عناصره النفسية كان مسلم بن عقيل يتمتع بالنزعات الشريفة والصفات الفاضلة والتي منها :
1. الإيمان بالله : أما الأيمان بالله تعالى وبالقيم الإسلامية الخالدة فهي من ذاتيات الشهيد مسلم وكان من عظيم إيمانه إن الإمام الحسين (عليه السلام ) قلده منصب النيابة عنه ليقوم بتبليغ رسالته ويصلي في الناس ويأخذ الحقوق المالية منهم ومن المؤكد أن من يتولى ذلك لابد أن يكون له رصيد وثيق من الإيمان والتقوى والحريجة في الدين .
2. الشجاعة : من ابرز صفات الأسرة الهاشمية الشجاعة وقوة البأس فكان سيد الكائنات الرسول (ص) أشجع إنسان ضمته ساحة الموجودات وتحدث الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام ) عن عظيم شجاعته بما في مضمونه انه كلما اشتدت الأزمات في ساحة الحروب التي شنتها عليه جبابرة قريش كان المجاهدون من المسلمين بما فيهم الإمام (عليه السلام ) يلوذون به وكان قوة ضاربة لأعدائه يبعث في نفوس أصحابه العزم والنشاط وقوة البأس . وبرزت الشجاعة بأسمى صورها وأروع معانيها عند بطل الهاشميين مسلم بن عقيل فقد أحاطت به وحوش كاسره من جيوش الأمويين وهو وحده في أزقة الكوفة التي ليس فيها ساحة لعمليات الحرب فاستقبلهم بجأش وقوة بأس فلم يحفل بجموعهم وأبدى من البسالة ما يفوق كل وصف فقد فروا من بين يديه يطاردهم الرعب والفزع وقد بهر قائد العملية الحربية ابن الأشعث من بسالته فاستنجد بسيده ابن مرجانه يطلب منه أن يمده بالرجال فأنكر ابن مرجانه ذلك وقال له بعثتك إلى رجل واحد فعل بجيشك هذا فكيف لو بعثتك إلى غيره يعني الإمام الحسين (عليه السلام) فأجابه الوغد هل بعثتني إلى بقال من بقاقيل الكوفة أو جرمقاني من جرامقة الحيرة وإنما وجهتني إلى سيف من أسياف محمد بن عبد الله فأمده بخمسمائة فارس , لقد كان مسلم من ابرز فتيان بني هاشم في شجاعته وبسالته فكانت تضرب بشجاعته الأمثال ويعتز بها العلويون على امتداد التاريخ فلم يعهد الناس أن شخصا واحد قام وحده بمقاومة جيش مكثف فانزل به أفدح الخسائر وهو ثابت الجنان لم يداخله رعب ولا خوف .
3. الإباء : من العناصر النفسية التي تحلى بها الشهيد البطل مسلم أنه كان في الرعيل الأول من أباة الضيم فقد آثر العزة والكرامة وأبى الخضوع إلى الذل والعبودية وكان من مظاهر إبائه انه لما جيء به أسيرا إلى الطاغية الإرهابي ابن مرجانه فلم يحفل به ولم يسلم عليه وكلمه بعزة وشموخ فلم يظهر عليه أي اثر من آثار الضعف والذل وكان عزيز الجناب مرفوع الرأس قد كلم خصمه بمنتهى الشجاعة والصلابة وعزة النفس وسنعرض إلى حديثه مع الوغد الفاجر ابن مرجانه لاحقا .
4. قوته النادره : كان من صفاته النادرة التي تذهل الأفكار قوته البدنية فقد روى المؤرخون انه لما هجم عليه الأنذال من جيش ابن زياد كان يأخذ الرجل من تلابيب ثوبه ويرمى به إلى أعلى القصر ولم يعهد مثل هذه القوه الهائلة لأي من فرسان العرب .
5. الصبر: وتسلح مسلم بالصبر فلم يحفل بما ألم به من مكاره الدنيا وخطوب الأيام فقد أحاطت به أقسى المحن فلم يجزع منها وقابلها بمنتهى الرضا وطمأنينة لنفس وكان من مظاهر صبره انه بعد ما أميرا في الكوفة قد أحيط بهالة من التكريم والتعظيم وبصورة مفاجئة انقلب عليه الكوفيون وغدروا به وعمدوا الى حربه فلم يظهر عليه إمام تلك المحنه القاسية أي جزع وراح يحمد الله تعالى ويمجده ويسبحه وبقي على هذه لحاله حتى نفذوا فيه الإعدام وبهذا العرض الموجز ينتهي بنا الحديث عن بعض مُثله ومكوناته النفسية .
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم ياكريم
نبذة قيمة جداً ورااائعة عن مولانا مسلم بن عقيل عليه السلام
أشكرك جداً على قلمك الجميل والموضوع الاجمل
ألف ألف شكر لماتقدمه من الابداع
سلمت الاناملك المباركة على الطرح القيم
لك الشكر جزيل وجزاك الله خير
المواضيع المتشابهه
من طباع مسلم بن عقيل عليه السلام النفسية
العرض العادي
