( ٤ )
(وفاة الصحابي الجليل أبو ذر الغفاري )
ولما حضرته الوفاة قالت له إبنته : إني وحدي في هذا الموضع ، وأخاف أن تغلبني عليك السباع ، فقال لها : كلا أنه سيحضرني نفر مؤمنون ، ثم قال لها ولغلامه : أن غسلاني وكفاني، ثم ضعاني على قارعة الطريق ،فأول ركب يمر بكم قولوا : هذا أبو ذر الغفاري، صاحب رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فأعينونا على دفنه ، فلما مات فعلوا ذلك ، وأقبل عبد الله بن مسعود في ركب من العراق معتمرين وكانوا سبعة نفر فيهم مالك الأشتر وحذيفة بن اليمان وحجر بن الأدبر وكلهم يمان فبكوا بكاءً شديدا ، فغسلوه ،وكفنوه ،وصلوا عليه ، ودفنوه ،وقال إبن مسعود : صدق رسول الله صلى الله عليه واله وسلم حيث قال له : تعيش وحدك ، وتموت وحدك ، وتبعث وحدك .
ثم قالت لهم إبنته : إنه يقسم عليكم ألا تبرحوا حتى تأكلوا ! فذبحوا الشاة ، وأكلوا ، ثم حملوا إبنته ، حتى صاروا بها إلى المدينة ، فلما بلغ عثمان وفاة أبي ذر قال : رحم الله أبا ذر ! قال عمار بن ياسر : نعم ! رحم الله أبا ذر من كل أنفسنا ، فغلظ ذلك على عثمان وقال : يا عضّ أير أبيه ، أتراني ندمت على تسييره؟ فدفع عمار في قفاه ، وأراد أن يسييره أيضا ، فإجتمعت بني مخزوم إلى علي بن أبي طالب عليه السلام ، وسألوه إعانتهم ، فقال علي عليه السلام : لا ندع عثمان ورأيه . فجلس عمار في بيته. فأمسك عنه .
وقام عثمان بجلد عبد الله بن مسعود أربعين سوطا لدفنه أبي ذر والصلاة عليه
( إنتهى)
المواضيع المتشابهه
وفاة الصحابي الجليل أبو ذر الغفاري (٤)
العرض العادي
