عرض مشاركة واحدة
قديم 10-09-2017, 05:21 PM   رقم المشاركة : 2
الكاتب

الشيخ عباس محمد


الملف الشخصي









الشيخ عباس محمد غير متواجد حالياً


افتراضي

سؤال: أدلّة جواز التباكي على الإمام الحسين(عليه السلام)
هل توجد عندنا روايات في جواز أو استحباب التباكي حزناً على الإمام الحسين(عليه السلام)؟
الجواب:

توجد روايات كثيرة في الجواز والاستحباب, منها: ما ورد في خبر أبي عمارة المنشد عن أبي عبد الله(عليه السلام) في حديث: (ومن أنشد في الحسين(عليه السلام) شعراً فبكى فله الجنّة، ومن أنشد في الحسين شعراً فتباكى فله الجنّة)(1).
ومنها خبر صالح بن عقبة، عن أبي عبد الله(عليه السلام)، قال: (من أنشد في الحسين(عليه السلام) بيتاً من شعرٍ فبكى وأبكى عشرة فله ولهم الجنّة، فلم يزل حتى قال: ومن أنشد في الحسين بيتاً فبكى, وأظنّه قال: أو تباكى، فله الجنّة)(2).
وقال ابن طاووس في (اللهوف): ((ورُوي أيضاً عن آل الرسول عليهم السلام, أنهم قالوا: من بكى أو أبكى فينا مائة ضمنّا له على الله الجنّة، ومن بكى أو أبكى خمسين فله الجنّة، ومن بكى أو أبكى ثلاثين فله الجنّة، ومن بكى أو أبكى عشرة فله الجنّة، ومن بكى أو أبكى واحداً فله الجنّة، ومن تباكى فله الجنّة))(3).
والمراد من التباكي: إظهار البكاء باستشعار الحزن في القلب وحثّ النفس على البكاء، أو فعل: تكلّف البكاء، وليكن ذلك بدافع التقرّب إلى الله جلّ وعلا ليكون عبادة.
والتباكي هنا كالتباكي من خشية الله, على ما في وصية النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) لأبي ذرّ: (يا أبا ذرّ! ومن أُوتي من العلم ما لا يعمل به لحقيقٌ أن يكون أُوتي علماً لا ينفعه الله عزّ وجلّ به - إلى أن قال: - يا أبا ذرّ! من استطاع أن يبكي قلبه فليبكِ، ومن لم يستطع فليُشعر قلبه الحزن وليتباك. يا أبا ذرّ, إنّ القلب القاسي بعيدٌ من الله, ولكن لا تشعرون)(4).

(1) كامل الزيارات: 209 الباب (33) حديث (298)، أمالي الصدوق: 205 المجلس(29) حديث (222) في ذكر الحسين(عليه السلام).
(2) ثواب الأعمال: 85 ثواب من أنشد في الحسين شعراً، أو بكى، أو تباكى.
(3) اللهوف في قتلى الطفوف: 10 (المقدّمة).
(4) أمالي الطوسي: 529ـ 530 المجلس(19) حديث (1162)، مكارم الاخلاق للطبرسي: 462 الباب (12).

السؤال: جواز الندب والنوح على الإمام الحسين(عليه السلام)
يا حبّذا لو تذكروا لي بعض أدلّة جواز الندب والنوح على الإمام الحسين(عليه السلام)؟
الجواب:

توجد روايات كثيرة تشير إلى جواز ندب سيّد الشهداء(عليه السلام) والنوح عليه، حزناً على ما جرى عليه وعلى أهل بيته وأصحابه في واقعة الطف الدامية، منها:
ما ورد في خبر صالح بن عقبة، عن أبيه، عن أبي جعفر الباقر(عليه السلام)، في حديث: (ثمّ ليندب الحسين(عليه السلام) ويبكيه، ويأمر مَن في داره ممّن لا يتّقيه بالبكاء عليه، ويقيم في داره المصيبة بإظهار الجَزَع عليه)(1).
وفي مقتل الحسين للخوارزمي، قصيدة دعبل التي قالها بين يدي الإمام الرضا(عليه السلام), ومنها:
أفاطم لو خلت الحسين مجدلاً ***** وقد مات عطشاناً بشطّ فراتِ
إذاً للطمت الخد فاطم عنده ***** وأجريت دمعَ العين في الوجناتِ
أفاطم قومي يا ابنة الخير واندبي ***** نجوم سماوات بأرض فلاةِ(2)
وأقرّه المعصوم(عليه السلام) على ندب سيّدة النساء(عليها السلام) لو كانت حاضرة، والندب هو: البكاء على الميّت مع تعداد محاسنه، كما في لسان اللسان(3)، والصحاح للجوهري(4)، والنصّ للأوّل: (ونَدَبَ الميّت، أي: بكى عليه، وعدّد محاسنه).
ولكن باعتبار مصاحبته لرفع الصوت بالبكاء - الذي هو النوح - سُمي الندب: نوحاً، وصاحبته: نائحة.
والندب جائز عند مشهور فقهاء الشيعة أعزّهم الله، للأخبار؛ منها: ندب سيّدة النساء(عليها السلام) على أبيها(صلّى الله عليه وآله وسلّم)، على ما في العقد الفريد: وقفت فاطمة(عليها السلام) على قبر أبيها(صلّى الله عليه وآله وسلّم)، فقالت:
إنّا فقدناك فقدَ الأرض وابلها ***** وغابَ مُذ غِبتَ عنّا الوحي والكُتبُ
فليت قبلك كان الموت صَادَفَنا ***** لمّا نُعيت وحالت دونك الكُثُبُ
عن حمّاد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس، قال:
((لمّا فرغنا من دفن رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) أقبلت علَيَّ فاطمة، فقالت: يا أنس! كيف طابت أنفسكم أن تحثوا على وجه رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) التراب؟ ثمّ بكت ونادت: (يا أبتاه! أجاب ربّاً دعاه، يا أبتاه! من ربّه ما أدناه، يا أبتاه! مَن ربُّه ناداه، يا ابتاه! إلى جبريل ننعاه، يا أبتاه! جَنّةُ الفردوس مأواه)، قال: ثمّ سكتت، فما زادت شيئاً))(5).
وفي (إعلام الورى) للطبرسي:
وروى ثابت، عن أنس، قال: قالت فاطمة(عليها السلام) - لمّا ثقل النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم)، وجعل يتغشّاه الكرب ــ: (يا أبتاه! إلى جبرئيل ننعاه، يا أبتاه! من ربّه ما أدناه، يا أبتاه! جنان الفردوس مأواه، يا أبتاه أجاب ربّاً دعاه) ))(6).
وفي السيرة النبويّة، لدحلان:
لمّا دُفن(صلى الله عليه وآله وسلّم)، قالت فاطمة رضي الله عنها: أطابت نفوسكم أن تحثوا على رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) التراب؟ وأخذت من تراب القبر الشريف، ووضعته على عينيها، وأنشأت تقول:
ماذا على من شمّ تربة أحمدٍ ***** أن لا يشمّ مدى الزمان غواليا
صُبّت عليّ مصائب لو أنّها ***** صُبّت على الأيام عدن لياليا(7)
وفي (عيون الأثر) لابن سيّد الناس: ولمّا دفن(عليه السلام) قالت فاطمة ابنته(عليها السلام):
أغبر آفاق السّماء وكُوّرت ***** شمس النهار وأظلم العصرانِ
فالأرض من بعد النبيّ كئيبةٌ ***** أسفاً عليه كثيرة الرجفانِ
فليبكه شرق البلاد وغربها ***** وليبكه مُضر وكلُّ يمانِ
وليبكه الطود المعظم جوه***** والبيت ذو الأستار والأركانِ
يا خاتم المبارك ضوءه***** صلّى عليك منزل الفرقانِ(8)
ومنها: ما رواه الكليني بإسناده عن يونس بن يعقوب، عن أبي عبد الله(عليه السلام) قال: (قال لي أبي: يا جعفر، أوقف لي من مالي كذا وكذا النوادب، تندبني عشر سنين بمنى أيام منى)(9).
والأخبار التي يشير ظاهرها إلى حرمة الندب والنوح، محمولة على ما لو كان النوح مشتملاً على الكذب، أو على ذكر تعداد أفعال الميّت القبيحة وصفاته المذمومة شرعاً، بذكر تهتّكه في المحرّمات من الزنا واللواط وقتل النفوس والسرقة والنهب ونحو ذلك، كما كان ذلك في الجاهلية؛ على ما في الجواهر(10).
ودليل الحمل: ما ورد من الأخبار المُجوّزة، منها: ما رواه الصدوق، قال: ((سُئل الصادق(عليه السلام) عن أجر النائحة، فقال: (لا بأس به؛ قد نيح على رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) ))(11).
ومنها خبر خديجة بنت عمر بن زين العابدين(عليه السلام) أنّها قالت: ((سمعت عمّي محمّد بن عليّ صلوات الله عليه وهو يقول: إنّما تحتاج المرأة في المأتم إلى النوح لتسيل دمعتها، ولا ينبغي لها أن تقول هَجراً، فإذا جاء الليل فلا تؤذي الملائكة بالنوح))(12).
ومنها خبر أبي حمزة، عن أبي جعفر(عليه السلام)، قال: (مات الوليد بن المغيرة، فقالت أُمّ سلمة للنبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم): إنّ آل المغيرة قد أقاموا مناحة، فأذهب إليهم؟
فأذن لها، فلبست ثيابها وتهيّأت، وكانت من حسنها كأنها جانّ، وكانت إذا قامت فأرخت شعرها جلّل جسدها، وعقدت بطرفيه خلخالها، فندبت ابن عمها بين يدي رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم)، فقالت:
أنعى الوليد بن الوليد ***** أبا الوليد فتى العشيرة
حامي الحقيقة ماجد ***** يسمو إلى طلب الوتيرة
قد كان غيثاً في السنين ***** وجعفراً غدقاً وميرة
قال: فما عاب ذلك عليها النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) ذلك، ولا قال شيئاً)(13).
ومنها خبر أبي بصير، قال: ((قال أبو عبد الله(عليه السلام): (لا بأس بأجر النائحة التي تنوح على الميّت) ))(14).
ومنها خبر الصدوق، قال: ((قال(عليه السلام): (لا بأس بكسب النائحة إذا قالت صدقاً) ))(15).
ومنها خبر حنان بن سدير، قال: ((كانت امرأة معنا في الحيّ ولها جارية نائحة، فجاءت إلى أبي، فقالت: يا عم، أنت تعلم أنّ معيشتي من الله عزّ وجلّ، ثمّ من هذه الجارية النائحة، وقد أحببت أن تسأل أبا عبد الله(عليه السلام) عن ذلك،؟فإن كان حلالاً، وإلاّ بعتُها وأكلتُ من ثمنها، حتـّى يأتي الله بالفرج.
فقال لها أبي: واللهِ إنّي لأعظَم أبا عبد الله(عليه السلام) أن أسأله عن هذه المسألة.
قال: فلمّا قدمنا عليه أخبرته أنا بذلك، فقال أبو عبد الله(عليه السلام): أتشارط؟
قلت: والله ما أدري تشارط أم لا؟
فقال: قل لها: لا تشارط وتقبل ما أُعطيت))(16).
ومنها ما رواه الشهيد الثاني في (مُسكّن الفؤاد) من أنّ فاطمة(عليها السلام) ناحت على أبيها، وأنّه(صلّى الله عليه وآله وسلّم) أمر بالنوح على حمزة(17).
ومنها خبر الحسن بن زيد، قال: ((ماتت ابنةٌ لأبي عبد الله(عليه السلام) فناح عليها سنة، ثمّ مات له ولد آخر فناح عليه سنة، ثمّ مات إسماعيل فجزع عليه جزعاً شديداً، فقطع النوح، قال: فقيل لأبي عبد الله(عليه السلام): أصلحك الله، أيُناح في دارك؟
فقال: إنّ رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال لمّا مات حمزة: (ليبكين حمزة لا بواكي له) ))(18).
ومنها خبر محمّد بن مسلم عن أبي عبد الله(عليه السلام) قال: (قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: مروا أهاليكم بالقول الحسن عند موتاكم؛ فإنّ فاطمة(سلام الله عليها) لمّا قُبض أبوها(صلّى الله عليه وآله وسلّم) أسعدتها بناتُ هاشم، فقالت: اتركن التعداد، وعليكنّ بالدعاء)(19).
ومنها خبر الفقيه: ((لمّا انصرف رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) من وقعة أُحد إلى المدينة سمع من كلّ دار قُتل من أهلها قتيلٌ نوحاً وبكاءً، ولم يسمع من دار حمزة عمّه، فقال(صلى الله عليه وآله وسلّم): (لكن حمزة لا بواكي له)، فآلى أهل المدينة أن لا ينوحوا على ميّت ولا يبكوه، حتـّى يبدؤوا بحمزة فينوحوا عليه ويبكوه، فهم إلى اليوم على ذلك))(20).
هذا بالإضافة إلى الروايات الواردة في الندب على سيّد الشهداء(عليه السلام)، وقد نُدب ونيح على سيّد الشهداء على ما في (دعائم الإسلام): عن جعفر بن محمّد(عليه السلام) أنّه قال: (نيح على الحسين بن عليّ سنة كاملة كلّ يوم وليلة، وثلاث سنين من اليوم الذي أصيب فيه)(21).
ومن الندب على سيّد الشهداء(عليه السلام): ما في (مقتل الحسين) للخوارزمي: ((وأقبل فرس الحسين وقد عدا من بين أيديهم أن لا يؤخذ، فوضع ناصيته في دم الحسين، وذهب يركض إلى خيمة النساء، وهو يصهل ويضرب برأسه الأرض عند الخيمة، فلمّا نظرت أخوات الحسين وبناته وأهلُه إلى الفرس ليس عليه أحدٌ، رفعن أصواتهنّ بالصراخ والعويل، ووضعت أُمّ كلثوم يدها على أُمّ رأسها، ونادت: وا محمّداه! وا جداه! وا نبيّاه! وا أبا القاسماه! وا عليّاه! وا جعفراه! وا حمزتاه! وا حسناه! هذا حسين بالعراء، صريعٌ بكربلاء، محزوز الرأس من القفا، مسلوب العمامة والرداء، ثمّ غُشي عليها))(22).
وفيه أيضاً:
((ثمّ أذن عمر بن سعد بالناس في الرحيل إلى الكوفة, وحمل بنات الحسين وأخواته، وعلي بن الحسين، وذراريهم، فلمّا مرّوا بجثّة الحسين وجثث أصحابه، صاحت النساء، ولطمن وجوههنّ، وصاحت زينب: يا محمّداه! صلّى عليك مليك السماء، هذا حسين بالعراء، مُزمّلٌ بالدماء، مُعفّرٌ بالتراب، مُقطّع الأعضاء، يا محمّداه! بناتك في العسكر سبايا، وذرّيّتك قتلى، تُسفى عليهم الصبا، هذا ابنك محزوز الرأس من القفا، لا هو غائبٌ فيُرجى، ولا جريحٌ فيداوى.
وما زالت تقول هذا القول حتـّى أبكت والله كلَّ صديق وعدو، حتّى رأينا دموع الخيل تنحدر على حوافرها))(23).

(1) مصباح المتهجّد: 772 شرح زيارة أبي عبد الله(عليه السلام) يوم عاشوراء.
(2) مقتل الحسين 2: 148 الفصل (13).
(3) لسان اللسان 1: 754 مادة (ندب).
(4) صحاح الجوهري 1: 224 مادة (ندب).
(5) العقد الفريد 3: 194 - 195 كتاب الدرّة في النوادي والتعازي والمراثي.
(6) أعلام الورى 1: 268 وفاة رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) ودفنه.
(7) السيرة النبويّة 3: 364 - 365، بهامش السيرة الحلبية طبعة مصر.
(8) عيون الأثر 2: 423 ذكر مصيبة الأوّلين والآخرين من المسلمين بوفاة رسول الله(صلّي الله عليه وآله وسلّم).
(9) الكافي 5: 117 كتاب المعيشة، باب كسب النائحة حديث (1).
(10) انظر: جواهر الكلام 22: 55 حرمة نوح النائحة بالباطل.
(11) من لا يحضره الفقيه 1: 183 حديث (551).
(12) الكافي 1: 358 باب ما يفصل به بين دعوى المحق والمبطل حديث (17).
(13) الكافي 1: 117 كتاب المعيشة، باب كسب النائحة حديث (2).
(14) من لا يحضره الفقيه 3: 161 حديث (3589)، الاستبصار 3: 60 حديث (199) باب أجر النائحة.
(15) من لا يحضره الفقيه 1: 183 حديث (552)، 3: 161 حديث (3591).
(16) الكافي 5: 117 باب كسب النائحة حديث (3).
(17) مسكّن الفؤاد: 103 فصل (النواح جائز).
(18) كمال الدين: 73 اعتراضات الزيدية.
(19) الكافي 3: 218 باب (ما يجب على الجيران لأهل المصيبة حديث (6)، الخصال للصدوق: 618 حديث أربعمائة.
(20) من لا يحضره الفقيه 1: 183 حديث (553).
(21) دعائم الإسلام 1: 227 ذكر التعازي والصبر.
(22) مقتل الحسين 2: 42 - 43.
(23) مقتل الحسين 2: 44 - 45
.
السؤال: بكاؤنا على الإمام الحسين(عليه السلام) من مصاديق المودّة
قد يتساءل الفرد: ما دام الإمام الحسين(عليه السلام) الآن في نعيم الله وجنانه، فكيف نبكي على مصابه؟
أو بعبارة أُخرى: كيف يتوافق البكاء على مصابه(عليه السلام)، مع كونه في أعلى الدرجات من النعيم؟
ولكم منّي جزيل الشكر.
الجواب:

قد روى علماء المسلمين في كتبهم: أنّ النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: (لا يؤمن أحدكم حتّى يكون الله ورسوله أحبّ إليه ممّا سواهما)(1).
وكان رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) دائماً يوصي أُمّته بمودّة ذوي القربى؛ قال تعالى: (( قُل لاَّ أَسأَلُكُم عَلَيهِ أَجراً إِلاَّ المَوَدَّةَ فِي القُربَى )) (الشورى:23)، والإمام الحسين(عليه السلام) من القربى بإجماع المسلمين، ومن مودّته أن: نحبّه، ونقتدي به، ونفرح لفرحه، ونحزن لحزنه وما يصيبه..
فبكاؤنا على الحسين(عليه السلام) من مصاديق المودّة في القربى، أضف إلى ذلك، الروايات الكثيرة الواردة عن النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم)، وأهل البيت(عليهم السلام) في التأكيد على البكاء عليه، وما فيه من الثواب.
ونحن نبكي لِما أصابه من مصيبة في الدنيا، لا على ما يناله من جميل الثواب في الآخرة، وهكذا كلّ البشر يبكون على مفارقة الأحبّة بالموت؛ فقد بكى النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) على ابنه إبراهيم مع علمه أنّه سبقه إلى الجنّة، وكذلك بكت الزهراء(عليها السلام) على أبيها مع علمها بأنّ لأبيها مقاماً في الآخرة لا يناله أحد غيره.

(1) مسند أحمد بن حنبل 3: 207 و 278 مسند أنس بن مالك، مسكن الفؤاد: 27.


السؤال: لماذا البكاء على الحسين (عليه السلام) وهو في الجنّة؟

يسألني كثير من السُنّة وكذلك من الديانات الأُخرى، وخصوصاً أيّام محرّم، لماذا نبكي ونلطم على الإمام الحسين إذا هو في الجنّة، ونلعن يزيد إذا هو بالنار - الاثنين أمرهم بيد الرحمن - هو يعرف من هو الظالم؟
الجواب:

الحسين(عليه السلام) هو سيّد شباب أهل الجنّة بنصّ الحديث الشريف الصحيح، ويزيد أمر بقتله وقتل أهل بيته فهو في النار يقيناً، ولا مجال للمساومة في هذه الأُمور بعد وضوح الحقّ والباطل فيها.. والمكابر في ذلك منكر للواضحات وعليه أن يلغي عقله ويتصرّف في أُمور دنياه من دونه.
أمّا البكاء على الحسين(عليه السلام) واللطم وإقامة العزاء والشعائر، فهذا كلّه مستحبّ مندوب حثّت عليه الأحاديث الصحيحة المتضافرة المتواترة عموماً وخصوصاً.. فنحن نعلم أنّ الحسين(عليه السلام) في الجنّة، بل هو سيّد شبابها, وبكاؤنا عليه هو إحياء لثورته ونهضته وعهد المؤمنين بالسير على خطاه، فهذه المعاني وغيرها الكثير الكثير ممّا تتضمنها مسألة البكاء واللطم وإقامة الشعائر.

لسؤال: البكاء على الإمام الحسين(عليه السلام) لا يرتبط بالأزمنة
لماذا نبكي على أئمّة أهل البيت ونقوم بالتعزية عليهم مع العلم أنّ تلك الحادثة، مثل مصيبة الإمام الحسين(عليه السلام)، كانت في الماضي؟
ونسألكم الدعاء، والشكر الجزيل.
الجواب:

يمكن الإجابة على سؤالك من عدّة وجوه:
الوجه الأوّل: لقد بكى على الحسين(عليه السلام) الرسول الأكرم(صلّى الله عليه وآله وسلّم) قبل استشهاده، وقد ثبت ذلك من طرقنا(1)، ومن طرق العامّة(2)، ويمكننا تأسّياً بالرسول(صلّى الله عليه وآله وسلّم) أن نبكي على الحسين(عليه السلام)، ولا علاقة للزمان وبُعده عن واقعة استشهاده؛ لأنّه لو كان للزمان علاقة لكان الأولى بالرسول(صلّى الله عليه وآله وسلّم) أن لا يبكي على الحسين(عليه السلام) قبل حصول الواقعة، بل الذي يدعونا - كما دعا الرسول(صلّى الله عليه وآله وسلّم) - للبكاء هو: مظلومية الإمام الحسين(عليه السلام).
الوجه الثاني: قد ورد أيضاً أنّ بعض الأنبياء(عليهم السلام) قد بكوا على الإمام الحسين(عليه السلام)(3)، وبُعد الأنبياء عن واقعة استشهاد الإمام الحسين(عليه السلام) أكثر من بعدنا عن تلك الواقعة؛ مع الاختلاف في السبق واللحوق.
الوجه الثالث: قد ورد أيضاً أنّ النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) بكى على ابنه إبراهيم(4)، وعلى عثمان بن مظعون(5)، كما بكى على جعفر(6) وحمزة(7)، وأمر النساء بالبكاء عليهما حتّى صار البكاء على حمزة من عادة نساء أهل المدينة.
الوجه الرابع: بعد أن ثبت عندنا بالدليل القاطع عصمة أئمتنا(عليهم السلام) يمكننا الأخذ برواياتهم وسيرتهم، وقد كان دأب المعصومين(عليهم السلام) بعد واقعة الطف البكاء على الحسين(عليه السلام)(8)، وكان بعضهم يقيم مآتم العزاء(9)، وكانوا يأمرون شيعتهم بالبكاء وإقامة العزاء وحضور مجالس العزاء(10)، حتّى ورد عندنا فضل للتباكي على الحسين(عليه السلام)(11)، ونحن - تبعاً لهم(عليهم السلام) - نسير على خطاهم ونهتدي بهديهم ونأتمر بأوامرهم؛ فقضية البكاء على الحسين(عليه السلام) من القضايا الفرعية التي يمكن إثباتها بعد إثبات الأُصول التي تعتمد عليها، ولا تتوقّف تلك الأُصول على جواز أو عدم جواز البكاء حتّى يستلزم محذور الدور.

(1) انظر: أمالي الصدوق: 177 المجلس(24) حديث (178)، الفضائل لابن شاذان: 11، مثير الأحزان: 9 المقصد الأوّل، بحار الأنوار 44: 247.
(2) انظر: مسند أحمد بن حنبل 1: 85 مسند عليّ بن أبي طالب، مسند أبي يعلى 1: 298 حديث (363)، مجمع الزوائد 9: 187 - 188 باب مناقب الإمام الحسين(عليه السلام)، الآحاد والمثاني 1: 308 حديث (427)، كنز العمّال 12: 127 حديث (34321)، 731 حديث (42908)، المعجم الكبير 3: 107 ترجمة الإمام الحسين، تاريخ مدينة دمشق 14: 189 ترجمة الإمام الحسين.
(3) انظر: كمال الدين: 461 حديث (21) الباب (43) ذكر من شاهد القائم(عليه السلام)، الخصال: 58 حديث 79 باب الاثنين، عيون أخبار الرضا(عليه السلام) 1: 197 الباب (17).
(4) انظر: الكافي 3: 262 كتاب الجنائز باب النوادر، تحف العقول: 37، مسند أحمد 1: 194 مسند أنس بن مالك، صحيح البخاري 2: 84 باب الجنائز، صحيح مسلم 7: 76 كتاب الفضائل، سنن ابن ماجة 1: 506 حديث (1589)، سنن أبي داود 2: 64 حديث (3126) كتاب الجنائز، السنن الكبرى البيهقي 4: 69.
(5) انظر: مسند أحمد بن حنبل 6: 43 حديث عائشة، سنن ابن ماجة 1: 468 حديث (1456)، سنن أبي داود 2: 71 حديث (3163) كتاب الجنائز، سنن الترمذي 2: 229 أبواب الجنائز، المستدرك على الصحيحين 3: 407، مجمع الزوائد 3: 19، الاستذكار 3: 120 حديث (529)، المصنّف للصنعاني 3: 596.
(6) انظر: تاريخ اليعقوبي 2: 65 غزوة مؤتة، ذخائر العقبى: 218، الاستيعاب 1: 243، أُسد الغابة 1: 289، أنساب الأشراف: 43 ترجمة جعفر.
(7) انظر: شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 15: 17، تاريخ الطبري 2: 210 أحداث سنة (3) غزوة أُحد، الكامل في التاريخ 2: 163، السيرة النبوية لابن هشام 32: 613، كمال الدين: 73، مسند أحمد 2: 40 مسند عبد الله بن عمر، المستدرك على الصحيحين 3: 197، المصنّف للصنعاني 3: 561 حديث (6694)، مسند ابن راهويه 2: 599 حديث (631)، المعجم الكبير 11: 310، الطبقات الكبرى 2: 44.
(8) انظر: الخصال للصدوق: 518 الباب (23)، أمالي الصدوق: 191 المجلس(27) حديث (199)، كفاية الأثر: 249 ما جاء عن الباقر(عليه السلام)، المزار: 500 الباب (18).
(9) انظر: اللهوف: 99، 114، الكافي 1: 466 باب مولد الإمام الحسين(عليه السلام)، أمالي الصدوق: 220 المجلس(31)، تاريخ الطبري 4: 297 أحداث سنة (61).
(10) انظر: كامل الزيارات: 203 حديث (291) الباب (32)، كفاية الأثر: 248 ما جاء عن الباقر(عليه السلام).
(11) كامل الزيارات: 201 حديث (285 - 296) الباب (32).

لسؤال: بكاء الزهراء (عليها السلام)
يرد في بعض المجالس بأنّ: (الزهراء إن شاء الله تكون حاضرة معنا وتبكي ابنها ونحن نواسيها ببكائنا).
أنا أعلم بأنّنا نبكي الإمام الحسين لكي ترتقي روحنا وتلتحم قليلاً مع الروح الحسينية, فلماذا تبكيه الزهراء(عليها السلام)؟ ولماذا نواسيها ونعزّيها ونحن متأكّدين بأنّه الى جانبها اليوم في ديار الخلد؟
الجواب:

نحن نعلم أنّ الحسين(عليه السلام) اليوم في الجنّة ولكن مع ذلك نحن نبكيه، وكذلك الزهراء(سلام الله عليها)، فبكاؤها على الحسين(عليه السلام) ليس لأجل لوعة الفراق، بل إنّ المصيبة اليوم إذا عرضت على أيّ محبّ للحسين(عليه السلام) فسوف يبكي حتى مع علمه بأنّ مصيره انتهى إلى الجنّة. فالقلب يتألّم لتألّم الحسين(عليه السلام) وعياله في تلك الأيام، وإن كانوا الآن في نعيم.

السؤال: كيفية بكاء الأفلاك على الحسين(عليه السلام)
الرجاء التوضيح الشافي والوافي في ما ورد في مقتل الإمام الحسين(عليه السلام): (بكت لموته الأرض والسماوات، وأمطرت دماً، وأظلمت الأفلاك من الكسوف، واشتدّ سواد السماء ودام ذلك ثلاثة أيّام، والكواكب في أفلاكها تتهافت، وعظمت الأهوال حتّى ظنّ أنّ القيامة قد قامت).
مع توضيح كيفية بكاء السماء دماً..
الجواب:
سؤالك يتكوّن من سبت فقرات تريد إيضاحها:
أولاً: بكت لموته الأرض والسماء.
قد ورد عنهم(عليهم السلام): أنّ بكاء الأرض كان بتفجّرها دماً، وما رفع حجر عن الأرض إلاّ كان تحته دماً عبيطاً(1)، وقد فسّر في خبر آخر بالسواد.
أمّا بكاء السماء، فعن الإمام الصادق(عليه السلام) بعد أن سئل عن بكاء السماء؟ قال: (كانت الشمس تطلع حمراء وتغيب حمراء)(2)، وقد فسّر بكاء السماء في أخبار أُخر بوقوع الدم، فعن الإمام علي بن الحسين(عليه السلام) بعد سؤاله عن أيّ شيء بكاؤها؟ قال: (كانت إذا استقبلت بثوب وقع على الثوب شبه أثر البراغيث من الدم)(3).
وفي خبر آخر نسب البكاء بالحمرة إلى الشمس؛ فقال: (إنّ السماء بكت على الحسين أربعين صباحاً بالدم، إنّ الأرض بكت أربعين صباحاً بالسواد، إنّ الشمس بكت أربعين صباحاً بالكسوف والحمرة)(4)، والذي يجمع بين الأخبار أنّ كلا الأمرين قد حصل.
ثانياً: وأمطرت دماً.
قالت أُمّ سليم: ((مطرت السماء مطراً كالدم احمرّت منه البيوت والحيطان))(5).
وقال قرضة بن عبيد الله: ((ذهبت الإبل إلى الوادي لتشرب فإذا هو دم))(6).
وقال آخر: ((وحبابنا وجرارنا صارت مملوءة دماً))(7).
ثالثاً: أظلمت الأفلاك من الكسوف.
روى البيهقي عن أبي قبيل: أنّه لمّا قُتل الحسين بن عليّ(رضي الله عنهما) كسفت السماء كسفة بدت الكواكب نصف النهار، حتى ظننّا أنها هي))(8).
رابعاً: اشتدّ سواد السماء ودام ذلك ثلاثة أيّام(9).
ولعلّ العبارتين بمعنى واحد وهو: ذهاب نور الشمس وانكسافه، وصيرورة النهار ليلاً، كما في بعض الأخبار.
خامساً: والكواكب في أفلاكها تتهافت.
لم نعثر على مكان وجود هذه العبارة في المقتل، ومع وجودها فيمكن أن يفهم منها: ظهور الشهب بكثرة في السماء، الذي كان يفهم منه في ذلك الزمان: سقوط الكواكب.
سادساً: عظمت الأهوال حتّى ظُنّ أنّ القيامة قد قامت.
بعد كلّ هذه الحوادث الغريبة عليهم والمروّعة، علموا بفداحة الأمر الذي حصل، وتوقّعوا الهلاك العاجل، حتّى جاء عن بعضهم قوله: حتّى ظنّنا أنّها هي، يعني القيامة(10).

(1) انظر: مجمع الزوائد 9: 196، المعجم الكبير 3: 113 حديث (2834)، نظم درر السمطين: 320، تاريخ مدينة دمشق 14: 230، تاريخ الإسلام 5: 16، ينابيع المودّة 3: 20، أمالي الصدوق: 231 المجلس(31).
(2) مناقب آل أبي طالب 3: 212، مدينة المعاجز 3: 445 الباب (3).
(3) كامل الزيارات: 184 الباب (28) حديث (254).
(4) كامل الزيارات: 167 الباب (26) حديث (219)، بحار الأنوار 14: 183.
(5) مناقب آل أبي طالب 3: 212.
(6) بحار الأنوار 45: 215 الباب (40).
(7) مناقب آل أبي طالب 3: 212.
(8) السنن الكبرى البيهقي 3: 337 كتاب صلاة الكسوف.
(9) ينابيع الموّدة 3: 20 الباب (60)، الصواعق المحرقة 2: 568 الباب (11).
(10) مناقب آل أبي طالب 3: 212، السنن الكبرى 3: 337.

السؤال: تعريف الجزع واستحبابه على الإمام الحسين(عليه السلام)
ما هو المراد من الجزع على الإمام الحسين(عليه السلام)؟ وهل توجد عندنا روايات في جوازه أو رجحانه؟
الجواب:

الجَزَعُ: نقيض الصبر، فهو إظهار الحزن، وألم المصيبة.
ففي كتاب العين، ولسان العرب: ((والجَزَعُ: نقيض الصبر))(1).
وفي أقرب الموارد: ((لم يصبر فأظهر الحزن))(2).
وفي منجد اللغة: ((لم يصبر عليه، فاظهر الحزن أو الكدر))(3).
وإظهار الحزن قد يكون برفع الصوت بالبكاء، المسمّى بـ(النوح)، وقد يكون بالبكاء مع الصراخ، المسمّى بـ(العويل)، وقد يكون بالبكاء مع تعداد محاسن الميّت، المسمّى بـ(الندب)، وقد يكون بالقول، كمن يدعو بالويل والثبور، فيقول: يا ويلاه، واثبوراه، والويل: الهلاك، وكذا الثبور، وقد يكون بالعمل، بأن يضرب يده على جبينه، أو خدّه، أو فخذه، أو يُمزقَ قميصه أو ثوبه، أو ينتف شعره، أو يجزّه، أو يمتنع عن الطعام، أو غيره.
وتوجد روايات متعدّدة في استحباب الجزع على الإمام الحسين(عليه السلام)، منها: ما ورد في خبر معاوية بن وهب، عن أبي عبد الله(عليه السلام): (كلّ الجزع والبكاء مكروه، سوى الجزع والبكاء على الحسين(عليه السلام))(4).
وقد نقله الحرّ العاملي في وسائله، تارة في أبواب الدفن بعبارة: ((سوى الجزع والبكاء على الحسين(عليه السلام) ))(5)، وأُخرى في أبواب المزار بعبارة: ((ما خلا الجزع والبكاء لقتل الحسين(عليه السلام) ))(6).
ومنها خبر علي بن أبي حمزة، عن أبي عبد الله(عليه السلام)، سمعته يقول: (إنّ البكاء والجزع مكروه للعبد في كلّ ما جزع، ما خلا البكاء والجزع على الحسين بن عليّ(عليهما السلام)؛ فإنّه فيه مأجور)(7).
ومنها خبر صالح بن عقبة: (ويُقيم في داره المصيبة بإظهار الجزع عليه)(8).
ومنها خبر خالد بن سدير، عن أبي عبد الله(عليه السلام) في حديث: (وقد شققن الجيوبَ، ولطمن الخدودَ - الفاطمياتُ - على الحسين بن عليّ(عليهما السلام)، وعلى مثله تُلطم الخدود، وتُشقّ الجيوب)(9).
ومنها خبر مسمع بن عبد الملك كردين البصري: ((قال لي أبو عبد الله(عليه السلام): أما تذكر ما صُنع به - الحسين -؟ قلت: نعم.
قال: فتجزع؟
قلت: إي واللهِ، واستعبر لذلك، حتّى يرى أهلي أثر ذلك عليّ، فامتنع عن الطعام، حتـّى يستبينَ ذلك في وجهي.
قال(عليه السلام): رحم الله دمعتك، أما إنك من الذين يُعدّون من أهل الجزع لنا، والذين يفرحون لفرحنا، ويحزنون لحزننا، ويخافون لخوفنا، ويأمنون إذا أمنّا))(10).
ومنها خبر معاوية بن وهب: ((استأذنت على أبي عبد الله(عليه السلام)، فقيل لي: ادخل. فدخلت، فوجدته في مصلاه في بيته، فجلست حتـّى قضى صلاته، فسمعته وهو يناجي ربّه، وهو يقول: (يا من خصّنا بالكرامة - إلى أن قال: - اغفر لي ولإخواني ولزوّار قبر أبي (عبد الله) الحسين(عليه السلام) - إلى أن قال: - وارحم تلك الأعين التي جرت دموعها رحمةً لنا، وارحم تلك القلوب التي جَزَعت واحترقت لنا، وارحم الصرخة التي كانت لنا)...)) الخبر(11).
وما قاله دعبل في محضر الإمام الرضا(عليه السلام)، مع سكوت المعصوم وإقراره:
أفاطم لو خلت الحسين مُجدّلاً ***** وقد مات عطشاناً بشطّ فراتِ
اذاً للطمتِ الخَدّ فاطمُ عنده ***** وأجريت دمع العين في الوجناتِ(12)
(1) كتاب العين 1: 217 مادة (جزع)، لسان العرب 8: 47 مادة (جزع).
(2) أقرب الموارد 1: 120.
(3) منجد اللغة: 89 مادة (جزع).
(4) أمالي الطوسي: 162 حديث (20) المجلس السادس.
(5) وسائل الشيعة 2: 282 حديث (9) الباب (87) من أبواب الدفن.
(6) وسائل الشيعة 14: 505 حديث (10) الباب (66) من أبواب المزار.
(7) كامل الزيارات: 201 حديث (2) الباب (32).
(8) مصباح المتهجّد: 772 شرح زيارة أبي عبد الله(عليه السلام) يوم عاشوراء.
(9) تهذيب الأحكام 8: 325 حديث (1207) كتاب الأيمان والنذور والكفّارات.
(10) كامل الزيارات: 203 - 206 حديث (7) الباب (32).
(11) الكافي 4: 582 باب فضل زيارة أبي عبد الله الحسين(عليه السلام).
(12) مقتل الخوارزمي 2: 148، كشف الغمّة 3: 112 ذكر الإمام الثامن أبي الحسن(عليه السلام).

يتبع


من مواضيع الشيخ عباس محمد » الشخصية الاستفزازية واسبابها
» الشخصية الطيبة
» الشّخصيّة في علم النّفس
» الإرشاد النفسي
» مفاهيم خاطئة عن الطب النفسي
رد مع اقتباس