والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين محمد وآله الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
لقد وجه الله سبحانه وتعالى عنايته الى الإنسان وحباه بالعبودية له وحده جل شأنه ، فلابد لهذا العبد من أن تكون علاقته بربه علاقة خاصة لايعلمها إلا الله وهو ، فيتحصّل من ذلك نزول الفيوضات الالهية عليه فيرتقي في سلم الكمالات فيزداد قرباً منه تعالى فيجتبيه ربه ويرفعه .
فلما كان ذلك جاءت سورة الحمد لتربي الانسان وتبيّن له بأن الله مثلما له القوة والاقتدار والسلطة على خلقه فهو شديد الرحمة ليطمئن قلبه (فهو بين الخوف والرجاء) ، وعلى العبد أن يوطد علاقته بربه ويتحسس عظمته سبحانه وتعالى من خلال إجالة الفكر في عظمة الخلق وروعة النعم التي يسبغها الله عليه ، وعلى الانسان أن يظهر عجزه وفقره أمام قوته وسلطانه جلّ وعلا الظاهر من خلقه الخلق للعوالم والأكوان وماهو موقع ووجود الانسان من ذلك كله .
فتعلمه السورة وتربيه على الاستعانة به وحده ، وإنّ الاستعانة بغيره ماهي إلا راجعة اليه سبحانه وتعالى ، وكذلك مثلما تعلمه الاستعانة فهي تبيّن له الهداية الحقيقية المقربة لله وهي إتباع الحق وأهله والابتعاد عن الباطل وأهله ، فيكون بذلك العبد مطيعاً عابداً لله فيستحق بذلك ماشرطه له عزوجل من نعم الجنة ودرجاتها ويبعده عما نصبه للعاصين والكافرين به .
فيجب على الانسان المؤمن الارتباط بالله قولاً وفعلاً لينال ماوعده له ربه ...
(((السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين)))