منتدى الوصي المرتضى (سلام الله عليه) أمير المؤمنين - وصي الرسول - سيد البلغاء - قائد الغر المحجلين - امام الانس والجان - أبو الحسن - أبو الحسنين - امام المتقين - عليه السلام
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلىَ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّد وعجل فرجهم يا كريم
في عيد الحب.. عندما عشق الإمام على فاطمة الزهراء
لم يكن الحب بعيدًا عن صحابة رسول الله، رضي الله عنهم، فنبيهم استشهد بحبه للسيدة عائشة وقال فيها «إنى رزقت حبها»، حافظ الصحابة على حب زوجاتهم، وكان من أكثر المتغزلين في زوجته الإمام علي بن أبي طالب في حبيته السيدة فاطمة الزهراء ابنة الرسول الكريم فلم يستحِ في أن يسطر فيها شعر التغزل وهي لم تستحِ في أن تبادله حبها بأبيات شعرية؛ ونستعرض في تقريرنا التالي كيف يكون الحال عندما يحب الإمام ابنة رسول؟
هناك أحاديث صحيحة تبرز حب علي لفاطمة، فعلي كرم الله وجهة، سبق بخطبة فاطمة قبل الزواج منها، وحسب رواية ابن كثير في السيرة النبوية والبيهقي في الدلائل عن علي رضي الله عنه، قال حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: "خَطَبْتُ فَاطِمَةَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ لِي مَوْلاةٌ لِي: هَلْ عَلِمْتَ أَنَّ فَاطِمَةَ قَدْ خُطِبَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ؟ قُلْتُ: لا، قَالَتْ: فَقَدْ خُطِبَتْ فَمَا يَمْنَعُكَ أَنْ تَأْتِيَ رَسُولَ اللَّهِ فَيُزَوِّجُكَ.
فَقُلْتُ: وَعِنْدِي شَيْءٌ أَتَزَوَّجُ بِهِ؟ فَقَالَتْ: إِنَّكَ إِنْ جِئْتَ رَسُولَ اللَّهِ زَوَّجَكَ فَوَاللَّهِ مَا زَالَتْ تُرْجِينِي حَتَّى دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ جَلالَةٌ وَهَيْبَةٌ فَلَمَّا قَعَدْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ أُفْحَمْتُ فَوَاللَّهِ مَا اسْتَطَعْتُ أَنْ أَتَكَلَّمَ فَقَالَ: "مَا جَاءَ بِكَ أَلَكَ حَاجَةٌ؟ "فَسَكَتُّ، فَقَالَ: "لَعَلَّكَ جِئْتَ تَخْطُبُ فَاطِمَةَ؟ "فَقُلْتُ: نَعَمْ. فَقَالَ: "فَهَلْ عِنْدَكَ مِنْ شَيْءٍ تَسْتَحِلُّهَا بِهِ؟ "فَقُلْتُ: لا وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ: "مَا فَعَلَتِ الدِّرْعُ الَّذِي سَلَحْتُكَهَا؟ "فَقُلْتُ: عِنْدِي وَالَّذِي نَفْسُ عَلِيٍّ بِيَدِهِ إِنَّهَا مَا ثَمَنُهَا أَرْبَعُ مِائَةِ دِرْهَمٍ، قَالَ: "قَدْ زَوَّجْتُكَهَا فَابْعَثْ بِهَا"، فَإِنْ كَانَتْ لَصَدَاقُ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ".
نظم الإمام على شعرًا في حبيبته التي شغف بها وتعلق بها قبل زواجه منها، فهي ابنة عمه قبل أي شيئ وسيدة قلبه في نهاية كل شئ، قال عندما دخل عليها فوجدها تتسوك وتضعه في فمها
حظيت يا عود الأراكِ بثغرها *** أما خفت يا عود الأراك أراكَ
لو كنت من أهـل القتال قتلتك ***ما فـاز منـي يا سِواكُ سِواكَ
اعتاد الإمام أن يقبل يد زوجته وكان حديثهما في غاية التأدب، وكانا لا يعطيان ظهورهما لبعضهما أثناء الحديث، وهو ما ترجمه الإمام في شهادته بحبه لابنة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، حينما قال: "والله ما أغضبتها ولا أكرهتها على أمر حتى قبضها الله، ولا أغضبتني ولا عصت لي أمرا، لقد كنت أنظر إليها فتنكشف عني الهموم والأحزان.
كان الفراق بالموجع للإمام، فقد غلب الحزن والألم في فراق محبوبته، ولعل أهم ما كتبه كان عند قبرها، فقال:
"ما لي وقفتُ على قبورِ مُسلِّمًا... قبرَ الحبيب فلمْ يرُدّ جوابي
آخر تعديل عاشقة ام الحسنين يوم 13-09-2019 في 03:35 PM.