وقتاً كبيراً للاعتناء بطفلها فلذة كبدها لكنها قد تتعرض لحالات متباينة من الرضا والقلق إزاء تصرفاته ، فتلجأ لأساليب تأديبية وعقابية تجمع بين شدة ممزوجة بحنان أو لين يضعها في دوامة من قلق انتظار ما سيسفر عنه تصرفه القادم.. لتكوني على معرفة بأهم وسائل التأديب والعقاب التي لا تترك أثراً نفسياً مستقبلياً عليه ارتأينا أن نمدك بقواعد وأسس تربوية ونفسية مساعدة لكليكما أنت وطفلك:
أساسيات تأديب الأطفال
عند إقدامك على تأديب طفلك نتيجة وقوعه في أخطاء سلوكية ابتعدي أولاً عن الهيجان والصياح أمامه، ثم راعي أساسيات التأديب التالية:
* ابدئي بتأديب الطفل عند بلوغه 6 أشهر من العمر لحمايته فقط.
* حذريه من السلوك الخاطئ بقاعدة واضحة و مباشرة: «لا تدفع أخاك» .
* وضحي له السلوك الحسن و المقبول: «عليك أن تطالع الكتب عندما أتحدث بالهاتف».
* تجاهلي الأخطاء الهامشية و غير المهمة في السلوك مثل قيامه بأرجحة الأرجل.
* ضعي قواعد معقولة و ممكنة التنفيذ و في متناول الطفل.
* لا تعاقبيه على السلوك الطبيعي الشائع في سنه مثل مص الإصبع أو الخوف من الإنفصال.
*ركزي في البداية على قاعدتين أو ثلاث فقط مع إعطاء الأولوية لسلامته.
* لا تستخدمي العقاب لتغيير السلوك العنادي عنده مثل التبول في ملابسه وعدم الأكل.
* التزمي الثبات والانتظام في تطبيق القواعد التأديبية.
قواعد لمعاقبة الطفل
بعد قيامك بتحديد أساسيات للأخطاء التي يرتكبها وتعرضه للعقاب نفذي ما قلت له ولا تترددي لأنه ساعتها يراقب ردة فعلك تجاه ما يفعل، لكن مع مراعاة القواعد التالية:
وجهي الطفل بعطف و مودة: خاطبيه كما تحبين أن يخاطبك الناس ، وتجنبي التعنيف والاحتقار ، فالطفل يتعلم من أسلوبك و ألفاظك وكأن تقولي له « أنا آسفة لكن ما أقدر أخليك تعمل كذا...».
- يجب توقيع العقاب حال وقوع الخطأ لأن تأجيل العقاب يقلل من فاعليته.
- ذكريه بجملة واحدة القاعدة السلوكية التي تعاقبينه على خرقها، مع تذكيره بالسلوك المرغوب فيه.
- تجاهلي حججه عند قيامك بعقابه، و ناقشيه لاحقاً في ذلك و بهدوء.
- اجعلي العقاب قصيراً: كإبعاد اللعب يوماً أو يومين أو العزل لمدة 5 دقائق بحد أقصى.
- عامليه بعد إنزال العقاب به بمحبة و ثقة: و لا تعودي للتعليق على الخطأ.
- وجهي العقاب للسلوك الخاطئ الذي ارتكبه لا للطفل نفسه، وتجنبي الإهانات و التعميم «أنت لا تعمل شيئاً صواباً أبداً».
- في حالة لجوئك للضرب فيجب أن يكون براحة اليد ، لمرة واحدة فقط ، أو على الردفين أو اليدين أو الرجلين ، و لا تضربي الطفل قبل سنة من العمر.
وسائل التأديب ونتائجها
* الوسيلة والعمر:
1- من الولادة حتى 6 أشهر: لا يحتاج الطفل إلى تأديب.
2- من 6 أشهر إلى 3 سنوات: تتمثل وسائل التأديب في: خلق الجو المنزلي ، صرف الانتباه ، تجاهل التصرفات ، الرفض الشفهي و غير الشفهي ، التأديب الحركي ، الهجر.
3- من 3 إلى 5 سنوات: استخدمي الأساليب السابقة (خاصة الهجر) ، مع حصر المواقع التي يستطيع الطفل إساءة الأدب فيها و النتائج الطبيعية المترتبة على ذلك.
4- من 5 سنوات إلى سن المراهقة:وتستخدم فيها كل الأساليب السابقة ، بالإضافة إلى وسائل الضغط ك «تأخير منح الامتيازات ومناقشة تصرفاته الخاطئة في اجتماعات الأسرة.
5- سن المراهقة:بإمكانك استخدام النتائج المنطقية للسلوك ، رسائل الأنا ، اجتماعات الأسرة ، ويمكن التوقف عن الهجر و التأديب الحركي.
يضاف إلى تحديد و سيلة التأديب المتوائمة مع سن طفلك قيامك بأمور سلوكية تساعده في تكوين شخصيته المستقبلية الناضجة.. ويكون ذلك باتباعك الجوانب التالية:
* خلق البيئة المنزلية من تغيير الأشياء المحيطة بالطفل و إزالة ما قد يسبب له مشكلة مثل
البوابات و الأقفال.
* صرف انتباه الطفل عن السلوك الخاطيء إلى شيء آخر يجذبه بعيداً عن مثيرات هذا السلوك.
* تجاهل السلوك السيئ للطفل خاصة إذا لم يكن هذا السلوك خطراً مثل البكاء ، الازعاج ، الشجار ، المقاطعة ، الغضب...
* التعبير عن عدم الموافقة على السلوك شفهياً و غير شفهي، إما بلطف أو بنظرة صارمة و قول «لا» أو «كف عن كذا».
* التأديب الحركي أو نقل الطفل إلى مكان آخر، قد لا يوافق رغبته مثل الفراش أو الكرسي.
* هجر الطفل أو عزله اجتماعيا، بصورة مؤقتة إلى مكان ممل لمدة دقيقة واحدة لكل سنة من سنوات العمر و لا تتجاوز 5 دقائق. و يعد الهجر من أنجح الأساليب التأديبية.
* حصر الأماكن التي يمكن للطفل التصرف فيها بصورة خاطئة، مثل العبث بأنفه في غرفته. و يعد الحصر من أنجح الأساليب في تجنب الصراع في الحالات التي لا يمكن تصحيحها.
* استغلال النتائج الطبيعية للسلوك
الخاطيء، فعندما يكسر لعبته لا يصبح لديه لعبة، ويجب أن يتحمل ذلك.
* استغلال النتائج المنطقية للسلوك الخاطيء مثل ربط الحرمان من شيء محبب أو فقد الامتيازات بالسلوك الخاطيء، لجعل الطفل مسؤولاً عن مشاكله و قراراته.
* تأجيل منح الامتيازات للطفل: عندما يطلب منه عمل شيء ما قبل السماح له بما يريد ، مثل « يمكنك اللعب عندما تذاكر» ، فإذا لم يذاكر لا يسمح له باللعب .
* إطلاع الطفل على شعورك تجاه سلوكه : كقولك «أنا زعلانة من فعلك كذا» أفضل من قولك «أنت ....» لأن الأخيرة تفجر رد فعل عكسي.
المواضيع المتشابهه
العرض العادي
