العودة   منتديات احباب الحسين عليه السلام > القسم الاسلامي > المنتدى الاسلامي العام > قسم القرآن الكريم
روابط مفيدة مشاركات اليوم البحث


انتصار الحقّ سُنّة تكوينية

قسم القرآن الكريم


إضافة رد
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-09-2019, 12:51 PM   رقم المشاركة : 1
الكاتب

سيد فاضل

الصورة الرمزية سيد فاضل


الملف الشخصي









سيد فاضل غير متواجد حالياً


افتراضي انتصار الحقّ سُنّة تكوينية

﴿..إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا﴾.

انتصار الحقّ سُنّة تكوينية

ــــــــــــــــــــــــــــــ المرجع الديني الشيخ ناصر مكارم الشيرازي ــــــــــــــــــــــــــــــ

تمثّل الآيات الأربع من سورة (الإسراء) (78-81)، البرنامجَ العملي لمن يخوض الصراع مع الطواغيت في خطّ الهداية الإلهية ليكلّل جهوده بالانتصار الكاسح على مكائدهم.

المقالة الآتية هي اقتباس -مع بعض التصرّف- لما جاء في تفسير الآيات المشار إليها من كتاب (التفسير الأمثل) للمرجع الديني الشيخ ناصر مكارم الشيرازي.

«شعائر»



بسم الله الرحمن الرحيم



﴿أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآَنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآَنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا * وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا * وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا * وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا﴾.

تتحدّث هذه الآيات من سورة (الإسراء) المباركة عن الصلاة، والدعاء، والارتباط بالله تعالى من خلال قيام الليل، كعوامل مؤثّرة في مجاهدة الشرك، ووسيلة لطرد إغواءات الشيطان من قلب الإنسان وروحه.

أمّا قوله تعالى: ﴿وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ..﴾ فيشير إلى أحد التعاليم الإسلامية الأساسية الذي ينبع من روح التوحيد والإيمان، وهو الصدق في القول والعمل.

وفي الحقيقة فإنّ سرّ الانتصار يكمن هنا، وهذا هو طريق الأنبياء والأولياء الربّانيّين حيث كانوا يتجنّبون كلّ غشّ وخداع وحيلة في أفكارهم وأقوالهم وأعمالهم، وكلَّ ما يتعارض مع الصدق.

وعادة فإنّ المصائب التي نشاهدها اليوم والتي تصيب الأفراد والمجتمعات والأقوام والشعوب، إنّما هي بسبب الانحرافات عن هذا الأساس، ففي بعض الأحيان يكون أساس عملهم قائماً على الكذب والغشّ والحيلة، وفي بعض الأحيان يدخلون إلى عمل معيّن بصدق، ولكنّهم لا يستمرّون على صدقهم حتّى النهاية، وهذا هو سبب الفشل والهزيمة.

أمّا الأصل الثاني الذي يُعتبر من ناحية ثمرة لشجرة التوحيد، ومن ناحية أخرى نتيجةً للدخول والخروج الصادق في الأعمال، فهو ما ذكرتْه الآية في نهايتها: ﴿..وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا﴾.

لماذا؟ لأنّني وحيد، والإنسان الوحيد لا يستطيع أن ينجز عملاً، ولا يستطيع أن ينتصر في مقابل جميع هذه المشاكل إذا اعتمد على قوّته وحدها، لذلك فسؤاله من الله تبارك وتعالى، هو: «انصرني واجعل لي نصيراً».

النصر يعقب الاستقامة

وبعد أن ذكرت الآيات «الصدق» و«التوكّل» جاء بعدها الأمل بالنصر النهائي، والذي يُعتبر بحدّ ذاته عاملاً للتوفيق في الأعمال، إذ خاطبت الآية الرسولَ صلّى الله عليه وآله وسلّم بوعد الله تعالى: ﴿وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ..﴾، لأنّ طبيعة الباطل الفناء والدمار: ﴿..إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا﴾. فللباطل جولة إلّا أنّه لا يدوم، والعاقبة تكون لانتصار الحقّ وأصحابه وأنصاره.

يكون جيش الباطل -عادةً- ذا عدّة وعدد أكثر، إلّا أنّ جيش الحقّ -بالرغم من قلّة أفراده ووسائله الظاهرية- يحصل على انتصارات عظيمة. ويمكن مشاهدة نماذج من ذلك في غزوات بدر والأحزاب وحنين. وفي عصرنا الحاضر يمكن مشاهدة ذلك في الثورات المنتصرة للأمم المستضعفة في مقابل الدول المستكبرة. وهذا الأمر يكون سبب تحلّي أنصار الحقّ بقوّة معنوية خاصّة بحيث تصنع من «الإنسان» أمّة.

إنّنا نواجه في هذه الآيات من سورة الإسراء أصلاً تامّاً، وسنّة إلهية خالدة تزرع الأمل في قلوب أنصار الحقّ، وهو أنّ عاقبة الحقّ الانتصار، وعاقبة الباطل الاندحار، وأنّ للباطل صولة (وجولة)، وله كرّ وفرّ، إلّا أنّ عمره قصير، وفي النهاية يكون مآله السقوط والزوال.

الباطل هو كما يقول القرآن: ﴿..فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ..﴾ الرعد:17.

والدليل على هذا الموضوع كامن في باطن كلمة الباطل، حيث إنّه لا يتّفق مع القوانين العامّة للوجود، وليس له رصيد من الواقعية والحقيقة. الباطل شيء مصطنع ومزوّر، ليست له جذور، أجوف، والأشياء التي لها صفات كهذه -عادة- لا يمكنها البقاء طويلاً.

أمّا الحقّ فله أبعاد وجذور متناسقة مع قوانين الخلق والوجود، ومثله ينبغي أن يبقى. أنصار الحقّ يعتمدون سلاح الإيمان، منطقهم الوفاء بالعهد، وصدق الكلام، والتضحية، وهم مستعدّون أن يضحّوا بأنفسهم وللاستشهاد في سبيل الله، قلوبهم منوّرة بنور المعرفة، لا يخافون أحداً سوى الله تعالى، ولا يعتمدون إلّا عليه، وهذا هو سرّ انتصارهم.

مجيء الحقّ وقيام المهديّ عليه السلام

في بعض الروايات فسّر قوله تعالى: ﴿وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ..﴾، بقيام دولة الإمام المهديّ عليه السلام، فالإمام الباقر عليه السلام يبيّن أنّ مفهوم الكلام الإلهيّ هو: «إذا قام القائمُ ذهبت دولة الباطل». وفي رواية أخرى نقرأ أنّه حينما وُلد المهديّ عليه السلام كان مكتوباً على عضده: ﴿.. جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا﴾.

إنّ مفهوم هذه الأحاديث لا يحصر المعنى الواسع للآية بهذا المصداق، بل إنّ ثورة المهديّ عليه السلام ونهضته هي من أوضح المصاديق، حيث تكون نتيجتها الانتصار النهائي للحقّ على الباطل في كلّ العالم.

وبالنسبة للرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم نقرأ أنّه دخل المسجد الحرام في يوم فتح مكّة وحطّم 360 صنماً كانت لقبائل العرب، وكانت موضوعة حول فناء الكعبة، وكان صلّى الله عليه وآله وسلّم يحطّمها الواحد تلو الآخر بعصاه، وهو يقول: ﴿وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا﴾.

خلاصة القول

إنّ حقيقة انتصار الحقّ وانهزام الباطل هي تعبير عن قانون عامّ يجري في مختلف العصور، وانتصار الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم على الشرك والأصنام، ونهضة المهديّ عليه السلام الموعودة وانتصاره على الظالمين في العالم، هما من أوضح المصاديق لهذا القانون العام. وهذا القانون يبعث الأمل في نفوس أهل الحقّ، ويعطيهم القوّة على مواجهة مشاكل الطريق في عملهم ومسيرهم الإسلامي.


من مواضيع سيد فاضل » ان الميت ليفرح
» المرتد سلمان رشدي يتعرض للطعن في نيويورك
» عزاء ركضة طويريج.. كيف نشأ ولماذا منع؟!
» مسجد الحنانة.. موضع رأس الإمام الحسين عليه السلام
» مختارات من رثاء لقتيل كربلاء الامام الحسين (عليه السلام) 2
رد مع اقتباس
قديم 01-09-2019, 01:54 PM   رقم المشاركة : 2
الكاتب

عاشقة ام الحسنين

مراقـــبة عـــــامة

الصورة الرمزية عاشقة ام الحسنين


الملف الشخصي









عاشقة ام الحسنين غير متواجد حالياً


افتراضي


اللهم صل على محمد وال محمد وعجلفرجهم ياكريم
يسلمووؤا على الموضوع القيم
بارك الله فيك


من مواضيع عاشقة ام الحسنين » أم البنين نجمة في سماء التضحية ‎‎
» الراهبة الحسينية.. أم البنين (ع)
» روحانيات
» اعراض المس في اليقظة و المنام
» الاعراض التي تصيب المسحور في اليقظة و المنام
رد مع اقتباس
إضافة رد



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات احباب الحسين