العودة   منتديات احباب الحسين عليه السلام > القسم الاسلامي > المنتدى الاسلامي العام
المنتدى الاسلامي العام يختص بكل مواضيع الثقافة الإسلامية على مذهب أهل البيت (عليهم السلام)


معنى الخلافة الإلهية - 1 -

المنتدى الاسلامي العام


إضافة رد
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-02-2018, 04:57 PM   رقم المشاركة : 1
الكاتب

العلوية ام موسى الاعرجي

الصورة الرمزية العلوية ام موسى الاعرجي


الملف الشخصي









العلوية ام موسى الاعرجي غير متواجد حالياً


معنى الخلافة الإلهية - 1 -

ان الخلافة الإلهية التي اوجدها الله للانسان متعلقة بمقام الإنسانية وليست متعلقة بشخص او صنف خاص ، أي أن آدم عليه السلام لم يكن بشخصه خليفة الله ، بل إن مقام الإنسانية هو خليفة الله ، لذا فان المقام الكامل للخلافة الإلهية متوفر في الأنبياء وأولياء الله خاصة العترة الطاهرة عليهم السلام ، وكما ان هذا المقام لا يختص بشخص فإنه لا ينحصر أيضاً بصنف ، لأنه للإنسانية ، والإنسانية منزهة عن الذكورة والأنوثة .
يلزم في بداية هذا البحث تقديم توضيح أكثر حول معنى الخلافة الإلهية .

ان معنى الخليفة هو الذي يظهر من ( خلف ) وفي غيبة ( المستخلف عنه ) ، أي أن شخصاً غائب في مكان أو زمان معين ، فيملأ آخر ذلك الفراغ ، في ذلك الزمان أو ذلك المكان ، ويتولى عمل المستخلف بشكل مؤقت ، وهذا الأمر جائز في حالة الكائن المحدود الذي هو موجود في مكان وغير موجود في أماكن أخرى ، أو موجود في زمان وغير موجود في أزمنه أخرى ، أو موجود في مرتبة ولا يوجد في مراتب أخرى ، لأنه يوجد بشأن مثل هذا الكائن فرض الغيبة والشهادة ، والحضور والغياب ، ويجوز أيضاً قبول الخلافة ، وأما إذا كان الموجود حاضراً في كل مكان وشاهداً في كل زمان ، وهو مع الجميع في كل المراتب الوجودية ، وفي كل الحالات ( وهو معكم أين ما كنتم )، هذا الموجود ليس له غيبة لأنه حاضر دائماً ، وعندما لا تكون له غيبة لا يحتاج إلى خلافة أيضاً ، بناء على هذا يجب ان يلحظ معنى أدق بشأن خلافة هذا الموجود ، وهو أن الشخص يمكن ان يكون خليفته إذا كان آيته الكبرى كما ان المستخلف عنه ليس له حضور وغياب ، وهو حاضر دائماً ، وليس له غيبة وشهادة بل هو ( على كل شيء شهيد ) ، أي لا يكون لدى الخليفة بدوره ، غيبة وشهادة ، أو حضور وغياب ويكون في جميع الظروف ومع جميع الناس ، ولا يصل إلى هذا المقام إلا الإنسان الكامل .

الإنسان الكامل ، آية الله الكبرى

الإنسان الكامل هو ذلك الموجود الذي هو آية كبرى لله ، ولأنه آية كبرى لله . فهو مظهر ( والظاهر ) في مظاهر العالم ، ومظهر ( والباطن ) في غير عالم الظاهر ، وله حضور مع الأوراح وحاضر مع الأبدان .

ولأمير المؤمنين عليه السلام كلام رفيع بشأن أصل الخلافة ، حيث قال في أحد الأدعية :
( اللهم أنت الصاحب في السفر ، والخليفة في الحضر ، ولا يجمعهما غيرك ؛ لأن المستصحب لا يكون مستخلفاً ، والمستخلف لا يكون مستصحباً )
هذا الموجود يتطلب خليفة هكذا ، أي أنه إذا بلغ كائن كمال القرب لله ، يصبح آية كبرى لله ، كما روي عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال :
« مالله آية أكبر مني »

ولأن العترة الطاهرة عليهم السلام هم نور واحد ، وكلامهم كلهم هو انه ( مالله آية أكبر مني ) ، فهؤلاء أقرب إلى الله من سائر الكائنات قطعاً ، ولما كانوا أقرب إلى الله ، تظهر الأوصاف الإلهية فيهم أكثر من الآخرين أيضاً ، وتلك الجامعية التي لديهم يفتقدها الآخرون ، ولما كان هؤلاء جامعي الحضور والغياب والظاهر والباطن . استطاعوا ان يكونوا خليفة الله ، يكونوا خليفة الله في زمان غيبتنا ، وفي مكان غيبتنا ، وفي زمان حضورنا وظهورنا ، عندما نكون موجودون ، فهم معنا أيضاً ومصاحبون حاضرون ، وعندما نكون غير موجودين فهم خليفتنا ؛ لأنهم خليفة الله الذي ( هو الباطن ) . إذا وصل شخص إلى هذا المقام لا يقوم بشيء عدا الخير ، ورؤيته محيطة وسعيه غير محدود ، ومثل هذا الموجود يمكن ان يكون خليفة الله .

إذا حلل هذا المعنى يتضح ان الذكورة والأنوثة ليست لها فيه دور أساساً ؛ لأن ما هو غائب مع حفظ حال الحضور ، ومع حفظ حال الغيبة ، أي ظاهر وباطن هي روح الإنسان وليس البدن . فالبدن إذا كان حاضراً في مكان ، فهو ليس حاضراً في مكان آخر ، وإذا كان له حضور في زمان ، يمكن ان لا يكون له حضور في زمان آخر .
عندما يخبر الله تعالى عن الناس يقول بانهم كلهم مجاري فيض ، وان ما تقوم به أيديهم من أعمال يقوم بها الله في الحقيقة ، غاية الأمر أنهم مجرى فيض وخليفة لله ، وتولوا رسالته ، مع هذا الفرق وهو انه تعالى لا يرى ، ولكن مظاهره مرئية .

المسكين رسول الله
روي عن أمير المؤمنين عليه السلام في كتاب نهج البلاغة انه قال :
« إن المسكين رسول الله »


التوقيع :
من مواضيع العلوية ام موسى الاعرجي » أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ
» الحلقة الثانية : الشهادة فلسفة وعطاء
» الحلقة الاولى : الشهادة فلسفة وعطاء
» من اوصاف المومنين
» هَلْ تَدْرُونَ مَا الْغِيبَةُ؟
رد مع اقتباس
قديم 29-11-2018, 05:02 PM   رقم المشاركة : 3
الكاتب

عاشقة ام الحسنين

مراقـــبة عـــــامة

الصورة الرمزية عاشقة ام الحسنين


الملف الشخصي









عاشقة ام الحسنين غير متواجد حالياً


افتراضي

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم ياكريم
بارك الله فيك على الطرح
يعطيك العافية


من مواضيع عاشقة ام الحسنين » أم البنين نجمة في سماء التضحية ‎‎
» الراهبة الحسينية.. أم البنين (ع)
» روحانيات
» اعراض المس في اليقظة و المنام
» الاعراض التي تصيب المسحور في اليقظة و المنام
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
معنى, الإلهية, الخلافة


أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات احباب الحسين