العودة   منتديات احباب الحسين عليه السلام > القسم الاسلامي > المنتدى الاسلامي العام
المنتدى الاسلامي العام يختص بكل مواضيع الثقافة الإسلامية على مذهب أهل البيت (عليهم السلام)


تأملات عبادية في الحركة إلى الله تعالى ( 2 )

المنتدى الاسلامي العام


إضافة رد
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-03-2018, 06:32 PM   رقم المشاركة : 1
الكاتب

السيد امير الاعرجي


الملف الشخصي









السيد امير الاعرجي غير متواجد حالياً


تأملات عبادية في الحركة إلى الله تعالى ( 2 )

الإجابة :

ملاحظة 1: لو كان الله يعطي الأجر على عمل الإنسان كل أسبوع أو كل أسبوعين لما بقي إنسانٌ غير موحد على هذه الأرض . يقول عزوجل :﴿ ٱلَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِٱلْغَيْبِ وَهُمْ مِّنَ ٱلسَّاعَةِ مُشْفِقُونَ – الانبياء 24 ﴾ أنت عندما تعبد الله ... عندما تحيي ... عندما تعمل ... تجاهد ... تزور ... عندما يكتمل النصاب تُعْطى جائزةً قيِّمة ، أنت لا تدري ماهي ؟ قد تكون ذرية صالحة ... إنقاذ من مشكلات اجتماعية أوماشابه ... صحة وعافية في بدنك ، وحسب تعليق أحد الفقهاء المراجع : أنت تعمل عملا فلا تدري ما الذي حصل ؟... ولكنَّ الله عزوجل يقول لملائكته أو للَّوح المحفوظ مددوا عمر هذا الإنسان عشر سنوات ، أنت لا تحس بذلك ، لعل عمرك الطبيعي أقصر ، لذلك ورد في الروايات (أن الذي يموت بالآجال الطبيعية قليل ) ، أغلب الناس تموت في غير ساعاتها ، إمَّا قبل الموعد أو بعد الموعد . لماذا ؟ لأنه قد يرتكب ذنوبا يقطع الرحم فيقدم موعد الوفاة ،ويصل الرحم فيؤخر موعد الوفاة .

ملاحظة 2: مشكلتنا أننا نشكر الله على النعم الإيجابية مثل الحصول على مبلغ من المال ، أما النعم السلبية ، بأن يُدفع عنا بلاء أو مرض . فلو كشف لك الغيب لرأيت أن نعم الله عزوجل لا تحصى، وخاصة البلاءات التي دُفعت عنك ، ولكن لم نُخْبر بذلك لمصلحة ما ، ولو أخبرنا بذلك لانتابنا شعورٌ عميق بالشكر والخجل والوجل .

ملاحظة 3 : بعض المؤمنين يشتكي من قساوة القلب من عدم جريان الدمع . أولا : لعله هناك خلل وظيفي في الغدة الدمعية بالعين ، ثانيا: المهم رقة القلب ... الخشوع ... التوجه لله عزوجل ، و ليس بالضرورة أن يرتفع صوتك بالبكاء والنحيب والحنين .... نعم هناك إنسان لا يرق قلبه ، إنسان يقرأ في ليلة الجمعة : ( عفوك عفوك قبل جهنم والنيران عفوك عفوك قبل سرابيل القطران عفوك عفوك قبل أن تغلَّ الأيدي إلى الأعناق ) وكأنه يقرأ الأخبار أو يسمعها من التلفاز ، هذا الإنسان عليه أن ينظر إلى قلبه ( ماجفت الدموع إلا لقسوة القلوب ، وما قست القلوب إلا لكثرة الذنوب ) هناك ارتباط ، العين مرتبطة بالقلب ، والقلب مرتبط بالعمل ، فالإنسان عندما يعصي تتجلى المعصية في قساوة القلب ، وعدم جريان الدمع ، فعن أبي عبد الله (ع) قال: ( إذا اقشعر جلدك ودمعت عيناك ووجل قلبك فدونك دونك فقد قصد قصدك )... الخط الدولي مع رب العالمين فُتح الآن ... قل ما تُريد ... فقد أُذن لك بالدعاء . لذلك عندما يذهب أحدنا للمشاهد المشرفة ويقول أأدخل يا الله ؟ أأدخل يارسول الله ؟ لا بد أن يتريث ... أن يقف إلى أن يسمع جواب سؤاله ... وقيل من علامات الإذن أن يرق القلب ، ويجري الدمع ، فمعنى ذلك أنه أذن لك بالدخول في ذلك الحرم الشريف .

ونحن مقبلون على شهر رمضان ، فإذا أصيب الإنسان بقساوة القلب ليلة القدر فتلك مصيبة ، فأطلبوا من الله في مثل هذه المناسبات ، وإذا كنت متوجها للحج أو للعمرة أن لا يعاقبكم بقساوة القلب ، والكريم إذا أجَّل العقوبة يُرجى منه أن يُلغيها .



الدرس الرابع: ( الجائزة المُعَجََّلَة )

عندما تنظر لوجوه المؤمنين بعد القيام بعمل عبادي تراها تتهلل فرحا ، ولا نرى هذه الصورة في غير المساجد ومواطن الطاعة ، حالة من الارتياح والسروروالفرحة ويبدون أنها مصداق الحديث : (إن لله في أيام دهركم نفحات ألا فتعرضوا لها ) حقيقةً يعيش الإنسان حالة من الفرحة ... وبرد القلب ... وسكون النفس عندما يحضر هذه المجالس المباركة ، أليست هذه جائزة معجلة تضاهي الجوائز النقدية ؟ وأهل الارض يفتقدون هذه الارتياح ... ويبحثون عنه تارة من المخدرات ، ومع النساء ، وفي السفرات اللا هادفة ، يبحثون عن هذه اللذة والارتياح فلا يجدونها ، وأنت حصلت عليها بيسر في ساعة أو ساعتين﴿ مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِندَ ٱللَّهِ بَاقٍ- النحل 96﴾ تلك لذة في الدنيا ، يعقبها سرورٌ في الآخرة ، ولولا تشجيع بعض المؤمنين والمؤمنات لما قمنا ببعض الإحياءات ، هناك نوع من السرور والمتابعة والرغبة . فمعنى ذلك أن الإنسان عندما يعيش هذا السرور فإن ذلك مدعاة لأن يقوم بالمزيد منها .

﴿ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ ٱللَّهِ أَلاَ بِذِكْرِ ٱللَّهِ تَطْمَئِنُّ ٱلْقُلُوبُ – الرعد 28﴾ ألا : أداة تنبيه بمعنى انتبه ، بذكر : جار ومجرور تقديم ما حقه التأخير يفيد الحصر ، والمعنى : بذكر الله يكون اطئنان القلوب لا بغيره . قرأنا في سورة الملك : ﴿ أَلاَ يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ ٱللَّطِيفُ ٱلْخَبِيرُ – الملك 14﴾ الله هو الذي خلق الإنسان ، وهو يعلم تركيبة نفسه ، وهو يقول : أن هدوء النفس ، وراحة النفس، واطمئنان النفس ،إنما هو بذكري لا غير . أما مايعيشه أهل الدنيا ، فكما يقول أمير المؤمنين ( ع) : (فما خُلِقْتُ ليشغلني أكلُ الطيبات، كالبهيمة المربوطة هَمُها عَلَفُها، أو المرسلة شغلها تقممها ) فالدابة تأنس بالمرعى وبالتزاوج ، ولكنها لذة بهيمية نشترك فيها مع الحيوانات السائمة في البراري ، وهذه اللذائذ المعنوية لا يمكن أن تُدرك ، أحد العلماء في جوف الليل عندما يعيش فتحا علميا أو ماشابه ذلك ، كان يصيح بصوت مرتفع : ( أين الملوك وأبناء الملوك من هذه اللذة ؟ ) نحن أصحاب اللذائذ في جوف الليل ، بكشف علمي، أوبفتح ربَّاني ، أو ماشابه ذلك .



الدرس الخامس : ( عدم الابتلاء بالعجب بعد الإحياء )

عدم الابتلاء بالعجب بعد إحياء ليلة من الليالي ، فمن مجموع 365 ليلة ، ما وزن هذا اليوم ؟ وإن زاد إلى عشرين ليلة ماوزنها ؟... على الإنسان أن لا ينظر إلى ليالي التوفيق ، بل ينظر إلى ليالي الحرمان ، أين نحن في باقي الليالي والأيام ؟ لهذا نقرأ في دعاء كميل : ( وسَكنتُ إلى قديم ذكرك لي ومنِّك عليَّ ) بمعنى أنا مرتاح إلى ذكرك القديم لي . المهم علينا أن ننظر إلى النقص لا إلى التوفيقات ، ولعلكم سمعتم (من تساوى يوماه فهو مغبون) نحن في أغلب أيام السنة على وتيرة واحدة من الغفله وماشابه .



وأخيرا : علينا أن نترقى في هذا المجال فنزيد العمل كما وكيفا .



الخلاصة :

1- إن القدرات المخزونة للإنسان أكثر بكثير من التي نستغلها ، ولكن ما قيمة هذه القدرات الكامنة و هذه الكنوز إذا بقيت مدفونة لا نستخرجها ونستغلها ؟

2- الجو الجماعي أرضية خصبة للشر وللصلاح ، لذا علينا أن نحرص على العبادات الجماعية ، كصلاة الجماعة ، ومجالس الدعاء والذكر.

3- ألا يقلق الإنسان المواظب على الطاعات من عدم معاينته أثر أو جائزة فهناك آثار سلبية تتمثل في دفع الله عزوجل لبلاءات مما لا نستشعره ، أو بمنح قد لا نلاحظها مثل الذرية الصالحة .

4- إن لذكر الله لذة لا يمكن أن تضاهيها لذات الدنيا الفانية .

5- لكي لا يبتلى الإنسان بالعجب عليه أن لا ينظر إلى الليالي والأيام التي وفق فيها للعبادة – وهي قليلة - بل التي حرم فيها من هذا التوفيق – وهي الأكثر .

لا تقاطعوا مناسبات أهل البيت (ع) لا تعرضوا عنهم .


التوقيع :
من مواضيع السيد امير الاعرجي » ان لم يكون اخوك في الدين فهو اخوك في الخلقة
» قصة وعبرة
» الجاهل!..
» خيار الناس و شرارهم
» الحسنة في الدنيا والآخرة
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
الله, الحركة, تأملات, تعالى, عبادية


أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات احباب الحسين