عرض مشاركة واحدة
قديم 21-09-2015, 01:10 PM   رقم المشاركة : 2
الكاتب

أحلى من العسل


الملف الشخصي









أحلى من العسل غير متواجد حالياً


افتراضي ضرورة الوعي السياسي 2.1

الحكم الإلهي الثاني بعد التوحيد، هو اتخاذ الموقف الثوري تجاه الطاغوت


الحكم الإلهي الثاني بعد التوحيد والذي بلّغه جميع الأنبياء هو أن نتخذ الموقف الثوري في وجه الطاغوت. يعني أن نكون عناصر سياسيّة ثوريّة، لا أن نكون سياسيّين غير ثوريّين! وهذا يختلف عن انطباع أكثر الناس عن الدين. أغلب الناس يعتبرون الذنوب هي من قبيل «النظر الحرام وترك الصلاة وشرب الخمر وأكل الحرام و...». بالتأكيد أن كلّ هذه الأعمال قبيحة، ولكن الأقبح من كل هذه الأعمال هو عدم اجتناب الطاغوت.

ليست رؤية أكثر الناس عن الدين هو أن أهمّ حكم بعد التوحيد، العمل الثوري والوقوف أمام الحكّام غير الإلهيّين. مع أن الله سبحانه قد قال: (...أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَ اجْتَنِبُوا الطَّاغُوت). بعبارة أخرى الخطوة الأولى في الصراط المستقيم أو طريق الدين هو التوحيد والخطوة الثانية هو الموقف السياسي واجتناب الطاغوت. ولكن مع كل هذا وبعد مضيّ خمسة وثلاثين سنة من انتصار الثورة وبعد كل هذا الكمّ من تبليغ المعارف الإسلامية، لا يزال الكثير من الناس ينصحوني بأن لا أكون سياسيّا! فيا للعجب! فلماذا صرت طالبا في الحوزة؟! وأساسا لماذا صرت مسلما؟!

لقد بدأ النبي الأكرم(ص) الحرب ضدّ الطاغوت بعد دعوته إلى التوحيد وقبل نزول الكثير من الأحكام الشرعية. فإذا تحقّق اجتناب الطاغوت بشكل جيّد، تتحسّن أخلاق الناس ويقلّ أكل الحرام وتظهر كثير من البركات والخيرات.


لماذا لم تنحلّ الكثير من المشاكل في إيران بعد، والحال أن قد زال حكم الطاغوت من البلد؟


هناك شبهة يطرحها البعض وهي: «كما تقولون، لابدّ من زوال الطاغوت أولا، ثم تتحسّن جميع الأمور شيئا فشيئا. طيب، إذن لماذا لم تنحل الكثير من المشاكل في إيران بعد، والحال أن قد زال حكم الطاغوت من البلد وألقي زمام الحكم بيد الوليّ الفقيه؟!» الجواب هو أنه لم يزل «الطاغوت العالمي» بعد.

نحن قد أطحنا بعرش الطاغوت الداخلي والحمد لله، ولكن ما زال الطاغوت العالمي والطاغوت الأكبر مهيمن على العالم. ولذلك تشاهدون كيف يؤذينا هذا الطاغوت العالمي بشتّى الأساليب من فرض الحصار الاقتصادي وغيره. كما يحاول في الآونة الأخيرة أكثر من قبل أن يتغلغل فينا ويلحق بنا الصدمات ولا ينفك عن توظيف بعض الأفراد في الداخل ليعملوا ضدّنا، كما لا يزال يحاول أن يؤسس في داخلنا محطّ قدم له. فنحن كما كنّا في حال جهاد في نظام الطاغوتي الشاهنشاهي، يجب أن لا نزال كذلك، إذ قد أسقطنا الطاغوت في المرحلة الأولى بعد، وما زالت المرحلة الثانية بانتظارنا. فإن هذا الطاغوت العالمي لا يسمح لنا بأن نعيش بحرّية. وأحد الأمثلة هو أن قد حظر مصارفنا. إذن نحن ما زلنا نعيش تحت نير الطاغوت.

ما لم نطح بعرش الطاغوت الثاني، لن يفكّ عنّا ولا يزال يعشعش في أوساطنا ويلحق الصدمات بنا. فمن أجل إسقاط هذا الطاغوت الثاني لابدّ أن نكون ثوريّين جدّا. ولابدّ لنا جميعا أن نتصدّى لإسقاط الطاغوت الأكبر امتثالا لأمر الله في قوله تعالى: (اجْتَنِبُوا الطَّاغُوت) [نحل/36]. فإن أصبحنا جميعا ثوريّين، سوف نتخلّص من هذا الطاغوت ويستسلم لنا. ولكن المشكلة هي أننا لسنا بثوريّين كثيرا ولسنا شديدي المراعاة لقوله: (اجْتَنِبُوا الطَّاغُوت).


إن بعض الخواص، يعتبرون أمريكا بلدا عظيما ومتقدّما، لا طاغوتا!/ ليست أمريكا ببلد متقدّم عظيم، بل إنها مجرمة عظيمة

إن بعض الخواص والنخب لا ينظرون إلى أمريكا بصفتها طاغوتا، بل يرونها كبلد عظيم متقدّم. إن هؤلاء قد نسوا جرائم أمريكا السابقة ولا يرون جرائمها الحالية ولا يسمعون بها، كما أنهم عاجزون عن توقّع جرائمها المستقبليّة. في حين أن أمريكا ليست ببلد متقدّم عظيم، بل هي مجرمة عظيمة.

هناك معلومات بسيطة تدلّ على حقارة هذا الطاغوت. فعلى سبيل المثال إن معدّل النموّ العلمي في إيران 16 أضعاف معدّل النموّ العلمي في باقي بلدان العالم ومن ضمنهم أمريكا. والحال أننا قد بلغنا إلى هذا التطوّر في خضم الحصار وحال كوننا لم ننهب حتى قرية واحدة من دول الجوار. فلماذا لم تقدر أمريكا على إنجاز معدّل النموّ هذا مع أنها تنهب ثروات العالم؟ السبب هو أن إدارتها الكليّة غير صحيحة وهي ضعيفة بالنسبة إلى الإدارة الكلّية في الجمهورية الإسلامية. فلو كان قد فرض عشر هذا الحصار الذي فرض علينا طوال خمسة وثلاثين سنة على أمريكا، لانهارت أمريكا إلى حدّ الآن. هذا يعني أن الإدارة الكلية في الجمهورية الإسلامية أقوى من أمريكا.


لماذا يسمّي الله الحاكم الذي حصّل على السلطة بغير أمره، طاغوتا؟

كلّ من لم ينصب للحكم ولم يحصل على السلطة على أساس البرنامج الإلهي، يعني كلّ من حصل على السلطة بغير أمره، فيسميه الله طاغوتا أي طاغيا. ولكن السؤال هو أن لماذا يسمي الله الحكّام الذين لم ينصبوا من قبله طواغيتا في القرآن الكريم؟

الجواب هو أن ساحة السلطة والسياسة من الحساسية والأهميّة بمكان بحيث لا يقوى على العمل الصحيح فيها إلا المنصوبين لها من قبل الله، وسوف يطغى غيرهم في هذا المنصب قطعا. إن أدركنا هذا المعنى بتفقّه وعلم فبها ونعمت، وإلا فطواغيت العالم سوف يظلمون الناس حتى يتعطّش الناس على أعتاب الظهور إلى ظهور الإمام وسوف يقولون: «إظهر يا سيدنا ومولانا إذ لا يقدر على هذا الحكم غيرك». فإما نصل إلى هذه المعرفة بالتعقّل وإما بالتجربة. لا يمكن أن يحكم حاكم غير منصوب من قبل الله ثم لا يطغى.

يتبع إن شاء الله...


من مواضيع أحلى من العسل » مقطع فلم لسماحة الشيخ بناهيان باسم"التديّن السارّ"
» مقطع فلم لسماحة الشيخ بناهيان باسم"شهر رمضان المهدوي"
» مقطع فلم لسماحة الشيخ بناهيان باسم"أزيلوا سوء الفهم هذا"
» مقطع فلم لسماحة الشيخ بناهيان باسم" كيف ننتفع من هذا الشهر الفضيل؟"
» مقطع فلم لسماحة الشيخ بناهيان باسم" لماذا يبلغ الصالحون مبلغاً في الفساد إذا فسدوا؟!"
رد مع اقتباس