عرض مشاركة واحدة
قديم 09-09-2019, 02:34 PM   رقم المشاركة : 1
الكاتب

عاشقة ام الحسنين

مراقـــبة عـــــامة

الصورة الرمزية عاشقة ام الحسنين


الملف الشخصي









عاشقة ام الحسنين غير متواجد حالياً


افتراضي 🍃🌹🍃 السيدة زينب عليها السلام نهضة وأخلاق 🍃🌹🍃



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعجل فرجهم ياكريم

وهي المرأة وسمو الأخلاق *.. ‬السيدة زينب نموذجاً
🍃🌹🍃🌹🍃🌹🍃🌹🍃


عبادة الخالق والقرب منه،* ‬هي* ‬المرتكز والمحور في* ‬الشخصية الإيمانية،* ‬بل هي* ‬مقياس الإنسانية والتحرّر في* ‬شخصية الإنسان،* ‬فالبديل عن التعبد لله،* ‬والخضوع له،* ‬هو العبودية للشهوات،* ‬وللمصالح المادية الزائلة. إنّ* ‬التعبّد لله* ‬يعني* ‬انسجام الإنسان مع فطرته النّقيّة،* ‬واستجابته لنداء عقله الصادق،* ‬بأنّ* ‬للحياة خالقاً* ‬يمسك بأزمتها،* ‬وإليه مصيرها*.‬

والتعبّد لله،* ‬هو النبع الذي* ‬يروي* ‬منه الإنسان ظمأه الروحي،* ‬ويتزوّد من دفقاته بدوافع الخير ونوازع الصلاح*. ‬فكلّما أقبل الإنسان على ربّه،* ‬وأخلص في* ‬عبادته،* ‬تجلّت إنسانيته أكثر،* ‬وتجسّدت القيم الخيّرة في* ‬شخصيته*.

ففي* ‬الحديث القدسي* ‬الذي* ‬ينقله الرسول الأعظم ‬عن الله* (‬سبحانه*) ‬أنّه قال*: *«لا* ‬يزال عبدي* ‬يتقرّب إلى بالنوافل،* ‬حتى أحبّه،* ‬فأكون أنا سمعه الذي* ‬يسمع به،* ‬وبصره الذي* ‬يبصر به،* ‬ولسانه الذي* ‬ينطق به،* ‬وقلبه الذي* ‬يعقل به،* ‬فإذا دعاني* ‬أجبته،* ‬وإذا سألني* ‬أعطيته»*.‬

والسيدة زينب وهي* ‬العالمة بالله و ﴿إنما* ‬يَخْشَى الله من عِبَادهِ* ‬العُلَمَاءُ*﴾ ‬وهي* ‬الناشئة في* ‬أجواء الإيمان والعبادة والتقوى،* ‬كانت قمة سامقة في* ‬عبادتها وخضوعها للخالق -‬عزّوجلّ-..‬كانت ثانية أمها الزهراء (عليها السلام) في* ‬العبادة*. ‬وكانت تؤدي* ‬نوافل الليل كاملة في* ‬كل أوقاتها حتى أنّ* ‬الحسين* (‬عليه السلام*) ‬عندما ودّع عياله الوداع الأخير* ‬يوم عاشوراء،* ‬قال لها*: ‬يا أختاه لا تنسيني* ‬في* ‬نافلة الليل*. ‬كما ذكر ذلك البيرجندي،* ‬وهو مدوّن في* ‬كتب السّير*..‬وعن عبادة السيدة زينب،* ‬ليلة الحادي* ‬عشر من المحرم،* ‬يقول الشيخ محمد جواد مغنية*: ‬وأيّ* ‬شيء أدلّ* ‬على هذه الحقيقة،* ‬من قيامها بين* ‬يدي* ‬الله للصلاة،* ‬ليلة الحادي* ‬عشر من المحرم،* ‬ورجالها بلا رؤوس على وجه الأرض،* ‬تسفي* ‬عليهم الرياح،* ‬ومن حولها النساء والأطفال،* ‬في* ‬صياح وبكاء ودهشة وذهول،* ‬وجيش العدو* ‬يحيط بها من كل جانب*.. ‬إنّ* ‬صلاتها في* ‬مثل هذه الساعة،* ‬تماماً* ‬كصلاة جدّها رسول الله في* ‬المسجد الحرام،* ‬والمشركون من حوله* ‬يرشقونه بالحجارة،* ‬ويطرحون عليه رحم شاة،* ‬وهو ساجد لله* (‬عزّ وعلا*)‬،* ‬وكصلاة أبيها أمير المؤمنين،* ‬في* ‬قلب المعركة بصفين،* ‬وصلاة أخيها سيد الشهداء* ‬يوم العاشر،* ‬والسهام تنهال عليه كالسيل*..‬

ولا تأخذك الدهشة إذا قلت*: ‬إنّ* ‬صلاة السيدة زينب،* ‬ليلة الحادي* ‬عشر من المحرم،* ‬كانت شكراً* ‬لله على ما أنعم،* ‬وأنّها كانت تنظر إلى تلك الأحداث على أنّها نعمة خصّ* ‬الله بها أهل بيت النبوة،* ‬من دون الناس أجمعين،* ‬وأنّه لولاها لما كانت لهم هذه المنازل والمراتب عند الله والناس*.. ‬وروي* ‬عن ابنة أخيها فاطمة بنت الحسين قولها*: ‬«وأمّا عمّتي* ‬زينب،* ‬فإنّها لم تزل قائمة في* ‬تلك الليلة في* ‬محرابها،* ‬تستغيث إلى ربّها فما هدأت لنا عين ولا سكنت لنا رنّة»*.. ‬


صبر وشجاعة


معروف أنّ* ‬المرأة تمتاز برقّة المشاعر،* ‬وشفّافية العواطف،* ‬ممّا* ‬يساعدها على القيام بدور الأمومة الحانية،* ‬لذلك* ‬يكون تأثيرها العاطفي* ‬أسرع وأعمق من الرجل* ‬غالباً*.. ‬وإذا كانت تلك الحالة تمثّل الاستعداد الأوّلي* ‬في* ‬نفس المرأة،* ‬فلا* ‬يعني* ‬ذلك أنّها تأسر المرأة،* ‬وتقعد بها عن درجات الصمود والصبر العالية*.. ‬فبإمكان المرأة حينما تمتلك قوة الإرادة،* ‬ونفاذ الوعي،* ‬وسموّ* ‬الهدف،* ‬أن تضرب أروع الأمثلة في* ‬الصبر والشجاعة،* ‬أمام المواقف الصعبة القاسية*.. ‬وهذا ما أثبتته السيدة زينب،* ‬في* ‬مواجهتها للآلام والأحداث العنيفة،* ‬التي* ‬صدمتها في* ‬باكر حياتها،* ‬وكانت هي* ‬الختام لسنوات عمرها*..‬لقد أبدت السيدة زينب تجلداً* ‬وصبراً* ‬قياسياً،* ‬في* ‬واقعة كربلاء،* ‬وما أعقبها من مصائب*..‬ وإلاّ* ‬فكيف استطاعت أن تنظر إلى أخيها الحسين،* ‬ممزّق الأشلاء،* ‬يسبح في* ‬بركة من الدماء،* ‬وحوله بقيّة رجالات وشباب أسرتها،* ‬من أخوتها وأبناء أخوتها،* ‬وأبناء عمومتها وأبنائها،* ‬ثم تحتفظ بكامل السيطرة على أعصابها وعواطفها،* ‬لتقول كلمة لا* ‬يقولها الإنسان إلاّ* ‬في* ‬حالة التّأنّي* ‬والثّبات والاطمئنان،* ‬وهي* ‬قولها*: اللهمّ* ‬تقبّل منا هذا القليل من القربان*.. ‬

وأكثر من ذلك فهي* ‬تصبّر ابن أخيها الإمام زين العابدين،* ‬حينما رأته مضطرباً،* ‬بالغ* ‬التأثّر،* ‬عند مروره على جثث القتلى*.. ‬ويُعبّر الشيخ النقدي* ‬عن فظيع مصائب السيدة زينب،* ‬وعظيم تحمّلها لها،* ‬بقوله*: ‬وبالجملة فإنّ* ‬مصائب هذه الحرّة الطاهرة زادت على مصائب أخيها الحسين الشهيد،* ‬أضعافاً* ‬مضاعفة،* ‬فإنّها شاركته في* ‬جميع مصائبه،* ‬وانفردت عنه* (‬عليها السلام*) ‬بالمصائب التي* ‬رأتها بعد قتله،* ‬من النّهب والسلب والضرب وحرق الخيام،* ‬والأسر،* ‬وشماتة الأعداء*..‬أمّا القتل فإنّ* ‬الحسين قتل ومضى شهيداً* ‬إلى روح وريحان،* ‬وجنّة ورضوان،* ‬وكانت زينب في* ‬كل لحظة من لحظاتها تقتل قتلاً* ‬معنوياً،* ‬بين أولئك الظالمين،* ‬وتذري* ‬دماء القلب من جفونها القريحة*..‬وأيّ* ‬مستوى من الصبر عند السيدة زينب،* ‬حينما تصف ما رأته من مصائب،* ‬بأنّه شيء جميل*: ‬والله ما رأيت إلاّ* ‬جميلاً*. ‬رداً* ‬على سؤال ابن زياد لها*: ‬كيف رأيت صنع الله بأخيك؟*!..‬


عفّة ومهابة


عفّة المرأة لا تعني* ‬الانكفاء والانطواء،* ‬ولا تعني* ‬الجمود والإحجام عن تحمّل المسؤولية،* ‬وممارسة الدور الاجتماعي،* ‬وقد رأينا السيدة زينب وهي* ‬تمارس دورها الاجتماعي* ‬في* ‬أعلى المستويات*..‬ لكن العفّة تعني* ‬عدم الابتذال،* ‬وتعني* ‬حفاظ المرأة على رزانتها وجدّية شخصيتها أمام الآخرين*.. ‬فإذا استلزم الأمر أن تخرج المرأة إلى ساحة المعركة،* ‬فلا تتردّد في* ‬ذلك،* ‬وإذا كانت هناك مصلحة في* ‬التخاطب مع الرجال،* ‬فلا مانع،* ‬وهكذا في* ‬سائر المجالات النافعة والمفيدة*.. ‬أما الابتذال،* ‬واستعراض القوام والمفاتن أمام الرجال،* ‬فهو مناف للعفّة والحشمة*..

‬وبعد أن استقرأنا دور السيدة زينب،* ‬ومواقفها العلمية والسياسية والاجتماعية،* ‬فلنتأمل الآن ما* ‬يقوله أحد المعاصرين لها،* ‬والمجاورين لمنزلها برهة من الزمن،* ‬ليتّضح لنا معنى العفّة والاحتشام عند السيدة زينب*..‬ حدّث* ‬يحيى المازني* ‬قال*: ‬كنت في* ‬جوار أمير المؤمنين في* ‬المدينة،* ‬مدة مديدة،* ‬وبالقرب من البيت الذي* ‬تسكنه زينب ابنته،* ‬فلا والله ما رأيت* ‬لها شخصاً،* ‬ولا سمعت لها صوتاً*..‬


زهد وعطاء


كانت زينب تعيش في* ‬كنف زوجها عبد الله بن جعفر في* ‬المدينة،* ‬وهو رجل موسر* ‬غني،* ‬وباذل كريم* ‬لكن حياة الراحة والرفاه،* ‬حيث البيت الواسع،* ‬والخدم والحشم،* ‬والمال والثروة،* ‬لم تتمكّن من قلب السيدة زينب،* ‬فتخلّت عن كلّ* ‬تلك الأجواء المريحة،* ‬واختارت السفر مع أخيها الحسين،* ‬حيث المصاعب والمشاق،* ‬والآلام المتوقعة،* ‬لم* ‬يكن قلب زينب متعلقاً* ‬بشيء من متاع الدنيا،* ‬بل كانت نفسها منشدّة إلى آفاق السّموّ* ‬والرفعة*..‬ورُوي* ‬عن الإمام زين العابدين أنّه قال عنها*: ‬«أنّها ما ادّخرت شيئاً* ‬من* ‬يومها لغدها أبداً*.. »‬ ونُقل عنها*: ‬أنّها كانت أثناء سفر الأسر إلى الشام،* ‬تتنازل في* ‬غالب الأيّام عن حصّتها من الطعام،* ‬لصالح الأطفال الجائعين،* ‬والجائعات من الأسارى،* ‬وتطوي* ‬يومها جائعة،* ‬حتى أنّ* ‬الجوع كان* ‬يقعد بها عن التمكّن من أداء صلاة الليل قياماً،* ‬فتؤدّيها وهي* ‬جالسة*..‬ وحينما رجعت إلى المدينة،* ‬مع قافلة السبايا،* ‬نزعت حليّها،* ‬وحليّ* ‬أختها،* ‬لتقدمه هدية للنعمان بن بشير،* ‬مكافأة له على حسن صحبته ورفقته*..‬


من مواضيع عاشقة ام الحسنين » أم البنين نجمة في سماء التضحية ‎‎
» الراهبة الحسينية.. أم البنين (ع)
» روحانيات
» اعراض المس في اليقظة و المنام
» الاعراض التي تصيب المسحور في اليقظة و المنام
رد مع اقتباس