عرض مشاركة واحدة
قديم 11-10-2015, 08:01 PM   رقم المشاركة : 9
الكاتب

أحلى من العسل


الملف الشخصي









أحلى من العسل غير متواجد حالياً


افتراضي ضرورة الوعي السياسي 2.3


أليست أحكام صلاة الجماعة تمرين للحضور في مجتمع بقيادة مركزية واحدة؟

الساحة السياسيّة هي الحاسمة في أمر أمّهات احتياجاتنا الحياتيّة. ولذلك فقد أعار ديننا اهتماما بالغا بالساحة السياسية. حتى أن عباداتنا قد طعّمت بطعم السياسة. فعلى سبيل المثال يؤكّد الإسلام علينا أن نصلّي صلواتنا اليومية جماعة. بحيث إن كان بيتنا في جوار المسجد ولم نذهب إلى المسجد فتوشك أن لا تقبل الصلاة.
فلماذا ليس لنا أي انطباع سياسي عن صلاة الجماعة؟ فيا ترى لماذا قد حفّ حكم اتباع الإمام في الصلاة الجماعة بمجموعة من الأحكام التفصيلية الدقيقة؟ مثلا لا يجوز التقدم على الإمام ولكن التأخر عنه بمقدار ركنين لا يضرّ بصحّة الصلاة. (أي قد سمح لنا بالتأخر قليلا أما التقدّم العمدي فلا يجوز مطلقا) أليست هذه الأحكام تمرين للحضور في مجتمع بقيادة مركزية واحدة؟!

كيف يمكن أن يكون الدين غير مبالٍ بنفوذ الشيطان وفساده في المجتمع الإسلامي؟

من شأن تعاليم الإسلام أن تجعل الإنسان نبها تجاه الشيطان. فقد قال الله تعالى في القرآن الكريم: (إِنَّ الشَّيطانَ لَکُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا) [فاطر/6] وإن موقع العدوّ من الأهمية بمكان بحيث قد خلق عدوّ الإنسان قبل بدء خلق الإنسان. من معارفنا الإسلامية المهمّة هي أن الشيطان يريد أن يتغلغل فينا ويفسدنا كما قد حذرنا الدين منه. فيا ترى كيف يمكن أن يكون الدين غير مبالٍ بنفوذ الشيطان في المجتمع وإفساده؟!
إذا كان الشيطان يهتمّ بالنفوذ والتأثير في قلب الفرد الواحد، فبطبيعة الحال يفترض أن تكون الساحة السياسيّة أهمّ له بكثير من حياة الإنسان الفردية. لذلك لابدّ أن نرصد تحركات الشيطان لكي لا ينفذ في مجتمعنا، وهذا يعني يجب أن نكون سياسيّين. فكما أن للشيطان حيل ومكائد لخداعنا فردا فردا، كذلك له حيل ومكائد لإفساد المجتمع برمّته. فهو يعرف ماذا يجب أن يفعل. إنه يعرف جيّدا أن أفضل طريق هو أن يستهدف السياسيّين فيخدعهم ليؤثر عن طريقهم على كلّ المجتمع.

الخدمة أو الخيانة السياسيّة، أعظم ثوابا أو عقابا من العبادة أو المعصية الفردية

الناشط السياسي الذي يخدم مجتمعا بكامله، سيحلّق في المقامات المعنوية أعلى وأسرع من كونه إذا خدم إنسانا واحدا في قضية شخصية. وكذا العكس؛ فمن قام بخيانة سياسيّة، فذنبه أعظم ودركته في نار جهنم أسفل ممّن كان يمارس معاصي فردية كشرب الخمر. الجريمة السياسية والخيانة في الساحة السياسية لجريمة عظمى لا تطهر بالتوبة العادية، ومن ارتكب مثل هذه الجريمة فقد عرّض عاقبته إلى خطر كبير.
كتب الإمام الخميني في رسالته إلى الشيخ منتظري بعد ما قرّر على عزله: «في سبيل أن لا تحترق في قعر جهنم اعترف بخطأك وذنبك، لعلّ الله يعينك». [صحيفة الإمام (الفارسية)/21/331] من المؤكد أن السيد الإمام كان يعرف الفرق بين قعر جهنّم ورأسها ووسطها، ولم يكن يتكلم بكلام باطل عن غضب وهذا يعني أن تعبير الإمام هذا كان مصحوبا بالدقة والإمعان.
الإسلام الذي يعتبر حق الناس أعظم من حقّ الله دين سياسي لأن حقوق الناس الكلية والواسعة النطاق مرهونة بمعادلات الساحة السياسية. أحد نماذجها هو ما أشار إليه قائد الثورة الإسلامية سماحة الإمام الخامنئي في كلمته الأخيرة في خصوص مراعاة حق الناس في الانتخابات.

لقد استشهد شهداء فتنة 2009 في سبيل الدفاع عن حق الناس/ لو كنا قد قمنا بتكريم شهداء الفتنة كما ينبغي لما بدأ يردد البعض فكرة إثارة فتنة جديدة

الشهداء الذين بذلوا أنفسهم في فتنة 2009، إنما استشهدوا في الدفاع عن أصوات الناخبين والتي هي من حقّ الناس. فقد دافعوا عن أصوات الناس ووقفوا أمام المطالبات بإبطال أصوات الناس في الانتخابات. فقد استشهدوا في سبيل الدفاع عن حق الشعب وعليه فلابد من تعظيمهم. فعلى سبيل المثال لنقم مراسيم تأبين هؤلاء الشهداء في تاريخ معين في مساجد أحيائنا.
عندما نقوم بتأبين شهداء الدفاع المقدّس فإن هذا العمل يضمن أمان البلد ويصيب أعداءنا اليأس من أن يهاجموا هذا الشعب. فلو كنّا قد قمنا بتكريم شهداء الفتنة في هذه السنين لما بدأ يردّد البعض فكرة إثارة فتنة جديدة.

تنجز مقدّمات ظهور الفرج في الساحة السياسية/ ليس إصلاح حجاب النساء من أهم التمهيدات لظهور الفرج، بل إصلاح السياسيّين هو الأهمّ

قدرتنا على إغزار معنويتنا عبر السياسة، بحاجة إلى رشد خاص. وكذلك مكنتنا من البكاء وصبّ الدموع في مناجاة الأسحار والتوسل إلى الله ودعائه لمطالب سياسية فهذا أيضا بحاجة إلى رشد خاص. ولا يخفى أن على رأس أدعيتنا السياسيّة هو الدعاء لظهور الإمام صاحب الزمان(عج). ومن مستلزمات الدعاء للفرج هو الدعاء لتحقّق مقدّمات الفرج، ليكون الدعاء عن معرفة ويقترن بالإجابة. لا ينبغي أن يكون دعاؤنا كحال الإنسان الذي يخاطب ربه ويقول: «الهي! أنا لا أعرف كيف يتحقق الفرج وما هي مقدّماته، ولكن عجل فيه بأي شكل من الأشكال!» إذا أردنا أن ندعو للفرج، لابدّ أن ندعو لتحقّق مقدّمات الفرج أيضا ومن المؤكد أن معظم هذه المقدّمات مرتبطة بالساحة السياسيّة.

يتبع إن شاء الله...


من مواضيع أحلى من العسل » مقطع فلم لسماحة الشيخ بناهيان باسم"التديّن السارّ"
» مقطع فلم لسماحة الشيخ بناهيان باسم"شهر رمضان المهدوي"
» مقطع فلم لسماحة الشيخ بناهيان باسم"أزيلوا سوء الفهم هذا"
» مقطع فلم لسماحة الشيخ بناهيان باسم" كيف ننتفع من هذا الشهر الفضيل؟"
» مقطع فلم لسماحة الشيخ بناهيان باسم" لماذا يبلغ الصالحون مبلغاً في الفساد إذا فسدوا؟!"
رد مع اقتباس