراريط، وأخرى قد أبدلت ذلك بكلمة بأجياد . وإذا كان الراوي واحدا لم يقبل منه مثل هذا الاختلاف .
نعم، قد ذكر البعض : أن العرب ما كانت تعرف القراريط، وإنما هي اسم لمكان في مكة فلماذا كان يرعى الغنم في خصوص ذلك المكان ؟ ولا يتجاوزه إلى غيره ؟ ومع غض النظر عن ذلك نقول : إنه ربما يكون هذا الاختلاف بين الرواية التي تقول : بأجياد، والتي تقول بالقراريط، بسبب أن القراريط واجيادا اسم لمكان واحد، أو لمكانين متقاربين جدا .
ولكن يعكر على هذا : أن رواية البخاري تقول : ( على قراريط )، فالظاهر من كلمة على هو : الاجر .
ويمكن أن يدفع هذا : بأن من المحتمل أن يكون قراريط اسم جبل في مكة وقد رعى (صلى الله عليه وآله) الغنم عليه .
وكل ذلك وسواه من الاحتمالات لا شاهد له، وإنما يلجأ إليه لو كانت الرواية صحيحة السند عن معصوم، وليست كذلك، بل هي عن أبي هريرة، وغيره ممن لا يمكن الاعتماد عليهم .





السؤال: شدّة إبتلائه (صلى الله عليه وآله)
حبذا لو تزودونا من علمكم الكريم وتجيبوا على استفسارنا, قال النبي الاكرم (صلى الله عليه واله وسلم) :ما أوذي نبي مثل ما اوذيت " - بالاضافة الى مانرى من عظمة كرامة ومكانة النبي (ص) عند الباري عزوجل ولقد تشرفت هذه الامة ورحمت بفضله وبركاته (ص),اود ان اعرف كيف اوذي النبي (ص) اكثر من الانبياء (ع) الذين سبقوه و - حيث نرى ان النبي نوح قد عانى الكثير وذلك لدعوة امته خلال سنوات طويلة -او النبي ابراهيم عندما القوه قومه في النار وكفر والده وماجرى على زوجته ووولده-وكذلك النبي ايوب (ع) الذي عانى من المرض والابتلاءات العظيمة - والنبي زكريا والنبي يحي(عليهما السلام) فاود ان اعرف كيف النبي (ص) اعني ماهي المصائب التي واجهها (مصائب اعظم من كل تلك التي واجهها الانبياء (ع) النبي (ص) مما جعلته اعظم سيد الخلق اجمعين من الاولين والاخرين - انه (ص) قد اوذي من قومه اثناء دعوته لهم و كذلك الانبياء قد اوذى في هداية قومهم وغيره من الابتلاءات والامراض -وقال الله تعالى عنه :دنى فتدلى فكان قاب قوسين او ادنى حيث لم يصل احد الى هذا القرب من الله تعالى .

الجواب:
ليس المقياس في شدة الابتلاء ما يقع على الجسد من أذى, بل شدة الابتلاء تعرف من خلال ما يقع على النفس من صعوبات, فمثلاً ان يتهم الإنسان بأنه مجنون أو يتهم في عرضة أو يظلم في أهل بيته يكون أعظم على الإنسان من الإلقاء في النار وهو مطمئن بعدم حرق النار له فمن الابتلاء ما يتمنى الإنسان الموت عنده فيكون الابتلاء بالموت والقتل أهون من تلك الابتلاءات.




السؤال: إيضاح بعض الروايات في سيرته
لقد قرات بعض من الروايات حبذا لو تفسروها لنا اكثر وتوضحوا معناها لنا او المقصود والمستفاد منها" وجزاكم ربي الكريم عني خير الجزاء :
الرواية الاولى: عن جعفر بن محمد بن يونس, عن حماد بن عثمان, عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: إن النبي (صلى الله عليه واله) كان في مكان ومعه رجل من أصحابه وأراد قضاء حاجة, فقام إلى الاشائين يعني النخلتين, فقال لهم اجتمعا, فاستتر بهما النبي (صلى الله عليه واله) فقضى حاجته, ثم قام فجاء الرجل فلم ير شيئا. بيان: قال الجوهري: الاشاء بالفتح والمد: صغار النخل.
الرواية الثانية: روي عن الصادق (عليه السلام) أن رسول الله (صلى الله عليه واله) أقبل إلى الجعرانة فقسم فيها الاموال, وجعل الناس يسألونه فيعطيهم حتى ألجؤوه إلى الشجرة, فأخذت برده وخدشت ظهره حتى جلوه عنها وهم يسألونه, فقال: أيها الناس ردوا علي بردي, والله لو كان عندي عدد شجر تهامة نعما لقسمته بينكم, ثم ما ألفيتموني جبانا ولا بخيلا, ثم خرج من الجعرانة في ذي القعدة, قال: فما رأيت تلك الشجرة إلا خضراء كأنما يرش عليه الماء.
الرواية الثالثة: وكان أكثر ما يجلس مستقبل القبلة,وكان أكثر جلوسه أن ينصب ساقيه جميعا, يجلس حيث ينتهى به المجلس, وكان أكثر ما يجلس مستقبل القبلة,
الرواية الرابعة: قال رسول الله (صلى الله عليه واله): لا يبلغني أحد منكم عن أصحابي شيئا, فإني احب أن أخرج إليكم وأنا سليم الصدر
الرواية الخامسة: وما أكل متوكان إذا أكل مع القوم كان أول من يبدأ, وآخر من يرفع يده, وكان إذا أكل أكل مما يليه,
وكان لا يذم ذواقا ولا يمدحه,كئا قط حتى فارق الدنيا
الجواب:
الرواية الأولى: تظهر قدرة النبي (صلى الله عليه وآله) على التصرف بالأشياء أو ما يعرف بالولاية التكوينية وكذلك عرف عن النبي (صلى الله عليه وآله) انه لم يُرَ منه ما يخرج منه بل كانت الأرض تبتلع ما يخرج منه وكان ذلك منذ كان صغيراً.
الرواية الثانية: الرواية تريد أن تبين أن نتيجة ما علق بالشجرة من جسد النبي (صلى الله عليه وآله) أو نتيجة المماسة بينهما صار لها هذا الأثر المستغرب من كونها خضراء كأنما يرش عليها الماء وكذلك تظهر الرواية سخاء النبي (صلى الله عليه وآله) وجوده على الرغم من عدم التعامل معه بأدب واحترام من قبل السائلين.
الرواية الثالثة: أفضل الجلسات هي الجلسة التي يستقبل بها القبلة وهو صلوات الله عليه وآله كان أكثر ما يجلس مستقبلاً للقبلة واما نصب ساقيه فلعل المقصود بها الاحتباء في الجلوس الذي كان سائداً عند العرب لشد الظهر بالثوب حين الجلوس حيث يجلس الشخص لاصقاً فخذيه ببطنه ويمسك ساقيه بيديه أو بثوبه فيشد بذلك ظهره ويكون ذلك بدلاً من الاتكاء وكان صلوات الله عليه وآله يجلس في أي مكان يجده في المجلس ولا يسعى إلى صدر المجلس أو الاماكن التي تعد لوجهاء القوم بل كان يجلس حيث يجد مكاناً.
الرواية الرابعة: أثر الكلام عن الآخرين وبيان خصالهم عنده قد يولد في قلب الرسول (صلى الله عليه وآله) مقدار من النفرة من أصحابه إذا أبلغ عن أحدهم أنه عمل سوءاً بخلاف لم يكن يعلم بذلك الذنب من ذلك الشخص فإنه يتعامل معه بسلامة من الصدر وخلوه مما يشوب القلب من المنفرات.
ولا يخفى ما في الرواية من تعامل النبي (صلى الله عليه وآله) بالظواهر دون علمه الذي علمه الله وكذلك ما فيها من التعليم لنا.
الرواية الخامسة: لم يكن النبي (صلى الله عليه وآله) يتكأ في حال الاكل, وبدايته في الأكل حتى يتيح للآخرين الأكل لانهم ينتظرون منه ان يأكل أولاً ويؤخر رفع يده عن الأكل ليتيح لمن يريد الاستمرار بالأكل أن يستمر لأنه إذا رفع يده من الطعام قد يكون ذلك سبباً لرفع القوم يدهم عن الطعام فيؤخر رفع يده حتى يكتفي الجميع.
وكان يأكل صلوات الله عليه من امامه لامن مكان بعيد عنه. ومن صفاته أنه صلوات الله عليه إذا رأى من يتذوق بالنعم بحيث يختار منها شيئاً ويرفض آخر فان النبي صلوات الله عليه لا يذمّه ولا يمدحه.





السؤال: من أسماءه (الماحي)
لماذا سمى رسول الله بالماحي؟
الجواب:
وردت رواية عن النبي (صلى الله عليه وآله) في كتاب الموطأ وصحيح البخاري ونقلها صاحب البحار ان النبي صلى الله عليه وآله قال : إن لي أسماءاً أنا محمد وأنا أحمد وأنا الماحي يمحو الله بي الكفر, وانا الحاشر يحشر الناس على قدمي وانا العاقب الذي ليس بعده أحد.
فالنبي (صلى الله عليه وآله) من خلال هذه الرواية يشير إلى أسم من أسماءه وأنّ معنى كونه ماحياً كما يظهر من الرواية, هو أن الله يمحو به الكفر, وفي رواية أخرى لنافع بن جبير لم ينسبها للنبي (صلى الله عليه وآله) ان معنى الماحي هو أنّ الله يمحو به سيئات من اتبعه.







السؤال: قدرة النبي محمد (صلى الله عليه وآله) على الإتيان بجميع المعجزات
بسم الله الرحمن الرحيم
اثناء مشاركاتي في بعض مواقع الوهابية دار الكلام حول شخص الرسول الاكرم ونحن في عقيدتنا الامامية نعتقد بان الرسول هو اشرف الخلق ويستطيع ان ياتي بجميع المعجزات وحتى معجزات الانبياء السابقين كعصا موسى وناقة صالح وقميص يوسف وغيرها فهي ليس بالمستحيلة على اشرف خلق الله ...فهل يوجد دليل على ان النبي الكريم يستطيع ان ياتي بجميع المعجزات ؟؟؟
وهل ثبت ان النبي احيا ميتا كما كان يفعل عيسى عليه السلام ..هذا الكلام ليس شكا في عقيدتي وانما للخصم فقط ...اسال الله ان يوفقنا واياكم لنصر دينه انه سميع مجيب وان يعجل فرج سيدنا ومولانا صاحب الزمان ارواحنا وارواح العالمين لتراب مقدمه الفداء ...

الجواب:
نعم, يوجد عدة أدلة على أن النبي الخاتم (صلى الله عليه وآله) يستطيع أن يأتي بجميع المعجزات التي جرت على أيدي الأنبياء السابقين (عليهم السلام).
وقبل أن نذكر لك الأدلة على ذلك نود أن نوضح لك أن هذه الشبهة حول معاجز الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) نجمت من الكتـّاب المسيحيين للتقليل من أهمية الدعوة المحمدية وحظاً من شأن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) والعياذ بالله فهذا هو (فندو) القسيس الألماني يقول في كتابه (ميزان الحق) ((إن محمداً لم يأت بأية معجزة قط)) (ميزان الحق, ص277) وتبعه سائر القساوسة ولا كوه بين أشداقهم ومازالوا إلى يومنا هذا وإليك فيما يأتي تفنيد هذه المزعمة بأدلة ثلاثة..
الدليل الأول: المحاسبة العقلية: ان القرآن الكريم وصف الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) بأنه خاتم الأنبياء وان رسالته خاتمة الرسالات وكتابه خاتم الكتب وأخبر عن وقوع معاجز على أيدي الرسل والأنبياء فنقل في شأن موسى (عليه السلام) كذا كما تحدث عن المسيح (عليه السلام) ودعوته وبيناته بكذا وفي ضوء هذا هل يصح للقرآن الكريم ان يخبر بهذه المعاجز للأنبياء ويصف محمد (صلى الله عليه وآله) بأنه خاتمهم وآخرهم وأفضلهم ثم لا يكون له معجزة؟ وإذا طلبوا منه إظهاره لإعجاز يتهرب أو يسكت أو يقول ليس لي معجزة؟ (لاحظ مفاهيم القرآن ج3 ص118ـ 180 للسبحاني).
الدليل الثاني: القرآن يثبت للنبي (صلى الله عليه وآله) معاجز غير القرآن كانشقاق القمر والإسراء والمعراج ومباهلة النبي (صلى الله عليه وآله) لأهل الكتاب دخلت المعاجز من النبي (صلى الله عليه وآله) الواحدة تلوا الأخرى ووصف معاجز النبي (صلى الله عليه وآله) بالسحر وإخبار النبي (صلى الله عليه وآله) عن الغيب وغيرها.
الدليل الثالث : معاجز النبي (صلى الله عليه وآله) في الحديث والتأريخ أن كتب الحديث والتأريخ زاخرة بمعاجز النبي (صلى الله عليه وآله) التي لا يمكن نقل معشارها هنا, وقد قام بعض المحدثين بتأليف مفردة في هذا المجال أجمعها فيه ما ألفه الشيخ الحر العاملي (م 4ـ 11) وأسماه بـ (إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات) وطبع ثلاث مجلدات كبار وقد جمع فيها معاجز النبي (صلى الله عليه وآله) من كتب الشيعة والسنة.
وأما الشق الثاني من سؤالكم بأن النبي (صلى الله عليه وآله) هل أنه أحيا ميتاً كما كان يفصل عيسى (عليه السلام)؟ فقد أتضح الجواب عن هذا السؤال بواسطة الأدلة الأدلة الثلاثة المتقدمة, فالنبي الخاتم (صلى الله عليه وآله) باستطاعة الإحياء للموتى.





السؤال: المراد من قوله تعالى (إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيما)
ما هي تفسير هذه الآية الشريفة : (( إِنَّا أَنزَلنَا إِلَيكَ الكِتَابَ بِالحَقِّ لِتَحكُمَ بَينَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللّهُ وَلاَ تَكُن لِّلخَآئِنِينَ خَصِيمًا )) (النساء:105)) وخصوصا هذا المقطع : (( وَلاَ تَكُن لِّلخَآئِنِينَ خَصِيمًا )) وهل هذا يشير الى ان الرسول الاكرم صلى الله عليه وآله يعامل الخائنين على حسب ظواهر الامور دون البواطن ؟ فإذا كان جوابكم نعم ألا يسبب ذلك تعارضا مع صدر الآية الكريمة (( لِتَحكُمَ بَينَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللّهُ )) والذي افهم منها هو الحكم بالناس مع العلم ببواطنهم والحكم على أساس ذلك.
أرجوا أن توضحوا لي هذا الأمر جليا .
الجواب:
إن الآية الشريفة لا علاقة لها بالحكم حسب العلم بالباطن, وأنما نزلت في سياق آيات يفيد التدبر فيها الوصية بالعدل في القضاء والنهي عن ميل القاضي في قضاءه الى المبطلين والجور على المحقين كائنين من كانوا, وإن كانت ربما تشير إلى مورد نزول معين كما ذكر المفسرون من قصة سرقة أبو طعمة بن الابيرق .
والآية المعنية (( إِنَّا أَنزَلنَا إِلَيكَ الكِتَابَ بِالحَقِّ لِتَحكُمَ بَينَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلا تَكُن لِلخَائِنِينَ خَصِيماً )) تدل على جعل حق الحكم لرسول الله (صلى الله عليه وآله) والحجية لرأية ونظره,فإن الحكم وهو القطع في القضاء وفصل الخصومة لا ينفك عن إعمال نظر من القاضي الحاكم واظهار عقيدة منه مضافاً إلى ما عنده من العلم بالاحكام العامة والقوانين الكلية في موارد الخصومة, فان العلم بكليات الأحكام وحقوق الناس أمر والقطع والحكم بانطباق مورد النزاع على بعضها دون بعض أمر آخر.
فالمراد بالإرادة في قوله تعالى : (( لتحكم بين الناس بما أراك الله )) ايجاد الرأي وتعريف الحكم لا تعليم الأحكام والشرائع كما أحتمله بعضهم, ومضمون الآية على ما يعطيه السياق ان الله انزل اليك الكتاب وعلمك أحكامه وشرائعه وحكمه لتضيف اليها ما اوجد لك من الرأي وعرفك من الحكم فتحكم بين الناس وترفع بذلك اختلافاتهم (الميزان 5: 68) .
ففي الآية ذكر لما أكرم الله به رسوله, اضافة الى ملاحظة نسبة رأي رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى الله بقوله عز وجل: (( بما أراك الله )) فهو مصون من الخطأ لأن الله يريه, لا كأحد من الناس بما يراه هو من نفسه.
وقوله (( وَلا تَكُن لِلخَائِنِينَ خَصِيماً )) أي لا تكن في طرف الخائنين تخاصم عنهم مقابل من يطالبهم بالحقوق, أو تميل معهم لاي سبب كان حسب ظواهر الأمور,وانما القاضي يكون وسط بين الطرفين الى أن يحكم بالحق.
وهذا النهي في الآية لا يدل على وقوع الفعل من النبي (صلى الله عليه وآله) (اعوذ بالله) او الهم بالفعل كما ينقل عن بعض المفسرين كيف والقرآن نزل على معنى (اياك اعني وأسمعي يا جارة) والله جل وعلا يقول بعد هذه الآية (( وَلَولا فَضلُ اللَّهِ عَلَيكَ وَرَحمَتُهُ لَهَمَّت طَائِفَةٌ مِنهُم أَن يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنفُسَهُم وَمَا يَضُرُّونَكَ مِن شَيءٍ وَأَنزَلَ اللَّهُ عَلَيكَ الكِتَابَ وَالحِكمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَم تَكُن تَعلَمُ وَكَانَ فَضلُ اللَّهِ عَلَيكَ عَظِيماً ))





السؤال: معنى كونه (صلى الله عليه وآله) أول المسلمين
قال الله تعالى في قصة موسى على نبينا وآله وعليه السلام : (( وخر موسى صعقا فلما افاق قال سبحانك تبت اليك وانا اول المؤمنين ))
وقال الله عز وجل عن لسان نبينا صلى الله عليه وآله الأطهار في سورة الزمر آية 12: (( وَأُمِرتُ لِأَن أَكُونَ أَوَّلَ المُسلِمِينَ ))
* لماذا أتى ( أَوَّلُ المُسلِمِينَ ) ولم يأتي أول المؤمنين؟
هل هذا الإيمان الذي ذكر في ( أول المؤمنين ) هو نفسه المذكور في الآية التي تقول, لا تقولوا أمنا بل قولوا أسلمنا, وهل الإسلام المذكور في ( أول المسلمين ) هو نفسه المذكور في الآية السابقة, أم أن هناك درجات أخرى من الإيمان والإسلام, حيث ذكر في قصة السحرة عند فرعون (( إِنَّا نَطمَعُ أَن يَغفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَا أَن كُنَّا أَوَّلَ المُؤمِنِينَ )) , وهل الإيمان أفضل أم الإسلام أيهما أعلى رتبة ؟ ماذا وردت في روايتنا بشأن إيمان موسى على نبينا وآله وعليه السلام ؟ وعن أفضلية الإيمان والإسلام ماذا ورد في رواياتنا الشريفة
ثم سؤال آخر
ماذا يترتب على هذه الحقيقة حيث بعض علمآئنا يذهب بالإستدلال على ( أول المسلمين ) الأول بالخلق, إذ أن الأولية بالإسلام والأمر به ملازم للأولية بالخلق, حيث, (( وله اسلم من في السماوات والارض طوعا وكرها واليه يرجعون )), لا أعرف إن بينت الأمر بشكل جيد أم لا فإني حاولت أن أوصل لكم مضمون الإستدلال, فعلى ضوء ذلك أسئل ماذا بشأن ( أول المؤمنين ) ما هي النتآئج المترتبة عليه ؟ وكذلك مسئلة ( أول العابدين )
في قوله تعالى (( قل ان كان للرحمن ولد فانا اول العابدين )).

الجواب:
وقع كلام بين المفسرين في المراد من وصف رسول الله (صلى الله عليه وآله) بأنه اول المسلمين في الآية الكريمة: (آية 12 من سورة الزمر), لأننا نعلم أنه إذا كان المقصود من الإسلام هو المعنى الواسع لهذه الكلمة فانه يشمل جميع الأديان السماوية, ولهذا يطلق وصف المسلم على الأنبياء الاخرين أيضاً. فاننا نقرأ حول نوح (عليه السلام): (( وَأُمِرتُ أَن أَكُونَ مِنَ المُسلِمِينَ )) (يونس:722 ), ونقرأ حول إبراهيم (عليه السلام) وابنه إسماعيل أيضاً (عليه السلام): (( رَبَّنَا وَاجعَلنَا مُسلِمَينِ لَكَ )) (البقرة:128), وجاء في شأن يوسف (عليه السلام): (( تَوَفَّنِي مُسلِماً )) (يوسف:101).
على أن (المسلم) يعني الذي يسلم ويخضع أمام الله, وهذا المعنى يصدق على جميع الأنبياء الإلهيين وأممهم المؤمنة, ومع ذلك فإن كون رسول الإسلام أول المسلمين, إما من جهة كيفية إسلامه وأهميته, لأنّ درجة إسلامه وتسليمه أعلى وأفضل من الجميع, وإمّا لأنه كان أول فرد من هذه الأمة التي قبلت بالإسلام والقرآن .
وقد ورد في بعض الروايات - أيضاً - أنه (صلى الله عليه وآله) أول من أجاب في الميثاق في عالم الذر, فإسلامه متقدم على إسلام الخلائق أجمعين (المصدر : الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - للشيخ مكارم الشيرازي - 4: 542).
وأمّا المراد بقوله تعالى حكاية عن موسى (عليه السلام) : (( وأنا أول المؤمنين )), أي أول المؤمنين من قومي بأنّك لاترى . هذا ما يدلّ عليه المقام, وان كان من المحتمل أن يكون المراد وأنا أول المؤمنين من بين قومي بما آتيتني وهديتني إليه, آمنت بك قبل أن يؤمنوا فحقيق بي أن أتوب إليك إذا علق بي تقصير أو قصور, ولكن السيد الطباطبائي قال عن هذا الاحتمال أنه بعيد جداً .
(انظر : الميزان في تفسير القرآن 8: 243).
وعليه, فالمراد من الإيمان في الآية الكريمة هو بالإضافة إلى المقام, أي الإيمان بأنك ياإلهي لا ترى .. وليس معنى الإيمان الوارد في قوله تعالى : (( قَالَتِ الأَعرَابُ آمَنَّا )) (الحجرات :144).
وكذلك ليس المراد بـ ( أوّل المسلمين ) على الاحتمالين المتقدمين الواردين في تفسيره, المعنى الوارد في الآية الكريمة : (( قَالَتِ الأَعرَابُ آمَنَّا قُل لَّم تُؤمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسلَمنَا وَلَمَّا يَدخُلِ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُم )) (الحجرات:15).
إذ الإسلام في هذه الآية واضح بأن المراد منه هو النطق بالشهادتين دون التطبيق العملي الذي هو الإيمان والذي هو أعلى درجة من الإسلام بهذا المعنى. فإسلامه (صلى الله عليه وآله) هو في أعلى درجات الكمال, بل هو تلك الدرجة العالية المشار إليها بالتسليم والرضا لما يريده الله سبحانه وتعالى .






السؤال: ما معنى ضلال النبي (صلى الله عليه وآله) في سورة الضحى
قال تعالى (( ووجدك ضالا فهدى )) ما الضلال هنا؟ الا يتعارض مع العصمة؟
الجواب:
جاء في تفسير الميزان20/310:
قوله تعالى (( وَوَجَدَكَ ضَالّاً فَهَدَى )) المراد بالضلال عدم الهداية والمراد بكونه صلى الله عليه وآله وسلم ضالا حالة في نفسه مع قطع النظر عن هدايته تعالى فلا هدى له صلى الله عليه وآله ولا لأحد من الخلق الا بالله سبحانه وتعالى فقد كانت نفسه في نفسها ضالة وإن كانت الهداية الالهية ملازمة لها منذ وجدت فالآية في معنى قوله تعالى: (( مَا كُنتَ تَدرِي مَا الكِتَابُ وَلَا الإِيمَانُ )) (الشورى:522), ومن هذا الباب قول موسى على ما حكى الله عنه: (( فَعَلتُهَا إِذاً وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ )) (الشعراء:20) أي لم اهتدِ بهدي الرسالة بعد.
ويقرب منه ما قيل أن المراد بالضلال الذهاب من العلم كما في قوله (( أَن تَضِلَّ إحدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحدَاهُمَا الأُخرَى )) (البقرة:282) ويؤيده قوله: (( وَإِن كُنتَ مِن قَبلِهِ لَمِنَ الغَافِلِينَ )) (يوسف:33) وقيل المعنى وجدك ضالا بين الناس لا يعرفون فهداهم اليك ودلهم عليك.
وقيل: أنه اشارة الى ضلاله في طريق مكة حينما كانت تجيء به حليمة بنت ابي ذؤيب من البدو الى جده عبد المطلب على ما روي.
وقيل: إشارة الى ما روي من ضلاله في شعاب مكة صغيرا
وقيل: إشارة الى ما روي من ضلاله في مسيره الى الشام مع عمه ابي طالب في قافلة ميسرة غلام خديجة.
وقيل غير ذلك وهي وجوه ضعيفة ظاهرة الضعف.
وذكر السيد الطباطبائي قدس الله سره في صفحة 312 من الميزان/2 هذا الرأي: (ووجدك ضالا: يعني عند قومك فهدى أي هداهم الى معرفتك) مقتطعا هذا المعنى من حوار بين الامام الرضا عليه السلام والمأمون العباسي.
وذكر الشيخ مكارم الشيرازي في تفسيره الامثل20/281:
(( وَوَجَدَكَ ضَالّاً فَهَدَى )): نعم لم تكن ايها النبي على علم بالنبوة والرسالة, ونحن انزلنا هذا النور على قلبك لتهدي به الانسانية.
ويذكر السمرقندي3/581 هذا الرأي: (( وَوَجَدَكَ ضَالّاً )) يعني من بين قوم ضلال (( فَهَدَى )) يعني حفظك من امرهم وعن اخلاقهم.
وليس لهذه الموارد ربط - كما ترى - بالعصمة.







السؤال: الكلام في هل للنبي (صلى الله عليه وآله) ظل
هل للرسول الاكرم صلى الله عليه وآله ظل ؟
ارجوا الاثبات بالدليل العقلي والنقلي
الجواب:
إثبات هذا الامر يكون بالدليل العلمي والدليل الروائي
أما الدليل العلمي: فإنه قد ثبت في محله من العلوم الحديثة ان هنالك هالة نورية تحيط بالإنسان, وهذه الهالة متفاوتة من حيث الشدة والضعف.
كما ثبت أن بعض الناس تنبعث من أجسامهم انوارا يمكن تمييزها في الظلام وذلك لما يتمتعون به من استعدادات وقابليات خاصة, وقد وضعت عدة تفسيرات لهذه الظاهرة فقسم من العلماء عدّها ناجمة عن نشاط الخلايا الجلدية تحت ظروف خاصة, وقسم منهم عدها من الظواهر الباراسايكولوجية التي يتمتع بها الموهوبون من البشر.
إذا ثبت وجود ذلك فلنا ان نعزو انعدام ظله صلوات الله عليه وآله الى شدة نوريته, فيكون جسده الطاهر مبعثا لنور ينفي الظل, لأن الظل يحصل من الاجسام الغاسقة المعتمة, ولا ظل للأجسام التي تنبعث منها الانوار.
والدليل الروائي: ورد في علامات الامام عن الرضا عليه السلام قال: للإمام علامات يكون أعلم الناس وأحكم الناس واتقى الناس وأشجع الناس وأعبد الناس واسخى الناس, ويولد مختونا ويكون مطهرا, ويرى من خلفه كما يرى من بين يديه, ولا يكون له ظل, وإذا وقع على الارض من بطن امه وقع على راحتيه. (مسند الامام الرضا عليه السلام 1/293).
ومن الثابت أن النبي صلى الله عليه وآله إمام, كما ان إبراهيم عليه السلام نبي وإمام, وحينئذ فعلامات الامام تنطبق عليه ويتصف بكل تلك الخصال والخصائص النفسية والبدنية الواردة في الحديث المذكور.





السؤال: بعض غزوات النبي (صلى الله عليه وآله)
لو تفضلتم, أود أن اعرف عدد, وأسماء جميع معارك وغزوات النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بالترتيب, وذلك وفق ما جاء في مصادر كتب الشيعة؟
وهل هناك كتاب شامل جاء فيه تفصيل كل تلك المعارك والغزوات, إن ترشدونا عليه؟

الجواب:
نذكر لك بعض معارك الرسول صلى الله عليه وآله وسلم معتمدين على كتب الشيعة والسنة:
1- معركة بدر.
2- غزوة السويق.
3- سرية محمد بن مسلمة الى كعب الاشرف.
4- غزوة بني قينقاع.
5- غزوة قرار الكدر.
6- غزوة بني غطفان(ذي امر).
7- غزوة بني سليم.
8- معركة احد.
9- غزوة حمراء الاسد.
10- سرية أبي سلمة بن عبد الاسد.
11- غزو الرجيع.
12- غزوة بني النظير.
13- غزو ذات الرقاع.
14- غزوة بدر الموعد.
15- غزوة بئر معونة.
16- معركة دومة الجندل.
17- غزوة بني المصطلق.
18- غزوة الخندق.
19- حرب بني قريضة.
20- سرية عبد الله بن انيس الى بني نبيح.
21- غزوة بني لحيان.
22- غزو الغابة.
23- سرية عكاشة بن محسن الى الغمر.
24- سرية محمد بن مسلمة الى ذي القصر.
25- سرية ابي عبيدة بن الجراح الى ذي القصر.
26- سرية زيد بن حارثة الى العيص.
27- سرية دومة الجندل.
28- سرية علي بن أبي طالب عليه السلام الى بني سعد بفدك.
29- سرية زيد بن الحارثة الى ام قرفة بوادي القرى.
30- سرية عبد الله بن رواحة الى اسير بن زارم.
31- سرية اميرها كرز بن جابر.
32- غزوة الحديبية.
33- غزوة مؤتة.
34- غزوة خيبر.
35- فتح مكة.
36- معركة حنين.
37- غزوة الطائف او حصار الطائف.
38- غزوة تبوك.







السؤال: الرد على من ادّعى أن الوحي عبارة عن النبوغ
ارجوا الرد على هذة الشبهه بصورة واضحه
ان الوحي نوع من النبوغ العقلي والتفوق الذهني في الانسان وليس ثمرة اتصال الموحي اليه بالله تعالى

الجواب:
لقد أجاب على هذا الاشكال الشيخ السبحاني في الالهيات, قال:
إنّ تفسير النبوة بالنبوغ ليس تفسيراً جديداً, وإن صيغ في قالب علمي جديد, فإنّ جذوره تمتد إلى عصر ظهور الإسلام حيث كان العرب الجاهليون يحسّون بجذبات القرآن وبلاغته الخلابة, فينسبونه إلى الشعر الّذي كان الحرفة الرائجة عندهم, ويتبارز فيه النوابغ منهم, فكانوا يقولون: (( بَل هُوَ شَاعِرٌ فَليَأتِنَا بِآيَة كَمَا أُرسِلَ الأَوَّلُونَ )) (الانبياء:5)
ويرد عليهم القرآن الكريم بقوله: (( وَمَا هُوَ بِقَولِ شَاعِر قَلِيلاً مَا تُؤمِنُونَ )) (الحاقة:41)
وبقوله: (( وَمَا عَلَّمنَاهُ الشِّعرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ إِن هُوَ إِلاَّ ذِكرٌ وَقُرآنٌ مُبِينٌ )) (يس:69)
ومع ذلك يلاحظ عليه:
أولاً: إنّ العودة إلى هذه النظرية ينبع من الإحساس بالصَّغار أمام الحضارة المادية المُدهشة, المقترنة بأنواع الاكتشافات والاختراعات في مجال الطبيعة, والقائلون بها جماعة من متجددي المسلمين, انسحبوا أمام هذه الحضارة ناسين شخصيتهم الإسلامية, فلجأوا إلى تفسير عالم الغيب والنبوة والدين والوحي بتفسيرات ملائمة للأُصول المادية, حتى يَجبرُوا مركّب النقص في أنفسهم من هذه الزاوية, ويصيحوا على رؤوس الأشهاد بأنّ أُصول الدين لا تخالف الأصول العلمية الحديثة.
ولو صحّت هذه النظرية, لم يَبقَ من الاعتقاد بالغيب إلاّ شيء واحد, وهو الاعتقاد بوجود الخالق البارئ, وأمّا ما سوى ذلك, فكلُّه بأجمعه نتاج الفكر الإنساني الخاطئ بالنتيجة, لا يبقى إذعان بشيء ممّا أتى به الأنبياء من الأصول والمعارف في الدنيا والآخرة. وهذا في الواقع نوع إنكار للدين, لكن بصورة لا تخدش العواطف الدينية.
ثانياً: إنّ قسماً ممّا يقع به الوحي ويخبربه النبي, الإنباء عن الحوادث المستقبلية, إنباءً لا يخطيء تحققه أبداً.
أفترى هل يجرؤ نابغة من نوابغ المجتمع على الإنباء بنزول العذاب قطعاً بعد أيام ثلاثة, ويقول: (( تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُم ثَلاَثَةَ أَيَّام ذَلِكَ وَعدٌ غَيرُ مَكذُوب )) (هود:65).
أو يخبر بهزيمة جيوش دولة عظمى في مدة لا تزيد على تسع سنين ويقول: (( الم * غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدنى الأَرضِ وَ هُم مِن بَعدِ غَلَبِهِم سَيَغلِبُونَ * فِي بِضعِ سِنِينَ )) (الروم:1-4). والبضع من العدد من ثلاثة إلى تسعة.
إنّ النوابغ وإن سَمَوا في الذكاء والفطنة, لا يخبرون عن الحوادث المستقبلية إلاّ مع الاحتياط والترديد, لا بالقطع واليقين وأمّا رجالات السياسة, اللاعبين بحبلها لمصالحهم الشخصية, سواء صدقت تنبؤاتُهم أم كذبت, فإنّ حسابَهم غيرُ حساب النوابغ.
ثالثاً: لو كان لهذه النظرية مسحة من الحق أو لمسة من الصدق, فما لنا لا نرى حملة الوحي ومدعي النبوة ينبثون بشيء من ذلك, بل نراهم على العكس, ينسبون تعاليمهم وسننهم إلى الله سبحانه, ولا يدّعون لانفسهم شيئاً.
هذا هو القرآن الكريم - الّذي جاء به النبي الخاتم - يصرّح بأنً ما حوى من الحقائق والقوانين, مّما أوحى به الله سبحانه, وليس هو من تلقاء نفسه:
(( إِن أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ )) (الأنعام:50), (( إِن هُوَ إِلاَّ وَحيٌ يُوحَى )) (النجم:4)
ولا يشك أحد في أنّ الأنبياء عبادٌ صالحون, صادقون لا يكذبون ولا يفترون, فلو كانت السنن الّتي أتوا بها من وحي أفكارهم, فلماذا يغرون المجتمع بنسبتها إلى الله تعالى. فهذه النسبة, إن دلّت على شيء, فإنّما تدلّ على أنّهم كانوا يجدون في أنفسهم أنّ إدراكَ هذه السنن والمعارف, إدراكٌ وراءَ الشعور الفكريُ المشترك بين جميع أفراد الإنسان, وأنّ الطريق الّذي يصلون به إليها, غيرُ طرق الإدراك المألوفة.
وبكلمة جامعة, إنّا نرى في المجتمع الإنساني طائفتين من رجال الإصلاح والصلاح, كلٌّ يدّعي سَوقَ المجتمع إلى السعادة:
طائفة - ولهم جذور عريقة في التاريخ - ينسبون تعاليمهم وسننهم إلى عالم الغيب, ويثبتون لأنفسهم مقام الرسالة والسفارة وأنّهم ليس لهم شأن سوى كونهم وسائط لإبلاغ أمر الله ونهيه.
وطائفة أخرى - مع اتّصافهم بالصلاح والسداد والسعي وراء الصالح العام - ينسبون تعاليمهم إلى قرائحهم وبدائع أفكارهم, ويعلّلون مبادءهم ببراهين اجتماعية أو تاريخيّة أو عقلية, ولا يتجاوزون هذا الحدّ قدر شعرة.
فلو كانت الطائفتان صادرتين عن أصل واحد, وتستقيان من عين واحدة, فلماذا لم تَدّع ثانيتهما ما ادعته الأولى؟.
ثم إنّ علماء النفس الذين بحثوا عن النبوغ, ذكروا لبُروزه وتفجرّه في الإنسان عواملَ, هي:
1- العشق.
2- انهضام الحُقوق .
3- العزلة.
4- كثرة السكوت.
5- التربية والتوجيه الأوّلي الّذي يتلقّاه الإنسان في صغره.
فإنّ هذه العوامل توجد في الإنسان استغراقاً في نفسه, وتوقّداً في أفكاره, وتَمَيُّزاً في فطنته وذكائه. ولكن تفسير النبوات والرسالات, والقوانين والشرائع الّتي جاء بها الأنبياء بهذا الطريق, أشبه بتفسير علّة تفجر البركان وثورانه, بسقوط طائر على فوهته.
هذا, ولو كانت شريعة النبي الخاتم (صلى الله عليه وآله) والكتاب المجيد الّذي جاء به, وليدي النبوغ والعبقرية, فلماذا عجز عن مقابلته ومقارعته, النوابغ والعباقرة طرّاً في جميع القرون إلى عصرنا هذا, كما سيوافيك تفصيله في النبوة الخاصة؟.( الإلهيات 132:3).


السؤال: معنى الوسيلة المعطاة للرسول (صلى الله عليه وآله)
في كتاب مفاتيح الجنان في زيارة الائمة (ع) والرسول (ص) يوم الجمعة نقول في الدعاء:
اللهم اعط محمدا الوسيلة والشرف والفضيلة...
فما المقصود بالوسيلة؟
الجواب:
ورد في بعض الروايات أن الوسيلة هي درجة النبي في الجنة، وفي أخبار أخرى وصفت بأنها ألف مرقاة، وقال صاحب الميزان أن الوسيلة هي مقام النبي من ربه الذي يتقرب هو إليه تعالى ويلحق به آله الطاهرون والصالحون من أمته، وفي البحار قال:ـ (وآت محمد الوسيلة) والمراد القرب من الله تعالى وقيل الشفاعة يوم القيامة وهي منزلة من منازل الجنة كذا جاء في الحديث.



السؤال: النبي (صلى الله عليه وآله) لا يعلم الساعة
هل أن الرسول (ص) يعلم بموعد الساعة او وقتها وماهو الدليل على ذلك

الجواب:
روي عن الأصبغ بن نباته قال: ((سمعت أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: إن لله علمين:علم استأثر به في غيبه فلم يطلع عليه نبياً من أنبيائه ولا ملكاً من ملائكته، وذلك قول الله تعالى: (( إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الغَيثَ وَيَعلَمُ مَا فِي الأَرحَامِ وَمَا تَدرِي نَفسٌ مَاذَا تَكسِبُ غَداً وَمَا تَدرِي نَفسٌ بِأَيِّ أَرضٍ تَمُوتُ )) (لقمان:344), وله علم اطلع عليه ملائكته، فما أطلع عليه ملائكته فقد أطلع عليه محمد وآله...)) الحديث. (بصائر الدرجات ص131).
ومنه يظهر أن النبي (صلى الله عليه وآله) لا يعلم بموعد الساعة، لأنه من علم الغيب الذي لم يطلع الله عليه أحداً من أنبيائه.




السؤال: علاقته بروح القدس
من هو روح القدس؟ وهل هو الملك الكريم المقصود في سورة القدر .. وتتنزل الملائكة والروح فيها.
الجواب:
قال المجلسي في (بحار الانوار 25/67) في توضيح عن الرواية التي تقول ان الروح لم يكن مع أحد ممن مضى غير محمد صلى الله عليه وآله وسلم وهو مع الائمة يوفقهم ويسددهم قال:
هذا الخبر يدل على إختصاص الروح بالنبي والأئمة صلوات الله عليهم، وقد اشتملت الأخبار السالفة على أن روح القدس يكون في الأنبياء أيضا، ويمكن الجمع بوجهين:
الأول: أن يكون روح القدس مشتركا، والروح الذي من أمر الرب مختصا، وقد دل على مغايرتهما بعض الأخبار السالفة .
الثاني: أن يكون روح القدس نوعا تحته أفراد كثيرة، فالفرد الذي في النبي (صلى الله عليه وآله) والأئمة (عليهم السلام) أو الصنف الذي فيهم لم يكن مع من مضى، وعلى القول بالصنف يرتفع التنافي بين ما دل على كون نقل الروح إلى الإمام بعد فوت النبي (صلى الله عليه وآله). وبين ما دل على كون الروح مع الإمام من عند ولادته فلا تغفل.





السؤال: لماذا جعل ابن ابي السرح كاتباً للوحي
بخصوص قصة عبد الله بن أبي السرح... لماذا يستعين النبي صلى الله عليه وآله وسلم في كتابة الوحي بهؤلاء؟
واذا كان يعلم انه شخص منافق فلماذا لم يختر غيره كالامام علي عليه السلام؟
وأما الغريب في الحادثة انه يأمر بقتله! وعلى أساس هذه القصة أخذت النصارى تشنع علينا وتقول: أن محمداً عندما افتضح أمره أمر بقتل عبد الله بن أبي السرح !!
فما هو ردكم ؟
الجواب:
ذكر في أن الحكمة من جعل عبد الله بن أبي سرح كاتباً للوحي هو أن المشركين كانوا يقولون أن محمداً (صلى الله عليه وآله) يقول القرآن من تلقاء نفسه، ويأتي في كل حادثة بآية يزعم أنها نزلت عليه، وسبيل من يضع الكلام في حوادث تحدث في الأوقات أن يغير الألفاظ إذا استعيد ذلك الكلام ولا يأتي به ثاني الامر، وبعد مرور الأوقات عليه إلا مغيراً عن حاله الأول لفظاً ومعنى أو لفظا دون معنى، فاستعان في كتب ما ينزل عليه في الحوادث الواقعة به عدل عند أدائه ليعلم الكفار والمشركون أن كلامه في ثاني الأمر كلامه في الأول غير مغير ولا ينزل ولا مزال عن جهته فيكون أبلغ للحجة (أنظر معاني الأخبار للشيخ الصدوق ص347).




السؤال: رسائله إلى ملوك العالم
هناك سؤال يحيرني
موسى عليه السلام ارسله الله الى فرعون ليدعوه الى الايمان فاعطاه الله برهان يقيني ومرئي ليس فيه أي شبهة ليكون حجة بالغة وهو العصا التي تتحول الى حية ويده التي تخرج بيضاء للناظرين
ولكن في دعوة الرسول عليه الصلاة والسلام الى ملوك العالم من كسرى الى هرقل والمقوقس وغيرهم,فما هي الحجة او الآية البالغة التي اتى بها الصحابة الذين ارسلهم الرسول, ",اسلم تسلم يؤتك الله اجرك مرتين الى آخر الرسالة... ثم تلاوة بعض الايات من القرآن...فهل هذه حجة كافية شافية واضحة كاملة عليهم, بصراحة شخصيا لا اراها كذلك وفي رايي كان لا بد من اية حسية يقينية واضحة تكون حجة عليهم
وشيء اخر, الاسلام فتح بغزوات كثيرة سواء في عهد الرسول او بعد وفاته, هل كان المسلمون يدعون اهل هذا المكان او اهل هذه البلاد الى الاسلام قبل غزوها قبل غزوها بالسيف وان كان هذا يحدث فكيف تكون هذه الدعوى واذا كانت هذه الدعوة الى ملك او امير او قائد هذا المكان ورفض الدعوة فما ذنب الجنود الذين يحكمهم ويقاتلون المسلمين ويقتلون على الشرك والكفر و هم لم ياخذوا حظهم من الدعوة
ثم شيء اخر انا ارى ان أي فكرة تعرض على الانسان ليقتنع بها لا بد ان يدرسها من جميع الجوانب و لكي يدرسها من جميع الجوانب لا بد له من وقت كاف وبذلك فقط يكون الاقتناع الكامل بهذه الفكرة وهو عكس ما يحدث من دعوة شفاهية جافة
الجواب:
يمكن الاجابة بعدة نقاط:
الاولى: إن اولئك الملوك والجبابرة كانوا على علم ببعثة الرسول (صلى الله عليه وآله) من قبل وإلا لا يمكن التصديق بعدم معرفتهم به (صلى الله عليه وآله) واخباره وعلومه وغزواته قد طبقت الآفاق، خاصة مع كونهم اصحاب مواقع مهمة توجب المتابعة والمعرفة.
الثانية: ان تلك الرسائل بمثابة صعقة كهربائية منبهة لهم بوجوده الشريف (صلى الله عليه وآله) وبدينه الجديد ومسؤولية تبليغهم وانذارهم وتبشيرهم.
الثالثة: ان الرسول الذي ارسله رسول الله (صلى الله عليه وآله) برسالته كان مهيئاً للاجابة على اسئلة الملوك وجميع ما يوجه اليه من اشكالات، وان طريق البحث لا تقطعه الرسالة بل تفتحه، ولا يحول دونه الرسول بل يعززه.
الرابعة: ان هرقل تفاعل نسبيا مع الرسالة والمقوقس تعاطف معها بوضوح وارسل مع الرسول هدايا كثيرة للنبي (صلى الله عليه وآله) مما يدلك ان تلك الفرصة كانت مناسبة لايصال مفهوم الرسالة بشكلها الاجمالي واتضاح تلك المفاهيم فيما بعد.
وإن تلاوة بعض الآيات يكفي في مقام التبليغ ولا يشترط ان يعرض جميع القرآن حتى تتم الحجة به على القوم، فقد اكتفى اوائل المسلمين ببعض الآيات النازلة على النبي (صلى الله عليه وآله) آنذاك ودون الحاجة الى المزيد.
الخامسة: إن امر الرسائل التي بعثها الرسول(صلى الله عليه وآله) الى اصحاب الامبراطوريات انما كان بامر من الله تعالى لأنه (( وَمَا يَنطِقُ عَنِ الهَوَى * إِن هُوَ إِلَّا وَحيٌ يُوحَى )) (النجم:4-5)، والله تعالى اعلم بأمر عباده واعرف بما يناسبهم وهو تبارك وتعالى احرص عليهم من ان يضلوا او ينحرفوا او يعرضهم لمسؤلية دون اقامة الحجة عليهم.
أما سؤالكم عن الفتوحات الاسلامية في عهد النبي (صلى الله عليه وآله) والخلفاء فهذا ما تجدون الاشارة اليه في موقعنا/ الاسئلة العقائدية/ الفتوحات الاسلامية/ ليس الاسلام دين السيف والدم. ولا بأس بمطالعة كل الباب لتحقق الفائدة فيه.
وسؤالكم عن ضرورة اخذ الوقت الكافي لدراسة فكرة ما في مقام اعتناقها او رفضها فهذا ما نؤيدكم به ونقول ان الاسلام عمل بهذا النمط فقد قال تعالى (( قُل إِنَّمَا أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ أَن تَقُومُوا لِلَّهِ مَثنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُم مِّن جِنَّةٍ إِن هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَّكُم بَينَ يَدَي عَذَابٍ شَدِيدٍ )) (سبأ:46). وقال تعالى (( أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيفَ خُلِقَت )) (الغاشية:17). او قوله تعالى (( سَنُرِيهِم آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِم حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُم أَنَّهُ الحَقُّ أَوَلَم يَكفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيءٍ شَهِيدٌ )) (فصلت:533) وغير هذه الآيات الكثير مما يعني ان الاسلام يعتمد الطريق العقلي في منهجه بالدعوة الى الله وهو نفس الاسلوب الذي اتبعه الرسول (صلى الله عليه وآله) مع قومه علما انه لا يوجد فتح في زمن الرسول (صلى الله عليه وآله) سوى فتح مكة والبقية غزوات وسرايا لها ما يبررها شرعا وعقلاً.





السؤال: قوله (صلى الله عليه وآله) (لأن ظفرت بقريش لامثلن...)
هل قال النبي صلى الله عليه وآله بعد المثلى بجسد الحمزه (ع) لإن ظفرت بقريش لأمثلن بسعين منهم.
الجواب:
ورد ذلك في كتب المخالفين ونحن لا نقبل ذلك,فقال السيد جعفر العاملي في (الصحيح من السيرة ج6 ص 257): إن بكاءه (صلى الله عليه وآله وسلم) على حمزة لا مانع منه وأما سوى ذلك مما ذكر آنفاً فنحن نشك في صحته.
ثم قال: قولهم على لسانه (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه إن ظفر بقريش فسيمثل بثلاثين مرفوض أيضاً إذ هذه جثث قتلى المشركين إمامه وهي إثنان أو ثمان وعشرون جثه بل وأكثر من ذلك كما يظهر من بعض النصوص فلماذا لا يمثل بها ويشفي غليل صدره منها؟!..
وللمزيد راجع الصحيحين من السيرة ج6 ص 256-265.






السؤال: أمر النبي (صلى الله عليه وآله) لوحشي بتغيب وجهه دون هند
هل صحيح مايشاع عن النبي ص بانه قال لوحشي قاتل حمزة حين اسلم غيب وجهك عني؟
فلماذا قال النبي له ذلك ولم يقل ذلك للقاتلة الحقيقية هند اكلة الاكباد لعنها الله والتي امرت وحشي وهو مجرد عبد عندها؟
والقران الكريم يقول وانك لعلى خلق عظيم ويقول ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك
ارجو التوضيح
الجواب:
في الصحيح من سيرة النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) - السيد جعفر مرتضى - ج 6 - ص 165 - 166 قال ان موقف الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) من وحشي، وقوله له : غيب وجهك عني، ان دل علي شئ، فإنما يدل على أن وحشياً لم يكن مسلما حقا، إذ لا يمكن أن يقول النبي (صلى الله عليه وآله) ذلك لمسلم مؤمن، بسبب ما كان قد ارتكبه حين كفره، فان الإسلام يجبّ ما قبله. وعليه فان التشهد بالشهادتين، وان حقن دم وحشي، الا أنه إنما أسلم حينما رأى البأس، بعد أن أهدر النبي (صلى الله عليه وآله) دمه.
فإسلامه وإيمانه لا ينفعه، لأنه في الحقيقة لم يكن مستندا إلى الاختيار، ولا إلى القناعة الوجدانية والعقلية بهذا الدين. وأعتقد : أنه لولا شبهة : أن النبي (صلى الله عليه وآله) انما قتل مسلما، لكان للنبي (صلى الله عليه وآله) أن يقتله. وان أعماله الشنيعة والقبيحة، وسيرته الخبيثة بعد ذلك لتدل دلالة واضحة على أنه لم يسلم، وانما استسلم، تماما كما كان الحال بالنسبة لطلقاء مكة، أبي سفيان وأصحابه).
أما هند وإن كان حالها حال وحشي الإ انها لم تكن لتلتقي بالنبي ويراها بقدر ما يرى الرجال فلعله لذلك لم يقل بحقّها شيئاً ثم إنها تابعة لأبي سفيان، فلا يمكن طردها الإّ بطرد أبي سفيان أيضاً ولعلّ الظروف لا تسمح للنبي أن يطرد أبا سفيان الذي كان بالأمس سيد قريش.







السؤال: من هو المعصوم قبل النبي(صلى الله عليه واله وسلم)
رأيت هذا السؤال في احد المواقع الوهابية وارجو ان تجيبو عليه اعلى الله كلمتكم (تقول الشيعة ان الارض لا تخلو من امام معصوم يرجع اليه البشر
السؤال الى الشيعة
من هو الامام المعصوم قبل بعثة النبي صلى الله عليه واله وصحبه وسلم
السؤال سهل من هو الامام المعصوم قبل النبي والجواب لا بد ان يكون بالدليل..)

الجواب:
اتفق علماء الطائفة الحقة بالادلة والبراهين ان الارض لا تخلو من حجة او امام ظاهر معلوم او باطن مستور فعن اسحاق بن عمار عن ابي عبدالله (عليه السلام) قال سمعته يقول : ان الارض لا تخلو الا وفيها امام كيما ان زاد المؤمنين شيئا ردهم وان نقصوا شيئا اتمه لهم . وفي حديث آخر ايضا عنه(عليه السلام) قال : ما زالت الارض الا ولله فيها الحجة يعرف الحلال والحرام ويدعو الناس الى سبيل الله .(الكافي 1/ 178).
اما سؤالكم من هو المعصوم والحجة قبل النبي فقد ذكرت بعض الروايات ان اسمه برده حيث وردت الرواية عن النبي(صلى الله عليه واله وسلم) انه قال : انا سيد النبيين ... ودفعها زكريا الى عيسى بن مريم(عليه السلام) واوصى عيسى الى شمعون بن حمون الصفا واوصى شمعون الى يحيى بن زكريا واوصى يحيى بن زكريا الى منذر واوصى منذر الى سليمة واوصى سليمة الى برده ثم قال رسول الله(صلى الله عليه واله وسلم) : ودفعها إلي برده وانا ادفعها اليك ياعلي ...) الامامة والتبصرة ص 21 .
وهناك قول آخر في ان الوصي قبل النبي هو ابو طالب رضوان الله عليه اشار الى ذلك الشيخ المجلسي في بحار الانوار 35/138


يتبع


من مواضيع الشيخ عباس محمد » الشخصية الاستفزازية واسبابها
» الشخصية الطيبة
» الشّخصيّة في علم النّفس
» الإرشاد النفسي
» مفاهيم خاطئة عن الطب النفسي
رد مع اقتباس