العودة   منتديات احباب الحسين عليه السلام > القسم الاسلامي > منتدى أهل البيت (عليهم السلام)
منتدى أهل البيت (عليهم السلام) السجاد - الباقر - الصادق - الكاظم - الرضا - الجواد - الهادي - العسكري - عليهم السلام
روابط مفيدة مشاركات اليوم البحث


فاطمة بنت الحسين (ع) .. الكمال المقدس

منتدى أهل البيت (عليهم السلام)


إضافة رد
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-09-2019, 07:18 AM   رقم المشاركة : 1
الكاتب

صدى المهدي

مراقـــبة عـــــامة

الصورة الرمزية صدى المهدي


الملف الشخصي









صدى المهدي غير متواجد حالياً


افتراضي فاطمة بنت الحسين (ع) .. الكمال المقدس

فاطمة بنت الحسين (ع) .. الكمال المقدس


نبعة من بيت الوحي، وسليلة من سليلات النبوة، وكريمة من كرائم الإمامة، تدرّجت في الأصلاب الطاهرة والأرحام المطهرة، ونشأت في البيت الذي نشر في الأرض نور السماء وأنقذ الناس من غياهب الجاهلية إلى الهدى.
إنها فاطمة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب (ع)، حفيدة الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء (ع) وأشبه الناس بها خلقاً وخلقاً وعبادةً وخصالاً, ولا أدل على كمالها من قول أبيها سيد الشهداء (ع) في وصفها: إنها أشبه الناس بأمي فاطمة بنت رسول الله (ص)، أما في الدين فتقوم الليل وتصوم النهار، وفي الجمال تشبه الحور العين.
وقد شابهت السيدة فاطمة بنت الحسين (ع) جدتها الزهراء حتى في المآسي والمحن التي جرت عليها فخاضت رحلة الحزن والدموع والسبي من المدينة إلى كربلاء، ومنها إلى الكوفة فالشام مع الركب الحسيني الذي سجل بتضحياته ودمائه ودموعه وآلامه معنى الكرامة والحرية والعقيدة.


خطبتها في الكوفة
وسارت فاطمة مع قافلة الأسرى وبعد رحلة مضنية دخلت فاطمة مع قافلة الحزن إلى الكوفة فخطبت السيدة زينب خطبتها الخالدة، ثم خطبت بعدها أختها أمّ كلثوم، ثم جاء دور فاطمة بنت الحسين فخطبت خطبة كانت آية في الفصاحة والبلاغة وهي في تلك الحالة من الأسر والسبي فقالت:
الحمد لله عدد الرمل والحصى، وزنة العرش إلى الثرى، أحمده وأؤمن به، وأتوكل عليه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً (ص) عبده ورسوله، وأن ذريته ذبحوا بشط الفرات بغير ذحل ولا ترات.
اللهم إني أعوذ بك أن أفتري عليك الكذب، وأن أقول عليك خلاف ما أنزلت عليه من أخذ العهود لوصية علي بن أبي طالب (عليه السلام)، المسلوب حقه، المقتول من غير ذنب كما قتل والده بالأمس في بيت من بيوت الله، فيه معشر مسلمة ألسنتهم، تعساً لرؤوسهم، ما دفعت عنه ضيماً في حياته ولا عند مماته، حتى قبضته إليك محمود النقيبة، طيب العريكة، معروف المناقب، مشهور المذاهب، لم تأخذه اللهم فيك لومة لائم، ولا عذل عاذل، هديته يا رب بالإسلام صغيراً، وحمدت مناقبه كبيراً، لم يزل ناصحاً لك ولرسولك (صلى الله عليه واله وسلم) حتى قبضته إليك، زاهداً في الدنيا، غير حريص عليها، راغباً في الآخرة، مجاهداً لك في سبيلك، رضيته فهديته إلى صراط مستقيم.
أما بعد:
يا أهل الكوفة، يا أهل المكر والغدر والخيلاء، إنا أهل بيت ابتلانا الله بكم، وابتلاكم بنا، فجعل بلاءنا حسناً، وجعل علمه عندنا، وفهمه لدينا، فنحن عيبة علمه، ووعاء فهمه وحكمته، وحجته على الأرض في بلاده لعباده، أكرمنا الله بكرامته، وفضلنا بنبيه محمد (ص) على كثير ممن خلق تفضيلاً بيناً.
فكذبتمونا وكفرتمونا، ورأيتم قتالنا حلالاً وأموالنا نهباً، كأنا أولاد ترك وكابل، كما قتلتم جدنا بالأمس، وسيوفكم تقطر من دمائنا أهل البيت لحقد متقدم، قرت بذلك عيونكم، وفرحت قلوبكم، افتراء على الله ومكراً مكرتم، والله خير الماكرين.
فلا تدعونكم أنفسكم إلى الجذل بما أصبتم من دمائنا، ونالت أيديكم من أموالنا، فإن ما أصابنا من المصائب الجليلة والرزء العظيم في كتاب من قبل أن نبرأها، إن ذلك على الله يسير، لكيلا تأسوا على ما فاتكم، ولا تفرحوا بما أتاكم، والله لا يحب كل مختال فخور، تباً لكم فانتظروا اللعنة والعذاب، فكأن قد حل بكم، وتواترت من السماء نقمات فيسحتكم بما كسبتم، ويذيق بعضكم بأس بعض، ثم تخلدون في العذاب الأليم يوم القيامة بما ظلمتمونا، ألا لعنة الله على الظالمين.
ويلكم، أتدرون أي أيد طاعنتنا منكم ؟ وأي نفس نزعت إلى قتالنا ؟ أم بأية رجل مشيتم إلينا تبغون محاربتنا ؟ قست والله قلوبكم، وغلظت أكبادكم، وطبع على أفئدتكم، ختم على سمعكم وبصركم، وسوّل لكم الشيطان وأملى لكم، وجعل على بصركم غشاوة فأنتم لا تهتدون.
تباً لكم يا أهل الكوفة، أي ترات لرسول الله (ص) قبلكم، وذحول له لديكم بما عنتم بأخيه علي بن أبي طالب (عليه السلام) جدي وبنيه عترة النبي الطاهرين الأخيار.
وافتخر بذلك مفتخركم، فقال:
نحن قتلنا علياً وبني علي بسيوف هندية ورماح
وسبينا نساءهم سبي ترك ونطحناهم فأي نطاح
بفيك أيها القائل الأثلب والكثكث (20)، افتخرت بقتل قوم زكاهم الله وطهرهم تطهيراً، وأذهب عنهم الرجس، فاكظم واقع كما أقعى أبوك، وإنما لكل امرئ ما اكتسب وما قدمت أوائله، حسدتمونا - ويلاً لكم - على ما فضلنا الله به.
فما ذنبنا إن جاش دهراً بحورنا *** وبحرك ساج ما يواري الدعامصا
(ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم), (ومن لم يجعل الله نوراً فما له من نور).
ولما وصلت في خطبتها إلى هنا ضجت المدينة بالبكاء والنحيب وقالوا:
حسبك يا ابنة الطيّبين؛ فقد أحرقت قلوبنا، وأنضحت نحورنا، وأضرمت أجوافَنا.
فقطعت خطبتها لكن وقع المأساة التي جرت عليها والجريمة النكراء التي ارتكبت في كربلاء بحق أبيها وأهل بيتها لم تنقطع صورها عن مخيلتها فقالت:
أيقتل ظمـــــــــــــــآناً حسين بكربلا *** ومن نحره البيضُ الـصقالُ لها وردُ
وتضحي كريمـاتُ الحسينِ حواسراً *** يلاحظها في سيــــــرِها الحرُ والعبدُ
فياله من رزءٍ عظيــــــــــمٍ مصابه *** يشق الحشـــــــــــــا مـنه ويلتدمُ الخدُ
في الشام
ثم سارت القافلة إلى الشام فدخلت فاطمة مع عمّاتها وأخواتها ونساء بني هاشم وهن أسيرات على يزيد في مجلسه فهال فاطمة هذا الأمر وهن حرائر النبوة وربائب الوحي يدخلن على هذا الفاسق الفاجر فقالت فاطمة مستنكرة هذا المنظر: يا يزيد ! أبناتُ رسول اللهِ سَبايا ؟!
وتصف السيدة فاطمة دخولها مع السبايا على المجرم يزيد: ولمّا جلسنا بين يدي يزيد، قام إليه رجل من أهل الشام فقال ليزيد: هب لي هذه الجارية، وكنتُ جارية وضيئة، فأرعدتُ وظننتُ أنّ ذلك جائز لهم، فأخذتُ بثياب عمّتي زينب، وكانت تعلم أنّ ذلك لا يكون.
فقالت عمّتي للشامي: كذبتَ والله ولؤمت، والله ما ذاك لكَ ولا له.
فغضب يزيد فقال: كذبتِ والله، إنّ ذلك لي، ولو شئتُ أن أفعل لفعلت.
قالت زينب: كلاّ والله ما جعل الله ذلك لكَ، إلا أن تخرج عن ملّتنا وتدين بغير ديننا.
فاستطار يزيد غضباً وقال: إيّاي تستقبلين بهذا، إنّما خرج من الدين أبوك وأخوك.
قالت زينب: بدين الله ودين أبي ودين أخي اهتديت أنت وجدّكَ وأبوك إن كنت مسلماً.
فقال يزيد: كذبتِ يا عدوّة الله.
قالت زينب: أنت أمير تشتم ظالماً وتقهر بسلطانك.
فكأنّه استحى وسكت، فعاد الشامي فقال: هب لي هذه الجارية، فقال له يزيد: أعزب وهب الله لك حتفاً قاضياً.
الخلق العظيم
لم تمنع كل المصائب والمحن التي رافقت السيدة فاطمة في رحلتها الطويلة من المدينة إلى كربلاء ومنها إلى الكوفة والشام وما واجهته من المصاعب فيها من التحلي بالصفات الكريمة والنبيلة التي توارثتها عن أبيها وجدها وهي صفات الأنبياء والمرسلين فلم تنسها الفجائع التي حلت بها من أن تكرم من أحسن إليها حتى في تلك الظروف التي يفقد فيها الإنسان رشده.
تقول الكاتبة السورية السيدة زينب بنت علي الفوّاز العامليّ في كتابها عن السيدة فاطمة بنت الحسين ما نصه:
كانت فاطمة بنت الحسين كريمةَ الأخلاق، حسَنةَ الأعراق.. لمّا جهّز يزيدُ أهلَ البيت إلى المدينة بعد قتل الحسين (ع)، أرسل معهم رجلاً أميناً مِن أهل الشام في خيل سيّرها، صحبتهم إلى أن دخلوا المدينة.. فقالت فاطمة بنت الحسين لأختها سكينة:
ــ قد أحسَنَ هذا الرجل إلينا، فهل لك أن نصله بشيء ؟
فقالت لها سكينة (ع): والله ما معنا ما نصله به إلاّ ما كان من هذا الحلي.
فقالت لها فاطمة: فافعلي.
فأخرجت فاطمة له سوارين ودملجين، وبعثت إليه بهما، فردّهما وقال:
لو كان الذي صنعته رغبةً في الدنيا لكان هذا كفاية، ولكنّي ـ والله ـ ما فعلته إلاّ لله, ولقرابتكم من رسول الله.
ويستأذنها الكميت بن زيد شاعر أهل البيت ليقرأ عليها ما جرى عليهم من المحن والظلامات فتأذن له وتأمر له بثلاثين ديناراً وفرساً رغم ما ببني هاشم من خصاصة من ذلك العهد الأموي الأسود، وهذا ما جعل الكميت يبكي ويقول: لا والله لا أقبلها.., إني لم أحبكم للدنيا.
توفيت (ع) عام (110هـ) أو (117هـ) في مصر على الأشهر، ودفنت فيها ولها ضريح يُزار في زقاق يعرف بزقاق (فاطمة النبوية).
وقد ذكر قبرها الرحالة ابن بطوطة المتوفى (779هـ) في رحلته بقوله: وبالقرب من هذا المسجد مغارة فيها قبر فاطمة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب وبأعلى القبر وأسفله لوحان من الرخام في أحدهما مكتوب منقوش بخط بديع:
بسم الله الرحمن الرحيم لله العزة والبقاء وله ما ذرأ وبرأ وعلى خلقه كتب الفناء وفي رسول الله (ص) أسوة... هذا قبر أم سلمة فاطمة بنت الحسين، وفي اللوح الآخر منقوش: صنعه محمد بن أبي سهل النقاش بمصر وتحت ذلك هذه الأبيات:
أسكنتُ من كان في الأحشاءِ مسكنه *** بالرغمِ منـــيَ بين التربِ والحجرِ
يا قبرُ فـــــــــاطمةٍ بنت ابنُ فاطمةٍ *** بنـــتُ الأئـــمةِ بنتُ الأنجمِ الزهر
يا قبرُ ما فيــكَ من دينٍ ومن ورعٍ *** ومن عفافٍ ومــن صونٍ ومن خفر
أولاد فاطمة
حاولنا قدر المستطاع تسليط شعاع صغير من نور فاطمة في هذه السطور فهي (ع) أكبر من أن تحيط بنورها الدرّي هذه الكلمات وبقي أن نذكر أولادها وهم بقية آل الحسن وما جرى عليهم من قبل المنصور:
عبد الله المحض: سمِّي بالمحض لأنه اجتمعت عليه ولادة الحسن والحسين وكان يشبه رسول الله (ص) وهو شيخ بني هاشم في عصره و كان يتولى صدقات أمير المؤمنين علي (ع). وقيل له: بم صرتم أفضل الناس ؟ فقال: لأن الناس كلهم يتمنون أن يكونوا منا ولا نتمنى أن نكون من أحد.
وكان نهاية هذا العلوي وأخويه على يد المنصور الدوانيقي، فلما حج المنصور أيام ولايته سنة (145هـ) ودخل المدينة جمع بني الحسن فكانوا أكثر من عشرين رجلاً منهم أولاد السيدة فاطمة وهم: عبد الله المحض، والحسن المثلث، وإبراهيم الغمر وقيدهم بالحديد وقال لعبد الله المحض: اين محمد وابراهيم ــ يعني ولدي عبد الله ــ فقال: لا علم لي بهما، فاسمعه كلاماً بذيئاً ثم أوقفه وأخوته وعامة بني الحسن في الشمس مكشوفة رؤوسهم وركب هو في محمل مغطى فناداه عبد الله المحض:
أهكذا فعلنا بكم يوم بدر يشير إلى صنع النبي (ص) بالعباس حين بات يئن، فقيل له: ما لك يا رسول الله لا تنام، قال: كيف أنام و أنا أسمع أنين عمي العباس في الوثاق.
وكانت طفلة لعبد الله المحض اسمها فاطمة قد وقفت على الطريق لمّا مرّ محمل المنصور ومعه الأسرى من بني الحسن فالتفت اليها المنصور فأنشأت تقول:
ارحمْ كبيــــــــراً سِنُّه متهدِّما *** في السجنِ بيـن سلاسلٍ وقيودِ
إن جُدتَ بالرحمِ القـريبةِ بيننا *** ما جـــــــدّنا مـن جدّكم ببـيعدِ
فلم يلتفت المنصور إليها !!
ويرسم الشاعر ابن أبي زناد السعدي صورة مبكية لذلك المشهد الأليم وهو ينظر إلى أكثر من عشرين علوياً من أبناء فاطمة الزهراء وهم مكبلون بالسلاسل مكشوفي الرأس تحت لهيب الشمس وهم يساقون إلى الموت ويرفعون أيديهم رغم ثقل الحديد لتوديع أصحابهم وأهل بيتهم فيقول:
من لنفــسٍ كثيرةِ الإشفاقِ *** ولعيــــــــــنٍ كثيرةِ الإطراقِ
لفراقِ الذينَ راحوا إلى المـــــــــــوتِ عياناً والموتُ مرُّ المذاقِ
ثم ظلوا يسلـــمونَ علينا *** بأكفٍ مشـــــــدودةٍ في الوثاقِ
وجاء المنصور ببني الحسن إلى الهاشمية وحبسهم في محبس تحت الأرض فكانوا لا يعرفون ليلاً ولا نهاراً، ومن أجل معرفة أوقات الصلاة فإنهم جزّؤوا القرآن وعند انتهاء كل جزء يصلون وقتاً من الأوقات ثم ردم المنصور عليهم السجن فماتوا !
محمد طاهر الصفار-بتصرف






من مواضيع صدى المهدي » لماذا رحمة الله قريب وليس قريبة؟
» مصائد الشيطان وشباكه
» طريقة عمل اللازانيا باللحم وصوص البشاميل
» تأويلُ الدعاء الذي يُقرأ في التعقيبات وهو: "ما تردَّدتُ في شيءٍ أنا فاعلُه...
» كيف نفهم الكتاب ولا يعلمه إلا الله والراسخون في العلم؟ وكيف هو آيات بيّنات؟
رد مع اقتباس
قديم 07-09-2019, 11:18 AM   رقم المشاركة : 3
الكاتب

عاشقة ام الحسنين

مراقـــبة عـــــامة

الصورة الرمزية عاشقة ام الحسنين


الملف الشخصي









عاشقة ام الحسنين غير متواجد حالياً


افتراضي

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم ياكريم
سلمتَ انـآملككَ عَ الأنتقْـآء
يعطيك العَعع‘ـآإفيـة . .. .


من مواضيع عاشقة ام الحسنين » أم البنين نجمة في سماء التضحية ‎‎
» الراهبة الحسينية.. أم البنين (ع)
» روحانيات
» اعراض المس في اليقظة و المنام
» الاعراض التي تصيب المسحور في اليقظة و المنام
رد مع اقتباس
إضافة رد



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات احباب الحسين