العودة   منتديات احباب الحسين عليه السلام > القسم الاسلامي > المنتدى الاسلامي العام
المنتدى الاسلامي العام يختص بكل مواضيع الثقافة الإسلامية على مذهب أهل البيت (عليهم السلام)
روابط مفيدة مشاركات اليوم البحث


العمل والموازنة بين الدين والدنيا

المنتدى الاسلامي العام


إضافة رد
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-02-2020, 07:39 AM   رقم المشاركة : 1
الكاتب

صدى المهدي

مراقـــبة عـــــامة

الصورة الرمزية صدى المهدي


الملف الشخصي









صدى المهدي غير متواجد حالياً


افتراضي العمل والموازنة بين الدين والدنيا

العمل والموازنة بين الدين والدنيا












"حثّ الإسلام على العمل والإنتاج، وقيّمه بقيمة كبيرة، وربط به كرامة الإنسان وشأنه عند الله، وحتّى عقله، وبذلك خلق الأرضيّة البشريّة الصالحة لدفع الإنتاج وتنمية الثروة، وأعطى مقاييس خلقيّة وتقديرات معيّنة عن العمل والبطالة، لم تكن معروفة من قبله. وأصبح العمل في ضوء تلك المقاييس والتقديرات عبادة يُثاب عليها المرء. وأصبح العامل في سبيل قوته أفضل عند الله من المتعبد الذي لا يعمل وصار الخمول أو الترفع عن العمل نقصاً في إنسانية الإنسان وسبباً في تفاهته"[1].

قيمة العمل في الإسلام
رُوي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال: "العبادة سبعون جزءاً، أفضلها طلب الحلال"[2].

ورد عن الإمام الصادق عليه السلام، عن آبائه عليهم السلام، قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: مَنْ بات كالّاً من طلب الحلال، بات مغفوراً له"[3].

وعن خنيس، قال: سأل أبو عبد الله عليه السلام عن رجل، وأنا عنده، فقيل: أصابته الحاجة، قال عليه السلام: "فما يصنع اليوم؟"، قيل: في البيت يعبد ربّه، قال عليه السلام: "فمن أين قوته؟"، قيل: من عند بعض إخوانه، فقال أبو عبد الله عليه السلام: "والله، لَلَّذي يقوته أشدّ عبادةً منه"[4].

الموازنة بين الدين والدنيا
الإسلام دين الفطرة، جمع مقاصد الدنيا والآخرة، فوفّق بين طلب الدنيا بتحصيل الرزق والعيش بكرامة والسعي للآخرة بفعل الطاعات والاجتهاد في العبادة.

قال - تعالى -: ﴿فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾[5].

بل قرن -سبحانه- بين المجاهدين في سبيله والذين يضربون في الأرض، قال سبحانه: ﴿وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَن لَّن تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُم مَّرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾[6].

فالمراد بقوله: ﴿عَلِمَ أَن لَّن تُحْصُوهُ﴾، عِلْمُه تعالى بعدم تيسّر إحصاء المقدار الذي أمروا بقيامه من الليل لعامّة المكلّفين.

والمراد بقوله: ﴿فَتَابَ عَلَيْكُمْ﴾، توبته تعالى ورجوعه إليهم، بمعنى انعطاف الرحمة الإلهيّة عليهم بالتخفيف، فلله سبحانه توبة على عباده ببسط رحمته عليهم، وأثرها توفيقهم للتوبة أو لمطلق الطاعة أو رفع بعض التكاليف أو التخفيف.

والمراد بقوله: ﴿فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ﴾، التخفيف في قيام الليل، من حيث المقدار لعامّة المكلَّفين تفريعاً على علمه تعالى أنّهم لن يحصوه.

وقوله: ﴿عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُم مَّرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ﴾ "عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُم مَّرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ"، إشارة إلى مصلحة أخرى مقتضِية للتخفيف في أمر القيام ثلث الليل أو نصفه أو أدنى من ثلثيه، وراء كونه شاقّاً على عامّة المكلَّفين بالصفة المذكورة أوّلاً، فإنّ الإحصاء المذكور للمريض والمسافر والمقاتل، مع ما هم عليه من الحال، شاقّ عسير جدّاً.

والمراد بالضرب في الأرض للابتغاء من فضل الله، طلب الرزق بالمسافرة من أرض إلى أرض للتجارة[7].

المصدر: الإنسان والمجتمع، دار المعارف الإسلامية الثقافية

[1] الصدر، السيّد محمّد باقر، اقتصادنا، مكتب الإعلام الإسلاميّ - فرع خراسان، مؤسّسة بوستان كتاب قم (مركز النشر التابع لمكتب الإعلام الإسلاميّ)، 1425 - 1382ش، ط2، ص618.
[2] الشيخ الكلينيّ، الكافي، مصدر سابق، ج5، ص78.
[3] الحرّ العامليّ، وسائل الشيعة، مصدر سابق، ج17، ص24.
[4] الشيخ الكلينيّ، الكافي، مصدر سابق، ج5، ص78.
[5] سورة الجمعة، الآية 10 .
[6] سورة المزّمّل، الآية 20.
[7] الطباطبائيّ، العلّامة السيّد محمّد حسين، الميزان في تفسير القرآن، مؤسّسة النشر الإسلاميّ التابعة لجماعة المدرِّسين بقم المشرَّفة، إيران - قم، 1417ه‏، ط5، ج2، ص67.


من مواضيع صدى المهدي » لماذا رحمة الله قريب وليس قريبة؟
» مصائد الشيطان وشباكه
» طريقة عمل اللازانيا باللحم وصوص البشاميل
» تأويلُ الدعاء الذي يُقرأ في التعقيبات وهو: "ما تردَّدتُ في شيءٍ أنا فاعلُه...
» كيف نفهم الكتاب ولا يعلمه إلا الله والراسخون في العلم؟ وكيف هو آيات بيّنات؟
رد مع اقتباس
قديم 12-04-2020, 04:58 PM   رقم المشاركة : 2
الكاتب

عاشقة ام الحسنين

مراقـــبة عـــــامة

الصورة الرمزية عاشقة ام الحسنين


الملف الشخصي









عاشقة ام الحسنين غير متواجد حالياً


افتراضي

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم ياكريم
مجهود رائع
جزاك الله خير


التوقيع :
من مواضيع عاشقة ام الحسنين » أم البنين نجمة في سماء التضحية ‎‎
» الراهبة الحسينية.. أم البنين (ع)
» روحانيات
» اعراض المس في اليقظة و المنام
» الاعراض التي تصيب المسحور في اليقظة و المنام
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
والموازنة, والدنيا, الدين, العمل

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ها يزينب وحدج والدنيا ليل | الحاج باسم الكربلائي محـب الحسين احباب الحسين للمرئيات والصوتيات الاسلاميه 4 20-09-2019 07:58 PM
الشمولية والموازنة دمعة الكرار المنتدى الاسلامي العام 5 16-01-2012 03:53 PM
العلم فوق قبة الامام الحسين .. هل هو العلم البحريني ؟! عشقي محمد واله احباب الحسين للصور والأنمي والكاريكاتير 12 09-04-2011 09:34 AM
من أصبح وأمسى والدنيا و الآخرة أكبر همه عاشقة النور المنتدى الاسلامي العام 2 19-08-2010 05:06 AM
العلم .. القلم .. الحلم .. الظلم عاشقة النور احباب الحسين العام 5 02-02-2010 10:44 PM



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات احباب الحسين