سورة الكهف

قسم القرآن الكريم


إضافة رد
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-02-2010, 05:42 AM   رقم المشاركة : 1
الكاتب

إشـــتياق الإنـــتظار


الملف الشخصي









إشـــتياق الإنـــتظار غير متواجد حالياً


سورة الكهف

سورة الكهف
[مكية وهي مائة وعشر آيات ] ((1)) بسم اللّه الرحمن الرحيم (الـحمد للّه الذي انزل على عبده الكتاب ) يعني القرآن , علم اللّه سبحانه عباده كيف يحمدونه على اجل نعمه عليهم , الذى هو سبب نجاتهم (ولم يجعل له عوجا) باختلال في اللفظ وتناقض في المعنى .
(قيما): جعله مستقيما معتدلا, لا افراط فيه ولا تفريط.
والقمي قال : هذا مقدم ومؤخر, لان معناه : الذى انزل على عبده الكتاب قيما ولم يجعل له عوجا, فقدم حرف على حرف
((2)) .
(لينذر) الذين كفروا (باسا): عذابا (شديدا من لدنه ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات ان لهم اجرا حسنا).
(ماكثين فيه ابدا).
(وينذر الذين قالوا اتخذ اللّه ولدا).
(مـا لـهـم بـه مـن علم ولا لا بائهم ) الذين يقلدونهم فيه , بل يقولونه عن جهل مفرطوتوهم كاذب (كبرت كلمة ): عظمت مقالتهم هذه في الكفر, لما فيها من التشبيه والاشراك (تخرج من افواههم ).
استعظام لاجترائهم على اخراجها من افواههم . (ان يقولون الاكذبا).
(فـلـعـلك باخع نفسك ) قال : قاتل نفسك
((3)) . (على اثارهم ان لم يؤمنوا بهذاالحديث ): القرآن (اسفا). متعلق بباخع , وهو فرط الحزن والغضب .
(انـا جعلنا ما على الارض زينة لها): ما يصلح ان يكون زينة لها ولاهلها, من زخارفها(لنبلوهم ايهم احسن عملا) في تعاطيه
((4)) , وهو من زهد فيه , ولم يغتر به , وقنع منه بالكفاف .
(وانـا لـجـاعلون ما عليها صعيدا جرزا) قال : لا نبات فيها
((5)) . وهو تزهيد في الدنيا,وتنبيه على المقصود من حسن العمل .
(ام حـسـبـت ان اصحاب الكهف والرقيم ) في ابقاء حياتهم على تلك الحال مدة مديدة (كانوا من اياتنا عجبا). القمي يقول : قد آتيناك من الايات ما هو اعجب منه .
قـال الـقمي : وهم فتية كانوا في الفترة بين عيسى بن مريم (ع ) ومحمد(ص ), واماالرقيم
((6)) :
فـهـمـا لـوحـان مـن نـحـاس مـرقـوم , مـكـتـوب فيهما امر الفتية وامر اسلامهم , وما ارادمنهم دقيانوس
((7)) الملك , وكيف كان امرهم وحالهم ((8)) .
وفـي روايـة : هـم قـوم فـقـدوا
((9)) وكـتـب مـلـك ذلـك الـديار ((10)) باسمائهم واسماء آبائهم وعشائرهم في صحف من رصاص , فهو قوله : اءصحاب الكهف والرقيم ((11)) .
وورد في قصتهم ما ملخصه : انهم كانوا مؤمنين , وكانوا في زمن ملك جبار عات ,يدعو اهل مملكته الى عبادة الاصنام , فمن لم يجبه قتله , فخرجوا هؤلاء بعلة الصيد, ومروابراع في طريقهم فدعوه الـى امـرهم فلم يجبهم , وكان مع الراعي كلب , فاجابهم الكلب وخرج معهم , فلما امسوا دخلوا كهفا والكلب معهم , فالقى اللّه عليهم النعاس فناموا, حتى اهلك اللّه الملك واهل مملكته , وذهب ذلك الزمان وجاء زمان آخر وقوم آخرون , ثم انتبهوا الحديث
((12)) . وتمامه ياتي متفرقا.
(اذ اوى الفتية الى الكهف فقالوا ربنا اتنا من لدنك رحمة ) توجب لنا المغفرة والرزق والامن من العدو (وهـيـى ء لنا من امرنا): من الامر الذي نحن عليه , من مفارقة الكفار (رشدا) نصير بسببه راشدين مهتدين .
(فـضـربـنـا عـلى اذانهم ) اي : ضربنا عليها حجابا يمنع السماع . يعني اءنمناهم انامة لاينبههم منها الاصوات (في الكهف سنين عددا), ذوات عدد.
(ثـم بـعـثـنـاهـم ):اءيقظناهم (لنعلم ):ليقع علمنا الازلي على المعلوم بعد وقوعه ويظهر لهم (اي الحزبين ) المختلفين (احصى لما لبثوا امدا):ضبط امدا لزمان لبثهم ,او اضبطله .
(نـحـن نـقـص عليك نباهم بالحق انهم فتية ). قال : كانوا شيوخا
((13))((14)) . وفي رواية :
كـهـولا
((15)) فسماهم اللّه فتية بايمانهم , وقال : من آمن باللّه واتقى فهوالفتى ((16)) .(امنوا بربهم وزدناهم هدى ) بالتوفيق والتثبيت .
(وربطنا على قلوبهم ) اي : قويناها وشددنا عليها, حتى صبروا على هجر الاوطان ,والفرار بالدين الـى بـعـض الغيران (اذ قاموا فقالوا ربنا رب السموات والارض لن ندعو من دونه الها لقد قلنا اذا شططا): قولا ذا شطط, اي : ذا بعد عن الحق مفرطا في الظلم . قال :يعني جورا على اللّه تعالى , ان قلنا: ان له شريكا
((17)) .
اقـول : قـالـوه سـرا مـن الـكـفـار, ليس كما زعمه المفسرون : انهم جهروا به بين يدي دقيانوس الجبار
((18)) .
فـقـد ورد: ان مـثـل ابـي طالب مثل اصحاب الكهف , اسروا الايمان واظهروا الشرك ,فاتاهم اللّه اجرهم مرتين
((19)) .
وفـي روايـة : مـا بـلـغـت تـقـيـة احـد تقية اصحاب الكهف , ان كانوا ليشهدون الاعيادويشدون الزنانير
((20)) , فاعطاهم اللّه اجرهم مرتين ((21)) .
وفي اءخرى : وكانوا على اجهار الكفر اءعظم اءجرا منهم على الاسراربالايمان
((22)) .
(هـؤلاء قومنا اتخذوا من دونه الهة لولا ياتون ): هلا ياتون (عليهم ): على عبادتهم (بسلطان بين ):
ببرهان ظاهر (فمن اظلم ممن افترى على اللّه كذبا) بنسبة الشريك اليه .
(واذ اعتزلتموهم ). خطاب بعضهم لبعض . (وما يعبدون الا اللّه ): واعتزلتم معبوديهم ,او عبادتهم الا اللّه (فاووا الى الكهف ينشر لكم ربكم من رحمته ويهيى ء لكم من امركم مرفقا): ما ترتفقون به , اي تنتفعون به , وكان جزمهم بذلك لشدة وثوقهم بفضل اللّه , وقوة يقينهم باللّه .
(وتـرى الـشمس ) لو رايتهم (اذا طلعت تزاور عن كهفهم ): تميل ولا يقع شعاعها عليهم فيؤذيهم , ولـعـل الكهف كان جنوبيا (ذات اليمين ): جهة يمين الكهف (واذا غربت تقرضهم ):تقطعهم وتصرم عـنـهـم (ذات الشمال ): جهة شمال الكهف (وهم في فجوة منه ): وهم في متسع من الكهف , يعني في وسـطـه بـحـيـث ينالهم برد النسيم وروح الهواء, ولا يؤذيهم كرب الغار ولا حر الشمس , لا في طـلـوعها ولا في غروبها. (ذلك من ايات اللّه من يهد اللّه فهوالمهتد), ثناء عليهم . (ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا).
سئل عنه , فقال : ان اللّه تبارك وتعالى يضل الظالمين يوم القيامة عن دار كرامته ,ويهدي اهل الايمان والعمل الصالح الى جنتة , كما قال عزوجل : ويضل اللّه الظالمين ويفعل اللّه ما يشاء
((23)) وقال :
ان الـذيـن امـنـوا وعـمـلـوا الـصالحات يهديهم ربهم بايمانهم تجري من تحتهم الانهار في جنات النعيم
((24))((25)) .
(وتـحسبهم ايقاظا) قال : ترى اعينهم مفتوحة
((26)) (وهم رقود): نيام ((27)) (ونقلبهم ) في رقدتهم (ذات اليمين وذات الشمال ) كيلا تاكل الارض ما يليها من ابدانهم على طول الزمان .
قـال : لـهـم فـي كـل سنة نقلتان , ينامون ستة اشهر على جنوبهم الايمن , وستة اشهر على جنوبهم الايسر
((28)) .
(وكـلبهم باسط ذراعيه بالوصيد): بالفناء
((29)) (لو اطلعت عليهم لوليت منهم فرارا): لهربت منهم (ولملئت منهم رعبا): خوفا يملا صدرك , لما البسهم اللّه من الهيبة .
قـال : ان ذلـك لـم يـعـن بـه النبي (ص ), انما عني به المؤمنون بعضهم لبعض , لكنه حالهم التي هم عليها
((30)) .
(وكذلك بعثناهم ): وكما انمناهم آية بعثناهم آية على كمال قدرتنا (ليتساءلوا بينهم ):ليسال بعضهم بعضا, فيتعرفوا حالهم وما صنع اللّه بهم , فيزدادوا يقينا الى يقينهم ,ويستبصروا به امر البعث . (قال قـائل مـنهم كم لبثتم قالوا لبثنا يوما او بعض يوم ) قال :فنظروا الى الشمس قد ارتفعت فقالوا: نمنا يوما او بعض يوم
((31)) . (قالوا ربكم اعلم بمالبثتم فابعثوا احدكم بورقكم ): بفضتكم (هذه الى المدينة فلينظر ايها ازكى طعاما): اي الاطعمة اطيب . قال : ازكى طعاما التمر ((32)) . (فلياتكم برزق منه وليتلطف ): وليتكلف اللطف في التخفي والتنكر, حتى لا يعرف (ولا يشعرن بكم احدا).
(انـهم ان يظهروا عليكم ): ان يظفروا بكم , يعني اهل المدينة (يرجموكم ): يقتلوكم بالرجم , وهي اخبث قتلة (او يعيدوكم في ملتهم ): يصيروكم اليها كرها (ولن تفلحوا اذاابدا) ان دخلتم في ملتهم .
قـال : فـجاء ذلك الرجل فراى المدينة بخلاف الذي عهدها, وراى قوما بخلاف اءولئك ,لم يعرفهم ولـم يـعـرفـوا لـغته ولم يعرف لغتهم . فقالوا له : من انت ومن اين جئت ؟ فاخبرهم .فخرج ملك تلك الـمدينة مع اصحابه والرجل معهم , حتى وقفوا على باب الكهف , واقبلوايتطلعون فيه , فقال بعضهم :
هـؤلاء ثـلاثة ورابعهم كلبهم الى آخر ما قال اللّه . قال : وحجبهم اللّه عزوجل بحجاب من الرعب , فلم يكن احد يقدم بالدخول عليهم غير صاحبهم , فانه لمادخل اليهم وجدهم خائفين ان يكون اصحاب دقـيـانوس شعروا بهم , فاخبرهم صاحبهم :انهم كانوا نائمين هذا الزمن الطويل , وانهم آية للناس , فبكوا, وسالوا اللّه ان يعيدهم الى مضاجعهم نائمين كما كانوا
((33)) .
(وكـذلـك اعـثـرنا عليهم ): وكما انمناهم وبعثناهم ليزدادوا بصيرة , اءطلعنا عليهم اءهل مدينتهم (لـيعلموا): ليعلم الذين اءطلعناهم على حالهم (ان وعد اللّه ) بالبعث (حق وان الساعة لا ريب فيها) لان حالهم في نومهم وانتباههم , كحال من يموت ويبعث .
وفي الحديث النبوي : كما تنامون تموتون , وكما تستيقظون تبعثون
((34)) .
وفي آخر: النوم اخ الموت
((35)) .
وفـي حـديـث الـرجعة : وقد رجع الى الدنيا ممن مات خلق كثير, منهم اصحاب الكهف ,اماتهم اللّه ثـلاثمائة عام وتسعة , ثم بعثهم في زمان قوم انكروا البعث , ليقطع حجتهم وليريهم قدرته , وليعلموا ان البعث حق
((36)) .
(اذ يـتـنازعون ): اعثرنا عليهم حين يتنازعون (بينهم امرهم ) قيل : امر دينهم , وكان بعضهم يقول :
تبعث الارواح مجردة , وبعضهم يقول : تبعثان معا
((37)) . وقيل : امر الفتية حين توفاهم ثانيا, وكان بـعضهم يقول : ماتوا, وبعضهم يقول : ناموا كنومهم اول مرة ((38)) . (فقالواابنوا عليهم بنيانا) حين تـوفـاهـم ثـانـيا (ربهم اعلم بهم ). اعتراض . (قال الذين غلبوا على امرهم ) من المسلمين وملكهم (لنتخذن عليهم مسجدا) يصلي فيه المسلمون ويتبركون بمكانهم .
قال : قال الملك : ينبغي ان يبنى هاهنا مسجد ونزوره , فان هؤلاء قوم مؤمنون
((39)) .
(سـيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم ) يعني اهل المدينة وملكهم , كما سبق . وقيل : بل يعني بهم الخائضين في قصتهم , في عهد نبينا(ص ) من اهل الكتاب والمؤمنين
((40)) . (ويقولون خمسة سادسهم كلبهم رجما بالغيب ) يرمون رميا بالخبر الخفي . والقمي : ظنا بالغيب مايستفتونهم ((41)) . (ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم قل ربي اعلم بعدتهم ما يعلمهم الاقليل ).
فـي حـديـث : مـن يـخـرج مـع القائم (ع ) فيكونون بين يديه انصارا وحكاما, قال : وسبعة من اهل الكهف
((42)) .
(فـلا تـمـار فـيهم الا مراءا ظاهرا): ولا تجادل اهل الكتاب في شان الفتية الا جدالاظاهرا غير متعمق فيه , وهو ان تقص عليهم بما اءوحي اليك من غير تجهيل لهم , والرد عليهم (ولا تستفت فيهم مـنـهـم احـدا). الـقـمـي يـقول : حسبك ما قصصنا عليك من امرهم , ولا تسال احدا من اهل الكتاب عنهم
((43)) .
(ولا تقولن لشي ء) تعزم عليه (اني فاعل ذلك غدا).
(الا ان يـشاء اللّه ) الا متلبسا
((44)) بمشيئته , قائلا: ان شاء اللّه . (واذكر ربك اذا نسيت )يعني اذا نسيت الاستثناء, فاستثن اذا ذكرت .
قـال : لـلـعـبد ان يستثني ما بينه وبين اربعين يوما اذا نسي , ان رسول اللّه (ص ) اتاه ناس من اليهود فسالوه عن اشياء, فقال لهم : تعالوا غدا اءحدثكم , ولم يستثن , فاحتبس جبرئيل (ع ) عنه اربعين يوما, ثم اتاه فقال : ولا تقولن الاية
((45)) .
و ورد: كانت الاشياء المسؤول عنها: قصة اصحاب الكهف , وقصة موسى (ع ) مع العالم , وقصة ذي القرنين , ومتى قيام الساعة
((46)) .
(وقـل عـسـى ان يهدين ربي لا قرب من هذا رشدا) قيل : اي يهديني لشي ء آخر بدل هذا المنسي , اقـرب مـنـه رشـدا وادنـى خـيـرا ومنفعة , او لما هو اظهر دلالة , على اني نبى , من نبااصحاب الكهف
((47)) .
(ولـبـثـوا فـي كـهـفـهـم ثـلث مائة سنين وازدادوا تسعا). قال : ذلك بسني الشمس , وهذابسني القمر
((48)) .
(قـل اللّه اعـلـم بـمـا لبثوا): بمدة لبثهم , من الذين اختلفوا فيها من اهل الكتاب . (له غيب السموات والارض ابـصـر بـه واسـمـع ): ما ابصره واسمعه . ذكر بصيغة التعجب , للدلالة على ان امره في الادراك خارج عن حد ما عليه ادراك كل مبصر وسامع , اذ لا يحجبه شي ء, ولايتفاوت دونه لطيف وكـثـيف , وصغير وكبير, وخفي وجلي . (ما لهم ): ما لاهل السموات والارض (من دونه من ولي ) يتولى اءمورهم (ولايشرك في حكمه احدا) منهم .
(واتل ما اوحى اليك من كتاب ربك ): من القرآن (لا مبدل لكلماته ولن تجد من دونه ملتحدا): ملتجاء وموئلا. يقال : التحد الى كذا اذا مال اليه .
(واصـبـر نفسك ): احبسها (مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشى ) في طرفي النهار,او في مجامع اوقـاتـهـم . قال : انما عنى بهما الصلاة
((49)) . : (يريدون وجهه ) رضا اللّه وطاعته (ولا تعد عيناك عنهم ): ولا يجاوزهم ((50)) نظرك الى غيرهم من ابناء الدنيا (تريدزينة الحياة الدنيا ولا تـطـع من اغفلنا قلبه عن ذكرنا) بالخذلان (واتبع هواه وكان امره فرطا): افراطا وتجاوزا للحد, ونبذا للحق وراء ظهره .
القمي : نزلت في سلمان الفارسي (رض ). كان عليه كساء فيه يكون طعامه , وهو دثاره ورداؤه , وكان كـسـاء مـن صوف , فدخل عيينة بن حصين على رسول اللّه (ص ) وسلمان عنده , فتاذى بريح كساء سـلمان , وقد كان عرق فيه , وكان يوما شديد الحر. فقال : يا رسول اللّه اذا نحن دخلنا عليك فاخرج هذا وحزبه
((51)) من عندك , فاذا نحن خرجنا فادخل من شئت ((52)) .
(وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر). قال : وعيد
((53)) .
(انـا اعـتـدنـا لـلظالمين نارا احاط بهم سرادقها): فسطاطها, شبه به ما يحيط بهم من النار. (وان يـسـتغيثوا) من العطش (يغاثوا بماء كالمهل ): كدردي الزيت المغلي . كذاورد
((54)) . (يشوي الوجوه ) اذا قدم ليشرب , من فرط حرارته (بئس الشراب ): المهل (وساءت ) النار (مرتفقا): متكاء, من المرفق , وهو يشاكل قوله : وحسنت مرتفقا.
(ان الذين امنوا وعملوا الصالحات انا لا نضيع اجر من احسن عملا).
(اولئك لهم جنات عدن تجري من تحتهم الانهار يحلون فيها من اساور من ذهب ويلبسون ثيابا خضرا مـن سندس واستبرق ) مما رق من الديباج وما غلظ منه (متكئين فيهاعلى الارائك ). قال : الارائك :
السرر عليها الحجال
((55)) . (نعم الثواب ) الجنة ونعيمها(وحسنت ) الارائك (مرتفقا).
اقـول : وكـان الـثـياب الخضر كناية عن ابدانهم المثالية البرزخية , المتوسطة بين سوادهذا العالم وبياض العالم الاعلى , فان الخضرة مركبة من سواد وبياض , والرقة والغلظكنايتان عن تفاوتهما في مراتب اللطافة .
(واضرب لهم مثلا) للكافر والمؤمن (رجلين ): حال رجلين (جعلنا لا حدهما جنتين ):بستانين (من اعـنـاب ): من الكروم (وحففناهما بنخل ): وجعلنا النخل محيطة بهما (وجعلنابينهما زرعا) ليكون كل منهما جامعا للاقوات والفواكه على شكل حسن وترتيب انيق .
(كـلتا الجنتين اتت اكلها): ثمرها (ولم تظلم منه ): ولم تنقص من اكلها (شيئا) كما يكون في سائر الـبـسـاتـيـن , فان الثمار تتم في عام وتنقص
((56)) في عام غالبا (وفجرنا خلالهمانهرا) ليدوم شربهما ويزيد بهاؤهما.
(وكان له ثمر): [مال كثير, وعلى قراءة بضمتين :]
((57)) انواع من المال سوى الجنتين ,من ثمر مـاله اذا كثره ((58)) (فقال لصاحبه وهو يحاوره ): يراجعه في الكلام (انا اكثر منك مالا واعز نفرا): اولادا واعوانا.
(ودخـل جـنته ) بصاحبه , يطوف به فيها, ويفاخره بها (وهو ظالم لنفسه ): ضار لها بعجبه وكفره (قـال مـا اظـن ان تـبيد):تفنى (هذه ) يعني هذه الجنة
((59)) (ابدا) لطول اءمله , وتمادي غفلته , واغتراره بمهلته .
(وما اظن الساعة قائمة ولئن رددت الى ربي ) بالبعث كما زعمت (لا جدن خيرا منهامنقلبا): مرجعا وعاقبة .
(قال له صاحبه وهو يحاوره اكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلا).
(لكنا هو اللّه ربي ). اءصله : لكن اءنا. (ولا اشرك بربي احدا).
(ولـولا اذ دخلت جنتك قلت ): وهلا قلت عند دخولها: (ما شاء اللّه ): ما شاء اللّه كائن ,اقرارا بانها وما فيها بمشيئة اللّه , ان شاء ابقاها وان شاء ابادها.
(لا قـوة الا باللّه ) اعترافا بالعجز على نفسك , وبالقدرة للّه , وان ما تيسر لك من عمارتهاوتدبيرها فبمعونته واقداره . (ان ترن انا اقل منك مالا وولدا).
(فـعـسـى ربـي ان يؤتين خيرا من جنتك ) في الدنيا او في الاخرة , لايماني (ويرسل عليها): على جنتك لكفرك (حسبانا من السماء): مرامي من عذابه , كصاعقة ونحوها (فتصبح صعيدا زلقا): ارضا ملساء
((60)) يزلق ((61)) عليها, باستئصال نباتها واشجارها. والقمي :محترقا ((62)) .
(او يصبح ماؤها غورا): غائرا في الارض (فلن تستطيع له طلبا).
(واحيط بثمره ): واهلك امواله حسبما انذره صاحبه . روي ان اللّه ارسل عليها نارا,فاهلكها وغار مـاؤها
((63)) . (فاصبح يقلب كفيه ) ظهر البطن , تلهفا وتحسرا (على ما انفق فيها وهى خاوية ):
ساقطة (على عروشها) يعني سقطت عروش كرومها على الارض ,وسقطت الكروم فوقها (ويقول يا ليتني لم اشرك بربي احدا).
(ولم تكن له فئة ينصرونه ) بدفع الاهلاك , او رد المهلك (من دون اللّه ) فانه القادرعلى ذلك وحده (وما كان منتصرا): ممتنعا عن انتقام اللّه منه .
(هـنالك ): في ذلك المقام وتلك الحال , او في الاخرة (الولاية ): النصرة , ان فتحت الواو,والسلطان والملك , ان كسرتها. (للّه الحق هو خير ثوابا وخير عقبا) لاوليائه .
(واضـرب لـهـم مـثـل الحياة الدنيا) في زهرتها
((64)) وسرعة زوالها (كماء انزلناه من السماء فـاخـتـلط به نبات الارض ): تكاثف بسببه والتف , حتى خالط بعضه بعضا (فاصبح هشيما): مهشوما مكسورا (تذروه الرياح ): تفرقه , فيصير كان لم يكن (وكان اللّه على كل شي ء مقتدرا).
(الـمـال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات ): واعمال الخير والبر التي تبقى ثمرتها ابد الاباد (خير عند ربك ) من المال والبنين (ثوابا): عائدة
((65)) (وخير املا)لان صاحبها ينال في الاخرة ما كان يامل بها في الدنيا.
قال : هي الصلوات الخمس
((66)) .
وقال : ان من الباقيات الصالحات القيام لصلاة الليل
((67)) .
وفي رواية : التسبيحات الاربع
((68)) .
وفي اءخرى : لا تستصغر مودتنا, فانها من الباقيات الصالحات
((69)) .
(ويوم نسير الجبال ): نسيرها في الجو ونجعلها هباء منبثا (وترى الارض بارزة ):بادية برزت من تـحـت الجبال , ليس عليها ما يسترها (وحشرناهم ): وجمعناهم الى الموقف (فلم نغادر): فلم نترك (منهم احدا).
(وعـرضوا على ربك صفا) ترى
((70)) جماعتهم كما يرى كل واحد منهم , لا يحجب احد احدا.
قال : هم يومئذ عشرون ومائة الف صف في عرض الارض
((71)) .
(لـقـد جـئتـمـونـا كما خلقناكم اول مرة ) لا شي ء معكم من المال والولد (بل زعمتم الن نجعل لكم موعدا): وقتا لانجاز الوعد.
(ووضـع الـكـتـاب ): صـحـائف الاعـمال (فترى المجرمين مشفقين مما فيه ): خائفين من الذنوب (ويـقـولـون يـا ويـلتنا مال هذا الكتاب ) تعجيبا من شانه . (لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا احصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا) مكتوبا .
(ولا يظلم ربك احدا).
قـال : اذا كان يوم القيامة دفع الى الانسان كتابه , ثم قيل له : اقراه , فيقراء
((72)) ما فيه ,فيذكره , فـمـا مـن لـحـظة ولا كلمة ولا نقل قدم الا ذكره , كانه فعله تلك الساعة , فلذلك قالوا: ياويلتنا الاية ((73)) .
(واذ قـلـنـا لـلـملائكة اسجدوا لا دم فسجدوا الا ابليس ) سبق تفسيره
((74)) . وانما كررفي مواضع , لكونه مقدمة للامور المقصود بيانها في تلك المحال , وهكذا كل تكرير في القرآن . (كان من الـجـن فـفسق ): فخرج (عن امر ربه افتتخذونه وذريته اولياء من دوني )فتطيعونهم بدل طاعتي (وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلا) من اللّه ابليس وذريته .
(مـا اشهدتهم ): ما احضرت ابليس وذريته او
((75)) رؤساء المشركين , وبالجملة شياطين الجن والانـس (خـلـق السموات والارض ) اعتضادا بهم (ولا خلق انفسهم ): ولااحضرت بعضهم خلق بعض (وما كنت متخذ المضلين عضدا).
قال : ان رسول اللّه (ص ) قال : اللهم اعز الاسلام
((76)) بعمر بن الخطاب , او بابي جهل بن هشام , فانزل اللّه هذه الاية يعنيهما ((77)) .
(ويوم يقول نادوا شركائى الذين زعمتم ) اي : زعمتم انهم شركائي , توبيخ وتبكيت ,والمراد ما عبد مـن دونـه مـن الـجن والانس وغيرهما (فدعوهم فلم يستجيبوا لهم وجعلنابينهم موبقا): مهلكا يشتركون فيه , وهو واد من اودية جهنم .
(وراى الـمـجـرمون النار فظنوا انهم مواقعوها). قال : يعني ايقنوا انهم داخلوها
((78)) .(ولم يجدوا عنها مصرفا).
(ولقد صرفنا في هذا القران للناس من كل مثل وكان الانسان اكثر شي ء جدلا).
(وما منع الناس ان يؤمنوا اذ جاءهم الهدى ويستغفروا ربهم الا ان تاتيهم ): الاانتظار ان تاتيهم (سنة الاولين ) وهي الاهلاك والاستيصال . (او ياتيهم العذاب ): عذاب الاخرة (قبلا): عيانا.
(ومـا نـرسـل الـمرسلين الا مبشرين ومنذرين ويجادل الذين كفروا بالباطل ليدحضوابه الحق ):
ليزيلوا بالجدال الحق عن مقره ويبطلوه (واتخذوا اياتي وما انذرواهزوا).
(ومن اظلم ممن ذكر بايات ربه فاعرض عنها ونسى ما قدمت يداه ) من الكفروالمعاصي , فلم يتفكر في عاقبتهما (انا جعلنا على قلوبهم اكنة ان يفقهوه ): تمنعهم ان يفقهوه (وفي اذانهم وقرا) يمنعهم ان يـسـمعوه (وان تدعهم الى الهدى فلن يهتدوا اذا ابدا)لا تحقيقا لانهم لا يفقهون , ولا تقليدا لانهم لا يسمعون .
(وربك الغفور ذو الرحمة لو يؤاخذهم بما كسبوا لعجل لهم العذاب بل لهم موعدلن يجدوا من دونه موئلا) : ملجاء ومنجى .
(وتـلـك الـقـرى ): قـرى عاد وثمود واضرابهم (اهلكناهم لما ظلموا) مثل ظلم قريش بالتكذيب والـمـراء وانـواع الـمـعـاصي (وجعلنا لمهلكهم موعدا): وقتا معلوما, فليعتبروا بهم ,ولا يغتروا بتاخر
((79)) العذاب عنهم .
(واذ قـال موسى لفتاه ) قال : هو يوشع بن نون
((80)) . (لا ابرح ) قال : لا ازال اسير ((81)) .
(حـتـى ابـلغ مجمع البحرين ): ملتقى بحري فارس والروم , وهو المكان الذي وعد فيه موسى لقاء الخضر (او امضى حقبا): او اسير زمانا طويلا. قال : الحقب : ثمانون سنة
((82)) .
ورد: ان مـوسـى قال في نفسه : ما ارى ان اللّه خلق خلقا اعلم مني , فاوحى اللّه الى جبرئيل : ادرك عبدي موسى قبل ان يهلك , وقل له : ان عند ملتقى البحرين رجلا عابدا,فاتبعه وتعلم منه
((83)) .
الـقمي : فنزل جبرئيل على موسى واخبره , وذل موسى في نفسه , وعلم انه اخطا,ودخله الرعب , وقـال لـوصيه يوشع : ان اللّه قد امرني ان اتبع رجلا عند ملتقى البحرين ,واتعلم منه , فتزود يوشع حوتا مملوحا وخرجا
((84)) .
(فلما بلغا مجمع بينهما نسيا حوتهما): تركاه (فاتخذ) الحوت (سبيله في البحر سربا):مسلكا.
القمي : فلما بلغا ذلك المكان وجدا رجلا مستلقيا على قفاه , فلم يعرفاه , فاخرج وصي موسى الحوت وغـسـلـه بـالماء ووضعه على الصخرة , ومضيا ونسيا الحوت , وكان ذلك الماءماء الحيوان , فحيي الحوت ودخل في الماء الحديث
((85)) .
وفي رواية : فانطلق الفتى يغسل الحوت في العين , فاضطرب في يده حتى خدشه وتفلت منه , ونسيه الفتى
((86)) .
وفـي اءخـرى : فـقـطـرت قـطـرة مـن الـسـمـاء فـاضـطرب الحوت , ثم جعل يثب
((87)) الى البحر ((88)) .
(فـلـما جاوزا) مجمع البحرين (قال لفتاه اتنا غداءنا): ما نتغدى به (لقد لقينا من سفرناهذا نصبا):
عـنـاء. قال : وانما اعيا حيث جاوزا الوقت
((89)) . (قال ارايت ) ما دهاني (اذاوينا الى الصخرة فاني نسيت الحوت ): تركته وفقدته , او نسيت ذكر حاله وما رايت منه لك (وما انسانيه الا الشيطان ان اذكره واتخذ سبيله في البحر عجبا).
(قـال ذلـك مـا كـنا نبغ ). قال : قال ذلك الرجل الذي رايناه عند الصخرة هو الذي نريده
((90)) .
وذلـك لان امـر الـحوت كان آيته كما اخبر به . (فارتدا على اثارهما قصصا):فرجعا في الطريق الذي جاءا فيه , يتبعان آثارهما اتباعا.
(فـوجـدا عـبدا من عبادنا) قال : هو الخضر(ع )
((91)) . قال : وكان نبيا مرسلا بعثه اللّه الى قـومـه , فـدعاهم الى توحيده , والاقرار بانبيائه ورسله وكتبه , وكانت آيته انه كان لايجلس على خشبة يابسة ولا ارض بيضاء الا اهتزت خضراء, وانما سمي خضرا لذلك ,وكان اسمه بليا بن ملكا بن عامر بن ارفخشد ((92)) بن سام بن نوح ((93)) .
(اتـيناه رحمة من عندنا) هي الوحي والنبوة (وعلمناه من لدنا علما) قيل : اي : ممايختص
((94)) بنا من العلم , وهو علم الغيوب ((95)) .
(قال له موسى هل اتبعك على ان تعلمن مما علمت رشدا).
(قال انك لن تستطيع معى صبرا). قال : قال : لا ني وكلت بامر لا تطيقه , وانت وكلت بامر لا اءطيقه .
قـال مـوسـى : بـل اءسـتـطـيـع مـعـك صـبـرا, فـقال الخضر: ان القياس لا مجال له في علم اللّه وامره
((96)) . قال : وكان موسى اعلم من الخضر ((97)) .
(وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا).
(قـال سـتجدني ان شاء اللّه صابرا ولا اعصي لك امرا). قال : فقال له ذلك وهوخاضع له , يستلطفه على نفسه كي يقبله
((98)) . قال : فلما استثنى المشية قبله ((99)) .
(قـال فـان اتـبعتني فلا تسالني عن شي ء حتى احدث لك منه ذكرا) قال : يقول : لاتسالني عن شي ء افعله ولا تنكره علي , حتى اءخبرك اءنا بخبره , قال : نعم
((100)) .
(فـانـطـلقا) على الساحل يطلبان السفينة (حتى اذا ركبا في السفينة خرقها) الخضر(قال ) موسى (اخـرقتها لتغرق اهلها لقد جئت شيئا امرا) : عظيما. القمي : هو المنكر, وكان موسى ينكر الظلم , فاعظم ما راى
((101)) .
(قال الم اقل انك لن تستطيع معى صبرا).
(قـال لا تـؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من امري عسرا): ولا تغشني عسرا من امري بالمضايقة والمؤاخذة على المنسي , فان ذلك يعسر علي متابعتك .
روي : كانت الاولى من موسى نسيانا
((102)) .
(فـانـطلقا) اي : بعد ما خرجا من السفينة (حتى اذا لقيا غلاما فقتله ) من غير تروواستكشاف حال (قال اقتلت نفسا زكية ): طاهرة من الذنوب .
قال : انه كان حسن الوجه , كانه قطعة قمر, وفي اءذنيه درتان , وكان يلعب بين الصبيان
((103)) .
(بغير نفس ): من غير ان قتلت نفسا فتقاد بها (لقد جئت شيئا نكرا) اي : منكرا.
قـال : فغضب موسى , واخذ بتلابيبه
((104)) وقال اءقتلت الاية . قال الخضر: ان العقول لا تحكم عـلـى امـر اللّه , بل امر اللّه يحكم عليها, فسلم لما ترى مني , واصبر عليه , فقد كنت علمت انك لن تستطيع معي صبرا ((105)) .
(قال الم اقل لك انك لن تستطيع معى صبرا). في زيادة لك زيادة عتاب على رفض الوصية .
(قـال ان سالتك عن شي ء بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذرا): قد وجدت عذرا من قبلي لما خالفتك ثلاث مرات .
روي : وددنا ان موسى كان صبر حتى يقص علينا من خبرهما
((106)) . وانه لو لبث مع صاحبه , لابصر اعجب الاعاجيب ((107)) .
(فـانـطلقا حتى اذا اتيا اهل قرية ) قال : هي الناصرة , واليها تنسب النصارى
((108)) .(استطعما اهـلـهـا فابوا ان يضيفوهما فوجدا فيها جدارا يريد ان ينقض ): يداني ان يسقط,استعيرت الارادة لـلـمـشـارفة . (فاقامه ) قال : بوضع يده عليه ((109)) . (قال لو شئت لاتخذت عليه اجرا) قال :
خبزا ناكله , فقد جعنا
((110)) .
(قال هذا فراق بيني وبينك سانبئك بتاويل ما لم تستطع عليه صبرا).
(امـا السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فاردت ان اعيبها وكان وراءهم ملك ياخذ كل سفينة غـصـبـا). فـي قـراءتهم (ع ): كل سفينة صالحة
((111)) . قال : واذا كانت معيوبة لم ياخذ منها شيئا ((112)) .
(وامـا الـغـلام فـكـان ابواه مؤمنين ) في قراءتهم (ع ): وهو طبع كافرا
((113)) . (فخشيناان يرهقهما): ان يغشيهما (طغيانا وكفرا).
قال : علم اللّه انه ان بقي كفر ابواه , وافتتنا به وضلا باضلاله , فامرني اللّه بقتله , وارادبذلك نقلهم الى محل كرامته في العاقبة
((114)) .
(فـاردنـا ان يـبـدلهما ربهما خيرا منه زكاة ): ولدا خيرا منه , طهارة من الذنوب والاخلاق الردية (واقرب رحما): رحمة وعطفا على والديه .
قال : انهما اءبدلا بالغلام المقتول ابنة , فولد منها سبعون نبيا
((115)) .
(وامـا الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما وكان ابوهماصالحا فاراد ربك ان يبلغا اشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك ).
قـال : كـان ذلـك الكنز لوحا من ذهب فيه مكتوب : بسم اللّه الرحمن الرحيم , لا اله الااللّه , محمد رسول اللّه , عجبت لمن يعلم ان الموت حق , كيف يفرح لـمـن يـذكـر النار, كيف يضحك اليها
((116)) . وفيه روايات اءخر يقرب بعضها من بعض ((117)) .
(ومـا فـعـلته عن امري ): وانما فعلته عن امر اللّه (ذلك تاويل ما لم تسطع عليه صبرا)حذف التاء تخفيفا.
(ويـسـالـونك عن ذي القرنين قل ساتلو عليكم منه ذكرا) ورد: انه سئل عن طائف طاف المشرق والمغرب , من هو؟ وما قصته ؟ فنزلت
((118)) .
وسـئل امـيرالمؤمنين (ع ) عنه انبيا كان ام ملكا؟ فقال : لا نبيا ولا ملكا, عبد احب اللّه فاحبه اللّه , ونصح للّه فنصح له , فبعثه الى قومه فضربوه على قرنه الايمن , فغاب عنهم ماشاء اللّه ان يغيب , ثم بـعـثه الثانية , فضربوه على قرنه الايسر, فغاب عنهم ما شاء اللّه , ثم بعثه الثالثة , فمكن اللّه له في الارض , وفـيـكم مثله , يعني نفسه
((119)) . وفي رواية :فقتلوه ((120)) . مكان : فغاب عنهم .
وفـي [روايـة ]
((121)) اءخـرى : فـاءمـاتـه اللّه خمسمائة عام ((122)) . و ورد: ان اسمه عياش ((123)) .
(انـا مكنا له في الارض واتيناه من كل شي ء) اراده وتوجه اليه (سببا): وصلة توصله اليه , من العلم والـقـدرة والالة . و ورد: اي : دليلا
((124)) . قال : سخر اللّه له السحاب , ويسرله الاسباب , وبسط له النور, وكان الليل والنهار عليه سواء ((125)) .
(فاتبع سببا) اي : فاراد بلوغ المغرب , فاتبع سببا يوصله اليه .
(حـتـى اذا بـلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في عين حمئة ) اي : ذات حماءة , وهي الطين الاسود.
وعـلـى قراءة حامية , اي : حارة . ورد: في عين حامية , في بحر دون المدينة التي مما يلي المغرب , يعني جابلقا
((126))((127)) . (ووجد عندها قوما): ناسا كفرة (قلنا ياذاالقرنين اما ان تعذب ) اي : بالقتل على كفرهم (واما ان تتخذ فيهم حسنا) بارشادهم وتعليمهم الشرايع .
(قال اما من ظلم ) اي : نفسه باصراره على كفره (فسوف نعذبه ) قال : بعذاب الدنيا
((128)) . (ثم يـرد الى ربه ) قال : في مرجعه ((129)) . (فيعذبه عذابا نكرا): منكرا لم يعهد مثله في الاخرة .
قال : اي : في النار
((130)) .
(واما من امن وعمل صالحا فله جزاء الحسنى وسنقول له من امرنا): مما نامر به من الخراج وغيره (يسرا): سهلا متيسرا غير شاق .
(ثم اتبع سببا) يوصله الى المشرق .
(حـتـى اذا بـلـغ مـطلع الشمس ). قيل : يعني الموضع الذي تطلع الشمس عليه
((131)) اولا,من معمورة الارض ((132)) . (وجدها تطلع على قوم لم نجعل لهم من دونها سترا).
قـال : ورد عـلـى قوم قد احرقتهم
((133)) الشمس , وغيرت اجسادهم والوانهم , حتى صيرتهم كـالـظـلـمـة ((134)) . قـال : لـم يـعـلـمـوا صـنـعة البيوت ((135)) . والقمي : لم يعلموا صنعة الثياب ((136)) .
(كذلك ) كان امره (وقد احطنا بما لديه خبرا) من الجنود والايات والعددوالاسباب
((137)) .
(ثم اتبع سببا): طريقا ثالثا معترضا بين المشرق والمغرب , آخذا من الجنوب الى الشمال . قال : سببا في ناحية الظلمة
((138)) .
(حـتى اذا بلغ بين السدين ) بين الجبلين المبني بينهما سده (وجد من دونهما قوما لايكادون يفقهون قولا) لغرابة لغتهم , وقلة فطنتهم .
(قـالوا يا ذاالقرنين ان ياجوج وماجوج ). قيل : هما قبيلتان من ولد يافث بن نوح
((139)) . و ورد:
جميع الترك والسقالب
((140)) وياجوج وماجوج والصين من يافث ,حيث كانوا ((141)) .
(مفسدون في الارض ). قال : قالوا ياذا القرنين ان ياجوج وماجوج خلف هذين الجبلين , وهم يفسدون فـي الارض , اذا كـان ابـان
((142)) زروعنا وثمارنا خرجوا علينا من هذين السدين , فرعوا من ثمارنا وزروعنا ((143)) , حتى لا يبقون منها شيئا ((144)) . (فهل نجعل لك خرجا) قال : اي :
نؤديه اليك في كل عام
((145)) .
(على ان تجعل بيننا وبينهم سدا).
(قـال مـا مكني فيه ربي خير) مما تبذلون لي من الخراج , ولا حاجة بي اليه (فاعينوني بقوة ): بقوة فعلة , او بما اتقوى به من الالات (اجعل بينكم وبينهم ردما): حاجزا حصينا,وهو اكبر من السد.
(اتـونـي ): نـاولـونـي (زبـر الحديد): قطعه الكبيرة (حتى اذا ساوى بين الصدفين ): بين جانبي الـجـبلين , بتنضيدها (قال انفخوا) اي : قال للعملة : انفخوا في الاكوار (حتى اذا جعله نارا): كالنار بالاحماء (قال اتوني افرغ عليه قطرا) اي : آتوني قطرا افرغه عليه , اي :نحاسا.
قال : احتفروا له جبل حديد, فقلعوا له امثال اللبن , فطرح بعضه على بعض فيما بين الصدفين , وكان ذو القرنين اول من بنى ردما على وجه الارض , ثم جعل عليه الحطب والهب فيه النار, ووضع عليه الـمنافيخ , فنفخوا عليه . قال : فلما ذاب قال : آتوني بقطر,فاحتفروا له جبلا من مس , فطرحوه على الحديد, فذاب معه واختلط به
((146)) .
(فـمـا اسـطـاعوا) يعني ياجوج وماجوج
((147)) . (ان يظهروه ): ان يعلوه بالصعودلارتفاعه وانملاسه (وما استطاعوا له نقبا) لثخنه وصلابته .
(قال هذا رحمة من ربي ) على عباده (فاذا جاء وعد ربي ) بقيام الساعة (جعله دكاء):ارضا مستوية (وكان وعد ربي حقا).
الـقـمي : اذا كان قبل يوم القيامة في آخر الزمان , انهدم ذلك السد وخرج ياجوج وماجوج الى الدنيا, واكـلـوا الـنـاس . وهـو قـولـه تـعـالـى : حـتـى اذا فـتـحت ياجوج وماجوج وهم من كل حدب ينسلون
((148)) .
و ورد: هم اكثر خلق خلقوا بعد الملائكة , وليس منهم رجل يموت حتى يولد له من صلبه الف ولد ذكر
((149)) .
والردم في التاويل التقية , وهي
((150)) الحصن الحصين , فاذا جاء الوعد رفعت , وانتقم من اعداء اللّه . كذا ورد ((151)) .
(وتركنا بعضهم يومئذ) قال : يعني يوم القيامة
((152)) . (يموج في بعض ): يختلطون ,مزدحمين , حيارى (ونفخ في الصور) لقيام الساعة (فجمعناهم جمعا) للحساب والجزاء.
(وعرضنا جهنم يومئذ للكافرين عرضا) اي : اءبرزناها لهم , فشاهدوها.
(الـذين كانت اعينهم في غطاء عن ذكري وكانوا لايستطيعون سمعا) اي : كانوا صماعنه . قال : لم يعبهم بما صنع هو بهم , ولكن عابهم بما صنعوا, ولو لم يتكلفوا لم يكن عليهم شي ء
((153)) .
(افحسب الذين كفروا ان يتخذوا عبادي من دوني اولياء) يعبدونهم او يحبونهم , اي :افحسبوا انهم ينجونهم من عذابي . وفي قراءة اميرالمؤمنين (ع ): اءفحسب
((154)) بسكون السين ورفع الباء, يعني افكافيهم في النجاة . (انا اعتدنا جهنم للكافرين نزلا) قال : ماوى ومنزلا ((155)) .
(قل هل ننبئكم بالاخسرين اعمالا).
(الـذيـن ضـل سـعيهم في الحياة الدنيا): ضاع وبطل لكفرهم (وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا) لعجبهم واعتقادهم انهم على الحق .
قـال : هـم الـنـصـارى والـقـسـيـسـون والـرهـبـان , واهـل الـشـبـهـات والاهـواء من اهل القبلة ,والحرورية
((156)) واهل البدع ((157)) .
(اولـئك الـذين كفروا بايات ربهم ولقائه فحبطت اعمالهم فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا). قال : ولا يعباء بهم , لانهم لم يعباءوا باءمره ونهيه
((158)) .
(ذلك جزاؤهم جهنم بما كفروا واتخذوا اياتي ورسلي هزوا).
(ان الـذين امنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا). قال : الجنة مائة درجة , ما بين كل درجتين كما بين السماء والارض , الفردوس اعلاهادرجة
((159)) .
قال : نزلت في ابي ذر والمقداد وسلمان وعمار
((160)) .
(خالدين فيها لايبغون عنها حولا): تحولا
((161)) . قال : لا يريدون بها بدلا ((162)) .
(قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل ان تنفد كلمات ربي ولو جئنابمثله مددا). قال :
ان كلام اللّه عزوجل ليس له آخر ولا غاية , ولا ينقطع ابدا
((163)) .


من مواضيع إشـــتياق الإنـــتظار » أفضل الشهور
» ثورة على مملكة الباطن
» الملك الكريم
» هكذا حكم الامام علي عليه السلام...
» ما الحكم الشرعي بالنسبة للمظاهرات و المسيرات و الاعتصامات ضد الحكام الجائرين بالدول..
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
الكهف, سورة

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
من روائع سورة الكهف @ميقات قسم القرآن الكريم 1 13-02-2010 05:41 AM
الفرق بين ( اسطاعوا ) و (استطاعوا ) و (تسطع) و(تستطع) في سورة الكهف ! :: بحر :: قسم القرآن الكريم 0 01-01-2010 10:02 PM
اسرار سورة الكهف بالصور ؟؟ حسين الهلالي قسم القرآن الكريم 8 04-10-2009 09:06 PM
فضائل سورة الكهف ادخل و شوف ثواب عظيم نور القمر قسم القرآن الكريم 5 24-06-2009 01:26 PM
سر سورة الكهف الناقد قسم القرآن الكريم 2 17-04-2009 01:28 AM



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات احباب الحسين