العودة   منتديات احباب الحسين عليه السلام > القسم العلمي > احباب الحسين للطب والصحة العامه
روابط مفيدة مشاركات اليوم البحث


التخلص من الكابة

احباب الحسين للطب والصحة العامه


إضافة رد
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-02-2012, 12:14 PM   رقم المشاركة : 1
الكاتب

دمعة الكرار


الملف الشخصي









دمعة الكرار غير متواجد حالياً


التخلص من الكابة

التخلص من الكآبة.
الكآبة ، ليست في حقيقتها مرضاً عضوياً ، إلا في حالات نادرة ، ولكنها مرض نفسي يمكن علاجه ، والتخلص منه ، اذا احسنّا التصرف مع انفسنا . . وقررنا مساعدة الذات .
ولكن قبل التحدّث عن الإقتراحات التي تساعد على التخلص من الكآبة . لابدّ من الاشارة الى مقدار الخطورة التي تكمن فيها . . ان البعض يظن ان المرض الخطير هو المرض العضوي الذي يؤدي الى الموت ، او شلل عضو معين ، أما ما يرتبط بالروح ، والنفس فليس خطيراً لانه غير ظاهر بينما يؤكد الخبراء على ان امراض النفس اكثر خطورة من امراض الجسد ، فالكآبة مثلاً تحوّل معيشة الشخص الى جحيم لا يطاق . .
كما إنها يمكن ان تدمر حياته ايضا والمشكلة في الكآبة إنها حينما تصيب شخصاً فهي تؤدي الى انشغاله أقربائه بمرضه . مما يسبب لهم ايضاً موجات من الكآبة . .
وبالرغم من أن التغيرات الاجتماعية الهائلة التي حصلت في السنوات العشرين الفائتة ، كالتحوّل في ادوار النساء والرجال وتدفق النساء الى العمل وشيوع الانتقال الجغرافي الذي يباعد بين الناس ويحرمهم حنان عائلاتهم
وتشجيع اصدقائهم ، هي من الاسباب الرئيسية في انتشار موجات الكآبة . إلا أن من الممكن التغلب على الأثار السلبية لمثل هذه التغييرات ، ومنعها من أن تدمر حياة الانسان .
والسؤال هو كيف ؟
ان الامر قبل كل شيء يتطلب رؤية سليمة للحياة والتزاماً بالقيم والمثل . فالايمان يعالج كل المشاكل النفسية ، ويقي من التخبط في الحياة . .
ولذلك جاء في قوله تعالى :
« ألا بذكر الله تطمئنُ القلوب »
واي شيء مثل الاطمئنان يمكنه ان يجعل الحياة مشرقة ؟
واليك فيما يلي الاقتراحات العملية . .
أولاً ـ عندما تعتريك الكآبة تحرّك في عمل ما ، ذلك ان الجمود يغذّي الكآبة بينما الحركة تزيلها . .
ان النصيحة التي يجب اسراؤها للذين يعانون من الكآبة ، او من هم في مجال التعرّض لها هو قوموا بعمل بناء . .
فكلما تكاسلتم زادت رغبتكم في الكسل . ولمحاربة الجمود ينصح ( برتر بتدوين ) برنامج عمل يومي من الصباح الى المساء . دونوا كل شيء بما فيه اوقات الاستحمام ووجبات الطعام .

لانكم اذا كنتم تعانون الكآبة حقاً فستبدو المهمات الصغيرة كبيرة في نظركم .
جزّئوا النشاطات المعقدة الى خطوات صغيرة منفصلة ، فتبدوا لكم اكثر قابلية للحل . .
واذا تبين لكم ان تحضير برنامج اليوم مشروع مستحيل ، تشجعوا بنظرية ( الدكتور برتر ) التي تقرّ بوجوب تقدم الحركة على الحافز أحياناً . وهذا يعني أن عليكم الأ تتوقعوا الشعور بدافع الحركة لكي تتحركوا . لانكم اذا بقيتم فريسة الكآبة فلن تشعروا أبداً بدافع الى الحركة . وعوضاً عن ذلك عليكم ان تعدوا العدة وتخطوا الخطوة الاولى وان كنتم في حال نفسية غير ملائمة .
ثانياً ـ تجنب المواد الضارة .
ان احد تحديدات القلق والاحباط هو فقد السيطرة على الذات . وهذا يفسر لجؤ الناس الى النيكوتين والكحول والكافيين والعقاقير . . وهذه المواد الاصطناعية « تعين » بعضهم على استعادة بعض السيطرة . ولكن يجدر بك معرفة الآتي :
التدخين : احذره كلياً . وافضل ما تفعله من أجل
صحتك هو قطع التدخين اذا كنت من المدخنين .
القهوة :
الكثير من الكافيين يجعلك شديد العصبية والاثارة ويولد لديك الصداع .
العقاقير والمخدرات :
لا تأخذها الا بناء على وصفة طبية . والمواد الكيميائية التي تدخلها جسمك تولد لديك وهماً بالسيطرة على نفسك . في حين أن الأمر ليس كذلك . والسيطرة الحقيقية تأتي بالجهد الذي نبذله ، لا بالهروب .
ثـالثـاً ـ توسل بالعطاء ، حبّ الآخرين من افضل الوسائل للتوصل الى صحة افضل . ومن شأن العمل الطوعي والخدمة الاجتماعية وغيرها من التصرفات الودية ـ كالتبضع لأحد العجزة مثلا ـ ان تعطي نتائج علاجية .
يقول الطبيب الذي يشرف على متطوعين في مدينة نيويورك « تجد أنك تملك الحنو والتفهم ، فتقول لنفسك : استطيع ان افعل شيئاً ، فانا لست نكرة » . والى ذلك فان الوحدة والابتعاد عن الناس سبب رئيس للكآبة .
رابعـاً ـ مارس التمرين الرياضي بانتظام .
حاول تمرين جسمك ثلاث مرات على الاقل في الاسبوع
لمدة عشرين دقيقة كل مرة . واحرص على ايصال دقات قلبك الى 75 في المائة من طاقتها القصوى . ولمعرفة الحدّ الاقصى اطرح سنك الفعلية من الرقم 225 . إذا كنت في الأربعين ، فهذا يعني أن الحد الأقصى لديك هو 185 ضربة . ونسبة الـ 75 في المائة من هذا الرقم هي 129 ، ولكن استشر طبيبك قبل الاقدام على التمرين المذكور ، ثم أنجزه تدريجياً .
يعتقد العلماء ان التمارين الحيهوائية ( ايروبيك ) كالمشي والجري والسباحة وركوب الدراجة . تعزّز الثقة بالنفس وتزيد الاحساس بالعافية وتقوي العزيمة . وهي اذ تساعد المرء على الاسترخاء تخفف من التوتر الذي يساهم في الكآبة .
تقول امرأة متزوجة وأم لطفلين ، تمارس رياضة الجري بانتظام لتجارب الكآبة « أذا ركضت فأني اشعر بتحسّن لمجرّد أنيّ أنجز أمراً ما ومهما يكن بؤسي كبيراً قبل الجري فإنه يزول بعده وأشعر بالتحسن .
خـامساً : اجعل الفرح جزءاً من حياتك .
ان كثيراً من الاشخاص المصابين بالكآبة يتخلون عن التسليات التي تمنحهم متعة مما يزيد الامور تعقيداً .
لتغيير نمط حياتكم ضمّنوا برنامجكم اليومي نشاطات مبرمجة
رگزّوها على التفاعل الاجتماعي وخصوصاً اللقاءات مع الاصدقاء والمشاريع التي تشعركم بكفاياتكم ـ كأن تبرعوا في مهارة جديدة واحداث ممتعة تتناول الطعام خارجاً او الذهاب الى المحافل الدينية والاجتماعية وحاول الابتسام ايضاً .
فقد اظهرت الدراسات الواسعة ان تصرّفنا يقولب عواطفنا ان كنتم تشعرون بالقنوط فلا تجروا أرجلكم بل سيرو بنشاط . لا تجلسوا مترهلين ، بل منتصبين ، لا تعبسوا بل ابتسموا فالمحاولة وحدها قد تنقلكم الى مزاج جيد ذلك أن التعابير والاوضاع والحركات التي تنم عن الفرح تشعركم بالسعادة .
سـادسـا ـ اهتم بالنظام الغذائي .
احتفظ بوزن طبيعي ، ولا تجعل الشحم الذي تتناوله يتجاوز 30 في المائة من الوحدات الحرارية الغذائية . وتناول ما امكن ، الحبوب والخبز عوض الشحم والمواد السكرية . ولكن معتدلاً في تناول الملح . ولا تنسى أن تاكل فطوراً حقيقياً .
سـابعـاً ـ تعرّض للنور .
في الحديث الشريف « لا اسراف في الضياء » فالنور الجيد يزيد النفس اشراقاً .

وقد اظهرت الابحاث ان التعرض للضوء سواء أكان من الشمس أم من وسائل اصطناعية ، يساعد في الشفاء من الكآبة الموسمية التي تصيب قلة من الناس ، وكشف اختصاصيون أن أجهزة ضوئية ساطحة خاصة قد تكون مفيدة . ولكنها يجب ان تستعمل في اعتدال .
ويمكنكم ان تدخلوا مزيد من الضوء الى منزلكم باحلال جوّ اكثر اشراقاً داخله . وباختياركم نشاطاً خارجياً تمارسونه خلال النهار ، كالمشي أو الجري ، تحصلون على ضوء طبيعي خلال فترة معينة يومياً .
كانت هنالك امرأة ، وهي كاتبة ناجحة حرصت على سكنى الاماكن المشرقة . وذات شتاء اضطرت الى العمل في منطقة غائمة كالحة على الدوام . فطغى عليها الكسل ولم تستطع انجاز مشروع كتاب . وكانت تعاني اضطراباً عاطفياً موسمياً هو كآبة ناتجة من حساسية تجاه الضوء يتزامن فيها هبوط المزاج مع اشهر الشتاء المظلمة .
وعندما زادت هي النور في بيتها ومحل عملها تغير حالها الى الافضل .
ثـامنـاً ـ احصل على قسطك من الراحة

وافضل طريقة لتجنب الارهاق تتم عبر تجديد طاقتك واذا كنت من اولئك المدمنين على العمل . فإنك تعرض نفسك للخطر مالم تلجأ الى الراحة الضرورية .
الـدُّعـابة « روحوا القلوب ساعة بعد ساعة فان القلوب اذا كلّت عميت »
وحقاً فان الطرائف تطرد الهموم ، وتقاوم الملل ، وتزيل الالام . . فكم من نكته اضحكت الحضور ، فادخلت السرور في قلب الحزين . . .
إن البسمة طاردة الأحزان .
والدعابة صانعة لمسرّات القلوب ، وادخال السرور في قلوب الآخرين ، لطف ورحمة ، وفيه آجر وثواب .
يقول الامام علي ( عليه السلام ) والذي وسع سمعه الأصوات ، مامن أحد أودع قلباً سروراً إلا وخلق الله من ذلك السرور لطفاً . فإذا نزلت به نائبة جرى إليها كالماء
في انحداره حتى يردّها عنه ، كما تطرد غريبة الأبل » .
ويقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم « من سرّ مؤمناً فقد سرّني . ومن سرّني فقد سرّ الله » .
ومن عوامل ادخال السرور . ذكر الطرائف ، والتمتّع بالدعابات ، سواء استماعها من الآخرين ، او قرائتها في بطون الكتب ، ولقيمتها الحضارية هذه فإن الطرائف تنتقل من جيل لجيل ، ويتوارثها الأبناء عن الأبناء عن الأباء ، لانها تعبر عن رغبة الناس في الجور ـ وتطلعهم الى الترويح عن النفس .
يقول الامام علي عليه السلام . اجمعوا هذه القلوب ، والتمسوا لها طرائف الحكم ، فإنها تمل كما تمل الأبدان ، والنفس مؤثرة للهوى ، أخذة بالهويني ، جانحة الى اللهو ، أمارة بالسوء ، مستوطنة للعجز ، طالبة للراحة ، نافرة عن العمل ، فان اكرهتها أضنيتها ـ اي أبليتها ـ وان أهملتها أرديتها .
وما دامت النفوس ـ تمل ، فهي تتطلب الترويح عنها ، فإذا لم نلتمس ذلك من الطرائف ، فهي تبحث عنه في الموبقات ـ ذلك ان تعقيدات الحياة تؤدي الى التوتر لا محالة ، والتوتر يؤدي الى العنف ان لم يتم التنفيس عنه بالدعابة . ولذلك كان
الطغاة اكثر الناس توتراً ، واقلهم دعابة . على عكس الرجال العظام في التاريخ .
ولقد ثبت بالتجربة ، والدراسة ان افضل وسيلة للتنفيس عن التوتر هو المرح او النكتة .
ولان التوتر يؤدي الى خفض الانتاج فقد عكفت الشركات الكبرى على دراسة كيفية ازالة التوتر ، وتوصلت الى ان صمام الإمان هو الفكاهة .
ومن هنا اهتمت المؤسسات بالنكتة ، حيث تبين لها ان الشركات التي تشيع جواً من المرح بين موظفيها زاد انتاجها بنسبة النصف أو أكثر .
وهكذا فبنك أميركا الهائل نظم مباراة في النكتة بين شركات مونسانتو الضخمة اقنعت كبار الباحثين في مختبراتها بان يلعبوا بأن يلصق الواحد من هولاء الدكاترة العباقرة نقد معدنية على جبينه ثم يحاول اسقاطها في كوب ماء .
أما شركة ديجيتال للكومبيوتر ، فأسست « دوريات عبوس » مهمَّتها التجول بين الموظفين بحثاً عن اي موظف عابس أو حزين ، او موظفة وإذا ضبط متلبساً بالعبوس
فان رجال الدورية يحاولون التسرية عنه أو عنها بشد الوجه والأصابع ، كما يفعل الصغار ، لا ضحاكه .
ولكي نكون ـ اذن ـ منتجين في الحياة ، فلا بد أن نكون مرحين تعلو شفاهنا البسمة دائماً .
ان المؤمنين مطالبون بان يكونوا مداعبين في غير رفث ، فقد روى الامام الصادق « عليه السلام » قال لاحد اصحابه « كيف مداعبة بعضكم بعضاً ؟ »
فقال الرجل : قليل : فقال الامام : « هلا تفعلوا ، فإن المداعبة من حسن الخلق وانك لتدخل بها السرور على اخيك . ولقد كان رسول الله صلى عليه وآله وسلم يداعب الرجل ، يريد ان يسرّه »
ان المداعبة جزء من حسن الخلق تماماً كما ان عكسها جزء من سوء الخلق ، ولذلك ورد في الحديث الشريف « ان الله يبغض المعبّس في وجه اخوانه » . فالمؤمن ـ كما يقول الحديث الشريف ـ « هشٌ بشٌ » وليس بالمقطب .
ويروى أن يوحنا وشمعون كانا من الحواريين ـ وكان
يوحنّا لا يجلس مجلساً إلا ضحك وأضحك من حوله : وكان شمعون لا يجلس مجلساً الا بكى وابكى من حوله : فقال شمعون ليوحنّا ما اكثر ضحكك : كأنك قد عرفت من عملك :
فقال له يوحنّا ما اكثر بكاءك كأنك قد يئست من ربك ! فأوحى الله الى المسيح : إن أحبّ السيرتين إليّ سيرة يوحنا .
ولقد كان العرب اذا مدحوا أحداً قالو عنه « هو ضحوك السن ، بسام الثنيات ، هشَّ الى الضيف » واذا ذموا احداً قالوا عنه « هو عبوس الوجه ، جهم المحيا كريه المنظر ، حامض الوجنة ، كانما نضّح وجهه بالخل ، او اسعط خيشومه بالخردل »
ويخطأ من يظنّ ان معنى اخذ الحياة بجد ، هو ان تكون لنا وجوه قاطبة كالحة ، كأنها وجوه الشياطين ذلك ان ربنا حينما يذمّ شيئاً يقول عنه .
« طلعها كأنه رؤوس الشياطين ».
فحتى لو كانت احزاننا كثيرة ، وكبيرة فلابد ان تكون وجوهنا هشه بشه . . يقول الحديث الشريف « المؤمن حزنه في قلبه وبشره في وجهه » .
ويقول آخر ( المؤمن دعب لعب ، والمنافق قطب وغضب ) وقد روي ( ان عيسى بن مريم عليه السلام لقي يحي بن زكريا عليه السلام فتبسم اليه يحيى فقال له عيسى أنك لتبتسم تبسم آمن :
فقال له يحيى : إنك لعبس عبوس قانط . فقالا لا نبرح حتى ينزل علينا الوحي .فأوحى الله الى عيسى . ان الذي يفعل يحيى احبّ اليّ وقيل احبّكما اليّ الطلق البسَّام . أحسنكما ظناً بي.
ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كثيراً ما يمزح مع اصحابه ، وهم بدورهم كانوا يمزحون معه ، وكان يقول « أني لأمزح ولا اقول إلا حقاً » وروى حسين بن زيد قال : قلت لابي عبد الله الصادق عليه السلام « هل كانت في النبي صلى الله عليه وآله وسلم مداعبة فقال : « لقد وصفه الله بخلق عظيم في المداعبة ، وان الله بعث انبياءه فكانت فيهم كرازة وبعث محمداً صلى الله عليه وآله وسلم بالرأفة والرحمة ، وكان من رأفته لامته مداعبته لهم لكيلا يبلغ باحد منهم التعظيم
حتى لا ينظر اليه »
فما يروى من مزاح النبي صلى الله عليه وآله وسلم ان امرأة عجوز جاءت إليه تسأله عن دخول امثالها الجنة . فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم « لا تدخل الجنة عجوز » .
فصاحت من قوله : فتبسم النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقال انك لست يومئذٍ بعجوز قال الله تعالى « إنا انشأناهن إنشاءاً فجعلناهنَّ ابكاراً » .
ويروى ايضاً : ان امرأة جاءت اليه تطلب منه ان يحملها على شيء فقال صلى الله عليه وآله وسلم « انا حاملون انشاء الله على ولد ناقة » .
فقالت « وما اصنع بولد الناقة ؟ وهل يستطيع ان يحملني ؟ » والنبي صلى الله عليه وآله وسلم يكررّ « لا احملك إلا عليه » حتى قال لها اخيراً وهل تلد الابل إلا النوق ؟
وروي ان امرأة يقال لها ام ايمن جاءت الى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقالت ان زوجي يدعوك .
فقال : ومن هو . اهو الذي بعينه بياض ؟
فقالت : والله مابعينه بياض .
فقال : بلى ان بعينه بياضاً .
فقالت : لا والله :
فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم « ما من احد إلا وبعينه بياض يحيط بالحدقة » . أما مزاح الاصحاب مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فهو كثير . . ايضاً فقد روى مثلا : ان نعيمان ، وكان من اصحاب بدر كان يمازح رسول الله ، فذات مرة اصيب نعيمان بالرمد ، فدخل عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فوجده يأكل تمراً فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم تاكل تمراً وانت أرمد ؟
فقال نعيمان « يا رسول الله ، افما آكل من الجانب الآخر . فضحك النبي صلى الله عليه وآله وسلم .
وروي أن أعرابياً باع نعيمان عُكة عسل فاشتراها منه ، فجاء بها الى بيت عائشة في يومها ، وقال : خذوها . فظن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم انه أهدها إليه ، ومضى نعيمان . فنزل الأعرابي على الباب ، فما طال قعوده نادى : هولاء إما أن تعطونا ثمن العسل ، أو تردّوه علينا ؟
فعلم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالقصة ، وأعطى الأعرابي الثمن ، وقال لنعيمان ما حملك على ما فعلت ؟
قال رايتك يا رسول الله تحب العسل ، ورايت
العُكة مع الاعرابي .
فضحك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولم ينكر عليه .
واما اصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيما بينهم فكانوا يتمازحون كما كانوا يجاهدون حتى انه عندما سئل عنهم قال النخعي « انهم كانوا يضحكون ويمزحون والايمان في قلوبهم مثل الجبال الرواسي » .
ولقد جاء في الحديث الشريف « ما من مؤمن إلا وفيه دعابة . . قيل وما الدعابة ؟ فقال : المزاح . وروي عن يونس الشيباني : قال : قال لي أبو عبد الله عليه السلام كيف مداعبة بعضكم لبعض ؟
قال : هلاّ تفعلوا ، فإن المداعبة من حسن الخلق وانك لتدخل بها السرور على اخيك ، ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يداعب الرجل يريد به ان يسرّه .
وروي في الحديث « ان الله يحب المداعبة في الجماعة بغير رفث » اي بغير فحش وفسوق .
وبالطبع فان المطلوب هو المداعبة في حدودها ، ومواردها
أما الزيادة عن حدّها فهي قد تتحوّل الى الهزل والخفة ، ولذلك جاء في الحديث الشريف « من كثر مزاحه قل وقاره ، وقلت هيبته » .
إن الضحك ينفس عن القلوب وهو خير وسيلة للتخلص ليس فقط من التوتر النفسي ، بل هو من انجح الوسائل للحفاظ على التماسك الداخلي في الاوقات الحرجة ايضاً . .
ومهما كان احدنا وقوراً فهو بحاجة الى روح مرحة ، واحساس بالانشراح بالضحك والدعابة .
يقول الخبراء ان قدرة الانسان على الضحك مؤشر دال على صحته يوازي كل المؤشرات الاخرى التي يتفحصها الأطباء . ويضيف هؤلاء
« حين نضحك تنشط عضلاتنا ، وإذ نمسك تسترخي ، وبما أن التوتر العضلي يعظم الوجه فان عدداً من المصابين بالتهاب المفاصل وامراض اخرى مؤلمة يفيدون كثيراً من جرعة الضحك . ويختبر المصابون بآلام الرأس الراحة نفسها » .
ثم ان الدعابة براحة يمكننا جميعاً ان نتعلمها ، لانها كما تأتي عفوية وبالسليقة لدى البعض فهي يمكن ان تاتي عبر مزاولتها ، وتنميتها ايضاً . .
وفيما يلي بعض القواعد التي تجعلك تروح عن نفسك
بالدعابة :
اولا : استذكر الطرائف التي سمعتها ، او مررت بها فانت قادر على ان تنفس عن مشاعرك الحبيسة بمجرد أن تستلقي على كرسي طويل وتفكر في كل الاشياء المضحكة التي رأيتها او سمعتها . قد تكون جالساً وحدك في كآبة وعبوس ومع ذلك فإن خاطرة فكاهية واحدة قد تظهر الابتسامة على شفتيك . وتزيل عنك الكآبة كلها .
هذه الابتسامة الواحدة كافية لأن تحرّك دورتك الدموية بعض الشيء . وبذلك توقع في ذاتك شعوراً بالراحة والاسترخاء . فكر في النوادر المضحكة الأخرى تجد وشيكاً أنك صرت شخصاً آخر . وإذا كان معينك من الفكاهات محدوداً فاستعن على ما تريد ببعض الصحف الهزلية .
لعل الضحك هو الدواء الأنجح للأعصاب المتوترة . وأنا اعتقد ان كثيراً من الرجال لم ينجهم من الانتحار إلا بضع ضحكات صادرة من القلب .
ثانياً ـ عاشر بعض المرحين ، وتعلم منهم ، واستسلم
للدعابة بعض الوقت مثلما يفعلون .
ثالثـاً ـ مارس فنّ الضحك ، وافتعل بسمة على شفتيك فإذا جاءتك الضحكة ، فمارسها من اعماق قلبك .
تعلموا ذلك من قصة مريضة مصابة بقلق مزمن التي طلبت منها ممرضتها ذات يوم كتابة قائمة بالمزعجات . فكانت قائمة طويلة . ثم قالت لها : « الآن اقرئي كل مزعجاتك ، لكن تلفظي في نهاية كل منها بعبارة . « تي . . هي » عبست المريضة للحظة ، ثم فعلت ما طلب منها . وقد فوجئت اذ لم تستطيع أن تكتم قهقهة دهمتها . واذ أدركت سخافة الأمر أطلقت ضحكة نابعة من القلب كانت الاولى تطلقها منذ آمد بعيد .
والضحك المفتعل يثير الحجاب الحاجز في الصدر . وفق ما تقول غودهارت « أنه يماثل ايلاج مفتاح ادارة السيارة . المحرك يلتقط الشرارة فيدور . وهذا ما يحدث في الضحكة المصطنعة . فالحجاب الحاجز يفسرها ضحكة حقيقية . وقبل أن يدري الانسان كنهها تعقبها آخرى من شفاف القلب » .
رابعاً ـ احتفظ بكتاب فيه بعض الطرائف ، وراجعه بين فترة واخرى . واكتب بعضها في المناسبات للافراد .
وتكشف القصة التالية عن اهمية الطرائف في الحالات الشديدة التالية الحكاية هي عن ممرضة في قسم بأحد المستشفيات عند نهاية يوم محموم .
فقد حدث « في أسوأ الاوقات أزّ جرس مريض متعب سألته الممرضة « ما الأمر » وهي تحاول ان تحافظ على مرحها . فنهرها المريض « ما هذا الغذاء ؟ بطاطا فاسدة ؟ أبقت الممرضة ابتسامتها والتقطت ثمرة البطاطا في يد وضربتها باليد الآخرى ثم خاطبتها « أنت فاسدة ، يا بطاطا ، فاسدة . فاسدة » فانفجر المريض ضاحكاً » وكان ذلك اول مرة يضحك فيها منذ دخوله المستشفى .
وللعلم فان الطريفة هي من افضل الوسائل للدخول الى قلوب الآخرين فان « الضحك هو اقصر مسافة بين شخصين » .
خامساً ـ مهما كانت حالتك . لاتنسى الطرائف .
لقد حدث لأحد الممثلين مرض فجأة في أحد المطارات فأدخل سيارة اسعاف فحزمه المسعفون وشدوه الى أسفل وراسه في اتجاه مقدم السيارة . وحشروا بين ساقيه قارورة اوكسجين برتقالية . سأله المسعف : « أأنت على مايرام ؟ » .
فأجاب : « أجل إلا اذا توقفتم فجأة » . و « اذ لمست الدعابة في ذاك المأزق الحرج الذي لم استطع منه فكاكاً غدت المحنة كلها اكثر احتمالاً لي ولكل من في سيارة الاسعاف » . حقاً ان الفكاهة تخفف وقع أسوأ الضربات التي تكيلها الحياة .
وفي الختام : اذا أخذنا بعين الأعتبار الحديث الذي يقول « مزاح المؤمن عبادة » والحديث الآخر : « من ادخل على مؤمن سرور فرح قلبه يوم القيامة » .
تكون الدعابة نافعة ليس فقط لازالة التوتر واشاعة المرح في الدنيا فحسب بل لكسب الثواب في الآخرة ايضاً .


من مواضيع دمعة الكرار » معالم الشخصية السماوية للزهراء (عليها السلام)
» ثلاث دعواتٍ مستجابات لا شكّ فيهنّ
» عَلى قَدر عَطآئكْ يَفتقدك الـ آخرون ..!
» أثمرت وروديوقتلتني جروحها
» عبادة الامام الحسين علية السلام
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
من, التخلص, الكاتب

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
التخلص من العطش في ايام الصيام هشام الشرق احباب الحسين للطب والصحة العامه 3 01-08-2011 04:21 PM
اقتباس من كتاب الكاتب خالد النصرالله إشـــتياق الإنـــتظار احباب الحسين العام 1 07-06-2010 11:57 PM
رحبوا معي بالمحب الجديد الكاتب الحقيقي محـب الحسين منتدى الترحيب بأحباب الحسين الجدد 1 08-01-2010 01:24 AM
التخلص من اعضاء سبام محـب الحسين احباب الحسين لتطوير منتديـــــvb3.0.0ــات 4 19-11-2009 05:10 PM
قلم الكاتب كريشة الفنان باب المراد احباب الحسين للشعر والخواطر 0 02-02-2009 10:23 AM



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات احباب الحسين