* استقبل رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بضعته السيّدة الزهراء عليها السلام، في العشرين من شهر جمادى الآخرة سنة خمسة بعد المبعث، وغادرت الدنيا مظلومةٌ شهيدة في اليوم الثّالث من هذا الشّهر، سنة إحدى عشرة للهجرة، ولها من العمر ثمانية عشر عاماً. لم يُعلَم قدرها حقّ المعرفة. عرفها أبوها، وزوجُها، وبنوها. صاحبة السرّ المستودَع. المخفيّة قبراً والمجهولة قدراً.
* من أهمّ مُستحبّات هذا الشهر زيارةُ السيّدة الزهراء عليها السّلام، في الثالث منه، وإقامةُ مأتمها. وفي العشرين منه ذكرى ولادتها، فيُستحبّ زيارتها عليها السّلام فيه، والصيام والتطوّع بالخيرات.
* وفي أيّ وقتٍ من الشّهر يستحبّ أداء صلاة جمادى الآخرة، وهي صلاةٌ جليلة، وقد جاء في ثوابها أنّ مَن صلّى هذه الصّلاة فإنّه تُصَانُ نفسُه ومالُه وأهلُه وولدُه ودِينُه ودُنياه إلى مثلِها من السّنة القابلة، وإنْ مات في تلك السّنة ماتَ على الشَّهادة. [انظر: باب «كتاباً موقوتاً» من هذا العدد]
* وليومه الأوّل، دعاء طويل أورده السيّد ابن طاوس قدّس سرّه، في (إقبال الأعمال).
من خطبة الصّدِّيقة الكبرى سلام الله عليها التي تصدّت فيها للدفاع عن التوحيد، كما أوردها ابن أبي الحديد في (شرح نهج البلاغة): «..فَاتّقُوا اللهَ حَقّ تُقاتِه، وأطيعوُه فيما أمَركم به، فإنّما يَخْشَىْ الله من عباده العلماء، واحمدُوا الله الذي لعَظَمتِهِ ونوره يبتغي مَن في السّمواتِ والأرض إليه الوسيلة، ونحَنُ وسيلتُه في خَلقِه، ونحن خاصّتُه، ومحَلُّ قُدسِه، ونحن حُجّتُه في غَيبه، ونحن ورثة أنبيائه..».
اليوم الثالث: شهادة السيّدة الزهراء عليها السّلام
* قال الشيخ أحمد الرحماني الهمذاني في كتابه الفاطميّ: (فاطمة الزهراء بهجة قلب المصطفى صلّى الله عليه وآله: ص 154): «ممّا ينبغي لفت النظر إليه، هو أنّ المعصومين عليهم السلام، يهتمّون بهذا الاسم الشريف (فاطمة) اهتماماً شديداً، ويكرمونه إكراماً عظيماً، وإذا سمعوا به يبكون ويتأسّفون، ويحبّون التي سُمّيت به، ويحبّون بيتاً كان فيه اسم (فاطمة)، وهم، عليهم السلام يتوسّلون به. ".." وكان الإمام الباقر عليه السلام، إذا وعكه الحمّى، استعان بالماء البارد (ثُمَّ يُنَادِي حَتَّى يُسْمَعَ صَوْتُه عَلَى بَابِ الدَّارِ: يَا فَاطِمَةُ بِنْتَ مُحَمَّدٍ)». [انظر: الكافي للكليني: 8/109 – ح 87]
* في (إقبال الأعمال) للسيّد ابن طاوس أنّ شهادة الزهراء عليها السلام، كانت في الثالث من جُمادى الآخرة، وذكر لها زيارةً، رُوي أنَّ مَن زارها عليها السلام بها واستغفرَ اللهَ، غَفَرَ اللهُ له وأدخلَهُ الجنّة. وهذا نصّها:
«السَّلامُ عَليكِ يا سَيِّدَةَ نِساءِ العالَمِينَ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا والِدَةَ الحُجَجِ عَلى النّاسِ أَجْمَعِينَ، السَّلامُ عَلَيْكِ أَيَّتُها المَظْلومَةُ المَمْنُوعَةُ حَقَّها.
وفي كيفيّة الزيارة: «تصلِّي صلاةَ الزّيارة أو صلاتَها عليها السّلام؛ وهي ركعتان، تقرأ في كلٍّ منهما بعد (الحمد) سورة (التّوحيد) ستّين مرّة، فإنْ لم تقدر فاقرأ بعد (الحمد) في الأولى (التّوحيد)، وفي الثّانية (قل يا أيّها الكافرون)، فإذا سلَّمْتَ فقل: السَّلامُ عَلَيْكِ.. إلى آخر الزّيارة».
اليوم العشرون، ولادة السيّدة الزّهراء عليها السّلام
* روى أحمد بن حنبل في (مسنده: 5/391)، والترمذي في (صحيحه: 13/197) عن النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم، أنّه قال: «إنّ هذا ملَكٌ مقرَّب لم يَنزلِ الأرضَ قطّ قبل هذهِ الليلةِ، استَأذَنَ ربَّه أنْ يُسلِّمَ عليَّ ويُبشِّرَني بأنَّ فاطمة سيِّدةُ نساءِ أهلِ الجنّة..».
[انظر: أمالي الشيخ الطوسي: ص 84، ح 127]
* الصَّلاة على سيّدة النساء فاطمة عليه السلام، الواردة عن الإمام العسكري عليه السلام:
ثمّ تصلّي على النّبيّ والأئمّة الأطهار صَلَواتُ الله وسَلامُهُ عَلَيهِم».
هديّة فاطميّة
يُروى عن مولاتنا فاطمة عليها السلام، أنّها قالت:«علّمني رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، صلاةً ليلة الأربعاء، فقال: (مَن صلَّى ستّ ركعات، يقرأ في كلّ ركعة الحمد و﴿قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾، فإذا فرغ من صلاتِه، قال: جَزى الله مُحمّداً ما هو أهلُه)، غَفَر الله لهُ كلَّ ذنبٍ إلى سبعين سنة، وأعطاهُ من الثوابِ ما لا يُحصى».