عرض مشاركة واحدة
قديم 21-10-2012, 10:48 PM   رقم المشاركة : 1
الكاتب

أبو مرتضى عليّ


الملف الشخصي









أبو مرتضى عليّ غير متواجد حالياً


شمـوع من على درب النّجاة .. في أجزاء .

هذه قصتي مع التشيّع .. يمكن التثبيت حتّى نهايتها .. ولكم الشكر .


بسم الله الرحمـن الرّحيم والصلاة والسّلام على سيّد الخلق أبا القاسم محمّد وعلى أهل بيته الطيّبيـن الطّاهريـن واللّعن الدّائم على أعدائهم من الأوّلين و الآخرين

يقول مولى الموحّدين وقائد الغرّ المحجّلين ـ سلام الله عليه ـ
(( وأعلموا أنّكم لن تعرفوا الرُشدَ حتّى تعرفوا الذي تركهُ . ولن تأخذُ بميثاق الكتاب حتّى تعرف الذي نقضهُ . ولن تُمسكوا به حتّى تعرفوا الذي نبذهُ . وألزموا ذلك من عند أهله ))

إخوتي الأفاضل :
سلام من الله عليكم رحمته تعالى وبركاته

فإنّ من أعظم ما أنعم به المولى سبحانه وتعالى على هذه الفرقة النّاجيّة ـ إن شاء الله ـ والطائفة المُحقّة . أن سخّر لها في كلّ عصر منها رجال أفنوا أعمارهم في سبيلها . والعمل على إعلاء كلمتها ورفع مقامها . وإقامة الحجّة لها على غيرها .. كلّ هذا بالرغم من الابتلاءات التّي مُنيت بها من مكائد وافتراءات وحروب ومؤامرات
ممن ناصبها العداء .. و كثير ممن يدّعون الإنتماء لها .

شمـوع من على درب النّجاة

1- بحث في الذّات والمعشوق : منذ الطفولة وحتّى الصبى كان لدي ّ معشوق ، وكنت ألتقيه في كلّ سنة شهرا . حيث يحلّ طيفهُ مع حلول شهر رمضان المبارك ، وذلك عبر صفحات كتاب كان والدي ـ رحمه الله ـ يعتبره من المقدّسات لديه ، فكان يلفّه في قُماشة خضراء ولن يدعه يبصر النّور إلاّ في الشهر المبارك .. فكان وسيلة السّمر الوحيدة في غياب التلفاز والراديو وحتّى الكهرباء .. وبين صفحات ذلك الكتاب كانت صولات وجولات لبطل لا يهزم إسمهُ ((عليّ .. أسدُ الله الغالب)) . وفي كلّ ليلة كنت أنتظر الإنتهاء من الإفطار والصلوات حتّى يجمعني به اللقاء .. وبقدر ما أكون سعيدا بحلول ليلة العيد أكون حزينا للفراق .. وهكذا كان اللقاء يتجدد عبر السنين ، ومعها بدأ السؤال عن حقيقة مثل هذه القصص ، وهذه الشخصيّة الفذّة التي أذعنت لها الأعناق والعقول بأسا وعلما .. وهل يمكن أن تحتوي حقيقته سلفيّة مُتعفّة ، ومالكية مُتحجّرة وحقيقة ضائعة بين التحريفات والخرافات .. عندها إزداد حرصي على أن يأخذ اليقينُ منّي موضع الشكّ ..
وبين غادة كربلاء ـ لزيدان ـ و فتنة ـ طه حسين ـ وعشرات الكتب والقصص ، لم أبلغ مُنيتي في معرفة الحقيقة .
ولكن :
(( لا يعدم الصبور الظفر ، وإن طال به الزّمان ))

2 - وقل جاء الحقّ : أقبل الشتاء بطقسه المعتاد ، ولكن في الشرق كان له إستثناء ، حيث بلغت حرارته درجة الغليان ، و جعل أحفاد سلمان المحمديّ من شتائهم بركانا يلتهم بشراره أزلام الطواغيت و أشياعهم ، والإستثناء الآخر بأنّ قادة هذه الثورة المباركة لا يرتـدون لباسا عسكريّا ، ولا رابطة النّفاق السياسي .. بل عمائم تحتها جلابيب التّقوى .وشاء الله أن تسيل الدماء الزكيّة على الثّرى تحت رايات وشعارات لم نعهدها ، بل لم نسمع بها .. هل من المعقول أن يكون معشوق الصبى حقيقة تجسّمه صورة يحملها الشباب الثائر .؟ .. أم يكون رمزا للثائرين حتّى يهتفوا بإسمه ..وتيمّنا به يطلبون المدد من الله سبحانه وتعالى ..؟
حقّا بقيت مشدودا لمثل هذه المشاهد التي لم نعهدها ولا في الأفلام الخياليـة .. ومع الإعجاب والدهشة ينتابني الخوف من عدم إستمرار أو إنقطاع هذا الحلم الجميل حتّى يُصبـح حقيقة ..

وبين الخوف والرّجاء ، يُطلُّ علينا ومن على سلّم الطائرة صاحب العمامة السوداء.. فمـاذا عسانا نُسمّيه ..؟ قائدٌ ..إمامٌ .. فقيه ٌٌٌٌ .. وليّ ... بل كلّهم إجتمعن فيه . وأصدقها عندي \" الممهّد \" [ لدولة صاحب العصر والزمان ـ روحي له الفداء ـ بعد أن أقام له قاعدة ] وأنت تنظر في خطواته ونظراته وحركة يُمناه تعي بأنّ له حبل وصلٍ بالمعشوق. وأعلن الإعلام العالمي التّعبئة ..وبين موال ومناوئ جاءت أبجديّة لم تكن مألوفة من قبل ، وبدأـ الألفاظ والمصطلحات تأخذ صيّغا غير معروفة لدينا ..الإمامية الإثنى عشرية ..؟ الجمهورية الإسلامية ..؟ ولاية الفقيه .؟ الجعفريّة ..؟ شيعة عليّ وبنيه ..؟ . بحرٌ متلاطم من العبارات تلوكها وسائل الشرق والغرب .. وبين هذا وذاك يتردد إسم المعشوق .. وأدركت حينها بأنّ له عُشّاقٍ كُثُر وأنّه من أعظم ما أنجبت الإنسانيّة ..لكن ما السبيل لمعرفة اليقين في هذا كلّه ..؟
(( إن كان رأس الدين معرفةُ اليقين ))

3 - رُبّ يسيـر أنمى من كثير : وأخذ صدى المشرق يُحدثُ إنعكاسات على الساحة الإسلامية في منطقة المغرب العربي . وخاصة بعض الفشل الذي شهدته عدّة تحرّكات وانتفاضات ذات صبغة إسلاميـة في الوطن العربي من قبل .. وبدأ السؤال الملحّ في سرّ وماهيّة النجاح الذي أنعم به الله سبحانه وتعالى على هذه الفئة المؤمنة ، وليس لها من السلاح إلاّ شعارات يستلهمون منها القوة والعزّة (( الله أكبر )) , (( لبيك يا حسين )) , (( يا عليّ مدد )) , (( كلّ يوم عاشوراء وكلّ أرض كربلاء )). بنداء الطاعة أمام العليٍّ القدير أعلن الشعب بأكمله أمام العالم أجمع إصراره على قلب أكثر نظم الحكم تعسّفا وإرهاقا للدماء عرفه التاريخ ..
(( الله )) معنى كلمة لا يمكن تمثيلها تحت أي صيغة (( الله )) هو العلم ، الحقيقة ، العدالة (( أكبر )) انه اللفظ النهائي ،الجامع لكلّ مميزاته . (( الحسين )) هو رمز الإيثار والعطاء ، فهو الجود بمعناه الشمولي . (( عليّ )) إسم يسمُو بك عند سماعه إلى منتهى الكمال البشري .. وحين تُذكر كربلاء .. يُستمدُّ من إسمها معنى الشهادة في أسمى مدلولاتها بهذا يكون النصر ، وبهذه المبادئ تذلُّ الصعاب ، وبمثل هذه الولاية يكون الفتح .. وليبقى أصحاب الفكر المادي يتخبّطون في ماديتهم .. ولن يجدوا لسؤالهم جوابا إلاّ بالعودة إلى النّهج القويم . ولكن الباحثين على درب النّجاة من هذه الأمّة فالسبيل معروفة ، والمسالك واضحة لمن إبتغاها ...

4 - من وثق بماء ، لن يظمأ : وتشهد الساحة الإسلاميّة عناوين جديدة ، وأخذ الفكر الشيعي في طرح البديل على الأمّة ومَدّها بسبل الخلاص . وانطلقت العقول النيّرة والنّفوس الطاهرة ، تتبـع موارد الماء الزلال ، وسرتُ في ركب الباحثين ، وتلقّفت ما وسعت كفّاي ، وشربت بملء فمي حتّى ارتويت ، بما أنغمت به علينا أيادي الخيّرين من أهل المراكز والجمعيات والمعارض.. وكان السعي من مدريد بإسبانيا حتّى مشهد المقدّسة وما بينهما .. واعتمد بحثي في ذلك على كتب الفريقين .. حتّى أيقنت بأنّ الإسلام قد رُزي برزيّة في أهله وابتلي ببليّة من قومه وأصيب بمصائب من أبنائه.. بعد أن تركوه ونبذوه وراء ظهورهم بعدم تعبُّدهم بالنّصوص الجليّـة التي جاء بها الكتاب المقدّس ، والسنن النبويّة الشريفة .. فليس بغريب بعد ذلك كلّه أن تقع سفينة النّجاة [1]، بما لها من حرمة وقدسيّة ، هدفا لسهام الزور ، وغرضا لنبال البهتان والإفتراء .. سعيا لإغراقها ، ولكن أنّ لهم ذلك والله مُتمّ نوره ومصدّق وعده ..ومن هنا عَقدتُ العزم على أن أكون جنديا مدافعا على ثغور الولاية ، ولسانا ذابا على حرمات أئمة الهداية ، وعينا ساهرة في إنتظار حامل الأمانة والوصايا .. ـ روحي لمقدمه الفداء ـ

5 - جاهدوا أهواءكم كما تُجاهدون أعداءكم :إلى ما التعنّتُ والصدود ، وحتّى متى النّكوص والجحود بل أيّن يُتاهُ بكم ، أبَيْنَ ضلالة وجهالة لسلفٍ غابر، أم تعنّت وافتراءٍ لحاضر خاسرٍ .. أَمَا آن لكم أن تنتبهوا وتستيقظوا من غفلتكم ونومتكم .؟ وحتّى متى الأحقاد الموروثة ، والإقتداء بأئمّةِ السوء كابن تيميّة وابن حزم وابن كثير.. ومن هم على شاكلتهم في العصر الحاضر منَ المُتزلّفين لسُلطان الجبت والطاغوت طمعا في دنيا خلاّبة ، باعوا بها دينهم [ كما كانت سجيّةُ سلفهم ] طلبا لحطامها الزائلة وهكذا اشتروا مرضاة المخلوق بسخط الخالق ، فما ربحت تجارتهم ، وفي الآخرة هم من الخاسرين ..
ولازال أصحاب الأقلام المأجورة والضمائر المسحوقة تستسقي من المنابع السيّالة التي خلّفها أسلافهم من رواة السّوء كرجال المضيرة وأذنابهم من عبيد الدّرهم الرنّان .. حيث أحاطوهم بهالة القداسة الزّائفة ، وبنوء حولهم حصنا حصينا يُحرّمُ على أوليائهم ومن شايعهم التّدبّر والتّفكّر والتّأمّل .. فِمَا وضعوه لهـم من منهاج عقائد لا يُمكن لأحد من أتباعهم النّقد فيه ولا التّحوّل عنه ، رغم ما امتازت به هذه المدرسة من مُخالفة كلّ ما دلّت الضرورة عليه ، وما قاد القرآن إليه .. والباحث المُنصف لا تُعييه الحيلة في معرفة الغث من السميـن والحقّ من الباطل والنّور من الظلمات لمجرّد القيام بمقارنة نزيهة بين معتقدات الفريقين ..
ورغم محدوديّتي في العلوم الدّينيّة من بحث واستدلال .. إلاّ أنّ مسألة التمييز بين أحقّيّة مدرسة أهل البيت (ع) في الأصول العقائدية مثلا ومخالفيهم من أوضح الواضحات ولن تتطلّب أكثر من الإنصاف مع الإبتعاد عن التقليد والتّعصب .. وأن لا يكون للباحث دليله في ذلك هواه ، بل يجعله خاضعا للحجّة القاطعة ، والأدلّة الثابتة ، دون انحياز لعقيدةٍ إبتداء ، ولا إتّكال على ما ورّثَ الآباء ..
- يقول الله تعالى :
(( .. فبشّر عبادي الذين يستمعون القول فيتّبعون أحسنه ، أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب )) الزمر 17 ـ 18 .

وحتّى لقاء مع السفر الطويل حتّى حياض العترة "ع" ..

أستودعكم الله والسلام في البدء والختام ممن سيبقى على العهـد مقيـمـا .


أخوكم أبو مرتضى عليّ

الفهرس

1-- قوله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ : (( مثل أهل بيتي فيكم كسفينة نوح ، من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق )) فهو من الأحاديث المتواترة عند المسلمين : في المستدرك ج 2 ص 343 ، وج 3 ص 150 .. مجمع الزوائد للهيثمي ج 9 ص 168 . عيون الأخبار لإبن قتيبة ج 1 ص 211 . كنز العمال بهامش مسند أحمد بن حنبل ج 5 ص 95 . إحياء الميت للسيوطي بهامش الإتحاف ص 113 . الفتح الكبير للنبهاني ج 1 ص 414
2 -- تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي ج 2 / 464 ح 984 – 997 ، شواهد البنزيل للحسكاني الحنفي ج 1 / 334 ح 459 ، المستدرك للحاكم ج 3 ص 126 و 127 و صححه ، أسد الغابة ج 4 / 22 . تاريخ الخلفاء للسيوطي ص170. الميزان للذهبي ج 1 / 415 و ج 2 / 251 و ج 3 / 182. الفتح الكبير للنبهاني ج 1 / 276. منتخب كنز العمال بهامش مسند احمد ج 5 / 30.



من مواضيع أبو مرتضى عليّ » عذبُ الرُّضـــــاب أنت .. أم طرفُكَ الطّيب ..!!!
» إيها حسين .. وما كان يومك إلاّ وترا .
» روح الله .. وما الحُبُّ لولاكَ ..؟
» الإمام المهديّ "ع" في ضيافة أهل البحرين .
» انشأ الشيعة فى مصر مجلس "آل البيت عليهم السلام"
رد مع اقتباس