العودة   منتديات احباب الحسين عليه السلام > القسم الاسلامي > منتدى الوصي المرتضى (سلام الله عليه)
منتدى الوصي المرتضى (سلام الله عليه) أمير المؤمنين - وصي الرسول - سيد البلغاء - قائد الغر المحجلين - امام الانس والجان - أبو الحسن - أبو الحسنين - امام المتقين - عليه السلام


هذا هو عصر نهج البلاغة؟!

منتدى الوصي المرتضى (سلام الله عليه)


إضافة رد
قديم 29-03-2020, 10:59 AM   المشاركة رقم: 1
معلومات العضو
صدى المهدي

مراقـــبة عـــــامة

 
الصورة الرمزية صدى المهدي

إحصائية العضو







 
 


التوقيت

التواجد والإتصالات
صدى المهدي غير متواجد حالياً

المنتدى : منتدى الوصي المرتضى (سلام الله عليه)
افتراضي هذا هو عصر نهج البلاغة؟!




فلماذا كل هذا الحديث عن الزُّهد في خطبه عليه السلام؟ وأين أصبح ذلك الزَّمان الذي كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول فيه: "الفقر فخري"، وكان ...


الشيخ محمد باقر كجك
يُلحظ تشابه كبير بين مجتمعنا وظروفه وبين المجتمع الذي كان يعاني فيه أمير المؤمنين عليه السلام شؤون الولاية. بالتالي، كيف يمكن أن نستفيد من أسلوب مواجهة الإمام علي عليه السلام في تلك الظُّروف والمشاكل؟

أولاً: ميزات عصر أمير المؤمنين عليه السلام
1-حاكمية الولاية: تميز عهد الإمام علي عليه السلام بميزة خاصة لم تسنح من بعده إلا لابنه- الإمام الحسن عليه السلام- أشهراً يسيرة. لقد كان الإمام عليه السلام هو الخليفة الحاكم من دون شرطٍ ولا قيدٍ اللهم إلا العمل بكتاب الله والسَّير بسيرة رسول الله و"اجتهاد رأيي"1. وبالتالي أعاد الإمام عليه السلام الأمور إلى نصابها الحقيقي الذي جعله الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم في الحديث المشهور بين الفريقين، كما جاء في الأثر - في سنن الترمذي مثلاً - بإسناده عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وآله: "يا أيها الناس إني تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا، كتاب الله وعترتي أهل بيتي"2.
2-قيام الحجّة: لقد قام الإمام عليه السلام بعدما تهافت عليه النّاس من كلّ جانبٍ كما جاء في خطبة الشّقشقية: "فَمَا رَاعَنِي إِلَّا والنَّاسُ كَعُرْفِ الضَّبُعِ إِلَيَّ، يَنْثَالُونَ عَلَيَّ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ، حَتَّى لَقَدْ وُطِئَ الْحَسَنَانِ وشُقَّ عِطْفَايَ مُجْتَمِعِينَ حَوْلِي كَرَبِيضَةِ الْغَنَمِ"3، فعند ذلك قامت الحجة على الإمام بتسلّم الحكم فقال: "لَوْلَا حُضُورُ الْحَاضِرِ وقِيَامُ الْحُجَّةِ بِوُجُودِ النَّاصِرِ"4.
3-ظهور الفتنة: ما هي الفتنة؟ إنها تعني الشبهة واختلاط الصفوف، أي اختلاط الحق والباطل. وهي مشكلة تمسّ بنيان العقيدة وتدمّره من الداخل، أي أن أطراف النزاع كلهم مسلمون، فمن منهم على الحق؟ وقد واجه الأمير عليه السلام الفتنة كما واجهها الرسول صلى الله عليه وآله وسلم. يصف الإمام عليه السلام فتنة النفاق فيقول: "إِنَّمَا بَدْءُ وُقُوعِ الْفِتَنِ أَهْوَاءٌ تُتَّبَعُ وأَحْكَامٌ تُبْتَدَعُ، يُخَالَفُ فِيهَا كِتَابُ الله، ويَتَوَلَّى عَلَيْهَا رِجَالٌ رِجَالًا عَلَى غَيْرِ دِينِ الله، فَلَوْ أَنَّ الْبَاطِلَ خَلَصَ مِنْ مِزَاجِ الْحَقِّ، لَمْ يَخْفَ عَلَى الْمُرْتَادِينَ، ولَوْ أَنَّ الْحَقَّ خَلَصَ مِنْ لَبْسِ الْبَاطِلِ، انْقَطَعَتْ عَنْه أَلْسُنُ الْمُعَانِدِينَ، ولَكِنْ يُؤْخَذُ مِنْ هَذَا ضِغْثٌ ومِنْ هَذَا ضِغْثٌ فَيُمْزَجَانِ، فَهُنَالِكَ يَسْتَوْلِي الشَّيْطَانُ عَلَى أَوْلِيَائِه، ويَنْجُو الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَ الله الْحُسْنى"5. وهذه فتنة النِّفاق، أي اختلاطُ الأمور على النَّاس بحيثُ لا يعود في المقدور معرفة الإسلام الحقيقي من الإسلام المزوّر. وهذا الأمر كان من الأمور العظيمة التي وقف الإمام عليه السلام أمامها واستطاع أنْ يقوم بفضحها ووضع الأسس لمعرفة الفتن في أيِّ زمنٍ وعصر، فقال عليه السلام في فتنة بني أمية: "أيُّهَا النَّاسُ، فَإِنِّي فَقَأْتُ عَيْنَ الْفِتْنَةِ، ولَمْ يَكُنْ لِيَجْتَرِئَ عَلَيْهَا أَحَدٌ غَيْرِي، بَعْدَ أَنْ مَاجَ غَيْهَبُهَا، واشْتَدَّ كَلَبُهَا"6.
4-ظهور الأمراض الأخلاقية المستعصية: فقد واجه الإمامُ علي عليه السلام عدداً من المشاكل الخُلقية النفسية التي كانت تنبئ عن وجود خللٍ في البنية العقائدية للنَّاس من جهة، ومن جهةٍ أخرى عن اشتداد هذه الأمراض وتجذُّرها بحيث اضطّر الأمير عليه السلام إلى القيام بعلاجاتٍ صعبةٍ ومُضنيةٍ لها، على سبيل المثال: حبّ الدنيا، قضية التّكبر، دور الخواص، المساومة على المبادئ، طاعة الحاكم ولكن بشروط، عدم معرفة موقعية القرآن الكريم، عدم الأخذ بمرجعية أهل البيت عليهم السلام وغيرها.

ثانياً: أمير المؤمنين عليه السلام والخواص
إنَّ الفئة التي واجهت أمير المؤمنين عليه السلام في معضلة الجمل، وصفين، والنهروان، وألّبت الناس عليه هي فئةُ الخواص, فبعضهم كان من أصحاب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم السابقين، وبعضهم من تلامذة وأتباع الإمام عليه السلام، ولذلك عمل على توضيح الأمور لهم وأنَّه ليس مضطَّراً إلى ممالأتهم على حساب الدِّين، ثم بيَّنَ كيفية إدارة شؤون التَّعاون معهم في عهده للأشتر إذ قال: "إنَّ لِلْوَالِي خَاصَّةً وَبِطَانَةً فِيهِمُ اسْتِئْثَارٌ وَتَطَاوُلٌ وَقِلَّةُ إِنْصَافٍ فِي مُعَامَلَةٍ فَاحْسِمْ مَادَّةَ أُولَئِكَ بِقَطْعِ أَسْبَابِ تِلْكَ الْأَحْوَالِ مِنَ الْقَرِيبِ وَالْبَعِيدِ وَكُنْ فِي ذَلِكَ صَابِراً"7.


منها مرض حبّ الدنيا، الذي ابتُلي به كبار الصحابة وأشراف الناس، ثم سرى هذا المرض إلى جمهور المسلمين من بعدهم، وكان لهذا المرض ويلاتٌ لا تحصى على الأمة. فنجد في نهج البلاغة الكثير من الخطب والتنبيهات في ذم الدنيا والانخداع بها والتحذير منها ومن مخاطرها.
فلماذا كل هذا الحديث عن الزُّهد في خطبه عليه السلام؟ وأين أصبح ذلك الزَّمان الذي كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول فيه: "الفقر فخري"، وكان أصحابه يفتخرون بأنهم لم يتلوثوا بمال الدنيا، وهو ما عبَّر عنه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قائلاً: "أشراف أمتي حملة القرآن وأصحاب الليل"8فما الذي حدث بعدها في المجتمع الإسلامي؟
كان أمير المؤمنين عليه السلام يتحدّث عن حب الدنيا والتعلّق بها، لأن الناس قد فتنوا بها. فبعد ثلاث وعشرين سنة من وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أَسَرَ الناسَ حبُّ الدُّنيا، وكان سعي أمير المؤمنين عليه السلام لتحريرهم منها، فيقول موضحاً حقيقتها: "فَإِنَّ الدُّنْيَا رَنِقٌ مَشْرَبُهَا رَدِغٌ مَشْرَعُهَا، يُونِقُ مَنْظَرُهَا ويُوبِقُ مَخْبَرُهَا، غُرُورٌ حَائِلٌ وضَوْءٌ آفِلٌ وظِلٌّ زَائِلٌ وسِنَادٌ مَائِلٌ، حَتَّى إِذَا أَنِسَ نَافِرُهَا واطْمَأَنَّ نَاكِرُهَا، قَمَصَتْ بِأَرْجُلِهَا وقَنَصَتْ بِأَحْبُلِهَا، وأَقْصَدَتْ بِأَسْهُمِهَا وأَعْلَقَتِ الْمَرْءَ أَوْهَاقَ الْمَنِيَّةِ، قَائِدَةً لَه إِلَى ضَنْكِ الْمَضْجَعِ ووَحْشَةِ الْمَرْجِعِ"9.
هذا هو المرض، فأولئك الذين كانوا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقد تركوا أموالهم وعيالهم وأوطانهم وتجارتهم في سبيل الإسلام وهاجروا إلى المدينة مع الرسول، وكبروا على الجزع والمخمصة والشدة، نراهم بعد عشرين، ثلاثين سنة من وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، عندما يتوفون يحتاج ورثتهم إلى الفؤوس ليقسّموا الذهب الذي تركوه. هؤلاء هم مصداق قوله عليه السلام: "حتى إذا أَنِسَ نافرُها واطمأنّ ناكرُها"، فهذا أوج كلام أمير المؤمنين عليه السلام، وهو نموذج من كلماته عليه السلام في مورد حبّ الدنيا"10.

رابعاً: نهج البلاغة دواء أمراضنا
كانت هذه إشاراتٍ سريعةً إلى خصائص عصر أمير المؤمنين عليه السلام، وإلى الأمراض التي ابتلي بها النَّاس في عصره، وإلى إشاراتٍ هامّةٍ لأسلوبِ معالجة الإمام عليه السلام لهذه الأمراض والمشاكل. وما يهمنا في المقابل أنْ نستفيدَ من تجربةِ الإمام عليه السلام في مقارنتها مع تجربة الحالة الإسلامية التي تعيشها مجتمعاتنا منذ بضعة عقود. وبالتالي، يجب علينا أن نسأل أنفسنا إن كانت خصائص عصره تنطبق على عصرنا -والذي نراه أنها تنطبق إن من حيث حاكمية الولاية ووجود الولي المدبّر والقدير، وكذلك قيام الحجة بوجود الناصر، وكذلك من حيث ظهور الفتن والأمراض الأخلاقية- فلماذا لا نتمسك بولاية عصرنا و نطيعها؟

ونسأل أيضاً عن نوعية الأمراض المستعصية التي أصابت الخواص والعوام في زماننا، ألا تشبه ما قد حصل في عصر أمير المؤمنين عليه السلام، وبالخصوص حب الدنيا، وعدم الوعي بضرورة إطاعة القائد؟
الهوامش:
1-شرح نهج البلاغة، ابن أبي الحديد، ج1، ص188.
2-الخلاف، الطوسي، ج1، ص27.
3-نهج البلاغة، الخطبة 3.
4-م.ن.
5-م.ن، الخطبة 50.
6-م.ن، الخطبة 93.
7-نهج البلاغة، عهد الأشتر.
8-الخصال، الشيخ الصدوق، ص7.
9-نهج البلاغة، الخطبة 83.
10-كتاب العودة إلى نهج البلاغة،
11-م.ن، ص7.

المصدر: مجلة بقية الله












عرض البوم صور صدى المهدي   رد مع اقتباس
قديم 29-03-2020, 12:24 PM   المشاركة رقم: 2
معلومات العضو
عاشقة ام الحسنين

مراقـــبة عـــــامة

 
الصورة الرمزية عاشقة ام الحسنين

إحصائية العضو







 
 


التوقيت

التواجد والإتصالات
عاشقة ام الحسنين غير متواجد حالياً

كاتب الموضوع : صدى المهدي المنتدى : منتدى الوصي المرتضى (سلام الله عليه)
افتراضي

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم ياكريم
مجهود رائع
جزاك الله خير












توقيع : عاشقة ام الحسنين

عرض البوم صور عاشقة ام الحسنين   رد مع اقتباس
قديم 29-03-2020, 12:50 PM   المشاركة رقم: 3
معلومات العضو
سيد فاضل
 
الصورة الرمزية سيد فاضل

إحصائية العضو







 
 


التوقيت

التواجد والإتصالات
سيد فاضل غير متواجد حالياً

كاتب الموضوع : صدى المهدي المنتدى : منتدى الوصي المرتضى (سلام الله عليه)
افتراضي

الله يعطيك العافية












توقيع : سيد فاضل

عرض البوم صور سيد فاضل   رد مع اقتباس
قديم 01-04-2020, 06:03 AM   المشاركة رقم: 4
معلومات العضو
محـب الحسين
 
الصورة الرمزية محـب الحسين

إحصائية العضو







 
 


التوقيت

التواجد والإتصالات
محـب الحسين غير متواجد حالياً

كاتب الموضوع : صدى المهدي المنتدى : منتدى الوصي المرتضى (سلام الله عليه)
افتراضي

أحسنتِ اختنا الفاضله












توقيع : محـب الحسين

عرض البوم صور محـب الحسين   رد مع اقتباس
إضافة رد


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
سمو العبودية لله في نهج البلاغة صدى المهدي منتدى الوصي المرتضى (سلام الله عليه) 3 03-12-2019 09:27 PM
مقتبسات من نهج البلاغة .... العلوية ام موسى الاعرجي قسم الادعيه والزيارات والأذكار 1 01-08-2015 03:09 PM
مقتبسات من نهج البلاغة .... العلوية ام موسى الاعرجي منتدى الوصي المرتضى (سلام الله عليه) 0 06-01-2015 01:44 AM
مقتبسات من نهج البلاغة .... العلوية ام موسى الاعرجي منتدى الوصي المرتضى (سلام الله عليه) 0 06-01-2015 01:41 AM
فن التلاعب بالصور محب الرسول احباب الحسين للعجائب والغرائب 9 16-11-2012 12:48 PM


أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات احباب الحسين