العودة   منتديات احباب الحسين عليه السلام > القسم الاسلامي > المنتدى الاسلامي العام
المنتدى الاسلامي العام يختص بكل مواضيع الثقافة الإسلامية على مذهب أهل البيت (عليهم السلام)
روابط مفيدة مشاركات اليوم البحث


البلايا والشرور في عالم الخلق

المنتدى الاسلامي العام


إضافة رد
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29-12-2014, 10:00 PM   رقم المشاركة : 1
الكاتب

العلوية ام موسى الاعرجي

الصورة الرمزية العلوية ام موسى الاعرجي


الملف الشخصي









العلوية ام موسى الاعرجي غير متواجد حالياً


البلايا والشرور في عالم الخلق

إنّ للأعمال القبيحة وغير اللائقة جنبتين، وبعبارة أُخرى: انّه يمكن دراستها من خلال طريقين:
1. الجانب الوجودي، الإثباتي.
2. الجانب العدمي، السلبي.
إذا نظرنا إلى أي فعل قبيح نجد أنّه لا يكون قبيحاً إذا طالعناه من الجانب الوجودي، ويكون قبيحاً إذا طالعناه من الجانب الثاني، أي الجانب العدمي.
مثلاً اللقاء الجنسي الذي يتم بين الرجل والمرأة بصورة غير مشروعة وغير قانونية، فإنّ مثل هذا اللقاء غير المشروع لا يختلف عن اللقاء المشروع في الجوانب الوجودية، فكلاهما سواء من حيث إنّ العملين نتيجة الغريزة الجنسية.
غايته أنّ التفاوت بين هذين اللقاءين هو أنّ الأوّل غير مأذون به من قبل
اللّه و السلطة التشريعية، في حين أنّ العمل الثاني مأذون به من قبل اللّه وانّه موافق لرأي السلطة التشريعية المتمثلة فيه سبحانه. وعلى هذا فإنّ عامل القبح في «الزنا» هو صفة اللامشروعية التي هي أمرٌ عدمي وسلبي مائة بالمائة، والذي تتعلّق به القدرة إنّما هو الجانب الوجودي للشيء وليس الجانب العدمي السلبي، لأنّ الأُمور العدمية والجوانب السلبية أحقر من أن تتعلّق بها القدرة الإلهية،بل يستحيل تعلّق عملية الخلق بها.
وإنّك بالإمعان في هذا المثال بإمكانك أن تتناول بالتحليل بقية الأفعال القبيحة كالظلم والخداع والخيانة والجناية، فالظلم مثلاً إنّما يكون قبيحاً، لأنّه يؤدي إلى ضياع حقّ المظلوم،ويؤدي إلى توقّف نمو المجتمع وتقدمه، ثمّ إنّ نفس التساؤل السابق يطرح نفسه في مسألة البلايا والشرور كالزلزلة والسيول وأمثال ذلك، ولتوضيح تلك التساؤلات والاستفهامات لابدّ من تحليل تلك الظواهر.

تحليل ظاهرة البلايا والشرور ( [1])
لو تناولنا بالتحليل أي ظاهرة من الظواهر التي تتصف بالشر لتبيّن لنا أنّ تلك الصفة ناشئة من كون الشيء مصحوباً بالعدم.
فالمرض ـ على سبيل المثال ـ إنّما يكون شراً غير مرغوب فيه، لأنّ المريض حال مرضه يكون فاقداً للصحّة والعافية، وهكذا بالنسبة إلى الأعمى والأصم فإنّما يُعدّ العمى والصمم شراً لفقدان وصفي السمع والبصر وعدمهما
ليس غير، وذلك لأنّ الإنسان المفكّر والمتحلي بالفضائل يرى أنّ نعمتي السمع والبصر من أهم الأُمور الأساسية لكماله، والنقطة الجديرة بالذكر أنّ صفتي العمى والصمم ليس لهما واقعية حقيقية في العين أو الأُذن، فما العمى أو الصمم ـ في الواقع ـ سوى حالة الفقدان والعدمية.
ومن ملاحظة هذه النقطة ومقارنة كلّ الأُمور والموارد المعدودة من الشرور مع المثال المذكور يتبين لنا أنّ الشر ملازم لنوع من العدم الذي لايحتاج إلى موجد وفاعل، بل هو عين ذلك الفقدان، فكلّ البلايا والشرور والقبائح إنّما تكون شروراً وأُموراً غير مرغوب فيها، لكونها فاقدة لنوع من الوجود أو مستلزمة لنوع من العدم.
وعلى هذا الأساس فإنّ الحيوانات المفترسة والضارة إنّما تكون شراً، لأنّها تجر إلى فقدان سلسلة من الأُمور والجهات الوجودية، لأنّ هذه الموجودات ـ الحيوانات المفترسة والمضرة والآفات ـ توجب الموت وفقدان الحياة أو فقدان عضو من الأعضاء أو قوة من القوى، أو تتسبّب في منع نمو القابليات والاستعدادات، فلو كانت هذه الشرور كالزلازل والآفات الحيوانية والنباتية لا تنطوي على مثل هذه النتائج لما عدّت من الشرور ولما كانت أُموراً قبيحة غير مطلوبة.
وعلى هذا فإنّ الموت والجهل والفقر والحرمان إنّما تكون شروراً لكونها ترافق أنواعاً من العدم، فالعلم كمال وواقعية يفقدها الجاهل، والحياة حقيقة وكمال يفقدها الميت، والفقير هو من يفتقد المال الذي يوفر له سبل العيش.
وخلاصة القول: إنّه لا يوجد في هذا العالم إلاّ نوع واحد من الموجودات وهو ما يكون خيراً وجميلاً وحسناً، وأمّا الشرور فهي من نوع العدم، والعدم
ليس مخلوقاً، بل هو من باب ـ عدم الخلق ـ وليس من باب ـ خلق العدم ـ.
وعلى هذا الأساس لا يمكن أن يقال أنّ للعالم خالقين: أحدهما خالق الخير، والآخر خالق الشر; وإذا أردنا أن نقرب الفكرة بمثال حسّي نقول: إنّ مثل الوجود والعدم كمثل الشمس والظل فعندما نقيم تحت الشمس شاخصاً يحدث على الأرض ظل بسبب ذلك الشاخص الذي منع من وصول النور، وما الظل في الحقيقة إلاّ عدم النور، لأنّ الظل هو الظلمة، والظلمة ليست إلاّ «عدم»النور، فلا يصحّ أن نتساءل هنا: ما هي حقيقة الظل؟ إذ ليست للظل واقعية خارجية وحقيقة عينية تقابل حقيقة النور وجوهره إنّما الظل هو عدم النور، ومعنى هذا أنّه ليس للظل أو الظلمة منبع ينبعان منه ومنشأ ينشآن منه، هذا ولصدور الآفات والشرور من جانب اللّه توجيهات أُخرى نذكرها فيما يأتي.
تحليل آخر لظاهرة الشرور
إنّ هنا تحليلاً آخر لظاهرة الشرور ينطلق من أنّ الشرور هل هي أُمور حقيقية أو أُمور نسبية؟
بتحليل سريع وتحقيق عاجل يمكن معرفة أنّ الشرور أُمور نسبية لا حقيقية، وأنّه لا يوجد شيء يُعدُّ بذاته شراً وأنّ صفة الشر ليست جزءاً من ذوات وحقائق الأشياء الموصوفة بالشر، بل الشر حالة تنسب إلى شيء من الأشياء عندما يقاس إلى شيء آخر، فسمّ الحية والعقرب وافتراس الذئب لا تكون شراً بالنسبة إلى الحيّة والعقرب والذئب، بل هي إحدى وسائل كمالها الموجب لبقائها واستمرار حياتها و وجودها، نعم إنّما هي شرٌ إذا ما قيست إلى الإنسان وتضرر البشر بها، فالمطر الغزير مثلاً لا يكون شراً في حدّ ذاته، بل عند ما
يقاس بشيء آخر يتصف حينئذ بهذا الوصف.
فلو نزل المطر الغزير في فصل مناسب فأحيا الزرع والنبات واخضرت بسببه المزارع والحدائق وأينعت الأثمار يكون خيراً حينئذ، ولكن يكون شراً من جهة كونه موجباً لانهدام الأكواخ وجرف بعض المحاصيل في الصحارى والبراري.
وعلى هذا الأساس فإنّ اللّه تعالى حينما خلق العقرب لم يخلق شيئين ويفعل أمرين:
أحدهماخلق ذات العقرب، والآخر خلق شرها، بل فعل اللّه سبحانه شيئاً واحداً، وهو أنّه تعالى منح هذا الموجود لباس الوجود، وإنّما الإنسان هو الذي يصف العقرب بالشريّة والقبح عندما يقيسه إلى شيء آخر.( [2])
[1] . لمزيد الاطّلاع والتعمّق في البحث حول البلايا والشرور وعدم انسجامها ـ ظاهراً ـ مع الحكمة والعدل الإلهي يراجع كتاب الإلهيات:1/273ـ286 لآية اللّه الشيخ جعفر السبحاني.


من مواضيع العلوية ام موسى الاعرجي » أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ
» الحلقة الثانية : الشهادة فلسفة وعطاء
» الحلقة الاولى : الشهادة فلسفة وعطاء
» من اوصاف المومنين
» هَلْ تَدْرُونَ مَا الْغِيبَةُ؟
رد مع اقتباس
قديم 24-06-2017, 03:09 AM   رقم المشاركة : 2
الكاتب

عاشقة ام الحسنين

مراقـــبة عـــــامة

الصورة الرمزية عاشقة ام الحسنين


الملف الشخصي









عاشقة ام الحسنين غير متواجد حالياً


افتراضي

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم ياكريم
يعطيك العآآفيه ..

طرح بقمة الذووووق والرووعه..
تسلم ايدك ع الطرح المميز لاعدمنآآك,...
بـ آانتظآآر جديدك بكل شووق
ودي وشذى الورد..


من مواضيع عاشقة ام الحسنين » أم البنين نجمة في سماء التضحية ‎‎
» الراهبة الحسينية.. أم البنين (ع)
» روحانيات
» اعراض المس في اليقظة و المنام
» الاعراض التي تصيب المسحور في اليقظة و المنام
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
البلايا, الخلق, عالم, في, والسرور

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
عالم آل محمد قبل الخلق نور الزهراء المنتدى الاسلامي العام 7 28-06-2013 03:09 PM
منجم النور والسرور دمعة الكرار المنتدى الاسلامي العام 5 09-01-2012 04:26 PM
حقيقة عالم البرزخ عالم مجهول ومصير مخيف..!! عشقي محمد واله قسم القرآن الكريم 8 25-04-2011 02:30 AM
عاشوراء .. يوم لإظهار الفرح والسرور محـب الحسين عقائد الوهابيه 9 07-09-2009 10:07 AM



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات احباب الحسين