العودة   منتديات احباب الحسين عليه السلام > القسم الاسلامي > منتدى النبي المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم)
منتدى النبي المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) سنة الرسول - اخلاق الرسول - صفات الرسول - أعمال الرسول - افعال الرسول - غزوات الرسول - فتوحات الرسول - احاديث الرسول - زوجات الرسول - صلى الله عليه وآله


النبي محمد ص واله / اسئلة واجوبة

منتدى النبي المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم)


إضافة رد
قديم 06-09-2017, 05:02 PM   المشاركة رقم: 1
معلومات العضو
الشيخ عباس محمد

إحصائية العضو







 
 


التوقيت

التواجد والإتصالات
الشيخ عباس محمد غير متواجد حالياً

المنتدى : منتدى النبي المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم)
افتراضي النبي محمد ص واله / اسئلة واجوبة

النبي محمد ص واله / اسئلة واجوبة

السؤال: النبي محمد (صلى الله عليه وآله) أفضل الخلق أجمعين
هل هناك من يقول ان الامام المهدي (عليه السلام) أفضل من الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)؟
نرجو توضيح من يقول بذلك، وتوضيح من يقول بان الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) هو الافضل، بالادلة وبيان الراي الارجح لدى الطائفة الحقة ؟

الجواب:
لا أحد يقول بأفضيلة الإمام المهدي (عجل الله فرجه) على النبي محمد (صلى الله عليه وآله), ولعل منشأ التوهم هو في الأدلة التي تثبت أفضلية الإمام المهدي (عليه السلام) على الأنبياء عليهم السلام والتي يقصد بها أفضلية الإمام على الأنبياء ما عدا النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم), فهو صلوات الله عليه وآله أفضل الخلق أجمعين وساواه في ذلك الإمام علي (عليه السلام), في جميع درجاته سوى النبوة فإنها كانت للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ولم تكن لعليّ(ع).
والإمام علي (عليه السلام) أفضل من بقية الأئمة (عليهم السلام) فلا يمكن أن يكون الإمام المهدي أفضل من النبي (صلوات الله عليه وآله) وهو دون الإمام علي (عليه السلام) في درجته.
والدليل على أفضليته كما يقول العلماء: هو الإجماع على أنه أفضل الخلق كلهم, وخالف في ذلك شرذمة لا يعبأ بهم كالزمخشري فزعم أن جبرئيل أفضل من نبينا محمد (صلى الله عليه وآله) فتبرأ منه المسلمون ـ أعني رأيه هذا ـ ... أنظر شرح اصول الكافي ج 10 ص 280.
ومن الروايات التي تشير إلى أفضلية الرسول على جميع الخلق:
عن رسول الله صلى الله عليه وآله: (ما خلق الله خلقاً أفضل مني ولا أكرم عليه مني قال علي عليه السلام: فقلت: يا رسول الله فأنت أفضل أم جبرائيل فقال صلى الله عليه وآله : يا علي ان الله تبارك وتعالى فضل أنبياءه المرسلين على ملائكته المقربين وفضلني على جميع النبيين والمرسلين والفضل بعدي لك يا علي وللأئمة من بعدك فإن الملائكة لخدامنا وخدام محبينا يا علي الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربّهم ويستغفرون للذين آمنوا بولايتنا.
يا علي لولا نحن ما خلق الله آدم ولا حواء ولا الجنة ولا النار ولا السماء ولا الأرض وكيف لانكون أفضل من الملائكة وقد سبقناهم إلى معرفة ربّنا وتسبيحه وتهليله وتقديسه لأن أول ما خلق الله عزّوجلّ أرواحنا فانطلقنا بتوحيده وتحميده ثم خلق الملائكة فلما شاهدوا أرواحنا نوراً واحداًً استعظموا أمرنا فسبحنا لتعلم الملائكة أنا خلق مخلوقون وأنه منزه عن صفاتنا فسبحت الملائكة بتسبيحنا ونزهته عن صفاتنا فلما شاهدوا عظم شأننا هللنا لتعلم الملائكة أن لا إله إلاّ الله وأنا عبيد ولسنا بألهة يجب أن نعبد معه أو دونه فقالوا: لا إله إلاّ الله ... إلى أن يقول: يا جبرئيل في مثل هذا الموضع تفارقني؟ فقال: يا محمد ان انتهاء حدي الذي وضعني الله عزّ وجلّ فيه إلى هذا المكان فإن تجاوزته احترقت أجنحتي بتعدي حدود ربّي جلّ جلاله فزخ بي في النور زخة حتى انتهيت إلى حيث ما شاء الله من علو ملكه...) حلية الأبرار ج 2 ص 397 ــ 399.
وقال ابن تيمية : فإن الذي عليه أهل السنّة والجماعة اعتقاد أن جنس العرب أفضل من جنس العجم عبرانيهم وسريانيهم رومهم وفرسهم وغيرهم, وان قريشاً أفضل العرب, وان بني هاشم أفضل قريش, وان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أفضل بني هاشم, فهو أفضل الخلق نفساً وأفضلهم نسباً... انظر اقتضاء الصراط 10: 148.




السؤال: النبي محمد (صلى الله عليه وآله) أفضل الخلق على الاطلاق

من هو أفضل.. الملك جبرائيل أم النبي محمد (صلى الله عليه وعلى اله الطيبين)؟

الجواب:
نحن نعتقد أن نبينا محمداً (صلى الله عليه وآله) هو أفضل الخلق أجمعين بما فيهم الملائكة، فهو (صلوات الله عليه وآله) أول مخلوق وذلك يقتضي أفضليته على الخلق أجمعين.
ففي (الكافي 1/442) عن جابر عن أبي جعفر (عليه السلام) أنه قال: (يا جابر إن الله أول من خلق خلق محمداً (صلى الله عليه وآله) وعترته الهداة المهديين فكانوا أشباح نور بين يدي الله...).






السؤال: أيهما أفضل القرآن أم النبي (صلى الله عليه وآله)
أيهما افضل.. القرآن أم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ؟

الجواب:
ورد في الحديث (أول ما خلق الله نور نبيك يا جابر) و (أول ما خلق الله نوري ابتدعه من نوره واشتقه من جلال عظمته) وغيرها مما ورد في تبيين منزلة النبي (صلى الله عليه وآله).
لذا يمكن أن يقال: لا تصح المقايسية والتفضيل بين رسول الله (صلى الله عليه وآله) وكتاب الله العزيز لعدم وحدة الموضوع.
وبشكل أوضح نقول : أن للأول الحق تجلياً وظهوراً في عالم التكوين كما هو متصور في أحاديث خلق نور نبينا عليه أفضل الصلاة والسلام، وله تجلياً وظهوراً آخر في عالم التدوين المتمثل في خلق القرآن وحقيقته.
ومن الواضح لكل فاهم سبق عالم التكوين على عالم التدوين، وان تدوين الكتاب العزيز هو رشحة من رشحات نور نبينا محمد (صلى الله عليه وآله) وعلمه ومعارفه، وقد ورد أنه (صلى الله عليه وآله) والأئمة كلام الله الناطق والقرآن كلامه الصامت) .
وأكثر من ذلك يقال: ان من انتقشت في قواه ألفاظ القرآن، وفي عقله معانيه، واتصف بصفاته الحسنة، واحترز عما نهى الله عنه فيه، وأتعظ بمواعظة، وصير القرآن خلقه، فهو أولى بالتعظيم والإكرام، كما ورد في الحديث (إن المؤمن أعظم حرمة من القرآن والكعبة) فكيف برسول الله (صلى الله عليه وآله)؟!





السؤال: بلغ (صلى الله عليه وآله) أعلى درجات الكمال
ما حد العطاء الذي أعطاه الله تعالى لرسول الله (صلى الله عليه وآله)؟
الجواب:
لقد حبى الله الرسول (صلى الله عليه وآله) بأعلى الكمالات وأحسنها وما ذلك إلا لاستعداداته وقدرته لنيل تلك المنازل والدرجات فصار بحق أفضل الخلائق على الإطلاق.. فما ناله رسول الله (صلى الله عليه وآله) من العطاء الإلهي هو الحد الأعلى الذي أستطاع أن يصل إليه مخلوق، فقد بلغ الغاية في الكمال التي لم يبلغها أحد سواه (صلى الله عليه وآله ).





السؤال: النبي(صلى الله عليه وآله) أشرف الخلق
لماذا النبي محمد (صلى الله عليه وآله) اشرف الخلق؟

الجواب:
1- لأنه صلوات الله عليه وآله أول مخلوق، كما ورد في أحاديث كثيرة من كتب الفريقين، كحديث: (أول ما خلق الله نور نبيك يا جابر) وغيره.
2- لأنه (صلى الله عليه وآله) واسطة الفيض الالهي، فلا يصل أي مدد إلهي إلا بواسطته صلوات الله عليه وآله.
ويؤيد هذا المعنى جملة أخبار كخبر (لولانا لساخت الأرض بأهلها) أو ولولا الحجة لساخت...) وكذا خبر (نحن الأعراف الذي لا يعرف الله إلا بسبيل معرفتنا).
فالمدد الالهي لا يصل إلى المخلوقات إلاّ بواسطة النبي محمد (صلى الله عليه وآله) وآله الطاهرين.
وقد أشار القرآن الكريم إلى ذلك في قوله تعالى: (( وَمَا خَلَقتُ الجِنَّ وَالأِنسَ إِلَّا لِيَعبُدُونِ )) (الذريات:566), وفسر الأئمة (عليهم السلام) قوله: ليعبدون ب(ليعرفون)، والمعرفة لا تمكن إلا من خلالهم (صلوات الله عليهم) ويؤيده كذلك أخبار أخرى لا مجال هنا لذكرها، ومن البديهي أن يكون واسطة الفيض الإلهي أشرف من سائر الخلق.
3- لأنه (صلوات الله عليه وآله) محل صلوات الله وملائكته، قال تعالى: (( إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيهِ وَسَلِّمُوا تَسلِيماً )) (الأحزاب:56) .





السؤال: الحقيقة المحمدية
ما هي الحقيقة المحمدية؟
وهناك رواية تقول ان هناك خلق اعظم من جبرائيل عليه السلام الا وهو روح القدس وهو الذي يخبر جبرئيل وجبرائيل يخبر الأنبياء وجبرائيل يخبر النبي محمد (صلى الله عليه وآله)؟
فهل هذه هي الحقيقة المحمدية؟
وفقكم لكل خير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الجواب:
اعلم أيها الاخ الكريم ان الانسان العادي عاجز عن معرفة حقيقة نفسه فكيف به ان يعرف حقيقة غيره ولا سيما حقيقته سيد الرسل (صلى الله عليه وآله) !!
وقد روى في (البحار) للمجلسي رضوان الله عليه: (يا علي ما عرف الله حق معرفته غيري وغيرك وما عرفك حق معرفتك غير الله وغيري).
وروى في (مدينة المعاجز) نقلاً عن (تأويل الآيات الباهرة في الأئمة الطاهرة): قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (يا علي ما عرف الله الا انا وانت ولا عرفني الا الله وانت ولا عرفك الا الله وانا).
ونقل السيد الاجل المفضال عبد الرزاق المقرم في كتابه (مقتل الحسين (ع)) نقلاً عن المحتضر للحسن بن سليمان الحلي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): انه قال لعلي بن أبي طالب(عليه السلام): (لا يعرف الله الا انا وانت ولا يعرفني الا الله وانت ولا يعرفك الا الله وانا)، وروى ذلك في كتاب مختصر البصائر ايضاً.
فكيف يمكنك ايها الاخ وغيرك من غير المعصومين ان يعرف الحقيقة المحمدية؟!
أما ما ذكرت من وجود رواية، فهذا كلام لا يرجع الى محصل فانه شبه كلام دوري متهافت. واعلم انه ورد في روايات مستفيضة ان لم تكن متواترة معنىً وجمع جلها أبو جعفر محمد بن الحسن بن فروخ الصفار رضوان الله عليه في كتابه (بصائر الدرجات) ومفاد هذه الرواية: ان روح القدس شيء خلقه الله سبحانه وهو غير جبرائيل وغير الرسول الاكرم وكان مع النبي ثم مع جميع الأئمة واحداً بعد واحد ويكون ذلك لتسديد المعصوم وابلاغه الأحكام الالهية التي لم يوضحها الله سبحانه في كتابه العزيز وتكون وظيفة روح القدس التسديد والتأييد للمعصوم الذي يتصرف هو بأمر من الله سبحانه.




السؤال: رتبة رسول الله( صلى الله عليه وآله) والامام أمير المؤمنين(عليه السلام)
من هو الأكرم عند الله سبحانه النبي محمد(صلى الله عليه وآله) او الإمام أمير المؤمنين(عليه السلام)؟.
الجواب:
من المعروف أن رتبة رسول الله (صلى الله عليه وآله) هي أعلى من رتبة أمير المؤمنين (عليه السلام), إلا أن هناك مرتبة مهمة منحها المولى سبحانه لأمير المؤمنين (عليه السلام) هي كونه نفس رسول الله (صلى الله عليه وآله) فإننا إذا طالعنا آية المباهلة, وهي قوله تعالى: (( فَقُل تَعَالَوا نَدعُ أَبنَاءنَا وَأَبنَاءكُم وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُم وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُم ثُمَّ نَبتَهِل فَنَجعَل لَّعنَةَ اللّهِ عَلَى الكَاذِبِينَ )) (آل عمران:61).
نلاحظ بوضوح أن قوله تعالى: (( وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُم )) ينطبق على شخص الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) ورسول الله (صلى الله عليه وآله) دون لفظ ( الأبناء ) و( النساء ) وهذا يعني أنه (عليه السلام) كنفس رسول الله (صلى الله عليه وآله) .. وقد عبر النبي (صلى الله عليه وآله) بهذا المعنى في أحاديث مختلفة بعضها بلسان: (( كنت أنا وعلي نوراً واحداً )), وبعضها بلسان: (( أبعث إليكم رجلاً كنفسي )) وغيرها.
والاختلاف هو في مسألة النبوة وهذا معنى قرآني واضح .






السؤال: رتبة النبي(صلى الله عليه وآله) والأئمة(عليهم السلام)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته سؤالي حول موضوع النبي (صلى الله عليه وآله) والأئمة (عليهم السلام).
هل النبي (صلى الله عليه وآله) والأئمة (عليهم السلام) في مرتبة واحدة؟
وهل يجوز أن نساوي بين النبي (صلى الله عليه وآله) وأحد من الخلق ؟
وما معنى قوله تعالى وإنك لعلى خلق عظيم) ؟
هذه بعض الأسئلة احتاج لرد عليها لو سمحتم. .
الجواب:
إنّ نبينا محمد (صلى الله عليه وآله) له مقامان : مقام النبوة , من حيث رسالته ونزول الوحي عليه , كان له مرتبة النبوة , ومقام الإمامة , من حيث قيادته للأمّة .
وأمّا باقي الأئمة المعصومين (عليه السلام) فلهم مرتبة الإمامة بما أنهم قد جاء النصّ بخلافتهم عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) , ولكن ليسوا أنبياء لانهم لم يأتوا بدين جديد ولم يأتهم الوحي برسالة أخرى . فمجمل الكلام أنهم ـ النبي (صلى الله عليه وآله) والائمة (عليه السلام) ـ سواء في الإمامة , ويمتاز عنهم النبي (صلى الله عليه وآله) بمقام النبوة والرسالة .
نعم , هم يتساوون أيضاً في مرتبة العصمة بما أنها صفة ملحوظة في كلا الرتبتين .
وأما بالنسبة إلى الآية، فانها تشير وتؤيد الاخلاق الحسنة والممتازة عند الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) كما سجل ذلك سيرته وحياته وتحمله للمتاعب والمصاعب في سبيل تبليغ رسالته , فكان خلقه العظيم في كلّ ذلك هو الذي دعا الناس أن يحوموا حوله (( فَبما رَحمة منَ الله لنتَ لهم وَلو كنتَ فَظّاً غَليظَ القَلب لانفَضّوا من حَولك ... )) (آل عمران 159).




يتبع












عرض البوم صور الشيخ عباس محمد   رد مع اقتباس
قديم 06-09-2017, 05:02 PM   المشاركة رقم: 2
معلومات العضو
الشيخ عباس محمد

إحصائية العضو







 
 


التوقيت

التواجد والإتصالات
الشيخ عباس محمد غير متواجد حالياً

كاتب الموضوع : الشيخ عباس محمد المنتدى : منتدى النبي المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم)
افتراضي

السؤال: النبي لا يعمل بالاجتهاد
ورد في بعض الروايات بأن النبي محمد (صلى الله عليه وآله) كان في حالة الشك أو الترديد , عند نزول الآية, وكان النبي (صلى الله عليه وآله) غير مسارع للأتيان بما أمره الله عزوجل , مع وضوح ظاهر الآية في الفور, وهذا الأمر يدل على مسائل وإشكلات..
أولها: اجتهاد النبي (صلى الله عليه وآله) في مقابل النص الآلهي.
الثاني: عصيان النبي (صلى الله عليه وآله) قبال ما أمره الله عزوجل!
فما هو الجواب؟

الجواب:
يمكن فهم تلك الرواية من عدة وجوه:
1- ليس هناك في الرواية ما يدل على إجتهاد الرسول (صلى الله عليه وآله) ولا معصية كما فهمت ذلك، ولا فورية في التبليغ فالآية حسب هذه الرواية بعد لم تنزل عليه، بل كل ما هناك ان جبرائيل أخبره بدنو أجله وضرورة نصب علياً (عليه السلام) للإمامة، ولم تقل الرواية ان جبرائيل نزل بنص الآية القرآنية، ولا دلالة في ذلك المقطع من الرواية على الفورية ولذلك طلب الرسول العصمة وانتظر ذلك وصعد جبرائيل دون أن يعترض بأن الأمر فوري، فمن أين فهمت الفورية؟! مع العلم ان النبي(صلى الله عليه وآله) لم يفهم الفورية، وإلاّ لما سأل العصمة وكذلك جبرائيل لم يفهم الفورية، وإلاّ لاعترض على الرسول ان هذا الأمر لا مجال فيه.
2- لو كان يفهم من تلك الرواية ان الرسول (صلى الله عليه وآله) كان يعمل بالاجتهاد لما قبلنا ذلك، لما دل عليه الدليل من أنه (صلوات الله عليه وآله) لم يكن عاملاً بالاجتهاد، مثل قوله تعالى: (( وما ينطق عن الهوى ان هو إلاّ وحي يوحى )) (النحم:3،4)، وقوله تعالى: (( قل ما يكون لي أن أبدله من تلقاء نفسي أن أتبع إلا ما يوحى إلي )) (يونس:155). ثم ان الاجتهاد يفيد الظن والنبي (صلى الله عليه وآله) قادر على معرفة الحكم على القطع والقادر على العلم لا يجوز له الرجوع إلى الظن. فهذه الرواية لو سلم أنها تدل حسب الظاهر على اجتهاد النبي (صلى الله عليه وآله) لابد من تأويلها بما ينسجم مع هذا الدليل. وكذلك دل الدليل على عصمة النبي (صلى الله عليه وآله) فلابد من تأويل أي كلام يحتمل العصيان.
3- هناك من يرى ان النبي (صلى الله عليه وآله) أراد تبليغ ذلك لكن المنافقون في كل مرة يشوشون عليه ، ففي كل مرة كان ينزل جبرائيل فيها كان النبي (صلى الله عليه وآله) يحاول التبليغ لكن المنافقون يصدونه عن التبليغ [ففي حديث جابر بن سمرة ان رسول الله خطب وأشار إلى الأئمة الاثني عشر فضج الناس حتى جعل ذلك الضجيج أن لا يسمع بقية الحديث، هكذا كان يعترض على كلام رسول الله (صلى الله عليه وآله) عند حديثه عن الخلفاء متابعة من بعده]. فسبب التأخير ليس هو النبي (صلى الله عليه وآله) بل المعارضة التي تحصل من المنافقين وطلب النبي (صلى الله عليه وآله) الاستغفار في التبليغ بعدما يرى من المنافقين رغبتهم الجادة في المعارضة.
4- ان طلب الرسول للعصمة وتأخره بسببها أمر مشروع يستحق التأخير ولو لم يكن أمراً مشروعاً لما أجابه الله إلى ذلك وأعطاه العصمة.



السؤال: النبي لا يحتاج الى الاجتهاد
عفوا أطرح على حضرتكم سؤال ... نحن الشيعة نقول بعدم وقوع الاجتهاد من النبي (ص). لماذا لم يقع الاجتهاد من الرسول (ص) مع أنه معصوم والمعصوم لا يخطىء ؟
الجواب:
الاخت زينب المحترمة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ان المراد من الاجتهاد الممنوع وقوعه من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) هو العمل بالظن والتظنّي بالاحكام الشرعية، وبما ان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) متصل بالوحي وعنده العلم التام بالاحكام الواقعية فحينئذ لا يحتاج الى إجتهاد والى عمل بالظن





السؤال: سيرته (صلى الله عليه و آله)
ما هي سيرة الرسول ونسبه وحياته (صلى الله عليه وآله وسلم) ؟
الجواب:

بالنسبة إلى نسب رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فهو: محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مفرّة... وينتهي نسبه الشريف الى النبي إبراهيم (عليه السلام).
وبالنسبة إلى سيرته (صلى الله عليه وآله)، فننقل لكم نص ما ورده العلامة المجلسي في (البحار 16 / 195) وللمزيد راجع المصدر المذكور :باب 9 : مكارم أخلاقه وسيره وسننه (صلى الله عليه وآله) وما أدّبه الله تعالى به .
الايات : (آل عمران:159) : (( فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الامر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين )). (الانعام:50 ): (( قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول لكم إني ملك إن أتبع إلا ما يوحى إلي )). (الاعراف:199): (( خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين )). (التوبة:61): (( ومنهم الذين يؤذون النبي ويقولون هو اذن قل اذن خير لكم يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين ورحمة للذين آمنوا منكم )). (النحل:127): (( واصبر وما صبرك إلا بالله ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون )). (الكهف:6): (( فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا )).
وقال تعالى: (( فلا تمار فيهم إلا مراء ظاهرا ولا تستفت فيهم منهم أحدا * ولا تقولن لشئ إني فاعل ذلك غدا * إلا أن يشاء الله واذكر ربك إذا نسيت وقل عسى أن يهدين ربي لاقرب من هذا رشدا )) (الكهف:22-244). (طه:2): (( ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى * إلا تذكرة لمن يخشى )).
وقال تعالى: (( فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ومن آنآء الليل فسبح وأطراف النهار لعلك ترضى * ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحيوة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقى * وأمر أهلك بالصلوة واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى )) (طه:130-132). (الشعراء:214-220): (( وأنذر عشريك الاقربين * واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين * فإن عصوك فقل إني برئ مما تعملون * وتوكل على العزيز الرحيم * الذي يراك حين تقوم * وتقلبك في الساجدين * إنه هو السميع العليم )). (النمل:70): (( ولا تحزن عليهم ولا تكن في ضيق مما يمكرون )) إلى قوله تعالى( فتوكل على الله إنك على الحق المبين )) (النمل:79).
وقال تعالى : (( إنما امرت أن أعبد رب هذه البلدة الذي حرمها وله كل شئ وامرت أن أكون من المسلمين * وأن أتلو القرآن )) (النمل:91).
(العنكبوت:45): (( اتل ما اوحي إليك من الكتاب وأقم الصلوة إن الصلوة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون )).
(الروم:60): (( فاصبر إن وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون )). (الاحزاب:48) : (( وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلا كبيرا * ولا تطع الكافرين والمنافقين ودع أذاهم وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا )).
(فاطر:8): (( فلا تذهب نفسك عليهم حسرات إن الله عليم بما يصنعون )).
(يس:69): (( وما علمناه الشعر وما ينبغي له إن هو إلا ذكر وقرآن مبين )) إلى قوله تعالى( فلا يحزنك قولهم إنا نعلم ما يسرون وما يعلنون )) (يس:76) .
ثم يذكر مجموعة من الآيات النازلة في حقه (صلى الله عليه وآله). تفسير : قال الطبرسي رحمه الله : (فبما رحمة) ما زائدة (من الله لنت لهم) أي أن لينك لهم مما يوجب دخولهم في الدين (ولو كنت فظا) أي جافيا سئ الخلق (غليظ القلب) أي قاسي الفؤاد ، غير ذي رحمة (لانفضوا من حولك) لتفرق أصحابك عنك ، (فاعف عنهم) ما بينك وبينهم (واستغفر لهم) ما بينهم وبيني (وشاورهم في الامر) أي استخراج آرائهم ، واعلم ما عندهم ، واختلف في فائدة مشاورته إياهم مع استغنائه بالوحي على أقوال :
أحدها: أن ذلك على وجه التطييب لنفوسهم ، والتألف لهم ، والرفع من أقدارهم .
وثانيها: أن ذلك ليقتدي به امته في المشاورة ، ولا يرونها نقيصة ، كما مدحوا بأن أمرهم شورى بينهم .
وثالثها: أن ذلك لامرين : لاجلال أصحابه ، وليقتدي امته به في ذلك .
ورابعها: أن ذلك ليمتحنهم بالمشاورة ، ليتميز الناصح من الغاش .
وخامسها: أن ذلك في أمور الدنيا، ومكائد الحرب، ولقاء العدو، وفي مثل ذلك يجوز أن يستعين بآرائهم. (فإذا عزمت) أي فإذا عقدت قلبك على الفعل وإمضائه، ورووا عن جعفر بن محمد، وعن جابر بن يزيد (فإذا عزمت) بالضم، فالمعنى إذا عزمت لك و وفقتك وأرشدتك (فتوكل على الله) أي فاعتمد على الله، وثق به، وفوض أمرك إليه، وفي هذه الآية دلالة على تخصيص نبينا (صلى الله عليه واله) بمكارم الاخلاق، ومحاسن الافعال، ومن عجيب أمره أنه كان أجمع الناس لدواعي الترفع، ثم كان أدناهم إلى التواضع، و ذلك أنه (صلى الله عليه واله) كان أوسط الناس نسبا، وأوفرهم حسبا، وأسخاهم وأشجعهم وأزكاهم و أفصحهم، وهذه كلها من دواعي الترفع، ثم كان من تواضعه أنه كان يرقع الثوب، ويخصف النعل، ويركب الحمار، ويعلف الناضح، ويجيب دعوة المملوك، ويجلس في الارض، ويأكل في الارض، وكان يدعو إلى الله من غير زبر ولا كهر ولا زجر، ولقد أحسن من مدحه في قوله .

فما حملت من ناقة فوق ظهرها ***** أبر وأوفى ذمة من محمد

وفي قوله تعالى : (( قل لا أقول لكم عندي خزائن الله )) أي خزائن رحمته، أو مقدوراته، أو أرزاق الخلائق (ولا أعلم الغيب) الذي يختص الله تعالى بعلمه، وإنما أعلم ما علمني (ولا أقول لكم إني ملك) أي لا أقدر على ما يقدر عليه الملك، فاشاهد من أمر الله وغيبه ما تشاهده الملائكة (إن أتبع إلا ما يوحى إلي) يريد ما أخبركم إلا بما أنزل الله إلي.
أقول : الحاصل أني لا أقدر أن آتيكم بمعجزة وآية إلا بما أقدرني الله عليه ، و أذن لي فيه ، ولا أعلم شيئا إلا بتعليمه تعالى ، ولا أعلم شيئا من قبل نفسي إلا بإلهام أو وحي منه تعالى ، ولا أقول : إني مبرأ من الصفات البشرية من الاكل والشرب وغير ذلك .
وقال الطبرسي رحمه الله في قوله تعالى : (( خذ العفو )) أي ما عفا من أموال الناس، أي ما فضل من النفقة، فكان رسول الله (صلى الله عليه واله) يأخذ الفضل من أموالهم ليس فيها شئ موقت، ثم نزلت آية الزكاة فصار منسوخا بها، وقيل: معناه خذ العفو من أخلاق الناس، واقبل الميسور منها، وقيل: هو العفو في قبول العذر من المعتذر، وترك المؤاخذة بالاساءة (وأمر بالعرف) يعني بالمعروف، وهو كل ما حسن في العقل فعله أو الشرع (وأعرض عن الجاهلين) أي أعرض عنهم عند قيام الحجة عليهم، والاياس من قبولهم، ولا تقابلهم بالسفه صيانة لقدرك. وفي قوله تعالى : (( ومنهم الذين يؤذون النبي ويقولون هو اذن )) أي يستمع إلى ما يقال له ويصغى إليه ويقبله (قل اذن خير لكم) أي يستمع إلى ما هو خير لكم وهو الوحي، أو هو يسمع الخير ويعمل به ومنهم من قرأ : (اذن خير لكم) بالرفع والتنوين فيهما، فالمعنى أن كونه اذنا أصلح لكم، لانه يقبل عذركم، ويستمع إليكم، ولو لم يقبل عذركم لكان شرا لكم، فكيف تعيبونه بما هو أصلح لكم؟ (يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين) أي لا يضره كونه اذنا فإنه اذن خير فلا يقبل إلا الخير الصادق من الله، و يصدق المؤمنين أيضا فيما يخبرونه، ويقبل منهم، دون المنافقين، وقيل : (يؤمن للمؤمنين) أي يؤمنهم فيما يلقي إليهم من الامان (ورحمة للذين آمنوا منكم) أي وهو رحمة لهم لانهم إنما نالوا الايمان بهدايته ودعائه إياهم. وفي قوله تعالى: (( واصبر )): أى فيما تبلغه من الرسالة، وفيما تلقاه من الاذى (وما صبرك إلا بالله) أى بتوفيقه وتيسيره وترغيبه فيه (ولا تحزن عليهم ) أى على المشركين في إعراضهم عنك، فإنه يكون الظفر والنصرة لك عليهم، ولا عتب عليك في إعراضهم (ولا تك في ضيق مما يمكرون) أى لا يكن صدرك في ضيق من مكرهم بك وبأصحابك، فإن الله يرد كيدهم في نحورهم. وفي قوله : (( فعلك باخع نفسك على آثارهم )) أي مهلك وقاتل نفسك على آثار قومك الذين قالوا: (لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الارض ينبوعا)، تمردا منهم على ربهم (إن لم يؤمنوا بهذا الحديث) أي القرآن (أسفا) أي حزنا وتلهفا. وفي قوله تعالى: (( فلا تمار فيهم )) أي فلا تجادل الخائضين في أمر الفتية وعددهم (إلا مرآء ظاهرا) أي إلا بما أظهرنا لك من أمرهم، أي إلا بحجة ودلالة وإخبار من الله سبحانه أو الامرآء يشهده الناس ويحضرونه، فلو أخبرتهم في غير مرأى من الناس لكذبوا عليك، ولبسوا على الضعفة، فادعوا أنهم كانوا يعرفونه، لان ذلك من غوامض علومهم (ولا تستفت فيهم منهم أحدا) أي لا تستخبر في أهل الكهف وعددهم من أهل الكتاب أحدا والخطاب له (صلى الله عليه وآله) والمراد غيره ( ولا تقولن لشئ إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله) فيه وجهان :
أحدهما: أنه نهي من الله سبحانه لنبيه (صلى الله عليه واله) أن يقول: إني أفعل شيئا في الغد إلا أن يقيد ذلك بمشية الله تعالى، فيقول: إن شاء الله تعالى، وفيه إضمار القول.
وثانيهما: أن قوله: (( أن يشآء الله )) بمعنى المصدر، وتقديره : ولا تقولن إني فاعل شيئا غدا إلا بمشية الله، والمعنى لا تقل: إني أفعل إلا ما يشآء الله ويريده من الطاعات.
(( واذكر ربك إذا نسيت )) أي إذا نسيت الاستثنآء ثم تذكرت فقل : إن شآء الله، وإن كان بعد يوم أو شهر أو سنة، وقد روي ذلك عن أئمتنا (عليهم السلام)، ويمكن أن يكون الوجه فيه أنه إذا استثنى بعد النسيان فإنه يحصل له ثواب المستثني من غير أن يؤثر الاستثنآء بعد انفصال الكلام في الكلام، وفي إبطال الحنث وسقوط الكفارة في اليمين، وقيل : معناه واذكر ربك إذا غضبت بالاستغفار ليزول عنك الغضب، وقيل : إنه أمر بالانقطاع إلى الله تعالى، ومعناه واذكر ربك إذا نسيت شيئا بك إليه حاجة يذكره (بحار الانوار مجلد: 16 من ص 201 سطر 19 الى ص 209 سطر 18) لك، وقيل : المراد به الصلاة، والمعنى إذا نسيت صلاة فصلها إذ ذكرتها. أقول: يحتمل أن يكون الخطاب متوجها إليه صلى الله عليه واله والمراد به غيره ، ويمكن أن يكون المراد بالنسيان الترك ، وسيأتي الكلام فيه إن شاء الله تعالى . ثم قال في قوله: (( وقل عسى أن يهدين ربي لاقرب من هذا رشدا ))أي قل: عسى أن يعطيني ربي من الآيات والدلالات على النبوة ما يكون أقرب إلى الرشد وأدل من قصة أصحاب الكهف .
قوله تعالى: (( طه )) ذهب أكثر المفسرين إلى أن معناه يا رجل بلسان الحبشية أو النبطية، وقيل: هو من أسماء النبي (صلى الله عليه واله) .
وقال الطبرسي: روي عن الحسن أنه قرأ (طه) بفتح الطاء وسكون الهاء، فإن صح فأصله (طأ) فابدل من الهمزة هآء، ومعناه طأ الارض بقدميك جميعا، فقد روي أن النبي صلى الله عليه واله كان يرفع إحدى رجليه في الصلاة ليزيد تعبه، فأنزل الله : (طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى) فوضعها، وروي ذلك عن أبي عبدالله (عليه السلام)، وقال قتادة : كان يصلي الليل كله ويعلق صدره بحبل حتى لا يغلبه النوم، فأمره الله سبحانه أن يخفف عن نفسه، وذكر أنه ما أنزل عليه الوحي ليتعب كل هذا التعب.
قوله تعالى: (( ما أنزلنا عليك القران لتشقى )) قال البيضاوي: ما أنزلناه عليك لتتعب بفرط تأسفك على كفر قريس، إذ ما عليك إلا أن تبلغ، أو بكثرة الرياضة وكثرة التهجد والقيام على ساق، والشقآء شائع بمعنى التعب، وقيل : رد وتكذيب للكفرة، فإنهم لما رأوا كثرة عبادته قالوا : إنك لتشقى بترك ديننا، وإن القرآن انزل عليك لتشقى به (إلا تذكرة) لكن تذكيرا، وانتصابه على الاستثناء المنقطع (لمن يخشى) لمن في قلبه خشية ورقة يتأثر بالانذار، أو لمن علم الله منه أنه يخشى بالتخويف منه، فإنه المنتفع به.
قوله تعالى: (( وسبح بحمد ربك )) قيل: أي وصل وأنت حامد لربك على هدايته وتوفيقه، أو نزهه عن الشرك وعن سائر ما يضيفون إليه من النقائص حامدا له على ما ميزك بالهدى، معترفا بأنه المولى للنعم كلها (قبل طلوع الشمس) يعني الفجر (وقبل غروبها) يعني الظهر والعصر، لانهما في آخر النهار، أو العصر وحده (ومن آناء الليل) ساعاته (فسبح) يعني المغرب والعشآء، وقيل: صلاة الليل (وأطراف النهار) تكرير لصلاتي الصبح والمغرب، إرادة الاختصاص، أو أمر بصلاة الظهر، فإنه نهاية النصف الاول من النهار، وبداية النصف الاخير (لعلك ترضى) أي سبح في هذه الاوقات طمعا أن تنال عند الله ما به ترضى نفسك (ولا تمدن عينيك) أي نظر عينيك (إلى ما متعنا به) استحسانا وتمنيا أن يكون لك مثله (أزواجا منهم) أصنافا من الكفرة (زهرة الحيوة الدنيا) الزهرة : الزينة والبهجة، منصوب بمحذوف دل عليه (متعنا) أو به على تضمينه معنى أعطينا (لنفتنهم فيه) أي لنبلوهم ونختبرهم فيه، أو لنعذبهم في الآخرة بسببه (ورزق ربك) وما ادخره لك في الآخرة، أو ما رزقك من الهدى والنبوة (خير) مما منحهم في الدنيا (وأبقى) فإنه لا ينقطع.
(( وأمر أهلك بالصلاة )) قال الطبرسي: أي أهل بيتك وأهل دينك بالصلوة، روى أبوسعيد الخدري قال: لما نزلت هذه الآية كان رسول الله (صلى الله عليه واله) يأتي باب فاطمة وعلي تسعة أشهر وقت كل صلاة فيقول: الصلاة يرحمكم الله، إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا. ورواه ابن عقدة من طرق كثيرة عن أهل البيت عليهم السلام وعن غيرهم، مثل أبي بردة، وأبي رافع. وقال أبوجعفر (عليه السلام): أمره الله تعالى أن يخص أهله دون الناس ليعلم الناس أن لاهله عند الله منزلة ليست للناس، فأمرهم مع الناس عامة، وأمرهم خاصة.
(( واصطبر عليها )) أي وأصبر على فعلها وعلى أمرهم بها (لا نسألك رزقا) لخلقنا ولا لنفسك، بل كلفناك للعبادة وأداء الرسالة، وضمنا رزق جميع العباد (نحن نرزقك) الخطاب للنبي صلى الله عليه واله، والمراد به جميع الخلق، أى نرزق جميعهم ولا نسترزقهم (والعاقبة للتقوى) أى العاقبة المحمودة لاهل التقوى . قوله تعالى: (( واخفض جناحك )) أي لين جانبك لهم، مستعار من خفض الطائر جناحه: إذا أراد أن ينحط (الذى يراك حين تقوم) أي إلى التهجد، أو للانذار (وتقلبك في الساجدين) أى ترددك في تصفح أحوال المتهجدين، كما روي أنه صلى الله عليه واله لما نسخ فرض قيام الليل طاف تلك الليلة ببيوت أصحابه لينظر ما يصنعون حرصا على كثرة طاعاتهم، فوجدها كبيوت الزنابير لما سمع من دندنتهم بذكر الله والتلاوة، أو تصرفك فيما بين المصلين بالقيام والركوع والسجود والقعود إذا أمهم .
قال الطبرسي : وقيل معناه وتقلبك في أصلاب الموحدين من نبي إلى نبي حتى أخرجك نبيا، وهو المروى عن أبي جعفر وأبي عبدالله (عليهما السلام )، قالا : في أصلاب النبيين نبي بعد نبي حتى أخرجه من صلب أبيه من نكاح غير سفاح، من لدن آدم.
قوله تعالى: (( إن الصلوة تنهى عن الفحشاء والمنكر )) أى سبب للانتهاء عن المعاصي حال الاشتغال بها وغيرها، من حيث أنها تذكر الله وتورث للنفس خشية منه، أو الصلاة الكاملة هي التي تكون كذلك، فإن لم تكن كذلك فكأنها ليست بصلاة، كما روى الطبرسي مرسلا عن أبي عبدالله عليه السلام قال: من أحب أن يعلم أقبلت صلاته أم لم تقبل؟ فلينظر هل منعته صلاته عن الفحشاء والمنكر، فبقدر ما منعته قبلت منه ( ولذكرالله أكبر) أى ذكر الله إياكم برحمته أكبر من ذكركم إياه بطاعته، أو ذكر العبد لله في جميع الاحوال أكبر الطاعات، أو أكبر في النهي عن الفحشآء والمنكر، وسيأتي لها في كتاب الامامة تأويلات اخر. قوله تعالى: (( فاصبر )) أى على أذاهم (إن وعد الله) بنصرتك وإظهار دينك على الدين كله (حق ولا يستخفنك) أى ولا يحملنك على الخفة والقلق (الذين لا يوقنون) بتكذيبهم.
قوله تعالى: (( وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلا كبيرا )) على سائر الامم (ولا تطع الكافرين والمنافقين) تهييج له على ما هو عليه من مخالفتهم (ودع أذاهم) أى إيذاءهم إياك، ولا تحتفل به، أو إيذاءك إياهم مجازاة ومؤاخذة على كفرهم، و لذلك قيل: إنه منسوخ (وكفى بالله وكيلا) موكولا إليه الامر في الاحوال كلها.
قوله تعالى: (( فلا تذهب نفسك عليهم حسرات )) أى فلا تهلك نفسك عليهم للحسرات على غيهم وإصرارهم على التكذيب. (إن الله عليم بما يصنعون) فيجازيهم عليه.
قوله تعالى: (( وما علمناه الشعر )) قال البيضاوى: رد لقولهم: إن محمدا شاعر، أى ما علمناه الشعر بتعليم القرآن، فإنه غير مقفى ولا موزون، وليس معناه ما يتوخاه الشعراء من التخييلات المرغبة والمنفرة (وما ينبغي له) وما يصح له الشعر ولا يتأتى له إن أراد قرضه على ما اختبرتم طبعه نحوا من أربعين سنة، وقوله:

أنا النبي لا كذب ***** أنا ابن عبدالمطلب
وقوله:
هل أنت إلا أصبع دميت ***** وفي سبيل الله ما لقيت
اتفاقي من غير تكلف وقصد منه إلى ذلك، وقد يقع مثله كثيرا في تضاعيف المنثورات، على أن الخليل ما عد المشطور من الرجز شعرا، وروي أنه حرك البائين، و كسر التاء الاولى بلا إشباع، وسكن الثانية، وقيل : الضمير للقرآن أى وما يصح للقرآن أن يكون شعرا .
وفي قوله تعالى: (( واستغفر لذنبك )) : وأقبل على أمر دينك وتدارك فرطاتك بترك الاولى والاهتمام بأمر العدى بالاستغفار، فإنه تعالى كافيك في النصر وإظهار الامر (وسبح بحمد ربك بالعشي والابكار) : ودم على التسبيح والتحميد لربك، وقيل: صل لهذين الوقتين، إذ كان الواجب بمكة ركعتان بكرة، وركعتان عشآء. وفي قوله تعالى: (( ولا تستوي الحسنة ولا السيئة )) : أي في الجزاء وحسن العاقبة (إدفع) أي السيئة حيث اعترضتك (بالتي هي أحسن) منها وهي الحسنة، أو بأحسن ما يمكن رفعها به من الحسنات (فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم) أي إذا فعلت ذلك صار عدوك المشاق مثل الولي الشفيق (وما يلقاها) أي هذه السجية وهي مقابلة الاساءة بالاحسان (إلا الذين صبروا ) فإنها تحبس النفس عن الانتقام (وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم) من الخير وكمال النفس، وقيل: الحظ العظيم: الجنة (وإما ينزغنك من الشيطان نزغ) أي نخس، شبه به وسوسته لانها بعث على ما لا ينبغي كالدفع بما هو أسوء (فاستعذ بالله) من شره ولا تطعه (إنه هو السميع ) لاستعاذتك (العليم) بنيتك أو بصلاحك.
وفي قوله تعالى: (( وقيله )) : عطف على (الساعة) أي وقول الرسول (فاصفح عنهم) فأعرض عن دعوتهم آيسا عن إيمانهم (وقل سلام) تسلم منكم ومتاركة (فسوف يعلمون) تسلية للرسول، وتهديد لهم.
وفي قوله تعالى: (( ولا تستعجل لهم )) : أي لكفار قريش بالعذاب فإنه نازل بهم في وقته لا محالة (كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار) استقصروا من هو له مدة لبثهم في الدنيا حتى يحسبونها ساعة (بلاغ) أى هذا الذي وعظتم به، أو هذه السورة كفاية، أو تبليغ من الرسول (صلى الله عليه واله).
قوله تعالى: (( فاعلم أنه لا إله إلا الله )) قال الطبرسي رحمه الله: أي أقم على هذا العلم، واثبت عليه، وقيل: يتعلق بما قبله، أي إذا جاءتهم الساعة فاعلم أنه لا إله إلا الله، أي يبطل الممالك عند ذلك فلا ملك ولا حكم لاحد إلا الله، وقيل: إن هذا إخبار بموته، أي فاعلم أن الحي الذي لا يموت هو الله وحده، وقيل: إنه صلى الله عليه واله كان ضيق الصدر من أذى قومه فقيل له: فاعلم أنه لا كاشف لذلك إلا الله (واستغفر لذنبك) الخطاب له والمراد به الامة، وقيل: المراد به الانقطاع إلى الله تعالى، فإن الاستغفار عبادة يستحق به الثواب. (والله يعلم متقلبكم ومثواكم) أي متصرفكم في أعمالكم في الدنيا، ومصيركم في الآخرة إلى الجنة أو إلى النار، وقيل: متقلبكم في أصلاب الآبآء إلى أرحام الامهات، (ومثواكم) أي مقامكم في الارض، وقيل: متقلبكم من ظهر إلى بطن، ومثواكم في القبور، وقيل: متصرفكم بالنهار، ومضجعكم بالليل.
وقال البيضاوي في قوله تعالى: (( وسبح بحمد ربك )) : أي نزهه عن العجز عما يمكن، والوصف بما يوجب التشبيه، حامدا له على ما أنعم عليك من إصابة الحق وغيرها (قبل طلوع الشمس وقبل الغروب) يعني الفجر والعصر (ومن آناء الليل فسبحه) أي وسبحه بعض الليل (وأدبار السجود) وأعقاب الصلاة، وقيل: المراد بالتسبيح الصلاة، فالصلاة قبل الطلوع الصبح، وقبل الغروب الظهر والعصر، ومن الليل العشآء آن والتهجد، وأدبار السجود النوافل بعد المكتوبات، وقيل: الوتر بعد العشاء.
وقال الطبرسي رحمه الله: (وأدبار السجود) فيه أقوال:
أحدها: أن المراد به الركعتان بعد المغرب (وإدبار النجوم) الركعتان قبل الفجر عن علي والحسن بن علي (عليهم السلام).
وثانيها: أنه التسبيح بعد كل صلاة.
وثالثها: أنه النوافل بعد المفروضات.
ورابعها: أنه الوتر من آخر الليل، وروي ذلك عن أبي عبدالله (عليه السلام).
قوله تعالى: (( وما أنت عليهم بجبار )) قال البيضاوي: أي بمسلط تقسرهم على الايمان، أو تفعل بهم ما تريد، وإنما أنت داع.
وفي قوله تعالى: (( واصبرك لحكم ربك )) : بإمهالهم وإبقائك في عنائهم (فإنك بأعيننا) في حفظنا بحيث نراك ونكلاك (وسبح بحمد ربك حين تقوم) عن أي مكان قمت، أو من منامك، أو إلى الصلاة (( ومن الليل فسبحه )) فإن العبادة فيه أشق على النفس وأبعد عن الرئاء (وإدبار النجوم) وإذا أدبرت النجوم من آخر الليل.
وقال الطبرسي رحمه الله: يعني الركعتين قبل صلاة الفجر وهو المروي عن أبي جعفر وأبي عبدالله ع(ليهما السلام).
وقال البيضاوي في قوله تعالى: (( ن )) : من أسمآء الحروف، وقيل: اسم الحوت والمراد به الجنس أو اليهموت وهو الذي عليه الارض، أو الدواة، فإن بعض الحيتان يستخرج منه شئ أسود يكتب به.
وقال الطبرسي: روي مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه واله قال: هو نهر في الجنة قال الله له: كن مدادا فجمد، وكان أبيض من اللبن، وأحلى من الشهد، ثم قال للقلم: اكتب فكتب القلم ما كان وهو كائن إلى يوم القيامة، عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام).
(( والقلم )) قال البيضاوي: هو الذي خط اللوح، أو الذي يخط به، أقسم به لكثرة فوائده (وما يسطرون) وما يكتبون، والضمير للقلم بالمعنى الاول على التعظيم، أو بالمعنى الثاني على إرادة الجنس، وإسناد الفعل إلى الآلة وإجرائه مجرى اولي العلم لاقامته مقامه، أو لاصحابه، أو للحفظة، وما مصدرية أو موصولة (ما أنت بنعمة ربك بمجنون) جواب القسم، والمعنى ما أنت بمجنون منعما عليك بالنبوة وحصافة الرأي (وإن لك لاجرا) على الاحتمال أو الابلاغ (غير ممنون) مقطوع، أو ممنون به عليك من الناس، فإنه تعالى يعطيك بلا توسط (وإنك لعلى خلق عظيم) إذ تحتمل من قومك ما لا يحتمله أمثالك (فستبصر ويبصرون * بأيكم المفتون) أيكم الذي فتن بالجنون، والباء مزيدة، أو بأيكم الجنون، على أن (المفتون) مصدر، أو بأي الفريقين منكم الجنون ؟ أبفريق المؤمنين، أو بفريق الكافرين ؟ أي في أيهما من يستحق هذا الاسم (فاصبر لحكم ربك) وهو إمهالهم وتأخير نصرتك عليهم (ولا تكن كصاحب الحوت) يونس (إذ نادى) في بطن الحوت (وهو مكظوم) مملو غيظا في الضجرة فتبتلى ببلائه.
وقال الطبرسي رحمه الله: (إنك لعلى خلق عظيم) أي على دين عظيم، وقيل: معناه إنك متخلق بأخلاق الاسلام، وعلى طبع كريم، وقيل: سمي خلقه عظيما لاجتماع مكارم الاخلاق فيه، ويعضده ما روي عنه (صلى الله عليه واله) أنه قال: (إنما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق)، وقال (صلى الله عليه واله): (أدبني ربي فأحسن تأديبي)
وقال: وأخبرني السيد أبو الحمد مهدي بن نزار الحسيني، عن أبي القاسم الحسكاني بإسناده عن الضحاك بن مزاحم قال: لما رأت قريش تقديم النبي صلى الله عليه واله عليا عليه السلام وإعظامه له نالوا من علي (عليه السلام)، وقالوا: قد افتتن به محمد صلى الله عليه واله، فأنزل الله تعالى (ن والقلم وما يسطرون) قسم أقسم الله به (ما أنت) يا محمد (بنعمة ربك بمجنون * وإنك لعلى خلق عظيم) يعني القرآن إلى قوله: (بمن ضل عن سبيله) وهم النفر الذين قالوا ما قالوا (وهو أعلم بالمهتدين) علي ابن أبي طالب (عليه السلام).
وقال البيضاوي في قوله تعالى: (( ملتحدا )) أي منحرفا وملتجئا (إلا بلاغا من الله) استثناء من قوله: (لا أملك) فإن التبليغ إرشاد وإنفاع، أو من (ملتحدا) و (رسالاته) عطف على (بلاغا من الله).
(( ومن يعص الله ورسوله )) في الامر بالتوحيد، إذ الكلام فيه (حتى إذا رأوا ما يوعدون) في الدنيا كوقعة بدر أو في الآخرة (قل إن أدري) أي ما أدري (أم يجعل له ربي أمدا) غاية يطول مدتها، كأنه لما سمع المشركون (حتى إذا رأوا ما يوعدون) قالوا: متى يكون ؟ إنكارا، قيل: قل: إنه كائن لا محالة، ولكن لا أدري وقته (فلا يظهر) فلا يطلع (على غيبه أحدا) أي على الغيب المخصوص به علمه (إلا من ارتضى)يعلم بعضه حتى يكون له معجزة (من رسول) بيان (من).
(( فإنه يسلك من بين يديه )) من بين يدي المرتضى (ومن خلفه رصدا) حرسا من الملائكة يحرسونه من اختطاف الشياطين وتخاليطهم (ليعلم أن قد أبلغوا) أي ليعلم النبي الموحى إليه أن قد أبلغ جبرئيل والملائكة النازلون بالوحي، أو ليعلم الله أن أبلغ الانبياء بمعنى ليتعلق علمه به موجودا (رسالات ربهم) كما هي محروسة عن عن التغيير (وأحاط بما لديهم) بما عند الرسل (وأحصى كل شئ عددا) حتى القطر والرمل .
وفي قوله تعالى: (( يا أيها المزمل * قم الليل... )) أي قم إلى الصلاة، أو داوم عليها (إلا قليلا نصفه أو انقص منه قليلا أو زد عليه) الاستثناء من (الليل) و (نصفه) بدل من (قليلا) وقلته بالنسبة إلى الكل، والتخيير بين قيام النصف والزائد عليه كالثلثين، والناقص عنه كالثلث، أو (نصفه) بدل من (الليل)والاستثناء منه، والضمير في (منه) و (عليه) للاقل من النصف كالثلث، فيكون التخيير بينه وبين الاقل منه كالربع، والاكثر منه كالنصف، أو للنصف، والتخيير بين أن يقوم أقل منه على البت، وأن يختار أحد الامرين من الاقل والاكثر، أو الاستثناء من أعداد الليل، فإنه عام، والتخيير بين قيام النصف و الناقص عنه والزائد عليه (ورتل القرآن ترتيلا) اقرأه على تؤدة وتبيين حروف بحيث يتمكن السامع من عدها (إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا) يعني القرآن. فإنه لما فيه من التكاليف الشاقة ثقيل على المكلفين، أو رصين لرزانة لفظه ومتانة معناه، أو ثقيل على المتأمل فيه لافتقاره إلى مزيد تصفية للسر، وتحديد للنظر، أو ثقيل في الميزان، أو على الكفار والفجار، أو ثقيل تلقيه لقول عائشة: رأيته ينزل عليه الوحي في اليوم الشديد البرد فينفصم عنه، وإن جبينه ليرفض عرقا (إن ناشئة الليل) إن النفس التي تنشأ من مضجعها إلى العبادة، من نشأ من مكانه: إذا نهض، أو قيام الليل على أن الناشئة له، أو العبادة التي تنشأ بالليل، أي تحدث، أو ساعات الليل، فإنها تحدث واحدة بعد اخرى، أو ساعاتها الاول من نشأت: إذا ابتدأت (هي أشد وطأ) أى كلفة، أو ثبات قدم (وأقوم قيلا) وأسد مقالا، أو أثبت قراءة لحضور القلب، وهدوء الاصوات (إن لك في النهار سبحا طويلا) تقلبا في مهامك واشتغالا بها، فعليك بالتهجد، فإن مناجات الحق تستدعي فراغا (واذكر اسم ربك) ودم على ذكره ليلا ونهارا (وتبتل إليه تبتيلا) وانقطع إليه بالعبادة، وجرد نفسك عما سواه (رب المشرق والمغرب) خبر محذوف، أو مبتدأ خبره (لا إله إلا هو).
(( فاتخذه وكيلا )) مسبب عن التهليلة، فإن توحده بالالوهية يقتضي أن توكل إليه الامور (واصبر على ما يقولون) من الخرافات (واهجرهم هجرا جميلا) بأن تجانبهم وتداريهم ولا تكافيهم، وتكل أمرهم إلى الله كما قال: (وذرني والمكذبين) دعني وإياهم، وكل إلي أمرهم (اولي النعمة) أرباب التنعم، يريد صناديد قريش (ومهلهم قليلا) زمانا أو إمهالا (إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه) استعار الادنى للاقل، لان الاقرب إلى الشئ أقل بعدا منه، و (نصفه) و (ثلثه) عطف على (أدنى).
(وطائفة من الذين معك) ويقوم ذلك جماعة من أصحابك (والله يقدر الليل والنهار) لا يعلم مقادير ساعاتهما كما هي إلا الله (علم أن لن تحصوه) أي لن تحصوا تقدير الاوقات، ولن تستطيعوا ضبط الساعات (فتاب عليكم) بالترخيص في ترك القيام المقدور، ورفع التبعة فيه (فاقرؤا ما تيسر من القرآن) فصلوا ما تيسر عليكم من صلاة الليل، عبر عن الصلاة بالقراءة كما عبر عنها بسائر أركانها، قيل: كان التهجد واجبا على التخيير المذكور، فعسر عليهم القيام به فسنخ به، ثم نسخ هذا بالصلوات الخمس، أو فاقرؤا القرآن بعينه كيفما تيسر عليهم (علم أن سيكون منكم مرضى) استيناف يبين حكمة اخرى مقتضية للترخيص والتخفيف، ولذلك كرر الحكم مرتبا عليه، وقال: (وآخرون يضربون في الارض يبتغون من فضل الله) والضرب في الارض: ابتغآء للفضل، أو المسافرة للتجارة، وتحصيل العلم .
(( يا أيها المدثر )) أي المتدثر، وهو لابس الدثار، وسيأتي القول فيه (قم) من مضجعك، أو قم قيام عزم وجد (فأنذر) مطلق للتعميم، أو مقدر بمفعول دل عليه قوله: (وأنذر عشيرتك الاقربين).
(( وربك فكبر )) وخصص ربك بالتكبير وهو وصفه بالكبرياء عقدا وقولا (و ثيابك فطهر) من النجاسات فإن التطهير واجب في الصلاة، محبوب في غيرها، وذلك بغسلها أو بحفظها عن النجاسة كتقصيرها مخافة جر الذيول فيها، وهو أول ما امر به من رفض العادات المذمومة، أو طهر نفسك من الاخلاق والافعال الذميمة أو فطهر دثار النبوة عما يدنسه من الحقد والضجر وقلة الصبر (والرجز فاهجر) واهجر العذاب بالثبات على هجر ما يؤدي إليه من الشرك وغيره من القبائح (ولا تمنن تستكثر) ولا تعط مستكثرا، نهي عن الاستغزاز، وهو أن يهب شيئا طامعا في عوض أكثر، نهي تنزيه، أو نهيا خاصا به (صلى الله عليه واله)، أو لا تمنن على الله بعبادتك مستكثرا إياها، أو على الناس بالتبليغ مستكثرا به الاجر منهم، أو مستكثرا إياه (ولربك) ولوجهه أو أمره (فاصبر) فاستعمل الصبر، أو فاصبر على مشاق التكاليف وأذى المشركين.
وفي قوله تعالى: (ولا تطع منهم آثما أو كفورا) أي كل واحد من مرتكب الاثم، الداعي لك إليه، ومن الغالي في الكفر الداعي إليه (واذكر اسم ربك بكرة وأصيلا) أي وداوم على ذكره، أو دم على صلاة الفجر والظهر والعصر، فإن الاصيل يتناول وقتيهما (ومن الليل فاسجد له) وبعض الليل فصل له، ولعل المراد به صلاة المغرب والعشآء (وسبحه ليلا طويلا) وتهجد له طائفة طويلة من الليل.
لى: أبي، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبان الاحمر، عن الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام) قال: جآء رجل إلى رسول الله (صلى الله عليه واله) وقد بلي ثوبه، فحمل إليه اثنى عشر درهما، فقال: يا علي خذ هذه الدراهم فاشتر لي ثوبا ألبسه، قال علي (عليه السلام): فجئت إلى السوق فاشتريت له قميصا باثنى عشر درهما، وجئت به إلى رسول الله (صلى الله عليه واله)، فنظر إليه فقال: يا علي غير هذا أحب إلي، أترى صاحبه يقيلنا ؟ فقلت: لا أدري، فقال: انظر، فجئت إلى صاحبه فقلت: إن رسول الله (صلى الله عليه واله) قد كره هذا يريد ثوبا دونه فأقلنا فيه، فرد علي الدراهم، وجئت به. إلى رسول الله (صلى الله عليه واله) فمشى معي إلى السوق ليبتاع قميصا، فنظر إلى جارية قاعدة على الطريق تبكي، فقال لها رسول الله (صلى الله عليه واله): ما شأنك ؟ قالت: يا رسول الله إن أهل بيتي أعطوني أربعة دراهم لاشتري لهم بها حاجة فضاعت فلا أجسر أن أرجع إليهم، فأعطاها رسول الله (صلى الله عليه واله) أربعة دراهم، وقال: ارجعي إلى أهلك، ومضى رسول الله (صلى الله عليه واله) إلى السوق فاشترى قميصا بأربعة دراهم، ولبسه وحمد الله، وخرج فرأى رجلا عريانا يقول: من كساني كساه الله من ثياب الجنة، فخلع رسول الله (صلى الله عليه واله) قميصه الذي اشتراه وكساه السائل، ثم رجع إلى السوق فاشترى بالاربعة التي بقيت قميصا آخر، فلبسه وحمد الله ورجع إلى منزله، وإذا الجارية قاعدة على الطريق، فقال لها رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما لك لا تأتين أهلك ؟ قالت: يا رسول الله إني قد أبطأت عليهم وأخاف أن يضربوني، فقال رسول الله (صلى الله عليه واله): مري بين يدي ودليني على أهلك، فجآء رسول الله (صلى الله عليه واله) حتى وقف على باب دارهم، ثم قال: السلام عليكم يا أهل الدار، فلم يجيبوه، فأعاد السلام فلم يجيبوه، فأعاد السلام فقالوا: عليك السلام يا رسول الله ورحمة الله وبركاته، فقال لهم: ما لكم تركتم إجابتي في أول السلام والثاني ؟ قالوا: يا رسول الله سمعنا سلامك فأحببنا أن تستكثر منه، فقال رسول الله (صلى الله عليه واله): إن هذه الجارية أبطأت عليكم فلا تؤاخذوها، فقالوا: يا رسول الله هي حرة لممشاك، فقال رسول الله (صلى الله عليه واله): الحمد لله، ما رأيت اثنى عشر درهما أعظم بركة من هذه، كسى الله بها عريانين، وأعتق بها نسمة
لى: ابن الوليد، عن الصفار، عن عبدالله بن الصلت، عن يونس، عن ابن حميد، عن محمد بن قيس، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه واله): خمس لا أدعهن حتى الممات: الاكل على الحضيض مع العبيد، وركوبي الحمار مؤكفا، وحلبي العنز بيدي، ولبس الصوف، والتسليم على الصبيان، لتكون سنة من بعدي
ن، ع: المظفر العلوي، عن ابن العياشي، عن أبيه، عن علي بن الحسن ابن فضال، عن محمد بن الوليد، عن العباس بن هلال، عن الرضا، عن آبائه، عن علي (عليهم السلام) مثله. ل: ابن المتوكل، عن السعد آبادي، عن البرقي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، وصفوان معا عن الحسين بن مصعب، عن أبي عبدالله، عن آبائه (عليهم السلام) مثله
بيان: الاكل على الحضيض: الاكل على الارض من غير أن يكون خوان، قال الجوهري: والحضيض: القرار من الارض عند منقطع الجبل، وفي الحديث (إنه اهدي إلى رسول الله (صلى الله عليه واله) هدية فلم يجد شيئا يضعه عليه، فقال: ضعه بالحضيض، فإنما أنا عبد آكل كما يأكل العبد) يعني بالارض. وقال الفيروزآبادي: إكاف الحمار ككتاب وغراب ووكافه: برذعته، والاكاف: صانعه، وآكف الحمار إيكافا وأكفه تأكيفا: شده عليه. أقول: سيأتي شرح الخبر بتمامه في كتاب الآداب والسنن إن شاء الله تعالى.
لى: العطار، عن أبيه، عن ابن عيسى، عن أبيه، عن صفوان بن يحيى، عن العيض بن القاسم قال: قلت للصادق جعفر بن محمد (عليه السلام): حديث يروى عن أبيك (عليه السلام) أنه قال: ما شبع رسول الله (صلى الله عليه واله) من خبز بر قط، أهو صحيح ؟ فقال: لا، ما أكل رسول الله صلى الله عليه وآله خبز بر قط، ولا شبع من خبز شعير قط
لى: ابن إدريس، عن ابن عيسى، عن محمد بن يحيى الخزاز، عن موسى بن إسماعيل، عن أبيه، عن موسى بن جعفر، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السلام) عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: إن يهوديا كان له على رسول الله (صلى الله عليه واله) دنانير فتقاضاه فقال له: يا يهودي ما عندي ما أعطيك فقال: فإني لا افارقك يا محمد حتى تقضيني، فقال: إذا أجلس معك، فجلس معه حتى صلى في ذلك الموضع الظهر والعصر والمغرب والعشآء الآخرة والغداة، وكان أصحاب رسول الله (صلى الله عليه واله) يتهددونه ويتواعدونه، فنظر رسول الله صلى الله عليه واله إليهم فقال: ما الذي تصنعون به ؟ فقالوا يا رسول الله يهودي يحبسك ؟ فقال صلى الله عليه واله: لم يبعثني ربي عزوجل بأن أظلم معاهدا ولا غيره، فلما علا النهار قال اليهودي: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، وشطر مالي في سبيل الله، أما والله ما فعلت بك الذي فعلت إلا لانظر إلى نعتك في التوراة، فإني قرأت نعتك في التوراة: محمد بن عبدالله مولده بمكة ومهاجره بطيبة، وليس بفظ ولا غليظ ولا سخاب، ولا متزين بالفحش، ولا قول الخنآء، وأنا أشهد أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله (صلى الله عليه واله)، وهذا مالي، فاحكم فيه بما أنزل الله، وكان اليهودي كثير المال، ثم قال (عليه السلام): كان فراش رسول الله صلى الله عليه واله عباءة، وكانت مرفقته أدم حشوها ليف، فثنيت له ذات ليلة، فلما أصبح قال: لقد منعني الفراش الليلة الصلاة، فأمر عليه السلام أن يجعل بطاق واحد. بيان: قال الجزري: فيه من قتل معاهدا لم يقبل الله منه صرفا ولا عدلا، يجوز أن يكون بكسر الهآء وفتحها على الفاعل والمفعول، وهو في الحديث بالفتح أشهر وأكثر، والمعاهد: من كان بينك وبينه عهد، وأكثر ما يطلق في الحديث على أهل الذمة، وقد يطلق على غيرهم من الكفار إذا صولحوا على ترك الحرب مدة ما، وقال: الشطر: النصف. وقال الجوهري: طيبة على وزن شيبة: اسم مدينة الرسول صلى الله عليه واله، والصخب بالصاد وبالسين: الضجة، واضطراب الاصوات للخصام. قوله عليه السلام: ولا متزين، في بعض النسخ بالزآء المعجمة، أي لم يجعل الفحش زينة كما يتخذه اللئام، وفي بعضها بالرآء أي لا يدنس نفسه بذلك. والخنآء أيضا الفحش في القول، والمرفقة بالكسر: الوسادة
فس: أبي، عن ابن أبي عمير، عن عبدالله بن سنان، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: كان رسول الله (صلى الله عليه واله) في بيت ام سلمة في ليلتها، ففقدته من الفراش، فدخلها في ذلك ما يدخل النسآء، فقامت تطلبه في جوانب البيت حتى انتهت إليه وهو في جانب من البيت (بحار الانوار مجلد: 16 من ص 217 سطر 19 الى ص 225 سطر 18) قائم رافع يديه يبكي وهو يقول: (اللهم لا تنزع مني اللهم لا تشمت بي عدوا ولا حاسدا أبدا، اللهم ولا تردني في سوء استنقذتني منه أبدا، اللهم ولا تكلني إلي نفسي طرفة عين أبدا) قال: فانصرفت ام سلمة تبكي حتى انصرف رسول الله (صلى الله عليه واله) لبكائها فقال لها: ما يبكيك يا ام سلمة ؟ فقالت: بأبي أنت وامي يا رسول الله ولم لا أبكي وأنت بالمكان الذي أنت به من الله، قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، تسأله أن لا يشمت بك عدوا أبدا، وأن لا يردك في سوء استنقذك منه أبدا، وأن لا ينزع منك صالحا أعطاك أبدا، وأن لا يكلك إلى نفسك طرفة عين أبدا ؟ فقال: يا ام سلمة وما يؤمنني ؟ وإنما وكل الله يونس بن متى إلى نفسه طرفة عين وكان منه ما كان
ابن طريف، عن ابن علوان، عن جعفر، عن أبيه عليهما السلام قال: جاء إلى النبي (صلى الله عليه واله) سائل يسأله، فقال رسول الله (صلى الله عليه واله): هل من أحد عنده سلف ؟ فقام رجل من الانصار من بني الجبلى فقال: عندي يا رسول الله، قال: فأعط هذا السائل أربعة أوساق تمر، قال: فأعطاه، قال: ثم جآء الانصاري بعد إلى النبي (صلى الله عليه واله) يتقاضاه فقال له: يكون إن شآء الله ثم عاد إليه فقال: يكون إن شآء الله، ثم عاد إليه الثالثة فقال: يكون إنشآء الله، فقال: قد أكثرت يا رسول الله من قول: يكون إن شآء الله، قال: فضحك رسول الله، وقال: هل من رجل عنده سلف ؟ قال: فقام رجل فقال له: عندي يا رسول الله، قال: وكم عندك ؟ قال: ما شئت، قال: فأعط هذا ثمانية أوسق من تمر، فقال الانصاري: إنما لي أربعة يا رسول الله، قال رسول الله (صلى الله عليه واله): وأربعة أيضا .
ابن طريف، عن ابن علوان، عن جعفر، عن أبيه (عليه السلام) أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) لم يورث دينارا ولا درهما ولا عبدا ولا وليدة ولا شاة ولا بعيرا، ولقد قبض (صلى الله عليه واله) وأن درعه مرهونة عند يهودي من يهود المدينة بعشرين صاعا من شعير استلفها نفقة لاهله.
أبو البخترى، عن جعفر، عن أبيه (عليه السلام) أن المساكين كانوا يبيتون في المسجد على عهد رسول الله صلى الله عليه واله، فأفطر النبي صلى الله عليه واله مع المساكين الذين في المسجد ذات ليلة عند المنبر في برمة فأكل منها ثلاثون رجلا، ثم ردت إلى أزواجه شبعهن
محمد بن الوليد، عن ابن بكير قال: سألت أبا عبدالله (عليه السلام) عن الصلاة قاعدا أو يتوكأ على عصا، أو على حائط ؟ فقال: لا، ما شأن أبيك وشأن هذا ؟ ما بلغ ابوك هذا بعد أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعد ما عظم أو بعد ما ثقل كان يصلي وهو قائم، و رفع إحدى رجليه حتى أنزل الله تبارك وتعالى: (طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى) فوضعها.
بيان: لعل تحمل هذه الاثقال في العبادة كان في الشريعة ثم نسخ.
محمد بن عمر الحافظ البغدادي، عن إسحاق بن جعفر العلوي، عن أبيه جعفر بن محمد، عن علي بن محمد العلوي المعروف بالمشلل، عن سليمان بن محمد القرشي، عن إسحاق بن أبي زياد، عن جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي (عليهما السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): خمس لست بتاركهن حتى الممات: لباسي الصوف، وركوبي الحمار مؤكفا، وأكلي مع العبيد، وخصفي النعل بيدي، وتسليمي على الصبيان لتكون سنة من بعدي
بالاسانيد الثلاثة، عن الرضا، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه واله): أتاني ملك فقال: يا محمد إن ربك يقرئك السلام، ويقول: إن شئت جعلت لك بطحآء مكة ذهبا، قال: فرفع رأسه إلى السمآء وقال: يا رب أشبع يوما فأحمدك، وأجوع يوما فأسألك. عمر بن محمد، عن ابن مهرويه، عن داود بن سليمان، عنه عليه السلام مثله.
بإسناد التميمي، عن الرضا، عن آبائه، عن علي (عليهم السلام) قال: كان النبي (صلى الله عليه واله) يضحى بكبشين أملحين أقرنين.
بهذا الاسناد قال: إن النبي (صلى الله عليه واله) كان يتختم في يمينه.
وبهذا الاسناد قال: ما شبع النبي (صلى الله عليه واله) من خبز بر ثلاثة أيام حتى مضى لسبيله.
الحسين بن أحمد البيهقي، عن محمد بن يحيى الصولي، عن سهل بن القاسم النوشجاني قال: قال رجل للرضا (عليه السلام): يابن رسول الله إنه يروى عن عروة بن زبير أنه قال: توفي النبي (صلى الله عليه واله) وهو في تقية، فقال: أما بعد قول الله عزوجل: (يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس) فإنه أزال كل تقية بضمان الله عزوجل له وبين أمر الله، ولكن قريشا فعلت ما اشتهت بعده، وأما قبل نزول هذه الآية فلعله.
المفيد، عن الحسين بن محمد التمار، عن محمد بن إسكاب، عن مصعب بن المقدام بن شريح، عن أبيه، عن عائشة أن النبي (صلى الله عليه واله) كان إذا رأى ناشئا ترك كل شئ، وإن كان في صلاة، وقال: (اللهم إني أعوذ بك من شر ما فيه) فإن ذهب حمد الله، وإن أمطر قال: (اللهم اجعله ناشئا نافعا) والناشئ: السحاب، والمخيلة أيضا: السحابة. بيان: قوله: والناشئ إلى آخر الكلام إما كلام الشيخ، أو بعض الروات و قال الجزرى: فيه كان إذا رأى ناشئا في افق السمآء، أي سحابا لم يتكامل اجتماعه و اصطحابه.
ابن حشيش، عن أحمد، عن سليمان بن أحمد الطبراني، عن: عمرو ابن ثور، عن محمد بن يوسف، عن سفيان الثوري، عن عبدالرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة قال: ما شبع آل محمد (عليه السلام) ثلاثة أيام تباعا حتى لحق بالله عزوجل.
ابن مخلد، عن الخالدي، عن الحسن بن علي القطان، عن عباد ابن موسى، عن إبراهيم بن سليمان، عن عبدالله بن مسلم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: كان رسول الله (صلى الله عليه واله) يجلس على الارض، ويأكل على الارض، و يعتقل الشاة، ويجيب دعوة المملوك على خبز الشعير.
حمويه بن علي، عن محمد بن محمد بن بكر الهزالي، عن الفضل بن الحباب، عن سلم، عن أبي هلال، عن بكر بن عبدالله أن عمر بن الخطاب دخل على النبي (صلى الله عليه واله) وهو موقوذ - أو قال: محموم - فقال له عمر: يا رسول الله ما أشد وعكك أو حماك ؟ فقال: ما منعني ذلك أن قرأت الليلة ثلاثين سورة فيهن السبع الطول، فقال عمر: يا رسول الله غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر وأنت تجتهد هذا الاجتهاد ؟ فقال: يا عمر أفلا أكون عبدا شكورا ؟ . بيان: قال الفيروزآبادي: الموقوذ: الشديد المرض المشرف، ووقذه: صرعه، و سكنه، وغلبه، وتركه عليلا كأوقذه، وقال: الوعك: أدنى الحمى ووجعها ومغثها في البدن، وألم من شدة التعب.
علي بن حاتم، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن إسماعيل، عن الحسين بن موسى، عن أبيه، عن موسى بن جعفر، عن أبيه، عن جده، عن علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) قال: كان رسول الله (صلى الله عليه واله) مكفرا لا يشكر معروفه، ولقد كان معروفه على القرشي والعربي والعجمي، ومن كان أعظم معروفا من رسول الله صلى الله عليه وآله على هذا الخلق ؟ وكذلك نحن أهل البيت مكفرون لا يشكر معروفنا، وخيار المؤمنين مكفرون لا يشكر معروفهم.
أبي، عن القاسم بن محمد بن علي بن إبراهيم النهاوندي، عن صالح بن راهويه، عن أبي جويد مولى الرضا عليه السلام عن الرضا (عليه السلام) قال: نزل جبرئيل على النبي (صلى الله عليه واله) فقال: يا محمد إن ربك يقرئك السلام، ويقول: إن الابكار من النسآء بمنزلة الثمر على الشجر، فإذا أينع الثمر فلا دواء له إلا اجتناؤه، وإلا أفسدته الشمس، وغيرته الريح، وإن الابكار إذا أدركن ما تدرك النساء فلا دواء لهن إلا البعول، وإلا لم يؤمن عليهن الفتنة، فصعد رسول الله صلى الله عليه واله المنبر فجمع الناس ثم أعلمهم ما امر الله عزوجل به، فقالوا: ممن يا رسول الله ؟ فقال: من الاكفاء، فقالوا: ومن الاكفاء ؟ فقال: المؤمنون بعضهم أكفاء بعض، ثم لم ينزل حتى زوج ضباعة من المقداد بن الاسود، ثم قال: أيها الناس إني زوجت ابنة عمي المقداد ليتضع النكاح.
محمد بن الحسين، عن جعفر بن محمد بن يونس، عن حماد بن عثمان، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: إن النبي (صلى الله عليه واله) كان في مكان ومعه رجل من أصحابه وأراد قضاء حاجة، فقام إلى الاشائين يعني النخلتين، فقال لهم اجتمعا، فاستتر بهما النبي (صلى الله عليه واله) فقضى حاجته، ثم قام فجاء الرجل فلم ير شيئا. بيان: قال الجوهري: الاشاء بالفتح والمد: صغار النخل.
الصدوق: عن عبدالله بن حامد، عن أحمد بن محمد بن الحسين، عن محمد بن يحيى أبي صالح، عن الليث، عن يونس، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة، أن جابر بن عبدالله قال: كنا مع رسول الله (صلى الله عليه واله) بمر الظهران يرعى الغنم، وإن رسول الله (صلى الله عليه واله) قال: عليكم بالاسود منه فإنه أطيبه، قالوا: ترعى الغنم ؟ قال: نعم وهل نبي إلا رعاها ؟
الصدوق، عن أبيه، عن محمد العطار، عن الاشعري، عن سيف بن حاتم، عن رجل من ولد عمار يقال له: أبو لؤلؤه سماه عن آبائه قال: قال عمار رضي الله عنه: كنت أرعى غنيمة أهلي، وكان محمد صلى الله عليه واله يرعى أيضا، فقلت: يا محمد هل لك في فخ فإني تركتها روضة برق ؟ قال: نعم، فجئتها من الغد وقد سبقني محمد (صلى الله عليه واله) وهو قائم يذود غنمه عن الروضة قال: إني كنت واعدتك فكرهت أن أرعى قبلك. بيان: قال الفيروزآبادي: البرق محركة: الحمل معرب برة، وقال: الابرق: غلظ فيه حجارة ورمل وطين مختلطة، والبرقة بالضم: غلظ، الابرق وبرق: ديار العرب تنيف على مائة منها: برقة الاثمار، والاوجال، والاجداد، وعدها إلى أن قال: والنجد، ويثرب، واليمامة، هذه برق العرب.
أبي، عن النوفلي، عن أبيه، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): خلق الله العقل فقال له: أدبر فأدبر، ثم قال له: أقبل فأقبل، ثم قال: ما خلقت خلقا أحب إلى منك، فأعطى الله محمدا تسعة وتسعين جزء، ثم قسم بين العباد جزء واحدا.
عن الرضا، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه واله): ضعفت عن الصلاة والجماع، فنزلت علي قدر من السماء، فأكلت منها فزاد في قوتي قوة أربعين رجلا في البطش والجماع.
عن الرضا، عن آبائه (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): كنا مع النبي (صلى الله عليه واله) في حفر الخندق إذ جاءت فاطمة ومعها كسيرة من خبز فدفعتها إلى النبي (صلى الله عليه وآله)، فقال النبي (صلى الله عليه واله): ما هذه الكسيرة ؟ قالت: خبزته قرصا للحسن والحسين جئتك منه بهذه الكسيرة، فقال النبي (صلى الله عليه واله): يا فاطمة أما إنه أول طعام دخل جوف أبيك منذ ثلاث. بالاسانيد الثلاثة عنه (عليه السلام) مثله.
علي بن الحكم، عن أبي المغرا، عن ابن خارجة، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: كان رسول الله (صلى الله عليه واله) يأكل أكل العبد، ويجلس جلوس العبد، و يعلم أنه عبد. بيان: أكل العبد: الاكل على الارض كما مر، وجلوس العبد: الجلوس على الركبتين.
أبي، عن أحمد بن النضر، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: كان رسول الله (صلى الله عليه واله) يأكل أكل العبد، ويجلس جلسة العبد، وكان يأكل على الحضيض، وينام على الحضيض.
صفوان، عن ابن مسكان، عن الحسن الصيقل قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول: مرت امرأة بدوية برسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو يأكل وهو جالس على الحضيض، فقالت: يا محمد والله إنك لتأكل أكل العبد، وتجلس جلوسه، فقال لها رسول الله (صلى الله عليه واله): ويحك أي عبد أعبد مني ؟ قالت: فناولني لقمة من طعامك، فناولها، فقالت: لا والله إلا التي في فمك، فأخرج رسول الله (صلى الله عليه واله) اللقمة من فمه فناولها، فأكلتها، قال أبوعبد الله عليه السلام: فما أصابها داء حتى فارقت الدنيا . مكا: من كتاب النبوة، عن أبي عبدالله عليه السلام مثله. كا: علي، عن أبيه، عن صفوان مثله (4).
روي عن الصادق (عليه السلام) أن رسول الله (صلى الله عليه واله) أقبل إلى الجعرانة فقسم فيها الاموال، وجعل الناس يسألونه فيعطيهم حتى ألجؤوه إلى الشجرة، فأخذت برده وخدشت ظهره حتى جلوه عنها وهم يسألونه، فقال: أيها الناس ردوا علي بردي، والله لو كان عندي عدد شجر تهامة نعما لقسمته بينكم، ثم ما ألفيتموني جبانا ولا بخيلا، ثم خرج من الجعرانة في ذي القعدة، قال: فما رأيت تلك الشجرة إلا خضراء كأنما يرش عليه الماء.
وفي رواية اخرى: حتى انتزعت الشجرة ردائه، وخدشت الشجرة ظهره. بيان: قال الجوهري: جلوا عن أوطانهم وجلوتهم أنا، يتعدى ولا يتعدى.
أما آدابه (صلى الله عليه واله):
فقد جمعها بعض العلمآء والتقطها من الاخبار: كان النبي (صلى الله عليه واله) أحكم الناس وأحلمهم وأشجعهم وأعدلهم وأعطفهم، لم تمس يده يد امرأة لا تحل، وأسخى الناس، لا يثبت عنده دينار ولا درهم، فان فضل ولم يجد من يعطيه و يجنه الليل لم يأو إلى منزله حتى يتبرء منه إلى من يحتاج إليه، لا يأخذ مما آتاه الله إلا قوت عامه فقط من يسير ما يجد من التمر والشعير، ويضع سائر ذلك في سبيل الله، ولا يسأل شيئا إلا أعطاه، ثم يعود إلى قوت عامه فيؤثر منه حتى ربما احتاج قبل انقضاء العام إن لم يأته شئ، وكان يجلس على الارض، وينام عليها، ويأكل عليها، وكان يخصف النعل، ويرقع الثوب، ويفتح الباب، ويحلب الشاة، ويعقل البعير فيحلبها، ويطحن مع الخادم إذا أعيا، ويضع طهوره بالليل بيده، ولا يتقدمه مطرق، ولا يجلس مكتئا، ويخدم في مهنة أهله، ويقطع اللحم، وإذا جلس على الطعام جلس محقرا، وكان يلطع أصابعه، ولم يتجشأ قط، ويجيب دعوة الحر والعبد ولو على ذراع أو كراع، ويقبل الهدية ولو أنها جرعة لبن ويأكلها، ولا يأكل الصدقة، لا يثبت بصره في وجه أحد، يغضب لربه ولا يغضب لنفسه، وكان يعصب الحجر على بطنه من الجوع، يأكل ما حضر، ولا يرد ما وجد، لا يلبس ثوبين، يلبس بردا حبرة يمينة، وشملة جبة صوف، والغليظ من القطن والكتان، وأكثر ثيابه البياض، ويلبس العمامة، ويلبس القميص من قبل ميامنه، وكان له ثوب للجمعة خاصة، وكان إذا لبس جديدا أعطى خلق ثيابه مسكينا، وكان له عباء يفرش له حيث ما ينقل تثنى ثنيتين، يلبس خاتم فضة في خنصره الايمن، يحب البطيخ، ويكره الريح الردية: ويستاك عند الوضوء، يردف خلفه عبده أو غيره، يركب ما أمكنه من فرس أو بلغة أو حمار، ويركب الحمار بلا سرج وعليه العذار، ويمشي راجلا و حافيا بلا رداء ولا عمامة ولا قلنسوة، ويشيع الجنائز، ويعود المرضى في أقصى المدينة، يجالس الفقراء، ويؤاكل المساكين، ويناولهم بيده، ويكرم أهل الفضل في أخلاقهم، و يتألف أهل الشرف بالبر لهم، يصل ذوي رحمه من غير أن يؤثرهم على غيرهم إلا بما أمر الله، ولا يجفو على أحد، يقبل معذرة المعتذر إليه، وكان أكثر الناس تبسما ما لم ينزل عليه قرآن أو لم تجر عظة، وربما ضحك من غير قهقهة، لا يرتفع على عبيده وإمائه في مأكل ولا ملبس، ما شتم أحدا بشتمة ولا لعن امرأة ولا خادما بلعنة، ولا لاموا أحدا إلا قال: دعوه، ولا يأتيه أحد حر أو عبد أو أمة إلا قام معه في حاجته، لا فظ ولا غليظ، ولا صخاب في الاسواق، ولا يجزي بالسيئة السيئة، ولكن يغفر ويصفح، يبدأ من لقيه بالسلام، ومن رامه بحاجة صابره حتى يكون هو المنصرف، ما أخذ أحد يده فيرسل يده حتى يرسلها، وإذا القي مسلما بدأه بالمصافحة، وكان لا يقوم ولا يجلس إلا على ذكر الله، وكان لا يجلس إليه أحد وهو يصلي إلا خفف صلاته وأقبل عليه، وقال: ألك حاجة ؟ وكان أكثر جلوسه أن ينصب ساقيه جميعا، يجلس حيث ينتهى به المجلس، وكان أكثر ما يجلس مستقبل القبلة، وكان يكرم من يدخل عليه حتى ربما بسط ثوبه، ويؤثر الداخل بالوسادة التي تحته، وكان في الرضا والغضب لا يقول: إلا حقا، وكان يأكل القثاء بالرطب و الملح، وكان أحب الفواكه الرطبة إليه البطيخ والعنب، وأكثر طعامه الماء والتمر، و كان يتمجع اللبن بالتمر ويسميهما الاطيبين، وكان أحب الطعام إليه اللحم، ويأكل الثريد باللحم، وكان يحب القرع، وكان يأكل لحم الصيد ولا يصيده، وكان يأكل الخبز والسمن، وكان يحب من الشاة الذراع والكتف، ومن القدر الدبا، ومن الصباغ الخل، ومن التمر العجوة، ومن البقول الهندبا والباذروج والبقلة اللينة.
بيان: قوله: لا يتقدمه مطرق، أي كان أكثر الناس إطرافا إلى الارض حياء، يقال: أطرق، أي سكت ولم يكلم، وأرخى عينيه ينظر إلى الارض، والمهنة بالفتح و الكسر: الخدمة، ولطع الاصابع: لحسها ومصها بعد الطعام: والكراع كغراب من البقر والغنم: مستدق الساق. وقال الفيروزآبادي: المجيع: تمر يعجن بلبن، وتمجع: أكل التمر اليابس باللبن معا، وأكل التمر وشرب عليه اللبن.
في تواضعه وحيائه:
عن أنس بن مالك قال: كان رسول الله (صلى الله عليه واله) يعود المريض، ويتبع الجنازة، ويجيب دعوة المملوك، ويركب الحمار، وكان يوم خيبر ويوم قريظة والنضير على حمار مخطوم بحبل من ليف تحته اكاف من ليف. وعن أنس بن مالك قال: لم يكن شخص أحب إليهم من رسول الله، وكانوا إذا رأوه لم يقوموا إليه لما يعرفون من كراهيته.
وعن ابن عباس قال: كان رسول الله (صلى الله عليه واله) يجلس على الارض، ويأكل على الارض ويعتقل الشاة، ويجيب دعوة المملوك.
وعن أنس بن مالك قال: إن رسول الله (صلى الله عليه واله) مر على صبيان فسلم عليهم وهو مغذ.
عن أسمآء بنت يزيد أن النبي (صلى الله عليه واله) مر بنسوة فسلم عليهن.
وعن ابن مسعود قال: أتى النبي (صلى الله عليه واله) رجل يكلمه فأرعد، فقال: هون عليك، فلست بملك، إنما أنا ابن امرأة كانت تأكل القد.
عن أبي ذر قال: كان رسول الله (صلى الله عليه واله) يجلس بين ظهراني أصحابه فيجئ الغريب فلا يدري أيهم هو، حتى يسأل، فطلبنا إلى النبي (صلى الله عليه واله) أن يجعل مجلسا يعرفه الغريب إذا أتاه، فبنينا له دكانا من طين، وكان يجلس عليه، ونجلس بجانبيه.
وسئلت عائشة ما كان النبي صلى الله عليه واله يصنع إذا خلا ؟ قالت: يخيط ثوبه، ويخصف نعله، ويصنع ما يصنع الرجل في أهله. وعنها: أحب العمل إلى رسول الله صلى الله عليه واله الخياطة.
وعن أنس بن مالك قال: خدمت النبي (صلى الله عليه واله) تسع سنين فما أعلمه قال لي قط: هلا فعلت كذا وكذا ؟ ولا عاب علي شيئا قط.
وعن أنس بن مالك قال: صحبت رسول الله (صلى الله عليه واله) عشر سنين، وشممت العطر كله فلم أشم نكهة أطيب من نكهته، وكان إذا لقيه واحد من أصحابه قام معه، فلم ينصرف حتى يكون الرجل ينصرف عنه، وإذا لقيه أحد من أصحابه فتناول يده ناولها إياه، فلم ينزع عنه حتى يكون الرجل هو الذى ينزع عنه، وما أخرج ركبتيه بين جليس له قط، وما قعد إلى رسول الله (صلى الله عليه واله) رجل قط فقام حتى يقوم .
وعن أنس بن مالك قال: إن النبي (صلى الله عليه واله) أدركه أعرابي فأخذ بردائه فجبذه جبذة شديدة حتى نظرت إلى صفحة عنق رسول الله (صلى الله عليه واله) وقد أثرت به حاشية الردآء من شدة جبذته، ثم قال له: يا محمد مر لي من مال الله الذي عندك، فالتفت إليه رسول الله (صلى الله عليه واله) فضحك وأمر له بعطآء.
عن أبي سعيد الخدري يقول: كان رسول الله (صلى الله عليه واله) حييا لا يسأل شيئا إلا أعطاه.
وعنه قال: كان رسول الله (صلى الله عليه واله) أشد حيآء من العذراء في خدرها، وكان إذا كره شيئا عرفناه في وجهه.
وعن ابن مسعود قال: قال رسول الله (صلى الله عليه واله): لا يبلغني أحد منكم عن أصحابي شيئا، فإني احب أن أخرج إليكم وأنا سليم الصدر .
في جوده:



يتبع












عرض البوم صور الشيخ عباس محمد   رد مع اقتباس
قديم 06-09-2017, 05:03 PM   المشاركة رقم: 3
معلومات العضو
الشيخ عباس محمد

إحصائية العضو







 
 


التوقيت

التواجد والإتصالات
الشيخ عباس محمد غير متواجد حالياً

كاتب الموضوع : الشيخ عباس محمد المنتدى : منتدى النبي المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم)
افتراضي

عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: كان رسول الله (صلى الله عليه واله) أجود الناس كفا، وأكرمهم عشرة، من خالطه فعرفه أحبه.
من كتاب النبوة عن ابن عباس، عن النبي (صلى الله عليه واله) قال: أنا أديب الله وعلي أديبي، أمرني ربي بالسخآء والبر، ونهاني عن البخل والجفاء، وما شئ أبغض إلى الله عزوجل من البخل وسوء الخلق، وإنه ليفسد العمل كما يفسد الطين العسل.
وبرواية اخرى عن أمير المؤمنين (عليه السلام) كان إذا وصف رسول الله (صلى الله عليه واله) قال: كان أجود الناس كفا، وأجرء الناس صدرا، وأصدق الناس لهجة، وأوفاهم ذمة، وألينهم عريكة: وأكرمهم عشرة، ومن رآه بديهة هابه، ومن خالطه فعرفه أحبه، لم أر مثله قبله ولا بعده.
وعن ابن عمر قال: ما رأيت أحدا أجود ولا أنجد ولا أشجع ولا أوضأ من رسول الله (صلى الله عليه وآله).
وعن جابر بن عبدالله قال: ما سئل رسول الله (صلى الله عليه واله) شئ قط قال: لا.
وعن ابن عباس قال: كان المسلمون لا ينظرون إلى أبي سفيان ولا يقاعدونه، فقال: يا رسول الله ثلاث أعطنيهن، قال: نعم، قال: عندى أحسن العرب وأجمله ام حبيبة ازوجكها، قال: نعم، قال: ومعاوية تجعله كاتبا بين يديك، قال: نعم، قال مرني حتى اقاتل الكفار كما قاتلت المسلمين، قال: نعم، قال ابن زميل: ولو لا أنه طلب ذلك من النبي (صلي الله عليه وآله) ما أعطاه، لانه لم يكن يسأل شيئا قط إلا قال: نعم.
وعن عمر أن رجلا أتى النبي (صلى الله عليه واله) فقال: ما عندي شئ، ولكن اتبع علي، فإذا جاءنا شئ قضينا، قال عمر: فقلت: يا رسول الله ما كلفك الله ما لا تقدر عليه، قال: فكره النبي (صلى الله عليه واله)، فقال الرجل: أنفق ولا تخف من ذي العرش إقلالا، قال: فتبسم النبي (صلى الله عليه واله) وعرف السرور في وجهه.
في شجاعته:
عن علي (عليه السلام) قال: لقد رأيتني يوم بدر ونحن نلوذ بالنبي (صلى الله عليه واله) وهو أقربنا إلى العدو، وكان من أشد الناس يومئذ بأسا.
وعنه (عليه السلام) قال: كنا إذا احمر البأس ولقي القوم القوم اتقينا برسول الله (صلى الله عليه واله) فما يكون أحد أقرب إلى العدو منه.
وعن أنس بن مالك قال: كان بالمدينة فزغ فركب النبي (صلى الله عليه واله) فرسا لابي طلحة، فقال: ما رأينا من شئ وإن وجدناه لبحرا.
وبرواية اخرى عن أنس قال: كان رسول الله (صلى الله عليه واله) أشجع الناس، وأحسن الناس، وأجود الناس، قال: فزع أهل المدينة ليلة فانطلق الناس قبل الصوت، قال: قتلقاهم رسول الله (صلى الله عليه واله) وقد سبقهم وهو يقول: لن تراعوا، وهو على فرس لابي طلحة وفي عنقه السيف، قال: فجعل يقول للناس: لم تراعوا وجدناه بحرا، أو أنه لبحر . في علامة رضاه وغضبه:
عن ابن عمر قال: كان رسول الله (صلى الله عليه واله) يعرف رضاه وغضبه في وجهه، كان إذا رضي فكأنما تلاحك الجذر وجهه، وإذا غضب خسف لونه واسود.
عن كعب بن مالك قال: كان رسول الله(صلى الله عليه واله)إذا سره الامر استنار وجهه كأنه دارة القمر.
عن امير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: كان رسول الله (صلى الله عليه واله) إذا رأى ما يحب قال: الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
عن عبدالله بن مسعود، يقول: شهدت من المقداد مشهدا لان أكون أنا صاحبه أحب إلي مما في الارض من شئ، قال: كان النبي (صلى الله عليه واله) إذا غضب احمر وجهه.
عن ابن عمر قال: كان النبي (صلى الله عليه واله) يعرف رضاه وغضبه بوجهه، كان إذا رضي فكأنما تلاحك الجدر وجهه، وإذا غضب خسف لونه واسود.
قال أبو البدر: سمعت أبا الحكم الليثي يقول: هي المرآة توضع في الشمس فيرى ضوءها على الجدار يعني قوله: تلاحك الجدر.
في الرفق بامته:
عن أنس قال: كان رسول الله (صلى الله عليه واله) إذا فقد الرجل من إخوانه ثلاثة أيام سأل عنه، فإن كان غائبا دعا له، وإن كان شاهدا زاره، وإن كان مريضا عاده.
عن جابر بن عبدالله قال: غزا رسول الله (صلى الله عليه واله) إحدى وعشرين غزوة بنفسه، شاهدت منها تسعة عشر، وغبت عن اثنتين، فبينا أنا معه في بعض غزواته إذ أعيانا ضحى تحتي بالليل فبرك، وكان رسول الله (صلى الله عليه واله) في آخرنا في آخريات الناس، فيزجي الضعيف ويردف ويدعو لهم، فانتهى إلي وأنا أقول: يا لهف امياه، وما زال لنا ناضح سوء، فقال: من هذا ؟ فقلت: أنا جابر بأبي أنت وامي يا رسول الله، قال: شأنك ؟ قلت: أعيا ناضحى، فقال: أمعك عصا ؟ فقلت: نعم، فضربه، ثم بعثه، ثم أناخه ووطئ على ذراعه، وقال: اركب فركبت فسايرته فجعل جملي يسبقه، فاستغفر لي تلك الليلة خمس وعشرين مرة، فقال لي: ما ترك عبدالله من الولد ؟ يعني أباه، قلت: سبع نسوة، قال: أبوك عليه دين ؟ قلت: نعم، قال: فإذا قدمت المدينة فقاطعهم، فإن أبوا فإذا حضر جذاذ نخلكم فأذني، وقال: هل تزوجت ؟ قلت: نعم، قال: بمن ؟ قلت: بفلانة بنت فلان بأيم كانت بالمدينة، قال: فهلا فتاة تلاعبها وتلاعبك ؟ قلت: يا رسول الله كن عندي نسوة خرق، يعني أخواته: فكرهت أن آتيهن بامرأة خرقآء، فقلت: هذه أجمع لامري، قال: أصبت ورشدت، فقال: بكم اشتريت جملك ؟ فقلت: بخمس أواق من ذهب، قال: قد أخذناه، فلما قدم المدينة أتيته بالجمل فقال: يا بلال أعطه خمس اواق من ذهب يستعين به في دين عبدالله، وزده ثلاثا واردد عليه جمله، قال: هل قاطعت غرمآء عبدالله ؟ قلت: لا يا رسول الله، قال: أترك وفآء ؟ قلت: لا، قال: لا عليك إذا حضر جذاذ نخلكم فأذني، فأذنته فجآء فدعا لنا فجذذنا واستوفى كل غريم كان يطلب تمرا وفآء، وبقي لنا ما كنا نجذ وأكثر، فقال رسول الله (صلى الله عليه واله): ارفعوا ولا تكيلوا فرفعناه وأكلنا منه زمانا.
وعن ابن عباس قال: كان رسول الله (صلى الله عليه واله) إذا حدث الحديث أو سأل عن الامر كرره ثلاثا ليفهم ويفهم عنه.
وعن ابن عمر قال: قال رجل: يا رسول الله، فقال: لبيك.
وروي عن زيد بن ثابت أن النبي (صلى الله عليه وآله) كنا إذا جلسنا إليه إن أخذنا بحديث في ذكر الآخرة أخذ معنا، وإن أخذنا في الدنيا أخذ معنا، وإن أخذنا في ذكر الطعام والشراب أخذ معنا، فكل هذا احدثكم عن رسول الله صلى الله عليه واله.
عن أبي الحميسآء قال: بايعت النبي (صلى الله عليه واله) قبل أن يبعث فواعدنيه مكانا فنسيته يومي والغد، فأتيته يوم الثالث، فقال (صلى الله عليه واله): يا فتى لقد شققت علي، أنا هاهنا منذ ثلاثة أيام.
وعن جرير بن عبدالله أن النبي (صلى الله عليه واله) دخل بعض بيوته فامتلا البيت، ودخل جرير فقعد خارج البيت، فأبصره النبي (صلى الله عليه واله) فأخذ ثوبه فلفه فرمى به إليه، وقال: اجلس على هذا، فأخذ جرير فوضعه على وجهه فقبله.
عن سلمان الفارسي قال: دخلت على رسول الله (صلى الله عليه واله) وهو متكئ على وسادة فألقاها إلي، ثم قال: يا سلمان ما من مسلم دخل على أخيه المسلم فيلقى له الوسادة إكراما له إلا غفر الله له.
في بكائه صلى الله عليه واله:
عن أنس بن مالك قال: رأيت إبراهيم بن رسول الله (صلى الله عليه واله) وهو يجود بنفسه فدمعت عيناه، فقال رسول الله (صلى الله عليه واله): تدمع العين، ويحزن القلب، ولا أقول: إلا ما يرضى ربنا وإنا بك يا إبراهيم لمحزونون.
عن خالد بن سلمة المخزومي قال: لما اصيب زيد بن حارثة انطلق رسول الله (صلى الله عليه واله) إلى منزله، فلما رأته ابنته جهشت فانتحب رسول الله (صلى الله عليه واله)، وقال له بعض أصحابه: ما هذا يا رسول الله ؟ قال: هذا شوق الحبيب إلى الحبيب.
في مشيه (صلى الله عليه واله):
عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: كان رسول الله (صلى الله عليه واله) إذا مشى تكفأ تكفؤا كأنما يتقلع من صبب، لم أر قبله ولا بعده مثله.
عن جابر قال: كان رسول الله (صلى الله عليه واله) إذا خرج مشى أصحابه أمامه، وتركوا ظهره للملائكة.
عن ابن عباس قال: كان رسول الله (صلى الله عليه واله)إذا مشى مشى مشيا يعرف أنه ليس بمشي عاجز ولا بكسلان.
عن أنس بن مالك قال: كنا إذا أتينا النبي (صلى الله عليه واله) جلسنا حلقة.
وروي أن رسول الله لا يدع أحدا يمشي معه إذا كان راكبا حتى يحملهم معه، فإن أبى قال: تقدم أمامي، وأدركني في المكان الذي تريد، ودعاه (صلى الله عليه واله) قوم من أهل المدينة إلى طعام صنعوه له ولاصحاب له خمسة، فأجاب دعوتهم، فلما كان في بعض الطريق أدركهم سادس فماشاهم، فلما دنوا من بيت القوم قال للرجل السادس: إن القوم لم يدعوك، فاجلس حتى نذكر لهم مكانك ونستأذنهم بك.
في جمل من أحواله وأخلاقه:
من كتاب النبوة عن علي (عليه السلام) قال: ما صافح رسول الله (صلى الله عليه واله) أحدا قط فنزع يده من يده حتى يكون هو الذي ينزع يده، وما فاوضه أحد قط في حاجة أو حديث فانصرف حتى يكون الرجل ينصرف، وما نازعه الحديث حتى يكون هو الذي يسكت، وما رأى مقدما رجله بين يدي جليس له قط، ولا عرض له قط أمران إلا أخذ بأشدهما، وما انتصر نفسه من مظلمة حتى ينتهك محارم الله فيكون حينئذ غضبه لله تبارك وتعالى، وما أكل متكئا قط حتى فارق الدنيا، وما سئل شيئا قط فقال: لا، وما رد سائلا حاجة إلا بها أو بميسور من القول، وكان أخف الناس صلاة في تمام، وكان أقصر الناس خطبة وأقله هذرا، وكان يعرف بالريح الطيب إذا أقبل، وكان إذا أكل مع القوم كان أول من يبدأ، وآخر من يرفع يده، وكان إذا أكل أكل مما يليه، فإذا كان الرطب والتمر جالت يده، وإذا شرب شرب ثلاثة أنفاس، وكان يمص المآء مصا، ولا يعبه عبا، وكان يمينه لطعامه وشرابه وأخذه وإعطائه، كان لا يأخذه إلا بيمينه، ولا يعطي إلا بيمينه، وكان شماله لما سوى ذلك من بدنه، وكان يحب التيمن في كل اموره: في لبسه وتنعله وترجله، وكان إذا دعا دعا ثلاثآ، وإذا تكلم تكلم وترا، وإذا استأذن استأذن ثلاثا، وكان كلامه فصلا يتبينه كل من سمعه، وإذا تكلم رأى كالنور يخرج من بين ثناياه، وإذا رأيته قلت: أفلج الثنيتين، وليس بأفلج، وكان نظره اللحظ بعينه، وكان لا يكلم أحدا بشئ يكرهه، وكان إذا مشى ينحط من صبب، وكان يقول: إن خياركم أحسنكم أخلاقا، وكان لا يذم ذواقا ولا يمدحه، ولا يتنازع أصحابه الحديث عنده، وكان المحدث عنه يقول: لم أر بعيني مثله قبله ولا بعده صلى الله عليه وآله. عن أبي عبدالله عليه السلام قال: إن رسول الله صلى الله عليه واله إذا رئي في الليلة الظلمآء رئي له نور كأنه شقة قمر.
عنه (عليه السلام) قال: نزل جبرئيل (عليه السلام) على رسول الله (صلى الله عليه واله) فقال: إن الله جل جلاله يقرئك السلام ويقول لك: هذه بطحآء مكة تكون لك رضراضه ذهبا، قال: فنظر النبي (صلى الله عليه واله) إلى السمآء ثلاثا ثم قال: لا يارب، ولكن أشبع يوما فأحمدك، وأجوع يوما فأسألك.
وعنه (عليه السلام) قال: كان رسول الله (صلى الله عليه واله) يحلب عنز أهله.
وعنه (عليه السلام) قال: كان رسول الله صلى الله عليه واله يحب الركوب على الحمار مؤكفا، والاكل على الحضيض مع العبيد، ومناولة السائل بيديه.
وعن جابر بن عبدالله قال: في رسول الله (صلى الله عليه واله) خصال: لم يكن في طريق فيتبعه أحد إلا عرف أنه قد سلكه من طيب عرفه، أو ريح عرقه، ولم يكن يمر بحجر ولا مدر إلا سجد له.
وعن ثابت بن أنس بن مالك قال: إن رسول الله (صلى الله عليه واله) كان أزهر اللون، كأن لونه اللؤلؤ، وإذا مشى تكفأ، وما شممت رائحة مسك ولا عنبر أطيب من رائحته، ولا مسست ديباجة ولا حريرا ألين من كف رسول الله (صلى الله عليه واله) كان أخف الناس صلاة في في تمام.
عن جرير بن عبدالله قال: لما بعث النبي (صلى الله عليه واله) أتيته لابايعه، فقال لي: يا جرير لاي شئ جئت ؟ قال: قلت: جئت لاسلم على يديك يا رسول الله فألقى لي كسآءه ثم أقبل على أصحابه فقال: إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه.
وعن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: إن رسول الله (صلى الله عليه واله) وعد رجلا إلى الصخرة، فقال: أنا لك هاهنا حتى تأتي، فاشتدت الشمس عليه، فقال له أصحابه: يا رسول الله لو أنك تحولت إلى الظل، قال: وعدته إلى هاهنا، وإن لم يجئ كان منه المحشر.
وعن عائشة قال: قلت: يا رسول الله لو أنك إذا دخلت الخلاء فخرجت دخلت في أثرك فلم أر شيئا خرج منك، غير أني أجد رائحة المسك، قال: يا عايشة إنا معشر الانبيآء ينبت أجسادنا على أرواح أهل الجنة، فما خرج منا من شئ ابتلعته الارض.
وعن ابن عباس قال: إن رسول الله (صلى الله عليه واله) دخل عليه عمر وهو على حصير قد أثر في جنبيه، فقال: يا نبي الله لو اتخذت فراشا، فقال: ما لي وللدنيا، ما مثلي ومثل الدنيا إلا كراكب سار في يوم صائف فاستظل تحت شجرة ساعة من نهار ثم راح وتركها.
وعن ابن عباس قال: إن رسول الله (صلى الله عليه واله) توفي ودرعه مرهونة عند رجل من اليهود على ثلاثين صاعا من شعير، أخذها رزقا لعياله.
وعن أبي رافع قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه واله) يقول: إذا سميتم محمدا فلا تقبحوه، ولا تجبهوه ولا تضربوه، بورك لبيت فيه محمد، ومجلس فيه محمد، ورفقة فيها محمد





السؤال: من مختصاته (صلى الله عليه وآله) الزواج بأكثر من أربع
إذا كان الزواج بالمرأة الخامسة مع وجود أربع زوجات في ذمة الرجل يعتبر غير جائز، فما هو وجه الاستثناء بالنسبة للرسول الاعظم (ص) اذ بلغ عدد زوجاته (على أصح الروايات) 9 زوجات دائمات؟
أليس من الاحرى بالرسول (ص) أن يلتزم بالحكم القرآني لعدد الزوجات وهو قدوة العالمين؟هل السبب السياسي للزواجات هو كاف لتسويغ هذا الحكم والحالة الاستثنائية له (ص)؟وان كان هذا هو السبب وغيره من الاسباب الاجتماعية أو النفسية أو غيرها من مسوغات هذه الحالة الاستثنائية، فلماذا لم ينزل فيها قرآن؟ مع علمنا بحكم الآية (ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) .
الجواب:
هناك احكام شرعية خاصة برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، لمصالح وأسباب وحكم لا يعلمها الاّ الله ورسوله ، ومن تلك الأحكام له أن يتزوّج اكثر من أربع زوجات بعقد دائم. وأما قضيّة (( ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا )) (الحشر:7) فهي بمعنى ان الاحكام الشرعية التي جاء بها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لعموم المسلمين، عليهم أن يتبعوه فيها ويطيعوه. أما الأحكام الشرعية الخاصة به فليس عليهم شيء.





السؤال: زوجاته (صلى الله عليه وآله) وسبب زواجه منهن
يقولون لنا أن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) والأئمة (عليهم السلام) كان يتزوجون في الحروب، فأنا أريد أن أعرف لماذا كانوا يفعلون ذلك مع العلم أن البعض يقول انهم لا يستغنون عن الزوجات، وكيف ذلك وهم قد أرتقوا الى مرحلة أعلى من الملائكة ؟!

الجواب:
قصد النبي (صلى الله عليه وآله) بزواجه - في بعض الحالات - مصاهرة من تقوى بهم شوكته ويشتدّ بهم أزره, وقصد في حالات أخرى منح عطفه و حنانه ورعايته لبعض الأرامل والمنكوبات ممّن ترمّلن أو نكبن بسبب الإسلام وحروبه .
وإليك قائمة زوجات النبي (صلى الله عليه وآله) :
1- خديجة (عليها السلام) : تزوّج بها النبي (صلى الله عليه وآله) و هي في الأربعين من العمر والنبي (صلى الله عليه وآله) يعيش الخامسة و العشرين من حياته, معرفة منه (صلى الله عليه وآله) بها فأصبحت المؤمنة الاولى برسالته (صلى الله عليه وآله).
2- سودة بنت زمعة : أرملة توفّي زوجها المسلم في مكة قبل الهجرة فخلّفها محنتي الوحدة و الترمّل في تلك الظروف العصيبة. فتزوجها النبي (صلى الله عليه وآله) تقديراً لها و لزوجها و حفظاً عليها.
3- عائشة بنت أبي بكر : تزوّجها النبي (صلى الله عليه وآله) وهي صغيرة السن ، لمصالح يعرفها رسول (صلي الله عليه وآله) تخدم الإسلام المسلمين.
4- حفصة بنت عمر : مات زوجها متأثّراً بجراحات غزوة بدر و استدعى أبوها زواجها من عثمان و أبي بكر فأبيا فتزوجها الرسول (صلى الله عليه وآله) (طبقات ابن سعد 8/56) تقديراً لمواقف زوجها، ولنفس المصالح التي كانت في زواج عائشة.
5- زينب بنت خزيمة : تزوّجت قبل النبي (صلى الله عليه وآله) مرتين, و استشهد زوجها الثاني يوم بدر فتزوجها النبي (صلى الله عليه وآله) تكريماً لها و تقديراً له؛ و لم تمكث في دار النبي (صلى الله عليه وآله) سوى ثمانية أشهر حتّى ماتت.
6- أم سلمة : استشهد زوجها أثر جراحات غزوة أحد فيما بعد وخلّف أولاداً له منها فتزوّجها النبي (صلى الله عليه وآله) تكريماً لزوجها وإشفاقاً عليها ورعايةً لأطفالها مضافاً إلى أنّ زوجها الشهيد كان ابن عمّة النبي (صلى الله عليه وآله) .
7- زينب بنت جحش : ابنة عمة النبي (صلى الله عليه وآله) طلّقها زيد بن حارثة بعد أن كان قد زوجّه النبي (صلى الله عليه وآله) بها, فتزوّجها الرسول (صلى الله عليه وآله) لأنّ زيد كان في الماضي قد تبنّاه النبي (صلى الله عليه وآله) و عرف (بزيد بن محمّد) إلى أن نزلت الآية (( إدعوهم لآبائهم )) (الاحزاب:55) فنسب إلى أبيه الحقيقي ( حارثة ) فأراد النبي (صلى الله عليه وآله) من زواجه هذا أن يظهر الحكم الشرعي في جواز الزواج مع مطلّقة الابن غير الحقيقي.
8- جويرية بنت الحارث : أسرت و هي بنت سيد بني المصطلق. و على أثر زواج النبي (صلى الله عليه وآله) بها بادر المسلمون بإطلاق سراح كلّ أسرى هذه القبيلة باعتبارهم أصهار الرسول (صلى الله عليه وآله) .
9- صفية بنت حيي : تزوّجت مرتين من أبناء قومها اليهود وأسرت في خيبر فتزوّجها إكراماً للاسارى.
10- أم حبيبة بنت أبي سفيان : هاجرت مع زوجها المسلم إلى الحبشة مع من هاجر آنذاك, و هناك ارتدّ زوجها فلم تطاوعه في ارتداده بل بقيت على غربتها محافظة على دينها فتزّوجها النبي (صلى الله عليه وآله) تقديراً لمواقفها .
11- ميمونة بنت الحارث : أرملة, لها من العمر ( 49 ) سنة, وهبت نفسها للرسول (صلى الله عليه وآله) طالبة من أن يجعلها إحدى زوجاته.
12- مارية القبطيّة : اهديت كجارية إلى النبي (صلى الله عليه وآله) من جانب مقوقس صاحب الاسكندرية عندما بعث النبي (صلى الله عليه وآله) كتاباً إليه يدعوه إلى الإسلام, فتقبّلها الرسول (صلى الله عليه وآله) فانجبت إبراهيم (عليه السلام), و كان هذا سبباً لجعلها من أمّهات المؤمنين.
13- أمّ شريك : و اسمها غزَيَّة, كانت متزوّجة من قبل ولها ولد يسمّى شريكاً ثمّ بعدها وهبت نفسها للنّبي (صلى الله عليه وآله) لتكون إحدى أمّهات المؤمنين.
14- الجونية : كانت من كندة و أهداها أبو اسيد الساعدي للنبي (صلى الله عليه وآله), فوليت عائشة و حفصة مشطها وإصلاح أمرها, ثمّ إنّها عندما رأت النبي (صلى الله عليه وآله) تعوّذت بالله منه (صلى الله عليه وآله) - وهذا ما لقّنتاها عائشة و حفصة تدبيراً للخلاص منها حتى لاتصبح شريكة أخرى في أمرهما - فخرج النبي (صلى الله عليه وآله) عنها و أمر بالساعدي أن يلحقها بأهلها (تاريخ اليعقوبي:2/86).
فكلّ هذا كان لمصلحة الإسلام لا المصلحة الشخصية كما نرى. ومنه يظهر حال زواجات الأئمة (عليهم السلام) مطلقاً أو في بعض الحروب أو المقاطع الزمنيّة الخاصّة.



يتبع












عرض البوم صور الشيخ عباس محمد   رد مع اقتباس
قديم 06-09-2017, 05:04 PM   المشاركة رقم: 4
معلومات العضو
الشيخ عباس محمد

إحصائية العضو







 
 


التوقيت

التواجد والإتصالات
الشيخ عباس محمد غير متواجد حالياً

كاتب الموضوع : الشيخ عباس محمد المنتدى : منتدى النبي المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم)
افتراضي

السؤال: السبب في الزواج بخديجة على الرغم من كبر سنها
هل هناك تفسير عقائدي حول زواج النبي محمد (ص) بالسيدة خديجة بحيث تكبره بالعمر؟
وما هو رأيكم حول النظرة السيئة للمجتمع إتجاه الرجل عند زواجه من مرأة أكبر منه ؟
الجواب:
الأول: هناك اختلاف في سن خديجة (عليها السلام) حين الزواج, والأقوال في ذلك متعددة لكن الذي عليه التحقيق كما يذكره العاملي في (الصحيح من السيرة) إن سنها حين الزواج كان 288 سنة فهي لا تزيد عن الرسول (صلى الله عليه وآله) إلا بثلاث سنوات, بخلاف القول المتبنى من قبل المخالفين من أن عمرها 40سنة, وهذا الفارق لا يعد كبيراً.
ومع ذلك الذي نستطيع استفادته أن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) ينظر إلى خديجة كونها المرأة المتكاملة التي تليق به كزوجة ولا يعد الفارق العمري عائقاً من الزواج بها, فهو صلوات الله عليه علمنا أن لا ينظر الرجل إلى مال المرأة أو جمالها, بل ينظر إلى دينها وعفتها.
الثاني: مرة يكون السبب من زواج الرجل من المرأة الكبيرة هو عزوف النساء الصغيرات عن الزواج به, فتنشأ مثل هكذا نظرة سيئة, ولكن هذه النظرة ليست دائماً صائبة وعادلة بل قد تكون في بعض الأحيان خاطئة وظالمة, وذلك لأن في بعض الأحيان يكون الدافع للزواج بالمرأة الكبيرة هو امتلاك تلك المرأة لكمالات يستهان بها عن الفارق العمري بين الزوجين.
وأخرى يكون الزواج من امرأة تكبره طمعاً في مالها بغض النظر عن دينها, فهنا يكون مورد النقد والتقبيح, وبالحقيقة فإن حسن الزواج بالمرأة الكبيرة أو قبيحة يرجع إلى أصل الدافع من وراء هذا الزواج.




لسؤال: ما الحكمة من زواجه (صلى الله عليه وآله) بعائشة وهي صغيرة السن؟!
كم كان عمر ألنبي ألأكرم(ص)عندما تزوج عائشة ?
وكم كان عمر عائشة ?
وما ألحكمة من زواج فتاة صغيرة برجل كبير في ألسن بشكل عام ?
وللنبي عليه ألسلام بشكل خاص ?
طرح على هذا ألسؤال من قبل رجل ألماني ....?
الجواب:
من المعلوم أن للتزويج غايات ومصالح معلومة كثيرة، منها الرغبة بالولد و قضاء الحاجة الجنسية، وهاتان المسألتان لا يتناسبان وفعل النبي (صلى الله عليه وآله) من زواجه بعائشة وهي صغيرة السن، فتبقى الدوافع والغايات الأخرى المتصورة في مثل هكذا زواج كالدافع الاجتماعي مثلا، حيث كان للمصاهرة والتناسب دور كبير في حياة العرب من حيث التحالف بين العشائر لتقوية الأطراف المتصاهرة، فكان في فعل النبي (صلى الله عليه وآله) هذا مصلحة للإسلام والمسلمين، ومن هنا نجد تعدد زيجاته مع مختلف العشائر والشخصيات الموجودة في صدر الإسلام.






السؤال: معنى قول آمنة (لم أحمل أخف منه)
يقول أحد المسيحيين القمص زكريا بطرس, أنه يروى في السيرة الحلبية ان ام النبي قالت انها عندما حملت به لم تجد أخفّ من حمله ويفسر ذلك ان ام النبي قد حملت قبل النبي وإلا كيف قالت انها لم تجد اخفّ منه وحملت به مدة طويلة
فيفسر بذلك كلام استحي ان اقوله فيقول هل أبو النبي هو عبدِالله ام غيره
فما قولكم
الجواب:
أجمع علماء النقل على أن آمنة لم تحمل بغير رسول الله (صلى الله عليه وآله), ومعنى قولها: (لم أحمل أخّف منه) خرج على وجه المبالغة, أو على أنه وقع اتفاقاً فالعبارة توهم أن أم النبي (صلى الله عليه وآله) قد حملت قبله, وليس النبي (صلى الله عليه وآله) أول حمل لها, ولكن هذا هو مفاد التأمل في العبارة على فرض صحة صدورها عن أم النبي (صلى الله عليه وآله), وصدورها غير ثابت في مصادر الشيعة.
أقول: أن التأمل في العبارة يقود إلى هذا الفهم الصائب وهو: أن النبي (صلى الله عليه وآله) بالمقارنة مع ما يحمل مطلقاً سواء أكان الحمل باليد أم بغيرها هو حمل خفيف ليس ثمة ما هو أخف منه مما عهدت حمله في مثل وزنه. وبعبارة أخرى: إني قد حملت اثقالاً وأشياءً بيدي فلم أجد فيما حملته حملاً أخف من محمد (صلى الله عليه وآله).
ووجه آخر: إني لما كنت أمرأةً وأعلم من خلال تجربة النساء أن الحمل يكون فيه ثقل ومشقة على المرأة لم أجد هذا الثقل الذي يجدنه حال حملهن حينما حملت أنا بمحمد (صلى الله عليه وآله), فهذان وجهان صحيحان لتفسير هذه العبارة, ولو أصر النصراني على ما توهم العبارة فليعلم أن هذه العبارة لم ترد في مصادرنا ... وقد نفى جميع أصحاب السير أن يكون لآمنة وعبد الله ولدٌ قبل محمد (صلى الله عليه وآله) وأن محمداً (صلى الله عليه وآله) هو أول ولد لهما. وهو أول ولد لآمنة.




السؤال: ليس له (صلى الله عليه وآله) أخوة
هل الرسول (صلى الله عليه وسلم) عنده أخوة؟
وما أسمائهم؟

الجواب:
لم يكن لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) أخوة من النسب. نعم، ورد في حديث المؤاخاة الذي رواه جماعة من أعلام السنة في أن علي بن أبي طالب (عليه السلام) أخو رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) بل نفسه، كما ورد في آية المباهلة : ((...َقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ...)) (آل عمران:61).







السؤال: حادثة الغرانيق وسحر رسول الله
هل يوجد احد من علماء السنة انكر حديث الغرانيق وحادثة سحر الرسول (صلى الله علية وعلى اله)
الجواب:

ذكر ابن حجر في فتح الباري (8/333) : بعض الرافضين لحادثة الغرانيق ثم رد عليهم فقال :
وقد تجرأ أبو بكر بن العربي كعادته فقال ذكر الطبري في ذلك روايات كثيرة باطلة لا أصل لها وهو إطلاق مردود عليه وكذا قول عياض هذا الحديث لم يخرجه أحد من أهل الصحة ولا رواه ثقة بسند سليم متصل مع ضعف نقلته واضطراب رواياته وانقطاع إسناده وكذا قوله ومن حملت عنه هذه القصة من التابعين والمفسرين لم يسندها أحد منهم ولا رفعها إلى صاحب وأكثر الطرق عنهم في ذلك ضعيفة واهية قال وقد بين البزار أنه لا يعرف من طريق يجوز ذكره إلا طريق أبي بشر عن سعيد بن جبير مع الشك الذي وقع في وصله وأما الكلبي فلا تجوز الرواية عنه لقوة ضعفه ثم رده من طريق النظر بأن ذلك لو وقع لارتد كثير ممن أسلم قال ولم ينقل ذلك انتهى وجميع ذلك لا يتمشى على القواعد فإن الطرق إذا كثرت وتباينت مخارجها دل ذلك على أن لها أصلا وقد ذكرت أن ثلاثة أسانيد منها على شرط الصحيح وهي مراسيل يحتج بمثلها من يحتج بالمرسل وكذا من لا يحتج به لاعتضاد بعضها ببعض وإذا تقرر ذلك تعين تأويل ما وقع فيها.
وأما سحر رسول الله (صلى الله عليه وآله) فلا يسعهم رفضها بعد ورودها في صحيح البخاري الذي هو كتاب صحيح عندهم ( انظر ج4 ص 91 وغيره ).






السؤال: لا يتأثر بالسحر
توجد بعض المذاهب تعتقد بأن النبي قد سحر في فترة من فترات حياته فما رأيكم في هكذا اعتقاد؟
وما ردكم عليهم.
الجواب:
قد جاء في بعض المجاميع الحديثيّة من الفريقين ما يشعر بوقوع السحر (البحار 18/57 ، 69 ـ صحيح البخاري 10/199 ـ صحيح مسلم / ح 2189). ولكنّ الصحيح أنّ السحر لا يؤثّر في نفوس الأنبياء والأئمة (عليهم السلام) - كما عليه المشهور والمحقّقون من علماء الإماميّة. ويدلّ عليه - عقلاً - بأنّه (صلى الله عليه وآله وسلّم) في فترة السحر - على فرض المحال - تكون تصرفاته غير لائقة بالإنسان العادي فكيف وهو نبي؟!.
وأيضاً يعتبره القرآن من تقوّلات الكفّار والمعاندين في سبيل عدم الرضوخ للحق (( إذ يقول الظالمون إن تتّبعون إلاّ رجلاً مسحوراً )) (الإسراء:47)، و (( فقال له فرعون إني لأظنّك يا موسى مسحوراً )) (الإسراء:101)، و (( وقال الظالمون إن تتبعون إلاّ رجلاً مسحوراً )) (( أنظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلّوا )) (الفرقان: 8 ، 99). وعليه فلابدّ من تأويل الأحاديث الواردة في هذا المجال بما لا ينافي المسلّمات ، أو طرحها من الأساس باعتبار ضعف أسانيدها . وهنا نقطة لا بأس بالإشارة إليها: وهي أنّ الروايات الشيعية في هذا الموضوع تدلّ فقط على محاولة بعض اليهود لسحر النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم)، وليس فيها دلالة على تأثير ذلك السحر في نفسه الكريمة (صلى الله عليه وآله وسلّم) ، بل فيها دلالة على صدق نبّوته، إذ إنّه (صلى الله عليه وآله وسلّم) اطّلع على هذا التمويه بإخبار من الله عزّ وجل فأمر باستخراج السحر من مكان خاص، فكان كما أخبر هو (صلى الله عليه وآله وسلّم)، وهذه القضية أصبحت تأييداً آخر لنبوّته ورسالته .
وعلى العكس ، فإنّ في روايات أهل السنة في هذا المجال ما يأباه العقل والنقل ويردّه حتى القرآن - كما ذكرنا - بالصراحة. فتأويلها أو رفع اليد عنها أحرى وأجدر من طرح الأدلة العقليّة والنقليّة بهذا الشأن.






السؤال: أسباب ونتائج هجرته
الهجرة النبوية أسبابها ونتائجها
الجواب:
ان السبب الرئيسي لهجرة نبينا محمّد (صلى الله عليه وآله) من مكة إلى المدينة هو إفشال المؤامرة التي حاكتها قريش لقتل رسول الله (صلى الله عليه وآله) وبالتالي إنهاء دعوته إلى الدين الإسلامي. فقد أخبر الله تعالى نبيه بهذه المؤامرة عن طريق الوحي ، ونزل قوله تعالى: (( وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك و يمكرون و يمكر الله و الله خير الماكرين )) (الأنفال:300). فأمر (صلى الله عليه وآله) أمير المؤمنين علياً (عليه السلام) بالمبيت على فراشه، بعد أن أخبره بمكر قريش، ثم خرج النبي (صلى الله عليه وآله) في الليل وهو يقرأ هذه الآية: (( وجعلنا من بين أيديهم سداً ومن خلفهم سداً فاغشيناهم فهم لا يبصرون )) (يس :9).
وأما من نتائج هذه الهجرة المباركة هو: تأسيس الدولة الإسلامية الكبرى ومن ثم دعوة الناس إلى الإسلام وأيضاً القيام بالمؤاخاة بين المهاجرين والأنصار و زرع روح المحبة والإيمان والاخوة الإسلامية بين المسلمين.





السؤال: النبي محمد (صلى الله عليه وآله) أعلم من جبرئيل (عليه السلام)
هل الاعلمية تعني الافضلية ؟
ومن كان أعلم رسول الله محمد بن عبدالله (صلى الله عليه وآله وسلم) خير الانام أم جبريل (عليه السلام)؟ وكيف؟
ان مثل هذه الاسئلة تطرح من اناس يريدون ان يثبتوا ان خلافة أبي بكر صحيحة لا غبار عليها حيث ان جبريل (عليه لاسلام) هو من علم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ورسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ـ وهذا صحيح فهو (صلى الله عليه وآله وسلم) خير من في الكون ـ خير منه.
كيف الرد على مثل هذا الكلام.
الجواب:
نحن لا نسلّم بأنّ علم جبرئيل (عليه السلام) كان أكثر من علم رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، بل غاية ما في الأمر هو أنّ جبرئيل (عليه السلام) كان رسولاً و حاملاً للوحي المنزّل على النبيّ (صلى الله عليه وآله) بما أعطاه الله من دور في ايصال كلامه عزّوجلّ الى الأنبياء ( عليهم السلام).فهل ترى أنّ هذا بمعنى أعلميّته من الأنبياء (عليهم السلام )؟!
هل هناك قاعدة علميّة أو شرعيّة أو عرفيّة تدلّ على أعلميّة الرسول من المرسل اليه ؟
هذا أوّلاً.
ثانياً: تصرّح بعض الروايات بأنّ النّبي ( صلى الله عليه وآله ) كان يتّصل أحيانا مباشرةً ـ و بدون معونة جبرئيل (عليه السلام) ـ بمبدأ الوحي ، و كانت هذه الحالة تعرف عند الاصحاب و يميّزونها عن اتّصاله بجبرئيل (عليه السلام) ، و هذا يعني إمكانيّة أخذه (صلى الله عليه وآله) العلم من الباري عز ّوجلّ حيث لا يعلم به جبرئيل (عليه السلام).
ثالثاً: لو أمعنّا النظر في الاخبار الّتي تدلّ على أفضليّة خلقه (صلى الله عليه وآله) عن جميع المخلوقات التي توجد في كتب الفريقين ، نستنتج بأنّ الكون بأسره ¬ بإستثناء وجود الباري عزّوجلّ ¬ يستفيض نور وجوده من فيض وجود الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله).وعليه هل يبقى توهّم إنّ جبرئيل (عليه السلام) كان أعلم منه (صلى الله عليه وآله) ؟!!!و أخيراً فانّ تشبّث بعضهم بهذه الموهومات لإثبات خلافة فلان لا ناتج له إلاّ الحرمان من الحق ، جعلنا الله و إياهم من المتّقين.






السؤال: موقفه (صلى الله عليه وآله) من اسرى بدر
ما هو تفسير الآية الشريفة التالية: (ما كان لنبي أي يكون له اسرى حتى يثخن في الارض) بلاضافة الى الرد الذي نرد به على من يقول أن عمر بن الخطاب أصاب في هذه الواقعة حيث كان يريد يقتل الخصم والرسول أراد أن يبقيهم ...
الجواب:
أولاً :إن النصوص التاريخية التي نطمئن بصحّتها نقلت بأن النبي (صلى الله عليه وآله) كان رأيه أن يقتل أسرى معركة بدر ـ وهو الاصوب ـ ولكن إصرار بعض الصحابة ـ كأبي بكر ـ على عدم قتلهم وأخذ الفداء منهم قرّر (صلى الله عليه وآله وسلّم) أن يأخذ منهم الفداء بعد أن أخبر أصحابه بأن نتيجة أخذ الفداء هو أن يقتل في العام القابل من المسلمين بعدد الأسرى, فقبلوا ذلك وتحقق ما أوعدهم به (صلى الله عليه وآله وسلّم) في معركة أحد.
ومما يؤيد هذا ما جاء في بعض النصوص : (أن جبرئيل نزل على النبي (صلى الله عليه وآله) يوم بدر, فقال : إن الله قد كره ما صنع قومك, من أخذ الفداء من الاسارى, وقد أمرك أن تخيّرهم : بين أن يقدّموهم ويضربوا أعناقهم, وبين أن يأخذوا الفداء على أن يقتل منهم عدتهم. فذكر ذلك (صلى الله عليه وآله وسلّم) لأصحابه, فقالوا : يا رسول الله عشائرنا وإخواننا ( هذه الكلمة تشير إلى أن الذين قالوا ذلك هم من المهاجرين ).
بل نأخذ فداءهم, فنقوى به على عدونا, ويستشهد منا عدتهم ) ( تاريخ الخميس 1/393 عن فتح الباري عن الترمذي, والنسائي, وابن حبان, والحاكم بإسناد صحيح, ومصنف عبد الرزاق 5/210, والبداية والنهاية لابن كثير 3/289, وطبقات ابن سعد 2/14 قسم1 ).
فمما تقدم يدل على أن تخييرهم هذا إنما كان بعد تأكيدهم على رغبتهم في أخذ الفداء, وظهور إصرارهم عليه, فأباح لهم ذلك.
ولكننا نجد روايات أخرى تقرّر عكس ما ذكر آنفا, وتقول : إنه (صلى الله عليه وآله) مال إلى رأي أبي بكر, أي إلى أخذ الفداء، ولكن عمر رفض ذلك وكان رأيه هو قتلهم, فنزل القرآن بمخالفته وموافقة عمر. وهذا غير صحيح, لأن بعض علماء السنة نصّ على أن النبي (صلى الله عليه وآله) مال إلى القتل ( راجع على سبيل المثال : الكامل لابن الأثير ج 2 / 136 ).
وذكر الواقدي أن الأسرى قالوا : لو بعثنا لأبي بكر, فإنه أوصل قريش لأرحامنا, ولا نعلم أحداً آثر عند محمّد منه ؛ فبعثوا إليه فجاءهم فكلموه, فوعدهم أن لا يألوهم خيراً, ثم ذهب إلى النبي (صلى الله عليه وآله) فجعل يفثؤه ويلينه, وعاوده بالأمر ثلاث مرات, كل ذلك والنبي (صلى الله عليه وآله) لا يجيب ( مغازي الواقدي ج 1 ص 107 و 108 ) وهذا دليل على ان النبي (صلى الله عليه وآله) لم يرض بأخذ الفداء.
ثانياً : إن الإلتزام بما ذكروه معناه تكذيب قوله تعالى: (( وما ينطق عن الهوى, إن هو إلا وحي يوحي )) (النجم:3 و 4). كما أنه لا يبقى معنى ـ والحالة هذه ـ لأمر الله تعالى للناس باطاعة الرسول حيث قال : (( أطيعوا الله وأطيعوا الرسول )) (النساء:59)، حتى إذا امتثلوا الأمر الإلهي وأطاعوه يؤنبهم, ثم يتهددهم. لقد كان يجب أن يتوجه التأنيب والتهديد للرسول, والمدح والثناء لهم, لأنهم عملوا بوظيفتهم.
ثالثاً : إن مجرد الإشارة على الرسول بالفداء لا تستوجب عقاباً, إذ غاية ما هناك : أنهم قد اختاروا غير الأصلح.
وإذن, فلابد أن يكون ثمة أمر آخر قد استحقوا العقاب لمخالفته, وهو أنهم حين أصروا على أخذ الفداء قد أصروا على مخالفة الرسول (صلى الله عليه وآله), والتعلق بعرض الحياة الدنيا في مقابل إرادة الله للآخرة ـ كما قال تعالى: (( تريدون عرض الحياة الدنيا, والله يريد الآخرة )) (الانفال:67) ـ بعد بيان النبي (صلى الله عليه وآله) لهم بصورة صريحة, إذ لا عقاب قبل البيان, ثم المخالفة.
ولكن الله تكرم وتفضل عليهم, وغفر لهم هذه المخالفة, وأباح لهم أخذ الفداء تأليفاً لهم, على ما فيه من عواقب وخيمة. وقد بلغ من حبهم لعرض الدنيا أنهم قبلوا بهذه العواقب أيضاً. بل يمكن أن يكون إصرار بعض المهاجرين على أخذ الفداء يرجع إلى أنهم قد صعب عليهم قتل صناديد قريش, حيث كانت تربطهم بهم صداقات ومصالح ووشائج رحم, وقد استهوى موقفهم هذا جماعة من البسطاء والسذج من سائر المسلمين الحاضرين.
فهذا التعاطف مع المشركين من قبل البعض, ثم حب الحصول على المال, قد جعلهم يستحقون العذاب العظيم, الذي إنما يترتب على سوء النيات, وعلى الإصرار على مخالفة الرسول (صلى الله عليه وآله)، والنفاق في المواقف والأقوال والحركات, لاسيما مع وجود رأي يطالب بقتل بني هاشم الذين أخرجهم المشركون كرهاً ونهى الرسول (صلى الله عليه وآله وسلّم) عن قتلهم. (مع ملاحظة : أنه لم يشترك من قوم عمر أحد في حرب بدر).

تعليق على الجواب (1)
كيف يمكن أن يكون أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم أرحم وأعطف على المشركين منه، والله سبحانه يقول : (( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين )) ؟!
الجواب:
ان هذا الافتراض اشتباه محض فلا يوجد مصداق للرأفة والرحمة في موارد الاوامر الشرعية الالهية من الحدود وغيرها وإن كان هناك اعتراض بعنوان الرأفة والرحمة فهو من الرد على الله والنفاق، وليس معنى كون رسول الله (صلى الله عليه وآله) رحمة للعالمين أن يكون رحيما حتى بالمشركين الذين كتب الله عليهم القتل فإرساله رحمة للعالمين بإخراجهم من الظلمات الى النور ومن الضلال الى الهداية.
وأصحاب النبي (صلى الله عليه وآله) وإن إخذتهم الرقة حسب المدعى وهو غير صحيح لأنهم طمعوا في الفداء والدنيا، لكن النتيجة أنهم لم تأخذهم الرقة على المسلمين الذين سيقتلون بعددهم، ولم تأخذهم الرقة على نفس المشركين من زيادتهم في طغيانهم، فرحمته صلوات الله عليه على العالمين تختلف في صورتها عن الرقة المزعومة التي أدركت بعض أصحابه، وهي التي تستحق الثناء من الله تعالى لا رقة أصحابه التي نزل فيها التوبيخ والعتاب.





السؤال: لا صحة لما نسبوه إليه (صلى الله عليه وآله) يوم بدر
يعتقد الشيعة على خلاف أهل السنة العصمة التامة والكاملة للرسول محمد (صلى الله عليه وآله) حتى في الشؤون المتعلقة بالحياة المعيشية، فما قولكم في المسألة خاصة وأن الكثير من النصوص القرآنية والشواهد التاريخية تثبت بما لا يدع مجالا للشك ما يذهب اليه أهل السنة، فما قولكم في واقعة اسرى بدر، وترخيصة لبعض من تخلف من المقاتلين في عدم المشاركة في الجهاد، أو النزول عند الموقع المحدد في موقعة بدر الكبرى، وكذلك تأبير النخل في الحديث المشهور قوله (صلى الله عليه وآله): (أنتم أعلم بشؤون دنياكم حين بدا له عدم صواب رأيه)؟
المرجو ايفادنا بالشرح المستفيض والدقيق معززا بالأدلة الشرعية من مصادر السنة وكذلك الشيعة ما أمكن لكل حادثة من الحوادث المذكورة أعلاه.

الجواب:
انّ الأدلّة القائمة على العصمة التامّة للأنبياء (عليهم السلام) عموماً ولنبيّنا محمّد (صلى الله عليه وآله وسلّم) خصوصاً أدلّة عقليّة ونقليّة لا يعتريها الشك والريب ـ كما قرّر في محلّه ـ ، وعليه فلابدّ من تأويل ما جاء خلافه ـ إن صحّ سنده ـ فانّ ما يوهم خلاف تلك القاعدة مردود ، إذ أنّ القاعدة المذكورة لم تبتن على الأمثلة حتّى يرد عليها النقض ، بل يجب أن يفسّر كلّ حادث على ضوء تلك القاعدة . ثمّ إنّ ما ذكرتموه في المقام لا يصلح لأن يكون مورداً للنقض لما يلي :
أوّلاً : إنّ ما ذكر في بعض كتب السير والتاريخ ـ من أنّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) قد نزل أدنى ماء ببدر أوّلاً وثمّ بعد ما أشار عليه الحباب بن المنذر بأن ينزل أدنى ماء من القوم ويصنع أحواضاً ويمنع المشركين من الماء صوّب الرسول (صلى الله عليه وآله وسلّم) رأيه وأمر بتنفيذه ـ لم يصحّ لوجوه : منها: إنّ المشركين هم الذين سبقوا بالنزول في بدر ولا يعقل أن ينزلوا في مكان لا ماء فيه ويتركوا الماء لغيرهم من المسلمين. ومنها: إنّ العدوة القصوى التي نزلها المشركون كان فيها الماء وكانت أرضاً لا بأس بها ، على العكس ممّا نزلها المسلمون وهي العدوة الدنيا إذ كانت خبار تسوخ فيها الأرجل ولم يوجد فيها الماء ( فتح القدير 2/291 ، 311 ـ الكشاف 2/223 ، 203 ـ تاريخ الخميس 1/375 ـ تفسير ابن كثير 2/292 ـ الدر المنثور 3/171 ـ السيرة الحلبيّة 2/154 ـ سيرة ابن كثير 2/400 ).ومنها: إنّ ابن إسحاق ـ من أصحاب السير ـ ينصّ على أنّ المشركين وردوا الحوض فأمر النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) أن لا يعترضوهم (الكامل لابن أثير 2/123).ومنهاك إنّ المنع من الماء لا ينسجم مع أخلاقيّات ومبادئ الإسلام ونبيّه الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلّم). فإذاً الصحيح هو الرواية التي تقول بأنّ المسلمين لم يكونوا على الماء ، فأرسل الله السماء عليهم ليلاً حتى سال الوادي فاتخذوا الحياض كما جاء في الذكر الحكيم : (( إذ يغشيكم النعاس أمنة منه وينزل عليكم من السماء ماءاً ليطهّركم به ويذهب رجز الشيطان وليربط على قلوبكم ويثبّت به الأقدام )) (الأنفال:11) وهذا هو سرّ بناء الأحواض لا ما ذكروه .
ثانياً : انّ البعض قد ذكروا إنّ الرسول (صلى الله عليه وآله وسلّم) رخّص طلحة وسعيد بن زيد وعثمان في عدم المشاركة في بدر ، ثمّ ضرب لهم سهامهم من الغنائم ، وهذا أيضاً من الموضوعات! إذ جاء في بعض الكتب أنّ العلّة للتخلّف في الأوليين ـ طلحة وسعيد ـ هو التجسّس لخبر العير بأمر النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) ( السيرة الحلبيّة 2/147 ، 185 ) ، وجاء في بعضها الآخر انّهما كانا في تجارة إلى الشام ( سيرة ابن هشام 2/399 ـ التنبيه والإشراف / 205 ـ الإصابة 2/229 ، وبهامشها الاستيعاب /219 ) ؛ فإذا كانت العلّة هذه ، هل يعقل أن يضرب لهما سهامهما من الغنائم ؟! خصوصاً أنّ السيوطي وغيره ينكران هذه الفضيلة لغير عثمان ( السيرة الحلبيّة 2/185 ).
وأمّا في مورد عثمان فانّ الرواية التي تذكر علّة تخلّفه، إنّها لتمريض زوجته رقيّة بأمر الرسول (صلى الله عليه وآله وسلّم) متعارضة مع الرواية التي تصرّح بانّ العلّة هي إصابة عثمان نفسه بالجدري ( السيرة الحلبيّة 2/185 ، 146 )، وأيضاً كان بعض المسلمين يعيّرون عثمان بعدم حضوره في بدر وهذا لا ينسجم مع رخصته فيه ، إذ كيف خفي هذا العذر على مثل عبد الرحمن بن عوف وابن مسعود ( مسند أحمد 1/68 ، 75 ـ الأوائل 1/305 ـ محاضرات الأدباء للراغب 2/184 ـ الدر المنثور 2/89 ـ البداية والنهاية 7/207 ـ شرح النهج 15/21 ـ مغازي الواقدي 1/278 ـ انساب الإشراف 5/36 ـ الرياض النضرة 2/97 ). وأخيراً ، لقد جاء في حديث مناشدة علي (عليه السلام) لأصحاب الشورى ـ وفيهم طلحة وعثمان ـ قوله : (أفيكم أحد كان له سهم في الحاضر وسهم في الغائب ؟ قالوا : لا) ( ترجمة الإمام علي (عليه السلام) من تاريخ ابن عساكر ، بتحقيق المحمودي 3/93 ) وهذا يفنّد كلام القوم من الأساس !!
ثالثاً : أنّ ما يذكر من خطأ اجتهاد النبي "صلى الله عليه وآله وسلّم" ـ والعياذ بالله ـ في موضوع أسرى بدر لا أساس له من الصحّة ! فالآية التي يشير إليها البعض في المقام (( ما كان لنبي أن يكون له أسرى..))(الانفال:677) في وزان (إياك أعني واسمعي يا جارة) فالمقصود من الآية المسلمون لا النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) إذ أنّ الالتزام به يكون بمعنى مخالفة النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) لأوامر الوحي وهذا محال ؛ ولكنّ المعنى إنّ الحكم الأوّلي في شـأن الأسرى ببدر كان هو القتل وهو حكم خاص بهم لا أنّ الفداء لا يحلّ أبداً في الأسرى إذ قد عمل به ـ الفداء ـ في واقعة عبد الله بن جحش قبل بدر بأزيد من عام ولم ينكره الله تعالى ( السيرة الحلبيّة 2/192 ) ، وبعدما أصرّ المسلمون على مخالفة ذلك الحكم الأوّلي ، عاتبهم الله تعالى فاستحقّوا العذاب ثم عفا عنهم ، ويدلّ عليه انّه جاء في بعض النصوص أنّ جبرئيل (عليه السلام) أخبر النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) بكراهة ما صنعه قومه من أخذ الفداء وأخبره بانّ الله أمره أن يخيّرهم بين قتل الأسرى وأخذ الفداء على أن يقتل منهم في المستقبل بعددهم ، فرضوا بالفداء والشهادة ( تاريخ الخميس 1/393 ـ مصنف عبد الرزاق 5/210 ـ البداية والنهاية 3/298 ـ طبقات ابن سعد 2/14 ) وعلى الأخصّ فقد نصّ البعض على أنّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) مال إلى القتل ( الكامل لابن الأثير 2/136 ) .
رابعاً : إنّ حديث تأبير النخل ـ بالشكل الذي نقلوه ـ لا يوافق العقل والنقل بوجوه :
منها: إنّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) كان يعيش في منطقة تغصّ بالنخل فهل يعقل أنّه لم يكن يعرف تأثير تأبير النخل وفائدته وأنّ النخل لا ينتج بدونه ؟!! والحال نرى أنّ الرواية المزعومة تقول بأنّ الرسول (صلى الله عليه وآله وسلّم) نفى لزوم التأبير فتركوه .
ومنها: كيف نصدّق بأنّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) يرضى بإدخال ذلك الضرر الجسيم عليهم ـ عدم نتاج نخلهم ـ بتصرّفه فيما ليس من اختصاصه ؟!!
ومنها: إنّه (صلى الله عليه وآله وسلّم) كيف يقول لهم ـ حسب الرواية المذكورة ـ أنّ العمليّة كانت من ظنونه ـ والعياذ بالله ـ وليس لهم أن يؤاخذوه بالظن ، في الوقت الذي كان يحثّ الناس على كتابة ورواية ما يصدر عنه ( تحفة الأحوذي 1/34 مروج الذهب 2/294 ـ البداية والنهاية 1/6 و 5/194 ـ ميزان الاعتدال 1/653 ـ لسان الميزان 2/298 و 4/21 ـ مسند أحمد 1/100 و 2/248 ، 403 ـ المعجم الصغير 1/162 ـ الاستيعاب 4/106 ـ فتح الباري 1/184 ، 199 ، 203 ، 246 ـ مجمع الزوائد 1/139 ، 151 وعشرات المصادر الأخرى ) .
وصفوة القول: انّ العصمة لها أدلّتها القيّمة من العقل والنقل فلا تنثلم بما نقل بخلافها مع وهن السند والدلالة .






السؤال: هل صحيح أن النبي (صلى الله عليه وآله) منع الماء عن المشركين في يوم بدر
في معركة بدر سد رسول الله صل الله عليه واله وسلم ابار الماء عن المشركين...
في حين ان الامام علي لم يمنع الماء عن معاوية وجيشه وقال: لا نفعل كما فعل الجاهلون, اي معاوية وجيشه, فهل توضحوا لنا لماذا رسول الله منع الماء والامام علي لم يمنع الماء, هل لانهم كفار وهؤلاء مسلمين ام ان هناك تفسير آخر؟
وقد يقال من بعض اعداء الاسلام ان محمد ليس رحمة للعالمين والا لماذا يمنع الماء عن الكفار وان كانوا كفارا فهو من المفترض انه رحمة للناس جميعا سواء كانو كفارا ام مسلمين.

الجواب:
الرواية الواردة بمنع النبي (صلى الله عليه وآله) المشركين عن الماء في معركة بدر معارضة بما ذكره ابن إسحاق وابن الأثير من أن المشركين وردوا الحوض فأمر النبي(صلى الله عليه وآله) المسلمين بعدم اعتراضهم. (الكامل في التاريخ 2: 122) وعند الترجيح، ترجح رواية ابن إسحاق وابن الأثير وغيرها فهي تنسجم مع الخلق الرفيع للنبي (صلى الله عليه وآله) ومبادئ الإسلام بعدم منع الماء عن أحد لأنه من المشتركات التي أباحها الله سبحانه للناس أجمعين.
وقال السيد مرتضى العاملي في كتابه (الصحيح من سيرة النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله)):والصحيح هو الرواية التي تقول: إن المسلمين لم يكونوا على الماء، فأرسل الله السماء عليهم ليلاً حتى سأل الوادي فأتخذوا الحياض، وشربوا وسقوا الركائب واغتسلوا وملئوا الأسقية (الواردة، في الكشاف للزمخشري 2: 203، وتفسير ابن كثير 3: 292 غير أنه لم يذكر اتخاذ الحياض، وهو كما أشار إليه تعالى، حين قال: (( إِذ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيكُم مِّن السَّمَاء مَاء لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذهِبَ عَنكُم رِجزَ الشَّيطَانِ وَلِيَربِطَ عَلَى قُلُوبِكُم وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقدَامَ )) (الأنفال:11).
وقد ذكر أيضاً أن الماء كان في مكان نزول المشركين وأما مكان نزول المسلمين فلا ماء فيه فارسل الله عليهم السماء ومن هذا يظهر أن رواية منع الماء غير صحيحة أصلاً ولا تصلح حتى للمعارضة.
(انظر الصحيح من سيرة النبي الأعظم 5: 30).







السؤال: ليس (صلى الله عليه وآله) المقصود في قوله تعالى: (لا تقل اني فاعل)
قال تعالى: (( ولا تقل اني فاعل ذلك غداً الا ان شاء الله ...)).
سؤال: كيف يخاطب القرآن النبي هكذا ونحن نعرف عصمة النبي عن الخطأ (هل النبي نسي أن يقول ان شاء الله)؟.
الجواب:
الآية الكريمة لا تنافي العصمة عند النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم)، إذ الخطاب موجّه للمكلفين والقرآن نزل بإياك أعني واسمعي يا جارة. وليس هو خطاب للنبي (صلى الله عليه وآله وسلّم). ثم على قول من قال انه خطاب للنبي (صلى الله عليه وآله وسلّم)، فليس فيه ما يسيء إلى عصمته (صلى الله عليه وآله وسلّم) إذ ذلك من الله تعالى تذكير له (صلى الله عليه وآله وسلّم) بأن كل أمر موقوف على إرادته واشائته، فإن شاء كان وإن لم يشأ لم يكن، وهو (صلى الله عليه وآله وسلّم) غير غافل عن ذلك ، وقد شهد الله تعالى له بذلك فقال تعالى: (( وإنك لعلى خلق عظيم )) (القلم:44)، وقال (صلى الله عليه وآله وسلّم) : (أدّبني ربي فأحسن تأديبي). وقد كانت سنة الأنبياء تعليق كل شيء على إرادته تعالى، فقال تعالى حكاية عن موسى: (( قال ستجدني إن شاء الله صابراً ولا أعصي لك أمرا )) (الكهف:69) وقال حكاية عن شعيب: (( وما أريد أن أشق عليك ستجدني إن شاء الله من الصالحين ))(القصص:27) وقال حكاية عن إسماعيل: (( قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين )) (الصافات:1022). وهكذا هي سنة الأنبياء في مخاطباتهم ، بل تعليق الفعل على إرادته سيرة الصالحين ، فكيف بخيرة الصالحين وخاتم الأنبياء والمرسلين يصدر منه خلاف إرادته تعالى ومن ثم يعاتب عليه ؟!! فثبت أن ذلك خطابٌ للمكلفين دونه (صلى الله عليه وآله وسلّم).





السؤال: آية (عبس وتولى)
فيمن نزلت الآية : (( عبس وتولى )) ؟
الجواب:
قد ذهب أبناء العامة في هذه القضية إلى أنها نزلت في النبي (صلى الله عليه وآله) - العياذ بالله - واعتمدوا في ذلك على أحاديث يضعف سندها، لانها تنتهي الى من لم يدرك أحد منهم هذه القضية أصلاً، لانه إما كان حينها طفلاً أو لم يكن ولد.
وورد عن أهل البيت (عليهم السلام) أنها نزلت في رجل من بني أمية.
والقرائن أيضا تدل على أنها بعيدة عن ساحة رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وذلك أن الآية تصف المعاتب بصفاتن منها أنه يتصدى للاغنياء لغناهم ويتلهى عن الفقراء لفقرهم، وهذه الصفات بعيدة عن سجايا نبينا الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) إذ هو الذي وصفه الله بأنه (( بالمؤمنين رؤوف رحيم )) (التوبة: 128) .
وقال الله عن نبيه في سورة القلم التي نزلت قبل سورة عبس: (( وانك لعلى خلق عظيم )) (القلم:4)، فكيف يصدر عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) هذا الامر المنافي للأخلاق؟!! ولقد نزلت آية الانذار: (( واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين )) (الشعراء:215) قبل سورة عبس بسنتين فهل نسي الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ذلك؟! وإذا كان نسي فما الذي يؤمننا من أن لا يكون قد نسي غير ذلك أيضا ؟!! وفي قوله تعالى عن الرسول: (( ولقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة )) (الاحزاب:21).
ومن يتمعن هذه الآيات يجد أنها خبر محض ولم يصرَّح فيها بالمخبر عنه وقوله تعالى: (( وما يدريك )) (عبس:33) ليس الخطاب فيها لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وانما هو التفات من الغيبة الى الخطاب مع العابس نفسه ، فالآية في ظاهرها لا تدل أنها فيمن نزلت وانما يفسرها لنا أهل البيت(عليهم السلام) وهم الثقل الثاني الذي به نعتصم من الضلال، فورد عنهم: أنها نزلت في رجل من بني أمية.
وعن الصادق (عليه السلام) قال : ان رسول الله كان اذا رأى ابن مكتوم وهو الرجل الاعمى الذي وفد على النبي يقول : (مرحباً مرحباً ، لا والله لا يعاتبني الله فيك أبدا).
وكان يريد الرسول بذلك التعريض بمن صدر منه ذلك في حق ابن أم مكتوم كأنّه يقول له : والله أنا لا اعاملك كما عاملك فلان .
فمدلول الآية يكون كالتالي :
(( عبس وتولى )) ذلك الرجل من بني أمية (( أن جاءه الأعمى * وما يدريك )) هذا التفات من الغيبة الى الخطاب مع العابس نفسه (( لعله يزّكى * او يذكر فتنفعه الذكرى * اما من استغنى فانت )) أيها العابس الغني (( له تصدى )) لاهداف دنيوية (( وما عليك )) أيها العابس (( الا يزكى )) على يد شخص أخر ممن هو في المجلس كالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) (( واما من جاءك يسعى وهو يخشى فانت )) ايها العابس (( عنه تلهى )) لاهداف دنيوية .
هذا، ولكن الأيدي غير الأمينة قد حرّفت هذا الموقف لتدافع عن بني أمية غفلة منها أن ذلك يكون سبب ليتشبث به المخالفون للاطاحة بمكانة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ولكن الله يأبى إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون.

تعليق على الجواب (1)
لدي سؤال وهو : انّ أهل السنة وعلمائهم يفسرون الآيات الأولى من سورة (عبس) في الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) , فيقولون : ان الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) هو الذي عبس بوجهه وولّى عن ابن أم مكتوم , إلى نهاية الحادثة التي يروونها .
أما مرادي من حضرتكم الغالية : هل جميع أهل السنة يقولون بهذا القول ؟ وإذا وجد من يقول بخلاف هذا القول الرجاء منكم ارشادي الى المصدر إن أمكن .
هذا ودمتم مسددين إن شاء الله لكل خير .
الجواب:
إن هناك جملة من كبار علماء السنة ومفسريهم , لا يسلّم أن خطاب (( عبس وتولى )) متوجه إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) , لأنه ليس من صفات النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) العبوسة , ومن هؤلاء :
1- الامام فخر الدين الرازي , المتوفى 606 هـ , في كتابه (عصمة الانبياء ص 137 ـ ط دار الكتب العلمية ـ بيروت) .
2- القاضي عياض اليحصبي , المتوفى 544 هـ , في كتابه (الشفا بتعريف حقوق المصطفى 2/161 ـ ط دار الفكر ـ بيروت) .
3- الزركشي , المتوفى 794 هـ , في كتابه (البرهان في علوم القرآن 2/242 ـ ط دار احياء الكتب العربية ـ القاهرة) .
4- الصالحي الشامي , المتوفى 942 هـ , في كتابه (سبل الهدى والرشاد 11/474 ـ ط دار الكتب العلمية ـ بيروت) .

تعليق على الجواب (2)
لقد قرأت جوابكم الكريم عن مسألة آية (( عبس وتولى )) , وقد دخلت في مناقشة مع أحد المشايخ السنة, وطلب مني شيئاً تفصيلاً عن الموضوع، فهل تستطيعون أن تساعدوني على هذا, ولكم الأجر والثواب
الجواب:
لقد بحث هذه المسألة بشكل مفصّل المحقق السيد جعفر مرتضى العاملي في كتابه (الصحيح من سيرة النبي الأعظم (ص) ج 3 ص 155) ننقل لكم نصّه :
ويذكر المؤرخون بعد قضية الغرانيق ، القضية التي نزلت لأجلها سورة عبس وتولى ، المكية ، والتي نزلت بعد سورة النجم .
وملخص هذه القضية : أن النبي (صلى الله عليه وآله) كان يتكلم مع بعض زعماء قريش ، ذوي الجاه والمال ، فجاءه عبد الله بن أم مكتوم ـ وكان أعمى ـ فجعل يستقرئ النبي (صلى الله عليه وآله) آية من القرآن ، قال : يا رسول الله ، علّمني مما علّمك الله .
فأعرض عنه رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعبس في وجهه وتولى ، وكره كلامه ، وأقبل على أولئك الذين كان (صلى الله عليه وآله) قد طمع في إسلامهم ، فأنزل الله تعالى : ((عبس وتولى ، أن جاءه الأعمى ، وما يدريك لعله يزكى ، أو يذكر فتنفعه الذكرى ، أما من استغنى ، فأنت له تصدى ، وما عليك ألا يزكى ، وأما من جاءك يسعى ، وهو يخشى ، فأنت عنه تلهى )) (عبس:1 ـ 10) .
وفي رواية : أنه (صلى الله عليه وآله وسلم) كره مجيء ابن أم مكتوم وقال في نفسه : يقول هذا القرشي : إنما أتباعه العميان والسفلة ، والعبيد ، فعبس (صلى الله عليه وآله وسلم) إلخ .. ( وكأن ذلك الزعيم لم يكن يعلم بذلك !! وكأن قريشاً لم تكن قد صرحت بذلك وأعلنته !! ) .
وعن الحكم : ما رؤي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بعد هذه الآية متصدياً لغني ، ولا معرضاً عن فقير .
وعن ابن زيد : لو أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كتم شيئاً من الوحي ، كتم هذا عن نفسه .(راجع في هذه الروايات : مجمع البيان 10 / 437 ، والميزان عن المجمع ، وتفسير ابن كثير 4 / 470 عن الترمذي ، وأبي يعلى ، وحياة الصحابة 2 / 520 عنه ، وتفسير الطبري 30 / 33 ، والدر المنثور 6 / 314 ).
وأي تفسير قرآن آخر لغير الشيعة ؛ فإنك تجد فيه الروايات المختلفة التي تصب في هذا الاتجاه ، فراجع الأخير على سبيل المثال .
فابن زيد يؤكد بكلامه هذا على مدى قبح هذا الأمر ، وعلى مدى صراحة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ، حتى إنه لم يكتم هذا الأمر ، رغم شدة قبحه وشناعته ! .
لقد أجمع المفسرون ، وأهل الحديث ، باستثناء شيعة أهل البيت (عليهم السلام) على أصل القضية المشار إليها .
ونحن نرى : أنها قضية مفتعلة ، لا يمكن أن تصح ، وذلك:
أولاً : لضعف أسانيدها ، لأنها تنتهي : إما إلى عائشة ، وأنس ، وابن عباس ، من الصحابة ، وهؤلاء لم يدرك أحد منهم هذه القضية أصلاً ، لأنه إما كان حينها طفلاً ، أو لم يكن ولد . (راجع : الهدى إلى دين المصطفى 1 / 1588) . أو إلى أبي مالك - الظاهر أن المراد به أبا مالك الأشجعي ، المشهور بالرواية ، وتفسير القرآن ، وهو تابعي – والحكم ، وابن زيد ، والضحاك ، ومجاهد ، وقتادة ، وهؤلاء جميعاً من التابعين فالرواية مقطوعة ، لا تقوم بها حجة .
وثانياً : تناقض نصوصها (راجع : الهدى إلى دين المصطفى 1 / 1588) حتى ما ورد منها عن راو واحد ، فعن عائشة في رواية : إنه كان عنده رجل من عظماء المشركين ، وفي أخرى عنها : عتبة وشيبة . وفي ثالثة عنها : في مجلس فيه ناس من وجوه قريش ، منهم أبو جهل ، وعتبة بن ربيعة . وفي رواية عن ابن عباس : إنه (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يناجي عتبة ، وعمه العباس ، وأبا جهل . وفي التفسير المنسوب إلى ابن عباس : إنهم العباس ، وأمية بن خلف ، وصفوان بن أمية . وعن قتادة : أمية بن خلف . وفي أخرى عنه : أبي بن خلف . وعن مجاهد : صنديد من صناديد قريش ، وفي أخرى عنه : عتبة بن ربيعة ، وأمية بن خلف .
هذا ، عدا عن تناقض الروايات مع بعضها البعض في ذلك ، وفي نقل ما جرى ، وفي نص كلام الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ، ونص كلام ابن أم مكتوم .
ونحن نكتفي بهذا القدر ، ومن أراد المزيد فعليه بالمراجعة والمقارنة .
وثالثاً : إن ظاهر الآيات المدعى نزولها في هذه المناسبة هو أنه كان من عادة هذا الشخص وطبعه وسجيته وخلقه : أن يتصدى للغني ، ويهتم به ولو كان كافراً ويتلهى عن الفقير ولا يبالي به أن يتزكى ، ولو كان مسلماً .
وكلنا يعلم: أن هذا لم يكن من صفات وسجايا نبينا الأكرم (صلى الله عليه وآله)، ولا من طبعه وخلقه .
كما أن العبوس في وجه الفقير ، والإعراض عنه ، لم يكن من صفاته (صلى الله عليه وآله وسلم) حتى مع أعدائه ، فكيف بالمؤمنين من أصحابه وأودائه ، (راجع : الهدى إلى دين المصطفى 1 / 158 ، والميزان 20 / 203 ، وتنزيه الأنبياء 119 ، ومجمع البيان 1 / 437 ). وهو الذي وصفه الله تعالى بأنه (( بالمؤمنين رؤوف رحيم )) (التوبة:1288). بل لقد كان من عادته (صلى الله عليه وآله وسلم) مجالسة الفقراء ، والاهتمام بهم ، حتى ساء ذلك أهل الشرف والجاه ، وشق عليهم ، وطالبه الملأ من قريش بأن يبعد هؤلاء عنه ليتبعوه ، وأشار عليه عمر بطردهم ، فنزل قوله تعالى : (( ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون جهه )) (راجع : الدر المنثور 3 / 12) .
ويظهر : أن الآية قد نزلت قبل الهجرة إلى الحبشة لوجود ابن مسعود في الرواية ، أو حين بلوغهم أمر الهدنة ، ورجوعهم إلى مكة .
ولكن يبقى إشكال أن ذكر عمر في هذا المقام في غير محله ، لأنه لم يكن قد أسلم حينئذ لأنه إنما أسلم قبل الهجرة إلى المدينة بيسير .
كما أن الله تعالى قد وصف نبيه في سورة القلم التي نزلت قبل سورة عبس وتولى بأنه على خلق عظيم ، فإذا كان كذلك ، فكيف يصدر عنه هذا الأمر المنافي للأخلاق ، والموجب للعتاب واللوم منه تعالى لنبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) ، فهل كان الله ـ والعياذ بالله ـ جاهلاً بحقيقة أخلاق نبيه ؟ أم أنه يعلم بذلك ، لكنه قال هذا لحكمة ولمصلحة اقتضت ذلك ؟ نعوذ بالله من الغواية ، عن طريق الحق والهداية .
ورابعاً : إن الله تعالى يقول في الآيات : (( وما عليك ألا يزكى )) ، وهذا لا يناسب أن يخاطب به النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ، لأنه مبعوث لدعوة الناس وتزكيتهم . وكيف لا يكون ذلك عليه ، مع أنه هو مهمته الأولى والأخيرة ، ولا شيء غيره ، ألم يقل الله تعالى : (( هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة )) (البقرة:129) . فكيف يغريه بترك الحرص على تزكية قومه (تنزيه الأنبياء 119) .
خامساً : لقد نزلت آية الإنذار : (( وأنذر عشيرتك الأقربين ، واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين )) (الشعراء:214 ـ 2155) قبل سورة عبس بسنتين، فهل نسي (صلى الله عليه وآله وسلم) : أنه مأمور بخفض الجناح لمن اتبعه ؟ وإذا كان نسي ، فما الذي يؤمننا من أن لا يكون قد نسي غير ذلك أيضاً؟ وإذا لم يكن قد نسي ، فلماذا يتعمد أن يعصي هذا الأمر الصريح ؟!
سادساً : إنه ليس في الآية ما يدل على أنها خطاب للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ، بل الله سبحانه يخبر عن رجل ما أنه : ( عبس وتولى ، أن جاءه الأعمى ) ثم التفت الله تعالى بالخطاب إلى ذلك العابس نفسه ، وخاطبه بقوله : (( وما يدريك لعله يزكى... )) إلخ .
سابعاً : لقد ذكر العلامة الطباطبائي : أن الملاك في التفضيل وعدمه ليس هو الغنى والفقر ، وإنما هو الأعمال الصالحة ، والسجايا الحسنة ، والفضائل الرفيعة ، وهذا حكم عقلي وجاء به الدين الحنيف ، فكيف جاز له (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يخالف ذلك ، ويميز الكافر لما له من وجاهة على المؤمن ؟ (الميزان 20 / 303) .
والقول : بأنه إنما فعل ذلك لأنه يرجو إسلامه ، وعلى أمل أن يتقوى به الدين ، وهذا أمر حسن ، لأنه في طريق الدين ، وفي سبيله ، لا يصح ، لأنه يخالف صريح الآيات التي تنص على أن الذم له كان لأجل أنه يتصدى لذاك الغني لغناه ، ويتلهى عن الفقير لفقره ، ولو صح هذا ، فقد كان اللازم أن يفيض القرآن في مدحه وإطرائه على غيرته لدينه ، وتحمسه لرسالته ؛ فلماذا هذا الذم والتقريع إذن .
ونشير أخيراً : إلى أن البعض قد ذكر : أنه يمكن القول بأن الآية خطاب كلي مفادها : أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كان إذا رأى فقيراً تأذى وأعرض عنه .
والجواب :
1- إن هذا يخالف القصة التي ذكروها من كونها قضية في واقعة واحدة لم تتكرر .
2- إذا كان المقصود هو الإعراض عن مطلق الفقير ؛ فلماذا جاء التنصيص على الأعمى ؟! .
3- هل صحيح أنه قد كان من عادة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ذلك ؟ !! .
المذنب رجل آخر :
فيتضح مما تقدم : أن المقصود بالآيات شخص آخر غير النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ويؤيد ذلك : ما روي عن الإمام جعفر الصادق ( عليه السلام ) ، أنه قال : (كان رسول الله إذا رأى عبد الله بن أم مكتوم قال : مرحباً ، مرحباً ، والله لا يعاتبني الله فيك أبداً . وكان يصنع به من اللطف ، حتى يكف عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مما كان يفعل به) ( تفسير البرهان 4 / 428 ، وتفسير نور الثقلين 5 / 509 ، ومجمع البيان 10 / 437) .
فهذه الرواية تشير إلى أن الله تعالى لم يعاتب نبيه في شأن ابن أم مكتوم ، بل فيها تعريض بذلك الرجل الذي ارتكب في حق ابن أم مكتوم تلك المخالفة ، إن لم نقل : إنه يستفاد من الرواية نفي قاطع حتى لإمكان صدور مثل ذلك عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) ، بحيث يستحق العتاب والتوبيخ ؛ إذ لا معنى لهذا النفي لو كان الله تعالى قد عاتبه فعلاً .
هذا، ولكن الأيدي غير الأمينة قد حرفت هذه الكلمة ؛ فادعت أنه (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يقول : (مرحبا بمن عاتبني فيه ربي)!! . فلتراجع كتب التفسير ، كالدر المنثور وغيره . والصحيح هو ما تقدم .
سؤال وجوابه :
ولعلك تقول : إنه إذا كان المقصود بالآيات شخصاً آخر ؛ فما معنى قوله تعالى : (( فأنت له تصدى ))، وقوله : (( فأنت عنه تلهى )) فإن ظاهره : أن هذا التصدي والتلهي من قبل من يهمه هذا الدين ؛ فيتصدى لهذا ، ويتلهى عن ذاك؟
فالجواب : أنه ليس في الآيات ما يدل على أن التصدي كان لأجل الدعوة إلى الله أو لغيرها . فلعل التصدي كان لأهداف أخرى دنيوية ، ككسب الصداقة ، أو الجاه ، أو نحو ذلك . وقوله تعالى : (( لعله يزكى )) ليس فيه أنه يزكى على يد المخاطب ، بل هو أعم من ذلك ، فيشمل التزكي على يد غيره ممن هم في المجلس ، كالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أو غيره .
ثم لنفرض : أنه كان التصدي لأجل الدعوة ، فإن ذلك ليس محصوراً به (صلى الله عليه وآله وسلم) ؛ فهم يقولون : إن غيره كان يتصدى لذلك أيضاً ، وأسلم البعض على يديه ، لو صح ذلك ! .
الرواية الصحيحة :
وبعد ما تقدم ، فإن الظاهر هو أن الرواية الصحيحة ، هي ما جاء عن الإمام الصادق (عليه السلام) : (أنها نزلت في رجل من بني أمية كان عند النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ؛ فجاءه ابن أم مكتوم .
فلما جاءه تقذر منه ، وعبس في وجهه ، وجمع نفسه ، وأعرض بوجهه عنه ، فحكى الله سبحانه ذلك عنه ، وأنكره عليه) (مجمع البيان 10 / 437 ، وتفسير البرهان 4 / 428 ، وتفسير نور الثقلين 5 / 509) .
ويلاحظ : أن الخطاب في الآيات لم يوجه أولاً إلى ذلك الرجل ؛ بل تكلم الله سبحانه عنه بصورة الحكاية عن الغائب : إنه عبس وتولى ، أن جاءه الأعمى . ثم التفت إليه بالخطاب ، فقال له مباشرة : وما يدريك . ويمكن أن يكون الخطاب في الآيات أولاً للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ، من باب : إياك أعني واسمعي يا جارة ، والأول أقرب ، وألطف ذوقاً .
إتهام عثمان :
وبعض الرويات تتهم عثمان بهذه القضية ، وأنه هو الذي جرى له ذلك مع ابن أم مكتوم (تفسير القمي 2 / 405 ، وتفسير البرهان 4 / 427 ، وتفسير نور الثقلين 5 / 508) . ولكننا نشك في هذا الأمر ، لأن عثمان قد هاجر إلى الحبشة مع من هاجر فمن أين جاء عثمان إلى مكة ، وجرى منه ما جرى ؟! .
إلا أن يقال : إنهم يقولون : إن أكثر من ثلاثين رجلاً قد عادوا إلى مكة بعد شهرين من هجرتهم كما تقدم ، وكان عثمان منهم ثم عاد إلى الحبشة (سيرة ابن هشام 2 / 3) .
وعلى كل حال ، فإن أمر اتهام عثمان - ونحن نجد في عثمان بعض الصفات التي تنسجم مع مدلول الآية ، كما يشهد له قضيته مع عمار حين بناء المسجد في المدينة - أو غيره من بني أمية ، لأهون بكثير من اتهام النبي المعصوم ، الذي لا يمكن أن يصدر منه أمر كهذا على الإطلاق ، وإن كان يهون على البعض اتهام النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بها أو بغيرها ، شريطة أن تبقى ساحة قدس غيره منزهة وبريئة !! .
تاريخ هذه القضية :
ونسجل أخيراً : تحفظاً على ذكر المؤرخين لرواية ابن مكتوم ونزول سورة عبس ، بعد قضية الغرانيق ؛ فإن الظاهر هو أن هذه القضية قد حصلت قبل الهجرة إلى الحبشة لأن عثمان كان قد هاجر إلى الحبشة قبل قضية الغرانيق بشهرين كما يقولون ، إلا أن يكون عثمان قد عاد إلى مكة مع من عاد بعد أن سمعوا بقضية الغرانيق كما يدعون .
أعداء الإسلام وهذه القضية :
ومما تجدر الإشارة إليه هنا : أن بعض المسيحيين الحاقدين قد حاول أن يتخذ من قضية عبس وتولى وسيلة للطعن في قدسية نبينا الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) (راجع : الهدى إلى دين المصطفى 1 / 158 ) ولكن الله يأبى إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون .
فها نحن قد أثبتنا : أنها أكاذيب وأباطيل ما أنزل الله بها من سلطان .

تعليق على الجواب (3)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أرجوا من كرمكم أن تبينوا المصادر الضعيفة حول موضوع ( عبس وتولى ) ومع الأدلة الصحيحة غير القرآن إن أمكن .
.
الجواب:
هناك بيانات وافية حول علّة ضعف الروايات الواردة في تفسير هذه الآية بالنبي (صلى الله عليه وآله) وابن أم مكتوم.. ويمكنكم للإطلاع على مظان الروايات المشار إليها في الجواب أعلاه مراجعة كتاب (فتح الباري ـ لأبن حجر 15: 37)، و(تخريج الأحاديث والآثار للزيلعي 4: 155) أو بالعودة إلى المصادر الأم وهي (سنن الترمذي 5: 103، المستدرك للحاكم 2: 514، 3: 634، صحيح أبن حبان 2: 294، مسند أبي يعلى 5: 431، المعجم الأوسط 9: 155، المعجم الكبير 8: 224).

تعليق على الجواب (4)
اللهم صل على محمد وال محمد
اود ان اعرف هل هناك ايات اخرى فى كتاب الله تشابه هذه الايات ويوجه فيها الله خطابه الى شخص اخر غير النبى بهذه الطريقة؟
وهل هناك من علمائنا من يرى ان الايات نزلت فى النبى الاعظم ام هناك اجماعا على نزولها فى غير النبى.؟

الجواب:
إننا لا نسلّم بأن آية (عبس وتولى) يراد بها النبي (صلى الله عليه وآله) كما يوحي إليه سؤالك وقولك (بهذه الطريقة) ... فالآية منذ البدء لم تكن نازلة بحق النبي (صلى الله عليه وآله) حتى نأتيك بآية شبيهة لها.
نعم, قد وردت آيات كثيرة في القرآن على طريقة (إياك أعني واسمعي يا جارة) مثل قوله تعالى: (( وَلَقَد أُوحِيَ إِلَيكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبلِكَ لَئِن أَشرَكتَ لَيَحبَطَنَّ عَمَلُكَ )) (الزمر:655), مع علم المولى سبحانه ان نبيّه الأكرم (صلى الله عليه وآله) لا يشرك ولن يشرك لمحل العصمة عنده.
وأما سؤالك الثاني فنرجو مراجعة موقعنا على الإنترنيت وتحت العنوان: (الأسئلة العقائدية/حرف النون/ النبي محمد(ص)/ السؤال الخاص بآية عبس وتولى).

تعليق على الجواب (5)
ولكن لعلّ لسائل أن يسأل: كيف ينزل الله ما يقارب ثمان آيات يخاطب فيها شخص غير رسول الله بقوله (( فأنت له تصدى ))، و (( فأنت عنه تلهى )).. وغيرها من الآيات التي تستعمل ضمير المخاطب؟
هل القرآن منزّل على الرسول الأعظم(صلى الله عليه وآله وسلّم) أم على عثمان؟
الجواب:
1- انّه لا غرابة في أن يخاطب الله تعالى شخصاً غير رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) بثمان آيات أو أكثر. فلطالما تكون الآيات الكريمة في صدد الإرشاد الى الصواب والخير فما المانع من ذلك.
2- انّ من أوضح الواضحات نزول القرآن الكريم على النبيّ الأكرم(صلى الله عليه وآله وسلم). ولا غرابة في أن يخاطب القرآن الكريم عثمان أو غيره.
أما سمعت قوله تعالى: (( كَيفَ تَكفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُم أَموَاتًا فَأَحيَاكُم ثُمَّ يُمِيتُكُم ثُمَّ يُحيِيكُم ... )) (البقرة:28), (( فَمَا لَكُم كَيفَ تَحكُمُونَ )) (يونس:35), (( مَا لَكُم إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلتُم إِلَى الأَرضِ أَرَضِيتُم بِالحَيَاةِ الدُّنيَا... )) (التوبة:38), (( وَكَيفَ تَكفُرُونَ وَأَنتُم تُتلَى عَلَيكُم آيَاتُ اللَّهِ...)) (آل عمران:101), (( فَذُوقُوا العَذَابَ بِمَا كُنتُم تَكفُرُونَ )) (آل عمران:106), (( هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنتُم تُوعَدُونَ * اصلَوهَا اليَومَ بِمَا ... ))(يس:63-64).




السؤال: تنزيه النبي (صلى الله عليه و آله) في قضية زوجة زيد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأدامكم الله ووفقكم للخير, وسدد خطاكم لنصرة الدين الحنيف.
سؤالي هو حول موقف علمائنا ورأيهم في الرواية الواردة في عيون أخبار الرضا (ع) ج1 ص203 عن علي بن محمد بن الجهم, أن المأمون سأل الامام الرضا(ع) مجموعة من الاسئلة, منها أنه سأله عن قوله تعالى: (( وإذا تقول للذي أنعم الله عليه...)) وأن الإمام الرضا (ع) أجاب: إن رسول الله (ص) قصد دار زيد بن حارثة بن شراحبيل الكلبي في أمر اراده فرأى أمراته تغتسل, فقال: سبحان الذي خلقك... الخ وما في هذا الخبر من إساءة لرسول الله (ص).

الجواب:
انه من المؤسف تسامح البعض في تعابيره بشكل يمنح الأعداء حرية الطعن في مقام النبوة، في الوقت الذي يمكن أن يفهم من القرائن الموجودة في نفس الآية وسبب النزول والتاريخ أن الامر ليس بشكل معقد.
إن زيداً كان عبداً للنبي (صلى الله عليه وآله) وأعتقه وكان ابناً له بالتبني، وكان الابن بالتبني طبقاً للسنة الجاهلية يتمتع بكل أحكام الابن الحقيقي، ومن جملتها حرمة الزواج بزوجة الابن المتبنى المطلقة.
وفي البداية خطب النبي (صلى الله عليه وآله) ابنة عمته زينب لزيد ، ولكنها رفضت لانها كانت ترى أن موقعها الاجتماعي أعلى من زيد ، فنزلت الآية الكريمة تهدد مخالفة الله سبحانه ورسوله بقولها تعالى: (( وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله امراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم )) (الاحزاب:366) فرضخت زينب، وكان المقصود من وراء ذلك كسر سنة جاهلية تقتضي بأن المؤمن ليس كفوا للمؤمنة، ولكن لم يستمر الزواج طويلاً لحدوث خلاف بين الزوجين، فصمم زيد على طلاقها، وصمم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بدوره جبراً لخاطر زينب ان يتزوج بها إذا ما طلقها زيد ليحقق الى جنب ذلك هدفاً آخر وهو هدم سنة جاهلية أخرى ويوضّح جواز الزواج بزوجة الابن المتبنى، ولكن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) خاف إبراز ما أضمره خشية من المجتمع وسننه الباطلة فطلب منه الله سبحانه أن لا يخشى الناس مما صمم عليه بل عليه أن يخشى الله وحده، وعلى هذا نفهم ان هدف النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) هدف نبيل قصد من ورائه هدم سنتين جاهليتين.
وإذا كانت التهمة الموجّهة الى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) صحيحة وانه كان يعجبه جمال زينب! فلماذا لم يخطبها في البداية لنفسه وهي ابنة عمته بل خطبها لزيد؟! ولماذا كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يمنع زيداً من طلاق زينب في حين أن المناسب على تقدير رغبته في جمالها عدم تشجيعه على ابقاء الزوجية (( واذ تقول للذي انعم الله عليه وانعمت عليه امسك عليك زوجك واتق الله )) (الاحزاب:37) ؟
على ان القرآن أوضح الهدف من الزواج المذكور وانه ليس جمال زينب بل هو شيء آخر (( فلما قضى زيد منها وطراً زوجناكها لكي لا يكون على المؤمنين حرج في ازواج ادعيائهم اذا قضوا منهنَّ وطراً )) (الاحزاب :37).
وأما ما جاء في (عيون أخبار الرضا (ع))، فلا نرى اشتماله على قدح في مقام النبوة، لأن الرواية هكذا: (ان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قصد دار زيد بن حارثة في أمر أراده فرأى امرأته تغتسل فقال سبحان الذي خلقك أن يتخذ له ولداً يحتاج الى هذا التطهير والاغتسال...).
والقدح المتصور هو من احدى جهتين: فهو إما من جهة أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) رآها تغتسل، ولكن من الواضح ان الرواية لم تقل رآها عارية، وانما المقصود رآها مشغولة بالغسل، والمناسب أن تكون مستورة، أو من جهة أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، عبّر بما يوحي بتأثير جمالها عليه، وهذا القول مردود لأن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يقل سبحان الذي خلق جمالك، وإنما نزّه الله سبحانه من مقالة من قال (ان الله قد اتخذ بنات)، انه كيف يتخذ بنتاً وهي تحتاج الى التطهير والاغتسال!!
ونضيف أيضاً: إن لهذه الروايات أسانيد أخرى وعن عدة من الأئمة وليست منحصرة بهذا السند: كما في (تفسير القمي) وأوردها المجلسي في (البحار) والحويزي في (نور الثقلين) والصافي في تفسيره، وغيرهما فراجع. ونتكلم في اسانيدها ومتنها:
أ- هذه الرواية وردت بسندين مرة عن طريق علي بن الجهم وأن السائل هو المأمون، وأخرى في الرواية التي قبلها أن السائل كان علي بن الجهم نفسه، نقلها أبو الصلت الهروي، وهذه الرواية بالخصوص تخلو مما ورد في رواية علي بن الجهم من رؤية النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لزينب.
ب- وردت الرواية المتضمنة لرؤية النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لزينب بأسانيد أخرى في (تفسير القمي) - ولنا في تفسير القمي وتوثيق رجاله بحث نخالف فيه رأي السيد الخوئي في (معجم رجال الحديث) لا يسع المجال هنا لبسطه، وملخصه أن رواياته على قسمين أحدها عن طريق أبي الجارود الزيدي، والاخرى برواية علي بن إبراهيم، وان توثيق رجال التفسير المذكور في مقدمة التفسير لم يكن من علي بن إبراهيم وانما كان من جامعه أو راويه -.
ج- ولكن مع ذلك قد يكون من الصعب التفصي عن الرواية بالطعن في السند لأنك كما تعرف ستدعم الروايات بعضها بعضاً، فقد يقال على رواية علي بن الجهم أنه تابعه فلان وفلان وبعضهم لا روي إلا عن ثقة مثل ابن أبي عمير فلاحظ.
د- ولكن يمكن الجمع بين الروايات ومعارضة متونها مع بعضها، فان إحداها لا تذكر الرؤية والبقية الاخرى وان أتفق مضمونها على حدوث الرؤية من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لزينب ولكن الكيفية التي رآها النبي (صلى الله عليه وآله) عليها متضاربة جداً فيها، وأحسنها ما في رواية علي بن الجهم إذ فيه تنزيهاً للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم).
و- قد حمل بعض علمائنا هذه الرواية على التقية، وذلك لمقام المأمون وحضور علماء العامة في المجلس ومنهم نفس علي بن الجهم. فحملوا جواب الامام (عليه السلام) تنزيلاً على ما ذكره العامة في كتبهم إذ في أحد الروايات يطرح السائل أقوال علماء العامة في المسألة ثم يجيبه عليها الإمام (عليه السلام).


يتبع












عرض البوم صور الشيخ عباس محمد   رد مع اقتباس
قديم 06-09-2017, 05:05 PM   المشاركة رقم: 5
معلومات العضو
الشيخ عباس محمد

إحصائية العضو







 
 


التوقيت

التواجد والإتصالات
الشيخ عباس محمد غير متواجد حالياً

كاتب الموضوع : الشيخ عباس محمد المنتدى : منتدى النبي المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم)
افتراضي

السؤال: رواية أهل السنة بأن النبي (صلى الله عليه وآله) كان يرقص بأكمامه؟
أود أن أسأل : هل توجد رواية في كتب الحديث لدى العامة تقول:بأن رسول الله يرقص بأكمامه حين دخوله للمدينة و حين غناء النساء و الصبيان بـ : (( طلع البدر علينا من ثنيات الوداع )) ؟.
الجواب:
نعم, قد جائت هذه العبارة ( الرقص بالأكمام ) في نقل العلامة الحلي (ره) عن أهل السنة (دلائل الصدق 1/621 ـ 622 , دار العلم , القاهرة). والذي يؤيد هذا الموضوع في المقام: هو أن الفضل بن روزبهان ـ وهو من أعلام العامة ـ وفي مجال نقضه كلام العلامة , لم يرد هذا المطلب, الأمر الذي يورث الاطمئنان في النفس بأن الحديث كان موجوداً في بعض مصادر أهل السنة, وإن حذفته بعض الأيادي الأثيمة دفاعاً عن مذهبهم.

تعليق على الجواب (1)
تعقيبا على قولكم إن النبي يرقص باكمامه..وتدعون إنه تم حذفه..اقول..ليس من ديدن أهل السنة حذف شيئا اذا كان صحيحا..أما زعمكم بأن ذاك الشخص ذكر ذلك في كتابه..فعلى الاقل..كان ذهبتم للمصدر الذي نقله منه..أما التدليس فهو ديدن الذي يحذفون النصوص..ومن يطلع على كتاب الغيبة على موقعكم يجد كم صفحه ملغية
الجواب:
قبل أن نوضح ما أشكل عليك, نود أن تراجع كلام العلاّمة الحلي بتمامه في كتاب دلائل الصدق الذي ورد من ضمنه دعواه بوجود حديث عند أهل السنّة ينسب إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم انه يرقص باكمامه على صفحتنا تحت عنوان (المكتبة العقائدية /رد الشبهات / دلائل الصدق الجزء الرابع الصفحة 74 – 75). وتقرأ جواب الفضل بن روزبهان عليه في الصفحة التي بعدها (76).
فتلاحظ جلياً أن الفضل بن روزبهان مع أنه كان في مقام الرد بكل ما يستطيع لم يعترض على نسبة هذه الرواية لأهل السنّة ولا قال أنها لم تروَ أو كذب أو رويت بسند ضعيف ولا نلتزم بها وما شاكل ذلك.
وعليه نقول: أنا عندما رجحنا وجود مثل هذه الرواية ثم حذفها لم يكن ادعاءاً مجرداً بلا قرينة واعتماداً على قول العلاّمة (وهو كاف عندنا) فقط , وإنّما كان الترجيح تبعاً لعدم اعتراض الفضل على نسبة مثل هذه الرواية لهم وأن كل من يقرأ كلامهما معاً - أي الدليل للعلاّمة والرد لفضل بن روزبهان - يصل إلى نفس النتيجة لو كان محايداً منصفاً,حينما لا يجد مع أنا لا نجد مثل هذه الرواية فيما بين أيدينا من الكتب.مع أن هناك شواهد تدعم ما نقول منها ما رواه الترمذي في باب فضائل عمر بن الخطاب ح 3690, وأحمد بن حنبل في مسنده في أحاديث بريدة ح 23039 , ومنها ما رواه أبو يعلى في مسنده عن ثابت عن أنس ح 3409.
وهناك تنبيه يتعلق بالموضوع بالجملة وهو أنك إذا راجعت كلام العلاّمة الحلي تجده في صدد اثبات دعوى مفادها أن أهل السنّة قد نسبوا كثيراً من النقص إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (الجزء الرابع الصفحة 64) وأخذ يورد الشواهد على ذلك ومنها هذا الحديث الذي ذكره أي أن هذا الحديث شاهد من الشواهد ودليل من أدلة كثيرة على مدعاه, وهو قرينة أخرى على قبول قوله, فإنه لم يأتِ به متفرداً كدليل أوحدي على مدعاه وإنّما جاء به من ضمن أدلة أخرى ثابتة النسبة إلى أهل السنّة.
وتنبيهنا :هو أنه لم يأتِ بما نسبه إلى أهل السنّة في هذا الحديث كمدعىًً برأسه وإنّما جاء به من ضمن أدلته وشواهده على مدعاه وهو نسبة النقص إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم – أعوذ بالله – من قبل أهل السنّة, فلو فرضنا أن ما قاله ونسبه لم يثبت , فإنه لا يؤثر على أصل مدعاه بعد أن ثبتت أدلته وشواهده الأخرى, فما ترومه من اشكالك من نسبة التدليس فيها حتى لو ثبت لا يفيدك في رد أصل الدعوى, فتأمل.
وملاحظة أخيرة: وهي أنك لو رجعت إلى جوابنا على الصفحة والذي اعترضت عليه لا تجده يخرج عن هذا التفصيل وهو ترجيح قول العلاّمة بما نسبه إلى أهل السنّة من خلال سكوت الفضل بن روزبهان عليه وعدم تكذيبه. فلاحظ.
أما بخصوص تحريف أهل السنّة فراجع كتاب (التحريفات والتصرفات في كتب السنّة) للعلاّمة الميلاني على صفحتنا (المكتبة العقائدية).

تعليق على الجواب (2)
تقيم الحجة علي بحوار لا نعرف اساسه ولا وقائعه..ومع شخص...صوفي؟
الله المستعـان وتريد أن تلزم أهل السنة والجماعه بقول((اذا كان هذا حدث))بقول وحوار شخص صوفي..يأخذ بالضعيف ايضا...سبحان الله
واعقب ايضا..سكوت الصوفي عن الرد..ليس دليلا على اثبات الأمر...لعله جاهل..وهو كذلك..لأنني قرأت ايضا بالجزء السادس من نفس الكتاب حول ضرب سيدنا موسى عليه السلام لملك الموت..رأيت رده((إن كان صحيحا هذا رده))فهو جاهل...لأن ملك الموت عندما جاء لسيدنا موسى..جاءه على شكل آدمي كما جاءت الملائكة لسيدنا ابراهيم عليه السلام.. يعني هو لم يعرف إنه ملك الموت..وطبعا من يأتيني يقول سآخذ
عمرك ((سافهما طبيعيا إنه سيقتلني))وطبيعة سيدنا موسى إنه قوي البنية حاد الطبع..وموقفه من لكزه للمصري وقتله..أكبر دليل على حدته وتسرعه وقوته فإذا كان هذا الصوفي لا يعرف يرد..نقول..ابحثوا عن شخص يعرف كيف يرد..ونحن متواجدين ونرد وبالادله والبراهين...ولكن لا تقيم علي الحجة بصوفي قبوري..وانتم تعلمون ماذا حدث للصوفيين في عهد المجلسي أما احالتك لي لمراجعة كتب الميلاني..
اقول: أنا لا أقرأ لشخص يقول إنه يعتقد بأن هناك بعض آيات القرآن ليست في مكـانها..وعندما سألنا اتباعه لكي ينقلوا السؤال إليه وهو السؤال التالي..فأين مكان تلك الآيات..؟؟لم نجد جوابا فكيف تريد مني أن اقرأ لشخص يطعن بكتاب الله ويقول ذلك القول وهو موجود في كتابه بعنوان عدم تحريف القرآن
الله المستعـان
الجواب:
1- اننا لم نقم الحجة عليك في شيء من هذا الموضوع وانما هو سؤال وجه الينا من قبل احد الاخوة فاجبناه عن اصل الموضوع وفي أي كتاب ذكر، وانت عندما علقت عليه فهذا شأنك ونحن وضحنا لك ما يتعلق به قدر الامكان.
وهل تظن أننا نقيم الحجة اللازمة على اهل السنة أو على الوهابية بمثل هذا، أو تظن أننا عندما نريد أن نبطل ما يعتقد به مخالفونا نستدل بمثل هكذا استدلال. يا أخي هذا الذي ورد، أولاً ليس دليلاً مستقلاً وانما هو جزء من دليل بل مؤيد للديل.
وثانياً: أصل المطلب كان في بيان سلوك فرقة من المسلمين هي أهل السنة اتجاه رسول الله(ص) من انتقاصه ونسبة ما يشين اليه ـ اعوذ بالله ـ وهو ليس اصلاً من اصول الدين عندهم وانما اردنا واراد العلامة بيان بعض باطلهم . وعيّنة من رواياتهم فكانك تركت اللب وتشبثت بالقشر.
2- ثم انا قد بينا لك اساس الكلام وواقعه ومن هما المتكلمان واين تجده فكيف تقول لا نعرف اساسه ولا وقائعه!!
3- نعم ان الفضل بن روزبهان صوفي ولكن لا يمكن لك أن تنكر كونه شافعي الفروع اشعري الاصول وانه عالم من علماء اهل السنة له مؤلفات كثيرة وقرأ الحديث على علماء كالسخاوي وأن من كان هكذا لا يمكن لاحد ان يصفه بالجهل إلا المكابر وان اتهامه بالأخذ بالضعيف لا يعدو تهمة تنسب الى عامة الصوفية من قبل مخالفيهم وتريد أنت أن تلصقها به شخصياً دون دليل.
ثم حتى لو كان قد اقر بضعف هذا الحديث ، فلا العلامة ولا نحن قد قلنا أن حديث الرقص بالأكمام صحيح وإنما دعوى العلامة كانت وجود الرواية فقط. فلاحظ.
وهناك شيء يبدو من ظاهر كلامك انك تنفي كون الفضل بن روز بهان من أهل السنة وتعبر (أهل السنة والجماعة) ونحن نعرف ما تقصد ولذلك بحزم أنك من الوهابية ولكن نقول لك أن مصادرة الوهابية والسلفية لاسم أهل السنة والجماعة واستأثارهم به دون الشريحة الأكثر من أهل السنة لا يعدو كونه سماجة لا يوافق عليها عوام أهل السنة فضلاً عن مراكزهم العلمية كالازهر.
ثم أن العلامة كان في عصر لم يكن للوهابية وجود اصلاً وإنما كان يتكلم مع أهل السنة بكل فرقهم وخاصة المذهب الاشعري في الأصول ونحن عندما نعبر باهل السنة لا نريد إلا ذلك وهو المصطلح الذي يشمل الحنابلة والشافعية والمالكية والحنفية في الفروع وكل مذاهبهم الاصولية وبالأخص الأشاعرة بل حتى المعتزلة فأهل السنة أسم شامل لكل هؤلاء وهو بالحقيقة ينطبق على كل من لا يؤمن بالإمامة الالهية ماعدا الخوارج وعندما نريد أن نعبّر عن ما تعني نقول الوهابيّة .
4- نحن لم نقل أن سكوت الفضل بن روزبهان دليل على اثبات الوجود بل قلنا أنه مؤيد وان كل باحث لو نظر الى الكلامين لوصل ألى نفس النتيجة.
5- أن نسبة الجهل الى من يعتقد بصحة رواية ملك الموت أو يفسرها بما ذكرت من التفسير أولى من نسبته الى الفضل بن روزبهان وان كان جاهلاً كما قلت.
ثم أني أراك تنسب الى نبي الله موسى (ع) أشياء نبرأ الى الله من نسبتها اليه وتجعله بغضب لغير الله حاد المزاج متسرع وهي اوصاف يبتعد عنها ادنى الشرفاء والعلماء فكيف بالانبياء ـ اعوذ بالله ـ .
وليتك قرأت رد العلامة المظفر على ما دعيت في نفس المكان الذي قرأت فيه جواب الفضل لكان احرى من ان تكتب ما كتبت,وبالمناسبة فأنه موجود في الجزء الرابع لا السادس فلا جزء سادس هناك.
6- أمّا رفضك قراءة ما أرشدناك اليه من مؤلفات الميلاني فلا أعرف لماذا؟ وما همك من عقيدته فأنت لست ملزماً بها ولكن عليك بعلمه وما كتب، وهذه البشرية منذ ان عرفت الكتابة ولحد الآن تقرأ لمن خالفها بالعقيدة وتأخذ بما تعتقده صحيحاً منه.
ولا أفهم ذلك منك الا خوفك من معرفة الحقيقة أو أن تهتز عقيدتك من الجذور مع أنك ناقضت نفسك عندما ذكرت أن قوله بخصوص ترتيب الآيات موجود في كتابه (عدم تحريف القرآن) فكيف عرفت ذلك اذا لم تقرأ كتابه ولا تقل لي أنك عرفت ذلك من غيرك فان التقليد لا يليق بالجهلاء فضلاً عن استاذ، ونحن عندما احلناك على الى كتابه كان تجنباً للتطويل والتكرار.
وبالمناسبة تستطيع أن تطلع على رأينا بترتيب آيات وسور القرآن الكريم وذلك بالرجوع إلى موقعنا على الإنترنت وتحت العنوان (الأسئلة العقائدية / القرآن الكريم ) .

تعليق على الجواب (3)
قولكم إنكم لم تقوموا بالحجة وإنه مجرد رد على أحد أخوانكم..اقول..استدلالكم لم يكن في محله وقد بينـت إنكم استشهدتم بالصوفي القبوري أمثالكم..أما قولكم أهل السنة والوهابية..ونقول أهل السنة من اتبع سنة النبي صلى الله عليه وسلم والتزم بها وسار عليها..لهذا يطلق على أهل السنة بذلك الاسم..فأنظر في جميع((طرق الصوفية)) وفي عقيدتكم وحينها سترى هل اتبعتم سنة النبي صلى الله عليه وسلم.. ثم أنظر إلى ما اطلقته((الوهابية)) وإلى سيرتهم ونهجهم..هل تتطابق مع سنة النبي صلى الله عليه أم زادوا عليها مثل أضافة الكثير من الادعية والعبادات الجديدة((تقربا))إلى الله..بل وجعلتوا أنتم والصوفية((اصحاب الطرق))أجر وثواب لتلك العبادات..مثال على كلامي..عندما تقولون من مارس المتعـة فله من الأجر كذا وكذا واذا اغتسل فله بعدد شعره كذا وكذا..وهكذا....أما بالنسبة للادعية التي نسبتوها للأئمة((والصوفية عندهم اوراد تسمى فتوح وخواتيم))جميع تلك الادعية فيها أجر وثواب لمن قالها..ونسيتم ادعية النبي صلى الله عليه وسلم..هل عرفـت الآن معنى أهل السنة..؟؟أتمنى ذلك....
أما قولك بأن هناك انتقاص للنبي صلى الله عليه وسلم..أقول..لو نظرت لكتبكم لرأيت الانتقاص الحقيقي..ألا يكفيكم القول بأن الرسول تزوج ابنتي الشيخين تقية..!!ألا توجد في كتبكم بأن النبي لا ينام إلا بوضع وجهه بين ثديي الزهراء..فهذا (السيد) الخميني يقول إن النبي قد فشل في إداء رسالته وإن الرساله سيكملها مهديكم..والكثير والكثير.....أما قولك بأن ذاك الصوفي هو اشعري..أعلم..إن جميع الصوفية يقولون إنهم اشعرية ثم يضيفون مذهب وبعدها يتبعون طريقة..فذاك تيجاني وذاك عدوي وهذا جيلاني ونقشبندي إلخ من الطرق الصوفية..وكل طريقة تغني على ليلاهـا..أما اذا سرنا في هذا النهج..فأقول..وأنتم لديكم الكثير من الفرق الشيعية فلديكم الزيدية والاسماعيلية والدرزية والنصيرية إلخ من الفرق وكل فرقه تغني على ليلاهـا..ولكنكم جميعا سواء الفرق الشيعية والصوفية تجتمعون على أمر واحد..زيادتكم بالدين بأن جعلتم لقبوركم((شعائر)) ونسبتموها للاسلام..فمن أين أتت تلك ((الشعائر)) المزعومة..هل أتت عن طريقة سنة النبي صلى الله عليه وسلم..؟؟أم هو كذب وأختلاق وزور وبهتان ونسب للاسلام..؟؟
أما قولك بأنني قلت إنه الصوفي جاهل..فأقول..إنك بترت كلامي ولم تكمله..فأنا قلت..إن لم يستطع أن يرد على تلك الشبهه..نعم هو جاهل..وعجيب أمركم... أما مسئلـة غضب سيدنا موسى عليه السلام..أقول سبحـان الله..ألا تقرأ القرآن..ألم يمسك أخيه هارون ألم يرمي الاحجار وفيها كلام الله ألم يضرب ذام المصري فصرعـه بمجرد نداء ذاك الذي من شيعـته لينصره..؟؟سبحان الله..وهل الغضب له دخل في ما ذكرت من صفات الانبياء والرسل..؟؟ألا يغضبون..ألا يتسرعون..ويذكرهم الله بعدهافيرجعوا ويستغفروا الله..سبحان الله..فهذا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضوان الله عليه ومن كتبكم إنه غضب على أمرأة دخلت في
مسجد الكوفه وقالت له يا قاتل الاحبه فرد وقال لها يا سلفع يااللي بين رجليك كذا وكذا..إلخ..ماذا تسمي هذا..؟؟والنبي صلى الله عليه وسلم ايضا وكما في كتبكم وفي تفسيركم لآية البراءه..إنه غضب من قول أم المؤمنين عائشة ...(( وكما زعمتم))بأنها قالت إن ابنه ابراهيم ليس من صلبه...إلى نهاية الرواية المكذوبة..فماذا تسمي تصرف النبي صلى الله عليه وسلم فيما نسبتوه إليه..أليس بغضب..؟؟
أقول..مصيبتكم إنكم تعتبرون الرسل والانبياء ليسوا ببشر ولا يتصرفون على هذا الاساس وهذا هو الاصل فيهم..والقرآن يشهد بأنهم بشر ولا عليهم سوى التبليغ وإقامة الحجة على الناس بأن لا يعبدوا إلا الله ونشر كلمة التوحيد والتي من أجلها خلق الانسان بالاصل..ولكنكم تقولون أمر آخر..إن البشر والكون والافلاك خلقت من أجل الولاية فقط..اين دليلكم بالسند الصحيح..؟؟لا يوجد..ماذا يوجد إذا..وكما تزعمون تأويلات باطله وفاسده ولو نظرتوا جيدا في تأويلكم لعرفتم إنكم تطعنون بالله وبجميع الرسل والانبياء والرسل ورسالاتهم السماوية..حقيقة لا بد أن تعترفوا بهـا..واقول..أنتم ابدلتم اركـان الاسلام الخمسة وأهم ركن التوحيد وهي الشهادتين وابدلتموها بالولاية ولا غير الولاية وجعلتم جميع المخلوقات البشر والحجر والطيور والحيوانـات إما موالي أو معادي..وثم نقلتم التوحيد من الاركان وجعلتوها من ضمن الاصول..وعندما طالبانكم((وعبر مراسلاتي مع الكثير من مشائخكم ومراجعكم)) بأن يثبتوا لي وبالسند الصحيح رواية اركـان الاسلام..لم يجبني أحد..وهذه فرصه جيدة لي..ولعلك تجيبني بشأنها..اريد السند المتصل الصحيح في روايتكم اركـان ((بنيان)) الاسلام الموجودة في كتاب أصول الكافي..سأنتظر ردكم بهذا الشأن...وأكمل ردي وتعقيبي..أما قولك بأني رفضـت قراءة كتب الميلاني وغيرها..أعيد واقول..عندما ((قرأت كتابه)) وقوله و((((اعتقاده))))بأن القرآن ليس بذلك الترتيب..قلت...فكيف بعدها تريدني أن اقرأ من شخص هذه اعتقاده وهذا نهجه..؟؟وتتهمني بأنني أخاف الحقائق..اقول..شر البلية ما يضحك..اي حقائق وأنا أقرأ كتبكم ومصادركم..وأنتم تستشهدون بالضعيف والواهي والكاذب وتحاورون الصوفية..؟؟
لماذا لا تواجهون أهل السنة ((الوهابية بزعم اقوال جميع القبوريون)) لماذا الاصرار على اللف والدوران لما تتتضح عندكم من حقائق وبراهين وتتهربون منها وتخافون أن تواجهوا الأمر مخلصين نيتكم لله أولا ولأنفسكم ثانيا...هل تحبون أن تضلوا الناس بإصراركم على التدليس والكذب وأخذكم بالضعيف وتفسير وتأويل أحاديث أهل السنة حسب فهمكم وليس فهم أهل السنة..؟؟
وهذا ردي على زعمكم إنني أقرأ من غيري وليس من كتبكم مباشرة..اقول..رمتني بدائها وانسلت...أقول مضيفا لما سبق..وهل عندما استشهدتم برواية الرقص..كان من كتب أهل السنة أم هو نقل من اصحابكم..؟؟وهذا هو كـان أساس تعقيبي لكم..مصدر تلك الرواية وهل هي صحيحة لكي تدلسوا بها أمام الناس..على الاقل لو كنتم صادقين كنتم كتبتم تحت ذاك الموضوع..إن الرواية موجودة في كتاب كذا وإن السند صحيح أو حسن أو متفق عليه..المهم أن تذكروا صحته واقوال أهل العلم..أما رمي الكلام على عواهنه...فهذا أمر خبرناه نهجكم فيه وردي فيه بسيط رغم ذكري له بالسابق إلا إنني أعيده..لسنا نحن من يبتر ويحذف ويغير بالنصوص..واقول مذكرا إياكم..لا زلـت إلى يومنا هذا انتظر ردكم على موضوع بنات النبي صلى الله عليه وسلم..ألا يدل ذلك الأمر ايضا على ضعفكم وجهلكم بعقيدتكم..المطلوب الآن..قولكم((الشرعي))فيمن يقول إن هناك آيات قرآنية ليست بمكانها..؟؟
ألا تطالبون على الاقل من((اعتقد)) بذلك القول بأن يثبت نظريته والأهم من كل ذلك..أين موضع تلك ألايات بالضبط..؟؟أم كما يقول الميلاني بأن القرآن الصحيح ((والمرتب حسب النزول)) هو عند مهديكم..هل توافقون هذا القول..؟؟
اسئله بحاجة للرد..وبالانتظـار
الجواب:
أولاً: نحن سوف نستمر بمناداتك بالأخوة إلى أن يتأكد لدينا خروجك عن أخلاق الإنسان بتكرار شتمك لنا فنخرجك عند ذلك من أخوة الإنسانية.
ثانياً: لقد تعجبت من سرعة وصولك إلى منهج الشتم والتهريج والاتهام والخطابيات وادخال ما هو خارج عن الموضوع في الموضوع لحرفه عن مساره العلمي وهو منهج عتيد نعرفه من أغلب متصدي الوهابية وخاصة رواد الانترنيت منهم, ولكني لم أتصور وصولك إلى هذا المنهج بهذه السرعة فماذا جرى هل نضب عندك الدليل أو انغلقت أبواب الفكر والاستدلال أو سقط ما في يدك أو أحسست أن الماء يجري تحت قدميك رويداً رويداً فأردت الهروب إلى الإمام. قل لي بربك ماذا حدث؟ ألم تكن منهجي الاستدلال سمح العبارة تطالب بالدليل ولا شيء غيره وبالالزام من كتبنا أو من بداهة العقل فهذه رسائلك السابقة بعيدة كل البعد عن منهج هذه الرسالة, فماذا جرى؟
ثالثاً: لا بأس أن أذكرك بسؤالك الأول وقد جاء فيه: تعقيباً على قولكم ان النبي يرقص بأكمامه ... وتدعون أنه تم حذفه... أقول.. ليس من ديدن أهل السنّة حذف شيئاً إذا كان صحيحاً... أما زعمكم بأن ذاك الشخص ذكر ذلك في كتابه فعلى الأقل كان ذهبتم للمصدر الذي نقل منه... إلى آخر سؤالك.
فهو كما تعلم كلام في الاستدلال وصحته أو سقمه فكان جوابنا أيضاً في بيان الاستدلال وتوضيحه وتصحيحه وارجعناك إلى مصدر وأصل الكلام ورجحنا القول الذي التزمناه من خلال القرائن والشواهد.
ولكنك في سؤالك الثاني تركت الاعتراض على الاستدلال وتحولت للكلام على الحجية والالزام وقلت: وتريد أن تلزم أهل السنة والجماعة بقول (إذا كان هذا قد حدث) وبقول وحوار شخص صوفي... إلى آخر كلامك مع أن كلامنا أصلاً لم يتطرق إلى إلزام الخصم ولا إلى بيان امكان الاحتجاج, وعندما أجبناك بذلك وقلنا لك أن الأمر كان توضيحاً وبياناً للاستدلال موجهاً لأحد الاخوة (وبالمناسبة نحن نخاطب كل من يتواصل معنا بالاخوة وليس معناه أنه متفق معنا بالعقيدة أو هو من معارفنا أو أصحابنا). رجعت أنت لتقول (استدلالكم لم يكن في محله) اعادة لما بدأت به واجبناك عليه, فلماذا هذا الدوران أما أن تتكلم في صحة الاستدلال أو تتكلم انه كان موجهاً لالقاء الحجة والالزام!!
ولا بأس أن نوضح شيئاً وهو أن الالزام والقاء الحجة بأن أهل السنّة ينسبون الى النبي (ص) ما لا يليق كان من العلامة وهو الذي ذكر وجود هذا الحديث في ما ربما أطلع عليه ولم يصلنا وأن الفضل بن روزبهان لم يرد على هذه الحجة ولم يخرج من الألزام.
وأما كلامنا فكان استنتاجاً وترجيحاً من خلال مقارنة كلام العلامة مع الفضل فلا تخلط بين الأمرين.
فان رد الالزام ودحض الحجة كان يجب أن يكون من الفضل بن روزبهان بأن يكذب العلامة في نقله لهذا الحديث وليس لنا من الأمر بينهما في شيء وإنما نحن نتبع عرف أصحاب اللغة بالأخذ بالظاهر والقرائن من كل الكلام لترجيح نتيجة ما.
رابعاً: قلت (وقد بينت انكم أستشهدهم بالصوفي القبوري أمثالكم) من هنا قد بدأت بالشتم ولكن لا بأس نعفو عنك ذلك هذه المرة ولكن أود أن اُذكرك ان الظاهر من سؤالك الأول أنك تعترض علينا وعلى العلامة لوحدة العقيدة بيننا فيكون من الطبيعي انك تقف في صف من يخالفنا وهو ابن روزبهان ولكن عندما أجبناك ووضحنا لك ووجدت أن المستفاد من ظاهر كلامهما لكل منصف من أهل لغة العرب هو ما رجحنا. صببت جم غضبك واعتراضك على الفضل بن روزبهان وانه جاهل صوفي , وانه لا يصح الأخذ بكلامه لأنه يتمسك بالضعيف ولم ترد على توضيحنا بشيء ونحن ماذا يهمنا من كون مخالفنا صوفياً جاهلاً فليكن كل ذلك فيه فهو من صالحنا ونحن نعرف أن أكثر من يرد علينا هم كذلك.
ولكن أن تجمع بين الراد والمردود عليه وبين المتخالفين والمتخاصمين وتجعلهما متشابهين فهذا من أعجب العجب!!
خامسا: وأما كلامنا في اطلاق مصطلح (أهل السنة) على فئة من المسلمين سعة وضيقاً فانه كلام في سبب هذا الاطلاق أولاً وفي مصداق الفئة التي يطلق عليها هذا المصطلح عند أصحاب الفرق والمؤرخين ثانياً وليس في المعنى والمفهوم اللغوي منه.
فان من الواضح ان المقصود به هو اتباع السنة ولكن من هو المتبع للسنّة حقاً وكل فرق المسلمين تدعي ذلك, ثم أن هذا المصطلح أطلق على أي فئة من المسلمين تاريخياً وعند التصنيف للفرق.
وادعاؤك بأن هذا الاطلاق اطلق على أهل السنة لأنهم اتبعوا سنة الرسول (ص) فهو ادعاء بلا دليل وخلط بين المعني اللغوي وسبب التسمية فهل أتيت لنا بدليل من مصدر تاريخي أو مؤلف في الملل والنحل يقول ذلك وقبل أن تجيب لا بأس أن تراجع ما كتبناه على صفحتنا (الأسئلة العقائدية / أهل السنة).
وهنا أسأل هل تخرج الأشاعرة عقيدة والشافعية والحنفية والمالكية فروعاً عن أهل السنة وهل تحصرهم بالوهابية عقيدة والحنابلة فروعاً وما دليلك على ذلك.
ونحن لا ننكر أن الزيدية والإسماعيلية من فرق الشيعة ولكن أصحاب الفرق وضحوا أنهم شيعة بالمعنى العام وأما المعنى الخاص المتداول الآن والمنصرف إليه في الكلام هم الإمامية الاثنى عشرية.
فهل تريد أن تقول أن هناك فرقاً تدخل في معنى أهل السنة بشكل عام وان أهل السنة بشكل خاص هم الوهابية, فإذا كان هذا ما تعني؟ فمن أين أخذته ومن قال به؟ ثم ألا يكون هو نفس ما استنتجناه نحن من دعوى الوهابية ذلك وحصر أهل السنة بأنفسهم فقط.
وأما عدك الدرزية والنصيرية من فرق الشيعة فهو ادعاء بلا دليل ولعله مأخوذ من مؤلفي الفرق في عدهم بعض فرق الغلاة من الشيعة أو من كتب خاصة بالفرق كتبت مؤخراً في السعودية تصنّف الناس على هوى كتابها حتى أنهم يعدون حزب البعث والشيوعية من الفرق!! ثم ألم تأكد أنت ما قلنا في نهاية كلامك وحصرت أهل السنة بالوهابية فقط!!
كان هذا استطراد منا جرى به القلم وإلا فان هذا الموضوع خارج عن موضوع السؤال, هو وما ذكرت بعده من:
1- طرق الصوفية.
2- المقارنة بين الصوفية وبين عقائدنا.
3- صدق اتباع الوهابية لسنّة رسول الله (ص).
4- حكم الادعية وبعض العبارات هل هي من السنة أو لا؟
5- الكلام حول المتعة والثواب عليها.
6- سبب زواج النبي (ص) من عائشة وحفصة وهل فيه منقصة للرسول (ص)؟
7- الادعاء بنوم النبي (ص) على صدر الزهراء (ع).
8- اتهام السيد الخميني (رحمه الله) بأنه يقول أن النبي (ص) فشل في الدعوة.
9- ادعاؤك أن للقبور شعائر.
10- غضب موسى (ع) والأنبياء هل هو غضب دنيوي أو غضب لله؟
11- ما الفرق بين نظرة الشيعة ونظرة السنة للأنبياء؟
12- هل هناك أدلة عقلية ونقلية على أن الكون خلق من أجل محمد (ص) وآل بيته.
13- ماهي أركان الإسلام, وما هو المعيار في تعيين أصول الدين وما هو الفرق بينها وهل المعين لها القرآن أو الروايات أو لا هذا ولا ذاك.
14- رأي الشيعة بموضوع ترتيب سور وآيات القرآن الكريم, وماهي حقيقة القرآن المدون بخط علي (ع) وأين هو موجود الآن.
هذه كلها وغيرها أخي خارجة عن موضوع السؤال وإن كان لديك استفسارات أو اعتراضات على هذه المواضيع فما عليك إلا أن تسأل السؤال بشكل محدد ومضبوط ومشخص للموضوع في العنوان المناسب له على صفحتنا ولكن مع الرجاء أن لا تستعجل وترسلها كلها دفعة واحدة فانها تأخذ منا وقتاً طويلاً والوصول إلى الحق ولو في سؤال واحد خير من الفرق في دوامة الاشكالات وعدم الوصول لنهاية جواب على أي سؤال وعمرك وعمرنا إن شاء الله طويل.
وأرجو منك مرة أخرى أن لا تنسى نفسك , فنحن مركز علمي لا غرفة من غرف الحوار على الانترنيت , فدعنا نتراسل في مشاكلنا العلمية بهدوء واحترام متبادل.
سادسا: أنا لم أبتر كلامك بخصوص ابن رزوبهان فأنت قلت في تعليقك ما هذا نصه (سكوت الصوفي عن الرد... ليس دليلاً على اثبات الأمر.. لعله جاهل وهو كذلك.. لأنني قرأت أيضاً...) ولم تجعلها قضية شرطية كما تدّعي الآن .
ثم وان كانت القضية شرطية عندك حسب ما تقول هنا وهي (ان لم يستطع الرد فهو جاهل) وأنت تعرف أن التالي في القضية الشرطية (فهو جاهل) مترتب على تحقق المقدم وهو (إذا لم يستطع الرد) وأنت قررت في تعليقك السابق بأنه لم يستطع الرد على قضية ملك الموت مع موسي (ع) فيترتب على ذلك بانه جاهل, فكيف تقول الآن أنك لم تقل أنه جاهل وقد تحقق الشرط فتحقق المشروط.
سابعاً: إذا كنت مصرّاً على عدم قراءة كتاب الميلاني بشأن التحريفات, فارجع إلى صفحتنا تحت عنوان (الأسئلة العقائدية / الشيعة / سؤال (2) دفع التهم عنهم والتعليق عليه).
وإذا كان عندك إشكال فابعثه تحت نفس العنوان واجعله سؤالاً مستقلاً.
ثامناً: نعود ونقول لك اننا لم نستشهد برواية الرقص بالأكمام وإنما الذي استشهد بها العلامة ولم يكن منا إلا جواباً على سؤال هل توجد مثل هذه الرواية أو لا فرجحنا حذفها من خلال القرائن الموجودة في كلام العلامة وابن روزبهان , ولم نتطرق إلى الصحة والضعف أو الحكم على الرواية أصلاً.
وإذا كان ترجيحنا أنها حذفت من المصادر الآن فكيف تطلب منا مصدرها أو سندها أو حكم سندها , نعم ان لك الحق أن تناقشنا وترد علينا بما استظهرناه ورجحناه وتناقش أو ترد القرائن التي أقمناها باسلوب علمي لا نستطيع أن نرده,عند ذلك نسلم لك أن العلامة استشهد برواية غير موجودة وأن ابن رزوبهان لم ينتبه أو غفل عن الإشارة إلى ذلك وأنها لا توجد في المصادر.






السؤال: معنى قوله تعالى (لم تحرم ما أحل الله لك)
بعلمنا إن الرسول الأكرم عليه و على آله السلام معصوم فلا يحرم ولا يحلل الى من عند الله فما هو تفسيركم للأية التي تقول: بسم الله الرحمن الرحيم (( لم تحرم ما أحل الله لك .. ))

الجواب:
سؤالك عن الوجه الذي تتلاءم به الآية الأولى من سورة التحريم: (( يا أيها النبي لم تحرّم ما أحلّ الله لكَ تبتغي مرضات أزواجك... )) (التحريم:1) مع كون النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) معصوماً يقف عند أمر الله ونهيه.
أولاً: ليس المراد بالتحريم هنا أنّ الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) شرع على نفسه الحرمة مقابل ما شرع الله له من الحلية فهذا ما لم يكن.. بل يعني أنّه منع على نفسه ما هو حلال له وأوجبه بالحلف. وهذا ليس تشريعاً ولا قبيحاً فان تحريم المرء ما هو حلال له بسبب من الأسباب او لغير سبب ليس حراماً ولا من جملة الذنوب.. مع أنه قد يقال لتارك النَفل لمَ لَم تفعله مع كونه نفلاً؟ وبقرينة (( تبتغي مرضاة أزواجك )) يظهر ان الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) قام بعمل مما أحل الله له فآذاه بعض أزواجه وضيقن عليه وألجأنه بسبيل إرضائهن على ان يحلف لهن بتركه وعدم فعله بعد ذلك والمسؤولية في هذا تتوجه إليهن في الحقيقة فهن من حملنه على ما ليست لهن بحق. ويؤيد ذلك قوله تعالى: (( ان تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما وإن تظاهرا عليه )) (التحريم:4).
ويومئ إلى ذلك إنّ الله تعالى حين أمر نبيّه أن يتحلل من يمينه في قوله: (قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم)، ختمها بقوله (( والله مولاكم وهو العليم الحكيم )) (التحريم:22) فهي تشعر بالنصرة له (صلى الله عليه وآله وسلم) وبيان علم الله وحكمته التي كانت وراء أمره له.
وهذا هو الوارد في الخبر:
فقد روي: (أن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) كان في بيت حفصة في نوبتها فاستأذنته في الذهاب إلى بيت أبيها لحاجة فاذن لها فلما ذهبت أرسل إلى جاريته مارية القبطية فكانت عنده.. فلما عادت حفصة ووجدتها خاصمته قائلة: انما أذنت لي من أجل هذا، أدخلت أمَتك بيتي ثم وقعت عليها في يومي وعلى فراشي.. أما رأيت لي حرمة وحقاً؟! فقال صلوات الله عليه: (أليس هي جاريتي قد أحل الله ذلك لي)؟ وقال لها اسكتي.. الحديث.
ويبدو ان أخريات ظاهرن حفصة ومنهن عائشة ولم يرضين حتى حلف على عدم مقاربته لمارية بعد ذلك.
وحين أنزل الله سورة التحريم ومع تكريمه له في مخاطبته بلقب النبوّة فان قوله: (لمَ تحرم) مشوب بالعتاب ولذلك فانه حين تحلل من يمينه طلق حفصة، وهجر نساءه سبعة وعشرين يوماً وسكن في مشربة أم إبراهيم (مارية القبطية) ونزلت آية التخيير له في نسائه.
وبهذا يتضح لك أنّ لا منافاة بين الخطاب في هذه الآية وبين العصمة.
ثانياً:أ- إنّ كلّ ما ورد في القرآن الكريم مما ظاهره عتاب أو لوم للنبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) فهو محمول على مخالفة الأولى من حيث المصلحة الواقعية شخصية أو اجتماعية حزبية، أو سياسية، أو ما يشبه ذلك وليس على المخالفة الشرعية أو الخلقية.
ب- إنّ كثيراً مما خوطب به الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) في القرآن مما لا يناسب مقامه أو ما هو مفروض فيه كرسول علماً وتوحيداً وعصمةً لا يقصد به الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) نفسه وإنّما الناس ولذلك ورد في الحديث عن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، وعن الامام الصادق (عليه السلام) قال: (إنّ الله تعالى بعث نبيّه بإياكَ اعني واسمعي يا جارة، فالمخاطبة للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والمعنى للناس).
وذكروا في الأمثلة قوله تعالى: (( لا تدع مع الله إلهاً آخر فتلقى في جهنم ملوماً مدحوراً )) (الاسراء:39) ، وقوله تعالى: (( يا أيها النبي اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين )) (الاحزاب:11) فهما مما لا يمكن ان يصدرا عنه بحكم علمه وعصمته.
وقوله تعالى على سبيل الأخبار: (( ولو تقول علينا بعض الأقاويل* لأخذنا منه باليمين* ثم لقطعنا منه الوتين )) (الحاقة:44ـ46) فانّ القصد فيها ان يعلم الناس أنّه لا يمكن ان يفعل ذلك لا تجويز المنقول عليه حاشاه.




السؤال: المراد في قوله تعالى (ليغفر الله لك...)
استمعت إلى خطيب المنبر وهو يتلو الآية (( إنا فتحنا لك فتحاً مبينا ليغفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر... ))
وقال إن معنى الذنوب هي ما اعتقدته قريش بأنه أذنب في حقها (اي ذنوب إجتماعية) فهل ما ذهب إليه صحيح؟.
الجواب:
قال العلاّمة الطباطبائي في تفسيره (الميزان 18: 251): ((المراد بالذنب ـ والله اعلم ـ التبعة السيئة التي لدعوته (صلى الله عليه وآله وسلم) عند الكفار والمشركين وهو ذنب لهم عليه كما في قول موسى لربه: (( ولهم عليَّ ذنب فأخاف ان يقتلون ))(الشعراء: 14)، وما تقدم من ذنبه هو ما كان منه (صلى الله عليه وآله) بمكة قبل الهجرة، وما تأخر من ذنبه هو ما كان منه بعد الهجرة، ومغفرته تعالى لذنبه هي ستره عليه بإبطال تبعته بإذهاب شوكتهم وهدم بنيتهم، ويؤيد ذلك ما يتلوه من قوله: (( ويتم نعمته عليك ... وينصرك الله نصراً عزيزاً )).
ثم قال الطباطبائي: للمفسرين في الآية مذاهب مختلفة أخر:
فمن ذلك: أن المراد بذنبه (ص) ما صدر عنه من المعصية ، والمراد بما تقدم منه وما تأخر ما صدر عنه قبل النبوة وبعدها، وقيل: ما صدر قبل الفتح وما صدر بعده.
وفيه أنه مبني على جواز صدور المعصية عن الانبياء (عليهم السلام) وهو خلاف ما يقطع به الكتاب والسنة والعقل من عصمتهم (عليهم السلام) على أن إشكال عدم الارتباط بين الفتح والمغفرة على حاله.
ومن ذلك: أن المراد بمغفرة ما تقدم من ذنبه وما تأخر مغفرة ما وقع من معصيته وما لم يقع بمعنى الوعد بمغفرة ما سيقع منه إذا وقع لئلا يرد الإشكال بأن مغفرة ما لم يتحقق من المعصية لا معنى له. وفيه مضافاً إلى ورود ما ورد على سابقة عليه أن مغفرة ما سيقع من المعصية قبل وقوعه تلازم ارتفاع التكاليف عنه(ص) عامة، ويدفعه نص كلامه تعالى في آيات كثيرة كقوله تعالى: (( إنَّا أَنزَلنَا إلَيكَ الكتَابَ بالحَقّ فاعبد اللَّهَ مخلصاً لَه الدّينَ ))(الزمر:2)، وقوله: (( وَأمرت لأَن أَكونَ أَوَّلَ المسلمينَ )) (الزمر:12)، إلى غير ذلك من الآيات التي تأبى بسياقها التخصيص.
على أن من الذنوب والمعاصي مثل الشرك بالله وافتراء الكذب على الله والاستهزاء بآيات الله والإفساد في الأرض وهتك المحارم، وإطلاق مغفرة الذنوب يشملها ولا معنى لأن يبعث الله عبداً من عبادة فيأمره أن يقيم دينه على ساق ويصلح به الأرض فإذا فتح له ونصره وأظهره على ما يريد يجيز له مخالفة ما أمره وهدم ما بناه وإفساد ما أصلحه بمغفرة كل مخالفة ومعصية منه والعفو عن كل ما تقوله وافتراه على الله، وفعله تبليغ كقوله، وقد قال تعالى: (( وَلَو تَقَوَّلَ عَلَينَا بَعضَ الأَقَاويل * لَأَخَذنَا منه باليَمين * ثمَّ لَقَطَعنَا منه الوَتينَ )) (الحاقة:44-46).
ومن ذلك: قول بعضهم إن المراد بمغفرة ما تقدم من ذنبه مغفرة ما تقدم من ذنب أبويه آدم وحواء (عليهما السلام ) ببركته (ص) والمراد بمغفرة ما تأخر منه مغفرة ذنوب أمته بدعائه.
وفيه ورود ما ورد على ما تقدم عليه.
ومن ذلك: أن الكلام في معنى التقدير وإن كان في سياق التحقيق والمعنى: ليغفر لك الله قديم ذنبك وحديثه لو كان لك ذنب.
وفيه أنه أخذ بخلاف الظاهر من غير دليل.
ومن ذلك: أن القول خارج مخرج التعظيم وحسن الخطاب والمعنى: غفر الله لك كما في قوله تعال: (( عََفا اللَّه عَنكَ لمَ أَذنتَ لَهم )) (التوبة:43).
وفيه أن العادة جرت في هذا النوع من الخطاب أن يورد بلفظ الدعاء كما قيل.
ومن ذلك: ان المراد بالذنب في حقه (ص) ترك الأولى وهو مخالفة الأوامر الإرشادية دون التمرد عن امتثال التكاليف المولوية، والأنبياء على ما هم عليه من درجات القرب يؤاخذون على ترك ما هو أولى كما يؤاخذ غيرهم على المعاصي المعروفة كما قيل: حسنات الأبرار سيئات المقربين.
ومن ذلك: ما ارتضاه جمع من أصحابنا من أن المراد بمغفرة ما تقدم من ذنبه وما تأخر مغفرة ما تقدم من ذنوب أمته وما تأخر منها بشفاعة (ص)، ولا ضير في إضافة ذنوب أمته (ص) اليه للإتصال والسبب بينه وبين أمته.
وهذا الوجه والوجه السابق عليه سليمان عن عامة الإشكالات لكن إشكال عدم الأرتباط بين الفتح والمغفرة على حاله.
ومن ذلك: ما عن علم الهدى رحمه الله أن الذنب مصدر، والمصدر يجوز إضافته إلى الفاعل والمفعول معاً فيكون هنا مضافاً إلى المفعول، والمراد ما تقدم من ذنبهم اليك في منعهم إياك من مكة وصدّهم لك عن المسجد الحرام، ويكون معنى المغفرة على هذا الإزالة والنسخ لأحكام أعدائه من المشركين أي يزيل الله تعالى ذلك عنك ويستر عليك تلك الوصمة بما يفتح لك من مكة فتدخلها فيما بعد.
وهذا الوجه قريب المأخذ مما قدمناه من الوجه، ولا بأس به لو لم يكن فيه بعض المخالفة لظاهرة الآية)). (انتهى)




السؤال: قوله تعالى له (واستغفر لذنبك)
ما المقصود بالاية : (( واستغفر لذنبك )) ؟
الجواب:
يقول الطباطبائي في (الميزان ج 6 ص 366): (… وكلما دق المسلك ولطف المقام ظهرت هناك خفايا من الذنوب كانت قبل تحقق هذا الظرف مغفولاً عنها لا يحس بها الإنسان المكلف بالتكاليف ولا يؤاخذ بها ولي المؤاخذة والمحاسبة.
وينتهي ذلك - فيما يعطيه البحث الدقيق - إلى الأحكام الناشئة في طرفي الحب والبغض فترى عين المبغض - وخاصة في حال الغضب - عامة الأعمال الحسنة سيئة مذمومة ويرى المحب إذا كان في الغرام واستغرق في الوله أدنى غفلة قلبية عن محبوبه ذنباً عظيماً وان اهتم بعمل الجوانح بتمام أركانه وليس إلا انّه يرى ان قيمة أعماله في سبيل الحب على قدر توجه نفسه وانجذاب قلبه إلى محبوبه فإذا انقطع عنه بغفلة قلبية فقد أعرض عن المحبوب وانقطع عن ذكره وأبطل طهارة قلبه بذلك.
حتى ان الاشتغال بضروريات الحياة من أكل وشرب ونحوهما يعد عنده من الاجرام والعصيان نظراً إلى ان أصل الفعل وان كان من الضروري الذي يضطر إليه الإنسان لكن كل واحد واحد من هذه الأفعال الاضطرارية من حيث أصله اختياري في نفسه والاشتغال به اشتغال بغير المحبوب واعراض عنه اختياراً وهو من الذنب, ولذلك نرى أهل الوله والغرام وكذا المحزون الكئيب ومن في عداد هؤلاء يستكفون عن الاشتغال بأكل أو شرب أو نحوهما.
وعلى نحو من هذا القبيل ينبغي أن يحمل ما ربما يروي عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) من قوله: (وانه ليران على قلبي فاستغفر الله كل يوم سبعين مرة) وعليه يمكن أن يحمل بوجه قوله تعالى: (( وَاستَغفر لذَنبكَ وَسَبّح بحَمد رَبّكَ بالعَشيّ وَالأبكَار )) (غافر:55).
وقال صاحب الميزان في تفسير سورة الفتح: (ليس المراد بالذنب في الآية هو الذنب المعروف وهو مخالفة التكليف المولوي ولا المراد بالمغفرة معناها المعروف وهو ترك العقاب على المخالفة المذكورة فالذنب في اللغة على ما يستفاد من موارد استعمالاته هو العمل الذي له تبعة سيئة كيفما كان والمغفرة هي الستر على الشيء. وأما المعنيان المذكوران المتبادلان في لفظي الذنب والمغفرة إلى أذهاننا اليوم أعني مخالف الأمر المولوي المستتبع للعقاب وترك العقاب عليها فإنما لزماها بحسب عرف المتشرعين).








السؤال: آية ( وما أصابك من سيئة..) هل تنافي عصمة النبي (صلى الله عليه وآله)؟
(( مَا أَصَابَكَ مِن حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَفسِكَ وَأَرسَلنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولا وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا )) هل هذه الايه تفهمنا ان الرسول ليس معصوم الا في التبليغ فقط؟
الجواب:
الآية الكريمة (( مَّا أَصَابَكَ مِن حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفسِكَ وَأَرسَلنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولاً وَكَفَى بِاللّهِ شَهِيداً )) (النساء:799), وامثالها من الخطابات القرآنية تحمل على المعنى المعروف في الخطاب: إياك أعني واسمعي يا جارة.
وذلك لأن ثبوت عصمة النبي (صلى الله عليه وآله) في عموم أحواله (قول، فعل، تقرير) ثبتت بالدليلين العقلي والنقلي المحكم، مما لا يمكن معه الأخذ بظواهر الآيات المعارضة لذلك. فهذه الآية يفهم منها بعد الاعتقاد بعصمة النبي (صلى الله عليه وآله) الثابت بدليل قطعي هو الخطاب للعموم. دونه (صلى الله عليه وآله)، أو التأويل بما لا ينافي عصمته (صلى الله عليه وآله).





السؤال: أمره (صلى الله عليه وآله) بقتل المشركين لا يعدّ إرهاباً
لدي سؤال يحيرني ..
فقد ذكر في الصحيحين ان رسول الله (ص) كان يأمر أصحابه باغتيال أعداءه ومن يخالفه في الراي ..
ونحن نعلم اليوم ان هذا يسمى الارهاب .. فهل كان رسولنا ارهابيا أم كانت هنالك حالات خاصة ونقلوها بشكل مشوه؟

الجواب:
ينبغي التفرقة بين القتل غدراً لمن هو محارب للنبيّ (صلّى الله عليه وآله) والإسلام , ولمن هو في غير هذه الحال من المخالفين للإسلام وإن كان عدواً , ومن هنا ينبغي فهم الحوادث الواردة في هذا الجانب:
فأنت تجد مثلاً أنّ أبا عفك اليهودي الذي طلب قتله النبي (صلّى الله عليه وآله) وقال فيه: (من لي بهذا الخبيث) (الاصابة لابن حجر 2708) كان من المحرّضين على النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) ويقول فيه شعراً (إمتاع الأسماع للمقريزي 1: 121). وأيضاً قتل كعب بن الأشرف اليهودي الذي عظم عليه انتصار المسلمين في بدر فأخذ يهجو النبي (صلّى الله عليه وآله) وأصحابه في شعره, وكان يشبب بنساء المسلمين (وأضاف بعض: نساء النبي (صلّى الله عليه وآله) أيضاً) حتى آذاهم, وسار إلى مكة, وحرّض على رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) ولم يخرج من مكة حتى أجمع أمرهم على حرب رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم), وكان أبو سفيان قد سأله: أديننا أحب إلى الله أم دين محمد وأصحابه؟ وأيّنا أهدى في رأيك, وأقرب الى الحق: إنّا لنطعم الجزور الكوماء, ونسقي اللبن على الماء, ونطعم ما هبت الشمال؟ فقال له: أنتم أهدى منهم سبيلاً, فلما عاد إلى المدينة, قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم): من لي بابن الأشرف؟ فانتدب له محمد بن مسلمة. (انظر: البداية والنهاية لابن كثير 4:6, ودلائل النبوة للبيهقي 3:191).
وهكذا نجد غيرها من الحوادث التي بعث فيها النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) أو أمر بقتل أفراد معينين لأنّهم كانوا يشكّلون عنواناً واضحاً ومصداقاً صريحاً لـ (المحارب). وقد أفتى الفقهاء بجواز الاحتيال على المحارب لقتله لأنّ (الحرب خدعة) (انظر : التهذيب للشيخ الطوسي 10:213 ح 214 ,وتذكرة الفقهاء للعلاّمة الحلي 9:83). وهذا غير الاغتيال الذي يراد به الفتك، وهو القتل غدراً لمن هو آمن من ناحيتك, فهذا قد نهت عنه الآيات والروايات الشريفة قال تعالى: (( وَإن أَحَدٌ منَ المشركينَ استَجَارَكَ فأَجره حَتَّى يَسمَعَ كَلامَ اللَّه ثمَّ أَبلغه مَأمَنَه ذَلكَ بأَنَّهم قَومٌ لا يَعلَمونَ )) (التوبة:6) .
وجاء في كتاب (الكافي) عن الإمام الصادق (عليه السلام): (ان رسول الله قد نهى عن الفتك.. إن الإسلام قيد الفتك) (الكافي للكليني 7:375).
وأيضاً ورد في (مسند أحمد 1: 166) عن الزبير : ان رسول الله (صلّى الله عليه وآله) قال: (إن الإيمان قيد الفتك) .
فالإرهاب يصدق على المعنى الثاني وهو القتل غدراً لمن هو آمن من ناحيتك دون الأول وهو القتل بحيلة لمن هو محارب للنبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلم) ومحرّض عليه وعلى المسلمين.
مع ملاحظة مهمة تعليقاً على كلامك: إنّ النبي (صلّى الله عليه وآله) لم يكن يأمر بقتل مخالفيه في الرأي أبداً لمجرد مخالفتهم في الرأي كما توحي عبارتك ولا الأئمّة (عليهم السلام)، فنرجو التأمل في العبارة!!




السؤال: هجوم النبي (صلى الله عليه وآله) على قافلة أهل مكة

من المعروف ان سبب نشوب معركة بدر هو بسبب الهجوم الذي قام به المسلمون بأمر النبي (ص) على القافلة التي كانت بقيادة ابي سفيان العائدة من الشام..
والسؤال ما مدى مشروعية هذا الهجوم والاستيلاء على هذه الاموال بغض النظر عن عصمة النبي (ص) من الجانب الشرعي والعقلي؟ارجو الاسهاب في الرد للضروره لانه عندنا احد المشككين في هذا الامر ويقول بأنه منافي للدين.
الجواب:
في تفسير الامثل 5\367 قال الشيرازي:
وكان للنبي وأصحابه الحق في مثل هذه الحملة أو الهجوم ، لأنه - أولا - عندما هاجر المسلمون من مكة نحو المدينة استولى أهل مكة على كثير من أموالهم ، ونزلت بهم خسارة كبيرة . فكان لهم الحق أن يجبروا مثل هذه الخسارة .
ثم بعد هذا كله برهن أهل مكة طيلة الثلاثة عشر عاما التي أقام النبي وأصحابه بمكة خلالها أنهم لا يألون جهدا في إيذاء النبي وأصحابه ، بل أرادوا به الوقيعة والمكيدة ، فإن عدوا كهذا لن يسكت عن النبي ودعوته بمجرد هجرته إلى المدينة ، ومن المسلم به أنه سيعبئ قواه في المستقبل لمواجهة النبي والإيقاع به.
إذن فالعقل والمنطق يوجبان أن يسارع المسلمون بمبادرة عاجلة لمصادرة أموال أهل مكة لتدمير دعامتهم الاقتصادية ، وليوفروا على أنفسهم إمكانية التهيؤ العكسري والاقتصادي لمواجهة العدو مستقبلا.





السؤال: رواية بوله (صلى الله عليه وآله) -حاشاه- قائماً في أزقة المدينة!
اعتذر عن كثرة الاسئلة ولكن ورد هذا المقال في أحد مواقع الوهابية فكيف تردون عليه؟
*************************
((الشيعة وعقدة التبول واقفا وجهلهم المركب بكتبهم
يعلم الله كم من مرة كان الرافضة يكررون هذه الشبهة ويقولون: أهل السنة يطعنون في رسول الله. حتى زعموا أنه أتى سباطة قوم فبال واقفا. وعجبت لهم كيف يدققون في الفروع ويتجاهلون الأصول التي تلزمهم الشرك الأكبر.
ومن جهلهم المركب أو ربما من تقيتهم تجاهلهم أن التبول قائما مروي في أوثق مصادرهم.
فقد روى الشيعة عن الصادق أنه سئل عن التبول قائما: فقال لا بأس به (الكافي 6/500 وسائل الشيعة 1/352 و2/77 كشف اللثام للفاضل الهندي1/23 و229 مصباح المنهاج2/151 لمحمد سعيد الحكيم).
وسئل أبو عبد الله أيبول الرجل وهو قائم قال نعم (تهذيب التهذيب1/353 وسائل الشيعة1/352).
إن هذا يعتبر مثلا يبين كيف ينكر الرافضة أمورا وهي في أمهات كتبهم.
ثم نسأل: هل التقبيح بالعقل أم بالشرع؟
ما أجازه الشرع كان حلالا وإن كرهته النفوس كالطلاق.
وما حرمه الله كان حراما وإن كان محبوبا كالزنا.
هل الاستنكار لاحتمال ارتداد شيء من البول على بدن المتبول؟ فإن الشيعة قالوا بطهارة من أصابه بول اختلط به ماء آخر.
فقد رووا عن هشام بن الحكم (أمير المجسمين) عن أبي عبد الله عليه السلام في ميزابين سالا، أحدهما بول والاخر ماء المطر، فاختلطا فأصاب ثوب رجل لم يضر ذلك (المعتبر للمحقق الحلي1/43).
وعائشة قالت لم أره يبول عندي إلا قاعدا. فهي روت ما رأت وهي صادقة. وحذيفة كان مع النبي صلى الله عليه وسلم عندما أتى سباطة قوم فبال قائما. فكل روى ما رأى وكل منهما صادق. ولكن المثبت الصدوق مقدم على النافي الصدوق....
*************************
الجواب:
إن الكاتب لهذه السطور غير مؤدب في طرحه ويحاول الطعن في الشيعة وعلمائهم الأبرار بأي وسيلة وأي طريقة وبمناسبة ودون مناسبة ، وهذا أمر ليس غريباً صدوره عن هذا الكاتب وأقرانه الوهابيين هداهم الله.
أما مسألة بول الرجل قائماً ، فنحن لا ننكرها بل هي موجودة ولكنه مكروه عموماً ، فقد ورد النهي عنه في مثل:
1- ما رواه الصدوق في خصاله: عن رسول الله (ص) قال: (البول قائماً من غير علة من الجفاء والإستنجاء باليمين من الجفاء).
2- وما روي عند الفريقين عن النبي (ص) من قوله: (أربع من الجفاء... (وذكر فيها) وأن يبول قائماً).
وقال الصدوق في (الهداية): ولا يجوز أن يبول قائماً من غير علة لأنه من الجفاء.
كل ذلك قد يكون مقبولاً للرجل العادي، أما لنبي بل أشرف الأنبياء والمرسلين (ص)!! فلا يمكن نسبة مثل هذا الفعل إليه (ص). لأن الواحد منا لا يقبل أن يفعل ذلك أو يقال عنه بأنه يفعله وهو أمر معيب ومخالف لآداب الخلوة التي علمنا إياها رسول الله (ص) نفسه وما كان يفعله ويحافظ عليه ويأمر به وينهى من يخالف ذلك، بل هو من عمل أهل الجاهلية كما كانوا يسخرون من رسول الله (ص) لأنه يجلس عند البول فيصفوه بأنّه يجلس كالمرأة، فيبدو أن هذا الفعل القبيح كان من مظاهر الرجولة عنهم ! ولا زال أهل الفسوق والجاهلية يعتبرون ذلك هو الأنسب للرجل إلى يومنا هذا.
ولا أقل أنه من خوارم المروءة عند المسلمين وهي تنافي العصمة كما هو متفق عليه. فقل لي بربك، هل يقبل إمام مسجد أو خطيب جمعة أن يبول واقفاً وأمام مرأى ومسمع من أصحابه أو سائرالناس؟!
كيف يصور رسول الله (ص) الذي ينادي بأن الحياء من الإيمان، وكان يستحي كحياء العذراء في خدرها، بأنه (ص) يأتي إلى باب بيت من بيوت المسلمين ومجمع كناستهم (السباطة) فيبول فيه وعن وقوف!! كيف يستطيع مسلم يعظم رسول الله (ص) ويفتخر به أمام جميع البشر ويصفه بأنّه أشرف خلق الله وسيد ولد آدم ينسب إليه مثل هذه الفعلة المستهجنة من أي شخص عنده ذرة إيمان وذرة حياء وذرة إنصاف وتجرد عن العصبية المقيتة فما لكم كيف تحكمون!!
والحكم العام والرخصة للناس لا يمكن قياسها على رسول الله (ص) وخصوصاً مثل هذا الأمر المشين والمستهجن حتى عرفاً بغض النظر عن الشرع المقدس.
ولذلك تجد عائشة استهجنت هذا الأمر واستنكرته على من يدعيه وينسبه إلى رسول الله (ص) حيث قالت: (من حدثكم أن النبي(ص) كان يبول قائماً فلا تصدقوا، ما كان يبول إلا قاعداً). وقال الترمذي عنه بعد أن أخرجه: حديث عائشة أحسن شيء في الباب وأصح.
فها أنتم أنفسكم لا تقبلون ذلك وترفضونه فكيف تجعل إنكاره خاصاً بالشيعة ؟! وأنظر بعد أن تتجرد إلى هذه الأقوال: مثل ما نقله ابن حجر في (فتح الباري 1/284..) قائلا: وسلك أبو عوانة في صحيحة وابن شاهين فيه مسلكاً آخر فزعم أن البول عن قيام منسوخ واستدلا عليه بحديث عائشة الذي قدمناه: ما بال قائماً منذ أنزل عليه القرآن وبحديثها، أيضاً: من حدثكم أنه كان يبول قائماً فلا تصدقوه ما كان يبول إلا قاعداً.
أما الشوكاني في (نيل أوطاره 1/108) فقال بالجواز بحسب الأفعال دون النظر إلى الروايات ثم قال: أما إذا صح النهي عن البول حال القيام كما سيأتي من حديث جابر أنّه (ص) (نهى أن يبول الرجل قائماً) وجب المصير إليه والعمل بموجبه، ولكنه يكون الفعل الذي صح عنه (!!) صارفاً للنهي إلى الكراهة على فرض جهل التاريخ أو تأخر الفعل.. ويعضده نهيه (ص) لعمر وإن كان فيه ما سلف (ضعفه سنداً) ... (ثم قال) وقد روي عن أبي موسى التشديد في البول من قيام فروي عنه أنه راى رجلاً يبول قائماً فقال: ويحك أفلا قاعداً!؟...ثم قال: وقد ذهبت العترة والأكثر إلى كراهة البول قائماً وذهب أبو هريرة والشعبي وابن سيرين إلى عدم الكراهة والحديث لو صح وتجرد عن الصوارف لصلح متمسكاً للتحريم. ثم علق الشوكاني على اعتذارات علماء السنة وتأويلاتهم وتخريجاتهم على رواية بول النبي (ص) في سباطة قوم ـ حاشاه ـ فقال: وهذا وإن كان صحيح المعنى لكنه لم يعهد ذلك من سيرته ومكارم أخلاقه (ص).
وهذا القول عين قولنا فنحن وكل عاقل ومنصف ومعظم للنبي (ص) وعارف لقيمته وأخلاقه ومنزلته يرى بأن هذا الأمر مشين معيب غير لائق بالمرة بمقام النبي الأعظم (ص)، بل هو غير لائق بأصغر شيخ أو عالم.
ونقول لكل من يتمسك بهذه الرواية لكونها مروية عن معصومه البخاري: اتقوا الله واطعنوا في البخاري أولى وأرضى لله تعالى من طعنكم وإسائتكم لحبيبه وأشرف خلقه وسيد ولد آدم أجمعين!
وأخيراً، أرجو من كل من يتمسك بهذه الرواية البخارية الأموية أن يتصور المنظر أو إن كان شجاعاً أن يفعلها بنفسه ثم يتكلم بها ويدافع عنها بعد ذلك !! ليطبق السنة ويحييها لنا!!
وملخص الكلام، فمناط ردنا لما نسب إلى النبي (ص) لم يكن لأن البول وقوفاً حرام أو غير جائز ، بل كان تنزيهاً لأكرم خلق الله عن هذا الفعل ـ حاشاه ـ والفرق واسع بين الترخيص في الفعل للناس وبين تجويزه على رسول الله (ص) وبهذا الشكل وبتلك الوضعية (في سباطة قوم)!! فما قياس هذا على ذاك إلا من باب المغالطة والتمويه. فلاحظ.



يتبع












عرض البوم صور الشيخ عباس محمد   رد مع اقتباس
قديم 06-09-2017, 05:06 PM   المشاركة رقم: 6
معلومات العضو
الشيخ عباس محمد

إحصائية العضو







 
 


التوقيت

التواجد والإتصالات
الشيخ عباس محمد غير متواجد حالياً

كاتب الموضوع : الشيخ عباس محمد المنتدى : منتدى النبي المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم)
افتراضي

السؤال: بعثه (صلى الله عليه وآله) للسرايا وهم ليسوا أهلاً لذلك
هل صحيح أن رسول الله (صلى الله عليه أله) أمّر عمر بن العاص على سرية من السرايا في بداية اسلامه ؟
و إن كان ذلك فكيف يعده الرسول أمينا و يثق به وهو ليس أهلا لذلك ؟
الجواب:
لقد عقد النبي (ص) الراية لبعض أصحابه مع أنهم ليسوا أهلا لذلك لأهداف وغايات بعيدة يمكن للرائي أو الباحث ملاحظتها..
فلو نظرنا إلى عقده الراية لأبي بكر وعمر في خيبر ورجوعهما خائبين عن فتحها، ثم دعوته لعلي (عليه السلام) وأمره بالذهاب إلى خيبر وفتحها وقوله (ص): (لاعطينَّ الراية غداً رجلاً كرار غير فرار يحبّه الله ورسوله ويحب الله ورسوله، يفتح الله على يديه)... وأيضاً عقده الراية لخالد في بعض الغزوات والسرايا ثم تبرئوه مما فعل خالد، وكذلك عقد الراية لعمرو بن العاص في ذات السلاسل بعد أن عقدها من قبل لأبي بكر وعمر وعودة الجميع خائبين عن الظفر بالمشركين ثم عقدها لعلي (عليه السلام) فتحقق الظفر على يديه. ماهي الإّ شواهد وبيّنات على فضل علي (عليه السلام) وأفضليته على علي جميع هؤلاء الذين سيكونون غداً من أبرز مناوئية والصادين له عن تولي زعامة الأمة بعد رسول الله (ص)، فتدبّر!!
ويمكنكم مراجعة تفاصيل غزوة ذات السلاسل وتحقيق الظفر فيها على يد علي (عليه السلام) في كتب الإمامية، منها كتاب (الخرائج والجرائح/ للراوندي ج1 ص168).




السؤال: أمره (صلى الله عليه وآله) بقتل بعض من هجاه
أن رسول الله صلى الله عليه وآله قد أمر بقتل إمرآة من قريش لأنها هجته فقط؟ ما تلك القصة.
ثانياً: يقال بأنه قد أمر بقتل عبد الله بن أبي سرح حتى ولوكان متعلقاً بأستار الكعبة؟ ما سر تلك القصة؟

الجواب:
ورد ذلك في كتب العامة أن امرأة هجت النبي (صلى الله عليه وآله) من بني خطمة فأشتد ذلك على رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقال من لي بها فقال رجل من قومها أنا لها.
ونحن نقف من هذه الرواية موقف الشك لعدم ورودها عندنا وعدم ثبوتها بسند صحيح. نعم ورد عندنا أمر بقتل قينتان كانت تغنيان بهجاء الرسول (صلى الله عليه وآله) وبمراثي أهل بدر ، فقتلت أحدهما وأفلتت الأخرى، ولعل هذه المرأة غير تلك المرأة التي وردت في كتب العامة للاختلاف كبير في التفاصيل.
ذكر الشيخ الصدوق في (معاني الأخبار ص 327) قصة عبد الله بن سعد بن أبي سرح فقال:
إن الناس يشبه عليهم أمر معاوية بأن يقولوا كان كاتب الوحي وليس ذلك بموجب له فضيلة, وذلك أنه قرن في ذلك إلى عبد الله بن سعد بن أبي سرح فكانا يكتبان له الوحي وهو الذي قال : ((سأنزل مثل ما أنزل الله)) وكان النبي (صلى الله عليه وآله) يملي عليه (( والله غفور رحيم )) فيكتب (( والله عزيز حيكم )) ويملي عليه (( والله عزيز حكيم )) فيكتب (( والله عليم حكيم )) فيقول له النبي صلى الله عليه وآله: هو واحد هو واحد, فقال عبد الله بن سعد : إن محمد لا يدري ما يقول! إنه يقول وأنا أقول غير ما يقول, فيقول لي : هو واحد هو واحد. وإن جاز هذا فإني سأنزل مثل ما أنزل الله، فأنزل الله تبارك وتعالى فيه (( وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنَزلَ اللّهُ )) ( الأنعام : 933) فهرب وهجا النبي (صلى الله عليه وآله) فقال النبي (صلى الله عليه وآله) : من وجد عبد الله بن سعد بن أبي سرح ولو كان متعلقا بأستار الكعبة فليقتله. وإنما كان النبي (صلى الله عليه وآله) يقول له فيما يغيره : (( هو واحد هو واحد )) لأنه لا ينكتب ما يريده عبد الله إنما كان ينكتب ما كان يمليه (عليه السلام) فقال : هو واحد غيرت أم لم تغير لم ينكتب ما تكتبه بل ينكتب ما أمليه عن الوحي وجبرئيل (عليه السلام) يصلحه. وفي ذلك دلالة للنبي (صلى الله عليه وآله).

تعليق على الجواب (1)
أرجو أن تشرحوا وجه أمر النبي(صلى الله عليه واّله وسلم) بقتل من هجاه سواء عبد الله بن أبي سرح أو المرأة الأخرى وهل يتوافق ذلك مع أخلاقه (صلى الله عليه واّله وسلم)وأخلاق الأسلام وألا يعتبر ذللك قمعل للاّخر وإن كان على خطأ
الجواب:
الله سبحانه وتعالى يريد من خلال الدين الاسلامي نشر عقيدة التوحيد والذي يقف عائقا ضد هذه المهمة يكون حكمه القتل فالذي يسعى لتحريف الايات القرانية ويستهزأ بالنبي ويهجوه وهدفه الوقوف عائقا ضد نشر الدين الاسلامي لابد ان يقتل او يهدد به لتسير المسيرة الالهية التي فيها حياة الاجيال فقتل شخص واحد او اشخاص قلائل بقتلهم تحيى الاجيال المتعاقبة بالعقيدة الحقة يعد ضرورة تعرفها اسماء وطبقها النبي (صلى الله عليه واله وسلم) وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى .





السؤال: محاولة اتهام الشيعة بما ينتقصون به رسول الله (صلى الله عليه وآله)
احتج علينا بعض العامة بورود روايات بمصادرنا تشبه تلك التي نشنع عليهم بها ونريد ردا عليها
*************************
1- (أنه كان يباشر عائشة وهي حائض)
هذا رواه ائمة الشيعة ولم يستنكروه كما استدل به شيخهم الحلي في (منتهى الطلب1/112 وانظر2/362) على حل ما فوق الإزار لا تحته. واحتج مرتضى العسكري برواية في المسند ((أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان يباشرها وهو صائم ثم يجعل بينه وبينها ثوبا يعني الفرج)) (أحاديث أم المؤمنين عائشة2/64). فعل المرتضى ذلك ليزيل الإشكال حول المباشرة.
قال الطوسي ((ولا يجوز للرجل مجامعة امرأته وهي حائض في الفرج، وله مجامعتها فيما دون الفرج)) (النهاية ص26 للطوسي).
وقد أكد مشايخ الرافضة أن هذا فيه إبطال ما كان يفعله اليهود من اعتزال النساء في زمن الحيض فأمر النبي (صلى الله عليه وآله) بمخالفتهم وقال (( إفعلوا كل شيء إلا النكاح )) رواه الحلي وقال (( ويؤيد ذلك من طريق الأصحاب ما رواه عبد الملك ابن عمرو قال: سألت أبا عبد الله عما لصاحب المرأة الحائض منها فقال: كل شيء عدا القبل بعينه )) (منتهى الطلب1/224).
وقد سئل النبي (صلى الله عليه وآله) عن قوله تعالى (( فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن )) فقال: (( إفعلوا كل شيء إلا النكاح)) (رواه مسلم وأبو داود). وهو ما أقره علماء الشيعة ورووه مثل المرتضى العسكري في كتابه (أحاديث أم المؤمنين عائشة2/611).
2- (أن النبي كان يبول واقفا)
التبول قائما مروي عن الشيعة بأنه جائز.
هذا ما رواه الشيعة عن الصادق أنه سئل عن التبول قائما: لا بأس به)) (الكافي 6/500 وسائل الشيعة 1/352 و2/77 كشف اللثام للفاضل الهندي1/23 و229 مصباح المنهاج2/151 لمحمد سعيد الحكيم).
سئل أبو عبد الله ((أيبول الرجل وهو قائم قال نعم)) (تهذيب الأحكام1/353 وسائل الشيعة1/352).
وإن كان سبب الاستنكار منكم احتمال ارتداد رذاذ البول إلى الثياب، فإليكم فتوى أهل البيت بجواز بقاء البول على الرأس.
قال زرارة (( قلت لأبي عبد الله عليه السلام: إن قلنسوتي وقعت في بول فأخذتها فوضعتها على رأسي ثم صليت: فقال: لا بأس)) وأعتبر الخوئي الرواية في موثقة وصحيحة زرارة (كتاب الطهارة للخوئي2/461 و3/112 نقلها عن صحيحة زرارة).
والنبي لم يبل قائماً قط في منزله والموضع الذي كانت تحضره فيه عائشة رضي الله عنها, وإنما بال قائماً في المواضع التي لا يمكن أن يطمئن فيها. أما (الندى) في الأرض وطين أو قذر. وكذلك الموضع الذي رأى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم حذيفة يبول قائماً, فقد كان مزبلة لقوم, فلم يمكنه العقود فيه, وحكم الضرورة خلاف حكم الاختيار (أنظر تأويل مختلف الحديث ص92).
ونسأل: هل التقبيح بالعقل أم بالشرع؟ ما أجازه الشرع كان حلالا وإن كرهته النفوس كالطلاق والجهاد. وما حرمه الله كان حراما وإن كان محبوبا كالزنا.
قال تعالى (( كُتِبَ عَلَيكُمُ القِتَالُ وَهُوَ كُرهٌ لَّكُم وَعَسَى أَن تَكرَهُوا شَيئًا وَهُوَ خَيرٌ لَّكُم وَعَسَى أَن تُحِبُّوا شَيئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُم وَاللهُ يَعلَمُ وَأَنتُم لاَ تَعلَمُونَ )).
هل الاستنكار لاحتمال ارتداد شيء من البول على بدن المتبول؟ فإن الشيعة قالوا بطهارة من أصابه بول اختلط به ماء آخر. فقد رووا عن هشام بن الحكم (أمير المجسمين) عن أبي عبد الله عليه السلام في ميزابين سالا، أحدهما بول والاخر ماء المطر، فاختلطا فأصاب ثوب رجل لم يضر ذلك)) (المعتبر للمحقق الحلي1/43).
3- (أن النبي كان يطوف على نسائه بغسل واحد)
الحديث صحيح. ويستنكر الشيعة ذلك ويشنعون بأن هذا شبق وخرافات جنسية لا تليق بالنبي (صلى الله عليه وآله). فيه تشويه لشخص رسول الله (صلى الله عليه وآله) ويصوره بذاك الرجل الشهواني. ولكن الائمه الشيعه أجازوا إتيان الدبر إجماعا.
وأجازوا للرجل أن يكون لابنته اثني عشر صهرا في كل اثني عشر شهرا. وجهلوا أن هذا ما روته كتبهم. ولهذا يسلم النصارى على الشيعة ويقولون لهم: صدقتم أيها الشيعة في اتهامكم رسول الله بمثل ما نتهمه به نحن.
فقد اورد الطوسي قد أورد هذه الرواية للاحتجاج على جواز الطواف بغسل واحد. فقال: ((وقد روي أن النبي (صلى الله عليه وآله) طاف على نسائه فاغتسل غسلا واحدا وكن تسعا)) (المبسوط4/243). ورواه المحقق الحلي في المعتبر 1/193 وفي منتهى الطلب 1/89 و93 و2/234 و257 للحلي أيضا وتذكرة الفقهاء1/25 و2/575 للحلي أيضا. بل قد قال الحلي ((يجوز أن يطوف على نسائه وإمائه بغسل واحد مطلقا)) (تذكرة الفقهاء2/577). وقال ((ولا بأس بتكرار الجماع من غير غسل يتخللها لأنه عليه السلام كان يطوف على نسائه بغسل واحد)) (تذكرة الفقهاء 1/243 وانظر نهاية الأحكام1/104 للحلي جامع المقاصد للكركي12/24 مسالك الأفهام 7/35 للشهيد الثاني). وقد حكاه السيد محمد سعيد الحكيم وذكر أنهم العلماء كالحلي وغيره احتجوا له بأقوال ((من أصحابنا)) على حد قوله (مصباح المنهاج3/491).
وقال (( ولا يكره تكرار الجماع من غير اغتسال ويدل عليه ما روي عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه كان يطوف على نسائه بغسل واحد)) (المعتبر1/193 منتهى الطلب1/89 و93و2/234 تذكرة الفقهاء2/575 نهاية الأحكام1/104 جامع المقاصد12/24 مسالك الأفهام7/35 و8/326 للشهيد الثاني).
فقد روى الطوسي عن محمدعن أبي جعفر قال قلت الرجل يحل لاخيه فرج قال نعم لابأس به له ما أحل له منها (كتاب الإستبصار3/136). وذكر الطوسي في الاستبصار 3/141 ((عن أبي الحسن الطارئ أنه سأل أبا عبد الله عن عارية الفرج فقال لا بأس به)).
قال الجزائري (( قال أبو عبد الله (عليه السلام): والله لقد نبئت أن بعض البهائم تنكرت له أخته فلما نزا عليها ونزل كُشف له عنها وعلم أنها أخته: أخرج غرموله (ذكره) ثم قبض عليه بأسنانه ثم قلعه ثم خر ميتا)) (قصص الأنبياء ص71 للجزائري ط: دار البلاغة).
4- (دخل علي رسول الله وعندي مخنث)
الحديث رواه البخاري. والشبهة في الحديث وجود مخنث في بيت رسول الله.
والجواب أن هذا المخنث كان داخلا في عداد أولي الإربة لما عرفوا عنه من عدم رغبته في النساء لعدم قابليته. بدليل الآية (أو التابعين غير أولي الإربة من الرجال). فلما سمع النبي منه ما يفيد رغبته في النساء أمر بطرده فورا.
وهذا الحديث رواه الشيعة كما في الكافي5/523 وتفسير نور الثقلين3/593 ومع أن المجلسي اعتبر الحديث فيه مجهول. إلا أنه أقر الحكم في المسألة قائلا (( لأن أهل المدينة كانوا يعدونهما من غير أولي الإربة. فلما ظهر خلافه أمر بإخراجهما قلعا لمادة الفساد ودفعا لوصفهما محاسن النساء بحضرة الرجال)) (مرآة العقول20/352).
5- (كان بنو إسرائيل يغتسلون عراة ينظر بَعضُهُم إِلَى سوأة بَعضٍ)
من اكثر الاحاديث التى يحتج بها انظروا:
وَكَانَ مُوسَى عليه السلام يَغتَسِلُ وَحدَهُ، فَقَالُوا: وَاللَّهِ مَا يَمنَعُ مُوسَى أَن يَغتَسِلَ مَعَنَا إِلا أَنَّهُ آدَرُ(أي ذو فتق) قال: فَذَهَبَ مَرَّةً يَغتَسِلُ فَوَضَعَ ثَوبَهُ عَلَى حَجَرٍ فَفَرَّ الحَجَرُ بِثَوبِهِ! فَجَمعَ مُوسَى فِي إِثرِهِ يَقُول:ُ ثَوبِي حَجَرُ! ثَوبِي حَجَرُ!حَتَّى نَظَرَ بَنُو إِسرَائِيلَ إِلَى سوأة مُوسَى فَقَالُوا: وَاللَّهِ مَا بِمُوسَى مِن بَأسٍ فقام الحجر بعد حتى نظر إليه فأخذ مُوسَى فطفق ثَوبَهُ بِالحَجَر ِضرباً؟ فوالله إِنَّ بِالحَجَر َِنَدَباً سِتَّةٌ أَو سَبعَةٌ.
قلت: إدعى عبد الحسين شرف الدين أن هذا الحديث لم ينقل إلا عن أبي هريرة مع أنه قد رواه إمامه ووصيه السادس وأخرج مفسرو الشيعة ذلك في تفاسيرهم.
رواه القمي في تفسيره عن أبي بصير (2/197). وقد حكم الخوئي بصحة جميع روايات مشايخ القمي في تفسيره (معجم رجال الحديث1/49).
والكاشاني في تفسير الصافي (4/205).
تفسير نور الثقلين (4/308).
تفسير الميزان للطباطبائي (16/353).
وقال نعمة الله الجزائري في قصصه (ص 250) ((قال جماعة من أهل الحديث لا استبعاد فيه بعد ورود الخبر الصحيح وإن رؤيتهم لـه على ذلك الوضع لم يتعمده موسى عليه السلام ولم يعلم إن أحد ينظر إليه أم لا وأن مشيه عرياناً لتحصيل ثيابه مضافاً إلى تبعيده عما نسبوه إليه، ليس من المنفرات )).
*************************
الجواب:
1- ان من أسخف الناس وأجهلهم من يكذب على الناس وكتبهم موجودة في هذا الزمن, فهذا المدعي ينسب للشيعة أنهم رووا كما روى أهل السنة مباشرة النبي (صلى الله عليه وآله) لعائشة وهي حائض واستدل على ذلك بكتابين الأول منتهى المطلب والثاني أحاديث أم المؤمنين عائشة, ونحن ننقل نص عبارة الكتابين.
قال في (منتهى المطلب) وهو للعلامة الحلي (رحمه الله) في مسألة (يحرم على الرجل وطئ الحائض قبلاً): واحتج أبو حنيفة ومن وافقه بما رواه البخاري عن عائشة قالت كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يأمرني فأتزر فيباشرني وأنا حائض (منتهى المطلب/الطبعة الجديدة 2: 362).
فها هو العلامة يروي الرواية من البخاري فهل يقال لمثل هذا أنه رواها عن الشيعة وكيف يكون التدليس على القاريء إذا لم يكن هذا تدليس وكذب؟!
وقال مرتضى العكسري وهو معاصر في أحاديث أم المؤمنين عائشة تحت عنوان (روايتها عن معاشرة الرسول (صلى الله عليه وآله) إياها مما لا يليق بمقام رسول الله (صلى الله عليه وآله): مضت قرون تلو القرون وأحاديث أم المؤمنين عائشة يرويها الخلف عن السلف متسالمين على صدقها جميعاً ولم يشكوا في صدق إسناد روايتها إليها ولم يهتم أحد بنقدها وتمحيصها..., ثم نقل رواياتها عن كتب القوم إلى أن قال: النبي يقبلها وهو صائم: في مسند أحمد عن عائشة قالت: أهوى إلي رسول ليقبلني... وفي رواية إن رسول الله كان يباشرها وهو صائم ثم يجعل بينه وبينها ثوباً يعني الفرج (أحاديث أم المؤمنين عائشة 2: 64) فأين رواية الشيعة يا هذا وهل نقل العسكري إلا رواياتكم في مسند أحمد وهو في معرض نقدها بل كان كتابه هو نقدا لما روته عائشة.
ثم أن الشيعة لا يشنعون بمثل هكذا حكم فهو حكم شرعي قد تسالم عليه المسلمون كما قال العلامة ولكن الشيعة يستنكرون بل يكذبون هذا الإسفاف في النقل بحق رسول الله (صلى الله عليه وآله) من عائشة ويقبحون هذا الابتذال وقلة الحياء, واستنكار الحكم شيء والإسفاف والتعدي على مقام رسول الله (صلى الله عليه وآله) شيء آخر...
وأما بقية الأحاديث فهي لبيان الحكم وهو خارج عن موضوعنا ولا علاقة له برسول الله (صلى الله عليه وآله) من هذه الجهة.
2- لقد أوضحنا آنفاً بأنا لا ننكر الحكم الشرعي وإنما نستنكر ونكذب ما ينسب إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) بما فيه انتهاك لمقامه - أعوذ بالله - مما يخدش الحياء ويذهب بالمروءة, فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله) - أعوذ بالله - أجل ومقامه أرفع من أن يبول واقفاً مما لا يرضاه أفراد البشر العاديين.
فما روينا من روايات تدل على جواز البول واقفاً ليس معناه نسبة ذلك إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) - استغفر الله - فشتان بين الأمرين هذا حكم شرعي وذاك اتهام وانتهاك لرسول الله (صلى الله عليه وآله).
ولا نعرف كيف استساغ هذا المدعي أن ينسب للشيعة موافقتهم لأهل السنة بالقول ببول النبي (صلى الله عليه وآله) واقفاً لمجرد أن رووا روايات فيها حكم جواز البول واقفاً، فهل هما شيء واحد!! سبحان الله.. نعم هما شيء واحد لمن يحاول التعلق بالقشة وهو أعمى القلب والعين أيضاً.
وليس سبب الاستنكار منا لما رووا بحق رسول الله (صلى الله عليه وآله) هو تطاير رذاذ البول كما يحاول أن يوهمه هذا المدعي بل نحن نقول أن مقام رسول الله (صلى الله عليه وآله) أجل وأعلى من أن يفعل هكذا فعل يذهب بالمروءة بل لا يفعله من لديه أقل مكانة اجتماعية, فالحفاظ على مقام النبي (صلى الله عليه وآله) شيء وحكم تطاير رذاذ البول شيء آخر، وأما التمحلات الأخرى للدفاع عن أنفسهم باتهام النبي (صلى الله عليه وآله) من وجود الطين والمزبلة وعدم امكان الجلوس فهذا لا يغير من شناعة قولهم بحقه أبداً, والمعروف عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه كان يبعد ويتحاشى الناس في قضاء الحاجة وكأنه لم يبق إلا سباطة القوم ليبول عليها - أعوذ بالله ـ.
وأما حكم نجاسة غير الملبوس في الصلاة فله بحثه ومسائله في الفقه ولا يخلط بين الأمرين إلا الجاهل, فتنجس القلنسوة بالبول لها حكمها في الصلاة غير تنجس الثياب برذاذ البول ولكل أدلته ومسائله.
وأما التنطع بالتقبيح العقلي أو الشرعي فهو من قلة الحيلة أذا لم يكن من الجهل, فإن البول واقفاً قبيح عقلاً وشرعاً.
قبيح عقلاً بمعنى قبيح عقلائي أي أن آراء العقلاء تقبحه للإنسان أو على الأقل تقبحه وتستنكره لذوي المكانة فكيف برسول الله، وهذا يدخل في باب العقل العملي لا النظري أي ما يجب أن يفعل أو لا يفعل، وهو الذي تبحث فيه الأخلاق في الفلسفة.
وأما شرعاً فإن الأحكام الشرعية خمسة وفيها الحرام والمكروه، والمكروه أيضاً على درجات ويختلف باختلاف الموضوع أي الزمان والمكان والأفراد, وقد نص الشرع على لزوم حفظ المروءة لإمام الجماعة فكيف بالنبي (صلى الله عليه وآله).
والكلام في حكم العقل والشرع، وليس في ما أستكرهه الناس من أجل الطبع والغرائز والشهوات فما هذا إلا خلط للحابل بالنابل, وإن كان البول واقفاً مما يأباه الطبع أيضاً.
وأما جريان الميزابين أحدهما بماء المطر والثاني أصابه البول فإن الماء الكثير ومنه المطر إذا جرى من الميزاب فهو مطهر, فيا سبحان الله حتى هذه الأحكام الشرعية البسيطة لا تعرفوها!!
3- وأما ما نقله عن روايتهم لطواف النبي (صلى الله عليه وآله) على نساءه في ليلة واحدة وقد أقر بصحته, فأن كل من نقل ذلك من علمائنا لم يسنده إلى أصحابنا بل قد سبقه بقوله (روي) وهو واضح في الدلالة على رواية أهل السنة له، وكتبنا الحديثية تخلو منه وإنما نقله علماؤنا تعويلاً على روايتهم ومن راجع الهوامش التحقيقية لهذه الكتب المذكورة يجد صدق ما نقول.
ثم لا نعرف ما هي العلاقة بين نسبة ذلك للنبي (صلى الله عليه وآله) وبين الحكم بكراهة إتيان المرأة في الدبر وهل يظن هذا المدعي أنه إذا حكم علماؤنا بالكراهة معناه أنهم ينسبون ذلك للنبي (صلى الله عليه وآله) - استغفر الله - والحكم بكراهة إتيان المرأة في دبرها له مكان آخر تجد تفصيله في صفحتنا تحت عنوانه.
وأما قوله بأنهم أجازوا للرجل أن يكون لابنته اثني عشر صهراً في كل اثني عشر شهراً فهذا تخرص رخيص بالباطل ولم يسنده إلى أحد من الشيعة، والكذب من عديم الدين سهل لا حرج فيه.
وأما تشنيع النصارى فإنه جاء مما روته عائشة ورويتموه أنتم بحق النبي (صلى الله عليه وآله) فإنا لم نروي مثل تلك الروايات.
وأما ما ذكره من نكاح الجواري وإنه يجوز بالتحليل، فهذا حكم لا خلاف فيه بين المسلمين تجد تفصيل الكلام فيه على الأسئلة العقائدية/ النكاح/ نكاح الجواري بحلف اليمين) وكذلك في الاسئلة المتفرقة/ رد شبهات يتندر بها أعداء أهل البيت.
وأما ما ذكره من قصة بعض البهائم فلم نفهم علاقتها بالمقام ولا أعتقد أن ذكرها في مثل هذا الموضع إلا من جهل الكاتب.
4- ان ما قاله من أن رواية دخول المخنث إلى بيت النبي (صلى الله عليه وآله) موجودة عند الشيعة فهذا كذب محض فإن ما رواه الكليني هو سماع رسول الله (صلى الله عليه وآله) لمخنثين يتحادثان في وصف امرأة من الطائف فحكم عليهما بعدم الإربة، وهي نفس الرواية التي نقلها عن نور الثقلين وحكم المجلسي بضعفها, فأين يروي الشيعة دخول المخنث في بيت النبي (صلى الله عليه وآله).
5- وأما رواية رؤية بني إسرائيل موسى عرياناً فشتان بين رواية القمي لها على وجه الإعجاز وبين رواية أبي هريرة من جعله موسى (عليه السلام) يركض عرياناً كالأهوج أمام بني إسرائيل يضرب الحجر, فإن الرواية فيها أنه (عليه السلام) كان ستيراً يتباعد عن بني إسرائيل لا أن يركض أمامهم دون أن يحسب لهم حساب. والرواية بهذا الشكل المضحك لم يروها غير أبي هريرة.





السؤال: محاولة إتهام الشيعة بأنهم يقولون بنزول (عبس وتولّى) في النبي (صلى الله عليه وآله)
ورد في أحد منتديات الوهابية هذه المقالة:-
ورد في أحد منتدى الدفاع عن السنة الوهابي هذه المقالة: -
*************************
علماء الرافضة القائلين أن سورة عبس نزلت في رسول الله
كثيرا ما يتهم الرافضة أن أهل السنة يتنصقون من قدر رسول الله ويتهموننا بأننا نقول ان سورة عبس وتولى الذي ورد فيها نوع من العتاب قد نزلت في رسول اللهصلى الله عليه وسلم .
وقد ذهب بعض علمائهم بالقول أن سورة عبس وتولى نزلت في الخليفة الثالث ذي النورين عثمان رضوان الله عليه . وقد خفي عليهم لو كان الامر كذلك لكانت تلك مكرمة كبيرة له زيادة لما له من المكارم . لأن الايات تعتب عتابا رقيقا وتختم بالتزكية .
ولسنا بصدد نفي أو إثبات نزولها في عثمان رضي الله عنه ولكن لأثبات أن هناك من علماء بني رفض من قال أن هذه السورة نزلت في رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما كان عنده جماعة من كفار قريش وكذلك ابن ام مكتوم رضي الله عنه وقد كان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم رغب في إسلام سادات قريش علهم يساندون الإسلام ... والقصة معروفة
من قال بنزولها في رسول الله
بعض العلماء الذين قاتلوا بنزولها في النبي (ص)
1: الطبرسي أنظر جوامع الجامع ص 503.
2: إبن أبي جامع العاملي في الوجيز ج 3 ص 425.
3: إبن طاووس في سعد السعود ص 248.
4: 4: المجلسي في البحار ج 17 ص 78.
5: الشيخ الطريحي في غريب القرآن ص 306.
6: السيد محسن الأمين في أعيان الشيعة ج 1 ص 235.
7: السيد هاشم معروف الحسني في سيرة المصطفى ص 196-197.
9: الشيخ محمد جواد مغنية في الكاشف ج 7 ص 510.
10: السيد محمود الطالقاني في قبس من القرآن ج 15 ص 6-7.
11: الشيخ مكارم الشيرازي في تفسيره "الأمثل" ج 19 ص 364.
12: الجويباري في البصائر ج 52 ص 272.
و غيرهم كثيرون.. فهناك السيد كاظم الحائري الذي لا ينفي صدورها في الرسول, بل يقول أنه لا ضير في نزولها في النبي ولا مانع منه, لكنه لم يؤكد ذلك, الشيخ شمس الدين لديه هذا الرأي أيضاً وغيرهم..
وهنا بعض التفصيل
تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج 3 - ص 728
أتى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عبد الله بن شريح بن مالك الفهري, وهو ابن أم مكتوم, وعنده صناديد قريش : أبو جهل بن هشام, وعتبة بن ربيعة, وأخوه شيبة, والعباس بن عبد المطلب, وأبي وأمية ابنا خلف, يدعوهم إلى الإسلام رجاء أن يسلم بإسلامهم غيرهم, فقال : يا رسول الله, أقرئني وعلمني مما علمك الله, وكرر ذلك وهو لا يعلم تشاغله بالقوم, فكره رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قطعه لكلامه, وعبس, وأقبل على القوم يكلمهم, فنزلت, فكان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يكرمه ويقول إذا رآه " مرحبا بمن عاتبني فيه ربي " واستخلفه على المدينة مرتين ( أن جآءه ) منصوب ب‍ ( تولى ) و( عبس ) على اختلاف المذهبين, ومعناه : عبس لأن جاءه الأعمى وأعرض لذلك, وروي أنه (عليه السلام) ما عبس بعدها في وجه فقير قط, ولا تصدى لغني.
أبن أبي جامع العاملي : الوجيز-ج3 425أنه لا محذور في كونه صلى الله عليه واله مرادا بها لكون العتاب على ترك الأولى لا على الذنب
بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 17 - ص 78
أقول : بعد تسليم نزولها فيه صلى الله عليه وآله كان العتاب على ترك الأولى, أو المقصود منه إيذاء الكفار وقطع أطماعهم عن موافقة النبي صلى الله عليه وآله لهم, وذمهم على تحقير المؤمنين كما مر مرارا .
تفسير غريب القرآن - فخر الدين الطريحي - ص 306 - 307
(( عبس وتولى * إن جاءه الأعمى )) وهو ابن أم مكتوم, روى أنه أتى رسول الله صلى الله عليه وآله وعنده صناديد قريش يدعوهم إلى الاسلام رجاء أن يسلم باسلامهم غيرهم فقال يا رسول الله قريني وعلمني مما علمك الله, وكرر ذلك وهو لا يعلم تشاغله بالقوم فكره رسول الله صلى الله عليه وآله قطعه لكلامه وعبس وأقبل على القوم يكلمهم فنزلت (( إن جاءه الأعمى )) وروي انه عليه السلام ما عبس بعدها في وجه فقير قط
أعيان الشيعة - السيد محسن الأمين - ج 1 - ص 234 - 235
من الذي عبس وتولى ان جاءه الأعمى .
أقول : لا مانع من وقوع العتاب منه تعالى للنبي ص على ترك الأولى . وفعل المكروه أو خلاف الأولى لا ينافي العصمة والقول بان العبوس ليس من صفاته ص انما يتم إذا لم يكن العبوس لأمر أخروي مهم وهو قطع الحديث مع عظماء قريش الذين يرجو اسلامهم وأن يكون باسلامهم تأييد عظيم للدين وكذلك القول بان الوصف بالتصدي للأغنياء والتلهي عن الفقراء لا يشبه أخلاقه الكريمة انما يتم إذا كان تصديه للأغنياء لغناهم لا إرجاء اسلامهم وتلهية عن الفقراء لفقرهم لا لقطعهم حديثه مع من يرجو اسلامه ومع ذلك لا ينافي العتاب له وكون الأولى خلافه اما ما روي عن الصادق ع فقد ينافي صحة هذه الرواية قوله تعالى : وما يدريك لعله يزكى, فان ذلك الرجل انما عبس في وجه الأعمى تقذرا له لا لأنه لا يرجو تزكيه أو تذكره فالمناسب ان يقال وما يدريك لعله خير من أهل النظافة والبصر وكذا قوله : وما عليك ان لا يزكى فان تصدى الأموي للغني لغناه لا لرجاء ان يزكى وكذا قوله واما من جاءك يسعى وهو يخشى فأنت عنه تلهى . فان ابن أم مكتوم انما جاء رسول الله ص لا الأموي والأموي انما تقذره وانكمش منه لا إنه تلهى عنه فالمناسب ان يكون الخطاب للنبي ص وذلك يبطل صدور هذه الرواية من معدن بيت الوحي .
يؤيد السيد هاشم معروف الحسني ما ذكره العلامة الأمين بقوله ( والذي أراه أن ما ذكره السيد الأمين مقبول ومعقول ولا يتنافى مع عصمته ولكنه ليس متعينا منها لجواز أن تكون الآيات الأولي في السورة واردة في مقام إرشاد النبي إلى واقع تلك الفئة الضالة ( سيرة المصطفى 196) نقلا عن كتاب مراجعات في عصمة الأنبياء
السيد محمود الطالقاني : في تفسيره ( فارسي)( ج30 ص- 124-125)
يرد السيد الطالقاني على الاتجاه الذي يقول بأن ظاهر الآيات لا دلالة فيه على رجوع الضمائر إلى النبي(ص) أهمها :
1.إن جميع الآيات تتضمن ضمائر خطابية والمخاطب فيها هو الذي عبس وتولى.
2.الاهتمام البليغ بالعابس ومسؤوليته في تزكية الناس المقبلين عليه وتطهيرهم.
3.إن النبي (ص) كان يستهدف مصلحة الإسلام العليا وكأن يتطلع إلى أهداف كبرى تقتضيها مسؤوليته في الدعوة إلى الله عز وجل بعيدا عن مصالحة الذاتية والشخصية
4.هناك خطابات تهديدية كثيرة في القران الكريم أشد وأقسى مما جاء في السورة موجهة إلى الرسول الأكرم.
5.لم يكن عتاب الله إياه جراء معصية صدرت منه لينافي مقام العصمة بل إن عتابه تعالى لرسوله يدل على كمال توجه إليه ومراقبته إياه.
6.الروايات الواردة مجهولة السند فلا يمكن الاعتماد عليها.
ولهذا يتعجب السيد الطالقاني من الرأي الذي يقول بان ظاهر الآيات ليس فيه دلالة على إنها متوجهة إلى رسول الله (ص) ويتساءل بتعجب :هل أن هذه الخطابات متوجهة إلى شخص مجهول من بني أمية.
( نقلا عن كتاب مراجعات في عصمة الأنبياء ص 431-432)
ترى المفسرة المعاصرة نصرت أمين والمشهورة ب( السيدة الإصفهانية) أن سياق الآيات في سورة عبس يفيد أن المقصود بها النبي(ص) ولا ينافي ذلك عصمته وحسن أخلاقه لاهتمامه بما هو أهم ظنا منه أنهم لو أسلموا أسلم من تبعهم من عشائرهم
( مخزن العرفان/15/6-7)
( نقلا عن كتاب مراجعات في عصمة الأنبياء ص432)
يقول علامة خوزستان ( محمد الكرامي) في تفسيره المنير( ج8 ص 191) بعدما يذكر الرواية الواردة في سبب نزول سورة عبس في النبي الأكرم(ص):
( ونحن إذا راعينا المجرى من ناحيته وكون الرسول بشهادة الله في حقه أنه على خلق عظيم وقعنا في حيرة من لومه تعالى لنبيه هذا اللوم الشديد وكان من الحق توجيه اللائمة لابن أم مكتوب في إصراره على الرسول(ص).
ويقول العلامة:
( وجاء في رواية إنها نزلت في رجل من بني أمية كان عند النبي لكن سياق الآيات يتنافى بوضوح مع هذا الأثر)
( وإلى الآن لم ينجل لنا وجه تأنيب الله رسوله في هذه الحادثة وكون السائل ومهما كان في نفسه يريد الأدب والثقافة وإنهما مرغوبان مطلوبان لا يبرر هذا اللوم مع كون الرسول إنما يريد إقناع الجمع الذين شغلوه للدعوة الربانية لا لغرض شخصي أو لتجليل هؤلاء بما هم الأشخاص المذكورون)
(نقلا عن كتاب مراجعات في عصمة الأنبياء)
العلامة الشيخ محمد مهدي شمس الدين:
(كلتا الروايتين الواردتين في أسباب النزول في مستوى واحد من القوة والضعف لا تستطيع أن ترجح إحداهما على الأخرى) ثم بعد ذلك يرجح الرواية المنقولة عن الإمام الصادق ومع ذلك يقول أنه لا مانع من نزول السورة في الرسول ( صحيفة القرار البيروتية الصادرة عن المجلس الشيعي الأعلى في لبنان بتاريخ 25 رجب
(نقلا عن كتاب مراجعات في عصمة الأنبياء)
يرى المفسر المعاصر يعسوب الدين الجويباري في تفسيره ( البصائر) أنه ليس في سورة عبس شيء ينافي أخلاقية الرسول أو يناقض عصمته :
( ليس في هذا شيء ينافي خلقه العظيم أو يناقض العصمة النبوية كما زعم بعض القشريين من المفسرين ولا فيه من ترفيع أهل دنيا وأصحاب الرئاسة وضعة أهل الخير وأصحاب التقوى ولهداية على زعم بعض المفسرين)
( فالتدبر في واقع القصة يلهمنا أنه ليس فيها شائبة عتاب على النبي المعصوم بل فيه توبيخ واحتقار واستهانة وتذليل للزعماء المشركين والفجار المترفين الذين كانوا عند رسول الله الأعظم فكأنها تقول له:
أعرض يا أيها النبي عن هؤلاء الأرجاس وأغلظ عليهم فإنهم أحقر من أن ينصر الله جل وعلا بهم دينه وأقبل على هذا الأعمى الطيب المؤمن سليم القلب المستشعر يخوف الله تعالى الذي جاءك ساعيا للاستفادة والاستنارة)
البصائر /52/272.
(نقلا عن كتاب مراجعات في عصمة الأنبياء)
العلامة مغنية في التفسير المبين ص 791:يقول العلامة بعد أن ذكر قصة ابن أم مكتوم : وقال المفسرون بما فيهم الشيخ محمد عبده ( إن الله عاتب النبي إعراضه عن الأعمى ) ونحن لا نرى فيها شائبة أو عتاب أو لوم على النبي والذي تفهمه أنها توبيخ واحتقار للمشركين الذين كانوا عند النبي.
ويقول في الكاشف ص 515:
اختلفوا في العابس فقيل : إنه مجهول ولهذا القول وجه لأن الله سبحانه ذكره بضمير الغائب ولم يبين لنا ما هو ومثله كثير في القران ....... وقيل هو رجل من بني أمية كان عند رسول الله فلما رأى الأعمى تقذر منه وأعرض عنه . والمشهور بين المفسرين وغيرهم أن الذي عبس وتولى هو رسول الله والسبب......( فيذكر العلامة قصة ابن ام مكتوم إلى أن يقول) هذا ما ذهب إليه أكثر المفسرين وله وجه أرجح وأقوى من الوجه الأول لمكان ضمير المخاطب (أنت) فأن المراد به الرسول بحسب الظاهر.
الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - الشيخ ناصر مكارم الشيرازي - ج 19 - ص 410 - 411
أما من هو المعاتب ؟
فقد اختلف فيه المفسرون, لكن المشهور بين عامة المفسرين وخاصتهم, ما يلي : إنها نزلت في عبد الله بن أم مكتوم, إنه أتى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو يناجي عتبة بن ربيعة وأبا جهل بن هشام والعباس بن عبد المطلب وأبي وأمية بن خلف يدعوهم إلى الله ويرجو إسلامهم ( فإن في إسلامهم إسلام جمع من أتباعهم, وكذلك توقف عدائهم ومحاربتهم للإسلام والمسلمين ), فقال : يا رسول اله, أقرئني وعلمني مما علمك الله, فجعل يناديه ويكرر النداء ولا يدري أنه مشتغل مقبل على غيره, حتى ظهرت الكراهة في وجه رسول الله لقطعه كلامه, وقال في نفسه : يقول هؤلاء الصناديد, إنما أتباعه العميان والعبيد, فأعرض عنه وأقبل على القوم الذين يكلمهم, فنزلت الآية . وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بعد ذلك يكرمه, وإذا رآه قال : " مرحبا بمن عاتبني فيه ربي ", ويقول له : " هل لك من حاجة " . واستخلفه على المدينة مرتين في غزوتين . والرأي الثاني في شأن نزولها : ما روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) : " إنها نزلت في رجل من بني أمية, كان عند النبي, فجاء ابن أم مكتوم, فلما رآه تقذر منه وجمع نفسه عبس وأعرض بوجهه عنه, فحكى الله سبحانه ذلك, وأنكره عليه " . وقد أيد المحقق الإسلامي الكبير الشريف المرتضى الرأي الثاني . والآية لم تدل صراحة على أن المخاطب هو شخص النبي الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم), ولكن الآيات ( 8 - 10 ) في السورة يمكن أن تكون قرينة, حيث تقول : وأما من جاءك يسعى وهو يخشى فأنت عنه تلهى, والنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) خير من ينطبق عليه هذا الخطاب الرباني
ويحتج الشريف المرتضى على الرأي الأول, بأن ما في آية عبس وتولى لا يدل على أن المخاطب هو النبي (صلى الله عليه وآله وسلم), حيث أن العبوس ليس من صفاته مع أعدائه, فكيف به مع المؤمنين المسترشدين ! ووصف التصدي للأغنياء والتلهي عن الفقراء مما يزيد البون سعة, وهو ليس من أخلاقه (صلى الله عليه وآله وسلم) الكريمة, بدلالة قول الله تعالى في الآية ( 4 ) من سورة ( ن ), والتي نزلت قبل سورة عبس, حيث وصفه الباري : وإنك لعلى خلق عظيم . وعلى فرض صحة الرأي الأول في شأن النزول, فإن فعل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والحال هذه لا يخرج من كونه ( تركا للأولى ), وهذا ما لا ينافي العصمة, وللأسباب التالية :
أولا : على فرض صحة ما نسب إلى النبي في إعراضه عن الأعمى وإقباله على شخصيات قريش, فإنه (صلى الله عليه وآله وسلم) بفعله ذلك لم يقصد سوى الإسراع في نشر الإسلام عن هذا الطريق, وتحطيم صف أعدائه . ثانيا : إن العبوس أو الانبساط مع الأعمى سواء, لأنه لا يدرك ذلك, وبالإضافة إلى ذلك فإن " عبد الله بن أم مكتوم " لم يراع آداب المجلس حينها, حيث أنه قاطع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مرارا في مجلسه وهو يسمعه يتكلم مع الآخرين, ولكن بما أن الله تعالى يهتم بشكل كبير بأمر المؤمنين المستضعفين وضرورة اللطف معهم واحترامهم فإنه لم يقبل من رسوله هذا المقدار القليل من الجفاء وعاتبه من خلال تنبيهه على ضرورة الاعتناء بالمستضعفين ومعاملتهم بكل لطف ومحبة . ويمثل هذا السياق دليلا على عظمة شأن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم), فالقرآن المعجز قد حدد لنبي الإسلام الصادق الأمين أرفع مستويات المسؤولية, حتى عاتبه على أقل ترك للأولى ( عدم اعتنائه اليسير برجل أعمى ), وهو ما يدلل على أن القرآن الكريم كتاب إلهي وأن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) صادق فيه, حيث لو كان الكتاب من عنده ( فرضا ) فلا داعي لاستعتاب نفسه . . . ومن مكارم خلقه (صلى الله عليه وآله وسلم) - كما ورد في الرواية المذكورة - إنه كان يحترم عبد الله بن أم مكتوم, وكلما رآه تذكر العتاب الرباني له . وقد ساقت لنا الآيات حقيقة أساسية في الحياة للعبرة والتربية والاستهداء بها في صياغة مفاهيمنا وممارستنا, فالرجل الأعمى الفقير المؤمن أفضل من الغني المتنفذ المشرك, وأن الإسلام يحمي المستضعفين ولا يعبأ بالمستكبرين . ونأتي لنقول ثانية : إن المشهور بين المفسرين في شأن النزول, هو نزولها في شخص النبي (صلى الله عليه وآله وسلم), ولكن ليس في الآية ما يدل بصراحة على هذا المعنى
*************************
الجواب:
اولاً: لا يأخذ رأي أي طائفة من قول بعض علمائها, وإنما الرأي أي رأي إذا أريد أن يُنسب إلى طائفة معينة أو مذهب معين يجب أن يكون مشهوراً معروفاً عن هذه الطائفة ويأخذ من قول أكثر علمائها أو المبرزين ممن يمثلون الطائفة, ولا يكتفى بالواحد والاثنين أو الشاذ أو الرأي المتروك غير المأخوذ به لديها, وأن قال به جمع من علمائها. فما يحاوله هذا المدعي لا يتم من أول قوله.
ثانياً: ثم كيف تكون هذه الآية مكرمة لو كانت بحق هذا الشخص من بني أمية والذي يقال أنه عثمان بن عفان, مع أنهم أي أهل السنة يحاولون بكل جهدهم نفيها عنه, بل سدروا في غيهم ونسبوها ما إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى يبرؤوا ساحة عثمان.
وأن قال هذا المدّعي كيف لا تكون مكرمة وفي بعض الأقوال من علمائكم تثبت عدم منافاة هذا الفعل للعصمة لو كان صادراً من رسول الله (صلى الله عليه وآله) فإذا كان لا ينافي العصمة من رسول الله (صلى الله عليه وآله) فهو إذن إذا نسب إلى عثمان يكون مكرمة.
فإنا نقول: إن من يحاول أثبات عدم منافاتها للعصمة بحق رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول أنه (صلى الله عليه وآله) كان مشغولاً بدعوة كبار المشركين للإسلام فترك الالتفات إلى ابن أم مكتوم لأجل هذا الأمر المهم فقدم فائدة الإسلام على إجابة الأعمى وهذا لا ينافي العصمة.
ولم يكن منه (صلى الله عليه وآله) لسوء خلقه أو سوء سريرته - أعوذ بالله - وأما عثمان بن عفان فإن ما ينقل عنه ينبئ عن تكبر وخباثة طبع وتذمر من الأعمى لا لشيء سوى أنه من الأغنياء الأشراف وهذا من الضعفاء فزوى نفسه وجمع ملابسه تقذراً من ابن أم مكتوم وكفى بها مذمة ورذيلة, فلاحظ.
ثالثاً: وأما قوله بأنا لسنا هنا بصدد إثبات أو نفي نزولها في عثمان, فإن هذا القول منه ليس الاّ تهرباً من الواقع والحقيقة لعدم مساعدة الأدلة والبحث العلمي على نفيها عن عثمان وإلصاقها برسول الله (صلى الله عليه وآله) إلا بالاستعانة بالحس الأموي النفاقي المعروف.
رابعاً: ثم إنه لابد من ذكر أن هذه الموارد التي ذكرت بل أصل الشبة في أن هناك بعض علماء الشيعة يقول بقول السنة قد أثيرت أولاً من قبل بعض الحزبيين المدافعين عن بعض من ينتسب إلى التشيع, ولكنه خالف مشهور الطائفة ونسب هذه الآيات إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) متابعةً لأهل السنة.
فإن هذا البعض بعد أن ظهر منه هذا القول المخالف لإجماع الطائفة (لأن الشاذ النادر المعروف النسب لا يخدش في الإجماع) قام في وجهه علماء ومحققي مذهب أهل البيت (عليهم السلام) يظهرون خطأ وعوار قوله وعدم فهمه وألفوا في ذلك عدة كتب فقام بعض من أنصاره الحزبين ممن لا تحصيل له للرد على هؤلاء العلماء فحاولوا التشبت بكل طحلب ومنها محاولة تجميع بعض الأقوال من علمائنا على أنها تؤيد قول هذا البعض وأن هذا البعض لم ينفرد بقوله بل سبقه من علماء الطائفة العديد,كل ذلك منهم محاولة للدفاع عنه سواء كانت هذه الأقوال صادقة في مطابقة الدعوى أو كاذبة, التزم بها أصحابها أو مقطوعة من مجمل كلامهم - كما سنرى بعد قليل - المهم هو محاولة الدفاع عن هذا البعض بأي ثمن حتى لو كان تشويه رأي الطائفة المعروف المشهور بتشويه رسول الله (صلى الله عليه وآله).
فقام بعض دعاة مذهب الوهابية باستغلال هذه الفرصة والاستفادة من أقلام هؤلاء وأخذ الشبهة منهم وطرحها على أنها شبه مبتكرة وبحث جديد يردون به على الشيعة والدليل على ذلك الكتاب المنقول منه هذه المقاطع وأسمه (مراجعات في عصمة الأنبياء) واسم مؤلفه أبو مالك الموسوي وهو معروف في الأوساط الحزبية المعينة. فلاحظ.
خامساً: والآن نأتي إلى تفصيل ما نقل كلامهم من علمائنا:
أ- ما نقله عن الشيخ الطبرسي في جوامع الجامع:
يتضح لك جلية الأمر في هذا النقل وسببه أذ رجعت إلى مقدمة جوامع الجامع لتعرف كيفية تأليف الطبرسي لهذا التفسير, فأنه (رحمه الله) بعد أن كتب تفسيره الكبير (مجمع البيان) ذكر أنه اطلع على تفسير الزمخشري فلخصه بتفسير صغير سماه (الكاف الشاف) ثم إن ولده ألح عليه بأن ينتخب من الكتابين الكبير والصغير كتاباً وسطاً يجمع بينهما قال في مقدمة جوامع الجامع: أما بعد: فإني لما فرغت من كتابي الكبير في التفسير الموسوم بـ (مجمع البيان لعلوم القرآن) ثم عثرت من بعد بالكتاب الكشاف لحقائق التنزيل لجار الله العلامة واستخلصت من بدائع معانية وروائع ألفاظه ومبانيه مالا يلفى مثله في كتاب مجتمع الأطراف ورأيت أن اسمه واسميه بالكاف الشاف فخرج الكتابان إلى الوجود..... إلى أن قال: اقترح علي من حل مني محل السواد من البصر والسويداء من الفؤاد ولدي أبو نصر الحسن أحسن الله نصره وارشد أمري وأمره أن أجرد من الكتابين كتاباً ثالثاً يكون مجمع بينهما ومحجر عينهما... إلى أن قال: ثم استخرت الله تعالى وتقدس في الابتداء منه بمجموع مجمع جامع للكلم الجوامع اسمه كتاب (جوامع الجامع)...
ثم قال: ومما حداني إليه وحثني وبعثني عليه أن خطر ببالي وهجس بضميري بل ألُقي في روعي محبة الاستمداد من كلام جار الله العلامة ولطائفه فإن لألفاظه لذة الجدة ورونق الحداثة مقتصراً فيه على إيراد المعنى والبحث والإشارة إلى مواضع النكت... الخ
(جوامع الجامع 1: 48).
ومنه يظهر لك أن ما ذكره بخصوص هذه الآية مأخوذ من جار الله الزمخشري صاحب الكشاف وهو من أهل السنة والشاهد عليه أن نفس كلام الطبرسي وبنفس العبارات مع اختصار بعض الألفاظ جاء في تفسير الكشاف (4: 544 تفسير سورة عبس), فراجع وتمعن لتميز المدعي للتحقيق من غيره.
بل أن الطبرسي في مجمع البيان الذي يبين فيه رأيه ومذهبه بعد أن أورد رواية أهل السنة وقولهم بأنها نزلت في رسول الله (صلى الله عليه وآله) ممرضاً إياه بلفظة قيل: نقل قول علم الهدى المرتضى في الرد عليه ونفي نزولها بحق رسول الله قطعاً وأورد رواية الإمام الصادق (عليه السلام) في أنها نزلت في رجل من بني أمية, ثم أورد الجواب فيها لوضح الخبر ألأول وأورد خبر الصادق (عليه السلام) الذي ينفي نزولها بحق رسول الله, أنه (عليه السلام) قال: (كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذا رأى عبد الله بن أم مكتوم قال مرحباً مرحباً, لا والله لا يعاتبني الله فيك أبداً .... الرواية ) وهو واضح بأن الله لم يعاتب رسول (صلى الله عليه وآله) في ابن أم مكتوم وفيه تعريض بالمعاتب الحقيقي. فلاحظ.
ومنه تقطع أن رأي الطبرسي (رحمه الله)في هذه الآية لا يمكن أن يكون كما يدّعيه هذا المدعي الناقل لكلامه من جوامع الجامع دون أن يعرف أصله بأن العتاب في هذه الآية متوجه إلى رسول الله, فراجع.
ب- ما نقله عن ابن أبي جامع العاملي والمجلسي:
من الواضح أن العبارتين أي عبارة الوجيز والبحار مستلتان من مجمل البحث وأن ظاهرهما كما هو واضح أنه بعد التسليم والتنزل على مدعي الخصم أن الآيات ليس فيهما ما ينافي العصمة, فعبارة المجلسي بالأخص واضحة إذا صدرها بقوله: (بعد التسليم) وهذا لا يعني أنه مسلـّم بذلك وأنه يقبل نسبتها إلى النبي (صلى الله عليه وآله) حتى أنه عنون الباب بـ(تأويل بعض ما يعلم خلاف عصمته), فلاحظ (تأويل) وهو هنا في هذه الآية يؤول على فرض التسليم. خاصة وأنه ذكر قول الطبرسي في المجمع ونقل قول المرتضى وبعد ذلك أيضاً نقل رواية تفسير القمي في أنها نزلت في عثمان.
فمن التدليس نسبة القول بهذا الرأي إلى هذين العلمين, فلاحظ.
ج- ما نقله عن غريب القرآن للطريحي:
إذا رجعت إلى مقدمة غريب القرآن للطريحي يزول عنك العجب لما ورد فيه من تفسير (عبس وتولى) حيث يقول: فيقول الفقير إلى الله الغني فخر الدين بن محمد علي طريح النجفي: إني لما عثرت بكتاب غريب القرآن المسمى بنزهة القلوب وفرحة المكروب تأليف أبي بكر محمد بن عزيز السجستاني وتأملته وإذا هو كتاب فائق رائق عجيب غريب إلا أن المطلوب منه يعسر تناوله في القصور في ترتيبه والخلل في تبويبه فاستخرت الله على تغيير ذلك الترتيب على وجه له فيه رضى, فشرعت فيه ورتبته على أبوب الحروف الهجائية وجعلت كل باب على أنواع منها, كذلك ترتيباً يسهل تناوله على الطالبين ولا يستصعب تعاطيه على الراغبين وأضفت إلى ذلك غير ما في المتن ما لم يشتمل عليه من اللغة والتفسير وأفردت باباً في آخره ....إلى أن قال : وسميته بنزهة الخاطر وسرور الناظر وتحفة الحاضر ومتاع المسافر... الخ (تفسير غريب القرآن للطريحي: 4).
فبان بذلك بأن ما ذكره في لفظة (عبس) ليس منه وإنما من محمد بن عزيز السجستاني من أهل السنة, ولكن ماذا نفعل للمتطفلين على العلم!!
د- وأما ما نقله عن السيد محسن الأمين, فهو الوحيد الذي قد يشم منه أنه يرجح القول بأنها نزلت في النبي (صلى الله عليه وآله), مع إنا يمكن أن ندافع عنه ونقول أن ما ذكره من التعليل قد يكون من باب التنزيل على فرض التسليم, لأنه قد ذكر أولاً قول الطبرسي وقول المرتضى ثم بعد ذلك ذكر رأيه.
ومع ذلك فأن ما ذكره من تعليل عليل وقد أجاب على ما أثاره فيه من إشكالات جمع من علمائنا كصاحب الميزان العلامة الطباطبائي والسيد مرتضى العاملي, فأن قوله
1- (لا مانع من وقوع العتاب منه تعالى للنبي (صلى الله عليه وآله) على ترك الأولى وفعل المكروه أو خلاف الأول) فإنا لا نسلم أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالخصوص بترك الأولى فضلاً عن فعل المكروه وخلاف الأولى, فإنا نمنعه لما ثبت عندنا من سعة علمه (صلى الله عليه وآله).
مع أن ترك الأولى أو المكروه لم نعلمه ما هو حسب القصة المنقولة عن أهل السنة, فإن صريح القرآن يذكر أن التصدي كان لأجل الغنى والعبوس لأجل الفقر, ولذا وقع العتاب عليهما لا لأنه أراد دعوة صناديد قريش,ومثل ها أي التصدي للأغنياء من أجل غناهم والإعراض عن الفقير من أجل فقره أين ترك الأولى فيه ؟ أن لم يكن سوء خلق وسجية مكروهه وطبع منحرف بجلاء لا يمكن نسبتها إلى رسول الله فضلاً أن أوحد الناس العاديين فإن مثل هذا لا يمكن أن يدخل في ترك الأولى وقد ذكر السيد الطباطبائي (قدس سره): أن قبح ترجيح غنى الغني على كمال الفقير وصلاحه بالعبوس والأعراض عن الفقير والإقبال على الغني لغناه قبح عقلي مناف لكريم خلق الإنسان لا يحتاج في لزوم التجنب عنه إلى نهي لفظي (الميزان 20: 203) وهذا تأكيد بل تصريح بأن هذا الفعل القبيح عقلاً لا يمكن أن يكون من ترك الأولى بل لا يمكن أن ينهى قبحه على رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأما اعتراضه
2- على من نفى العبوس عنه (صلى الله عليه وآله) لأنه ليس من أخلاقه بأنه عبس لأمر أخروي فهو ضعيف لأن القرآن الكريم ينفي عنه هذا الخلق حتى مع أعداءه قال تعالى: (( وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ )) (القلم:4).
وهي مطلقة فأن القول بأن العبوس كان منه - أعوذ بالله - يعارض هذه الآية مع أن القرآن لم يذكر أن العبوس كان من أجل دعوة مشركي قريش بل ظاهره أن العبوس كان من أجل الفقر والتصدي كان من أجل الغنى, وهو يعارض كذلك ما أمره به الله سبحانه وتعالى بقوله: (( وَاخفِض جَنَاحَكَ لِلمُؤمِنِينَ )) (الحجر:88). و (( وَأَعرِض عَنِ المُشرِكِينَ )) (الحجر:94).
فكيف يتصور من رسول الله (صلى الله عليه وآله) فعل خلاف ما يؤمر فضلاً عن أنه فعل القبيح عقلاً.
وأما رده رواية الإمام الصادق (عليه السلام)
3- فإن هذا من عجيب الاستدلال مع أن ما ورد من روايات أهل السنة كله ضعيف ودلالة رواية الصادق (عليه السلام) على وقوع التحريف في بعضها فإن أقل ما يقال أن الروايات متعارضة مع أن ما فيه خلاف العامة هو الراجح عندنا كما في رويات الترجيح ولكن وجود رواية تنزه رسول الله (صلى الله عليه وآله) أول من الالتزام برواية تمسه روحي له الفداء.
مع أنه قوله تعالى: (( وَمَا عَلَيكَ أَلاَّ يَزَّكَّى )) (عبس:7) لا يناسب أن يخاطب به النبي (صلى الله عليه وآله) لأنه مبعوث لدعوة الناس وتزكيتهم وهي مهمته الأولى والأخيرة وكذا قوله: (( لَعَلَّهُ يَزَّكَّى )) (عبس:3).
لا يدل على أنه يريد التزكية على يد المخاطب بالعبوس بل هو عام وقوله: (( فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّى )) (عبس:6), و (( فَأَنتَ عَنهُ تَلَهَّى )) (عبس:10).
ليس فيها دلالة على أن التصدي كان لأجل الدين, بل لعل هذا العابس كان يتصدى للأغنياء لأجل أمور دنيوية ويتنهي من الفقراء من أجل ذلك وهناك تفصيل أكثر في الجواب ليس هنا محله.
وأخيراً فإن من جوز نسبتها لرسول الله (صلى الله عليه وآله) إنما ذلك بعد أن نفى قبح العبوس وأنه رذيلة تنافي العصمة. بل لم يكن قوله إلا دفاعاً عن عصمة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وتبرأت ساحته خلافاً لمن ينسبها لرسول الله من أهل السنة مع الالتزام بقبح ما صدر من الفعل وهو العبوس وبالتالي يتخذها دليلاً على نفي العصمة أو محاولة لدفع هذا القبح الظاهر عن الأموي بإلصاقه برسول الله (صلى الله عليه وآله),فإنا عندما نعترض على أهل السنة إنما نعترض على هذا اللازم الباطل في محاولتهم المساس بعصمة النبي (صلى الله عليه وآله) وأخلاقه, فلاحظ.
و- وأما ما نقله عن هاشم معروف الحسني فليس هو إلا تقليد لما ذكره الأمين مع أنه ظاهر بأنه على وجه التسليم والتنزل لأنه بقول في كلامه: (ولكنه ليس متعيناً منها لجواز أن تكون الآيات الأولى من السورة واردة في مقام إرشاد النبي إلى واقع تلك الفئة الضالة).
هـ- وأما ما نقله الطالقاني فأول ما فيه أن مقتطع بل ومترجم من الفارسية فلا يعتمد على ما يستوحى منه لأن أساليب التعبير في اللغات مختلفة بل كان عليه أن ينقل النص الفارسي ثم يترجمه حتى نستطيع أن نستظهر ما يقوله المؤلف بنفسه لا ما يستظهره هذا المدعي فأنه يجر النار إلى قرصه.
ومع ذلك فإن ما ذكره مترجماً مردود فإن الضمائر تعود إلى العابس ولا يظهر من القرآن أن المعني به رسول الله (صلى الله عليه وآله) - أعوذ بالله - وأن التأنيب والتقريع والعتاب في الآيات غالب على ما يدّعيه من الاهتمام البليغ به وأن افتراض أن العابس كان رسول (صلى الله عليه وآله) وأنه كان من أجل مصلحة الإسلام مصادرة على المطلوب فأنه لم يعرف هذه القصّة الإّ من رواية أهل السنة, ونحن لا نقبلها, وإدعاؤه بوجود خطابات تهديدية كثيرة في القرآن اشد موجهة إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقع على عهدته, فهي دعوى لم يورد عليها شواهد, فنحن لا نسلم بصحة الشواهد التي قد يدعيها. وأما ما ينسب إلى المؤلف من عجب أن يكون الخطاب متوجهاً إلى مجهول, فلعلّه صادر عن غفلة فإن من توجه إليه الخطاب حقيقة لم يكن مجهولاً عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) بل لم يكن مجهولاً عن الأقربين إليه(عليه السلام) بل أصحابه المعاصرين للنزول فضلاً عن أن يكون مجهولاً للمتكلم - أعوذ بالله - وإما الجهالة فقد جاءت متأخرة, فلاحظ.
ومع ذلك فإنه ينزه النبي (صلى الله عليه وآله) عن كون هذا الفعل قبيح أو أن ينافي عصمته.
وبهذا الكلام نكتفي عن التعليق عما نقله عن نصرت أمين.
ط- وأما ما نقله عن محمد كرمي فليس هو إلا تساؤلات حائرة يتردد فيها بين الاتجاهين وتصنيفه إلى أحد الجانبين تدليس عليه وتجنٍ قد لا يرضاه صاحب التفسير.
ي- وأما اعتبار الشيخ شمس الدين من المؤيدين لنسبتها لرسول الله (صلى الله عليه وآله) فهو تدليس واضح على الشيخ, كيف وهو يرجح رواية الإمام الصادق (عليه السلام) وهل يصح أن ننسب رأياً لشخص بمجرد أنه أشار إليه وذكره ولو لم يختاره؟!.
ذ- وأما ما نقله عن الجويباري فهو رأي ثالث في ظاهر الآيات لا يُحسب إلى هذا الجانب أو ذاك لأنه يرفض ظهور القرآن في العتاب ويقول إنها جاءت لتوبيخ الكفار والمشركين فيخرج الآية إلى موضوع ثالث لا علاقة له بالسجال بين الطرفين, مع أنا لا نوافق على ما أستظهره فإنه بعيد.
ز- وأما ما نقله عن مغنية: أولاً: فهو كسابقه المنقول عن الجويباري وما نقل عن الكاشف, ثانياً :فهو مقطوع ولم يذكر نهاية قوله الذي يذكر فيه وقوع العتاب للنبي (صلى الله عليه وآله) وأن الآيات جاءت لتوبيخ المشركين (الكاشف 9: 516): فقول مغنية في المبين والكاشف وقول الجويباري واحد وهو قول ثالث في الآيات لا يدخل في هذا أو ذاك.
ر- وأما ما نقله عن الشيخ مكارم الشيرازي فهو كالمنقول عن غيره من المفسرين بأنهم نقلوا القولين عن أهل السنة والشيعة, وما قاله أخيراً فهو على فرض التسليم والتنزل بنزولها في النبي (صلى الله عليه وآله) حيث قال: (وعلى فرض صحة الرأي الأول في شأن النزول) وهو واضح في تنزيل القول على الفرض ويقول في آخر كلامه (ولكن ليس في الآية ما يدل بصراحة على هذا المعنى - أي نزولها في شخص النبي (صلى الله عليه وآله) ـ...) فراجع.
وعلى كل حتى لو لم يوافق البعض على ما قلنا في كلام بعض من نقل التفسير عنه فإن هذا لا يعني أن ننسب هذا القول إلى علماء الشيعة, فأنت تلاحظ أن جامع هذه الكلمات قد حاول جمعها من أي مصدر ومن أي مؤلف مع خلو مصادرنا المعتبرة عنها, فلاحظ.



يتبع












عرض البوم صور الشيخ عباس محمد   رد مع اقتباس
قديم 06-09-2017, 05:08 PM   المشاركة رقم: 7
معلومات العضو
الشيخ عباس محمد

إحصائية العضو







 
 


التوقيت

التواجد والإتصالات
الشيخ عباس محمد غير متواجد حالياً

كاتب الموضوع : الشيخ عباس محمد المنتدى : منتدى النبي المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم)
افتراضي

السؤال: صفات النبي (صلى الله عليه وآله) في التوراة
ما هي مواصفات الرسول (ص)المذكورة في التوراة ؟
الجواب:
لقد جمع النبي موسى (ع) بني اسرائيل قبيل وفاته وألقى عليهم آخر وصاياه، وقد جاء في بعضها العبارة الآتية: (جاء الرب من سيناء, واشرق عليهم من سعير وتلألا من جبال فاران, حيث خرج وسط عشرة آلاف قديس تشع لهم من يمينه انوار الشريعة, انه يحب ايضاً جميع الشعوب, جميع هؤلاء القديسين هم في يدك, وهم جالسون عند قدميك يتلقون اقوالك..) (سفر التثنيه 33: 2ـ3).
ومؤدى هذه البشاره ان الله سيبعث بعد المسيح نبياً أخر بدين وشريعة وسيكون من جبال فاران أي من مكة فجبال فاران معروفة جداً في متن الكتاب المقدس انها تشير الى مكة وتضيف تلك البشارة خصائص هذا النبي انه مبعوث بشريعة وقد اتفقت الكنيسة والشهادات التاريخية ومجموع الاديان على ان المسيح بعث بالتعاليم ولم يبعث بالشريعة ومعنى هذا ان النبي المبعوث هو خلاف المسيح.
وقد حدد ذلك النص وصفاً اخر لذلك النبي الذي يخرج من مكة بأنه يخرج على رأس عشرة آلاف من أصحابه وقد ثبت تاريخياً ان النبي محمداً (صلى الله عليه وآله) هو الذي خرج على رأس عشرة آلاف جندي من أصحابة في أهم حدث ومفصل تاريخي في طول فترة بعثة رسول الله (صلى الله عليه وآله) حيث خرج من المدينة المنورة, على رأس عشرة آلاف من أصحابه متوجها لفتح مكة للقضاء على عبادة الاصنام وارساء عبادة الله تعالى.
وجاء في النص التوراتي أيضاً (هو يحب جميع الشعوب) وفي سجل التاريخ انه كان على درجة من حب الاخرين والاخلاق استوجبت قول الله تعالى (( انك لعلى خلق عظيم )) (القلم:4).
وقد جاء في وصف هذا النبي المبشر به في (الاصحاح الثاني والاربعين من كتاب اشعياء) النصوص الآتية:
1- هو ذا عبدي الذي اعضده, مختاري الذي سرت به نفسي, وضعت روحي عليه وسيخرج الحق للامم.
2- لا يصيح, ولا يرفع ولا يسمع في الشارع صوته.
3- قصبه مرضوضه لا يقصف وفتيلة خامدة لا يطفي, ويعلن الشريعة على الامم.
4- لا يكل, ولا ينكسر, حتى يضع الحق في الارض.
وجاء في (سفر التكوين من الاصحاح التاسع والاربعين): ان نبي الله يعقوب (عليه السلام قال لأبنائه وهو يوصيهم: (لايزول صولجان من يهوداً, ومشترع من صلبه, حتى ياتي شيلوه, وتطيعه الشعوب) ثم اضاف في مقام وصفه قائلاً (عيناه اشد سواداً من الخمر واسنانه اشد بياضاً من اللبن..) والمقصود بشيلوه حسب ما تعطي الكلمه من معنى هو الامين وزوال الصولجان معناه زوال الحكم عن ذرية يهوذا الى ذلك الامين الذي تطيعه شعوب العالم والنص واضح في شخص عظيم من قبل الله تعالى وهو موضوع البشارة الاهم فيه انه ليس من نسل يهوذا . اذاً هناك نبي غير يسوع المسيح! والذي يدل ايضاً على ان المقصود بشيلوه هو محمد (صلى الله عليه وآله) وليس المسيح، أنه ورد كما في النص ان له الحكم أو الذي له عصا او صولجان الحكم وهي من صفاته (صلوات الله عليه وآله) والذي بعث بالشريعة وليس بالتعاليم التي بعث بها عيسى (عليه السلام) فهو لم يأت بالشريعة بل أبقى على شريعة موسى (ع)، وهذا امر اتفاقي في لسان أرباب الكنيسة من أن يسوع المسيح لم يكن صاحب صولجان.
بالاضافه الى أنه من أحفاد يهوداً من جهة أمه ولم تتم له السلطنة على شعوب العالم.
واليهود يؤكدون بأن هذه المواصفات المذكورة في كتبهم ومنها هذا الذي ذكرناه لم تتحقق بالمسيح، وان النبي المذكور لم يات بعد وما زالوا ينتظرون قدومه ليتوجوه ملكاً على العالم فيحكم جميع شعوب العالم وتكون له السلطنه عليهم.
ولقد صدق الله تعالى حين أخبر في كتابه القرآن الكريم بما هو موجود في التوارة والانجيل ونبههم الى تلك الحقيقة التي يتغافلون عنها من ان كتبهم تخبر وتبشر بذلك النبي العالمي، يقول تعالى: (( الذين يتبعون الرسول النبي الامي الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والانجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر...)) (الاعراف:157).
وللمزيد راجع (التوراة والانجيل والقرآن/ للشيخ جعفر حسن عتريس ص295ـ 340).



السؤال: علّةُ عدمُ بقاء الولدِ لسيد المرسلين والنبيين محمد (صلى الله عليه وآله)
لماذا لم يبقى للنبي ولد؟
الجواب:
عن كتاب علل الشرايع: عن علي بن جاثم القزويني عن القاسم بن محمد عن حمدان بن الحسين ابن الوليد عن عبد الله ... بن حماد, عن عبدا... بن سنان, عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال قلت له: لأي علة لم يبق لرسول الله (صلى الله عليه وآله) ولد؟؟ قال: لأن الله عزوجل خلق محمداً (صلى الله عليه وآله) نبياً وعلياً (عليه السلام) وصياً, فلو كان لرسول الله (صلى الله عليه وآله) ولد من بعده كان أولى برسول الله (صلى الله عليه وآله) من أمير المؤمنين, فكانت لا تثبت وصية أمير المؤمنين.
ورواية أخرى عن مناقب ابن شهر آشوب: تفسير النقاش بأسناده عن سفيان الثوري, عن قابوس بن أبي ظبيان, عن أبيه, عن أبن عباس قال: كنت عند النبي (صلى الله عليه وآله) وعلى فخذه الأيسر ابنه إبراهيم وعلى فخذه الأيمن الحسين بن علي, وهو تارة يقبل هذا, وتارة يقبل هذا, إذ هبط جبرئيل بوحي عن ربِّ العالمين.
فلما سري عنه قال: أتاني جبرئيل من ربي فقال: يا محمد إن ربك يقرأ عليك السلام ويقول: لست أجمعهما فأفد أحدهما بصاحبه, فنظر النبي (صلى الله عليه وآله) إلى إبراهيم فبكى, ونظر إلى الحسين فبكى, وقال: إن إبراهيم أمهُ أمة ومتى مات لم يحزن عليه غيري, وأم الحسين فاطمة وأبوه علي ابن عمي لحمي ودمي ومتى مات حزنت أبنتي وحزن ابن عمي, وحزنت أنا عليه, وأنا أوثر حزني على حزنهما يا جبرئيل بقبض إبراهيم فديته للحسين, قال: فقبض بعد ثلاث, فكان النبي (صلى الله عليه وآله) إذا رأى الحسين مقبلاً قبله وضمه إلى صدره ورشف ثناياه وقال: فديت من فديته بأبني إبراهيم. (قرب الأسناد المصدر عن بحار الأنوار ـ العلامة المجلسي ـ ج22 ص151).






السؤال: استشهاده (صلى الله عليه وآله) مسموماً (1)
ما مدى صحة ما ينقل من أن الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله استشهد مسموما؟
وما المصادر الذي تؤيد ذلك وهل تتفقون مع ما قدّمه الكاتب والمؤرخ المعاصر (نجاح الطائي) من تحقيقات تاريخية في اغتيالات الصدر الإسلامي الأول ؟

الجواب:
إن استشهاد النبي (صلى الله عليه وآله) مسموما أورده الشيخ الصدوق وعدّه من عقائد الشيعة حيث قال: (اعتقادنا في النبي (صلى الله عليه وآله) أنه سم في غزاة خيبر، فما زالت هذه الأكلة، تعاوده حتى قطعت ابهره فمات منها... وقد أخبر النبي والأئمة أنهم مقتولون ومن قال : إنهم لم يقتلوا فقد كذبهم...) (إعتقادات الصدوق: 109-110).
نعم، بعض القدماء من علمائنا الأبرار (رضوان الله عليهم) لم تثبت عندهم شهادة النبي (صلى الله عليه وآله) بالسم، وذلك يعود للاختلاف في المبنى، حيث ان مبناهم في الأحكام والموضوعات لا يتم الا بالأخبار المتواترة، ومن المعلوم أن شهادة النبي (صلى الله عليه وآله) بالسم أو العمومات الدالة على شهادة جميع المعصومين لم ترد بها الأخبار المتواترة التي توجب القطع، بل وردت بها أخبار تورث الظن القوي.
قال العلامة المجلسي: (مع ورود الأخبار الكثيرة الدالة عموما على هذا الأمر والأخبار المخصوصة الدالة على شهادة أكثرهم وكيفيتها كما سيأتي في أبواب تواريخ وفاتهم (عليهم السلام)، لا سبيل إلى الحكم برده...، نعم ليس فيمن سوى أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين وموسى بن جعفر وعلي بن موسى (عليهم السلام) أخبار متواترة توجب القطع بوقوعه، بل إنما تورث الظن القوي بذلك ولم يقم دليل على نفيه، وقرائن أحوالهم وأحوال مخالفيهم شاهد بذلك) (بحار الأنوار 216-27).
وأما سؤالك عن التحقيقات التاريخية في اغتيالات الصدر الأول، فهي أيضا تبقى في دائرة الاحتمال، لعدم وجود دليل قطعي على إثباتها أو نفيها.







السؤال: استشهاده (صلى الله عليه وآله) مسموماً (2)
كيف ينسب للنبي محمد (ص) الاستشهاد في انه مات في مرض حسب ما اطلعت انا عليه
الجواب:
هناك بعض الشواهد والقرائن يدل علي أن النبي (صلي اللّه عليه وآله) توفي بسبب السّم الذي دسّ إليه، وقال بعضهم: أن إمرأة يهودية دست اليه السم في ذراع شاة وأنه مات (صلي اللّه عليه وآله) من أثر ذلك السّم، لكن هذا الكلام غير صحيح.
اولاً: لأن كثيراً من الروايات دلت علي أنه لم يأكل من ذلك اللحم المسموم وأخبر بطريق الاعجاز عن كونه مسموماً.
وثانياً: القضية كانت في غزوة خيبر سنة 7 هجرية ومن البعيد أن يؤثر السمّ أثره بعد ثلاث سنوات.
والمحتمل قوياً أن الحزب الاموي والقرشي الذين لم يعجبهم نصب علي (عليه السلام) من قبل رسول اللّه (صلي اللّه عليه وآله) للخلافة يوم غديرخم علي رؤوس الأشهاد ودبّروا المؤامرات لقتل النبي (صلي اللّه عليه وآله) منها قضية حيث أرادوا قتل النبي (صلي اللّه عليه وآله وسلم) فظهروا فجأة أمام البعير الذي كان يركبه النبي (صلي اللّه عليه وآله) لتنفر وتوقعه في الوادي لكن اللّه تعالي أخبر نبيّه وفشلت المحاولة ولهذا دسّوا إليه السم بعد ذلك.
قال الشيخ الطوسي (قدس سره) في التهذيب: قبض (صلي اللّه عليه وآله) مسموماً يوم الاثنين.
وفي تفسير العياشي عن عبدالصمد بن بشير عن أبي عبداللّه (عليه السلام) قال: تدرون مات النبي أو قتل؟ أن اللّه يقول (أفإن مات أو قتل انقلبتم علي أعقابكم) فسم قبل الموت انهما سقتاه فقلنا انهما وأبوهما شر من خلق اللّه.




السؤال: توفي (صلى الله عليه وآله) وهو مستند إلى صدر علي (عليه السلام)
يحتج النواصب أن رسول الله مات ببيت عائشة و في حجرها و يرون بهذا فضل كبير لعائشة و لولا يحبها الرسول لما مات في حجرها و نحن نعلم أنه مات بحجر علي بن أبي طالب عليه السلام أطلب من حضراتكم أيها المكرمين روايات صحيحة عن وفاة رسول الله في حجر أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام
مع خالص شكري و تقديري مأجورين
الجواب:
اخرج الحاكم وابن سعد بطرق متعددة ان النبي (صلى الله عليه وآله) مات ورأسه في حجر علي،لكن ابن حجر لم يرتضي ذلك معللاً ذلك بأن في السند رجال من الشيعة،هكذا ضعف الحديث!
ونحن نقول: هل يصلح مجرد كون الرجل شيعياً طريق لتضعيف الأحاديث؟ ثم ماذا يعمل بالأحاديث الكثيرة عندهم ومنها في البخاري أيضاً والتي فيها رواة من الشيعة؟
وذكر السمعاني في الفضائل والدار قطني في الصحيح ان النبي لم يزل يحتضن عليّاً حتى قبض.
وروي عن عائشة أنها قالت: ولقد سالت نفس رسول الله صلى الله عليه وآله في كف علي فردها إلى فيه(شرح الاخبار للقاضي النعمان المغربي 1: 430 ).
وفي البداية لابن كثير:" قال أبو يعلى : ثنا عبد الرحمن بن صالح, ثنا أبو بكر بن عياش عن صدقة عن جميع بن عمير أن أمه وخالته دخلتا على عائشة فقالتا : يا أم المؤمنين أخبرينا عن علي, قالت : أي شئ تسألن عن رجل وضع يده من رسول الله موضعا فسالت نفسه في يده فمسح بها وجهه"(البداية والنهاية7: 397).
وروي عن أبي عطفان قال سألت ابن عباس أرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي ورأسه في حجر أحد؟ قال: توفي وهو مستند إلى صدر علي، قلت: فإن عروة حدثني عن عائشة أنها قالت توفي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بين سحري ونحري، فقال ابن عباس: أتعقل، والله لتوفي رسول الله (صلى الله عليه وآله) وانه لمستند إلى صدر علي وهو الذي غسله(كنز العمال7: 253 حديث 18791، الطبقات الكبرى لابن سعد2: 263).
وعن أم سلمة قالتوالذي أحلف به إن كان علي لأقرب الناس عهداً برسول الله صلى الله عليه وآله.. إلى أن قالت وكنت من أدناهم إلى الباب فأكب عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وجعل يسّاره ويناجيه (أي لعلي) ثم قبض صلى الله عليه وآله من يوم ذلك فكان أقرب الناس به عهداً(مسند احمد6: 300، المصنف7: 494، كنز العمال 13: 146 حديث 36459، تاريخ مدينة دمشق42: 394، البداية والنهاية لابن كثير7: 397).
وعن علي (عليه السلام) أنه قال: (وفاضت بين نحري وصدري نفسك) (نهج البلاغة 2/182).
وقال أيضاً: ولقد قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله) وان رأسه لعلى صدري، ولقد سالت نفسه في كفي فامررتها على وجهي..) (نهج البلاغة ج2 ص172).
وأما كونه (صلى الله عليه وآله) مات في بيت عائشة، فغير مسلم، فانه نقل إلى بيت فاطمة (عليها السلام) ودفن في المكان الذي قبض فيه وهو المعروف الآن، وكان بيت فاطمة (عليها السلام) هناك وأما بيت عائشة فكان في قبلي المسجد لا شرقيه، فلاحظ.





السؤال: وفاته (صلى الله عليه وآله) وهو يناجي عليّاً (عليه السلام) ولم يتوف في حجر عائشة كما يروي العامّة
ما صحة ما يروى على ان النبي صلى الله عليه و آله و سلم توفي في حجر السيدة عائشة .
وما صحة ما يروى على ان النبي صلى الله عليه و آله و سلم توفي في حجر علي بن ابي طالب عليه الصلاة و السلام.
مع افادتنا بالأدلة من الطرفين للفائدة.

الجواب:
روى الحاكم النيسابوري حديثاً وصححه بأن النبي (صلى الله عليه وآله) لم يتوفّ في حجر عائشة, بل توفى وهو يناجي علي (عليه السلام) قال في المستدرك (ج3/138): عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: والذي أحلف به أن كان علي لاقرب الناس عهداً برسول الله (صلى الله عليه وآله), عدنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) غداة وهو يقول: جاء علي جاء علي؟ مراراً, فقالت فاطمة رضي الله عنها: كأنك بعثته في حاجة؟ قالت: فجاء بعد, قالت أم سلمة فظننت أن له إليه حاجة, فخرجنا من البيت فقعدنا عند الباب وكنت من أدناهم إلى الباب, فأكب عليه رسول الله (صلى الله عليه وآله) وجعل يُساره ويناجيه ثم قبض رسول الله من يومه ذلك, فكان علي أقرب الناس عهداً (هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه).
وروى أحمد في مسنده ج6/62: أن عائشة أقسمت أنها كانت غائبة يومين بعد وفاة النبي (صلى الله عليه وآله) ولم تشهد جنازته! قال: (عن عمرة عن عائشة قالت: والله ما علمنا بدفن رسول حتى سمعت صوت المساحي من آخر ليلة الأربعاء, فكيف تقول عائشة أن النبي (صلى الله عليه وآله) توفي في غرفتها وفي حجرها؟ وكيف تركت جنازته وذهبت خارج بيتها إلى هنا وهناك لتدبير أمر الخلافة لأبيها؟.




السؤال: أين دفن النبي (صلى الله عليه وآله)
في أحد المنتديات احدى الاخوات قالت:-
يدفن الانبياء في مكان وفاتهم... اذا هالكلام صح...
فما سأذكره يحتاج تحليلا وإن كان خطا فأهملوا ماسأقول
احداث وفاة الرسول صلى الله عليه وآله....كان النبي مريضا في بيته(حجرة عائشة) وسقته ... سمع ابا بكر يصلي بالناس فخرج وابعد ابا بكر وصلى هو بالناس.. توكأ على اثنين علي كرم الله وجهه وآخر وذهب لبيت فاطمة الزهراء ومات هناك على صدر علي بن ابي طالب كرم الله وجهه اذن النبي صلوات الله عليه وسلامه مات في بيت فاطمة.. اين دفن؟؟
القبر في بيته صلى الله عليه وآله (حجرة عائشة) ... ؟؟
مات على صدر عائشة؟؟ في حجرتها؟؟ ودفن هناك؟؟
( لا اتطرق لعائشة هنا فقط لموقع دفن النبي صلى الله عليه وآله)
فأجبتها:
أحب أن أصحح لك خطأك الرسول الأعظم صلى الله عليه و آله بأبي هو و أمي و نفسي لم يدفن في بيت مولاتي الزهراء عليها السلام و انما دفن في بيته الذي كانت عائشة تعيش فيه أيضاً و توفي و معه أمير المؤمنين عليه السلام فأعتقد أنها ستقول لي اذا طالما عائشة كانت تعيش مع رسول الله صلى الله عليه و
آله فهذا يعني أنه صلى الله عليه و آله يفضلها و إلا فلماذا تعيش هي معه رجاء الرد سريعاً و شكراً
الجواب:
المشهور عند أهل السنة إن النبي (صلى الله عليه وآله) دفن في بيت عائشة، ولكن هذا غير صحيح لعدة أسباب:
1ـ إنهم يقولون إن حجرة عائشة كانت شرقي المسجد، ولكن الصحيح إنها ليست كذلك لأن بيتها كان على يمين الخارج من خوخة آل عمر، فيكون في قبلي المسجد لا في شرقه حيث يوجد القبر الشريف،أي أنه يكون في مقابله وبينهما فاصل كبير،وفي رواية إن باب عائشة كان من جهة الشام وهذا يعني إنه كان في جهة القبلة من المسجد حيث يفتح الباب على المسجد، وقد كان لبيت عائشة باب واحد لكن الحجرة التي دفن فيها كان لها بابان.
2ـ إن عائشة قد باعت بيتها لمعاوية وفي رواية أخرى لابن الزبير، والبيت الذي دفن فيه النبي (صلى الله عليه وآله) لا يتسع إلا لثلاثة وقد دفنوا فيه ثلاثة وقد باعت معاوية بيتها بمئتي ألف دينار، فهذا يدل على أن المباع غير الذي دفن فيه الرسول (صلى الله عليه وآله) لأن فيه متسع يصح لان يباع فكيف يقولون إن النبي(ص) قد دفن في حجرتها؟!.
3ـ إنهم يقولون إن الموضع قد ضاق حتى لم يعد فيه إلا موقع قبر واحد فدفن فيه عمر.
ولكن هذا يتناقض مع قولها حين دفن الإمام الحسن (عليه السلام) إنه لم يبق في حجرة رسول الله (ص) إلا موضع قبر واحد،وهو أيضاً يناقض ما قالته لعبد الرحمن بن عوف أن يدفن مع النبي (صلى الله عليه وآله) وهو يناقض ما يروونه من أن عيسى بن مريم(ع) سوف يكون رابع من يدفن هناك،وهو يتعارض مع ما يروونه أنها بنت بينها وبين القبور جداراً.
4ـ إن الأدلة تدل على أنه (صلى الله عليه وآله) قد دفن في بيت أبنته فاطمة الزهراء (عليها السلام)، ولعل عائشة استولت على هذا البيت واستقرت فيه،فإنه ورد أن شرقي الحجر كان بيت فاطمة(ع) وكانت عائشة تسكن فيه حينما ضرب الجدار فهي تسكن في بيت فاطمة(ع).
وللمزيد راجع الصحيح من سيرة النبي الاعظم (صلى الله عليه وآله) للسيد جعفر العاملي ج33.





السؤال: علاقة بعض الحوادث بولادته (صلى الله عليه وآله)
في كتب التاريخ وعند ذكر المعجزات التي حدثت عند ولادة النبي محمد (صلى الله عليه واله وسلم) ، انطفاء نار المجوس ، والاصنام خرت على وجوهها، وقد غارت بحيرة ساوة في العراق.
ماهي الخصوصية في بحيرة ساوة حتى غارت علماً انها الان موجودة ومياهها مالحة جدا ومنسوبها أقل من مستوى سطح البحر
الجواب:
يظهر من بعض المصادر أن بحيرة (ساوة) التي غارت تقع في قرب مدينة (ساوة)، وهي بلدة بين الري (طهران) وهمدان تبعد عن كل منهما ثلاثون فرسخاً، وليست هي البحيرة التي تسمى اليوم بحيرة ساوة ، ومما يدل على أنها غيرها ما ورد في القصيدة الموسومة بالبردة للبوصيري:
إذ لم تفدها لغور الماء غيرتها ***** لقد تمادت على الكفار حيرتها
وساء ساوة أن غاضت بحيرتها ***** قد غمّها أن خبت عنها نويرتها

وساوة هذه من مدن إيران المهمة ، وقد خربت على عهد التتر وقتل جميع أهلها. فإذا صح أن البحيرة التي غاضت هي هذه البحيرة وليست البحيرة المشهورة اليوم بهذا الاسم، فيمكن أن تحذو حذو العلائم الأخرى، كارتجاج إيوان كسرى وخمود نار المجوس، وفي الدلالة على انتشار الإسلام وعمومه في بلاد فارس وذهاب ملكهم، فارتجاج الإيوان علامة على زوال ملك كسرى ، وخمود النار علامة على انتهاء دين المجوسية ، وغيض أو غور بحيرة ساوة علامة على فناء الحضارة التي أقامها المجوس بواسطة قوم أصلهم من الصحراء، فظهور الجفاف في البحيرة قد يكون رمزاً لإنتشار دين التوحيد من أرض جرداء لاماء فيها ولا زرع وقهرها لبلاد الخصب ,والله العالم.






السؤال: علة عدم تلقي النبي (صلى الله عليه وآله) الوحي دوماً من دون واسطة؟
من المعلوم ان جبريل علية السلام هو الواسطة في نقل الوحي الى النبي (صلى الله علية واله وسلم)
السؤال: لماذا لم يكن النبي (صلى الله علية واله وسلم) متلقي للوحي مباشرة بدون أن يكون جبرائيل هو الناقل له؟

الجواب:
إن للوحي أنواعاً وأقساماً متعددة أوصلها البعض إلى سبعين قسماً أو نوعاً , وقد عدّ منها الوحي من الله مباشرة ومن دون واسطة , وعدّ منها ما هو بالواسطة , وهو هنا ما يمكن استفادته من قوله تعالى: (( وما كان لبشر أن يكلّمه الله إلاّ وحياً أو من وراء حجاب أو يرسل رسولاً فيوحي بإذنه ما يشاء )) (انظر الميزان في تفسير القرآن 18/74).
ولعلّ السر ّ في عدم تلقي النبي (صلى الله عليه وآله ) كله من دون واسطة، أن القابل وهو النبي المصطفى (صلى الله عليه وأله) لم يكن يقدر على هذا التلقي في كل الأحوال والحالات , فقد كان لخطاب الله سبحانه وتعالى للنبي (صلى الله عليه وآله) من دون واسطة أثره الشديد عليه, فقد سئل الإمام الصادق (ع) عن الغشية التي كانت تأخذ النبي(صلى الله عليه وآله ) أكانت عند هبوط جبرئيل فقال : (( كان جبرئيل إذا أتى النبي (صلى الله عليه وآله) لم يدخل عليه حتى يستأذنه وإذا دخل عليه قعد بين يديه قعدة العبد , وإنما ذلك عند مخاطبة الله عز وجل إيّاه بغير ترجمان وواسطة ))(المصدر : كمال الدين , ص 86).



السؤال: قوله (صلى الله عليه وآله): أنا ابن الذبيحين
مامدى صحة الحادثة التالية، وهل هي مرتبطة بقول الرسول (ص): أنا ابن الذبيحين؟
نص الحادثة: ان عبد المطلب بن هشام هو أول من سن الدية في الجاهلية وهي مائة من الإبل وذلك أنه نذر لدى تعبه من حفر بئر زمزم أنه إن ولد له 10 أبناء ليذبحن أحدهم عند الكعبة، ورزقه الله بالأبناء العشرة، وأراد أن يبر بقسمه فوقع الخيار على أبنه عبد الله والد نبينا محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، فنصحته قريش بأن يعدل عن قسمه بنحر عشرة من الإبل مقابل كل ولد من أولاده.

الجواب:
اختلف العلماء في صحة هذه الرواية وخصوصاً الحادثة والقصة بين مثبت ونافي.
فالرواية مروية بأكثر من إسناد وطريق ولكن لم نر طريقاً صحيحاً فيها، ومع ذلك فمثل هذه الامور لا تحتاج إلى التشدد في الاسانيد لأنها مسألة تاريخية، والتأريخ ليس حديث يثبت به تشريع حتى ننفيه إن لم تثبت صحة سنده.
مع أن الحديث أصح سنداً من الحادثة فقوله (ص): (أنا ابن الذبيحين) طرقها أكثر وأصح, أما الحادثة فبحسب متابعتنا لها ليس لها إسناد شيعي خالص وإنما رويت في مصادر الفريقين، ولكن بأسانيد فيها مخالفين وليست لها طريق إمامي واحد.
فأما روايات العامة، فهي مقتصرة على ناقل واحد هو معاوية بن أبي سفيان وهذا الشخص إن تفرد بشيء أو روى شيئاً وضعنا مائة علامة استفهام أمام روايته.
وأما رواية هذه القصة في كتب الشيعة، فقد ذكرها بعض علمائنا الكبار كالصدوق والمرتضى وأرسلوها إرسال المسلّمات بل قال المرتضى (قدس) في (الفصول المختارة ص60) : وقال رسول الله (ص) في افتخاره بآبائه: أنا ابن الذبيحين يعني إسماعيل(ع) وعبد الله ، ولعبد الله في الذبح قصة مشهورة يطول شرحها يعرفها أهل السير وأن أباه عبد المطلب فداه بمائة ناقة...
وقد وردت روايات تدل على أن عبد المطلب فعل ذلك عزيمة كعزيمة إبراهيم، وهذا يدل على مدحه لذلك، ولكن القصة المروية عند العامة فيها ما فيها من إساءات لعبد المطلب, ولذلك أنكرها بعض علمائنا بسبب رواياتهم المهينة للنبي(ص) وآبائه الطاهرين الموحدين والطعن في توحيدهم.
أما الحادثة المروية عندنا كما في (الخصال) وغيره فلم يستنكروا منها إلا نذره ذبح ابنه، وهذا الامر عموماً لا يجعلنا نكذب الحادثة ونقطع بعدمها بل شرح الأئمة (ع) لذلك وجعلها في مقام المدح وكذلك افتخار رسول الله (ص) بأنه ابن الذبيحين يدل على حسن فعله ومدحه وليس العكس.
والخلاصة، فإنه يمكننا تصديق الحادثة برواياتنا المتعددة فيجبر ضعف الاسناد وكذلك لوجود القرائن على حصولها.
وفي نفس الوقت نرد رواية العامة وكلام معاوية جملة وتفصيلاً، فإنه شخص مغرض معاد لمحمد وآل محمد (عليهم السلام) ويريد ان يحط من منزلتهم كعادته وحزبه بقلب حسناتهم سيئات وجعل فضائلهم قبائح، قبحه الله وحزبه وكل من زور التأريخ وعادى محمداً وآل محمد(عليهم السلام).





السؤال: إستجابة دعاءه (صلى الله عليه وآله) : اللهم أهد قومي
قيل عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (اللهم اهدي قومي فأنهم لا يعلمون) هل هذا حديث أو قول مأثور وما مدى صحته ؟
ثانيا نعرف ان الله سبحانه وتعالى لا يرد للنبي دعاء ابداً فهل هذا المعتقد صحيح؟ اذا كان صحيحا .. فهل القوم اهتدوا بفضل وبركات دعاء النبي. ام ان الله لم يستجب دعائه لما نراه من الغواية في المسلمين والتخبط وهل هذا قياس صحيح أم لا ؟

الجواب:
يبدو بحسب المنقول من المأثور عن النبي(ص) أن قوله: (اللهمَّ اهد قومي فإنهم لا يعلمون) قد قيل في مناسبات مختلفة.
منها: أنه (صلى الله عليه وآله وسلم) قال في يوم عرضه للدعوة على أهل ثقيف فتعرضوا له بالاساءة وجاء جبرئيل ومعه ملك الجبال يأتمر بأمره فرفض النبي (ص) أن يدعو على قومه أو يطلب استئصالهم وقال: (اللهمَّ أهد قومي فإنهم لا يعلمون). (أضواء البيان للشنقيطي 8: 255، حلية الأبرار: 305).
ومنها: أنه (صلى الله عليه وآله وسلم) قاله يوم أحد عندما شج في وجهه وقيل له: ألا تدعو عليهم؟ قال: (اللهمَّ أهد قومي فإنهم لا يعلمون) وأنّه قد نزل بعدها قوله تعالى: (( إنك لا تهدي من أحببت ))(القصص:56) (الصحيح من سيرة النبي الأعظم (ص) 3: 250).
ومنها: أن هذا القول قاله النبي(ص) في يوم فتح مكة. (بحار الأنوار 21: 119).
وبشكل عام أيّا كانت المناسبة التي قيلت فيها هذه العبارة فإن استجابة دعاءه (ص) في الغالب هي مضمونة وخاصة في موارد التحدي واثبات المعجز ، إلا أنه يمكن أن يكون في بعض المواقف ما تقتضي الحكمة الإلهية تأخير الأستجابة لمصالح لا يعلمها إلا الله سبحانه كما هو الأمر في الموقف الثاني حيث نزل قوله تعالى : (( إنك لا تهدي من أحببت )) .. وعلى العموم قد استجاب المولى سبحانه لدعاء نبيّه (ص) في فتح مكة ونزل قوله تعالى: (( إذَا جَاءَ نَصر اللَّه وَالَفتح * وَرَأَيتَ النَّاسَ يَدخلونَ في دين اللَّه أَفوَاجاً * فسَبّح بحَمد رَبّكَ وَاستَغفره إنَّه كَانَ تَوَّاباً )) (النصر:1, 2, 3).
ولكننا نريد التعليق بان استجابة دعاءه (ص) ودخول الناس في دين الله أفواجاً لا يعني استمرارهم على الهداية إلى نهاية حياتهم، فالهداية تعني في أحد معنييها إما إراءة الطريق أو الإيصال إلى الطريق، وإما سلوك الطريق والإستقامة عليه فهذا من شأن الإنسان نفسه إن شاء سار عليه وان شاء تخلف عنه كما قال المولى سبحانه: (( أَلَم نَجعَل لَه عَينَين, وَلسَاناً وَشََفتَين وَهَدَينَاه النَّجدَين )) (البلد:10), وقال تعالى: (( إنَّا هَدَينَاه السَّبيلَ إمَّا شَاكراً وَإمَّا كَفوراً )) (الانسان:3).

تعليق على الجواب (1)
كيف نوفق بين كلامكم هذا وبين أن دعاء النبي مستجاب حتما ؟
ان دأب النبي (صلى الله عليه وآله) أن يسعى لما فيه صلاح أمته وهدايتهم فهو يبذل لهم النصح والموعظة الحسنة ومن ثمّ يدعو لهم بالهداية راجياً أن يهتدوا وأن لا يضلوا وهذا من خلقه الكريم فهو يأمل أن يهتدي بعضهم إلى الحق لذا فقوله : اللهم اغفر لقومي فانهم لا يعلمون ، لا يعني أن الله قد غفر لهم فقد بقوا على كفرهم وضلالهم ، بل أراد أن يترفع الدعاء عليهم وإصابتهم بالسوء فلعلهم يرجعون ، حتى أن الله تعالى مدحه على كريم أدبه وحسن خلقه فقال: (( وإنك لعلى خلقف عظيم )) وهذا أدب الأنبياء ، كذلك فإن إبراهيم حاول هداية قومه وأن لا يصيبهم السوء وكان يحلم عنهم حتى وصفه الله تعالى: (( أن إبراهيم لأواه حليم )) فهو يتأسف على قومه لما سيصيبهم من سوء بسبب جهلهم وغيهم ، هذا هو خلق الأنبياء وقد مثّل رسول الله (صلى الله عليه وآله) أروع أدبهم وكريم أخلاقهم وأمل في هداية قومه إلقاءً للحجة عليهم ، وهذا لا يعني أنهم سوف يهتدون فعلاً بل فيهم من بقي على كفره ومنهم من زاغ إلى النفاق والضلال.أما دعاءه لأهل عمان فلا نعلم مصدر ذلك وإن صح فإن نفس الكلام يأتي في أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) يتنزه عن الدعاء على قومه ويدأب في صلاحهم .
كلامكم جميل و لكن كيف نوفق بين هذا وبين أن دعاء النبي مستجاب حتما ؟
الجواب:
ان دعاء النبي (صلى الله عليه وآله) مستجاب حتماً , والتوفيق يكون بأن المراد ليس جميع القوم أو جميع أهل عمان , بل ما يصدق أن يسمى قوماً , فان الكلام تارة يراد منه الجميع وأخرى يراد المجموع , والفرق بينهما أن في الأول لا يتحقق إلا بشموله لجميع الأفراد وفي الثاني يتحقق ببعضهم مما يصدق عليه اسم القوم أو جماعة من أهل عمان . ويمكن أن يقال : بان كل فرد يحب الخير والهداية لجميع البشرية , فكيف برسول الله (صلى الله عليه وآله) فانه قطعاً يحب الهداية للجميع , وهذا الحب ظهر على صيغة الدعاء , فليس المراد منه الطلب الحقيقي , بل المراد منه إظهار هذا الحب لجيمع البشرية .






السؤال: عربية النبي من إسماعيل (عليه السلام)
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
عندي شبهة عرضت لي من مدة ليست بالقريبة وهي أنه لا يشك أحد من العرب والمسلمين وغيرهم أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) عربي تهامي مكي مدني بل أصوله الشريفة ضاربة في أرض العرب ..
ولكن !! رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) من ذرية نبي الله إسماعيل (عليه السلام) أي بالأصح يرجع نسبه الشريف إلى خليل الله إبراهيم (عليه السلام).
الآن .. ما نعرفه في قصة هاجر (عليها السلام) أن الأمر الإلهي أتى بتركها عند ما يعرف اليوم بماء زمزم والقصة كما نعرفها أنه بعد فترة أتى للسيدة هاجر ونبي الله إسماعيل (عليهما السلام) قبيلة وتعرف بـ ( جرهم ) وكما يقال لنا أنها قبيلة عربية ..
لكن هل خليل الرحمن إبراهيم (عليه السلام) كان عربيا أو بابليا، حيث إن وصلنا إلى هنا فسيرد لنا إشكال: وهو أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ليس بعربي في أصوله !!
أرجوا بيان هذا الإشكال ولكم الشكر والمنة ونأسف على التطويل ..

الجواب:
المستفاد من الأخبار والآثار أن إسماعيل (عليه السلام) هو أول من فتق الله لسانه بالعربية المبينة التي نزل بها القرآن الكريم.
ففي روايات العامة أن رسول الله(ص)، قال: (أول من فتق لسانه بالعربية المبينة إسماعيل، وهو ابن أربع عشرة سنة) (كنز العمال 11: 490) .
وفي (مجمع البيان) للطبرسي عن الباقر (ع): (إن إسماعيل أول من شق لسانه بالعربية، وكان أبوه يقول له، وهما يبينان البيت: يا إسماعيل! هات ابن (وفي بعض النسخ: هابي ابن) أي: اعطني حجراً، فيقول له إسماعيل بالعربية: يا أبه! هاك حجراً). (مجمع البيان 1: 388). وقد روي أن أول من تكلم بالعربية يعرب بن قحطان، قال القرطبي في تفسيره بعد أن ذكر ما ورد في أول من تكلم بالعربية: (الصحيح أن أول من تكلم باللغات كلها من البشر آدم (عليه السلام)، والقرآن يشهد له قال الله تعالى: (( وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسمَاءَ كلَّهَا )) (البقرة:311), واللغات كلها أسماء فهي داخلة تحته وبهذا جاءت السنة، قال (صلى الله عليه وآله): (وعلم آدم الأسماء كلها حتى القصعة والقصيعة) وما ذكروه يحتمل أن يكون المراد به أوّل من تكلم بالعربية من ولد إبراهيم (عليه السلام ) إسماعيل (عليه السلام): وكذلك إن صح ما سواه فإنه يكون محمولاً على أن المذكور أوّل من تكلم من قبيلته بالعربية بدليل ما ذكر والله أعلم. وكذلك جبريل أول من تكلم بها من الملائكة وألقاها على لسان نوح بعد أن علمها الله آدم أو جبريل، على ما تقدم، والله أعلم) (تفسير القرطبي 1: 283).
وفي خطبة لأمير المؤمنين (ع) جاء فيها: (.. ثم خصصت به إسماعيل دون ولد إبراهيم، فانطقت لسانه بالعربية التي فضلتها على سائر اللغات، فلم تزل تنقله محظوراً عن الأنتقال في كل مقذوف من أب إلى أب حتى قبله كنانة عن مدركه...)) (مصباح البلاغة (مستدرك نهج البلاغة) 1: 207). وقد ورد في الأثر ان إسماعيل(ع) عندما تركه أبوه هو وأمه في مكة عند بئر زمزم نزلت عليه جماعة من (جرهم) وهي قبيلة تتكلم العربية، فتعلم منهم إسماعيل هذه اللغة ففتق الله على لسانه العربية الفصيحة المبينة، فكانت عربية إسماعيل أفصح من عربية يعرب بن قحطان وبقايا صحير وجرهم (انظر: فتح الباري 6: 286، فيض القدير 2: 203).
ومن هنا نقول: ان الأنتساب للعروبة هو بلحاظ اللسان المتكلم به، وأول لسان عربي فصيح متكلم به هو لسان إسماعيل (عليه السلام) وهو جد النبي (ص) وقد كان لسانه (عليه السلام) يختلف عن لسان أبيه إبراهيم (ع) وأخيه إسحاق (ع) إذ كانا يتكلمان السريانية. ولعلك تسأل عن علّة التسمية لهذا اللسان بالعربية؟ نقول: ذكر بعض الباحثين أن العرب إنما سموا بذلك لأن ألسنتهم معربة عما في ضمائرهم، ولا شك أن اللسان العربي مختص بأنواع من الفصاحة والجزالة لا توجد في سائر الألسنة.
وفي قول آخر: إنما سمّوا بذلك لأن أولاد إسماعيل نشأوا بعربة، وهي من تهامة، فنسبوا إلى بلدهم، وكل من يسكن جزيرة العرب وينطق بلسانهم فهو منهم، لأنهم إنما تولدوا من أولاد إسماعيل. (انظر: تفسير الرازي 16: 165).
وعلى العموم يقسم العرب إلى قسمين: العرب العاربة: وهم الذين تكلموا بلسان يعرب بن قحطان، وهو اللسان القديم.
والعرب المستعربة: هم الذين تكلموا بلسان إسماعيل بن إبراهيم (عليهما السلام)، وهي لغات الحجاز وما والاها (انظر: القاموس الفقهي: 246).





السؤال: مشاركته (صلى الله عليه وآله) في الحروب
هل النبي محمد (ص) كان يشارك في الحرب بالسيف أو فقط كان يخطط ويأمر بالتنفيذ؟
وكذلك هل كان الامام علي علية السلام في فترة خلافته كان يشارك في الحرب بسيفة ويقتل الكفار والخوارج أو فقط يأمر الجيش بالتنفيد ؟
الجواب:
ان الذي إدّعى ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) لم يكن يشارك في الحروب هو الجاحظ ، حيث افترض ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) لم يشارك في معركة بدر بل كان في العريش مع أبي بكر ، أراد بذلك أن يظهر فضيلة لأبي بكر كونه مع الرئيس في تلك المعركة في حين كان علي (ع) حاله حال بقية الجنود المحاربين! وقد رد على ذلك أبو جعفر الاسكافي بقوله: (لقد اعطي أبو عثمان مقولاً وحرم معقولاً، ان كان يقول هذا على اعتقاد وجد ولم يذهب به مذهب اللعب واللهو أو على طريق التفاصح والتشادق واظهار القوة والسلاطة وذلاقة اللسان وحدة الخاطر والقوة على جدال الخصوم , ألم يعلم أبو عثمان أن رسول الله (صلى الله عليه (وآله) وسلم) كان أشجع البشر وانه خاض الحروب وثبت بالمواقف التي طاشت فيها الألباب وبلغت القلوب الحناجر؟ فمنها يوم أحد ووقوفه بعد أن فرّ المسلمون بأجمعهم ولم يبق معه إلا أربعة: علي والزبير وطلحة وأبو دجانة فقاتل ورمي بالنبل حتى فنيت نبله وانكسرت سية قوسه وانقطع وتره فأمر عكاشة بنت محصن أن يوترها فقال: يا رسول الله لا يبلغ الوتر فقال: أوتر ما بلغ قال عكاشه فوالذي بعثه بالحق لقد أوترت حتى بلغ وطويت منه شبراً على سية القوس ثم أخذها فما زال يرميهم حتى نظرت إلى قوسه قد تحطمت وبارز أبي بن خلف فقال له أصحابه: إن شئت عطف عليه بعضنا؟ فأبى وتناول الحربة من الحارث بن السمت ثم انتفض بأصحابه كما ينتفض البعير قالوا: فتطايرنا عنه تطاير الشعارين فطعنه بالحربة فجعل يخور كما يخور الثور، ولو لم يدل على ثباته حين انهزم أصحابه وتركوه الإ قوله: (( إذ تصعدونَ وَلا تَلوونَ عَلَى أَحَد وَالرَّسول يَدعوكم في أخرَاكم )) (آل عمران:1533), فكونه (صلى الله عليه (وآله)وسلم) في أخراهم وهم يصعدون ولا يلون هاربين دليل على أنه ثبت ولم يفر وثبت يوم حنين في تسعة من أهله ورهطه الأدنين وقد فرّ المسلمون كلهم والنفر التسعة محدقون به العباس أخذ بحكمه بغلته وعلي بين يديه مصلت لسيفه والباقون حول بغلته يمنه ويسرة وقد انهزم المهاجرون وكلما فروا أقدم هو (صلى الله عليه (واله) وسلم) وصمم مستقدماً يلقي السيوف والنبال بنحره وصدره ثم أخذ كفا من البطحاء وحصب المشركين وقال شاهت الوجوه، والخبر المشهور عن علي وهو أشجع البشر: كنا إذا اشتد البأس وحمى الوطيس اتقينا برسول الله (صلى الله عليه(وآله) وسلم) ولذنا به، فكيف يقول الجاحظ انه ما خاض الحروب ولا خالط الصفوف؟
واي فرية أعظم من فرية من نسب رسول الله (صلى الله عليه (وآله) وسلم إلى الإحجام والاعتزال في الحرب؟... وللكلام تتمة) (راجع الغدير ج7 ص209).
أما مشاركة أمير المؤمنين (عيه السلام) في حروبه الثلاث في فترة خلافته فواضحه جليلة ذكرتها كتب السير والتاريخ ولا خلاف في ذلك.

يتبع












عرض البوم صور الشيخ عباس محمد   رد مع اقتباس
قديم 06-09-2017, 05:09 PM   المشاركة رقم: 8
معلومات العضو
الشيخ عباس محمد

إحصائية العضو







 
 


التوقيت

التواجد والإتصالات
الشيخ عباس محمد غير متواجد حالياً

كاتب الموضوع : الشيخ عباس محمد المنتدى : منتدى النبي المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم)
افتراضي

السؤال: النبي (صلى الله عليه وآله) أشجع الخلق
بسم الله الرحمن الرحيم
أرجو التفضل ببيان صحة الحديث :
قال أمير المؤمنين (عليه السلام): كنا اذا اشتد القتال لذنا برسول الله صلى الله عليه وآله .
أقول: لو كان غير أمير المؤمنين(ع) قد قال هذا القول لصدقنا ولكن أمير المؤمنين (ع) هو كاشف الكربات عن وجه الرسول (ص) في جميع المشاهد كلها لاسيما أحد والاحزاب وحنين.
ارجو التفصيل في البيان
الجواب:
لا شك ولا شبهة أن النبي (ص) هو أشجع ولد آدم منذ أن خلق الله الدنيا وحتى قيام الساعة ، يعلم ذلك بالتفكر في معاني منها: أنّه أفضل خلق الله، فمن زعم أن هنالك من هو أشجع من النبي (ص) فقد جعل النبي مفضولاً لأحد ما في الشجاعة، أي أنه لا يكون أفضل الناس في كل منقبة. وهذا خلاف الأعتقاد بأنّه أفضل الخلق.
ومنها: أنّه الإنسان الكامل، وهو الحائز على تمام كل خلق وسجية وكمال، فلو نقص عن تمام الشجاعة لم يكن إنساناً كاملاً في جميع الخصال، ولو وجد من هو أكمل منه في إحدى الخصال فقد نقص عن حد الكمال. وقد ثبت بأنه (ص) أكمل الناس. ومنها قوله(ص): (( إنّما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ))، ولا ريب بأن الشجاعة من أمهات الأخلاق لأنّها إحدى الفضائل الأربعة التي كل منها غاية برأسها، وهي: الشجاعة، والعفة، والحكمة، والعدالة، فإذا بعث النبي(ص) لإتمام هذه المكارم فكيف يكون غير بالغ فيها حد التمام، وهل يمكن أن يتمم المكارم من يتخلـّف في أحداها عن التمام؟
فثبت إذاً أنّه (ص) أشجع ولد آدم وأنّه أشجع حتى من أمير المؤمنين(ع)، فعندما تحتدم الخطوب العظام فلا يثبت لها إلاّ رسول الله (ص) وبثباته وشجاعته يستمد الشجعان ثباتهم. فإفهم.
وأما كون علي (ع) كاشف الكربات عن وجه الرسول (ص)، فليس هذا بقادح في أشجعية النبي (ص). فإن أمير المؤمنين (ع) قائد عسكره ولا بد لقائد العسكر من الدفع عن مقام سيده في تلك المواطن وقد لا يناسب مقام النبوة النزول إلى ساحة الوطيس ومقارعة الأعداء بالنفس أحياناً لمكان الجاه والرئاسة، ولكن حينما تبلغ القلوب الحناجر وتنخلع أفئدة الشجعان من هول القتال تتجه الأنظار صوب ذلك الطود الشامخ ــ أي رسول الله (ص) ــ وتلوذ به كيما تثبت وتنشط. فمعنى كون علي (ع) كاشف الكربات عن وجهه إنّما هو بلحاظ ذلك المقام لا هذا المقام، ففي هذا المقام يلوذ الجميع برسول الله (ص) بمن فيهم أمير المؤمنين (ع).

تعليق على الجواب (1)
إن تعبيركم في الإجابة بالقول : "كون علي (ع) كاشف الكربات عن وجهه إنّما هو بلحاظ ذلك المقام لا هذا المقام"
وقبله ذكرتم : "ولكن حينما تبلغ القلوب الحناجر وتنخلع أفئدة الشجعان من هول القتال"
هذا لا يناسب بحال من الأحوال، إجابة سائل عن مقام أمير المؤمنين عليه السلام في الرواية المسؤول عنها .
على الأقل من جهة التقابل الذي يحصل للقارئ، بل والحق أنه سب صريح، إذ كيف يكون السب والبهتان أكثر من أن أقول إن الإمام ممن ينخلع قلبه ويبلغ قلبه حنجرته في القتال، هذا التوجيه العام المدرج تحته الإمام أقرب من فم الناصب منه للموالي!!
فلا أعلم حالة حربية يخاف فيها الإمام أخف خيفة، فضلا عن انخلاع القلب وبلوغه الحنجرة كسائر الجبناء بل أجبن الخلق ومن لا رائحة يقين لهم!
على أن السائل لم يجب عن سؤاله وهو صحة الحديث، ولم نجد البحث فيه سندا؟
فلعل فيه خلل أو عيب في النقل يضر بالمعنى أو موافقة للقوم فيما يروون، ثم تصل النوبة لفهمه وعرضه على القواعد، حيث يفهم وفق مقام الإمامة، فليت المجيب ذكر السائل بمنزلة الإمامة ووجه الرواية وعرضها على اليقين مما نعلم، وذكره بأن المسؤول عنه هو نفس رسول الله صلى الله عليه وآله، منه من نور واحد، كما دلة آية المباهلة والروايات .
وهل إثبات الشجاعة أو الأفضلية لرسول الله (صلى الله عليه وآله) يقتضي كل هذا التكلم في وصيه صلى الله عليهما وآلهما؟؟
فلعل الإمام كان يتعمد في الحرب فعل ذلك بأمر نبوي، لكي لا يكون لأحد حجة على النبي الأعظم صلى الله عليه وآله، بدون استلزام ذلك لنقص في الإمام في تلك الحالة، وكذلك لعل المقصود غيره يلوذ بينما الإمام قربه للدفاع وليس للتدرع، بل يفديه حتى جاء النداء السماوي لا فتى إلا علي ولا سيف إلا ذو الفقار؟!
أو لعله لا ينبغي للإمام التقدم إذا أراد النبي صلى الله عليه وآله أن يتقدم ويبرز في الساحة، أو المسؤولون الحقيقيون الحاضرون فالكلام للأكثرية والوصف العام جائز، فكيف إذا كنا بصدد استثناء فقط واحد، وغير ذلك من الوجوه القويمة، وفي جميع هذه الوجوه نعلم يقينا أن أمير المؤمنين ( على فرض ثبوتها ودقتها) إنما أراد بيان شجاعة النبي الأعظم صلى الله عليه وآله، والتأكيد عليها، حتى لا تتخلق شبهة لماذا لا يحارب أو هل حارب، وإذا تخلقت فهذه الكلمة ممن يتنمر في ذات الله تعالى كما في خطبة الزهراء عليها السلام، هذه جهاز مناعي لأي إشكال من داخل الوسط الإسلامي أو خارجه .
المسألة حرب عادية تحصل فيها شدائد، فلا أعلم عن أي مقام يتحدث المجيب حتى فرق بما فرق وقال ما قال؟؟
الجواب:
اذا قلنا ان شجاعة علي (عليه السلام) مساوية لشجاعة النبي (صلى الله عليه وآله) بدليل حديث المباهلة بحيث تثبت ان كل صفة للنبي (صلى الله عليه وآله) تكون مساوية لصفة علي (عليه السلام) وما يزيد النبي (صلى الله عليه وآله) الا بالنبوة فلا معنى لما قلناه في الاجابة السابقة وعند ثبوت هذا الكلام بدليل قطعي لابد من تاويل لوذ علي بالنبي بمعنى من المعاني التي لا تتعارض مع الدليل القطعي واما اذا لم تثبت تلك المساواة او ثبتت بدليل ظني فالحديث المذكور ان ثبت صحته سندا يكون معارضا للدليل الظني ولابد من حل التعارض بطريقة ما لذا ما قلناه في الاجابة السابقة مبني على عدم ثبوت الدليل القطعي والبناء على ان شجاعة النبي (صلى الله عليه وآله)اعظم من شجاعة علي (عليه السلام) لذا يمكن تصور ولو في موقف واحد ان عليا (عليه السلام) يلوذ بالنبي (صلى الله عليه وآله) حتى تحصل اشجعية النبي وليس معنى بلوغ القلوب الحناجر وانخلاع الافئدة ان عليا (عليه السلام) يخاف في المعركة على نفسه من القتل او ما شابه ذلك بل يمكن تصور تلك الحالة من اجل الخوف على مصير الاسلام وتغلب الكافرين وازهاقهم لارواح المؤمنين وما شابه ذلك من مواطن الخوف المشروع الذي لا يكون نقصا في شخصية الامام علي (عليه السلام) وذلك الخوف المشروع يكون موجبا للوذ برسول الله (صلى الله عليه وآله) لانه الاشجع الذي يتعامل مع تلك المواقف الصعبة بقلب ثابت .

تعليق على الجواب (2)
لا حول ولا قوة إلا بالله إذا فأولوا روايات بلاط معاوية التي فيها ألفاظ ذم بهكذا تأويلات بأنها قد تكون صحيحة والمعنى لا يراد به النقص!!
علما أن الرواية لم تذكر عبائر كهذه التي توردونها زيادة وتظنونها بيانا..سبحان الله أيخاف مع مجموعة ولا يخاف وحيدا في يوم المبيت وفي ركب الفاطميات مهاجرا معهم جهارا؟!
دعنا أيها المجيب من قضية المساواة الآن، أين منزلة الإمامة ؟!
أنتم تنسبون نقص، ونقص بالغ فاحش أيضا؟!
ومع ذلك تشككون في دلالة الآية في المباهلة على المساواة..مع عدم اثبات حتى صحة ما سئل عنه من أمر هذه الرواية؟!
ما حصل هنا منهج غريب، لا يعرف قرآن ولا سنة قطعية ولا إمامة إلهية.
علما أن فرض ثبوت الأشجعية لا يحتاج إلى ظهور واقعي، ومع ذلك فإن تم زعم حاجة ظهوره فإن الظهور لا يبلغ هذا الفحش، وإنما على مستوى الأولى إن صحت الدعوى أصلا، بل على مستوى نحن لا نلمسه حيث الكلام عن مقامات عالية .
كما أن التبرير المقدم لمثل هذه الألفاظ لا يغني ولا يسمن من جوع، وذلك أن كل غيور منخلع القلب ومتصدع الرأس على أمر الإسلام وأهله وما يحل بهم، وهو بهذا المعنى موجود لدى الأنبياء أو الأوصياء أو المؤمن الذي يهتم بأمور المسلمين، بل هو للأكمل أكثر فتكون النتيجة أن النبي الأكرم هو ما تصفون!!
وبهذا أصبحت منقبة وليس نقصا، بالتالي في إصراركم وتبريركم للألفاظ رجوع للمربع الأول وعاد السؤال عن معنى الرواية مجددا!!
إلا أن تقولوا أنه ليس معنى انخلاع القلب هنا اشتداد الحرص على الدفاع، بل الإندهاش والوهلة!!
فهذا نقص واضح وقبيح..على الأقل لا يصح نسبة النقص بدون دليل تام، فكيف تجرأ المجيب عليه؟!
أيهما أعظم أهوال حرب أم أهوال الموت أو أهوال يوم القيامة..فما منزلة أمير المؤمنين (عليه السلام) هناك أم نسي حضوره عند الموت للمحتضر ومقامه في الآخرة؟
وأسأله بالله هل يتفوه بهذا أمام حضرت الإمام الحجة بدون خجل أو في ضريح أمير المؤمنين عليه السلام ثم يطلب حاجته؟!
أيصح هذا للملائكة ؟!
بل العظيم في الملائكة جبرائيل ينادي لا فتى إلا علي لا سيف إلا ذو الفقار..فما ندائكم؟!!
لا يوجد مؤشر واحد يبرر توجيه الخبر بما ذكر، بل المؤشرات في أحوال الأمير قبل الدنيا وفيها وبعدها على عكسه تماما .
بل ما هي هذه المعركة التي حصل فيها هذاأين خيبر..أين هذا الموضع بحسب التوجيه الغريب الفج أين تجدون مثله بالله؟!
معاوية لا يقولها في وجه الإمام علي ورب الكعبة .
إن كان لا يسعكم إعادة جواب السائل بما يليق وإرساله إليه، فليحذف السؤال من الصفحة على الأقل أو يتم تعديل الإجابة .
الجواب:
لا ندري ما هو سبب تشنجك من جوابنا حتى تصفه بما وصفته به من الاوصاف الخارجة عن اللياقة وكأننا نبتغي ان ننتقص من مقام امير المؤمنين (عليه السلام) فتارة وصفتنا بالتشكيك واخرى بالفحش وثالثة بان ما ذكرناه من الوجوه غريب فج ...الى غير ذلك من الالفاظ التي نربأ عن مثلك باللجوء اليها في مقام البحث والمناظرة .
وحتى لا تنطبق علينا بعض تلك الاوصاف سوف نغض الطرف عن تلك المنظومة من الاتهامات وسوء الفهم وادعاء التحقيق لتدخل في صلب الموضوع فنقول :
يلزمك ان تقر شئت ام ابيت بأن محمدا (صلى الله عليه وآله) هو افضل الخلق طرا وان الافضل على الاطلاق لا يتثنى فيكون اثنين كل منهما هو الافضل على الاطلاق فان ذلك خلاف التحقيق وحينما نتكلم عن الافضل الاكمل من الانسان الكامل . وهذا لا يعني باننا ننكر افضلية وشرف وكمال امير المؤمنين (عليه السلام) بل سائر اهل البيت المعصومين فعنوان الافضل والاكمل والاشرف ثابت لهم بالدليل العقلي والنقلي، الا ان اصالة الفضل والكمال والشرف والتقدم هي للمخلوق الاول والنور الاول والعقل الاول والمراد به خصوص النبي محمد (صلى الله عليه وآله) فالائمة كلهم (عليهم السلام) قبسات من نوره، وهو الاول الماسك من اسباب ربه بحبل الشرف الاطول .
ولما كان الامر على هذا المنوال فجعل رتبة علي (عليه السلام) في كل فضيلة وكمال تالية لرتبة النبي (صلى الله عليه وآله) لا محذور فيه ولا منقصة فحينما نقول محمد (صلى الله عليه وآله) اشجع من علي (عليه السلام) ليس مرادنا ان عليا ممن يخاف او يتصور منه الجبن او الفرار في ساحة الوغى ...بل هو اشجع الخلق بعد النبي (صلى الله عليه وآله) من دون منازع فما هي السّبة علينا ايها الاخ الفاضل ونحن بأزاء احاديث واردة عنهم (عليهم السلام) تصرح بما يشمأز قلبك منه كقول علي (عليه السلام) (انا عبد من عبيد محمد ) وكالحديث الذي هو محل النقاش بيننا وبينك وكاحاديث التقدم والشرف والكمال المخصوصة به (صلى الله عليه وآله) دون سائر الخلق ؟ فهل تريد منا ان ننكرها او نصفها بالوضع او ان نضرب بها عرض الجدار ؟ ليس امامنا في مثل هذه الحالة الا البحث عن الوجوه المحتملة التي لا يترتب على الاخذ باحدها أي محذور او فهم خاطئ وهذا ما فعلناه في ردودنا ليس اكثر .



السؤال: احتياج النبي (صلى الله عليه وآله) للأسباب الطبيعية
سؤالي هو حول هجرة الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) حيث تقول الروايات انه اصطحب خلال الهجرة أبو بكر ودليلهما اريقط .
فهل كان خاتم الرسل وحبيب اله العالمين وعنده علم ما كان وسيكون بحاجة الى دليل...؟
افتونا من بحر علمكم الوافر أدامكم الله لخدمة العلم والمذهب .
الجواب:
النبي (صلى الله عليه وآله) لا يحتاج إلى دليل يدله على الطريق لو أراد أن يتصل بالسماء فيتعلم من خلال جبرئيل أو غيره من الملائكة الطريق, لكن النبي (صلى الله عليه وآله) وبقية المعصومين (عليهم السلام) يستعملون الطريق الطبيعي في سلوكهم حتى لو كان بقدرتهم استعمال المعجزات للوصول فانهم لا يستعملونها ما دام بأمكانهم تحقيق ذلك عن الطريق الاعتيادي الخالي من الاعجاز والاستعانه بالعوالم العليا.
فكان لابد اذن من الاستعانه بخبير في الطريق الذي يأمن من خلاله الرسول (صلى الله عليه وآله) من الوقوع بيد قريش أو اتباعهم فلذلك اختار له ابن اريقط طريقاً لم يسلكها أحد حيث قال ابن اريقط: ((لأسلكن بك مسلكا لا يهتدي فيه احد)) (بحار الأنوار ج19 ص69).
والا لو كانت كل أمور الأنبياء (عليهم السلام) بالمعجزات لنقله الله تعالى مباشرة إلى المدينة كما أسرى به إلى بيت المقدس. ولا حاجة حينئذ للهجرة أصلاً.




السؤال: النبي(صلى الله عليه وآله) بشر له جنبة نورانية
(( قُل سُبحَانَ رَبِّي هَل كُنتُ إِلاَّ بَشَراً رَسُولاً )) (الإسراء: 93)
(( قُل إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثلُكُم يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُم إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَليَعمَل عَمَلاً صَالِحًا وَلاَ يُشرِك بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا )) (الكهف:110)
ارسول الله بشر مثلنا والفرق بيننا وبينه بالوحي فقط؟؟
الجواب:
تصريح القرآن الكريم ببشرية النبي (صلى الله عليه وآله) واضح، إلا أنه (صلى الله عليه وآله) كانت له خصائص بحكم وظيفة النبوة والرسالة، وأيضاً بحكم كونه أفضل الخلق ولا يتقدم عليه أحد من الخلق في منقبة أو فضيلة.. فقد كانت له مع بشريته جنبة نورانية ملكوتية يستطيع بها أن يعاين الملكوت كما عاين إبراهيم الخليل (عليه السلام) ذلك، ويستطيع بها أن يقرأ ما في اللوح المحفوظ وهو في موقعه في الأرض. وغير ذلك من قضايا الاتصال بعالم الملكوت، إضافة إلى فعاليته ونشاطه في عالم الملك من الأكل والشرب والنوم والتكلم مع أصحابه ومعاشرة زوجاته وغيرها.





السؤال: للنبي (صلى الله عليه وآله) جنبتان نورانية ومادية
قال الله تعالى: (( قل إنما أنا بشرٌ مثلكم يوحى إليَ أنما إلهكم إلهٌ واحد )) (الكهف,آيه 110)
هل النبي (صَلى الله عليه وسلم) من بشر بني آدم، أم خلقه الله قبل آدم؟
وهل خلق الله النبي (صَلى الله عليه وسلم) من نور أم من طين؟
الجواب:
روى ابن مردويه في (المناقب) عن علي (ع): أن النبي (ص) قال: (كنت أنا وعلي نوراً بين يدي الله تعالى قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام ، فلما خلق الله آدم قسّم ذلك النور جزئين ، فجزء أنا وجزء علي). وروى بسند آخر عن الإمام الباقر عن أبيه عن جده (عليهم السلام) عن رسول الله (ص) قريباً منه. (المناقب ص286). وأيضاً رواه أحمد في (المسند 5: 143 وفي الفضائل 2: 64).
وروى القاضي عياض في (الشفاء 1: 83): عن ابن عباس: (ان النبي (ص) كانت روحه نوراً بين يدي الله تعالى قبل أن يخلق آدم بألفي عام، وتسبح الملائكة بتسبيحه، فلما خلق الله آدم ألقى ذلك النور في صلبه)). (وانظر أيضاً: السيرة الحلبية 1: 49، تذكرة خواص الأمة: 46. الرياض النضرة 2: 217). وهكذا غيرها هذه المصادر.
وهذه الأحاديث الشريفة المتضافرة تشير إلى حقيقة مفادها أن النبي (ص) قد خلقه الله ومنحه جنبتين، جنبة نورانية، وجنبة مادية، والجنبة النورانية هي التي يستطيع من خلالها أن يتصل بعالم الملكوت، والجنبة المادية هي التي يتصل من خلالها بعالم الملك. فكان (ص) برزخاً بين السماء والأرض، ينقل كلام السماء وتعاليمها إلى أهل الأرض بمقتضى الرسالة التي أناطه الله بتبليغها إلى العباد.
ثم إنه قد يرد إلى الذهن سؤال مفاده: أن الإنسان له روح وبدن، فهل خلق الله روحه من طين, أم أن البدن قد خلقه الله من طين، وأما الروح فهي من خلق آخر نفخها الله فيه بعد أن استوى بدنه وإكتمل؟! فتأمل ولا تعجل.


السؤال: لا تعارض بين إمامته (صلى الله عليه وآله) وقوله تعالى (وما أرسلناك الإّ مبشّراً ونذيرا)
كيف نوفق بين امامة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وهذه الاية (( وما أرسلناك الإّ مبشّراً ونذيرا ))؟
فجعل مهمته الوحيدة هي ان يبشر وينذر ، وهذا للحصر فأين إمامته في هذه الاية؟
الجواب:
يمكن فهم هذا الاختلاف من عدة وجوه:
1- ان القرآن الكريم لابد أن يفهم كاملاً فلا يصح أخذ آية منه وفهم القرآن على أساسها حتى لو عارضها الكثير من الآيات، بل لابد من رفع التعارض المتوهم لحمل الآيات المخالفة على معانيها الصحيحة حتى تنسجم مع الآيات الأخرى. ففي الوقت الذي ذكر القرآن الكريم تلك الآية القرآنية وهي: (( وَمَا أَرسَلنَاكَ إلَّا مبَشّراً وَنَذيراً )) (الاسراء:1055), ذكر كذلك الكثير من الآيات التي تدل على حاكمية وولاية النبي (صلى الله عليه وآله) على هذه الأمة بما لا يدع مجالاً للشك في ثبوت الإمامة له.
ومن تلك الآيات: (( وَمَا أَرسَلنَا من رَسول إلَّا ليطَاعَ بإذن اللَّه )) (النساء:64), و (( النَّبيّ أَولَى بالمؤمنينَ من أَنفسهم )) (الأحزاب:6), و (( يَحكم بهَا النَّبيّونَ )) (المائدة: 44), و (( وَأَن احكم بَينَهم بمَا أَنزَلَ اللَّه وَلا تَتَّبع أَهوَاءَهم )) (المائدة:49)، و (( إنَّا أَنزَلنَا إلَيكَ الكتَابَ بالحَقّ لتَحكمَ بَينَ النَّاس بمَا أَرَاكَ اللَّه )) (النساء:105), وغيرها من الآيات التي تدل على ولايته من خلال فرضه بعض الفروض المالية كقوله تعالى: (( يَسأَلونَكَ عَن الأَنفَال قل الأَنَفال للَّه وَالرَّسول )) (لأنفال:1), و (( وَاعلَموا أَنَّمَا غَنمتم من شَيء فأَنَّ للَّه خمسَه وَللرَّسول وَلذي القربَى وَاليَتَامَى وَالمَسَاكين وَابن السَّبيل إن كنتم آمَنتم باللَّه )) (الأنفال:41)، و (( مَا أََفاءَ اللَّه عَلَى رَسوله من أَهل القرَى َللَّه وَللرَّسول وَلذي القربَى.. )) (الحشر:7), و (( خذ من أَموَالهم صَدَقَةً تطَهّرهم وَتزَكّيهم بهَا )) (التوبة:103). هذا بالإضافة إلى آيات الولاية العامة كقوله تعالى: (( النَّبيّ أَولَى بالمؤمنينَ من أَنفسهم ))(الأحزاب:6), و (( أَطيعوا اللَّهَ وَأَطيعوا الرَّسولَ وَأولي الأَمر منكم )) (النساء:59), هذا بالإضافة إلى آيات الجهاد التي هي صريحة في وجوب إقامة الحكم الإسلامي والتسليم الخارجي لهم يقول تعالى: (( يَا أَيّهَا النَّبيّ جَاهد الكَّفارَ وَالمنَافقينَ )) (التوبة:73).
اذن كل هذه الآيات تدل دلالة قاطعة على ثبوت الإمامة للنبي (ص) على الأمة، ولو تصورنا معارضتها تلك الآية أو غيرها الدالة على حصر المهمة بالتبشير والإنذار فلابد من فهمها بغير هذا الفهم والتصور. ذلك أن الآية تريد الإشارة إلى معنى آخر من معاني القرآن، وهو أن لا إكراه في الدين وان الإيمان الذي هو مدار النجاة في الآخرة لا يمكن للرسول ان يلجأ إليه يقسر عليه حيث كان الرسول يتألم لما يرى من صدود المنافقين وهو الذي أفرسل رحمة للعالمين.
ثم إن سياق الآيات التي ذكرت ذلك الحصر بعيدة عن حاكمية الرسول أو إمامته، بل أن معنى تلك الآية في سورة الإسراء، ان النبي ليس له أن يتصرف في القرآن بزيادة أو نقيصه أو يتركه كلا أو بعضاً باقتراح من الناس أو هوى من نفسه أو يعرض عنه فيسأل الله آية أخرى فيها هواه أو هوى الناس...
ومحصل القول: ان القرآن آية حقة ليس لأحد أن يتصرف فيه شيئاً من التصرف، والنبي وغيره في ذلك سواء .
وكذلك الحال في سورة الفرقان كان السياق يشير إلى أن الكلام جار في الدور الذي يفعله الرسول مع الكافرين، أما الدور الذي يفعله مع المؤمنين فان الآية ساكتة عنه والذي يحدده قول آخر من القرآن.
2- ان الحصر الوارد في الآية جاء ليحدد وظيفة الرسالة دون الوظائف الأخرى، ذلك انه بالإضافة إلى وظيفة الرسالة هناك وظيفتان للنبي (ص) هما وظيفة النبوة ووظيفة الإمامة، وان الحصر هنا لم يأت ليحدد وظيفة الرسول عما هو حاصل لتلك الوظائف الثلاث، بل جاء التحديد وظيفة الرسالة فقط، فيكون المعنى ان وظيفه الرسالة ما هي إلا التبشير والانذار، وهنا الآية ساكتة عن وظيفة الإمامة أو الحاكميه التي يحق فيها للحاكم فرض أمور كثيرة كالتصرف في نفس المحكومين وفي أموالهم وغير ذلك.
3- ان للرسول طاعتين، إحداهما فيها ضرب من العناية كما هي شأن كل واسطة بين الآمر والمأمور ولا تعد هذه طاعة حقيقية وهذه هي المرادة للنبي بالنظر إلى منصب النبوة والرسالة، بخلاف الطاعة الثانية التي هي طاعة حقيقية عندما ألبسه الله ثوب الإمامة والقيادة، فالآية القرآنية التي تحدد دور الرسالة بالتبشير والإنذار كأنما تريد تحديد معنى الطاعة بالمعنى الأول وهي التي تكون بالعناية ولا تريد نفي الطاعة الثانية المفروضة عند تحقق الإمامة كما هو الحال في آية (( أَطيعوا اللَّهَ وَأَطيعوا الرَّسولَ وَأولي الأَمر منكم )) (النساء:59).





السؤال: إثبات مقام الإمامة إليه (صلى الله عليه و آله)
ماهي الأدلة على وصول النبي محمد(ص) لمقام الإمامة ؟
الجواب:
يمكن اثبات مقام الإمامة للنبي (صلوات الله عليه) من عدة جهات منها:
1- ان نبي الله إبراهيم (عليه السلام) سأل الإمامة لذريته في جيب بان ذلك لا ينال الظالمين ولما ثبت عندنا عصمه النبي (صلى الله عليه وآله) والأئمة المعصومين (عليهم السلام) علمنا انهم جميعاً حصلوا على ذلك المقام.
2- ان نبينا (صلوات الله عليه وآله) أفضل الخلق اجمعين بمعنى انه حاز جميع الكمالات والدرجات ولما ثبت عندنا ان بعض الانبياء حاز على تلك الدرجة كما هو الحال مع نبينا إبراهيم (عليه السلام) ثبت عندنا حصول نبينا على تلك المرتبة وهي مقام الإمامة.






السؤال: النبي محمد (صلى الله عليه وآله) هو إمام أيضاً
هنالك من يقول ان من يجمع بين مقام النبوة ومقام الامامة هو افضل ممن يجمع بمقام النبوة فقط كنبي الله ابراهيم عليه السلام فقد جمع بين المقامين بتصريح القران الكريم بذالك فهل نبينا محمد صلى الله عليه واله وسلم قد جمع بين المقامين وماهو الدليل على ذلك ان كان الجواب بنعم

الجواب:
لقد ثبت بالدليل النقلي أن النبي محمد (صلى الله عليه وآله) هو أفضل الخلق قاطبة، ولهذا فهو جامع لكل الفضائل والمزايا التي كانت للأولين والآخرين ومن هذه المزايا مزية الإمامة الإلهية التي ذكرها القرآن الكريم في حق إبراهيم (عليه السلام) جاء في (الكافي) عن الاصبغ بن نباته عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: ( إن خير الخلق يوم يجمعهم الله الرسل ، وإن أفضل الرسل محمد(صلى الله عليه وآله)) (الكافي1: 450) .




السؤال: النبي (صلى الله عليه وآله) نال مرتبة الإمامة الإلهية
ما فهمناه من ردكم ان رتبة الامامة اعلى من رتبة النبوه, لكن يبقى سؤال هنا : هل ان نبينا (ص) نال رتبة الامامة ايضاً ام فقط كان رسولاً او نبياً ؟ لانه اذا كان غير ذلك فيصبح الائمة الاثنى عشر(عليه السلام) افضل من نبينا محمد (ص) وهذا شيء غير معقول ومقبول ؟

الجواب:
نبينا (صلى الله عليه وآله) أفضل من كل الأنبياء والمرسلين والأئمة والبشر قاطبة, وهذا الأمر متفق عليه ولا يوجد فيه خلاف, وهو من ضروريات الإسلام, فإذا علمنا أن إبراهيم (عليه السلام) مثلاً قد سأل مرتبة الإمامة الإلهية التي هي أعلى من النبوة ( حسب الظاهر القرآني ), فلازم كونه (صلى الله عليه وآله) أفضل منه أنه قد نال مرتبة الإمامة أيضاً والإّ كان إبراهيم (عليه السلام) هو الأفضل وهو خلاف الفرض.
وبهذا يتضح أنه (صلى الله عليه وآله) قد نال هذه المرتبة الإلهية وأنه مشتمل عليها, كما أنه أفضل من الأئمة (عليهم السلام) لزيادة فضله ورتبته عليهم بالإنفاق .




السؤال: عن حالات تمثل جبرئيل للنبي (صلى الله عليه وآله)
سؤالي هو عن ( دحية الكلبي )، هل تمثل الامين جبرائيل (ع) بصورته وكما قال السيد الخميني (قدس سره) في اربعون حديثا في صفحة 378 (( كان يتمثل لرسول الله صلى الله علية واله وسلم في المثال المقيد دائما وفي المثال المطلق مرتين وفي عالم الملك حينا وفي عالم الملك في صورة دحية الكلبي رضيع رسول الله صلى عليه واله وسلم الذي كان اجمل الناس ))
سؤال هل يحتاج جبرائيل عليه السلام ان يتمثل بصورة دحية طيب اين وجه جبرائيل بل كان دحية 14 سنة مشرك قبل ان يدخل السلام

الجواب:
ذكر الشيخ الصدوق (رحمه الله) في كتابه (التوحيد/255) بسنده عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال في قوله تعالى: (( مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى * لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى )) (النجم: 16ـ 177) أنه رأى جبرائيل (عليه السلام) في صورته مرتين، هذه المرة ومرة أخرى، وذلك أن خلق جبرائيل عظيم فهو من الروحانيين الذين لا يدرك خلقهم وصفتهم إلا الله رب العالمين (انتهى).
وقد جاء في شرح أصول الكافي للمازندراني ج5 ص 118 نقلاً عن السهيلي في كتابه الروض الأنف:
أنواع الوحي سبعة:
الأول: الرؤيا الصادقة لقوله تعالى: (( يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ )) (الصافات:102).
الثاني: النفث في الروح لقوله (صلى الله عليه وآله وسلم): (إن روح الأمين نفث في روعي أن نفساً لن تموت حتى تستكمل أجلها ورزقها فأتقو الله وأجملوا في الطلب).
الثالث: إنه كان يأتيه في مثل صلصلة الجرس وهو اشد عليه وكان كذلك ليستجمع عنده في تلك الحالة فيكون أدعى لما يسمع.
الرابع: إنه يمثل له الملك رجلاً كما كان يأتيه في صورة دحية الكلبي، وكان دحية حسن الهيئة وحسن الجمال.
الخامس: أن يتراءى له جبرئيل (عليه السلام) في صورته التي خلق عليها له ستمائة جناح ينتثر منها اللؤلؤ والياقوت.
السادس: أن يكلمه الله تعالى من وراء حجاب في اليقظة كما في ليلة الإسراء.
السابع: ما ثبت أن إسرافيل وكل به (صلى الله عليه وآله وسلم) ثلاث سنين ويأتيه بالكلمة من الوحي ثم وكل به جبرائيل فجاءه بالقرآن (أنتهى).
وأما نزول جبرئيل (عليه السلام) بصورة دحية فقد كان لمسألة من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لله تعالى في ذلك وذلك لأن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يحب هذا الرجل فكان يتصور له جبرئيل بصورته ليستأنس برؤيته. (رسائل المرتضى4: 25، الرد على فتوى أبن جبرين للأحسائي: 34).






السؤال: هدايته عن طريق الإنذار
قوله تعالي (( انما انت منذر ولكل قوم هاد)) انما اداة حصر, فهل الله حصر النبي محمد في النبوة ولم يعطه الامامة؟
الجواب:
لا تنفي الآية القرآنية هداية النبي (صلى الله عليه وآله) للبشرية وانما تحدد هدايته عن طريق الإنذار.
يقول صاحب: (الميزان) في تفسير الآية: وانما انت هاد تهديهم من طريق الإنذار، وقد جرت سنّة الله في عباده أن يبعث في كل قوم هادياً يهديهم, والآية تدل على أن الأرض لا تخلو من هاد يهدي الناس إلى الحق إما نبي منذر وإما هاد غيره يهدي بأمر الله.



السؤال: السنة والسيرة النبوية
ما هي نقاط الالتقاء ونقاط الاختلاف بين مفهوم السيرة النبوية ومفهوم السنة النبوية?وهل كلا منهما على مستوى واحد من الحجية?
الجواب:
المراد بالسنة النبوية في علم الأصول ـ الذي هو القاعدة لاثبات الحجية لما يمكن الإفتاء به في علم الفقه ـ هي قول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وفعله وتقريره..
أما السيرة فالمراد بها: مطلق السلوكيات والأفعال والمواقف التي قد لا يّكون بعضها مناطاً للأحكام كنومه (صلى الله عليه وآله وسلم) ومشيه وطريقة أكله وما شابه ذلك. فهما ـ أي السنة والسيرة ـ قد يلتقيان كما لو كان هناك قول أو فعل أو تقرير يمكن أستنباط الحكم الشرعي منه، فهو سنة وهو سيرة في نفس الوقت، وقد يفترقان كما لو كان هناك فعل أو سلوك للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ليس محلاً للحكم الشرعي، فهذه سيرة وليست سنة ـ بالمعنى الأصولي الذي هو حجة ـ فالنسبة بينهما إذن هي العموم والخصوص المطلق، إذ كل سنة سيرة ولا عكس.







السؤال: حديث شق الصدر(1)
ما مدى صحة حادثة شق الصدر التي روي أنها حصلت للنبي صلى الله عليه وآله وما دلالتها إن كانت صحيحة ؟!!!
علما بأنها مذكورة في كتب الفريقين على ما أظن وقد أشكل عليها السيد جعفر مرتضى العاملي في كتابه الصحيح من سيرة النبي على ما أتذكر، وأظن أن في ذلك ربط مع العصمة والله أعلم
الجواب:
الحديث ورد عن العامة، ولم يرد من طرقنا، فقد ذكره أنس بن مالك قال: أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أتاه جبرائيل وهو يلعب مع الغلمان فأخذه فصرعه فشق عن قلبه فإستخرج القلب فاستخرج منه علقة، فقال: هذا حظ الشيطان منك، ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم، ثم لأمه ثم أعاده في مكانه وجاء الغلمان يسعون إلى أمه - يعني ظئره - فقالوا: إن محمداً قد قتل، فاستقبلوه وهو منتقع اللون، قال أنس : وقد كنت أرى أثر ذلك المخيط في صدره.
وهذا الحديث من الأحاديث الغريبة وقد أخرجه البخاري ومسلم في كتابيهما وتبعهما أكثر المؤرخين، إذ ذكروه في كتبهم والمفسرون اعتمدوا أحاديث الصحيحين فذكروا هذه الأسطورة في تفاسيرهم عندما جاءوا على تفسير قوله تعالى: (( أَلَم نَشرَح لَكَ صَدرَكَ )) (الشرح :1) - ويمكن مناقشة الحديث في جهات عدة :
1- اضطرب في تعيين عمر النبي (صلى الله عليه وآله) والزمان الذي فيه القصة .. ففي بعض طرق الحديث أنه كان في زمان طفولية النبي (صلى الله عليه وآله) عندما كان يلعب مع الغلمان، وفي طرق أخرى أن ذلك حدث بعد البعثة، وفور ذلك عرج به جبرئيل إلى سماء الدنيا .
2- يوجد إختلاف كبير في الأحاديث التي تعيّن محل وقوع الحدث، فبعض الأحاديث تروي أن الحدث وقع في مسجد الحرام، وروايات أخرى تقول بأن الواقعة حدثت في الصحراء، وأخرى تقول: بأن النبي (صلى الله عليه وآله) كان في بيته فأنشق عليه سقف الدار.
3- إن قصة شق الصدر بناءً على رواية أنس إذا قورنت وقيست بموضوع عصمة النبي (صلى الله عليه وآله) تبدو غير مقبولة، وذلك لأن النبي (صلى الله عليه وآله) منزه عن الأرجاس الشيطانية، فإبليس ليس له حظ في النفوذ إلى قلب النبي (صلى الله عليه وآله) حتى تكون العلة في شق صدره واستخراج ما كان في قلبه من حظ الشيطان .
4- الشر خصلة نفسانية وليس غدة مترشحة في الجسم البشري حتى يفتقر التخلص منه إلى إزالتها .





السؤال: حديث شق الصدر(2)
هناك رواية عن الرسول الاكرم (ص) بانه كان في ايام طفولته تعرض لحادثة شق الصدر من قبل الملائكة .
فما مدى صحة هذه الرواية عند الشيعة ؟

الجواب:
قال السيد جعفر مرتضى في كتابه (الصحيح من سيرة النبي الأعظم (ص) ج 2 - ص 83 – 90):
حديث شق الصدر : وما دمنا في الحديث عن رضاعه صلى الله عليه وآله وسلم في بني سعد ، فإننا لا نرى مناصا من إعطاء رأينا في رواية وردت في هذه المناسبة ، وهي التالية : أخرج مسلم بن الحجاج : ( عن أنس بن مالك : أن رسول الله صلى الله عليه وآله أتاه جبرئيل ، وهو يلعب مع الغلمان ، فاخذه وصرعه ، فشق عن قلبه ، فاستخرج القلب ، فاستخرج منه علقة ، فقال : هذا حظ الشيطان منك ، ثم . غسله في طست من ذهب ، بماء زمزم ، ثم لامه ، ثم أعاده في مكانه . وجاء الغلمان يسعون إلى أمه - يعني ظئره - فقالوا : إن محمدا قد قتل . فاستقبلوه ، وهو منتقع اللون . قال أنس : ( وقد كنت أرى أثر ذلك المخيط في صدره ) . وكان ذلك هو سبب إرجاعه صلى الله عليه وآله إلى أمه. وكتب الحديث والسيرة عند غير الامامية لا تخلو عن هذه الرواية غالبا . بل قد ذكروا أنه قد شق صدره صلى الله عليه وآله خمس مرات ، أربع منها ثابتة : مرة في الثالثة من عمره ، وأخرى في العاشرة ، وثالثة عند مبعثه ، ورابعة عند الاسراء ، والخامسة فيها خلاف . توجيه غير وجيه : ويقولون : إن تكرار شق صدره صلى الله عليه وآله إنما هو زيادة في تشريفه عليه الصلاة والسلام . وقد نظم بعضهم ذلك شعرا فقال :
أيا طالبا نظم الفرائد في عقد مواطن فيها شق صدر لذي رشد
لقد شق صدر للنبي محمد مرارا لتشريف ، وذا غاية المجد
فأولى له التشريف فيها مؤثل لتطهيره من مضغة في بني سعد
وثانية كانت له وهو يافع وثالثة للمبعث الطب الند
ورابعة عند العروج لربه وذا باتفاق فاستمع يا أخا الرشد
وخامسة فيها خلاف تركتها لفقدان تصحيح لها عند ذي النقد .
كما أننا في نفس الوقت الذي نرى فيه البعض يعتبر هذه الرواية من إرهاصات النبوة كما صرح به ناظم الأبيات السابقة وغيره ، ومثار إعجاب وتقدير . فإننا نرى : أنها عند غير المسلمين ، إما مبعث تهكم وسخرية ، وإما دليل لاثبات بعض عقائدهم الباطلة ، والطعن في بعض عقائد المسلمين . ونرى فريقا ثالثا يعتبر الرواية موضوعة ، من قبل من أراد أن يضع التفسير الحرفي لقوله تعالى : (( أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ *وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ))(الشرح:1-22). واعتبرها صاحب مجمع البيان أيضا ( مما لا يصح ظاهره ، ولا يمكن تأويله إلا على التعسف البعيد ، لأنه كان طاهرا مطهرا من كل سوء وعيب ، وكيف يطهر القلب وما فيه من الاعتقاد بالماء ؟ ). ونجد آخر يحاول أن يناقش في سند الرواية . ونظره فقط إلى رواية ابن هشام ، عن بعض أهل العلم ، ولكنه لم يعلم أنها واردة في صحيح مسلم بأربعة طرق . ولو أنه اطلع على ذلك لرأينا له موقفا متحمسا آخر ؟ لأنها تكون حينئذ كالوحي المنزل ، على النبي المرسل . ولعل خير من ناقش هذه الرواية نقاشا موضوعيا سليما هو العلامة الشيخ محمود أبو رية في كتابه القيم : ( أضواء على السنة المحمدية ) ، فليراجعه من أراد . . رأينا في الرواية : ونحن هنا نشير إلى ما يلي :
1 - إن ابن هشام وغيره يذكرون : أن سبب إرجاع الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إلى أمه ، هو أن نفرا من الحبشة نصارى ، رأوه مع مرضعته ، فسألوا عنه ، وقلبوه ، وقالوا لها : لنأخذن هذا الغلام ، فلنذهبن به إلى ملكنا وبلدنا الخ . وبذلك تصير الرواية المتقدمة التي تذكر أن سبب إرجاعه إلى أمه هو قضية شق الصدر محل شك وشبهة .
2 - كيف يكون شق صدره ( صلى الله عليه وآله وسلم ) هو سبب إرجاعه إلى أمه ، مع أنهم يذكرون : أن هذه الحادثة قد وقعت له ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وعمره ثلاث سنين ، أو سنتان وأشهر . مع أنه إنما أعيد إلى أمه بعد أن أتم الخمس سنين .
3 - هل صحيح أن مصدر الشر هو غدة ، أو علقة في القلب ، يحتاج التخلص منها إلى عملية جراحية ؟ ! . وهل يعني ذلك أن باستطاعة كل أحد - فيما لو أجريت له عملية جراحية لاستئصال تلك الغدة - أن يصبح تقيا ورعا ، خيرا ؟ ! .
أم أن هذه الغدة أو العلقة قد اختص الله بها الرسول الأعظم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وابتلاه بها دون غيره من بني الانسان ؟ ! . ولماذا دون غيره ؟ ! .
4 - لماذا تكررت هذه العملية أربع ، أو خمس مرات ، في أوقات متباعدة ؟ حتى بعد بعثته ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بعدة سنين ، وحين الاسراء والمعراج بالذات ؟ ! فهل كانت تلك العلقة السوداء ، وحظ الشيطان تستأصل ، ثم تعود إلى النمو من جديد ؟ ! وهل هي من نوع مرض السرطان الذي لا تنفع معه العمليات الجراحية ، والذي لا يلبث أن يختفي حتى يعود إلى الظهور بقوة أشد ، وأثر أبعد ؟ ! . ولماذا لم تعد هذه العلقة إلى الظهور بعد العملية الرابعة أو الخامسة ، بحيث يحتاج إلى السادسة ، فالتي بعدها ؟ ! .
ولماذا يعذب الله نبيه هذا العذاب ، ويتعرض لهذه الآلام بلا ذنب جناه ؟ ! ألم يكن بالامكان أن يخلقه بدونها من أول الأمر ؟ ! .
5 - وهل إذا كان الله يريد أن لا يكون عبده شريرا يحتاج لأعمال قدرته إلى عمليات جراحية كهذه ، على مرأى من الناس ومسمع ؟ ! . وتعجبني هذه البراعة النادرة لجبرئيل في إجراء العمليات الجراحية لخصوص نبينا الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) . وألا تعني هذه الرواية : أنه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كان مجبرا على عمل الخير ، وليس لإرادته فيه أي أثر أو فعالية ، أو دور ؟ : ! ، لان حظ الشيطان قد أبعد عنه بشكل قطعي وقهري ، وبعملية جراحية ، كان أنس بن مالك يرى أثر المخيط في صدره الشريف ! ! .
6 - لماذا اختص نبينا بعملية كهذه ولم تحصل لأي من الأنبياء السابقين عليهم الصلاة والسلام ؟ أم يعقل أن محمدا ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، أفضل الأنبياء وأكملهم ، كان فقط بحاجة إلى هذه العملية ؟ ! الجراحية ؟ ! وإذن ، فكيف يكون أفضل وأكمل منهم ؟ أم أنه قد كان فيهم أيضا للشيطان حظ ونصيب لم يخرج منهم بعملية جراحية ؟ لان الملائكة لم يكونوا قد تعلموا الجراحة بعد ؟ ! .
7 - وأخيرا ، أفلا ينافي ذلك ما ورد في الآيات القرآنية ، مما يدل على أن الشيطان لا سبيل له على عباد الله المخلصين : ((قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ *إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ))(الحجر:39-40) . وقال تعالى : ((إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ)) (الحجر:42)، وقال : ((إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ)) (النحل:999). ومن الواضح : أن الأنبياء هم خير عباد الله المخلصين ، والمؤمنين ، والمتوكلين . فكيف استمر سلطان الشيطان على الرسول الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إلى حين الاسراء والمعراج ؟ ! . هذا كله ، عدا عن تناقض الروايات الشديد . وقد أشار إليه الحسني باختصار . فراجع ، وقارن . المسيحيون وحديث شق الصدر : وقد روي عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قوله : ( ما من أحد من الناس إلا وقد أخطأ ، أو هم بخطيئة ، ليس يحيى بن زكريا ). ويذكر أبو رية : أن حديث شق الصدر يأتي مؤيدا للحديث الاخر ، الذي ورد في البخاري ، ومسلم وفتح الباري وغيرها ، وهو - والنص للبخاري - : ( كل بني آدم يطعن الشيطان في جنبيه بإصبعه حين يولد غير عيسى بن مريم ، ذهب يطعن ، فطعن في الحجاب) : وفي رواية : ما من بني آدم مولود إلا يمسه الشيطان حين يولد ، فيستهل صارخا من مس الشيطان غير مريم وابنها. .
ولهذا الحديث ألفاظ أخرى لا مجال لذكرها . وقد استدل المسيحيون بهذا الحديث على أن البشر كلهم ، حتى النبي مجردون عن العصمة ، معرضون للخطايا إلا عيسى بن مريم ، فإنه مصون عن مس الشيطان ، مما يؤيد ارتفاع المسيح عن طبقة البشر ، وبالتالي يؤكد لاهوته الممجد. وأضاف أبو رية إلى ذلك قوله : ( ولئن قال المسلمون لاخوانهم المسيحيين ، ولم لا يغفر الله لادم خطيئته بغير هذه الوسيلة القاسية ، التي أزهقت فيها روح طاهرة بريئة ، هي روح عيسى ( عليه السلام ) بغير ذنب ؟ ! .
قيل لهم : ولم لم يخلق الله قلب رسوله الذي اصطفاه ، كما خلق قلوب إخوانه من الأنبياء والمرسلين - والله أعلم حيث يجعل رسالته - نقيا من العلقة السوداء وحظ الشيطان ، بغير هذه العملية الجراحية ، التي تمزق فيها قلبه وصدره مرارا عديدة . . . ! ) .
أصل الرواية جاهلي : والحقيقة هي أن هذه الرواية مأخوذة عن أهل الجاهلية ، فقد جاء في الأغاني أسطورة مفادها : أن أمية بن أبي الصلت كان نائما ؟ فجاء طائران فوقع أحدهما على باب البيت ، ودخل الاخر فشق عن قلب أمية ثم رده الطائر ، فقال له الطائر الاخر : أوعى ؟ ؟
قال : نعم . قال : زكا ؟ قال : أبى .
وعلى حسب رواية أخرى : أنه دخل على أخته ، فنام على سرير في ناحية البيت ، قال : فانشق جانب من السقف في البيت ، وإذا بطائرين قد وقع أحدهما على صدره ، ووقف الاخر مكانه ، فشق الواقع على صدره ، فأخرج قلبه ، فقال الطائر الواقف للطائر الذي على صدره : أوعى ؟ قال : وعى . قال : أقبل ؟ قال : أبى . قال : فرد قلبه في موضعه الخ . .
ثم تذكر الرواية تكرر الشق له أربع مرات.
وهكذا يتضح أن هذه الرواية مفتعلة ومختلقة ، وأن سر اختلاقها ليس إلا تأييد بعض العقائد الفاسدة ، والطعن بصدق القرآن ، وعصمة النبي الأكرم ( صلى الله عليه وآله) .




السؤال: الصادر الأوّل
عندما يقال بأنّ نبيّنا محمّد(صلّى الله عليه وآله وسلّم) هو الصادر الأوّل، فالسؤال المنطقي يقول: لماذا كان هو دون غيره؟
فيقال: بأنّ قابليته هي التي أهلته لذلك المقام، فالسؤال هو: أليس هو لم يكن شيئاً قبل ذلك؟
فالعبارة هذه يفهم منها أنّه كان موجوداً قبل الخلقة، فنرجو منكم توضيح هذا المطلب.

الجواب:

يجاب على سؤالكم بنحوين, كلّ منهما يصلح أن يكون جواباً مستقلاً في المقام:
الأوّل: إنّ الله عزّ وجلّ ومن منطلق علمه الذاتي والأزلي كان يعلم بأنّ الرسول(صلّى الله عليه وآله وسلّم) سيصل بجدّه وجهده في عالم الدنيا إلى المرتبة القصوى بين الممكنات بعد إعطائه الخيار والاختيار من جانب الباري تبارك وتعالى, فعلم الله عزّ وجلّ وإن كان مقدّماً ولكن التطبيق كان متأخّراً.
وبعبارة واضحة: إنّ الله عزّ وجلّ كان يعلم بوفاء نبيّنا(صلّى الله عليه وآله وسلّم) في عالم الوجود بكافة المتطلبات التي تؤهله لهذا المنصب الإلهي, وعليه فأعطاه تلك المرتبة السامية بسبب علمه المسبق على الإعطاء, فالنتيجة أنّ كافّة المواهب المعطاة هي ناتجة ومكافئة على سلوك وسيرة النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) في الدنيا وإن أعطيت من قبل.
ولا يخفى أنّ هذه النظرية قابلة للتأييد بنصوص روائية, وعلى سبيل المثال: ورد في فقرات من دعاء الندبة هكذا: (... اللّهمّ لك الحمد على ما جرى به قضاؤك في أوليائك، الذين استخلصتهم لنفسك ودينك، إذ اخترت لهم جزيل ما عندك من النعيم المقيم، الذي لا زوال له ولا اضمحلال, بعد أن شرطت عليهم الزهد في درجات هذه الدنيا الدنية وزخرفها وزبرجها، فشرطوا لك ذلك، وعلمت منهم الوفاء به فقبلتهم وقرّبتهم...)( ).
وملخص الكلام: إنّ الفضائل والميّزات التكوينية والتشريعية للنبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) ــ على ضوء هذا القول ــ بأجمعها هي حصيلة الجهود والمتاعب التي تحمّلها الرسول(صلّى الله عليه وآله وسلّم) في سبيل نشر الدين والعقيدة وتبليغ الوحي وزعامة الأمة وغيرها.
الثاني: عند بدء الخلق وفي أوانه, عندما تعلّقت الإرادة التكوينية لله عزّ وجلّ بإنشأ الممكنات, جاء النور الأوّل ــ أو بعبارة أخرى: الصادر الأوّل ــ كأوّل مخلوق له سمة الخلافة عن الخالق في عالم الخلق, وهذا هو الفيض الأوّل الصادر إلى عالم الوجود ــ وهنا لا بأس بالإشارة إلى أنّ العلاقة بين الممكن والواجب أمر ضروري عقلاً ونقلاً, فيجب أن تكون رابطة الفيض مستمرة بين الخالق والمخلوق بنحو تام ــ.
ثمّ على ضوء ما ذكرنا, فإنّ المخلوق الأوّل يجب أن تتوفر فيه الميزات العالية التكوينية والتشريعية لنيل هذه الرتبة السامية ــ أي الاستخلاف والنيابة عن الله عزّ وجلّ في دائرة الوجود ــ لأنّ الحكمة الإلهية كانت تقتضي ولا تزال بأن يصدّر الأفضل حتى تكون متابعة الآخرين له ينسجم مع القواعد العقلية في طريق الكمال والرقي, وهذا النور الأوّل والمخلوق الممتاز قد سمّي وتعيّن بأنّه محمّد(صلّى الله عليه وآله وسلّم), لا أنّ نبيّنا قد حصل على هذه المكانة في أوّل الخلق, بل أنّ الصادر الأوّل المميّز قد لقّب وتعنون بأنّه هو الرسول الأعظم أشرف الكائنات محمّد(صلّى الله عليه وآله وسلّم).
وممّا ذكرنا يظهر جواب التوهم المذكور, إذ لم يكن يوجد أي ممكن عند نقطة بدء الخلق حتى يتوهم الانحياز والتمييز لمخلوق دون آخر, بل أنّ الوجود الأوّل قد تعنون وسمّي بأنّه محمّد(صلّى الله عليه وآله وسلّم), ومن الملاحظ أنّه عند خلقه لم يكن هناك مخلوق آخر يوازيه حتى يفرض أنّه(صلّى الله عليه وآله وسلّم) قد أعطي ما كان بالامكان أن يعطي غيره.
وبعبارة دقيقة وواضحة: إنّ المرتبة العليا والوحيدة لعالم الممكنات خلق وسمّي محمّداً(صلّى الله عليه وآله وسلّم), لا أنّ التسمية والتعنون سبق إعطاء هذه المكانة السامية, وفي الواقع أنّ النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) هو رمز المثل والقيم الإلهية بشكل مجسّم في عالم الخلق، والنموذج الحيّ الوحيد لكافة الايجابيات في عالم الكون.
وهذا الرأي أيضاً قابل للتأييد بنصوص روائية كثيرة موجودة في مجاميعنا الحديثية.
ثمّ لا يخفى أنّ النظريتين لا تتعارضان فيما بينهما, بل نتمكن من الجمع بينهما كما هو واضح بأدنى تأمل!

تعليق على الجواب (1)
لقد ذكرتم أنّه لا توجد علاقه مباشره بين الواجب سبحانه وباقي البشر، وإنّما تكون عن طريق الصادر الأوّل الذي هو العقل الأوّل حسب الفلسفه، وقد ذكر أنّ الصادر الأوّل هو الرسول محمّد(صلّى الله عليه وآله وسلّم)، لأنّه أشرف الممكنات.
هنالك إشكالان يردان على هذا البيان:
الأوّل: المفروض أنّ الصادر الأوّل هو عقل لا إنسان، فكيف يكون الرسول محمّد(صلّى الله عليه وآله وسلّم) الصادر الأوّل؟
الإشكال الثاني: كيف نؤمن بأنّ النبيّ محمّد(صلّى الله عليه وآله وسلّم) هو نبيّ إلاّ بالرجوع إلى التاريخ، أي أنّ اثبات النبوّة هو عن طريق قراءة التاريخ فقط، مع أنّ التاريخ يخبرنا بأنّه يوجد قبل نبيّنا محمّد(صلّى الله عليه وآله وسلّم) النبيّ عيسى وموسى(عليهما السلام)، أو على الأقل يوجد المسيحيون واليهود، فقد يدّعون بأنّ أنبيائهم هم الصادر الأوّل؟
أي بمعنى آخر: كيف نثبت النبوّة للنبيّ محمّد(صلّى الله عليه وآله وسلّم)، وكيف نثبت أنّه هو المستحقّ أن يكون الصادر الأوّل دون غيره من الأنبياء بالأدلّه العقلية.
الجواب:

لعلّك فهمت من قولنا أنّ النبيّ محمّد(صلى الله عليه وآله وسلم) هو الصادر الأوّل، أنّه بشخصه الزماني كذلك، وهذا خطاً!
لأنّنا لا نريد به إلاّ الحقيقة المحمّدية التي هي موجود بسيط صادر عن الله تعالى يكون واسطة في الفيض بينه وبين مخلوقاته، فكون الصادر الأوّل عقل كما صرّح به الفلاسفة لا ينافي أن يكون بلحاظ آخر نوراً وقلماً وحقيقة.. ولذلك وردت عدّة أخبار تعبّر عن هذا الصادر الأوّل.
فقد ورد أنّ أوّل شيء خلقه الله نور الأنوار، وورد أنّه القلم، وورد أنّه العقل...الخ، ويجمعها أنّها حقيقة عُليا هي أولى الحقائق عبّر عنها بـ(الحقيقة المحمّدية)، لأنّ ليس ثمّة ما هو أعلى حقيقة من حقيقة محمّد(صلى الله عليه وآله وسلم)، ولما ورد في محلّه من الفلسفة من تقدّم الأشرف وجوداً على الأخس وجوداً.
أمّا بالنظر إلى الوجود الزماني، فقد خلق محمّد(صلّى الله عليه وآله وسلّم) بعد خلق جميع الأنبياء(عليهم السلام)، وذلك لحكمة أخذ العهود منهم له، وليكون شاهداً عليهم، ولتكون رسالته خاتمة الرسالات، فالنظم الزماني والتاريخي لخلق النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) يوافق النظم الطولي والصدوري.. وهو مطابق للحكمة؛ فتأمل!

تعليق على الجواب (2)
السلام عليكم ورحمة الله..
إذا كان الصادر الأوّل هو نور النبيّ أو ذاته المقدّسه صلوات الله عليه وعلى آله, فهل هذا يعني أنّ الزمان والمكان صدرا عنه كما بقية الوجودات؟ وإذا كان كذلك فمتى كان صدوره (الصادر الأوّل) وأين؟ إذاً كان هو أصلا قبل الزمان والمكان؟
الجواب:

الزمان والمكان يتعلّقان بعالم المادّة، فالزمان: مقدار حركة الأجسام أعمّ من أن تكون تلك الحركة في المكان الذي هو مقولة الأين أو بعض المقولات الأخرى كالكيف والكم.. والمكان: هو المحلّ الذي تحلّ فيه الأجسام..
بينما لا يعقل الزمان والمكان في العوالم العقلية كعالم الملكوت وعالم الجبروت أو عالم النفس وعالم العقل.
نعم، لهذه العوالم وقت وليس زماناً، ففي عالم الملكوت هنالك الدهر، وفي عالم الجبروت هنالك السرمد، وللفلاسفة نظريات متعدّدة عن ماهية الوقت في العوالم العقلية.
ولذلك لا يسئل عن الصادر الأوّل متى صدر؟ لأنّه سؤال عن الزمان، وقد أوضحنا إنّ تلك العوالم ليست زمانية.
وقد يعبّر عن وقت صدور الصادر الأوّل بالسنين تقريباً للأذهان التي لا تأنس إلاّ بعالم المادّة.. وربّما وردت في الأخبار إشارات إلى أوقات خلق بعض الصوادر المجردة، كالأرواح مثلاً التي ورد فيها أنّها خلقت قبل الجسد بألفي عام.







السؤال: أشبه الناس به خَلقاً وخُلقاً
من اشبه الناس خلقا وخلقا برسول الله وهل يوجد حديث صحيح يدل على ذلك?
الجواب:
الموصوفون بأنهم أشبه الناس برسول الله(ص) خلقاً وخلقاً عدة, منهم:
1- الحسن بن علي بن أبي طالب (مسند أحمد ج1/99, كنز العمال ج13/659).
2- جعفر بن أبي طالب الملقب بالطيار (أسد الغابة ج1/287).
3- علي الأكبر بن الإمام الحسين بن علي (مقاتل الطالبيين ص127).
4- علي بن موسى الرضا (الدر النظيم).
5- محمد بن الحسن العسكري (كفاية الأثر).
وكانت فاطمة الزهراء أشبه الناس بأبيها من النساء. (دلائل الإمامة 150).





السؤال: عدد حجّاته
كم مرة حج النبي الاعظم صلوات الله عليه واله وسلم?
الجواب:
المعروف أن النبي (ص) حج بعد الهجرة حجة واحدة وهي حجة الوداع، لكن مع ذلك هناك روايات تشير إلى أنه حج أكثر من مرة.
فعن ابن عباس:أنه حج ثلاث حجج.
وعن ابن الأثير: أنه كان يحج كل سنة قبل أن يهاجر.
وعن ابن الجوزي وعن الثوري أن رسول الله حج حججاً قبل أن يهاجر.
وعن أبي عبد الله (عليه السلام):أن النبي لم يحج بعد قدومه المدينة إلا واحدة، وقد حج بمكة حجات، وفي رواية أخرى عشر حجات.
مستسراً في كلها، وفي أخرى عشرين حجة.
ومن هذه الروايات وغيرها يستدل القائلون بأن الحج قد فرض قبل الهجرة، ويستدل القائلون بأن الحج فرض بعد الهجرة،بروايات تشير إلى أنه فرض في السنة الرابعة أو الخامسة أو السادسة أو الثامنة أو التاسعة أو العاشرة.





لسؤال: أسئلة حول رضاعته (صلى الله عليه وآله) وأخته من الرضاعة
انا طالبة في الحوزة العلمية واعمل بحثا حول حقيقة رضاعة رسول الله صلى الله وعليه وآله من قبل حليمة السعدية, ارجو المساعدة من قبلكم وارشادنا الى المصادر الصحيحة والاجابة على الاسئلة .
1- مامدى صحة الروايات التي نقلها التاريخ من ان حليمة السعدية هي من ارضعت رسول الله صلى الله وعليه وآله .
2- ماهي الحكمة من عدم رضاعتة من قبل والدته السيدة آمنه بنت وهب (عليها السلام) .
3- كيف يتربى رسول الله صلى الله وعليه وآله بعيداً عن والدته وجده وعمه وهم يعرفون انه رسول الله .
4- بعض الروايات وصفت الشيماء بنت حليمة السعدية بانها كانت مغنية فكيف تكون اخت رسول الله من الرضاعة مغنية, خاصة وان بعض الروايات تقول بأنها أي الشيماء كانت تلاعب النبي وهو صغير وتحضنه .
وفقكم الله لكل ماتقدمونه ولاهتمامكم باسئلتنا والرد عليها

الجواب:
1- بحسب المصادر التاريخية ان حليمة السعدية أرضعت النبي(صلى الله عليه وآله) بعد سبعة أيام.
2- وأيضاً بحسب المصادر التاريخة أن امه آمنة بنت وهب أرضعته يومين أو ثلاثة.
3- اخذ الاطفال للرضاعة في البداية كانت عادة أهل مكة لأسباب تتعلق بالصحة وفصاحة الألسن وغير ذلك من الأمور التي ذكرها الباحثون.
يراجع فيما تقدم: الصحيح من سيرة النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) للسيد جعفر مرتضى العاملي ج2 ص147 فما بعدها ففيه التفصيل للأسئلة الثلاثة المتقدمة.
وأما سؤالكم عن الشيماء فقد ذكرت المصادر التاريخية - وخاصة كتب أهل العامة - كالاستيعاب لابن عبد البر 4: 180، والطبقات الكبرى لابن سعد 1: 111 وتاريخ مدينة دمشق لابن عساكر 3: 87 ونحوها ان الشيماء جذامة بنت الحارث، بنت حليمة السعدية هي أخته (صلى الله عليه وآله) من الرضاعة وانها كانت في سبي هوازن وقد اكرمها النبي (صلى الله عليه وآله) بعد أن تعرف عليها.. وأما كونها كانت مغنية فهذا لم نعثر عليه بحسب اطلاعنا القاصر وهو لا يضر النبي(صلى الله عليه وآله) فقد كانت رضاعته (صلى الله عليه وآله) في بيت حليمة السعدية أياماً بحسب هذه المصادر وهي لا تؤثر فيه (صلى الله عليه وآله) لمحل شموله بالرعاية الإلهية منذ الصغر.





السؤال: معنى ( خاتم الأنبياء)
بسم الله الرحمن الرحيم (( ما كان محمد ابا احد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين )) صدق الله العلي العظيم.
ما معنى كلمة (( خاتم )) ؟ وهل هي مرادفة لكلمة (( نهاية )) ؟
وهل في الاية الكريمة اشارة واضحة الى الرجعة ؟

الجواب:
خاتم النبيين أي آخرهم فلا نبي بعده, وقرئ بكسر التاء بمعنى أنه ختمهم فهو خاتم أي:آخر,وبالفتح: بأنهم ختموا به فهو كالخاتم والطابع لهم.


السؤال: لماذا ختمت الرسالات به (صلى الله عليه وآله) مع أن العلم يتطور
وبعد, لماذا ختم الله الرسالات السماوية برسالة النبي (ص) على الرغم من أن العلم ما زال يتطور؟

الجواب:
لم يقل أحد أن الله بعث الأنبياء والرسل بعلم الطب أو العلوم المادية من الهندسة والتكنولوجيا, وانما بعثهم لايصال أوامر الله ونواهيه للبشرية, ليكونوا الواسطة بين الله وبين خلقه, وعلى هذا فلا مانع من ختم الرسالة بالنبي محمد (صلى الله عليه وآله) على الرغم من أن العلم ما زال يتطور, فان النبي (صلى الله عليه وآله) وإن كان يعلم هذه العلوم بتعليم الهي, ولكنه لم يبعث لهذا الفرض, لذا لا نجده كان يستعمل هذه العلوم إلا في موارد نادرة. فلم يبعث الله الأنبياء ليعلموا الناس الطب أو النجارة او الزراعة أو تطوير العلوم, وإنما بعثه ليكون واسطة بينه وبين الخلق في إيصال أوامر الله ونواهيه للبشرية لعبادة رب العالمين وعدم الخروج عن طاعته سبحانه وتعالى, وبذلك تتم الحجة ويكون الثواب والعقاب, وفي اجراء أوامر الله ونواهيه تطبيق للعدل الالهي في الكرة الأرضية.

تعليق على الجواب (1)
اعتقد ان الجواب لم يصب سؤال السائل لان المراد معرفة سبب كون نبوة نبينا هي النبوة الخاتمة اي لماذا لم يجعل الله باب النبوات مفتوح ليأت نبي في هذا الزمان مثلا او قبله فان المتبادر ان ذلك قد يشكل دعما قويا للرسالة الحقة
الجواب:
إنما يحتاج إلى نبوة جديدة لو كانت الرسالة السابقة لا تفي بمتطلبات العصر وكان فيها نقص لا يسد حاجة المجتمع ولما كانت نبوة الخاتم كاملة وليس فيها نقص لم يحتج إلى نبوة جديدة لأن هذه النبوة الجديدة اما ان تكون ناقصة أو مثل النبوة الخاتمة فلذا لا يحتاج إلى هذه النبوة.





السؤال: معنى قوله صلى الله عليه وآله: (لكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحداً ...)
الرجاء اريد تفسير لقول الرسول (صلوات الله عليه وعلى آل بيته الطاهرين) في خطبتة في حجة الوداع: لكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه وعليهن أن لا يأتين بفاحشة مبينة

الجواب:
اختلفت المصادر في ذكر خطبة الرسول (ص) ففي بعضها كما ذكرتم وفي أخرى قال هكذا: (ولكم عليهن حقاً أن لا يوطئن فرشكم أحد غيركم ولا يأذن في بيوتكم لأحد تكرهونه فإن خفتم نشوزهن فعضوهن).
ولو كانت الرواية هكذا فيكون المعنى واضحاً حيث يشير الرسول (ص) إلى أن هناك عادات لا يقبلها الإسلام وهي أن يدخل الرجل على المرأة كما كان يصنع في الجاهلية وبداية الخطبة ينسجم مع هذا المعنى حيث أن الرسول (ص) وضع كل دم أهريف في الجاهلية وكل رباً كان في الجاهلية .
ثم بين رسول الله (ص) أنه لا يجوز أن تدخل إلى بيتها أحد يكرهه زوجها ولم يذكر في هذه الرواية (وعليهن أن لا يأتين....)
ولعل هذه الرواية للخطبة هي الأصح لأن ما فيها ينسجم مع الروايات الأخرى حيث ذكرت عند خوف النشوز عليكم بالعظة ثم الهجرة ثم الضرب وهو ينسجم مع ما مذكور بالقرآن بخلاف الرواية التي ذكرتها حيث جعلت الهجرة والضرب سبباً للإتيان بالفاحشة.
وأما إذا أردنا قبول الرواية الثانية التي تذكر الفاحشة المبينة فيحق للرجل أن يعضلها بمعنى أن يضارها ولا يحسن معاشرتها ليضطرها بذلك إلى الإفتراء منه بمهرها أوغيره .. ويحق له أن يهجرها في المضاجع وأن يضربها ضرباً غير مبرح .
والمراد بالفاحشة أن تأتي بشيء يوجب عليها الحد وذكر أيضاً أن من الفاحشة أن تؤذي أهل الرجل.
والحصيلة أن التي تأتي بالفاحشة بناءاً على قبول هذه الرواية جاز عضلها وما ذكر من الهجر والضرب قد يكون بياناً للعضل المذكور في الرواية وفي قوله تعالى: (( وَلاَ تَعضُلُوهُنَّ لِتَذهَبُوا بِبَعضِ مَا آتَيتُمُوهُنَّ إِلاَّ أَن يَأتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ )) (النساء:19).



السؤال: تختمه صلوات الله عليه
يسأل الكثير من اخواننا ابناء السنة والجماعة كثير من الاسئلة حول الامور العقائدية ذات الطابع الخلافي بين مذهب ال البيت (ع) والمذاهب الاخرى وقد امتد هذا الاشكال من جانب المخالفين لمذهب ال البيت (ع) ليصل حتى الى انكار التختم بالاحجار المختلفة وانها من غير الثابت عن الرسول الكريم (ص) ذلك فهل يوجد جزاكم الله خيرا ما يثبت ورود ذلك الامر عن رسول الله (ص) من مصادر اهل السنة ام ان اقتصار ورود هذه الروايات لدى فقط مصادرنا لعلمائنا الافاضل؟
الجواب:
نذكر لك بعض الروايات التي وردت عند أهل السنة ففي سنن أبن ماجة ج2 ص1202 :
1- عن أبن عمر أن النبي (صلى الله عليه واله) كان يجعل فص خاتمه مما يلي كفه . فالرواية تذكر أن لخاتمه فص .
2- عن أنس أبن مالك أن رسول الله (صلى الله عليه واله) لبس خاتم فضة فيه فص حبشي كان يجعل فصه في بطن كفه .
3- عن عبد الله بن جعفر أن النبي (صلى الله عليه واله) كان يتختم في يمينه .
4- وفي عمدة القاري 22 /37 قال وروي أصحابنا أثراً فيه ( التختم بالعقيق ) وهو أن رسول الله (صلى الله عليه واله) كان يتختم بالعقيق . وقال تختموا به فانه مبارك قلت فيه نظر .
5- وفي فيض القدير للمناوي 2/309 قال ( تختموا بالعقيق فأن ينفي الفقر ) قيل أرادوا به إتخاذه خاتم فصه من عقيق وقال أبن الأثير يريد أنه أذا ذهب ماله باعه فوجه به غنى وأقول يرده زيادته في رواية الديلمي عقب ينفي الفقر واليمين أحق بالزينة وقوله في رواية أخرى تختموا بالخواتم العقيق فأنه لا يصيب أحدكم غم ما دام عليه فدل السياق على أن المراد حقيقة التختم وهو جعله في الاصبع ......





السؤال: لبسه (صلى الله عليه وآله) للعمامة والخاتم
يقال بان النّبي المكرّم صلّى الله عليه وآله كان يلبس العمامة ويتختّم بيمينه. هل هذا صحيح؟ وهل هذا مذكور في مصادر أهل سنة الجّماعة؟

الجواب:
نذكر لك رواية واحدة عن لبس رسول الله للعمامة ففي الشرح الكبير لآبن قدامة ج1ص126 قال : عن انس بن مالك قال رأيت رسول الله صلى الله عليه واله يتوضأ وعليه عمامة قطرية فأدخل يده من تحت العمامة فمسح مقدم رأسه ولم ينقض العمامة رواه أبن داود .
واما لبس الخاتم من اليمين ففي البخاري ج7 ص53 بعد ذكر لبس رسول الله (صلى الله عليه وآله) للخاتم . قال جويره : ( ولا أحسبه الإّ قال في يده اليمنى ) .



يتبع












عرض البوم صور الشيخ عباس محمد   رد مع اقتباس
قديم 06-09-2017, 05:10 PM   المشاركة رقم: 9
معلومات العضو
الشيخ عباس محمد

إحصائية العضو







 
 


التوقيت

التواجد والإتصالات
الشيخ عباس محمد غير متواجد حالياً

كاتب الموضوع : الشيخ عباس محمد المنتدى : منتدى النبي المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم)
افتراضي

السؤال: هل أول ما خلق الله نبينا محمد (صلى الله عليه وآله) أو آدم (عليه السلام)؟
هل أول ما خلق الله هو النبي أدم,أم كان هناك أدم قبل النبي أدم,وكيف يكن النبي محمد أول ما خلق الله تعالى كما هو في بعد روايتنا,أرجو التوضيح,مشكورين على هذه الخطوة الجيدة التي تنفع وتجنب المذهب من الأباطيل
الجواب:
أول ما خلق الله نور نبينا (صلى الله عليه وآله),وأما بدنه فهو مخلوق على النسق الذي جاء به في الدنيا من كونه من ذرية آدم (عليه السلام), ثم أن هناك روايات تشير إلى أن هناك عوالم أخرى سابقة علينا غير عالمنا هذا وهناك أوادم غير آدمنا.





السؤال: كيفية نزول نوره الى صلب آدم (عليه السلام) وسجود الملاءكة لآدم (عليه السلام)
كيف كان نزول نور النبي وآله إلى صلب ادم؟
هل كان سجود الملائكة لادم (ع) بعد نزول نور آل محمد في صلبه أم قبل؟
الجواب:
في رواية الصادق (عليه السلام) عن أبيه عن جده عن أبيه عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) أنه قال كما في (البحار 15/4)
إن الله تبارك وتعالى خلق نور محمد صلى الله عليه وآله قبل أن خلق السماوات والأرض والعرش والكرسي واللوح والقلم والجنة والنار وقبل أن خلق آدم ونوحا وإبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب وموسى وعيسى وداود وسليمان عليهم السلام وكل من قال الله عز وجل في قوله: (( ووهبنا له إسحاق ويعقوب )) إلى قوله: (( وهديناهم إلى صراط مستقيم )) وقبل أن خلق الأنبياء كلهم بأربع مائة ألف سنة وأربع وعشرين ألف سنة, وخلق عز وجل معه اثني عشر حجابا : حجاب القدرة, وحجاب العظمة, وحجاب المنة, وحجاب الرحمة, وحجاب السعادة, وحجاب الكرامة, وحجاب المنزلة, و حجاب الهداية, وحجاب النبوة, وحجاب الرفعة, وحجاب الهيبة, وحجاب الشفاعة .
ثم حبس نور محمد صلى الله عليه وآله في حجاب القدرة اثني عشر ألف سنة, وهو يقول: ( سبحان ربي الأعلى ) وفي حجاب العظمة إحدى عشر ألف سنة, وهو يقول: ( سبحان عالم السر ) وفي حجاب المنة عشرة آلاف سنة, وهو يقول: ( سبحان من هو قائم لا يلهو ) وفي حجاب الرحمة تسعة آلاف سنة, وهو يقول: ( سبحان الرفيع الاعلى ) وفي حجاب السعادة ثمانية آلاف سنة وهو يقول: ( سبحان من هو دائم لا يسهو ) وفي حجاب الكرامة سبعة آلاف سنة, وهو يقول: ( سبحان من هو غني لا يفتقر ) وفي حجاب المنزلة ستة آلاف سنة, وهو يقول: ( سبحان العليم الكريم ) وفي حجاب الهداية خمسة آلاف سنة, وهو يقول: ( سبحان ذي العرش العظيم ) وفي حجاب النبوة أربعة آلاف سنة وهو يقول: ( سبحان رب العزة عما يصفون ) وفي حجاب الرفعة ثلاثة آلاف سنة, وهو يقول: ( سبحان ذي الملك والملكوت ) وفي حجاب الهيبة ألفي سنة, وهو يقول: ( سبحان الله وبحمده ) وفي حجاب الشفاعة ألف سنة, وهو يقول: ( سبحان ربي العظيم وبحمده ) ثم أظهر اسمه على اللوح فكان على اللوح منورا أربعة آلاف سنة, ثم أظهره على العرش فكان على ساق العرش مثبتا سبعة آلاف سنة, إلى أن وضعه الله عز وجل في صلب آدم عليه السلام.
وقال الصدوق في كمال الدين: واستعبد الله (عز وجل) الملائكة بالسجود لآدم تعظيماً له لما غيبه عن أبصارهم وذلك أنه عز وجل إنما أمرهم به بالسجود لما أودع صلبه من أرواح حجج الله تعالى ذكره فكان ذلك السجود لله عزوجل عبودية ولأدم طاعة ولما في صلبه تعظيماً.





السؤال: التوفيق بين وجوده (صلى الله عليه وآله) كنور قبل الخلق وكونه دعوة أبيه إبراهيم (عليه السلام)
نحن نعلم أن الله تعالي خلق نور النبي الاعظم (ص) قبل خلق السماوات والكائينات ولكن كيف نجمع بين هذا الامر وبين قول النبي الاعظم : ( أنا دعوة أبي ابراهيم الخليل )
الجواب:

الجمع يتم بأنَّ ما ورد من أنه سبحانه خلق نور النبي (صلى الله عليه وآله) قبل خلق السماوات والأرض, وذلك في غير عالم الدنيا, وأما ما ورد من قوله (صلى الله عليه وآله): بأنه دعوة أبيه إبراهيم, وبشرى عيسى بن مريم (الخصال - للصدوق ـ: 177) فتحمل على عالم الدنيا ولا منافاة بين الأمرين, إذ قد يكون في غير عالم الدنيا أمراً يؤخّر بيانه ووجوده بحسب علله وشرائطه في عالم الدنيا.. وخاصة إذا علمنا أن المراد بأنه(صلى الله عليه وآله) دعوة أبيه إبراهيم هي قوله تعالى: (( رَبَّنَا وَابعَث فِيهِم رَسُولاً مِّنهُم يَتلُو عَلَيهِم آيَاتِكَ )) (البقرة: 129), وأنه (صلى الله عليه وآله) بشرى عيسى بن مريم, المراد بها قوله تعالى: (( وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأتِي مِن بَعدِي اسمُهُ أَحمَدُ ))(الصف: 6).






السؤال: روايات المخالفين في خلقه (صلى الله عليه وآله) وعلي (عليه السلام) من نور واحد
هل خلق الرسول صلي الله عليه وسلم وعلي رضي الله عنه من نفس واحدة ونور واحد المرجو أريد دليل من كتب المخالفين

الجواب:
في (تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر ج42ص67) قال: أخبرنا أبو غالب عن سلمان قال سمعت حبيبي رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: (كنت أنا وعلي نوراً بين يدي الله مطيعاً يسبح الله ذلك النور ويقدسه قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام فلما خلق الله آدم ركز ذلك النور في صلبه فلم نزل في شيء واحد حتى افترقنا في عبد المطلب فجزء أنا وجزء علي).
وفي (شرح نهج البلاغة ج9 ص171) بعد أن ذكر الحديث قال: رواه أحمد في المسند، وفي كتاب فضائل علي (عليه السلام)، وذكره صاحب كتاب الفردوس وزاد فيه: (ثم انتقلنا حتى صرنا في عبد المطلب فكان لي النبوة ولعلي الوصية).
وذكر أيضاً الزرندي الحنفي في (نظم درر السمطين ص70)، وابن مردويه في (مناقب علي ص285).




السؤال: وصفه عند أهل السنّة كما في البخاري
عندي نقاش مع احد الوهابية في النت وذكرت له حديث البخاري الذي يروي ان رسول الله بال قائماً وقال لي لا اشكال في هذا ارجوا منكم ذكر ما هو حكم من بال واقفا عندهم مع ذكر المصدر

الجواب:
حتى لو قيل بجواز ذلك عند تلك المذاهب بحيث يرى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو يبول واقفاً, فنحن لا نعيب عليهم من وراء ذلك ارتكاب الرسول (صلى الله عليه وآله) لمحرم من المحرمات, بل نعيب عليهم وصف تلك الشخصية العظيمة بهذه الهيئة التي يترفع عنها بسطاء الناس فضلاً عن كبارها وقادتها وانبياءها, فنحن نقول انهم لم يرعوا لرسول الله (صلى الله عليه وآله) حرمة ولا جعلوا له قدسية إذ وصفوه بهذا الوصف وأنزلوه بهذا المنزلة التي تتنفر منها النفوس.




السؤال: نظرة الفرق المختلفة لشخصية رسول الله (صلى الله عليه وآله)
يقال في احد القنوات الفضائية الفضائية أن رسول الله صلى الله عليه وآله كان والعياذ بالله (لديه شهوة جنسية عارمة) ويستشهدون بأحاديث من الصحيحين وأحاديث أخرى من أمهات التراث الإسلامي..
هل تلك الأحاديث موجودة أيضا ً في التراث الإسلامي الشيعي أم أنها فقط عند إخواننا السنة؟
الجواب:
ان الاختلاف بين مذهب أهل البيت (عليهم السلام) وبين بعض المذاهب الإسلامية ليس فقط في الإمامة بل في كثير من تفاصيل بقية الأصول، ففي التوحيد هناك اختلافات وفي النبوة كذلك، وواحدة من الاختلافات هي النظرة أو الصورة التي يرسمونها عن النبي (صلى الله عليه وآله) فهم يجعلونه بمصاف الرجال العاديين بل دون بعض الرجال المقدسين عندهم! في حين ان الصورة التي يرسمها اتباع مذهب أهل البيت (عليهم السلام) عن النبي (صلى الله عليه وآله) تختلف تماماً عما يصفه به غيرهم,فهو النبي المعصوم المطهر المصطفى الذي هو واسطة الفيض بين السماء والأرض وغيرها من الصفات التي تشير إلى الدرجة العالية التي تبعده عن الصفات المشينة التي يرسمونها له صلوات الله عليه.
وللمزيد ارجع إلى الموقع الأسئلة العقائدية: النبي محمد (صلى الله عليه وآله) زوجاته وسبب زواجه منهن.






السؤال: كان يعمل ليكسب قوته
لقد عرفنا انه كان النبي (صلى الله عليه وآله) يعظ الناس ويهديهم الى طاعة الله ويامرهم باداء الفرائض والواجبات وكان يحارب الكفار لنشر الاسلام والقضاء على المعاندين السؤال لقد كان صلى الله عليه واله متزوج باكثر من
اربع نساء فكيف كان يصرف عليهم ويقضي حاجات بيوته نعم انه كان يرعى الغنم قبل ان يبعثه الله ولكن ماذا كان يشتغل بعد البعث وبعد نشر الاسلام وتزوجه باكثر من زوجه فهل كان يشتغل او يحترف حرفة ما ليصرف على زوجاته وملتزمات البيت فهل من الممكن انه (ص) كان فقط يبلغ ما امره الله تعالى في المسجد ويرجع الى البيت؟
وكذلك الحال مع امير المؤمنين (ع) ماذا كانت حرفته هل لكم ان تزودونا لمعرفة اكثر عن حياتهم الطيبة صلواة الله عليهم اجمعين
الجواب:
نذكر لك بعض الروايات التي تشير الى أن النبي (صلى الله عليه وآله) وعلي (عليه السلام) كانا يعملان من أجل كسب قوتهما.
ففي الكافي للشيخ الكليني (5 / 74):
عدة من أصحابنا, عن أحمد بن أبي عبد الله, عن شريف بن سابق, عن الفضل بن أبي قرة, عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) يضرب بالمر و يستخرج الأرضين, وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يمص النوى بفيه ويغرسه فيطلع من ساعته وإن أمير المؤمنين (عليه السلام) أعتق ألف مملوك من ماله وكد يده.
وعن علي بن إبراهيم, عن أبيه, عن ابن أبي عمير, عن سيف بن عميرة, وسلمة صاحب السابري, عن أبي أسامة زيد الشحام, عن أبي عبد الله (عليه السلام) أن أمير المؤمنين (عليه السلام) أعتق ألف مملوك من كد يده.
وعن محمد بن يحيى, عن أحمد بن محمد, عن ابن فضال, عن ابن بكير, عن زرارة, عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: لقى رجل أمير المؤمنين (عليه السلام) وتحته وسق من نوى فقال له: ما هذا يا أبا الحسن تحتك ؟ فقال: مائة ألف عذق إن شاء الله, قال: فغرسه فلم يغادر منه نواة واحدة.
وعن علي بن إبراهيم, عن أبيه, عن ابن أبي عمير, عن أبي المغرا, عن عمار السجستاني عن أبي عبد الله, عن أبيه (عليهما السلام) أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) وضع حجرا على الطريق يرد الماء عن أرضه فوالله ما نكب بعيرا ولا إنسانا حتى الساعة.
وعن محمد بن يحيى, عن أحمد بن محمد, عن علي بن الحكم, عن أسباط بن سالم قال: دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) فسألنا عن عمر بن مسلم ما فعل ؟ فقلت: صالح ولكنه قد ترك التجارة فقال أبو عبد الله (عليه السلام): عمل الشيطان - ثلاثا - أما علم أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) اشترى عيرا أتت من الشام فاستفضل فيها ما قضى دينه وقسم في قرابته, يقول الله عز وجل: (رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله - إلى آخر الآية -) يقول القصاص: إن القوم لم يكونوا يتجرون. كذبوا ولكنهم لم يكونوا يدعون الصلاة في ميقاتها وهو أفضل ممن حضر الصلاة ولم يتجر.
وعن عدة من أصحابنا, عن سهل بن زياد, عن ابن محبوب, عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن أمير المؤمنين (عليه السلام) كان يخرج ومعه أحمال النوى, فيقال له: يا أبا الحسن ما هذا معك ؟ فيقول: نخل إن شاء الله, فيغرسه فلم يغادر منه واحدة.
وعن سهل بن زياد, عن الجاموراني, عن الحسن بن علي بن أبي حمزة, عن أبيه قال: رأيت أبا الحسن (عليه السلام) يعمل في أرض له قد استنقعت قدماه في العرق, فقلت له: جعلت فداك أين الرجال ؟ فقال: يا علي قد عمل باليد من هو خير مني في أرضه ومن أبي, فقلت له: ومن هو ؟ فقال: رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأمير المؤمنين وآبائي (عليهم السلام) كلهم كانوا قد عملوا بأيديهم وهو من عمل النبيين والمرسلين والأوصياء والصالحين.

تعليق على الجواب (1)
هل صح في النبي ص قول ابو هريرة
ما بعث الله نبياً إلا رعى الغنم).
فقال أصحابه: وأنت؟
قال: (نعم، كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة)
الجواب:
في الصحيح من سيرة النبي الأعظم (ص) للعاملي ج 2 - ص 98 قال عن الرواية:
ولكننا نشك كثيرا في أن يكون (صلى الله عليه وآله) قد رعى لغير أهله بأجر كهذا، تزهد به حتى العجائز، ولا يصح مقابلته بذلك الوقت والجهد الذي يبذله في رعي الغنم، نعم، نشك في ذلك، لأننا نجد :
أولا : أن اليعقوبي - وهو المؤرخ الثبت - قد نص على أنه (صلى الله عليه وآله) لم يكن أجيرا لاحد قط .
ثانيا : تناقض الروايات، فبعضها يقول : لأهلي، وبعضها يقول : لأهل مكة، وبعضها يقول : بالقراريط، وأخرى قد أبدلت ذلك بكلمة بأجياد . وإذا كان الراوي واحدا لم يقبل منه مثل هذا الاختلاف .
نعم، قد ذكر البعض : أن العرب ما كانت تعرف القراريط، وإنما هي اسم لمكان في مكة فلماذا كان يرعى الغنم في خصوص ذلك المكان ؟ ولا يتجاوزه إلى غيره ؟ ومع غض النظر عن ذلك نقول : إنه ربما يكون هذا الاختلاف بين الرواية التي تقول : بأجياد، والتي تقول بالقراريط، بسبب أن القراريط واجيادا اسم لمكان واحد، أو لمكانين متقاربين جدا .
ولكن يعكر على هذا : أن رواية البخاري تقول : ( على قراريط )، فالظاهر من كلمة على هو : الاجر .
ويمكن أن يدفع هذا : بأن من المحتمل أن يكون قراريط اسم جبل في مكة وقد رعى (صلى الله عليه وآله) الغنم عليه .
وكل ذلك وسواه من الاحتمالات لا شاهد له، وإنما يلجأ إليه لو كانت الرواية صحيحة السند عن معصوم، وليست كذلك، بل هي عن أبي هريرة، وغيره ممن لا يمكن الاعتماد عليهم .





السؤال: شدّة إبتلائه (صلى الله عليه وآله)
حبذا لو تزودونا من علمكم الكريم وتجيبوا على استفسارنا, قال النبي الاكرم (صلى الله عليه واله وسلم) :ما أوذي نبي مثل ما اوذيت " - بالاضافة الى مانرى من عظمة كرامة ومكانة النبي (ص) عند الباري عزوجل ولقد تشرفت هذه الامة ورحمت بفضله وبركاته (ص),اود ان اعرف كيف اوذي النبي (ص) اكثر من الانبياء (ع) الذين سبقوه و - حيث نرى ان النبي نوح قد عانى الكثير وذلك لدعوة امته خلال سنوات طويلة -او النبي ابراهيم عندما القوه قومه في النار وكفر والده وماجرى على زوجته ووولده-وكذلك النبي ايوب (ع) الذي عانى من المرض والابتلاءات العظيمة - والنبي زكريا والنبي يحي(عليهما السلام) فاود ان اعرف كيف النبي (ص) اعني ماهي المصائب التي واجهها (مصائب اعظم من كل تلك التي واجهها الانبياء (ع) النبي (ص) مما جعلته اعظم سيد الخلق اجمعين من الاولين والاخرين - انه (ص) قد اوذي من قومه اثناء دعوته لهم و كذلك الانبياء قد اوذى في هداية قومهم وغيره من الابتلاءات والامراض -وقال الله تعالى عنه :دنى فتدلى فكان قاب قوسين او ادنى حيث لم يصل احد الى هذا القرب من الله تعالى .

الجواب:
ليس المقياس في شدة الابتلاء ما يقع على الجسد من أذى, بل شدة الابتلاء تعرف من خلال ما يقع على النفس من صعوبات, فمثلاً ان يتهم الإنسان بأنه مجنون أو يتهم في عرضة أو يظلم في أهل بيته يكون أعظم على الإنسان من الإلقاء في النار وهو مطمئن بعدم حرق النار له فمن الابتلاء ما يتمنى الإنسان الموت عنده فيكون الابتلاء بالموت والقتل أهون من تلك الابتلاءات.




السؤال: إيضاح بعض الروايات في سيرته
لقد قرات بعض من الروايات حبذا لو تفسروها لنا اكثر وتوضحوا معناها لنا او المقصود والمستفاد منها" وجزاكم ربي الكريم عني خير الجزاء :
الرواية الاولى: عن جعفر بن محمد بن يونس, عن حماد بن عثمان, عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: إن النبي (صلى الله عليه واله) كان في مكان ومعه رجل من أصحابه وأراد قضاء حاجة, فقام إلى الاشائين يعني النخلتين, فقال لهم اجتمعا, فاستتر بهما النبي (صلى الله عليه واله) فقضى حاجته, ثم قام فجاء الرجل فلم ير شيئا. بيان: قال الجوهري: الاشاء بالفتح والمد: صغار النخل.
الرواية الثانية: روي عن الصادق (عليه السلام) أن رسول الله (صلى الله عليه واله) أقبل إلى الجعرانة فقسم فيها الاموال, وجعل الناس يسألونه فيعطيهم حتى ألجؤوه إلى الشجرة, فأخذت برده وخدشت ظهره حتى جلوه عنها وهم يسألونه, فقال: أيها الناس ردوا علي بردي, والله لو كان عندي عدد شجر تهامة نعما لقسمته بينكم, ثم ما ألفيتموني جبانا ولا بخيلا, ثم خرج من الجعرانة في ذي القعدة, قال: فما رأيت تلك الشجرة إلا خضراء كأنما يرش عليه الماء.
الرواية الثالثة: وكان أكثر ما يجلس مستقبل القبلة,وكان أكثر جلوسه أن ينصب ساقيه جميعا, يجلس حيث ينتهى به المجلس, وكان أكثر ما يجلس مستقبل القبلة,
الرواية الرابعة: قال رسول الله (صلى الله عليه واله): لا يبلغني أحد منكم عن أصحابي شيئا, فإني احب أن أخرج إليكم وأنا سليم الصدر
الرواية الخامسة: وما أكل متوكان إذا أكل مع القوم كان أول من يبدأ, وآخر من يرفع يده, وكان إذا أكل أكل مما يليه,
وكان لا يذم ذواقا ولا يمدحه,كئا قط حتى فارق الدنيا
الجواب:
الرواية الأولى: تظهر قدرة النبي (صلى الله عليه وآله) على التصرف بالأشياء أو ما يعرف بالولاية التكوينية وكذلك عرف عن النبي (صلى الله عليه وآله) انه لم يُرَ منه ما يخرج منه بل كانت الأرض تبتلع ما يخرج منه وكان ذلك منذ كان صغيراً.
الرواية الثانية: الرواية تريد أن تبين أن نتيجة ما علق بالشجرة من جسد النبي (صلى الله عليه وآله) أو نتيجة المماسة بينهما صار لها هذا الأثر المستغرب من كونها خضراء كأنما يرش عليها الماء وكذلك تظهر الرواية سخاء النبي (صلى الله عليه وآله) وجوده على الرغم من عدم التعامل معه بأدب واحترام من قبل السائلين.
الرواية الثالثة: أفضل الجلسات هي الجلسة التي يستقبل بها القبلة وهو صلوات الله عليه وآله كان أكثر ما يجلس مستقبلاً للقبلة واما نصب ساقيه فلعل المقصود بها الاحتباء في الجلوس الذي كان سائداً عند العرب لشد الظهر بالثوب حين الجلوس حيث يجلس الشخص لاصقاً فخذيه ببطنه ويمسك ساقيه بيديه أو بثوبه فيشد بذلك ظهره ويكون ذلك بدلاً من الاتكاء وكان صلوات الله عليه وآله يجلس في أي مكان يجده في المجلس ولا يسعى إلى صدر المجلس أو الاماكن التي تعد لوجهاء القوم بل كان يجلس حيث يجد مكاناً.
الرواية الرابعة: أثر الكلام عن الآخرين وبيان خصالهم عنده قد يولد في قلب الرسول (صلى الله عليه وآله) مقدار من النفرة من أصحابه إذا أبلغ عن أحدهم أنه عمل سوءاً بخلاف لم يكن يعلم بذلك الذنب من ذلك الشخص فإنه يتعامل معه بسلامة من الصدر وخلوه مما يشوب القلب من المنفرات.
ولا يخفى ما في الرواية من تعامل النبي (صلى الله عليه وآله) بالظواهر دون علمه الذي علمه الله وكذلك ما فيها من التعليم لنا.
الرواية الخامسة: لم يكن النبي (صلى الله عليه وآله) يتكأ في حال الاكل, وبدايته في الأكل حتى يتيح للآخرين الأكل لانهم ينتظرون منه ان يأكل أولاً ويؤخر رفع يده عن الأكل ليتيح لمن يريد الاستمرار بالأكل أن يستمر لأنه إذا رفع يده من الطعام قد يكون ذلك سبباً لرفع القوم يدهم عن الطعام فيؤخر رفع يده حتى يكتفي الجميع.
وكان يأكل صلوات الله عليه من امامه لامن مكان بعيد عنه. ومن صفاته أنه صلوات الله عليه إذا رأى من يتذوق بالنعم بحيث يختار منها شيئاً ويرفض آخر فان النبي صلوات الله عليه لا يذمّه ولا يمدحه.





السؤال: من أسماءه (الماحي)
لماذا سمى رسول الله بالماحي؟
الجواب:
وردت رواية عن النبي (صلى الله عليه وآله) في كتاب الموطأ وصحيح البخاري ونقلها صاحب البحار ان النبي صلى الله عليه وآله قال : إن لي أسماءاً أنا محمد وأنا أحمد وأنا الماحي يمحو الله بي الكفر, وانا الحاشر يحشر الناس على قدمي وانا العاقب الذي ليس بعده أحد.
فالنبي (صلى الله عليه وآله) من خلال هذه الرواية يشير إلى أسم من أسماءه وأنّ معنى كونه ماحياً كما يظهر من الرواية, هو أن الله يمحو به الكفر, وفي رواية أخرى لنافع بن جبير لم ينسبها للنبي (صلى الله عليه وآله) ان معنى الماحي هو أنّ الله يمحو به سيئات من اتبعه.







السؤال: قدرة النبي محمد (صلى الله عليه وآله) على الإتيان بجميع المعجزات
بسم الله الرحمن الرحيم
اثناء مشاركاتي في بعض مواقع الوهابية دار الكلام حول شخص الرسول الاكرم ونحن في عقيدتنا الامامية نعتقد بان الرسول هو اشرف الخلق ويستطيع ان ياتي بجميع المعجزات وحتى معجزات الانبياء السابقين كعصا موسى وناقة صالح وقميص يوسف وغيرها فهي ليس بالمستحيلة على اشرف خلق الله ...فهل يوجد دليل على ان النبي الكريم يستطيع ان ياتي بجميع المعجزات ؟؟؟
وهل ثبت ان النبي احيا ميتا كما كان يفعل عيسى عليه السلام ..هذا الكلام ليس شكا في عقيدتي وانما للخصم فقط ...اسال الله ان يوفقنا واياكم لنصر دينه انه سميع مجيب وان يعجل فرج سيدنا ومولانا صاحب الزمان ارواحنا وارواح العالمين لتراب مقدمه الفداء ...

الجواب:
نعم, يوجد عدة أدلة على أن النبي الخاتم (صلى الله عليه وآله) يستطيع أن يأتي بجميع المعجزات التي جرت على أيدي الأنبياء السابقين (عليهم السلام).
وقبل أن نذكر لك الأدلة على ذلك نود أن نوضح لك أن هذه الشبهة حول معاجز الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) نجمت من الكتـّاب المسيحيين للتقليل من أهمية الدعوة المحمدية وحظاً من شأن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) والعياذ بالله فهذا هو (فندو) القسيس الألماني يقول في كتابه (ميزان الحق) ((إن محمداً لم يأت بأية معجزة قط)) (ميزان الحق, ص277) وتبعه سائر القساوسة ولا كوه بين أشداقهم ومازالوا إلى يومنا هذا وإليك فيما يأتي تفنيد هذه المزعمة بأدلة ثلاثة..
الدليل الأول: المحاسبة العقلية: ان القرآن الكريم وصف الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) بأنه خاتم الأنبياء وان رسالته خاتمة الرسالات وكتابه خاتم الكتب وأخبر عن وقوع معاجز على أيدي الرسل والأنبياء فنقل في شأن موسى (عليه السلام) كذا كما تحدث عن المسيح (عليه السلام) ودعوته وبيناته بكذا وفي ضوء هذا هل يصح للقرآن الكريم ان يخبر بهذه المعاجز للأنبياء ويصف محمد (صلى الله عليه وآله) بأنه خاتمهم وآخرهم وأفضلهم ثم لا يكون له معجزة؟ وإذا طلبوا منه إظهاره لإعجاز يتهرب أو يسكت أو يقول ليس لي معجزة؟ (لاحظ مفاهيم القرآن ج3 ص118ـ 180 للسبحاني).
الدليل الثاني: القرآن يثبت للنبي (صلى الله عليه وآله) معاجز غير القرآن كانشقاق القمر والإسراء والمعراج ومباهلة النبي (صلى الله عليه وآله) لأهل الكتاب دخلت المعاجز من النبي (صلى الله عليه وآله) الواحدة تلوا الأخرى ووصف معاجز النبي (صلى الله عليه وآله) بالسحر وإخبار النبي (صلى الله عليه وآله) عن الغيب وغيرها.
الدليل الثالث : معاجز النبي (صلى الله عليه وآله) في الحديث والتأريخ أن كتب الحديث والتأريخ زاخرة بمعاجز النبي (صلى الله عليه وآله) التي لا يمكن نقل معشارها هنا, وقد قام بعض المحدثين بتأليف مفردة في هذا المجال أجمعها فيه ما ألفه الشيخ الحر العاملي (م 4ـ 11) وأسماه بـ (إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات) وطبع ثلاث مجلدات كبار وقد جمع فيها معاجز النبي (صلى الله عليه وآله) من كتب الشيعة والسنة.
وأما الشق الثاني من سؤالكم بأن النبي (صلى الله عليه وآله) هل أنه أحيا ميتاً كما كان يفصل عيسى (عليه السلام)؟ فقد أتضح الجواب عن هذا السؤال بواسطة الأدلة الأدلة الثلاثة المتقدمة, فالنبي الخاتم (صلى الله عليه وآله) باستطاعة الإحياء للموتى.





السؤال: المراد من قوله تعالى (إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيما)
ما هي تفسير هذه الآية الشريفة : (( إِنَّا أَنزَلنَا إِلَيكَ الكِتَابَ بِالحَقِّ لِتَحكُمَ بَينَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللّهُ وَلاَ تَكُن لِّلخَآئِنِينَ خَصِيمًا )) (النساء:105)) وخصوصا هذا المقطع : (( وَلاَ تَكُن لِّلخَآئِنِينَ خَصِيمًا )) وهل هذا يشير الى ان الرسول الاكرم صلى الله عليه وآله يعامل الخائنين على حسب ظواهر الامور دون البواطن ؟ فإذا كان جوابكم نعم ألا يسبب ذلك تعارضا مع صدر الآية الكريمة (( لِتَحكُمَ بَينَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللّهُ )) والذي افهم منها هو الحكم بالناس مع العلم ببواطنهم والحكم على أساس ذلك.
أرجوا أن توضحوا لي هذا الأمر جليا .
الجواب:
إن الآية الشريفة لا علاقة لها بالحكم حسب العلم بالباطن, وأنما نزلت في سياق آيات يفيد التدبر فيها الوصية بالعدل في القضاء والنهي عن ميل القاضي في قضاءه الى المبطلين والجور على المحقين كائنين من كانوا, وإن كانت ربما تشير إلى مورد نزول معين كما ذكر المفسرون من قصة سرقة أبو طعمة بن الابيرق .
والآية المعنية (( إِنَّا أَنزَلنَا إِلَيكَ الكِتَابَ بِالحَقِّ لِتَحكُمَ بَينَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلا تَكُن لِلخَائِنِينَ خَصِيماً )) تدل على جعل حق الحكم لرسول الله (صلى الله عليه وآله) والحجية لرأية ونظره,فإن الحكم وهو القطع في القضاء وفصل الخصومة لا ينفك عن إعمال نظر من القاضي الحاكم واظهار عقيدة منه مضافاً إلى ما عنده من العلم بالاحكام العامة والقوانين الكلية في موارد الخصومة, فان العلم بكليات الأحكام وحقوق الناس أمر والقطع والحكم بانطباق مورد النزاع على بعضها دون بعض أمر آخر.
فالمراد بالإرادة في قوله تعالى : (( لتحكم بين الناس بما أراك الله )) ايجاد الرأي وتعريف الحكم لا تعليم الأحكام والشرائع كما أحتمله بعضهم, ومضمون الآية على ما يعطيه السياق ان الله انزل اليك الكتاب وعلمك أحكامه وشرائعه وحكمه لتضيف اليها ما اوجد لك من الرأي وعرفك من الحكم فتحكم بين الناس وترفع بذلك اختلافاتهم (الميزان 5: 68) .
ففي الآية ذكر لما أكرم الله به رسوله, اضافة الى ملاحظة نسبة رأي رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى الله بقوله عز وجل: (( بما أراك الله )) فهو مصون من الخطأ لأن الله يريه, لا كأحد من الناس بما يراه هو من نفسه.
وقوله (( وَلا تَكُن لِلخَائِنِينَ خَصِيماً )) أي لا تكن في طرف الخائنين تخاصم عنهم مقابل من يطالبهم بالحقوق, أو تميل معهم لاي سبب كان حسب ظواهر الأمور,وانما القاضي يكون وسط بين الطرفين الى أن يحكم بالحق.
وهذا النهي في الآية لا يدل على وقوع الفعل من النبي (صلى الله عليه وآله) (اعوذ بالله) او الهم بالفعل كما ينقل عن بعض المفسرين كيف والقرآن نزل على معنى (اياك اعني وأسمعي يا جارة) والله جل وعلا يقول بعد هذه الآية (( وَلَولا فَضلُ اللَّهِ عَلَيكَ وَرَحمَتُهُ لَهَمَّت طَائِفَةٌ مِنهُم أَن يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنفُسَهُم وَمَا يَضُرُّونَكَ مِن شَيءٍ وَأَنزَلَ اللَّهُ عَلَيكَ الكِتَابَ وَالحِكمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَم تَكُن تَعلَمُ وَكَانَ فَضلُ اللَّهِ عَلَيكَ عَظِيماً ))





السؤال: معنى كونه (صلى الله عليه وآله) أول المسلمين
قال الله تعالى في قصة موسى على نبينا وآله وعليه السلام : (( وخر موسى صعقا فلما افاق قال سبحانك تبت اليك وانا اول المؤمنين ))
وقال الله عز وجل عن لسان نبينا صلى الله عليه وآله الأطهار في سورة الزمر آية 12: (( وَأُمِرتُ لِأَن أَكُونَ أَوَّلَ المُسلِمِينَ ))
* لماذا أتى ( أَوَّلُ المُسلِمِينَ ) ولم يأتي أول المؤمنين؟
هل هذا الإيمان الذي ذكر في ( أول المؤمنين ) هو نفسه المذكور في الآية التي تقول, لا تقولوا أمنا بل قولوا أسلمنا, وهل الإسلام المذكور في ( أول المسلمين ) هو نفسه المذكور في الآية السابقة, أم أن هناك درجات أخرى من الإيمان والإسلام, حيث ذكر في قصة السحرة عند فرعون (( إِنَّا نَطمَعُ أَن يَغفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَا أَن كُنَّا أَوَّلَ المُؤمِنِينَ )) , وهل الإيمان أفضل أم الإسلام أيهما أعلى رتبة ؟ ماذا وردت في روايتنا بشأن إيمان موسى على نبينا وآله وعليه السلام ؟ وعن أفضلية الإيمان والإسلام ماذا ورد في رواياتنا الشريفة
ثم سؤال آخر
ماذا يترتب على هذه الحقيقة حيث بعض علمآئنا يذهب بالإستدلال على ( أول المسلمين ) الأول بالخلق, إذ أن الأولية بالإسلام والأمر به ملازم للأولية بالخلق, حيث, (( وله اسلم من في السماوات والارض طوعا وكرها واليه يرجعون )), لا أعرف إن بينت الأمر بشكل جيد أم لا فإني حاولت أن أوصل لكم مضمون الإستدلال, فعلى ضوء ذلك أسئل ماذا بشأن ( أول المؤمنين ) ما هي النتآئج المترتبة عليه ؟ وكذلك مسئلة ( أول العابدين )
في قوله تعالى (( قل ان كان للرحمن ولد فانا اول العابدين )).

الجواب:
وقع كلام بين المفسرين في المراد من وصف رسول الله (صلى الله عليه وآله) بأنه اول المسلمين في الآية الكريمة: (آية 12 من سورة الزمر), لأننا نعلم أنه إذا كان المقصود من الإسلام هو المعنى الواسع لهذه الكلمة فانه يشمل جميع الأديان السماوية, ولهذا يطلق وصف المسلم على الأنبياء الاخرين أيضاً. فاننا نقرأ حول نوح (عليه السلام): (( وَأُمِرتُ أَن أَكُونَ مِنَ المُسلِمِينَ )) (يونس:722 ), ونقرأ حول إبراهيم (عليه السلام) وابنه إسماعيل أيضاً (عليه السلام): (( رَبَّنَا وَاجعَلنَا مُسلِمَينِ لَكَ )) (البقرة:128), وجاء في شأن يوسف (عليه السلام): (( تَوَفَّنِي مُسلِماً )) (يوسف:101).
على أن (المسلم) يعني الذي يسلم ويخضع أمام الله, وهذا المعنى يصدق على جميع الأنبياء الإلهيين وأممهم المؤمنة, ومع ذلك فإن كون رسول الإسلام أول المسلمين, إما من جهة كيفية إسلامه وأهميته, لأنّ درجة إسلامه وتسليمه أعلى وأفضل من الجميع, وإمّا لأنه كان أول فرد من هذه الأمة التي قبلت بالإسلام والقرآن .
وقد ورد في بعض الروايات - أيضاً - أنه (صلى الله عليه وآله) أول من أجاب في الميثاق في عالم الذر, فإسلامه متقدم على إسلام الخلائق أجمعين (المصدر : الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - للشيخ مكارم الشيرازي - 4: 542).
وأمّا المراد بقوله تعالى حكاية عن موسى (عليه السلام) : (( وأنا أول المؤمنين )), أي أول المؤمنين من قومي بأنّك لاترى . هذا ما يدلّ عليه المقام, وان كان من المحتمل أن يكون المراد وأنا أول المؤمنين من بين قومي بما آتيتني وهديتني إليه, آمنت بك قبل أن يؤمنوا فحقيق بي أن أتوب إليك إذا علق بي تقصير أو قصور, ولكن السيد الطباطبائي قال عن هذا الاحتمال أنه بعيد جداً .
(انظر : الميزان في تفسير القرآن 8: 243).
وعليه, فالمراد من الإيمان في الآية الكريمة هو بالإضافة إلى المقام, أي الإيمان بأنك ياإلهي لا ترى .. وليس معنى الإيمان الوارد في قوله تعالى : (( قَالَتِ الأَعرَابُ آمَنَّا )) (الحجرات :144).
وكذلك ليس المراد بـ ( أوّل المسلمين ) على الاحتمالين المتقدمين الواردين في تفسيره, المعنى الوارد في الآية الكريمة : (( قَالَتِ الأَعرَابُ آمَنَّا قُل لَّم تُؤمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسلَمنَا وَلَمَّا يَدخُلِ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُم )) (الحجرات:15).
إذ الإسلام في هذه الآية واضح بأن المراد منه هو النطق بالشهادتين دون التطبيق العملي الذي هو الإيمان والذي هو أعلى درجة من الإسلام بهذا المعنى. فإسلامه (صلى الله عليه وآله) هو في أعلى درجات الكمال, بل هو تلك الدرجة العالية المشار إليها بالتسليم والرضا لما يريده الله سبحانه وتعالى .






السؤال: ما معنى ضلال النبي (صلى الله عليه وآله) في سورة الضحى
قال تعالى (( ووجدك ضالا فهدى )) ما الضلال هنا؟ الا يتعارض مع العصمة؟
الجواب:
جاء في تفسير الميزان20/310:
قوله تعالى (( وَوَجَدَكَ ضَالّاً فَهَدَى )) المراد بالضلال عدم الهداية والمراد بكونه صلى الله عليه وآله وسلم ضالا حالة في نفسه مع قطع النظر عن هدايته تعالى فلا هدى له صلى الله عليه وآله ولا لأحد من الخلق الا بالله سبحانه وتعالى فقد كانت نفسه في نفسها ضالة وإن كانت الهداية الالهية ملازمة لها منذ وجدت فالآية في معنى قوله تعالى: (( مَا كُنتَ تَدرِي مَا الكِتَابُ وَلَا الإِيمَانُ )) (الشورى:522), ومن هذا الباب قول موسى على ما حكى الله عنه: (( فَعَلتُهَا إِذاً وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ )) (الشعراء:20) أي لم اهتدِ بهدي الرسالة بعد.
ويقرب منه ما قيل أن المراد بالضلال الذهاب من العلم كما في قوله (( أَن تَضِلَّ إحدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحدَاهُمَا الأُخرَى )) (البقرة:282) ويؤيده قوله: (( وَإِن كُنتَ مِن قَبلِهِ لَمِنَ الغَافِلِينَ )) (يوسف:33) وقيل المعنى وجدك ضالا بين الناس لا يعرفون فهداهم اليك ودلهم عليك.
وقيل: أنه اشارة الى ضلاله في طريق مكة حينما كانت تجيء به حليمة بنت ابي ذؤيب من البدو الى جده عبد المطلب على ما روي.
وقيل: إشارة الى ما روي من ضلاله في شعاب مكة صغيرا
وقيل: إشارة الى ما روي من ضلاله في مسيره الى الشام مع عمه ابي طالب في قافلة ميسرة غلام خديجة.
وقيل غير ذلك وهي وجوه ضعيفة ظاهرة الضعف.
وذكر السيد الطباطبائي قدس الله سره في صفحة 312 من الميزان/2 هذا الرأي: (ووجدك ضالا: يعني عند قومك فهدى أي هداهم الى معرفتك) مقتطعا هذا المعنى من حوار بين الامام الرضا عليه السلام والمأمون العباسي.
وذكر الشيخ مكارم الشيرازي في تفسيره الامثل20/281:
(( وَوَجَدَكَ ضَالّاً فَهَدَى )): نعم لم تكن ايها النبي على علم بالنبوة والرسالة, ونحن انزلنا هذا النور على قلبك لتهدي به الانسانية.
ويذكر السمرقندي3/581 هذا الرأي: (( وَوَجَدَكَ ضَالّاً )) يعني من بين قوم ضلال (( فَهَدَى )) يعني حفظك من امرهم وعن اخلاقهم.
وليس لهذه الموارد ربط - كما ترى - بالعصمة.







السؤال: الكلام في هل للنبي (صلى الله عليه وآله) ظل
هل للرسول الاكرم صلى الله عليه وآله ظل ؟
ارجوا الاثبات بالدليل العقلي والنقلي
الجواب:
إثبات هذا الامر يكون بالدليل العلمي والدليل الروائي
أما الدليل العلمي: فإنه قد ثبت في محله من العلوم الحديثة ان هنالك هالة نورية تحيط بالإنسان, وهذه الهالة متفاوتة من حيث الشدة والضعف.
كما ثبت أن بعض الناس تنبعث من أجسامهم انوارا يمكن تمييزها في الظلام وذلك لما يتمتعون به من استعدادات وقابليات خاصة, وقد وضعت عدة تفسيرات لهذه الظاهرة فقسم من العلماء عدّها ناجمة عن نشاط الخلايا الجلدية تحت ظروف خاصة, وقسم منهم عدها من الظواهر الباراسايكولوجية التي يتمتع بها الموهوبون من البشر.
إذا ثبت وجود ذلك فلنا ان نعزو انعدام ظله صلوات الله عليه وآله الى شدة نوريته, فيكون جسده الطاهر مبعثا لنور ينفي الظل, لأن الظل يحصل من الاجسام الغاسقة المعتمة, ولا ظل للأجسام التي تنبعث منها الانوار.
والدليل الروائي: ورد في علامات الامام عن الرضا عليه السلام قال: للإمام علامات يكون أعلم الناس وأحكم الناس واتقى الناس وأشجع الناس وأعبد الناس واسخى الناس, ويولد مختونا ويكون مطهرا, ويرى من خلفه كما يرى من بين يديه, ولا يكون له ظل, وإذا وقع على الارض من بطن امه وقع على راحتيه. (مسند الامام الرضا عليه السلام 1/293).
ومن الثابت أن النبي صلى الله عليه وآله إمام, كما ان إبراهيم عليه السلام نبي وإمام, وحينئذ فعلامات الامام تنطبق عليه ويتصف بكل تلك الخصال والخصائص النفسية والبدنية الواردة في الحديث المذكور.





السؤال: بعض غزوات النبي (صلى الله عليه وآله)
لو تفضلتم, أود أن اعرف عدد, وأسماء جميع معارك وغزوات النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بالترتيب, وذلك وفق ما جاء في مصادر كتب الشيعة؟
وهل هناك كتاب شامل جاء فيه تفصيل كل تلك المعارك والغزوات, إن ترشدونا عليه؟

الجواب:
نذكر لك بعض معارك الرسول صلى الله عليه وآله وسلم معتمدين على كتب الشيعة والسنة:
1- معركة بدر.
2- غزوة السويق.
3- سرية محمد بن مسلمة الى كعب الاشرف.
4- غزوة بني قينقاع.
5- غزوة قرار الكدر.
6- غزوة بني غطفان(ذي امر).
7- غزوة بني سليم.
8- معركة احد.
9- غزوة حمراء الاسد.
10- سرية أبي سلمة بن عبد الاسد.
11- غزو الرجيع.
12- غزوة بني النظير.
13- غزو ذات الرقاع.
14- غزوة بدر الموعد.
15- غزوة بئر معونة.
16- معركة دومة الجندل.
17- غزوة بني المصطلق.
18- غزوة الخندق.
19- حرب بني قريضة.
20- سرية عبد الله بن انيس الى بني نبيح.
21- غزوة بني لحيان.
22- غزو الغابة.
23- سرية عكاشة بن محسن الى الغمر.
24- سرية محمد بن مسلمة الى ذي القصر.
25- سرية ابي عبيدة بن الجراح الى ذي القصر.
26- سرية زيد بن حارثة الى العيص.
27- سرية دومة الجندل.
28- سرية علي بن أبي طالب عليه السلام الى بني سعد بفدك.
29- سرية زيد بن الحارثة الى ام قرفة بوادي القرى.
30- سرية عبد الله بن رواحة الى اسير بن زارم.
31- سرية اميرها كرز بن جابر.
32- غزوة الحديبية.
33- غزوة مؤتة.
34- غزوة خيبر.
35- فتح مكة.
36- معركة حنين.
37- غزوة الطائف او حصار الطائف.
38- غزوة تبوك.







السؤال: الرد على من ادّعى أن الوحي عبارة عن النبوغ
ارجوا الرد على هذة الشبهه بصورة واضحه
ان الوحي نوع من النبوغ العقلي والتفوق الذهني في الانسان وليس ثمرة اتصال الموحي اليه بالله تعالى

الجواب:
لقد أجاب على هذا الاشكال الشيخ السبحاني في الالهيات, قال:
إنّ تفسير النبوة بالنبوغ ليس تفسيراً جديداً, وإن صيغ في قالب علمي جديد, فإنّ جذوره تمتد إلى عصر ظهور الإسلام حيث كان العرب الجاهليون يحسّون بجذبات القرآن وبلاغته الخلابة, فينسبونه إلى الشعر الّذي كان الحرفة الرائجة عندهم, ويتبارز فيه النوابغ منهم, فكانوا يقولون: (( بَل هُوَ شَاعِرٌ فَليَأتِنَا بِآيَة كَمَا أُرسِلَ الأَوَّلُونَ )) (الانبياء:5)
ويرد عليهم القرآن الكريم بقوله: (( وَمَا هُوَ بِقَولِ شَاعِر قَلِيلاً مَا تُؤمِنُونَ )) (الحاقة:41)
وبقوله: (( وَمَا عَلَّمنَاهُ الشِّعرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ إِن هُوَ إِلاَّ ذِكرٌ وَقُرآنٌ مُبِينٌ )) (يس:69)
ومع ذلك يلاحظ عليه:
أولاً: إنّ العودة إلى هذه النظرية ينبع من الإحساس بالصَّغار أمام الحضارة المادية المُدهشة, المقترنة بأنواع الاكتشافات والاختراعات في مجال الطبيعة, والقائلون بها جماعة من متجددي المسلمين, انسحبوا أمام هذه الحضارة ناسين شخصيتهم الإسلامية, فلجأوا إلى تفسير عالم الغيب والنبوة والدين والوحي بتفسيرات ملائمة للأُصول المادية, حتى يَجبرُوا مركّب النقص في أنفسهم من هذه الزاوية, ويصيحوا على رؤوس الأشهاد بأنّ أُصول الدين لا تخالف الأصول العلمية الحديثة.
ولو صحّت هذه النظرية, لم يَبقَ من الاعتقاد بالغيب إلاّ شيء واحد, وهو الاعتقاد بوجود الخالق البارئ, وأمّا ما سوى ذلك, فكلُّه بأجمعه نتاج الفكر الإنساني الخاطئ بالنتيجة, لا يبقى إذعان بشيء ممّا أتى به الأنبياء من الأصول والمعارف في الدنيا والآخرة. وهذا في الواقع نوع إنكار للدين, لكن بصورة لا تخدش العواطف الدينية.
ثانياً: إنّ قسماً ممّا يقع به الوحي ويخبربه النبي, الإنباء عن الحوادث المستقبلية, إنباءً لا يخطيء تحققه أبداً.
أفترى هل يجرؤ نابغة من نوابغ المجتمع على الإنباء بنزول العذاب قطعاً بعد أيام ثلاثة, ويقول: (( تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُم ثَلاَثَةَ أَيَّام ذَلِكَ وَعدٌ غَيرُ مَكذُوب )) (هود:65).
أو يخبر بهزيمة جيوش دولة عظمى في مدة لا تزيد على تسع سنين ويقول: (( الم * غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدنى الأَرضِ وَ هُم مِن بَعدِ غَلَبِهِم سَيَغلِبُونَ * فِي بِضعِ سِنِينَ )) (الروم:1-4). والبضع من العدد من ثلاثة إلى تسعة.
إنّ النوابغ وإن سَمَوا في الذكاء والفطنة, لا يخبرون عن الحوادث المستقبلية إلاّ مع الاحتياط والترديد, لا بالقطع واليقين وأمّا رجالات السياسة, اللاعبين بحبلها لمصالحهم الشخصية, سواء صدقت تنبؤاتُهم أم كذبت, فإنّ حسابَهم غيرُ حساب النوابغ.
ثالثاً: لو كان لهذه النظرية مسحة من الحق أو لمسة من الصدق, فما لنا لا نرى حملة الوحي ومدعي النبوة ينبثون بشيء من ذلك, بل نراهم على العكس, ينسبون تعاليمهم وسننهم إلى الله سبحانه, ولا يدّعون لانفسهم شيئاً.
هذا هو القرآن الكريم - الّذي جاء به النبي الخاتم - يصرّح بأنً ما حوى من الحقائق والقوانين, مّما أوحى به الله سبحانه, وليس هو من تلقاء نفسه:
(( إِن أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ )) (الأنعام:50), (( إِن هُوَ إِلاَّ وَحيٌ يُوحَى )) (النجم:4)
ولا يشك أحد في أنّ الأنبياء عبادٌ صالحون, صادقون لا يكذبون ولا يفترون, فلو كانت السنن الّتي أتوا بها من وحي أفكارهم, فلماذا يغرون المجتمع بنسبتها إلى الله تعالى. فهذه النسبة, إن دلّت على شيء, فإنّما تدلّ على أنّهم كانوا يجدون في أنفسهم أنّ إدراكَ هذه السنن والمعارف, إدراكٌ وراءَ الشعور الفكريُ المشترك بين جميع أفراد الإنسان, وأنّ الطريق الّذي يصلون به إليها, غيرُ طرق الإدراك المألوفة.
وبكلمة جامعة, إنّا نرى في المجتمع الإنساني طائفتين من رجال الإصلاح والصلاح, كلٌّ يدّعي سَوقَ المجتمع إلى السعادة:
طائفة - ولهم جذور عريقة في التاريخ - ينسبون تعاليمهم وسننهم إلى عالم الغيب, ويثبتون لأنفسهم مقام الرسالة والسفارة وأنّهم ليس لهم شأن سوى كونهم وسائط لإبلاغ أمر الله ونهيه.
وطائفة أخرى - مع اتّصافهم بالصلاح والسداد والسعي وراء الصالح العام - ينسبون تعاليمهم إلى قرائحهم وبدائع أفكارهم, ويعلّلون مبادءهم ببراهين اجتماعية أو تاريخيّة أو عقلية, ولا يتجاوزون هذا الحدّ قدر شعرة.
فلو كانت الطائفتان صادرتين عن أصل واحد, وتستقيان من عين واحدة, فلماذا لم تَدّع ثانيتهما ما ادعته الأولى؟.
ثم إنّ علماء النفس الذين بحثوا عن النبوغ, ذكروا لبُروزه وتفجرّه في الإنسان عواملَ, هي:
1- العشق.
2- انهضام الحُقوق .
3- العزلة.
4- كثرة السكوت.
5- التربية والتوجيه الأوّلي الّذي يتلقّاه الإنسان في صغره.
فإنّ هذه العوامل توجد في الإنسان استغراقاً في نفسه, وتوقّداً في أفكاره, وتَمَيُّزاً في فطنته وذكائه. ولكن تفسير النبوات والرسالات, والقوانين والشرائع الّتي جاء بها الأنبياء بهذا الطريق, أشبه بتفسير علّة تفجر البركان وثورانه, بسقوط طائر على فوهته.
هذا, ولو كانت شريعة النبي الخاتم (صلى الله عليه وآله) والكتاب المجيد الّذي جاء به, وليدي النبوغ والعبقرية, فلماذا عجز عن مقابلته ومقارعته, النوابغ والعباقرة طرّاً في جميع القرون إلى عصرنا هذا, كما سيوافيك تفصيله في النبوة الخاصة؟.( الإلهيات 132:3).


السؤال: معنى الوسيلة المعطاة للرسول (صلى الله عليه وآله)
في كتاب مفاتيح الجنان في زيارة الائمة (ع) والرسول (ص) يوم الجمعة نقول في الدعاء:
اللهم اعط محمدا الوسيلة والشرف والفضيلة...
فما المقصود بالوسيلة؟
الجواب:
ورد في بعض الروايات أن الوسيلة هي درجة النبي في الجنة، وفي أخبار أخرى وصفت بأنها ألف مرقاة، وقال صاحب الميزان أن الوسيلة هي مقام النبي من ربه الذي يتقرب هو إليه تعالى ويلحق به آله الطاهرون والصالحون من أمته، وفي البحار قال:ـ (وآت محمد الوسيلة) والمراد القرب من الله تعالى وقيل الشفاعة يوم القيامة وهي منزلة من منازل الجنة كذا جاء في الحديث.



السؤال: النبي (صلى الله عليه وآله) لا يعلم الساعة
هل أن الرسول (ص) يعلم بموعد الساعة او وقتها وماهو الدليل على ذلك

الجواب:
روي عن الأصبغ بن نباته قال: ((سمعت أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: إن لله علمين:علم استأثر به في غيبه فلم يطلع عليه نبياً من أنبيائه ولا ملكاً من ملائكته، وذلك قول الله تعالى: (( إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الغَيثَ وَيَعلَمُ مَا فِي الأَرحَامِ وَمَا تَدرِي نَفسٌ مَاذَا تَكسِبُ غَداً وَمَا تَدرِي نَفسٌ بِأَيِّ أَرضٍ تَمُوتُ )) (لقمان:344), وله علم اطلع عليه ملائكته، فما أطلع عليه ملائكته فقد أطلع عليه محمد وآله...)) الحديث. (بصائر الدرجات ص131).
ومنه يظهر أن النبي (صلى الله عليه وآله) لا يعلم بموعد الساعة، لأنه من علم الغيب الذي لم يطلع الله عليه أحداً من أنبيائه.




السؤال: علاقته بروح القدس
من هو روح القدس؟ وهل هو الملك الكريم المقصود في سورة القدر .. وتتنزل الملائكة والروح فيها.
الجواب:
قال المجلسي في (بحار الانوار 25/67) في توضيح عن الرواية التي تقول ان الروح لم يكن مع أحد ممن مضى غير محمد صلى الله عليه وآله وسلم وهو مع الائمة يوفقهم ويسددهم قال:
هذا الخبر يدل على إختصاص الروح بالنبي والأئمة صلوات الله عليهم، وقد اشتملت الأخبار السالفة على أن روح القدس يكون في الأنبياء أيضا، ويمكن الجمع بوجهين:
الأول: أن يكون روح القدس مشتركا، والروح الذي من أمر الرب مختصا، وقد دل على مغايرتهما بعض الأخبار السالفة .
الثاني: أن يكون روح القدس نوعا تحته أفراد كثيرة، فالفرد الذي في النبي (صلى الله عليه وآله) والأئمة (عليهم السلام) أو الصنف الذي فيهم لم يكن مع من مضى، وعلى القول بالصنف يرتفع التنافي بين ما دل على كون نقل الروح إلى الإمام بعد فوت النبي (صلى الله عليه وآله). وبين ما دل على كون الروح مع الإمام من عند ولادته فلا تغفل.





السؤال: لماذا جعل ابن ابي السرح كاتباً للوحي
بخصوص قصة عبد الله بن أبي السرح... لماذا يستعين النبي صلى الله عليه وآله وسلم في كتابة الوحي بهؤلاء؟
واذا كان يعلم انه شخص منافق فلماذا لم يختر غيره كالامام علي عليه السلام؟
وأما الغريب في الحادثة انه يأمر بقتله! وعلى أساس هذه القصة أخذت النصارى تشنع علينا وتقول: أن محمداً عندما افتضح أمره أمر بقتل عبد الله بن أبي السرح !!
فما هو ردكم ؟
الجواب:
ذكر في أن الحكمة من جعل عبد الله بن أبي سرح كاتباً للوحي هو أن المشركين كانوا يقولون أن محمداً (صلى الله عليه وآله) يقول القرآن من تلقاء نفسه، ويأتي في كل حادثة بآية يزعم أنها نزلت عليه، وسبيل من يضع الكلام في حوادث تحدث في الأوقات أن يغير الألفاظ إذا استعيد ذلك الكلام ولا يأتي به ثاني الامر، وبعد مرور الأوقات عليه إلا مغيراً عن حاله الأول لفظاً ومعنى أو لفظا دون معنى، فاستعان في كتب ما ينزل عليه في الحوادث الواقعة به عدل عند أدائه ليعلم الكفار والمشركون أن كلامه في ثاني الأمر كلامه في الأول غير مغير ولا ينزل ولا مزال عن جهته فيكون أبلغ للحجة (أنظر معاني الأخبار للشيخ الصدوق ص347).




السؤال: رسائله إلى ملوك العالم
هناك سؤال يحيرني
موسى عليه السلام ارسله الله الى فرعون ليدعوه الى الايمان فاعطاه الله برهان يقيني ومرئي ليس فيه أي شبهة ليكون حجة بالغة وهو العصا التي تتحول الى حية ويده التي تخرج بيضاء للناظرين
ولكن في دعوة الرسول عليه الصلاة والسلام الى ملوك العالم من كسرى الى هرقل والمقوقس وغيرهم,فما هي الحجة او الآية البالغة التي اتى بها الصحابة الذين ارسلهم الرسول, ",اسلم تسلم يؤتك الله اجرك مرتين الى آخر الرسالة... ثم تلاوة بعض الايات من القرآن...فهل هذه حجة كافية شافية واضحة كاملة عليهم, بصراحة شخصيا لا اراها كذلك وفي رايي كان لا بد من اية حسية يقينية واضحة تكون حجة عليهم
وشيء اخر, الاسلام فتح بغزوات كثيرة سواء في عهد الرسول او بعد وفاته, هل كان المسلمون يدعون اهل هذا المكان او اهل هذه البلاد الى الاسلام قبل غزوها قبل غزوها بالسيف وان كان هذا يحدث فكيف تكون هذه الدعوى واذا كانت هذه الدعوة الى ملك او امير او قائد هذا المكان ورفض الدعوة فما ذنب الجنود الذين يحكمهم ويقاتلون المسلمين ويقتلون على الشرك والكفر و هم لم ياخذوا حظهم من الدعوة
ثم شيء اخر انا ارى ان أي فكرة تعرض على الانسان ليقتنع بها لا بد ان يدرسها من جميع الجوانب و لكي يدرسها من جميع الجوانب لا بد له من وقت كاف وبذلك فقط يكون الاقتناع الكامل بهذه الفكرة وهو عكس ما يحدث من دعوة شفاهية جافة
الجواب:
يمكن الاجابة بعدة نقاط:
الاولى: إن اولئك الملوك والجبابرة كانوا على علم ببعثة الرسول (صلى الله عليه وآله) من قبل وإلا لا يمكن التصديق بعدم معرفتهم به (صلى الله عليه وآله) واخباره وعلومه وغزواته قد طبقت الآفاق، خاصة مع كونهم اصحاب مواقع مهمة توجب المتابعة والمعرفة.
الثانية: ان تلك الرسائل بمثابة صعقة كهربائية منبهة لهم بوجوده الشريف (صلى الله عليه وآله) وبدينه الجديد ومسؤولية تبليغهم وانذارهم وتبشيرهم.
الثالثة: ان الرسول الذي ارسله رسول الله (صلى الله عليه وآله) برسالته كان مهيئاً للاجابة على اسئلة الملوك وجميع ما يوجه اليه من اشكالات، وان طريق البحث لا تقطعه الرسالة بل تفتحه، ولا يحول دونه الرسول بل يعززه.
الرابعة: ان هرقل تفاعل نسبيا مع الرسالة والمقوقس تعاطف معها بوضوح وارسل مع الرسول هدايا كثيرة للنبي (صلى الله عليه وآله) مما يدلك ان تلك الفرصة كانت مناسبة لايصال مفهوم الرسالة بشكلها الاجمالي واتضاح تلك المفاهيم فيما بعد.
وإن تلاوة بعض الآيات يكفي في مقام التبليغ ولا يشترط ان يعرض جميع القرآن حتى تتم الحجة به على القوم، فقد اكتفى اوائل المسلمين ببعض الآيات النازلة على النبي (صلى الله عليه وآله) آنذاك ودون الحاجة الى المزيد.
الخامسة: إن امر الرسائل التي بعثها الرسول(صلى الله عليه وآله) الى اصحاب الامبراطوريات انما كان بامر من الله تعالى لأنه (( وَمَا يَنطِقُ عَنِ الهَوَى * إِن هُوَ إِلَّا وَحيٌ يُوحَى )) (النجم:4-5)، والله تعالى اعلم بأمر عباده واعرف بما يناسبهم وهو تبارك وتعالى احرص عليهم من ان يضلوا او ينحرفوا او يعرضهم لمسؤلية دون اقامة الحجة عليهم.
أما سؤالكم عن الفتوحات الاسلامية في عهد النبي (صلى الله عليه وآله) والخلفاء فهذا ما تجدون الاشارة اليه في موقعنا/ الاسئلة العقائدية/ الفتوحات الاسلامية/ ليس الاسلام دين السيف والدم. ولا بأس بمطالعة كل الباب لتحقق الفائدة فيه.
وسؤالكم عن ضرورة اخذ الوقت الكافي لدراسة فكرة ما في مقام اعتناقها او رفضها فهذا ما نؤيدكم به ونقول ان الاسلام عمل بهذا النمط فقد قال تعالى (( قُل إِنَّمَا أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ أَن تَقُومُوا لِلَّهِ مَثنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُم مِّن جِنَّةٍ إِن هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَّكُم بَينَ يَدَي عَذَابٍ شَدِيدٍ )) (سبأ:46). وقال تعالى (( أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيفَ خُلِقَت )) (الغاشية:17). او قوله تعالى (( سَنُرِيهِم آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِم حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُم أَنَّهُ الحَقُّ أَوَلَم يَكفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيءٍ شَهِيدٌ )) (فصلت:533) وغير هذه الآيات الكثير مما يعني ان الاسلام يعتمد الطريق العقلي في منهجه بالدعوة الى الله وهو نفس الاسلوب الذي اتبعه الرسول (صلى الله عليه وآله) مع قومه علما انه لا يوجد فتح في زمن الرسول (صلى الله عليه وآله) سوى فتح مكة والبقية غزوات وسرايا لها ما يبررها شرعا وعقلاً.





السؤال: قوله (صلى الله عليه وآله) (لأن ظفرت بقريش لامثلن...)
هل قال النبي صلى الله عليه وآله بعد المثلى بجسد الحمزه (ع) لإن ظفرت بقريش لأمثلن بسعين منهم.
الجواب:
ورد ذلك في كتب المخالفين ونحن لا نقبل ذلك,فقال السيد جعفر العاملي في (الصحيح من السيرة ج6 ص 257): إن بكاءه (صلى الله عليه وآله وسلم) على حمزة لا مانع منه وأما سوى ذلك مما ذكر آنفاً فنحن نشك في صحته.
ثم قال: قولهم على لسانه (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه إن ظفر بقريش فسيمثل بثلاثين مرفوض أيضاً إذ هذه جثث قتلى المشركين إمامه وهي إثنان أو ثمان وعشرون جثه بل وأكثر من ذلك كما يظهر من بعض النصوص فلماذا لا يمثل بها ويشفي غليل صدره منها؟!..
وللمزيد راجع الصحيحين من السيرة ج6 ص 256-265.






السؤال: أمر النبي (صلى الله عليه وآله) لوحشي بتغيب وجهه دون هند
هل صحيح مايشاع عن النبي ص بانه قال لوحشي قاتل حمزة حين اسلم غيب وجهك عني؟
فلماذا قال النبي له ذلك ولم يقل ذلك للقاتلة الحقيقية هند اكلة الاكباد لعنها الله والتي امرت وحشي وهو مجرد عبد عندها؟
والقران الكريم يقول وانك لعلى خلق عظيم ويقول ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك
ارجو التوضيح
الجواب:
في الصحيح من سيرة النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) - السيد جعفر مرتضى - ج 6 - ص 165 - 166 قال ان موقف الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) من وحشي، وقوله له : غيب وجهك عني، ان دل علي شئ، فإنما يدل على أن وحشياً لم يكن مسلما حقا، إذ لا يمكن أن يقول النبي (صلى الله عليه وآله) ذلك لمسلم مؤمن، بسبب ما كان قد ارتكبه حين كفره، فان الإسلام يجبّ ما قبله. وعليه فان التشهد بالشهادتين، وان حقن دم وحشي، الا أنه إنما أسلم حينما رأى البأس، بعد أن أهدر النبي (صلى الله عليه وآله) دمه.
فإسلامه وإيمانه لا ينفعه، لأنه في الحقيقة لم يكن مستندا إلى الاختيار، ولا إلى القناعة الوجدانية والعقلية بهذا الدين. وأعتقد : أنه لولا شبهة : أن النبي (صلى الله عليه وآله) انما قتل مسلما، لكان للنبي (صلى الله عليه وآله) أن يقتله. وان أعماله الشنيعة والقبيحة، وسيرته الخبيثة بعد ذلك لتدل دلالة واضحة على أنه لم يسلم، وانما استسلم، تماما كما كان الحال بالنسبة لطلقاء مكة، أبي سفيان وأصحابه).
أما هند وإن كان حالها حال وحشي الإ انها لم تكن لتلتقي بالنبي ويراها بقدر ما يرى الرجال فلعله لذلك لم يقل بحقّها شيئاً ثم إنها تابعة لأبي سفيان، فلا يمكن طردها الإّ بطرد أبي سفيان أيضاً ولعلّ الظروف لا تسمح للنبي أن يطرد أبا سفيان الذي كان بالأمس سيد قريش.







السؤال: من هو المعصوم قبل النبي(صلى الله عليه واله وسلم)
رأيت هذا السؤال في احد المواقع الوهابية وارجو ان تجيبو عليه اعلى الله كلمتكم (تقول الشيعة ان الارض لا تخلو من امام معصوم يرجع اليه البشر
السؤال الى الشيعة
من هو الامام المعصوم قبل بعثة النبي صلى الله عليه واله وصحبه وسلم
السؤال سهل من هو الامام المعصوم قبل النبي والجواب لا بد ان يكون بالدليل..)

الجواب:
اتفق علماء الطائفة الحقة بالادلة والبراهين ان الارض لا تخلو من حجة او امام ظاهر معلوم او باطن مستور فعن اسحاق بن عمار عن ابي عبدالله (عليه السلام) قال سمعته يقول : ان الارض لا تخلو الا وفيها امام كيما ان زاد المؤمنين شيئا ردهم وان نقصوا شيئا اتمه لهم . وفي حديث آخر ايضا عنه(عليه السلام) قال : ما زالت الارض الا ولله فيها الحجة يعرف الحلال والحرام ويدعو الناس الى سبيل الله .(الكافي 1/ 178).
اما سؤالكم من هو المعصوم والحجة قبل النبي فقد ذكرت بعض الروايات ان اسمه برده حيث وردت الرواية عن النبي(صلى الله عليه واله وسلم) انه قال : انا سيد النبيين ... ودفعها زكريا الى عيسى بن مريم(عليه السلام) واوصى عيسى الى شمعون بن حمون الصفا واوصى شمعون الى يحيى بن زكريا واوصى يحيى بن زكريا الى منذر واوصى منذر الى سليمة واوصى سليمة الى برده ثم قال رسول الله(صلى الله عليه واله وسلم) : ودفعها إلي برده وانا ادفعها اليك ياعلي ...) الامامة والتبصرة ص 21 .
وهناك قول آخر في ان الوصي قبل النبي هو ابو طالب رضوان الله عليه اشار الى ذلك الشيخ المجلسي في بحار الانوار 35/138


يتبع












عرض البوم صور الشيخ عباس محمد   رد مع اقتباس
قديم 06-09-2017, 05:10 PM   المشاركة رقم: 10
معلومات العضو
الشيخ عباس محمد

إحصائية العضو







 
 


التوقيت

التواجد والإتصالات
الشيخ عباس محمد غير متواجد حالياً

كاتب الموضوع : الشيخ عباس محمد المنتدى : منتدى النبي المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم)
افتراضي

السؤال: يوم دفنه
نحتج على الإخوة من مدرسة السنة بأنهم تركوا رسول الله دون دفن ثلاثة أيام لانشغالهم بالسقيفة ولكن يتبادر لذهننا هذا السؤال :
ما أسباب تأخر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات ربي وسلامه عليه في دفن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
هل كانت هناك ضغوطات معينة عليه منعته من دفن رسول الله دون أهل السقيفة ودون انتظارهم ؟
الجواب:
نحن عندما نحتج على السنة بأنهم تركوا رسول الله ثلاثة ايام لانشغالهم بالسقيفة من باب الالزام لانهم رووا ذلك في كتبهم حيث يقولون انه دفن الاربعاء بعد الانتهاء من البيعة في السقيفة.
واما ما هو معتمد عندنا ان عليا (عليها السلام) كان مشغولا بجهاز رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) عندما كانت السقيفة منعقدة واجتماع السقيفة كان منعقدا يوم الاثنين / يوم وفاة النبي(صلى الله عليه واله وسلم).




السؤال: كيف نفهم (أنك لا تدري ما أحدثوا بعدك)
السلام عليكم هذا أشكال من أحد السنة كيف نجيب عليه جزاكم الله خيرا
ومن الأدلة على أن أعمال الأمة لا تعرض على النبي (صلى الله عليه وسلم)، وأنه لا يدري عنها، ما ثبت في الصحيحين، واللفظ للبخاري عن سهل بن سعد الأنصاري (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): إني فرطكم على الحوض، من مر عليّ شرب، ومن شرب لم يظمأ أبدًا، ليَرِدَنَّ عليّ أقوام أعرفهم ويعرفوني، ثم يحال بيني وبينهم قال أبو حازم فسمعني النعمان بن أبي عياش فقال: هكذا سمعت من سهل ؟ فقلت: نعم. فقال: أشهد على أبي سعيد الخدري سمعته وهو يزيد: فأقول: إنهم من أمتي! فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، فقال: سُحْقًا سحقا لمن غيّر بعدي "سحقًا أي بعدًا".
فقوله في الحديث: فيقال: "إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك" صريح في أن أعمال أمته لا تعرض عليه، وأنه لا يدري عنها.
وبهذا يتبين أن القول بأن أعمال الأمة كلها تعرض على النبي -صلى الله عليه وسلم- في البرزخ عريٌ عن الدليل مجانب للصواب مخالف للنصوص الصحيحة والله أعلم
الجواب:
يمكن الجمع بين الحديثين حديث عرض الاعمال وحديث عدم درايته بما احدثوا بعده بالقول ان الذي يعرض على رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) الاعمال دون النوايا القلبية التي هي الاعتقادات ولذلك وردت عبارة (لم يزالوا مرتدين على اعقابهم منذ فارقتهم) التي تشير الى نواياهم القلبية او اعتقاداتهم .
ويمكن القول بأن هذه الفقرة زائدة وهي فقرة (لا تدري ...) كأن يكون الراوي نقل الرواية فهناك من النصوص في البخاري وغيره لم يرد فيها النص المذكور .




السؤال: يوم مولد النبي (صلى الله عليه وآله)
لدي سؤال اود طرحه على عليكم هنالك بعض الاخوة الموالين على ما يبدو أشكل عليهم كما هو واضح في مسائل التاريخ التي لا تخص العقيدة لكي يستدل من يتصيد بالماء العكر على بطلان المذهب الحق كما هو ديدن المفلسين والحال ان لنا مصادرنا التي نعود اليه وهي حجة علينا كما لغيرنا مصادرهم التي هي حجة عليهم لكني لم استطيع التوصل الى نتيجة وبعد أصرار الاخوة الاعزاء فاريت ان الرجوع الى اهل الاختصاص هو الافضل وهذا هو السؤال كما طرح
من المواضيع الخلافية بين الشيعه واهل العامة هو موضوع الاختلاف حول ولادة النبي الاكرم محمد ص وآله منهم من يقول 12 ربيع الاول وحسب كتب التاريخ لليعقوبي وابن الاثير والطبري تاريخ الامم والملوك هو 12 لكن اريد الان الحجة في كتبنا او حتى كتبهم ان ولادته هي 17 ربيع الاول من اين لنا هذه الحجة فهل لكم احبتي ان ترشدوني
الجواب:
لقد صرح علمائنا المتقدمون بان الولادة المباركة حصلت يوم السابع عشر من ربيع الول وممن صرح بذلك الشيخ المفيد وقد عقد ابن طاووس في اقبال الاعمال 3/121فصلا في تعيين وقت الولادة فقال :
فيما نذكره من تعيين وقت ولادة النبي صلى الله عليه وآله وفضل صوم اليوم المعظم المشار إليه اعلم اننا ذكرنا في كتاب التعريف للمولد الشريف ما عرفناه من اختلاف أعيان الامامية في وقت هذه الولادة المعظمة النبوية، وقلنا : ان الذين أدركناهم من العلماء كان عملهم على أن ولادته المقدسة صلوات الله وسلامه عليه وعلى الحافظين لأمره أشرقت لأنوارها يوم الجمعة السابع عشر من شهر ربيع الأول في عام الفيل عند طلوع فجره، وان صومه يعدل عند الله جل جلاله صيام سنة، هكذا وجدت في بعض الروايات انه صومه يعدل هذه المقدار من الأوقات . فإن كان هذا الحديث ناشئا عن نقل عنه صلوات الله عليه، فربما يكون له تأويل يعتمد عليه، والا فالعقل والنقل يقتضيان أن يكون فضل صوم هذا اليوم المعظم المشار إليه على قدر تعظيم الله جل جلاله لهذا اليوم المقدس، وفوائد المولود فيه صلوات الله وسلامه عليه، الا أن يكون معنى قولهم عليهم السلام : يعدل عند الله جل جلاله صيام سنة، فيكون تلك السنة لها من الوصف والفضل ما لم يبلغ سائر السنين إليه، فهذا تأويل محتمل ما يمنع العقل من الاعتماد عليه . وسوف نذكر من كلام شيوخنا في وظائف اليوم السابع عشر ما ذكره شيخنا المفيد رضوان الله عليه، فقال في كتاب حدائق الرياض وزهرة المرتاض ونور المسترشد ما هذا لفظه : السابع عشر منه مولد سيدنا رسول الله صلوات الله عليه عند طلوع الفجر من يوم الجمعة عام الفيل، وهو يوم شريف عظيم البركة ولم تزل الشيعة على قديم الأوقات تعظمه وتعرف حقه وترعى حرمته وتتطوع بصيامه، وقد روي عن أئمة الهدى من آل محمد عليهم السلام انهم قالوا من صام يوم السابع عشر من ربيع الأول، وهو يوم مولد سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله كتب الله له صيام سنة، ويستحب فيه الصدقة والإلمام بمشاهد الأئمة عليهم السلام والتطوع بالخيرات وادخال السرور على أهل الإيمان وقال : شيخنا المفيد في كتاب التواريخ الشرعية نحو هذه الألفاظ والمعاني المرضية .
أقول : إن الذي ذكره شيخنا المفيد على سبيل الجملة دون التفصيل والذي أقوله انه ينبغي أن يكون تعظيم هذا اليوم الجميل على قدر تعظيم الرسول الجليل المقدم على كان موجود من الخلائق المكمل في السوابق والطرائق، فمهما عملت فيه من الخيرات وعرفت فيه من المبرات والمسرات، فالأمر أعظم منه، وهيهات ان تعرف قدر هذا اليوم وان الظاهر العجز منه




السؤال: علم النبي محمد (صلى الله عليه وآله) بنبوته قبل نبوته
هل النبي محمد (صلي الله عليه وآله) کان يعلم بنبوته قبل نزول القرآن عليه اي قبل سن الاربعين سنة؟
الجواب:
لقد کانت آثار نبوة نبينا محمد (صلي الله عليه وآله وسلم) ظاهرة وبادية عليه قبل نبوته بل من حين ولادته ولذا کان عبدالمطلب ومن بعده عمه ابوطالب يخافان عليه من مؤامرات اليهود وأقطاب المشرکين ويحفظونه ويحرسونه حتي أنّ اباطالب کان يغير کل ليلة محل منام النبي (صلي الله عليه وآله وسلم) ويبيت علياً مکانه کي يحفظ النبي (صلي الله عليه وآله وسلم) من کيد الاعداء وکان عبد المطلب يأخذ محمدا (صلي الله عليه وآله وسلم) للاستسقاء ويتوسل إلي الله تعالي بشأن هذا الطفل وکذلک استسقي ابوطالب لقومه بالتوسل بالنبي (صلي الله عليه وآله وسلم) وهو طفل صغير فلما امطرهم الله تعالي ببرکة محمد (صلي الله عليه وآله وسلم) انشأ ابوطالب:
وابيض يستسقي الغمام بوجهه ثمال اليتامي عصمة للاوامل
ويکفي قضية الراهب بحيرا لإثبات ذلک حيث رأي علامات النبوة في سيماء محمد (صلي الله عليه وآله وسلم) فاوصي اباطالب بحفظه وحراسته.




السؤال: علة کون النبي (صلى الله عليه وآله) يتيما
ما صحة هذا الحديث: سئل أحد الأئمة (عليهم السلام) لماذا ولد النبي يتيماً؟ فقال (عليه السلام): لکيلا يکون لأحد فضل عليه.
أليس يعارضه تربية عبد المطلب و أبي طالب (عليهما السلام)؟
الجواب:
الرواية مروية في البحار ج 16 (باب معني کونه يتيماً وضالاً وعائلاً) بنحو آخر : سئل علي بن الحسين (عليهما السلام):لم اوتم النبي من ابويه؟ قال: لئلا يجب عليه حق لمخلوق.
وعن ابي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الله عزوجل ايتم نبيه (صلي الله عليه وآله وسلم) لئلا يکون لأحد عليه طاعة. ومن المعلوم أن طاعة عبدالمطلب وابي طالب (عليه السلام) لم تکن واجبة علي النبي (صلي الله عليه وآله وسلم) وإن کان لهما الفضل عليه بسبب کفالتهما وتربيتهما له.




السؤال: لا يصح ما ورد أنه قال لامثلن بسبعين
في احدى المحاضرات لاحد علمائنا الاجلاء قال ان رسول الله (ص) لما رأى ما فعل بحمزه (ع) قال لامثلن بسعبين واحد منهم جزاء ذلك فنزلت الايه (فأن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ..الى اخر الايه ورسول الله لا ينطق عن الهوى فاذا قالها بوحي كما هو المفروض فلم نزلت ايه تخالفه وكيف ان رسول الله الذي بعث رحمه للعالمين يأمر بالتمثيل بجثث البشر حتى ولو كانوا مشركين واعداء له (ص) وهو الذي قال لا يجوز المثله ولو بالكلب العقور.

الجواب:
في الصحيح من سيرة النبي الأعظم (ص)للسيد جعفر مرتضى ج 6ص 256 قال:
فجاء (صلى الله عليه وآله وسلم)، فوقف عليه، فيقال : انه (صلى الله عليه وآله) لما رآه في تلك الحالة قال : (لولا أن تحزن صفية، وتكون سنة من بعدي، لتركته حتى يكون في بطون السباع، وحواصل الطير . أو قال : لسرني أن أدعك حتى تحشر من أفواه شتى، ولئن أظهرني الله على قريش يوما من الدهر في موطن من المواطن لأمثلن بثلاثين رجلا منهم) . والمسلمون أيضا قالوا : (والله، لئن أظفرنا الله بهم يوما من الدهر، لنمثلن بهم مثلة لم يمثلها أحد من العرب) . ويقال : انه (صلى الله عليه وآله) بكى وشهق، وقال : رحمة الله عليك، لقد كنت فعولا للخير، وصولا للرحم، أم والله لأمثلن بسبعين منهم مكانك . فنزل حبريل بقوله تعالى : (( وَإِن عَاقَبتُم فَعَاقِبُوا بِمِثلِ مَا عُوقِبتُم بِهِ وَلَئِن صَبَرتُم لَهُوَ خَيرٌ لِلصَّابِرِينَ )). فعفا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وصبر . وفي رواية، قال : أصبر، ونهى عن المثلة . وفي أخرى : كفر عن يمينه . ونقول : ان بكاءه (صلى الله عليه وآله) على حمزة لا مانع منه، وأما ما سوى ذلك مما ذكر آنفا، فنحن نشك في صحته . ونعتقد أنه كقضية ممارسة عمل المثلة الشنيع المنسوب له (صلى الله عليه وآله) زورا وبهتانا، قد وضع بهدف اظهار رسول الله (صلى الله عليه وآله) كأحد الناس، الذين يتعاملون مع القضايا من موقع الانفعال والعصبية للقبيلة والرحم، ولتبرر بذلك جميع المخالفات التي ارتكبها ويرتكبها الحكام الظالمون . كما أن ذلك يسقط قول وفعل الرسول (صلى الله عليه وآله) عن الاعتبار والحجية، فلا يبقى لما ورد عنه (صلى الله عليه وآله) من ذم لمن يحبهم بعض الناس تأثير يذكر .
أما ما نستند إليه في حكمنا على هذه الأقاويل بالوضع والاختلاق، فهو الأمور التالية :
أولاً: ان ذلك لا ينسجم مع روحية وأخلاق وانسانية النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم)، ولا ينسجم حتى مع روح التدبير للأمور العامة، من قبل أي انسان حكيم، مدبر للأمور، ولا مع سياسة الأمم بالمعنى الصحيح والسليم للسياسة . وذلك لأنه لا مبرر لابقاء جثة شهيد في الصحراء، تصهرها أشعة الشمس، عرضة للوحوش والسباع والطير، ولا فائدة في اجراء كهذا . إذ من الواضح : أن ذلك لا يعتبر انتقاما من قريش، ولا أداء لحق ذلك الشهيد العظيم، ان لم يكن إساءة واهانة له، بملاحظة أن اكرام الميت دفنه. ثم، أو ليست انسانيته (صلى الله عليه وآله) وأخلاقه الرفيعة هي التي أملت عليه حتى أن يغيب جثث قتلى المشركين في قليب بدر، فكيف بالنسبة لهذا الشهيد العظيم، أسد الله وأسد رسوله؟!! ويحاول البعض أن يدعي : انه (صلى الله عليه وآله) لم يقصد مدلول هذا الكلام، وانما هو يريد فقط أن يظهر مظلوميته ووحشية الطرف الآخر، أبي سفيان وأصحابه . ولكنها محاولة فاشلة، فإننا نجل النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) عن أمر كهذا، ولا يجوز نسبته إليه، لان معناه امكانية التشكيك في كثير من أقواله، ومواقفه، وأفعاله (صلى الله عليه وآله). أضف إلى ذلك : أن ما جرى لحمزة (عليه السلام) قد جرى مثله لغيره من الشهداء، وإن كان ما جرى لحمزة (عليه السلام) أفظع وأبشع . فلماذا اختص عضبه (صلى الله عليه وآله) بما جرى لعمه وحسب؟! . ثم إن المفروض بهذا النبي العظيم، هو أن يظهر الجلد والصبر لا الجزع والحزن، الا بالنحو المعقول والمقبول، والا فما وجه اللوم لغيره ممن فقد الأهل والأحبة، ان تجاوز حده، وظهر منه ما لا ينبغي في مناسبات كهذه؟!
ثانياً: قولهم على لسانه (صلى الله عليه وآله) : انه ان ظفر بقريش فسيمثل بثلاثين . مرفوض أيضا، إذ هذه جثث قتلى المشركين أمامه، وهي اثنان أو ثمانية وعشرون جثة، بل وأكثر من ذلك، كما يظهر من بعض النصوص، فلماذا لا يمثل بها، ويشفي غليل صدره منها؟! ولم لم يبادر المسلمون - بدورهم - إلى التمثيل بتلك الجثث التي تركها أصحابها وفروا خوفا من أن يدال المسلمون منهم، كما فروا من قبل في بدر؟!
ثالثاً: أما نزول الآية الكريمة ردا عليه (صلى الله عليه وآله وسلم) وهي قوله تعالى : (( وَإِن عَاقَبتُم فَعَاقِبُوا بِمِثلِ مَا عُوقِبتُم بِهِ )). فلا يصح أيضا، لان الآية مكية، لان سورة النحل قد نزلت في مكة، وأحد قد كانت في السنة الثالثة من الهجرة . والقول : بأن سورة النحل كلها قد نزلت في مكة الا هذه الآيات انما يستند إلى هذه الروايات بالذات، فلا حجة فيه . ان قلت : قد تحدثت السورة عن المهاجرين، وهذا يناسب أن تكون السورة قد نزلت بعد الهجرة . فالجواب : أنه لم يثبت ان المقصود هو الهجرة إلى المدينة فان الهجرة إلى الحبشة كانت قد حصلت والمسلمون في مكة، فلعلها هي المقصودة . والقول : بأن ذلك مما تكرر نزوله . أولا : يحتاج إلى اثبات . وثانيا : يلزمه أن يكون النبي (صلى الله عليه وآله) قد خالف الحكم الإلهي الثابت، فاحتاج الله إلى تذكيره بأن موقفه هذا مخالف لنص تلك الآية التي لديه !! . وثالثا : قد روي عن ابن عباس في قوله : فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به قال : هذا حين أمر الله نبيه أن يقاتل من قاتله، ثم ذكر أنها نسخت ببراءة . وعن ابن زيد، قال : كانوا قد أمروا بالصفح عن المشركين، فأسلم رجال ذوو ممنعة، فقالوا : يا رسول الله لو أذن الله لانتصرنا من هؤلاء الكلاب، فنزلت هذه الآية، ثم نسخ ذلك، بالجهاد .
رابعاً: ان قولهم : انه (صلى الله عليه وآله وسلم) قد نهى في هذه المناسبة عن المثلة . محل نظر، وذلك لما ورد عن سعيد، عن قتادة، عن أنس - فذكر حديث العرنيين - وفي آخره، قال : قال قتادة : وبلغنا أن النبي (صلى الله عليه وآله) كان بعد ذلك يحث على الصدقة، وينهى عن المثلة . ويقول العسقلاني، عن ابن عقبة في المغازي : (وذكروا : أن النبي (صلى الله عليه وآله) نهى بعد ذلك عن المثلة بالآية التي في سورة المائدة، والى هذا مال البخاري، وحكاه امام الحرمين في النهاية عن الشافعي) . فكلام قتادة السابق صريح في أنه (صلى الله عليه وآله وسلم) قد نهى عن المثلة بعد قضية العرنيين، وكانت بعد قصة أحد، لأنها كانت في حدود السنة السادسة . أضف إلى ذلك : ما ذكره سعيد بن جبير، الذي أضاف في قصة العرنين قوله : (فما مثل رسول الله (صلى الله عليه وآله) قبل ولا بعد، ونهى عن المثلة) . فمعنى ذلك هو أن رسول الله لم يمارس هذا الفعل الشنيع أصلا، كما أنه قد نهى من كان بصدد ممارسته . ونحن بدورنا لنا كلام في قصة العرنيين هذه، حيث اننا نرفض أن يكون (صلى الله عليه وآله وسلم) قد مثل بهم، ولا سيما بملاحظة ما قدمناه آنفا، عن سعيد بن جبير . وقد أنكر أبو زهرة ذلك أيضا . وكان علي بن حسين ينكر حديث أنس في أصحاب اللقاح : أخبرنا ابن أبي يحيى، عن جعفر، عن أبيه، عن علي بن حسين قال : لا والله، ما سمل رسول الله عينا ولا زاد أهل اللقاح على قطع أيديهم وأرجلهم . ولكن ما يهمنا هنا : هو أن ما ذكروه في قصة العرنين يتنافى بشكل ظاهر مع كونه (صلى الله عليه وآله وسلم) عن المثلة، انما كان في أواخر أيام حياته، لان سورة المائدة قد كانت من أواخر ما نزل عليه (صلى الله عليه وآله) . نعم، يمكن أن يكون (صلى الله عليه وآله) قد قطع أيدي وأرجل العرنيين من خلاف، لانهم مفسدون في الأرض . وذلك هو الحكم الثابت لمن يكون كذلك . ثم زاد الرواة وأصحاب الأغراض على ذلك ما شاؤوا .
خامساً: انهم يقولون : ان أبا قتادة جعل يريد التمثيل بقريش لما رأى من المثلة، فمنعه (صلى الله عليه وآله وسلم) . وهذا هو المناسب لاخلاقه وسجاياه (صلى الله عليه وآله وسلم) . أما أبو قتادة فإنه ان صح ما نقل عنه يكون قد تصرف هنا بوحي من انفعاله وتأثره، الناجم عن ثورته النفسية بسبب ذلك المشهد المؤلم . كما أننا نشك في ما جاء في ذيل هذه الرواية، الذي يذكر : أنه (صلى الله عليه وآله) قد قرض قريشا في هذه المناسبة، حتى قال : إنه عسى ان طالت بأبي قتادة المدة أن يحقر أعماله مع أعمالهم . فإننا نعتقد أن هذه التقريظات من تزيد الرواة تزلفا للحكام الأمويين - كما عودونا في مناسبات كثيرة - في مقابل علي (عليه السلام)، وأهل بيته، لفسح المجال أمام تنقصهم والطعن بهم، ويكفي أن نتذكر هنا موقف قريش من علي (عليه السلام) وأهل البيت، حيث نجده (ع) يصفها بأسوأ ما يمكن، بسبب موقفها السئ هذا . يقول أمير المؤمنين (عليه السلام) : (فدع عنك قريشا، وتركاضهم في الضلال، وتجوالهم في الشقاق، وجماحهم في التيه، فإنهم قد أجمعوا على حربي كاجماعهم على حرب رسول الله (صلى الله عليه وآله) قبلي، فجزت قريشا عني الجوازي، فقد قطعوا رحمي، وسلبوني سلطان ابن عمي) .
هذا ولابد أن لا ننسى هنا : أنه (صلى الله عليه وآله) قد قال لعلي (عليه السلام)، حربك حربي، وسلمك سلمي . وقال علي (عليه السلام) : (اللهم إني أستعديك على قريش (ومن أعانهم)، فإنهم قد قطعوا رحمي، وأكفأوا انائي، وأجمعوا على منازعتي حقا كنت أولى به من غيري) . وقال (عليه السلام) : (ما لي ولقريش، والله لقد قاتلتهم كافرين، ولأقاتلنهم مفتونين، واني لصاحبهم بالأمس، كما أنا صاحبهم اليوم) . ولأبي الهيثم بن التيهان كلام جيد، حول موقف قريش من علي، من أراده فليراجعه . وفيه يحلل أبو الهيثم سر عداء قريش لأمير المؤمنين (عليه السلام)، وأنه انما كان بسبب بغيها وحسدها له، وعدم قدرتها على اللحاق به . وقد ذكرنا شطرا كبيرا من النصوص الدالة ذلك مع مصادرها، في مقال لنا بعنوان الغدير والمعارضون . هذا كله . . عدا عما كان في صدور قريش من حقد على بني هاشم عموما، وعلى الأنصار أيضا . وقد مر في جزء سابق من هذا الكتاب في فصل سرايا وغزوات قبل بدر الماحة عن موقف قريش من الأنصار فليراجع ذلك هناك . وأخيرا نقول : إن هذه كانت حالة قريش بعد طول المدة، فكيف يحقر أبو قتادة أعماله مع أعمالها؟! وكيف يكون لها ذلك المقام المحمود عند الله تعالى؟! .
ما هو الصحيح في القضية :
ولعل الصحيح هنا هو قضية أبي قتادة المتقدمة، وإن كان قد تزيد الرواة فيها تزلفا للحكام، كما أشرنا . يضاف إلى ذلك : ما رواه غير واحد عن أبي بن كعب (رض)، قال : لما كان يوم أحد أصيب من الأنصار أربعة وستون رجلا، ومن المهاجرين ستة، منهم حمزة . فمثلوا بهم، فقالت الأنصار : لئن أصبنا منهم يوما مثل هذا، لنربين عليهم . فلما كان يوم فتح مكة أنزل الله : (( وَإِن عَاقَبتُم فَعَاقِبُوا بِمِثلِ مَا عُوقِبتُم بِهِ وَلَئِن صَبَرتُم لَهُوَ خَيرٌ لِلصَّابِرِينَ )) فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : نصبر، ولا نعاقب، كفوا عن القوم الا أربعة . وحسب نص ابن كثير : عن عبد الله بن أحمد : فلما كان يوم الفتح، قال رجل : لا تعرف قريش بعد اليوم، فنادى مناد : ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) قد أمن الأسود والأبيض الا فلانا وفلانا، ناسا سماهم، فأنزل الله الخ . وعن الشعبي، وابن جريج ما يقرب من هذا أيضا باختصار . وفي رواية : أن المسلمين لما رأوا المثلة بقتلاهم قالوا : لئن أنالنا الله منهم لنفعلن، ولنفعلن، فأنزل الله : وان عاقبتم الآية، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : بل نصبر . لكن ما تذكره هذه الروايات من أن الآية قد نزلت في هذه المناسبة محل نظر، وذلك لما قدمناه من كونها مكية، ويمكن أن يكون الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) عاد فذكرهم بالآية، مبالغة منه (صلى الله عليه وآله وسلم) في زجرهم عن ذلك، فتوهم الراوي : أن الآية قد نزلت في هذه المناسبة .




السؤال: افضلية النبي (صلى الله عليه وآله) على جبرئيل
ما هو الدليل العقلي والنقلي على أفضليه الرسول الاكرم (صلى الله عليه وآله) على أمين الوحي جبريل؟ وإذا ثبت ذلك فكيف يتفق مع ما ورد في روايات المعراج من سؤال الرسول الاكرم(صلى الله عليه وآله) لجبريل عن كثير من الأشياء والتي تدلّ من حيث الظاهر على أعلمية جبريل؟
الجواب:
النبي (صلى الله عليه وآله) أشرف خلق الله وأفضلهم عند جميع المسلمين وهو أفضل من الملائكة بما فيهم جبرئيل وهذا ما نطقت به الروايات المتواترة من طرق الفريقين ولا ينافي أفضلية النبي (صلى الله عليه وآله) أنّه سئل جبرئيل في بعض الموارد إذ ليس معناه أنّ جبرئيل كان أعلم منه بل كان النبي (صلى الله عليه وآله) ينتظر الوحي من قبل الله تعالى في كثير من الموارد، كما قال تعالى: (( وَلَا تَعجَل بِالقُرآنِ مِن قَبلِ أَن يُقضَى إِلَيكَ وَحيُهُ ))(طه:114).
وقد كان النبي (صلى الله عليه وآله) والمعصومون من أهل بيته يتخذون في سلوكهم سبيلاً يظهرون للناس أنّهم بشر وفقراء إلى الله تعالى ومحتاجون إليه حتى لا يحصل لدى تابعيهم الغلوّ كما قال النصارى بالنسبة لعيسى بن مريم أنه ابن الله.
وممّا يدلّ على أفضليّة النبي (صلى الله عليه وآله) على الملائكة أنّ الملائكة مجبولون على الطاعة ومجبورون على عدم المخالفة وليس في ذلك فضل بالقياس لمن يطيع الله ولا يعصيه باختياره ولمجرّد حبّه لله تعالى مع أنّه بشر وليس معنى العصمة أنّهم مجبورون على الطاعة أو ترك المعصية بل معناها أنهم لكمال علمهم وايمانهم ومعرفتهم بالله لا يختارون المخالفة نظير من يرى النار فإنّه لايمسّها لعلمه الكامل بأنّه يحترق قطعاً.
ويدلّ على أفضليّة النبي (صلى الله عليه وآله) من جبرئيل قول جبرئيل في المعراج (لو دنوت أنملة لأحترقت)(1) ولكن النبي (صلى الله عليه وآله) (( دَنَا فَتَدَلَّى * فَكَانَ قَابَ قَوسَينِ أَو أَدنَى )) (النجم:8-99) من العلي الأعلى .

(1) بحارالانوار : 18 / 382






السؤال: شيماء اخت الرسول من الرضاعة
ارجوكم انيروا طريقي بالحق من هي الشيماء؟ هل هي اخت الرسول بالرضاعة حقا؟ وهل كان الرسول علاقته بها جيدة؟ وهل كان راض عنها؟ وهل كانت تغني: وما هو موقف الرسول من غناءها؟
الجواب:
يقال إن شيماء هي ابنة حليمة السعدية مرضعة الرسول الاعظم (صلي الله عليه وآله وسلم) فكانت اخته من الرضاعة وقد ورد في الروايات ان ابنة حليمة السعدية (ولم يذكر اسمها) وقعت في الاسر يوم حنين فلما جيء بها إلي رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) قالت: يا محمد اختك سبية (او اختك سبيت) فنزع رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) برده وبسطه لها فاجلسها عليه ثم اكب عليها يسألها وكانت هي التي تحضنه إذ كانت امها ترضعه، فلما كلمته اخته قال: اما نصيبي ونصيب بني المطلب فهو لك وأما ما كان للمسلمين فاستشفعي بي عليهم فتكلمت معهم. فوهب لها الناس اجمعون إلا رجلين امتنعا في البداية ثم وهبا حقهما أيضا.
ولم يذكر في مصادرنا أنها كانت تغني ولو صح ذلك فلا يدل علي انها كانت معادية للنبي (صلي الله عليه وآله وسلم) وأهل بيته لأن الاحكام الشرعية نزلت تدريجا ولعل حرمة الغناء لم يثبت حينما كانت تغني.
ثم إن حليمة السعدية لها ابنة تسمى الحرة بنت حليمة وكانت موالية لاميرالمؤمنين علي (عليه السلام) وقد احتجت علي أفضلية علي (عليه السلام) على سبعة من الانبياء اولي العزم عند الحجاج:
ففي البحار ج 46\134 ان حرة بنت حليمة وردت علي الحجاج بن يوسف الثقفي فقال لها: أنت حرة بنت حليمة؟ قالت: فراسة من غير مؤمن فقال: الله جاء بك فقد قيل عنك أنك تفضلين علياً على أبي بكر وعمر وعثمان؟ وقالت: لقد كذب الذي قال إني أفضله على هؤلاء خاصة. قال: وعلى من غير هؤلاء؟ قالت: أفضله على آدم ونوح ولوط وابراهيم وداوود وسليمان وعيسي بن مريم. قال: إن لم تأتيني ببيان ما قلت ضربت عنقك. قالت: ما أنا مفضلته علي هؤلاء الانبياء ولكن الله عزوجل فضله عليهم في القرآن بقوله عزوجل: (( وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى )) وقال في حق علي (عليه السلام) : (( وَكَانَ سَعيُكُم مَشكُورا )). فقال: أحسنت يا حرة فبما تفضلينه على نوح ولوط؟ فقالت: الله عزوجل فضله عليهما بقوله (( ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امرَأَتَ نُوحٍ وَامرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحتَ عَبدَينِ مِن عِبَادِنَا صَالِحَينِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَم يُغنِيَا عَنهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيئًا )) وعلي بن ابي طالب كان ملاكه تحت سدرة المنتهي زوجته فاطمة الزهراء (عليه السلام) التي يرضى الله تعالي لرضاها ويسخط لسخطها. قال: احسنت يا حره فبما تفضلينه على أبي الانبياء ابراهيم خليل الله؟ فقالت: الله عزوجل فضله بقوله: (( وَإِذ قَالَ إِبرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيفَ تُحيِي المَوتَى قَالَ أَوَلَم تُؤمِن قَالَ بَلَى وَلَكِن لِيَطمَئِنَّ قَلبِي )) ومولاي أميرالمؤمنين قال قولاً لا يختلف فيه أحد من المسلمين: (لو كشف الغطاء ما ازددت يقيناً) وهذه كلمة ما قالها أحد قبله ولا بعده. فقال: أحسنت فبما تفضلينه على موسي كليم الله؟ قالت: يقول الله عزوجل: (( فَخَرَجَ مِنهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ )) وعلي بن ابي طالب (عليه السلام) بات على فراش رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) لم يخف حتي أنزل الله في حقه: (( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشرِي نَفسَهُ ابتِغَاءَ مَرضَاتِ اللَّهِ )). قال الحجاج: أحسنت يا حرة فبما تفضلينه على داوود وسليمان؟ قالت: الله تعالي فضله عليهما بقوله: (( يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرضِ فَاحكُم بَينَ النَّاسِ بِالحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ )). قال لها: في أي شيء كانت حكومته؟ قالت: في رجلين رجل كان له كرم والآخر غنم فنفشت الغنم بالكرم فرعته فاحتكما إلي داود فقال: تباع الغنم وينفق ثمنها علي الكرم... قال له ولده: لا يا أبه بل يؤخذ من لبنها وصوفها، قال الله: (( فَفَهَّمنَاهَا سُلَيمَانَ )) وأن مولانا أمير المؤمنين علياً (عليه السلام) قال: (سلوني عما فوق العرش سلوني عما تحت العرش سلوني قبل ان تفقدوني ...) والحديث طويل يكتفي بهذا المقدار.




السؤال: كيف يأمر النبي (صلى الله عليه وآله) بقتل ذي الثدية؟
نحن نعلم أن أمير المؤمنين (عليه السلام) مع علمه بقاتله إبن ملجم لم يعاقبه أو يقتله لعدم جواز العقاب قبل الجرم.
ورد عن طريق إخواننا العامة أمر رسول الله (صلى الله عليه واّله وسلم) بقتل ذي الثديَة حرقوص بن زهير رأس المارقة , في القضية المشهورة عندما رفض أبو بكر وعمر ثم ذهب أمير المؤمنين (عليه السلام) فلم يجده.
السؤال أنه هل تثبت هذه الروايات من طرقنا وإذا كانت الواقعة صحيحة نرجو رفع شبهة أمر رسول الله (صلى الله عليه واّله وسلم) بقتل هذا المارق قبل وقوع الجرم منه.
الجواب:
الحديث ورد في كتب المخالفين باسانيد بعضها صرح بصحته ونقل الحديث في بعض كتبنا من كتب المخالفين وورد في بعض الاحاديث انه صدر من مرقوص قول يستحق القتل وهو انه قال ما في القوم افضل منه او خير منه وكان في القوم رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) فلعل السبب في صدور الامر من النبي (صلى الله عليه واله وسلم) هو لاجل قوله انه افضل من النبي بمعنى انكاره للنبوة او ادعاءه لها فيكون القتل لهذا او لغيره من اقوال او افعال توجب القتل لا لاجل انه بعد ذلك سيقود جيش المارقين ويقاتل عليا (عليه السلام).





السؤال: النبي (صلى الله عليه وآله) أعلم أم جبرئيل (عليه السلام)؟
عندما كان جبرائيل (عليه السلام) ينزل على النبي(صلى الله عليه واله) ويبلغه الآيات وبعض الأحكام, هل كان النبي (صلى الله عليه واله) جاهلا بها وجبرائيل (عليه السلام) اعلم بها منه أم كان النبي (صلى الله عليه واله) عالما بها
على الأول يلزم أن يكون جبرائيل اعلم من النبي(صلى الله عليه واله) وعلى الثاني يلزم تحصيل الحاصل؟

الجواب:
ان الله تعالى قد خلق نور النبي(صلى الله عليه واله وسلم) قبل خلق السماوات والارض بل قبل العرش والكرسي حيث لا جبرئيل ولا غيره من ملائكة الله المقربين ولذلك فانه(صلى الله عليه واله وسلم) يعلم جميع الوقائع قبل ابرائها وانشائها في اماكنها واوقات وجودها, فلما نزل(صلى الله عليه واله وسلم) من عالم الغيب الى عالم الشهادة وكان عالم الشهادة ضيق الفضاء فلم تكن تنزل عليه تلك العلوم دفعة واحدة ولكنها تجري بالتتابع كالنهر الجاري دائم الجريان فتنزل من غيب النبي(صلى الله عليه واله وسلم) الى شهادته.اذ ان بين الغيب والشهادة لابد من وجود رابطة وكانت الملائكة هي الروابط تأخذ من غيبه(صلى الله عليه واله وسلم) وتؤدي الى شهادته فلا يمكن في عالم الشهادة ان يصل اليه(صلى الله عليه واله وسلم) حكم غير الملك ولا يمكن ان يأخذ الملك الا من غيبه(صلى الله عليه واله وسلم) لان العلم اشرف من كل شئ ومحله يجب ان يكون اشرف منه لحكم المناسبة فلو ان احدا سوى النبي(صلى الله عليه واله وسلم) واله (عليهم السلام) كانوا حملة العلم واوعيته لكانوا اشرف من محمد واهل بيته(صلوات الله عليهم).
ولتوضيح هذا المطلب نقول: ان المستفاد من مجموع الاخبار في باب شأن(إنا أنزلناه في ليلة القدر) ان القران نزل كله جملة واحدة في ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان الى البيت المعمور ومنه الى قلب النبي(صلى الله عليه واله وسلم) كما قال الله عز وجل (نزل به الروح الامين على قلبك) ثم نزل في طول عشرين سنة نجوما من باطن قلبه(صلى الله عليه واله وسلم) الى ظاهر لسانه فكلما اتاه جبرائيل (عليه السلام)بالوحي وقرأ عليه بالفاظه سبقه اليه فهذا مثال يذكره المفسرون في معنى نزول القران جملة على قلب النبي(صلى الله عليه واله وسلم) ثم نزوله تدريجا في تلك المدة .
اذا ادركته امكنك فهم ما ذكرناه في جواب مسألتك.




السؤال: دفاع الوهابية عن اساءتهم للنبي (صلى الله عليه وآله)
دافع الوهابيه عن شبهة بول النبي واقفا بمجموعة امور
استوقفتني اثنين منها
1- انه فعله لبيان انه جائز
2- ان البول اواقفا احصن

الجواب:
ان بيان هذا الحكم لا يتطلب ان يصدر منه هذا الفعل المشين المخالف للذوق العام بل بالامكان بيان ذلك من خلال القول، والقول بان البول واقفا احصن لمن يرتدي اليوم الزي الغربي بخلاف من يرتدي الزي العربي فان الجلوس يكون له احصن ان لم نقل بالتساوي وعلى كل حال فهو احتمال والاحتمال لا ينفع لاثبات الحكم الشرعي على انه ورد عندنا ان النبي ما بال قائما قط بل ورد ذلك بحق غيره من الصحابة وان بعضهم كان لا يجيز شهادة من بال قائما ولقد كذبت عائشة القول بان النبي يبول واقفا فقد ورد عنها قولها من حدثكم ان رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) كان يبول قائما فلا تصدقوه. ما كان يبول الا قاعدا.




السؤال: من أسماءه (أحمد)
ما هو السبب والعلّة في تسمية النبي محمد (صلى الله عليه وآله) بأسم احمد في الانجيل وما الدليل على ان أحمد من أسماء النبي (صلى الله عليه وآله)، ولماذا لم يذكر اسم محمد بدل احمد في الانجيل. ما ردكم على من يقول ان اسم النبي (صلى الله عليه وآله) كان اسمه " قثم بن عبد اللات " قبل الاسلام.
الجواب:
في تفسير الميزان ج 19ص 253قال:
وقوله : " اسمه أحمد " دلالة السياق على تعبير عيسى عليه السلام عنه صلى الله عليه وآله وسلم بأحمد وعلى كونه اسما له يعرف به عند الناس كما كان يسمى بمحمد ظاهرة لا سترة عليها . ويدل عليه قول حسان :
صلى الاله ومن يحف بعرشه ***** والطيبون على المبارك أحمد
ومن أشعار أبي طالب قوله :
وقالوا لأحمد أنت امرء ***** خلوف اللسان ضعيف السبب
ألا إن أحمد قد جاءهم ***** بحق ولم يأتهم بالكذب
وقوله مخاطبا للعباس وحمزة وجعفر وعلي يوصيهم بنصر النبي صلى الله عليه وآله وسلم :
كونوا فدى لكم أمي وما ولدت ***** في نصر أحمد دون الناس أتراسا
ومن شعره فيه صلى الله عليه وآله وسلم وقد سماه باسمه الآخر محمد :
ألم تعلموا أنا وجدنا محمدا ***** نبيا كموسى خط في أول الكتب
ويستفاد من البيت أنهم عثروا على وجود البشارة به صلى الله عليه وآله وسلم في الكتب السماوية التي كانت عند أهل الكتاب يومئذ ذاك . ويؤيده أيضا إيمان جماعة من أهل الكتاب من اليهود والنصارى وفيهم قوم من علمائهم كعبد الله بن سلام وغيره وقد كانوا يسمعون هذه الآيات القرآنية التي تذكر البشارة به صلى الله عليه وآله وسلم وذكره في التوراة والإنجيل فتلقوه بالقبول ولم يكذبوه ولا أظهروا فيه شيئا من الشك والترديد .
وأما خلو الأناجيل الدائرة اليوم عن بشارة عيسى بما فيها من الصراحة فالقرآن - وهو آية معجزة باقية - في غنى عن تصديقها، وقد تقدم البحث عن سندها واعتبارها في الجزء الثالث من الكتاب .





السؤال: ملكه (صلى عليه وآله) يفوق ملك سليمان
ورد في بعض لقاءات أحد السادة الكرام أن جميع الفضائل والكمالات للأنبياء والرسل يوجد نظير لها بشكل أتم وأكمل لنبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم .. فهل ملك نبي الله سليمان عليه السلام يعتبر من تلك الخصائص والكمالات؟ وهل يصح أن نقول أن ذلك لسيدنا محمد بشكل أتم وأكمل؟ وكيف يستقيم ذلك مع مضمون الآية الكريمة على لسان نبي الله سليمان عليه السلام : (( قَالَ رَبِّ اغفِر لِي وَهَب لِي مُلكًا لَا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِن بَعدِي إِنَّكَ أَنتَ الوَهَّابُ )) (ص:355).
الجواب:
الجواب في غاية البساطة, وهو ان النبي (صلى الله عليه واله وسلم) هو الانسان الكامل وواسطة الفيض وهو اول واشرف من خلق الله عز وجل، وحينئذ ينبغي ان يكون له من الكمالات ما يليق بشانه ومقامه, ولذلك لا نتصور باي حال من الاحوال ان يكون أي نبي غيره حائزا على ما يتجاوز أي كمال من كمالاته ...
واما دعاء سليمان (عليه السلام) بان يكون له من الملك ما ينبغي لاحد من بعده، فلا يلزم منه ان يكون نبينا (صلى الله عليه واله وسلم) لا يملك ما يزيد عن ملك سليمان، فهو (صلى الله عليه واله وسلم) ينبغي له ملك سليمان وما يزيد عليه وقد سئل الامام موسى بن جعفر (عليه السلام) في حديث طويل عن قول سليمان : (( قَالَ رَبِّ اغفِر لِي وَهَب لِي مُلكًا لَا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِن بَعدِي )) (ص:355) ما وجهه وما معناه؟ فقال : الملك ملكان : ملك ماخوذ بالغلبة والجور واختيار الناس، وملك ماخوذ من قبل الله تبارك وتعالى كملك آل ابراهيم وملك طالوت وذي القرنين، فقال سليمان (عليه السلام) : هب لي ملكا لا ينبغي لاحد من بعدي ان يقول انه ماخوذ بالغلبة والجور واختيار الناس، فسخر الله تبارك وتعالى له الريح تجري بأمره رخاء حيث اصاب, وجعل غدوها شهرا ورواحها شهرا, وسخر الله له الشياطين كل بناء وغواص، وعلم منطق الطير، ومكن في الارض، فعلم الناس في وقته وبعده ان ملكه لا يشبه ملك الملوك المختارين من قبل الناس والمالكين بالغلبة والجور ....إلى أن يقول (عليه السلام) قد والله اوتينا ما اوتي سليمان وما لم يؤت سليمان وما لم يؤت احد من العالمين ... الحديث.






السؤال: لقاء بحيرى الراهب
هناك شبهات تدور حول راهب اسمه بحيري الراهب وانه التقى بالرسول الاعظم وعلمه اشياء معينة فمن هو هذا الراهب وهل هذه الشبهة صحيحة؟
الجواب:
تلك الشبهة يذكرها بعض النصارى لينسبوا ما عند النبي صلى الله عليه وآله من المعارف الى راهب نصراني من اهل الشام كان يبشر بظهوره يدعى بحيرى، وخبر بحيرى الراهب رجاله من العامة، وقد ذكره بعض علمائنا في كتبهم استطرادا كما فعل ذلك الشيخ الصدوق في كمال الدين، ولو سلمنا بالخبر فلا يمكن ان يستفاد منه اكثر من حصول لقاء بين النبي صلى الله عليه واله وبين بحيرى الراهب ابان مجيئه الى الشام بصحبة عمه ابو طالب للتجارة قبل البعثة، ولا يعقل ان يكون ذلك اللقاء على قصره سببا لحصول تلك المعارف الدينية والتاريخية والعلمية التي نطق بها القرآن الكريم والسنة الشريفة، فالشبهة إذن متهافتة من جهتين: الاولى ان الخبر عامي ولم يرد عن أئمة الهدى صلوات الله عليهم، والثانية: عدم معقولية ولا مقبولية تسبيب لقاء قصير الامد مع راهب نصراني لتلك المعارف التي جاء بها النبي صلى الله عليه وآله.





السؤال: اسماء النبي (صلى الله عليه وآله)
يروي أهل السنة أن للنبي المصطفى (ص) مائة وواحد اسماً, ما رأيكم الكريم بهذه الرواية؟
الجواب:
لا يوجد في في كتب الشيعة المعتبرة ما يشبه هذا الحديث، ولكن ذكر الطبرسي في تفسيره ج8/ 255 عن أبي جعفر عليه السلام: إن لرسول الله صلى الله عليه وآله اثني عشر اسما، خمسة في القرآن: محمد وأحمد وعبد الله ويس ونون.
وأورد الشيخ الصدوق في الخصال في باب العشرة عن أبي جعفر عليه السلام: إن لرسول الله عشرة اسماء خمسة منها في القرآن وخمسة ليست في القرآن، فأما التي في القرآن فمحمد وأحمد وعبد الله ويس ونون، وأما التي ليست في القرآن فالفاتح والخاتم والكافي والمقفى والحاشر.








السؤال: المخالفون ينسبون زورا للنبي (صلى الله عليه وآله) استماعه للغناء
اريد رواية حول ان النبي محمد ص انه جلس في جلسة غنائية في بيت عائشة حيث قرات هكذا حديث في الصحاح وكل الأحاديث في الصحاح التي تجعل الصحاح بانهم على صحة تامة
الجواب:
نحن نعتقد ان النبي لا يرتكب المحرمات ومن المحرمات الثابتة الغناء لكن المخالفين يروون روايات تشير الى استماع النبي للغناء بل والامر به ففي مسند احمد ومجمع الزوائد 8/130 قال :عن السائب بن يزيد ان امرأة جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا عائشة تعرفين هذه قالت لا يا نبي الله قال هذه قينة بني فلان تحبين أن تغنيك قالت نعم فأعطتها طبقا فغنتها فقال النبي صلى الله عليه وسلم قد نفخ الشيطان في منخريها . رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد رجال الصحيح
وفي مجمع الزوائد 8/130 ايضا قال :
وعن عائشة قالت كان عندنا جارية تغني فدخل النبي صلى الله عليه وسلم وهي على تلك الحال ثم أستأذن عمر فوثبت فضحك النبي صلى الله عليه وسلم فقال مم تضحك يا رسول الله فاجرة فقال لا أبرح حتى أسمع مما تسمع - أو ما يسمع منه النبي صلى الله عليه وسلم - فأمرها فأسمعته . ورجاله ثقات .
وفي سنن ابن ماجه 1/612 قال :
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة . ثنا أبو أسامة عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت : دخل على أبو بكر، وعندي جاريتان من جواري الأنصار . تغنيان بما تقاولت به الأنصار في يوم بعاث . قالت وليستا بمغنيتين . فقال أبو بكر : أبمزمور الشيطان في بيت النبي صلى الله عليه وسلم ؟ وذلك في يوم عيد الفطر . فقال النبي صلى الله عليه وسلم " يا أبا بكر ! إن لكل قوم عيدا . وهذا عيدنا " .
وفي سنن ابن ماجه 1/612 ايضا قال :
حدثنا هشام بن عمار . ثنا عيسى بن يونس . ثنا عوف عن ثمامة ابن عبد الله، عن أنس بن مالك، أن النبي صلى الله عليه وسلم مر ببعض المدينة . فإذا هو بجوار يضربن بدفهن ويتغنين ويقلن :
نحن جوار من بنى النجار ***** يا حبذا محمد من جار
فقال النبي صلى الله عليه وسلم " الله يعلم إني لأحبكن " . في الزوائد : إسناده صحيح ورجاله ثقات .



السؤال: النبي (صلى الله عليه وآله) رحمة للعالمين
بسم الله الرحمن الرحيم (( وما ارسلناك الا رحمة للعالمين )) صدق الله العلي العظيم
ظاهر الآيه واضح جداً، لكن لدي سؤال بخصوص كلمة العالمين الوارده في الايه الكريمه:
هل المقصود بالعالمين بالخلق جميعاً منذ بدأ الخليقة، أو منذ ولادة الرسول الكريم(صلى الله عليه واله وسلم) في عام الفيل، أو عند نزول الوحي؟
ولغويا: هل فيها اشاره مكانيه الرحمه؟ بمعنى: هل المقصود برحمه الكون أو الخليقه جميعاً، ام فقط الكره الارضيه؟
مع فائق الشكر والتقدير، ووفقكم الله بما فيه خير في الدنيا والآخره.
الجواب:
الثابت عندنا أن النبيّ(صلى الله عليه وآله) وأهل بيته الطاهرين(عليهم السلام) علّة غائية لخلق الوجود بما فيه، أي: أن الله تعالى لم يكن ليخلق الخلق لولا محمداً وآله الطاهرين.
وورد في هذا المعنى عدّة أخبار؛ منها على سبيل المثال حديث: ( لولاك لما خلقت الأفلاك)، وحديث الكساء المبارك الذي ورد في آخره: (إني ما خلقت سماءا مبنية ولا أرضا مدحية ولا قمرا منيرا ولا شمسا مضيئة ولا فلما يدور ولا فُلكا تسري ولا بحرا يجري إلا لمحبة هؤلاء الخمسة الذين هم تحت الكساء).. وحينئذ فإن كونه صلى الله عليه وآله رحمة للعالمين شامل لجميع عوالم الإنس والجن والملائكة وغيرهم من أصناف خلقه تعالى، منذ أن خلق الله الخلق وحتى قيام الساعة.







السؤال: كيف تزوج (صلى الله عليه وآله) بزينب بنت جحش
أقول: بخصوص حكاية زواج النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من زينب بنت جحش يستشكل البعض على هذه القصة أنها تُخالف الغيرة و فيها نوع من التقزز, فكيف يرضى الله بأن ينزع زوجة رجل و يُعطيها لرجل آخر (و إن كان نبيّاً)؟ هل يرضى أحد عاقل أن تُؤخذ زوجته منه لمُجرّد أن رجلاً أُعجب فيها؟ هل هذا ينسجم مع العدالة و الفطرة السليمة و الذوق العام؟

الجواب:
الله سبحانه وتعالى عندما فرض على نبيّه بأن يتزوج بزينب أراد القضاء على ظاهرة اجتماعية خاطئة وهي عدم الزواج بزوجات الأدعياء، فالاعتراض اذا كان يوجه على احد فهو يوجه عليه سبحانه وتعالى، كيف فرض ذلك على نبيّه! ولا احد يحق له توجيه مثل هكذا اعتراض.
ثم إن الزواج جرى بعدما طلق زيد زوجته برغبته واختياره فهو قد أعرض عنها والنبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) ارشده الى امساك زوجته، لكن زيداً أبى الا الطلاق، فما المانع بعد ذلك من الزواج بها.
واليوم يحصل الطلاق كثيرا ثم بعد ذلك يحصل الزواج من هذه المطلقات دون ان تكون هناك حزازة في مثل هكذا زواج.





السؤال: رجمه لماعز بن مالك
هل نقل التاريخ ان الرسول الأعظم ص اقام الحد و لو مرة واحدة على احد الزناة ( ماعز بن مالك ) أتاه تائبا مقرا بذنبه فأمر برجمه حتى الموت ؟
الجواب:
تشير رواية في الكافي الى ان النبي امر برجم ماعز عندما اقر بزناه لكنه اعترض على قتله بعد ان هرب وقال فهلا تركتموه اذا هرب يذهب فانما هو الذي اقر على نفسه ثم قال لهم : اما لو كان علي حاضرا معكم لما ضللتم ثم قال ووداه رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) من بيت المسلمين .



السؤال: إشكال ذكره بعض اعداء الاسلام في موضوع زواج النبي من زينب بنت جحش
أقول:
أولاً: هل القضاء على ظاهرة عدم الزواج بزوجات الأدعياء أو بالأصح بمُطلّقات الأدعياء لا يكون إلا من خلال انتزاع الزوجة منه بهذه الصورة البشعة؟ ألا يستطيع أن يُنزل الله حُكماً خطابيّاً قرآنيّاً في ذلك دون الحاجة إلى تطبيق عملي يُثير الريبة؟
بعبارة أُخرى: هل توقّف إبطال هذا الحُكم على نزع زوجة الرجل منه؟ (حبكت يعني)!!!
لأن البعض يقول أنه انتزعها منه لشهوة جنسيّة مُستدلّاً ببعض الروايات التي تحكي القصّة, ويقول هذا البعض أن القضيّة لم تكن قضيّة إنشاء حُكم شرعي (إبطال حُكم عدم التزوّج بمُطلقات الأدعياء), بل كانت القضيّة أن مُحمداً أُعجِب بهذه المرأة وأرادها له, ولكنه كان مُحرجاً من التصريح بذلك, فاصطنع هذه القصّة للتغطية على هذه الحقيقة ونسبها إلى الله ليظهر بالمظهر الحسن.
إذ لو كانت القضيّة هي إنشاء حُكم شرعي, فيُكتفى بنزول آية تُصرّح بذلك دون الحاجة إلى التطبيق العملي بالزواج منها, فدل ذلك أن القضيّة كانت قضيّة جنسيّة بحتة, وهذا مطعن قوي جداً ينسف أصل النبوّة والإسلام, إذ يصوّر النبي (ص), بأنه شخص شهواني استقلالي يقوم بتأليف الآيات القرآنية اتباعاً لشهواته, أو يصوّر أن الله يتبع شهوات النبي (ص) بحيث يرضيه على حساب مصالح الغير, فهم يصوّرون الله أنه يُدمّر الحياة الزوجيّة لزيد بن حارثة إرضاءاً لرغبات النبي (ص) الجنسيّة, ورب مثل هذا لا يكون رباً.
فيلزمكم حسب هذا التفسير أحد أمرين:
أ‌- إما أن يكون النبي (ص) ليس نبيّاً يقوم بتأليف كتاب يوافق أهوائه الجنسيّة وينسبه إلى الله كذباً.
ب‌- أو يكون الله ظالماً يُدمّر الحياة الزوجيّة لرجل إرضاءاً لشخص آخر, والرب الظالم ليس رباً, وبالتالي نبيّه ليس نبيّاً.
وبكلا الحالتين يبطل الدين الإسلامي, ففي الحالة الأولى تبطل النبّوة, وفي الحالة الثانيّة تبطل الربوبيّة والنبوّة معاً.
ثانياً: طيّب لماذا أعرض زيد بن حارثة عن زوجته؟ ألستم تروون أنه أعرض عنها إرضاءاً للنبي (ص)؟!
معنى ذلك أن شهوة وإعجاب النبي (ص) بزوجة زيد جعل زيداً يرغب عن زوجته, وبهذا يكون النبير(ص) سبباً في تدمير الحياة الزوجيّة لرجل مسكين ذنبه الوحيد أنه كان مُحباً للنبي (ص) ومُصدقاً لنبوّته!
واللوم ههُنا لا يرجع للنبي (ص) وحده, بل يرجع إلى زيد الذي سكت عن مُحمّد الذي تغزّل بزوجته وأُعجب فيها حسب رواياتكم, فلو كان لهذا الرجل (زيد) ذرة غيرة لما سكت عنه, بل إن أي شخص شريف يحصل معه هذا الموقف سوف يقوم ببغض هذا الرجل والتشهير به وسيقوم بدعوة الناس إلى إبطال نبوّته.
فتخيّل أن يأتي رجل يدّعي أنه نبيّ من الله ويدّعي الشرف والغيرة والعِفة والتقوى يتغزّل بزوجتك ويُعجب فيها ويبلغك هذا الأمر الخطير, فأوّل ما يخطر ببالك أن هذا الرجل ليس نبيّاً لأنه لم يراعِ العِفة والتقوى والأخلاق.
نستطيع أن نقول أن النبي (ص) [حسب هذا التصّور] أول من سن في الإسلام سُنة (المُعاكسات = المغازل) حسب رواياتكم المخزية!
ثالثاً: ثم تقولون أن النبي (ص) (الشريف العفيف طبعاً) قال لزيد اتق الله وأمسك عليك زوجك! طيّب.
لماذا لا يُقال للنبي (ص) نفسه (اتق الله ولا تُعاكس ولا تُغازل زوجات الآخرين)؟!
ثم إن النبي (ص) ههُنا يتظاهر بالطيبة والعِفة, فهو من داخله (حسب القرآن) مُعجب بزينب, ولكنه يتظاهر بالطيبة والعِفة.
إذن قضيّة (أمسك عليك زوجك) هي عبارة عن تصنّع للأخلاق, إذ لو قبِل النبي (ص) طلاقه زيد لزوجته فوراً لظهر بمظهر سيئ يصوّره بأنه شخص اسقلالي متلهّف على الزواج من زوجة زيد !
رابعاً: نعم لا غضاضة بالزواج من مُطلقة, ولكن الغضاضة أن يحصل انتزاع لهذه المُطلقة من زوجها ثم الزواج منها كما حصل في قصة زواج النبي (ص) من طليقة زيد بن حارثة, بل ما يزيد الأمر سواءاً المُغازلة التي قام بها النبي (ص) لإمرأة أجنبيّة وعدم غضه لبصره! نعم هذه هي الغضاضة.
خامساً: لأكن صريحاً معك, هذه القصص شككتنا بأصل النبوّة والإسلام, ولا يُمكن إنكارها لثبوت أصلها في القرآن المُدّعى تواتره وقطعيّة صدوره والمُدعّم بعِدة روايات تفسيريّة صحيحة عند المؤالف والمُخالف, فلا يوجد عاقل يقبل أن يصوّر نبيّه بهذا الشكل, ولست وحدنا من نقول ذلك, بل اعترف أكابر عُلمائنا بذلك, وبما أننا من الشيعة سنورد ما قاله السيد المُرتضى (المحسوب علينا) بهذا الخصوص.
قال السيّد المُرتضى في كتابه تنزيه الأنبياء ما نصّه عند تعليقه على بعض الروايات الحاكية لقصة زواج النبي (ص) من زينب بنت جحش:
[لم نُنكر ما وردت به هذه الرواية الخبيثة من جهة أن فعل الشهوة يتعلق بفعل العباد وأنها معصية قبيحة, بل من جهة أن عشق الأنبياء عليهم السلام لمن ليس يحل لهم من النساء منفر عنهم وحاط من مرتبتهم ومنزلتهم, وهذا مما لا شبهة فيه, وليس كل شئ يجب أن يجتنبه الأنبياء صلى الله عليه وآله مقصورا على أفعالهم .
ألا ترى أن الله تعالى قد جنبهم الفظاظة والغلظة والعجلة, وكل ذلك ليس من فعلهم, وأوجبنا أيضا أن يجتنبوا الأمراض المنفرة والخلق المشينة كالجذام والبرص وتفاوت الصور وأضطرابها, وكل ذلك ليس من مقدورهم ولا فعلهم .
وكيف يذهب على عاقل أن عشق الرجل زوجة غيره منفر عنه معدود في جملة معائبه ومثالبه, ونحن نعلم أنه لو عرف بهذه الحال بعض الأمناء والشهود لكان ذلك قادحا في عدالته وخافضا في منزلته, وما يؤثر في منزلة أحدنا أولى من أن يؤثر في منازل من طهره الله وعصمه وأكمله وأعلى منزلته . وهذا بين لمن تدبره .]. راجع ص158.
قلت: هنا يعترف المُرتضى أن فعل النبي (ص) على ما تصوّره الروايات التي وصفها أنها (خبيثة):
أولاً: مُنفّر.
ثانيّاً: حاط من مرتبته ومنزلته.
ثالثاً: معدود في جُملة معائبه ومثالبه.
رابعاً: قادحٌ في عدالته وخافضٌ من منزلته.
ومن كانت هذه صفاته فليس بنبي!
وأخيراً, نتمنى منكم الإجابة على هذه الانتقادات والإشكالات بدون عاطفة وخلفيّات مُسبقة.
الجواب:
إن اعداء الاسلام وأعداء النبي صلى الله عليه وآله الذين نقلت قولهم أو تبنيته يبحثون عن الذرائع ليلصقوا المعائب والقبائح بالدين الاسلامي وبنبيه الكريم صلى الله عليه وآله، فدأب هؤلاء وديدنهم هو الإساءة إلى الرسول محمد صلى الله عليه وآله بتتبع بعض الروايات والاخبار التي يفسرونها طبقا لأهوائهم وتبعا لنفوسهم المريضة الملئية بالأحقاد على اسلام ونبيه العظيم وعلى القرآن الكريم الذي فضح أفعالهم وأنكر تصرفاتهم الخرقاء مع أنبياء بني إسرائيل وقتلهم لهم ومحاربتهم للحق وتزويرهم للكتب السماوية وتلاعبهم بتراث الأولياء والصالحين حتى نسبوا إلى عيسى عليه السلام انه متولد من رجل وافتروا على مريم بهتنانا عظيما... فهؤلاء أهون من أن يعتنى بقولهم وكنا قد أجبنا على كثير من الإشكالات التي طرحوها في مواضع متفرقة من صفحتنا العقائدية، ولكن سنرد باختصار على هذا الإشكال الذي يتعلق بموضوع زواج النبي صلى الله عليه وآله بزينب بنت جحش بعد طلاقها من زيد بن حارثة.
يجب أن تفهم قبل كل شيء ان الغرض من هذا الزواج هو نقض عادتين خرافيتين من عادات الجاهلية، إحداهما: الاشمئزاز والاستنكاف من تزويج مولى من الموالي بامرأة حرة، وثانيهما: اعتبار كون الأدعياء أبناء وكون أزواجهم في حكم أزواج البنين. فالشيء الذي لم يتطرق إليه هذا المستشكل في قضية زواج زينب بنت جحش من زيد بن حارثة ان زينب قد استشارت النبي صلى الله عليه وآله في التزويج، وأمرها النبي بالتزويج من زيد، فكرهت هي وأختها ذلك وقالت: إنه عبد ونحن كذا وكذا (فزينب هي ابنة عم رسول الله صلى الله عليه وآله)، فلو كان النبي صلى الله عليه وآله يهواها ويرغب فيها تلك الرغبة التي وصفها كاتب الاشكال لكان قد تزوج من ابنة عمته زينب منذ البداية وانتهى الأمر، ولما كان قد أمرها بالتزويج من زيد بن حارثة، وحينما اختلف زيد مع زوجته زينب مخاصما لها واراد طلاقها وعظه النبي صلى الله عليه وآله وقال له: (لا تطلقها واتق الله في مفارقتها) فلو كان النبي مثلما يزعمون -وخسأوا فيما يزعمون- يرغب في زينب تلك الرغبة الشهوانية لما نصحه بعدم طلاقها ولرحب بهذه الخطوة أو على الأقل تركه وشأنه ليقرر ما يريد بشأنها من دون أن ينصحه بشيء. ورد عن أبي جعفر عليه السلام في قوله : (( وَمَا كَانَ لِمُؤمِنٍ وَلَا مُؤمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الخِيَرَةُ مِن أَمرِهِم )) (الاحزاب:366) وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وآله خطب على زيد بن حارثة زينب بنت جحش الأسدية من بني أسد بن خزيمة وهي بنت عمة النبي صلى الله عليه وآله, فقالت : يا رسول الله حتى أؤامر نفسي فانظر, فأنزل الله (( وَمَا كَانَ لِمُؤمِنٍ وَلَا مُؤمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الخِيَرَةُ .. )) فقالت : يا رسول الله أمري بيدك فزوجها إياه فمكثت عند زيد ما شاء الله, ثم إنهما تشاجرا في شئ إلى رسول الله فنظر إليها النبي صلى الله عليه وآله فأعجبته فقال زيد : يا رسول الله تأذن لي في طلاقها فان فيها كبرا وانها لتؤذيني بلسانها, فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : اتق الله وامسك عليك زوجك وأحسن إليها, ثم إن زيدا طلقها وانقضت عدتها فأنزل الله نكاحها على رسول الله فقال : (( فَلَمَّا قَضَى زَيدٌ مِنهَا وَطَرًا زَوَّجنَاكَهَا )) (الاحزاب:377) الحديث (تفسير القمي - علي بن إبراهيم القمي - ج 2 - ص 1944).
ثم لنشر إلى حقيقة تاريخية وهي أن اعداء الاسلام من اليهود والمنافقين قد اتخذوا من قضية تزويج زينب بزيد ذريعة للمس بالنبي والاساءة إليه منذ صدر الرسالة وليست القضية الذي يتضمها هذا الإشكال وليدة اليوم أو الساعة، بل هي امتداد تاريخي لسجل الاساءات ضد النبي صلى الله عليه وآله، فهؤلاء المعاصرون ينسجون على منوال آبائهم وأجدادهم مع تغيير طفيف وخاصة في منهج صياغة الإشكالات ضد الاسلام ونبيه، ولكي يتضح لكم أن الإشكال المذكور هنا هو قديم - جديد سنذكر ما أورده الطبرسي في تفسير مجمع البيان من أن قوله تعالى: (( وَمَا جَعَلَ أَدعِيَاءَكُم أَبنَاءَكُم )) (الاحزاب:44): نزلت في زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبي، من بني عبد ود، تبناه النبي صلى الله عليه وآله وسلم قبل الوحي، وكان قد وقع عليه السبي، فاشتراه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بسوق عكاظ. فلما نبئ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم دعاه إلى الاسلام فأسلم، فقدم أبو حارثة مكة، وأتى أبا طالب وقال: سل ابن أخيك فإما أن يبيعه وإما أن يعتقه. فلما قال ذلك أبو طالب لرسول الله, قال: هو حر فليذهب حيث شاء. فأبى زيد أن يفارق رسول الله صلى الله وآله وسلم فقال حارثة: يا معشر قريش ! اشهدوا أنه ليس ابني. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: اشهدوا أنه ابني - يعني زيدا - فكان يدعى زيد بن محمد. فلما تزوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم زينب بنت جحش فكانت تحت زيد بن حارثة, قالت اليهود والمنافقون: تزوج محمد امرأة ابنه, وهو ينهى الناس عنها . فقال الله سبحانه: ما جعل الله من تدعونه ولدا وهو ثابت النسب من غيركم ولدا لكم . (( ذلكم قولكم بأفواهكم )) أي : إن قولكم الدعي ابن الرجل شئ تقولونه بألسنتكم لا حقيقة له عند الله تعالى (تفسير مجمع البيان - الشيخ الطبرسي - ج 8 - ص 1199).
أما ما ذكره المستشكل زاعما أن السيد المرتضى ينكر ماورد من قصة زينب ويصف الروايات التي تتعرض لذكرها بالخبيثة فإنه تدليس، لأن السيد المرتضى لا يتكلم عن قصة زينب وتزويجها زيد بن حارثة كما وردت في الروايات الصحيحة بل هو بصدد رد رواية ضعيفة ورد فيها ان النبي صلى الله عليه وآله قد عشق زينب أو هواها، وسننقل لك ما ورد قبل هذا الاقتباس الذي دلسه هذا المستشكل الخبيث: قال السيد المرتضى في (تنزيه الأنبياء - الشريف المرتضى - ص 157) فإن قيل: فما المانع مما وردت به الرواية من أن رسول الله صلى الله عليه وآله رأى في بعض الأحوال زينب بنت جحش فهواها فلما ان حضر زيد لطلاقها اخفى في نفسه عزمه على نكاحها بعده وهواه لها, أو ليس الشهوة عندكم التي قد تكون عشقا على بعض الوجوه من فعل الله تعالى وأن العباد يقدرون عليها؟ وعلى هذا الوجه يمكنكم انكار ما تضمنه السؤال. قلنا : لم ننكر ما وردت به هذه الرواية الخبيثة من جهة أن فعل الشهوة يتعلق بفعل العباد وأنها معصية قبيحة, بل من جهة أن عشق الأنبياء عليهم السلام لمن ليس يحل لهم من النساء منفر عنهم وحاط من مرتبتهم ومنزلتهم, وهذا مما لا شبهة فيه, وليس كل شئ يجب ان يجتنبه الأنبياء صلى الله عليه وآله مقصورا على افعالهم... الخ.
وعليه فجميع ما ذكره من الاعتراضات التي بناها على هذا التدليس لا موضوع له، فالإشكال قد تمت صياغته طبقا لعبارات متفرقة مقتطعة عن سياقها، والغرض هو ذات الغرض القديم: الإساءة إلى النبي الكريم صلى الله عليه وآله.





يتبع












عرض البوم صور الشيخ عباس محمد   رد مع اقتباس
إضافة رد



أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات احباب الحسين