عرض مشاركة واحدة
قديم 01-10-2019, 06:34 AM   رقم المشاركة : 1
الكاتب

سيد فاضل

الصورة الرمزية سيد فاضل


الملف الشخصي









سيد فاضل غير متواجد حالياً


افتراضي معنى قوله (ع): (لا يعلم بمكانه إلا خاصّة مواليه)

معنى قوله (ع): (لا يعلم بمكانه إلا خاصّة مواليه)
سماحة الشيخ محمّد صنقور

معنى قوله (ع): "لا يعلم بمكانه إلا خاصّة مواليه"



المسألة:

مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (ع): "لِلْقَائِمِ غَيْبَتَانِ: إِحْدَاهُمَا قَصِيرَةٌ وَالأُخْرَى طَوِيلَةٌ، الْغَيْبَةُ الأُولَى لا يَعْلَمُ بِمَكَانِهِ فِيهَا إِلا خَاصَّةُ شِيعَتِهِ، وَالأُخْرَى لا يَعْلَمُ بِمَكَانِهِ فِيهَا إِلا خَاصَّةُ مَوَالِيهِ"(1).



1- مَن المقصودون بشيعته في الغيبة الأولى؟ ومن المقصودون بمواليه في الغيبة الأخرى؟

2- ألا تتعارض معرفة خاصّة مواليه بموضعه مع حديث: "فمن ادّعى الرؤية فكذبوه"؟



الجواب:

1- المقصود من شيعته في الرّواية هم الشّيعة بالمعنى الاصطلاحي أي الذين يؤمنون بإمامته وعِصمته ويؤمنون بالأئمَّة الإثني عشر وبِعِصْمَتِهِم، وهم مِن حيث الوَرَعِ والتَّقوى على درجة عالية، فخواصُّهُ هم مَن كانوا في أعلى مراتِبِ التَّقوى والوَرَعِ والأمانة والحِرص على عدم إِفْشَاءِ سرِّه عليه السَّلام.



وأمَّا المُراد مِن خاصَّة مَواليه فهم حواريُّوه المُختصُّون بِهِ كما أفاد ذلك المَولى المازندراني في شرحه على أصول الكافي، وأفاد أنَّ لكُلَّ واحدٍ مِن الأئمة (ع) حواريّين كما كان لعيسى (ع).



ويُحتمل أنَّ المُراد مِن خاصَّة مَواليه هم خاصَّة خَدَمِهِ الذين يتولَّون تدبير شئونه الشَّخصية، إذْ أنَّ أحد المعاني التي يُستعمل فيها لفظ المَولى هو الخادم.



وهؤلاء أيضًا لا بُدَّ وأن يكونوا على مرتبةٍ عاليةٍ من الأمانة والحِرص على كِتمان السِّرِّ، ولذلك عبَّر عنهم الإمام بخاصَّة مَواليه للاحتراز عمَّن قَد يقوم بخدمتِه مِمَّن لا يتوفَّر على هذه المَلَكَة، لذلك فهو لا يعرف هويَّته أو محل إقامته واستقراره.



وهذا الاحتمال يؤيّده ما ورد في كتاب الغيبة للنّعماني بسنده إلى المفضل بن عمر، عن أبي عبد الله (ع) قال: "إنَّ لصاحب هذا الأمر غَيبَتَين: إحداهمَا تَطول.. لا يطَّلع على موضعه أحدٌ مِن وليٍّ ولا غيرهِ، إلا المَولى الذي يلي أمرِه"(2).



2- وأمَّا أنَّ هذه الرّواية هل تتعارض مع ما ورد في التَّوقيع الشَّريف أنَّ من ادَّعى الرّؤية قبل الصَّيحة وخروج السّفياني فهو كذَّاب مُفْتَرٍ، فالصَّحيح أنَّه لا تنافِيَ بين مفاد الرّوايتين، فإنَّ التَّوقيع الشَّريف كان بصدد نفي النّيابة الخاصَّة بعد انتهاء أمد الغيبة الصَّغرى وموت السَّفير الرَّابع، وهذا ما يُوجب استظْهار أنَّ مَن وصفَهُ الإمام (ع) بالكذب والافتراء هو مُدَّعِي النّيابة الخاصَّة لا المُدَّعي للرّؤية المُجرَّدة مِن دعوى النّيابة أو الوكالة أو نحوهما.



ولو كان المَوصوف بالكذب والافتراء في التَّوقيع الشَّريف هو مُطلق المُدَّعي للرّؤية فإنَّهُ ورغم ذلك لا تكون الرّواية المَذكورة مُنافيةً له وذلك لأنَّ الرّواية أفادت معرفة خاصّة مَواليه بمكانه ورؤيتهم له ولم تفترض أنَّهم ادَّعوا الرّؤية عند أحد، فالموصوف بالكذب هو مَن يدَّعي الرّؤية لا من يَرى الإمام ويعرفُهُ ثُمَّ يَكتُمُ ذلك.



والحمد لله رب العالمين



الشيخ محمد صنقور



1- الكافي -الشيخ الكليني- ج1 ص340.

2- كتاب الغيبة -محمد بن إبراهيم النعماني- ص176.


التوقيع :
من مواضيع سيد فاضل » ان الميت ليفرح
» المرتد سلمان رشدي يتعرض للطعن في نيويورك
» عزاء ركضة طويريج.. كيف نشأ ولماذا منع؟!
» مسجد الحنانة.. موضع رأس الإمام الحسين عليه السلام
» مختارات من رثاء لقتيل كربلاء الامام الحسين (عليه السلام) 2
رد مع اقتباس