بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين الاشراف وعجل فرجهم ياكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..،
*الصبر منزل من منازل السالكين
أجمل من أن نتعلم الصبر من مدرسة أهل البيت عليهم السلام، فهم نموذج حي وحقيقي وواقعي لما تمثله كلمة الصبر أمام مصيبات الحياة وبلاؤها..
بدءا من سيد الرسل وخاتم الأنبياء محمد (ص) تليها مصائب أسد الله الغالب علي بن أبي طالب (ع) وانتقال هذه البلاءات وتجددها الى سبطي رسول الله وسيدي أهل الجنة الحسن والحسين عليهما السلام والى بقية الأئمة عليهم السلام...
فلم لا نتخذهم مثل حي ونظري نستفيد منه في حياتنا وعباداتنا ونطبقه على أحسن وجه...
ونتعلم منهم عٌمق كلمة الصبر لنستخدمها في ثنايا الأمور التي تواجهنا بشكل يومي وتستدعي منا الصبر...
فالصبر منزل من منازل السالكين، ومقام من مقامات الموحدين. وبه ينسلك العبد في سلك المقربين، ويصل إلى جوار رب العالمين. وقد أضاف الله أكثر الدرجات، والخيرات إليه...
*وقد ذكر الصبر في اكثر من موضوع في القران الكريم ووصف الله الصابرين بأوصاف :
قال جل من قال : " وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا "(1)
وقال عز وجل: " ولنجزين الذين صبروا أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون "(2)
وقال جل جلاله: " أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا "(3)
ووعد الله الصابرين بأنه معهم، فقال: " واصبروا إن الله مع الصابرين "(4)
والآيات الواردة في مقام الصبر خارجة عن حد الاستقصاء، والأخبار المادحة له أكثر من أن تحصى...
*فعندما نأتي الى احاديث نور الله محمد واله الاشراف
فنجد ان هناك الكثير من الاحاديث والحكم التي لا حصر لها
ولعلنا نوفق في ذكر البعض منها : -
فعن الرسول الاعظم صلى الله عليه واله وسلم انه قال : " الصبر كنز من كنوز الجنة "
وقال (ص): " أفضل الأعمال ما أكرهت عليه النفوس " ..،
ولا ريب في ان الصبر مما تكرهه النفوس، ولذا قيل: " الصبر صبر "
وقال (ص): " الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، ولا جسد لمن لا رأس له، ولا ايمان لمن لا صبر له "
وسئل (ص) عن الإيمان، فقال: " الصبر والسماحة "
وروى: " أنه ـ تعالى ـ أوحى إلى داود (ع) : يا داود! تخلق بأخلاقي، وإن من اخلاقي اني انا الصبور "
وعن أمير المؤمنين (ع) : " بني الإيمان على أربع دعائم: اليقين، والصبر، والجهاد، والعدل "
وقال أمير المؤمنين (ع) : " الصبر صبران: صبر عند المصيبة حسن جميل، وأحسن من ذلك الصبر عند ما حرم الله ـ عز وجل ـ عليك ، والذكر ذكران: ذكر الله عزوجل عند المصيبة وأفضل من ذلك ذكر الله عند ما حرم عليك، فيكون حاجزا "
وقال علي (ع): " الصبر وحسن الخلق والبر والحلم من أخلاق الأنبياء "
* اختلاف مراتب الصبر في الثواب وأنواعه : -
=====================
- يقسم الصبر إلى : -
- الصبر على طاعة الله والصبرعن معاصي الله.
- الصبر على الإبتلاءات ومصائب الدنيا .
روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) انه قال : ((من ابتلي من المؤمنين ببلاء فصبر عليه كان له مثل أجر ألف شهيد))
وقال الصادق (ع): " إذا دخل المؤمن قبره، كانت الصلاة عن يمينه والزكاة عن يساره، والبر مطل عليه، ويتنحى الصبر ناحيته. فإذا دخل عليه الملكان اللذان يليان مساءلته، قال الصبر للصلاة والزكاة والبر: دونكم صاحبكم، فإن عجزتم عنه فانا دونه "
وقال (ع): " إذا كان يوم القيامة يقوم عنق من الناس، فيأتون باب الجنة، فيضربونه، فيقال لهم: من انتم؟ فيقولون: نحن أهل الصبر، فيقال لهم : على ما صبرتم؟ فيقولون: كنا نصبر على طاعة الله ونصبر عن معاصي الله، فيقول الله ـ تعالى ـ : صدقوا! ادخلوهم الجنة.
وهو قول الله ـ تعالى ـ : " إنما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب " (5)
***اذن أعزائي المؤمنين فلنتدبر في الصبر وما ورد عنه من ايات واحاديث ولنرى كيف هو مهم في حياتنا اليوميه...
وخصوصا في من اتخذ نور الله طريقا له فهو اكثر حاجه للصبر لكي يسمو ويرتقي إلى أعلى المراتب بفضل الله وبركة وسداد اهل البيت عليهم السلام...
وفي الختام لا يسعنا الا ان نتقدم بالشكر الجزيل الى المرشد الاعلى السيد الحيدري حفظه الله ورعاه والى الجليله السيده ملاك النور حفظها الله ورعاها
لما يقدمونه من خدمه للدين والمؤمنين.
وفقكم الله لكل خير ببركة وسداد اهل البيت عليهم السلام
المواضيع المتشابهه
العرض العادي
