العودة   منتديات احباب الحسين عليه السلام > القسم الاسلامي > المنتدى الاسلامي العام > قسم القرآن الكريم
روابط مفيدة مشاركات اليوم البحث


الدنيا ظاهر الحياة‌، و الآخرة‌ باطنها

قسم القرآن الكريم


إضافة رد
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-06-2010, 11:47 AM   رقم المشاركة : 1
الكاتب

اريج الجنه


الملف الشخصي









اريج الجنه غير متواجد حالياً


افتراضي الدنيا ظاهر الحياة‌، و الآخرة‌ باطنها

الدنيا ظاهر الحياة‌، و الآخرة‌ باطنها

قال‌ الله‌ الحكيم‌ في‌ كتابه‌ الكريم‌:
يَعْلَمُونَ ظَـ'هِرًا مِنَ الْحَيَو 'ةِ الدُّنْيَا وَ هُم‌ عَنِ الاْخِرَةِ هُمْ غَـ'فِلُونَ * أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي‌ أَنْفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَهُ السَّمَواتِ وَالاْرْضَ وَ مَا بَيْنَهُمَا إِلاَّ بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمَّيً وَ اِءنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ بِلِقَاي‌ءِ رَبِّهِمْ لَكَـ'فِرُونَ.[1]
يمكن‌ الاستنتاج‌ من‌ جعل‌ ظاهر الحياة‌ الدنيا في‌ الآية‌ الاولي‌ في‌ مقابل‌ الآخرة‌ انّ الآخرة‌ هي‌ باطن‌ الدنيا و حقيقتها، و انّ الحياة‌ الدنيا لها ظاهر و باطن‌، و ذلك‌ بقرينة‌ تقابلهما و كون‌ أحدهما قسيماً للآخر.
و كما أُشير في‌ المجلس‌ السابق‌ فانّ من‌ الممكن‌ ان‌ تكون‌ عبارة‌ «وفي‌ الآخرة‌ عذاب‌ شديد و مغفرة‌ من‌ الله‌ و رضوان‌» الواردة‌ في‌ الآية‌ مورد البحث‌ معطوفة‌ على لفظ‌ لعب‌؛ اي‌ انّ الحياة‌ الدنيا هي‌ في‌ الاخرة‌ عذاب‌ شديد و مغفرة‌ من‌ الله‌ و رضوان‌. فالحياة‌ الدنيا ظاهرها تلكم‌ المراتب‌ الخمس‌: لهو، و لعب‌، و زينة‌، و تفاخر بينكم‌، و تكاثر في‌ الاموال‌ و الاولاد، و باطنها ـ أي‌ الآخرة‌ ـ عذاب‌ شديد و غفران‌ الربّ الودود ورضوانه‌.
و عليه‌ فانّ هذه‌ الآية‌ التي‌ نبحثها في‌ هذا المجلس‌ تأييد لمعني‌ الآية‌ السابقة‌ في‌ سورة‌ الحديد.
و يشهد على هذا المعني‌ انّ الآية‌ التي‌ تلتها و عُطفت‌ عليها، والقائلة‌: (أَوَ لَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي‌ أَنْفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَهُ السَّمَواتِ وَالاْرْضَ وَ مَا بَيْنَهُمَا إِلاَّ بِالْحَقِّ وَ أَجَلٍ مُسَمَّيً) تفيد هذا المعني‌، و ذلك‌ لانّ خلق‌ السماوات‌ والارض‌ و ما بينهما بالحقّ و أجل‌ مسمّي‌ هو نفسه‌ واقعيّة‌ الدنيا و حقيقتها التي‌ غفل‌ عنها الناس‌، فاكتفوا بظاهر الدنيا و غضّوا طرفاً عن‌ لقاء الله‌ و عن‌ الآخرة‌. بلي‌، يمكن‌ الافادة‌ من‌ هذه‌ الآيات‌، و من‌ آيات‌ كثيرة‌ أخري‌ وردت‌ في‌ القرآن‌ الكريم‌ بهذا البيان‌ و التعبير، انّ خلق‌ السماوات‌ والارض‌ و ما فيهما له‌ أجل‌ معيّن‌ و مدّة‌ محدودة‌، و أنّ عمرها سينقضي‌ بحلول‌ ذلك‌ الاجل‌ و تصرّم‌ تلك‌ المدّة‌.
و لكن‌، ما حكم‌ غير السماوات‌ و الارض‌ و الموجودات‌ التي‌ فيها؟ أهي‌ الاخري‌ تمتلك‌ أجلاً مسميً و مدّة‌ حياة‌ معيّنة‌ تؤول‌ بعدها الى الفناء والزوال‌ أم‌ لا؟ ليس‌ هناك‌ آية‌ من‌ آيات‌ القرآن‌ تناولت‌ بصراحة‌ وتفصيل‌ خصوصياتها و كيفيّة‌ مبدأها و مُنتهاها، مع‌ انّه‌ يمكن‌ ـ إجمالاً ـ إفادة‌ دوامها و بقائها من‌ آيات‌ مباركة‌ عديدة‌:
مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَ مَا عِنْدَاللَهِ بَاقٍ.[2]
وَ إن‌ مِّن‌ شَي‌ءٍ إِلاَّ عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَ مَا نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ. [3]
فقد بيّنت‌ هاتان‌ الآيتان‌ لنا انّ حقائق‌ موجودات‌ الدنيا و عالم‌ الطبع‌
والمادّة‌ لها خزائن‌ عندالله‌ المتعال‌ موجودة‌ على الدوام‌، لا يطرأ عليها الفناء و الزوال‌، بالرغم‌ من‌ ان‌ هذه‌ الحقيقة‌ يمكن‌ فهمها من‌ نفس‌ الآية‌ مورد البحث‌. فهي‌ تقول‌: مَا خَلَقَ اللَهُ السَّمَواتِ وَالاْرْضَ وَ مَا بَيْنَهُمَا إِلاَّ بِالْحَقِّ وَ أَجْلٍ مُسَمَّيً و يمكن‌ من‌ هذا القول‌ إدراك‌ انّ نفس‌ الحقّ و الاجل‌ المسمّي‌ لا يندرجان‌ تحت‌ حقّ و أجل‌ مسمّيً آخر، و أن‌ لا زمان‌ لها هي‌ الاخري‌، و الاّ لزم‌ التسلسل‌ و الدور، فهي‌ فوق‌ الاجل‌ و التدرّج‌ الزماني‌. و سيأتي‌ هذا البحث‌ ـ ان‌ شاء الله‌ تعالي‌ ـ في‌ بعض‌ المباحث‌ القادمة‌ تحت‌ عنوان‌: الموجودات‌ الخالدة‌ عند الله‌ تعالي‌؛ امّا بحثنا الفعلي‌ فهو عن‌ السماوات‌ و الارض‌ و ما بينهما، و من‌ جملتها الإنسان‌.
و باعتبار انّ الله‌ سبحانه‌ يقول‌ اننا خلقنا السموات‌ و الارض‌ بأجل‌ مسمّي‌ و زمان‌ معيّن‌ مشخّص‌، فانّه‌ يتضّح‌ لنا انّ مدّتها جميعاً ـ و من‌ بينها مدّة‌ حياة‌ الإنسان‌ ـ معلومة‌ و محدودة‌، فلا يمكنها ان‌ تعيش‌ و تبقي‌ بعد ذلك‌ الاجل‌ و الزمن‌ الذي‌ قُدّر لها.
علی انّ كمال‌ الإنسان‌ و كمال‌ موجودات‌ عالم‌ الطبع‌ هو في‌ تكاملها في‌ هذا الزمن‌ المعلوم‌ و الاجل‌ المسّمي‌ المقدّر لها، فهي‌ أعجز من‌ أن‌ تتخطّي‌ دائرة‌ هذا الزمن‌ فتسبق‌ أجلها و تتعدّاه‌، أو أن‌ تطيله‌ أو تؤخرّه‌.
إنّ الموجودات‌ المادّية‌ و الطبيعية‌ التي‌ تمتلك‌ المادّة‌ و الطبع‌ لا تستطيع‌ أبداً و في‌ أي‌ّ وقت‌ من‌ الاوقات‌ الخروج‌ على هذا القانون‌ العام‌ وتبديل‌ زوالها و فنائها و محدوديّة‌ أجلها و مدّة‌ حياتها الى حيث‌ البقاء والدوام‌ و الاستمرار و الخلود، و هذه‌ الحقيقة‌ مستفادة‌ من‌ الآيات‌ القرآنيّة‌ الصريحة‌. أمّا في‌ خصوص‌ الإنسان‌ فتقول‌:
وِ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأخِرُونَ سَاعَةً وَ لاَيَسْتَقْدِمُونَ [4]
و نظير هذه‌ الآية‌:
مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَ مَا يَسْتَأْخِرُونَ. [5]
انّ مسألة‌ الموت‌ تعدّ من‌ المسائل‌ المستعصية‌، فقد بذل‌ أفراد البشر الجهود المضنية‌ و تحمّلوا المحن‌ و المشاق‌ ليمكنهم‌ جعل‌ الحياة‌ في‌ هذه‌ الدنيا خالدة‌ دائمة‌، و ليحّلوا مسألة‌ الموت‌ و يفكّوا رموزها فيزيلوا هذه‌ المشكلة‌، بيد انّ أحداً لم‌ يوفّق‌ في‌ مسعاه‌ هذا.

--------------
[1] ـ الآية‌ 7 و 8، من‌ السورة‌ 30: الروم‌.ـ الآية‌ 96، من‌ السورة‌ 16: النحل‌.

[2] ـ الآية‌ 21، من‌ السورة‌ 15: الحجر.
[3] ـ الآية‌ 34 من‌ السورة‌ 7: الاعراف‌.
[4] ـ الآية‌ 5 من‌ السورة‌ 15: الحجر.
[5] ـ أورد هذا الرباعي‌ في‌ «لغت‌نامة‌ دهخدا» من‌ بين‌ الاشعار الفارسيّة‌ لابي‌ على سينا في‌ مادّة‌ «أبوعلي‌ سينا»، ص‌ 654، و وردت‌ كذلك‌ في‌ المجلّد الاول‌ من‌ كتاب‌ «جشن‌ نامه‌ ابن‌ سينا» انتشارات‌ جمعيّة‌ دار الآثار، سنة‌ 1371: تأليف‌ الدكتور ذبيح‌ الله‌ صفا، ص‌ 114 من‌ جملة‌ أشعاره‌ بالفارسية‌ و يقول‌ في‌ ص‌ 217 من‌ نفس‌ الكتاب‌: كتب‌ هذا الرباعي‌ بالخطّ «النستعليق‌» على صخرة‌ رخاميّة‌ من‌ يزد في‌ الكتابات‌ المنقوشة‌ أعلي‌ بوّابة‌ مقبرة‌ ابن‌ سينا، ولكن‌ نُقل‌ هذا الرباعي‌ في‌ ص‌ 97 من‌ كتاب‌ «رباعيّات‌ الخيّام‌» تقديم‌ الدكتور فريد رخ‌ روزن‌ و المطبوع‌ في‌ برلين‌ سنة‌ 1304 شمسية‌ و نُسب‌ الى الخيّام‌:


أز جرم‌ حضيض‌ خاك‌ تا اوج‌ زحل‌ كردم‌ همه‌ مشكلات‌ كردون‌ را حل‌


بيرون‌ جستم‌ ز بند هر مكر و حيل هر بند كشاده‌ شد مكر بند أجل‌

يقول‌:
حللتُ كلّ مشكلات‌ الكون‌ من‌ قعر الصلصال‌ المسوّد الى أوج‌ زُحل‌.
و تخطيّتُ قيود كل‌ مكر و حيله‌، فانحلّ أمامي‌ كلّ قيد إلاّ قيد الاجل‌.


من مواضيع اريج الجنه » عالم كالهواء نتنفسه ولا نراه
» يامن قد غره طول الامل
» بسكويت الرهش
» علاقة الالوان وتأثيرها على الانسان
» العدد الثاني من مجله احباب الحسين [يازينب]
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
الآخرة‌, الحياة‌،, الدنيا, باطنها, ظاهر

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
فاطمة الزهراء عليها السلام بين الصبر في الحياة الدنيا والنعيم في الآخرة دمعة الكرار منتدى الزهراء البتول (سلام الله عليها) 3 12-05-2012 01:25 PM
الذرية الصالحة فخر الدنيا وذخر الأخرة دمعة الكرار احباب الحسين للأسرة المسلمة 7 13-01-2012 03:59 PM
الدنيا مزرعة الآخرة دمعة الكرار المنتدى الاسلامي العام 5 23-10-2011 11:43 PM
الزهراء تحامي عن شيعتها في الدنيا وتشفع لهم في الآخرة همسات الروح منتدى الزهراء البتول (سلام الله عليها) 3 22-06-2009 12:11 PM
الزهراء تحامي عن شيعتها في الدنيا وتشفع لهم في الآخرة خادم الباقرع منتدى الزهراء البتول (سلام الله عليها) 3 02-05-2009 09:23 PM



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات احباب الحسين