بيان
لاحظ أنّ المُتمسّك الحقيقي بالقُرآن الكريم هو الّذي يتدبّره عن طريق تفسيره وفهمه عبر روايات أهل البيت (عليهم السّلام) فقط ؛ فقد قال (صلى الله عليه وآله): " أَ تَدْرُونَ مَنِ المُتَمَسِّكُ الَّذِي بِتَمَسُّكِهِ يَنَالُ هَذَا الشَّرَفَ الْعَظِيمَ؟ هُوَ الَّذِي أَخَذَ الْقُرْآنَ وَتَأْوِيلَهُ عَنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ، أَوْ عَنْ وَسَائِطِنَا السُّفَرَاءِ عَنَّا إِلَى شِيعَتِنَا، لَا عَنْ آرَاءِ المُجَادِلِينَ وَقِيَاسِ الْقَائِسِينَ". فعِلم القرآن الكريم القرآن عند محمّد وآل محمّد (عليهم السّلام)، قال (صلّى الله عليه وآله): "لَسَامِعُ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَهُوَ مُعْتَقِدٌ أَنَّ المُورِدَ لَهُ عَنِ اللهِ تَعَالَى مُحَمَّدٌ الصَّادِقُ فِي كُلِّ أَقْوَالِهِ، الْحَكِيمُ فِي كُلِّ أَفْعَالِهِ المُودِعُ مَا أَوْدَعَهُ اللهُ تَعَالَى مِنْ عُلُومِهِ أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ عَلِيًّا (عليه السّلام)، المُعْتَقِدُ للِإِنْقِيَادِ لَهُ فِي مَا يَأْمُرُ وَيَرْسُمُ".
وهذا ما نستفيده أيضًا مِنْ حديث الثّقلين الشّريف لأنّ المخصوص بتفسير وتأويل القُرآن الكريم هم آل محمّد (صلوات الله عليهم)؛ أمّا مَنْ اعتمده على عقله أو رأيه أو آراء المُخالفين في تفسير القرآن الكريم؛ فقد ضلّ وهوى وتبوّأ مقعده مِنَ النّار.
قال الإمام عليّ الهادي(عليه السّلام): "وَضَلَّ مَنْ فارَقَكُمْ وَفازَ مَنْ تَمَسَّكَ بِكُمْ وَأمِنَ مَنْ لَجَأَ إِلَيْكُمْ وَسَلِمَ مَنْ صَدَّقَكُمْ وَهُدِيَ مَنْ اعْتَصَمَ بِكُمْ".[الزّيارة الجامعة الكبيرة الشّريفة].
وقال الإمام الهادي (عليه السّلام) أيضًا في زيارة أمير المؤمنين (عليه السّلام): "وَأَنْتَ الْمَخْصُوصُ بِعِلْمِ التَّنْزِيلِ وَحُكْمِ التَّأْوِيلِ وَنَصِّ الرَّسُولِ . . . مَوْلَايَ بِكَ ظَهَرَ الْحَقُّ وَقَدْ نَبَذَهُ الْخَلْقُ وَأَوْضَحْتَ السُّنَنَ بَعْدَ الدُّرُوسِ وَالطَّمْسِ فَلَكَ سَابِقَةُ الْجِهَادِ عَلَى تَصْدِيقِ التَّنْزِيلِ وَلَكَ فَضِيلَةُ الْجِهَادِ عَلَى تَحْقِيقِ التَّأْوِيلِ".[الزّيارة الغديريّة الشّريفة].
فالمُتمسّك بالقُرآن الكريم هو مَنْ تدبّره وفهمه وحفظه عبر التمسّك بأحاديث وروايات آل محمّد (عليهم السّلام) وملازمته لها، المودعة في كُتبنا ومجاميعنا الحديثيّة.