عرض مشاركة واحدة
قديم 19-10-2015, 08:04 AM   المشاركة رقم: 10
معلومات العضو
أحلى من العسل

إحصائية العضو







 
 


التوقيت

التواجد والإتصالات
أحلى من العسل غير متواجد حالياً

كاتب الموضوع : أحلى من العسل المنتدى : المنتدى الاسلامي العام
افتراضي ضرورة الوعي السياسي 3.3


يريد الدين أن يوصلنا إلى أوج الكياسة والفطنة/ أوج الكياسة، هي الكياسية السياسية/ لقد شوّه طلاب السلطة صورة الأجواء السياسية بحيث أصبحت الساحة السياسية لا تعتبر ساحة معنوية


يريد الدين أن يرشّدنا ويوصلنا إلى أوج الكياسة، ولكن أوج الكياسة تجاه ماذا؟ الرشد وأوج الكياسة، هي الكياسة السياسية. فإلى هنا يريد إيصالنا. أمّا الإنسان الأناني فسوف يكون غير مكترث بهذا الشأن. من خصائص الإنسان الأناني جدّا هي أنه إذا مات بجانبه إنسان أو أوشك بالموت، تراه لا يبالي ولا يحرّك ساكنا. والأكثر لؤما وأنانيّة هو ذاك الإنسان الذي يرى جراح مجتمع كامل ولا يهتمّ.

المشكلة هي أن طلّاب السطلة قد شوّهوا الأجواء السياسية من الأول وأبعدوها عن الطهارة والمعنوية والنور، بحيث لم يعد يعتبر البحث السياسي بحثا نورانيّا لطيفا معنويّا. ولذلك عندما يذهب الناس إلى جلسة محاضرة أو تعزية وقد طرح فيها بحث سياسي، يقولون بکل صراحة: «لم يكن البحث معنويّا في هذه الليلة بل كان سياسيّا»!

لقد تعمّد البعض في شقّ الصفوف وتحزيب الساحة السياسية بتيارات وأحزاب موهومة وتمزيقها بمنازعات لا أساس لها لكي يتقزّز الناس من الساحة السياسيّة ويعرضوا عنها. فكانت هذه الظاهرة من زمن أولياء الله ولحدّ الآن. في زمن أهل البيت(ع) وبعد ما اعترت اجهزة الخلافة شتى أنواع الفساد، عزم المأمون على إدخال الإمام الرضا(ع) في الساحة السياسية تشويها لسمعته. ولكن لم تشوّه سمعة الإمام الرضا(ع) فقط بل انقلب الأمر على المأمون بحيث صمّم على قلته.

يجب أن تكون الساحة السياسية من المعنوية والقداسة بمكان بحيث يدخلونها السياسيون بطهارة ووضوء


لا تسمحوا بأن تصبح الساحة السياسية في رؤيتكم مشوّهة وقبيحة الوجه. يجب أن نعرف أن كلّ من قبّح الساحة السياسية ولوّثها، فإنه هو السيّئ لا السياسة. يجب أن تكون الساحة السياسية من المعنوية والقداسة بمكان بحيث يدخلونها السياسيون بطهارة ووضوء. إذ قد تعلّق مصير شعب كامل بهذه الساحة وما يجري فيها.

لماذا أراد الإسلام أن يربّينا على دفع الصدقة في كلّ يوم، وقد قسّم الصدقات اليومية إلى صدقة النهار وصدقة الليل؟ لأن هذا العمل يربّينا ويترك فينا أثره الوضعي. فمن شأن هذا العمل أن يجعلنا نشفق بالآخرين ونبتعد عن الأنانية، فهو يسوقنا إلى هذا الاتجاه. فليت شعري ألم يرد مثل هذا الدين أن نكون سياسيّين؟!

أرجوكم أن تركّزوا على عنصر السياسية خلال ما تطالعون تاريخ الإسلام، وانظروا كم قد ضحّى المعصومون الأربعة عشر بأنفسهم في سبيل القضايا السياسيّة. وكيف لا يكونون سياسيّين والحال أن كل ما كانت روح الإنسان ألطف وأصفى يزداد شفقة ورأفة بجميع المسلمين بل بجميع أهل العالم ولذلك لم يجد بدّا سوى أن يكون سياسيّا.

إن قام رجالنا السياسيون بفسح المجال لصولة المستكبرين، يتفاقم الفقر/ اجتناب الطاغوت يعني أن نقف أمام نفوذ الطاغوت ولا نسمح له بالهيمنة علينا


إن تحسّن الوضع المعيشى لدى الشعب، مرتبط إلى حدّ كبير بعمل السياسيّين. فعلى سبيل المثال إن قام رجالنا السياسيّون بفسح المجال لصولة المستكبرين، يتفاقم الفقر. الآن في موضوع الاتفاق النووي قد أتى دور مجلس الشورى الإسلامي. فنسأل الله أن يتوخوا الحذر ولا يوقعوا بتوقيع يضرّ بمصير الشعب ويورّطهم في المستقبل.

كان لأنبياء الله رسالتان؛ إحداهما عبادة الله وعدم الشرك، والأخرى اجتناب الطاغوت؛ (وَ لَقَدْ بَعَثْنا ف***1740;‏ کُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَ اجْتَنِبُوا الطَّاغُوت) [نحل/36] و اجتناب الطاغوت يعني أن نقف أمام نفوذ الطاغوت ولا نسمح له بالهيمنة علينا. لابدّ أن نرى كيف يهيمن علينا الطاغوت؟ وكيف يتغلغل بين صفوفنا فيتسلط علينا؟ فلابدّ أن ندرس هذه الثغرات والمنافذ.

أرجوا أن تقيموا في مقرّات التعبئة وفي الهيئات الحسينية ندوات سياسية جيّدة وبناءة، لكي تترقّوا


إن الساحة السياسيّة، هي ساحة النور والمعنوية. إنها ساحة البصيرة والتفكير السليم ورؤية المستقبل والنظرة الشاملة الواسعة النطاق. إنها لساحة جميلة جدّا. فأحبّوها وطوّروا بها مستواكم الفكري. لابأس أن تشاركوا في نقاشات سياسية سليمة. أنا أرجوا مقرّات التعبئة والهيئات الحسينية أن يقيموا في مجالسهم الليلية ندوات سياسية جيدة وبناءة. لا أن يخوضوا في جدالات حول النزاع الموهوم بين ما يسمى باليمين واليسار، بل يناقشوا المعادلات والقواعد السياسية. فليتنبأوا الأحداث وفقا لقواعد الدومينو ويحلّلوا الأخبار السياسية وسلوك قادة المجتمع السياسيّين.

إن الساحة السياسية بحاجة إلى مراقبة النفس وتقوى عالية جدّا


نحن نريد أن نؤمن احتياجاتنا الحياتية، ونزداد قوّة لكي نحتمي بها عن الهجمات وإنها لرؤية واقعيّة جدّا. فغيّروا رؤيتكم تجاه الساحة السياسيّة ولا ترضخوا لهذه الأوضاع السائدة حاليّا واسعوا لتغييرها. فلو كان الإمام المنتظر(عج) راضيا عن هذه الأوضاع الموجودة لظهر. إذن فلابدّ أن نصعّد توقعاتنا لكي لا يدخل الساحة السياسيّة من لا صلاحية له. السياسة يعني أن يغرق الإنسان في خدمة الناس. إنها لساحة صافية وطاهرة جدّا. إنها مركز نشاط الأنبياء والأئمة الطاهرين(ع).

إن الساحة السياسيّة بحاجة إلى مراقبة شديدة للنفس وكذلك بحاجة إلى المعنوية والتقوى واللطافة والعرفان العالي فليس كلّ أحد أهلا لها. إن قادة جيش الإمام الحجة(ع) من القداسة والمعنوية بمكان، بحيث إذا مرّوا من مكان يتبرّك الناس بتراب أقدامهم.












عرض البوم صور أحلى من العسل   رد مع اقتباس