العودة   منتديات احباب الحسين عليه السلام > القسم الاسلامي > المنتدى الاسلامي العام
المنتدى الاسلامي العام يختص بكل مواضيع الثقافة الإسلامية على مذهب أهل البيت (عليهم السلام)
روابط مفيدة مشاركات اليوم البحث


وادي بدر موقعه وتاريخه وشهوده على التوحيد

المنتدى الاسلامي العام


إضافة رد
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-05-2020, 05:44 PM   رقم المشاركة : 1
الكاتب

سيد فاضل

الصورة الرمزية سيد فاضل


الملف الشخصي









سيد فاضل غير متواجد حالياً


افتراضي وادي بدر موقعه وتاريخه وشهوده على التوحيد

وادي بدر

موقعه وتاريخه وشهوده على التوحيد

§ تحقيق: حسين الوائلي



* بدر الكبرى، هي أولى معارك المسلمين ضدّ مشركي قريش، وقعت بعد هجرة رسول الله إلى المدينة المنوّرة، وكانت بقيادته صلّى الله عليه وآله وسلّم.

* جرت أحداثها صبيحة اليوم السابع عشر من شهر رمضان المبارك من السنة الثانية للهجرة، وانتهت عند منتصف النهار من ذلك اليوم.

* أسفرت المواجهة العسكرية فيها عن هزيمة ساحقة للمشركين بالرغم من فارق العدد والعدّة؛ مردُّ ذلك إلى استغاثة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ودعائه، والبطولة الملحميّة لأمير المؤمنين عليه السلام، والمدد الإلهي بالملائكة المسوِّمين.

* أشار القرآن الكريم إلى هذه المعركة في عدّة آيات من سور (آل عمران)، و(الأنفال)، و(الحجّ)...وسمّاها «يوم الفرقان»: ﴿.. يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ..﴾. (الأنفال:41)

* تتناول هذه المقالة وقائع معركة بدر الكبرى بالاستناد إلى ما ورد في كُتب السيرة والمصنفات التاريخية، مع الإشارة إلى أن الأخيرة تذكر غزوتين أُخرَيَين تحت مسمى «بدر»: «بدر الأولى» أو «غزوة سفوان»، في جمادى الآخرة من سنة 2 للهجرة. و«بدر الموعد» في السنة الرابعة.

«شعائر»





تقع منطقة بدر على بعد 150 كلم جنوب غرب المدينة المنورة، وعلى مسافة 300 كلم تقريباً شمال مكّة المكرّمة.

تمتاز بوفرة مصادر المياه، وتبعاً لذلك بالواحات الخضراء. كانت قبل الإسلام منزلاً للقوافل التجارية في طريقها من وإلى بلاد الشام، وفيها سوق من أسواق العرب، وكانت تحضرها الشعراء ليتباروا في إلقاء قصائدهم، كلّ ذلك أكسبها شهرة واسعة.

مدينة بدر اليوم هي مركز وادي الصفراء، وتقع على مفترق الطرق بين مكّة المكرّمة ومدينتَي جدّة وينبُع، وهي محطّة أساسية للمسافرين إلى شمال الحجاز.

من معالم المدينة مسجد العريش الذي بُني في المكان الذي أُقيم فيه العريش لرسول الله يوم معركة بدر، وعلى مقربة منه مدافن شهداء بدر.

قريش تردّ بعنف على دعوات النبيّ للتفاوض

بعد هجرة النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم والمسلمين إلى المدينة المنوّرة اختلفت الأمور تماماً عمّا كانت عليه في مكّة المكرّمة، فالإسلام أصبحت له دولة، ورسول الله صلّى الله عليه وآله يترأّس كياناً سياسياً أكثر تنظيماً واستقراراً من الكيان السياسي الذي تتوزّع الأُسَر القرشية رئاسته، ولم يعد المسلمون ضعفاء يخافون أن يتخطّفهم الناس، بل صارت لهم دولة تحميهم ووطن يأويهم ويدافعون عنه.

كما أنّ الوحي نزل بالإذن بقتال المشركين وذلك في الآية التاسعة والثلاثين من سورة (الحجّ) وهي قوله تعالى: ﴿أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ﴾.

ما أن رتّب النبيّ صلّى الله عليه وآله الأوضاع الداخلية لكيانه السياسي في المدينة، حتى بدأ بإرسال الإشارات المتلاحقة إلى قريش لإشعارها بأنّ الأمور قد تغيّرت، وأنّ طريق تجارتها إلى الشام أصبح تحت سيطرته، فإن شاء تركها تمرّ وإن شاء منعها، ومن الخير لها أن تفاوضه، فهو لا يطلب الكثير، وليس له سوى شرط واحد، بل حقٌّ مُكتسَب، وهو أن تُخلي قريش بينه وبين قبائل العرب يدعوها إلى دينه بلا إكراه، وليس كثيراً على قريش أن تجيبه إلى طلبه، فإنّ اليهود والنصارى كانوا يدعون الناس إلى دينهم، ولا تعترضهم بطون قريش، بل إنّ عبَدة الأصنام يتمتّعون بذات الحقّ أيضاً، فلماذا لا تعامل قريش المسلمين كذلك وتخلّي بينهم وبين العرب؟

أرسل النبيّ صلّى الله عليه وآله سبع سرايا عسكرية خلال عام واحد لاعتراض قوافل قريش التجارية، وقد قُتل في السريّة الأخيرة من المشركين عمرو الحضرمي وأُسر صاحباه، ولكن قريشاً مضت في مكابرتها، وتجاهلها للواقع، وأصرّت على أن لا تفاوض المسلمين بأيّ شكلٍ من الأشكال.

الهدف الحقيقي لاستنفار قريش

في المرة الثامنة خرج النبيّ صلّى الله عليه وآله، لاعتراض قافلة قريش القادمة من الشام، ومن مدينة غزّة تحديداً، بقيادة أبي سفيان الذي علم بخروج المسلمين لاعتراضه، فغيّر مسير القافلة، وأرسل أحد رجاله ويدعى ضمضم بن عمرو الغفاري من تبوك إلى قريش يستنفرها لحماية أموالها.

كان خروج المسلمين بعد نزول الوحي على رسول الله يأمره بالمسير إليهم: ﴿وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ..﴾ الأنفال:7، و«إحدى الطائفتين» كما قيل في تفسيرها: «العِير أو النفير»، أي السيطرة على القافلة، أو الانتصار على جيش المشركين.

وحيث إنّ أكثر أهالي مكّة كانوا مساهمين في القافلة التجارية، فقد جهّزوا جيشاً من جميع القبائل وبمشاركة جميع أشراف مكّة - سوى أبي لهب الذي خاف أن يظفر به الرسول، فأرسل العاص بن هشام ليسدّ مسدّه - في ألف مقاتل وبقيادة عمرو بن هشام المخزومي (أبي جهل)، ووجّهوا الجيش نحو منطقة بدر.




ومن الجدير بالذكر أنّ بعض أشراف قريش، ومن الذين قُتلوا في المعركة كعتبة بن ربيعة وأمية بن خلف، لم يوافقوا على الحرب، بل أُجبروا عليها بضغوط من أبي جهل. كما تخلّف عن الحرب عدد من بطون قريش كبني زهرة، وبني هاشم، إلّا من أُكره منهم على الخروج تحت التهديد بالقتل.

بدأت قريش زحفها الآثم على المسلمين وهدفها المعلن هو حماية أموالها، إلّا أنّها صرّحت بهدفها الحقيقي بعد أن نجت القافلة، فقد أرسل أبو سفيان رسالة إلى قريش يقول فيها: «إنّما خرجتم لتمنعوا عيركم ورجالكم وأموالكم، فقد نجاها الله، فارجعوا»، لكنّ أبا جهل أصرّ على محاربة المسلمين، وقال: «والله لا نرجع بعد أن مكّننا الله منهم، ولا نطلب أثراً بعد عين، ولا يعترض لعِيرنا بعد هذه أبداً».




سمع النبيّ صلّى الله عليه وآله بخروج قريش بخيلها ورجلها وتصميمها على الوصول إلى بدر لقتال المسلمين، فخرج مع مجموعة من أصحابه من المدينة المنورة، في 12 أو 13 من شهر رمضان.

استقرار المسلمين في بدر

بعد العبور من منازل عدة، وصل رسول الله، في الخامس عشر من شهر رمضان، إلى منطقة «روحا»، وصلّى بالقرب من بئرها ولعن كلاً من أبي جهل وزمعة بن الأسود، وتحرّك بعد ذلك باتّجاه بدر، وبالقرب منها أخبره جبرئيلُ باقتراب جيش قريش، فأرسل صلّى الله عليه وآله رسلاً في مقدّمهم الإمام عليّ عليه السلام إلى أحد الآبار بالقرب منهم ليطّلع على الأخبار، وقد اصطدموا ببعض سقاة قريش وأسروا شخصين منهم. وبعد التحقيق معهما تبيّن أنّ عدد جيش قريش يتكوّن من 900 إلى 1000 مقاتل، وقد قدموا إلى بدر بمعية أغلب أشرافهم، واستقروا خلف التلال الرملية في العدوة القصوى. فقال الرسول صلّى الله عليه وآله: «هذه مكّة قد ألقَت إليكم أفلاذ كبدها»، وطلب أصحابه للشورى، فأبدى كلٌّ منهم رأيه. وينقل التاريخ عن مقداد -أحد المهاجرين- بأنّه قال: «يَا رَسُولَ اللهِ، امْضِ لِأَمْرِ اللهِ فَنَحْنُ مَعَك، وَاَللهِ لَا نَقُولُ لَك كَمَا قَالَتْ بَنُو إسْرَائِيلَ لِنَبِيّهَا: ﴿..فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقاتِلا إِنَّا هاهُنا قاعِدُونَ﴾ (المائدة:24)، وَلَكِنْ اذْهَبْ أَنْتَ وَرَبّك فَقَاتِلَا إنّا مَعَكُمَا مُقَاتِلُونَ».

وتكلّم أيضاً سعد بن معاذ زعيم الأوس وحامل لواء الأنصار، وأعرب عن كون قومه تحت إمرة الرسول صلّى الله عليه وآله فيما يأمر ومهما حصل، فسُرَّ النبيّ من كلام مقداد وسعد، وقال: «سيروا وأبشِروا فإنّ الله تعالى قد وَعدَني إحدى الطائفتين، والله لكأنّي أنظرُ إلى مَصارع القوم».

وعقد رسول الله صلّى الله عليه وآله، يومئذ الألوية، وفي الليلة نفسها هطلت الأمطار الغزيرة، الأمر الذي شلّ حركة المشركين حيث أصبحت منطقة سيرهم أشبه بالمستنقعات، ولكنها سبّبت من جهة أخرى استحكام الأراضي الرملية التي استقرّ عليها المسلمون، فلذا تحرّكوا باتّجاه بدر حتى وصلوها مساء السادس عشر من شهر رمضان.

كان لواء رسول الله وراية المهاجرين مع أمير المؤمنين الإمام عليّ بن أبي طالب صلوات الله عليه، وراية الأنصار مع سعد بن عبادة، وأمرَهم رسولُ الله صلّى الله عليه وآله أن لا يسلّوا السيوف حتى يغشاهم المشركون...

التقى الجيشان، فرفع النبيّ صلّى الله عليه وآله يديه إلى السماء، ودعا ربّه قائلاً: «اللّهمّ إنّك أنزلتَ عليَّ الكتابَ وأمرتَني بِالقتالِ، ووعدْتَني إحدى الطّائفتَين وأنتَ لا تُخلِفُ الميعاد، اللّهمّ هذه قريش قد أقبَلَت بِخُيَلائها وفخرِها، تُحادُّكَ وتُكذِّبُ رسولَك، اللّهمَّ نصرك الذي وعدْتَني، اللّهمَ أَحِنْهُم الغَداة».

استقرار المشركين في بدر

* العدوة القصوى .. محل استقرار المشركين

وصل جيش قريش إلى بدر، وكُلّف عمير بن وهب الجمحي بدراسة وضع جيش المسلمين، فجاء بالخبر اليقين مؤكّداً أنّ عددهم قليل ولكنّهم قوم ليس لهم منعة ولا ملجأ إلّا سيوفهم، فلا يُقتل منهم رجل قبل أن يَقتل رجلاً من قريش، فهم على أتمّ الاستعداد للحرب والقتال. ويذكر الواقدي أنّ الرسول صلّى الله عليه وآله، بعد نزول المشركين في بدر أرسل رسالة لهم وحذّرهم من القتال، وأعلن عدم ميله للحرب معهم.

* ذكر القرآن لمحلّ استقرار الجيشين

لقد وصف القرآن الكريم محل استقرار المسلمين والمشركين بدقة حيث يقول تعالى في الآية 42 من سورة (الأنفال): ﴿إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَىٰ وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَلَوْ تَوَاعَدْتُمْ لَاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ وَلَٰكِنْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَىٰ مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾.

وقائع الغزوة

* اصطفاف الجيشَين وبداية المعركة

باقتراح من سعد بن معاذ بُني لرسول الله صلّى الله عليه وآله عريشٌ في منطقة مشرفة على مكان المعركة، وفي صباح يوم الغزوة عدّل صلّى الله عليه وآله، صفوف أصحابه. وبعد اصطفاف الجيشين، كانت الشمس خلف جيش الإسلام وفي وجه جيش قريش، فدفع رسول الله راية القيادة المسماة بـ«العقاب» إلى عليٍّ عليه السلام.

ومن أجل تحريك المشاعر قبل بداية المعركة، أمر أبو جهل عامرَ الحضرمي بأن يحلق رأسه ويلطّخه بالتراب مطالباً بدم أخيه. لذا يُقال بأنّ عامراً كان أوّل مَن هجم على معسكر المسلمين، ومن جهةٍ أخرى، كان أبو جهل يوبّخ عتبة، وأجبره أن يبدأ بالمبارزة في حرب كان يحاول إطفاء نارها، وهكذا بارز هو وولده الوليد إضافة إلى شيبة وبدؤوا الحرب.

فأخرج لهم الرسول الأكرم صلّى الله عليه وآله، حمزة، والإمام عليّاً عليه السلام، وعبيدة بن الحارث لساحة القتال، فقتل حمزةُ شيبة، وقتل عليٌّ عليه السلام الوليد، ولكن عبيدة لم يتمكّن من هزيمة عتبة فكرّ حمزة وعليّ عليه السلام عليه وقتلاه.



* مصير المعركة

بعد مقتل عتبة وشيبة والوليد من قريش، اشتدّت نيران الحرب ولكن بالإمدادات الإلهية واستقامة المسلمين، فغُلب المشركون. ويُذكر بأنّ الرسول صلّى الله عليه وآله، أخذ قبضةً من الحصى والتراب أثناء المعركة، ورمى بها على قريش، وقال: «شاهتِ الوُجوه، اللّهمّ أَرعِب قلوبَهم وزَلزِلْ أقدامَهُم»، ثمّ قال لأصحابه: «شدّوا»، وسبّبَ هذا العملُ هزيمة المشركين وفرارهم، حيث تركت قريش عدّتها في أرض المعركة ولاذت بالفرار، وانتشر خبر هزيمة جيشها حتى وصل إلى أهل مكّة.

وهكذا انتهت معركة بدر الكبرى باستشهاد 14 شخصاً من المسلمين (6 شهداء من المهاجرين و8 من الأنصار)، ومصرع 70 شخصاً من المشركين، إضافةً إلى أسر 70 آخرين منهم. ويُذكر أنّ نصف قتلى قريش قُتلوا على يد الإمام عليّ عليه السلام. هذا وتفرّق عدد كبير من المشركين في الصحاري والوديان، بانتظار الليل ليهربوا من قبضة المسلمين.




وأمّا أبو جهل الذي كان قائد جيش قريش، فقد لحق به المسلمون وأصابوه بجروح قاتلة، وضرب ابن مسعود عنقه فقتله، ففرح رسول الله صلّى الله عليه وآله، من مقتل أبي جهل، وقال: «إنّ اللهَ قتلَ فرعونَ هذه الأمّة أبا جهل، فالحمدُ لله الذي صدَقَ وَعدَه ونَصر عبدَه، اللّهمّ قد أَنجزتَ ما وَعدتَني فتَمِّم عليَّ نعمتَك».

لم تستمرّ غزوة بدر سوى بضع ساعات، ولكنّها تُعدّ إحدى أهم حوادث صدر الإسلام، حيث قال الرسول صلّى الله عليه وآله فيها: «ما أُريَ الشيطانُ يوماً هو فيه أصغرَ ولا أدحَرَ ولا أحقرَ ولا أغيَظَ منه في يوم عرفة.... إلّا ما أُري يومَ بدرٍ».

أحداث بعد المعركة

بأمرٍ من رسول الله صلّى الله عليه وآله، جُمعت الأموال والغنائم في مكانٍ واحد، وبعد دفن الشهداء من المسلمين، رُميت أجساد المشركين في القليب [البئر]، وخاطبهم الرسول صلّى الله عليه وآله قائلاً: «هل وَجدتُم ما وَعدَكُم ربُّكم حقّاً؟ فإنّي وجدتُ ما وَعدني ربِّي حقّاً». وعندما قيل له: كيف تخاطب الأموات؟ قال صلّى الله عليه وآله: «لقد سمِعوا ما قلتُ غير أنّهم لا يَستطيعون أن يَردُّوا شيئاً».





* صدى المعركة في المدينة

بقي رسول الله صلّى الله عليه وآله، ثلاثة أيام في بدر، ومن ثمّ أرسل زيد بن حارثة وعبد الله بن رواحة من أثيل إلى المدينة لكي يوصلا نبأ انتصار المسلمين إلى أهلها.

كان لمعركة بدر صدى واسع بين المسلمين واليهود والمنافقين في المدينة؛ فمكانة هذا الانتصار وعظيم شأنه سبّب عدم تصديق كلام زيد بن حارثة وعبد الله بن رواحة من قبل اليهود والمنافقين وحتى بعض المسلمين، واعتبروا كلامهما هذياناً. ولكن مَن لم يشكّ بصحة النبأ خرج إلى «روحا» مستقبلاً الرسول صلّى الله عليه وآله، وكان من بينهم أشراف الخزرج، وباركوا للمسلمين الانتصار في بدر، ومَن لم يحضر الغزوة قدّم اعتذاره للرسول.

* صدى المعركة في مكّة

كان صدى بدر في مكّة أكثر اتّساعاً من صداه في المدينة، فأهل مكّة أيضاً أنكروا الخبر في بادئ الأمر واعتبروه هذياناً.

ومنع أبو سفيان المشركين من البكاء والنوح والرثاء على القتلى، كما حذّرهم من أي مظهر من مظاهر الفرح، وذلك لكي تبقى نار الغضب مشتعلة. ولكن بقيت مكّة شهراً كاملاً في الحزن والمأتم ولم يبقَ بيت إلّا وكان يرثى قتلاه.

وقد أشار القرآن الكريم إلى معركة بدر في عدّة آيات، منها قوله تعالى: ﴿أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ﴾ - ﴿وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ..﴾ - ﴿.. يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آَلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ﴾ - ﴿.. يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ..﴾ - ﴿إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ..﴾.


التوقيع :
من مواضيع سيد فاضل » ان الميت ليفرح
» المرتد سلمان رشدي يتعرض للطعن في نيويورك
» عزاء ركضة طويريج.. كيف نشأ ولماذا منع؟!
» مسجد الحنانة.. موضع رأس الإمام الحسين عليه السلام
» مختارات من رثاء لقتيل كربلاء الامام الحسين (عليه السلام) 2
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
موقعه, وادي, وتاريخه, وشهوده, التوحيد

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
فيسبوك يشدد قبضته على تداول المحتوى الإخباري على موقعه مراسلنا العلمي احباب الحسين للعلوم والتكنولوجيا 0 13-05-2015 07:40 PM
يزيد وتاريخه الاسود لعنة الله عليه علويه حسينيه منتدى الإمام الحسين الشهيد (سلام الله عليه) 6 16-06-2010 11:20 PM
يزيد (لعنه الله) وتاريخه الأسود محـب الحسين المنتدى الاسلامي العام 3 07-01-2010 02:54 AM
مرقد الإمام عليّ بن موسى الرضا (ع) موقعه وتاسيسه ومعالمه moonlight منتدى أهل البيت (عليهم السلام) 7 05-08-2009 02:26 PM
القبض على صاحب منتدى يبتز مشرفة عبر موقعه الإلكتروني همسات الروح احباب الحسين العام 4 21-04-2009 10:49 PM



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات احباب الحسين