العودة   منتديات احباب الحسين عليه السلام > القسم العام > احباب الحسين للتاريخ والحضارات > قسم الشخصيات اللامعه
قسم الشخصيات اللامعه يختص بالسير الذاتيه للشخصيات اللامعه القديمه والحديثه وبكل أصنافها
روابط مفيدة مشاركات اليوم البحث


“سلوك المراجع”؛ آية الله العلوي البروجردي لشفقنا: المرجع الوحيد يؤمن بالمرجعية والحوزة المستقلة (۲)

قسم الشخصيات اللامعه


إضافة رد
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-06-2020, 04:53 PM   رقم المشاركة : 1
الكاتب

سيد فاضل

الصورة الرمزية سيد فاضل


الملف الشخصي









سيد فاضل غير متواجد حالياً


افتراضي “سلوك المراجع”؛ آية الله العلوي البروجردي لشفقنا: المرجع الوحيد يؤمن بالمرجعية والحوزة المستقلة (۲)



“سلوك المراجع”؛ آية الله العلوي البروجردي لشفقنا: المرجع الوحيد يؤمن بالمرجعية والحوزة المستقلة (۲)

خاص شفقنا-تجري وكالة شفقنا سلسلةً من الحوارات تحت عنوان “سلوك مراجع التقليد العظام” بهدف التعريف بسلوك وسير هؤلاء العلماء الذين يعتبرون ركنًا من أركان التشيع. وفيما يلي الجزء الأول من حوارنا مع آية الله العلوي البروجردي تناولنا فيه حياة المرجع الوحيد الخرساني وشخصيته العلمية.

سبق وأن نشرنا الجزء الأول من حوارنا مع آية الله العلوي البروجردي حول سلوك وشخصية المرجع الديني آية الله الوحيد الخراساني، وفيما يلي الجزء الثاني والأخير من الحوار.

إسناد مُحكم إلى الروايات

“يتميز آية الله الوحيد -في دروسه- بإسناد مُحكم إلى الأحاديث والرويات”؛ يقول تلميذه آية الله العلوي البروجردي موضحا: لم نعهد من سماحته الاكتفاء بما كان في كلام كبار العلماء من روايات، وإنما الرجوع إلى المصادر الرئيسة عند نقلها. فعلى سبيل المثال أقول؛ إذا كان آية الله الخوئي قد نقل بعض الأحاديث عند تبيين آراءه، فآية الله الوحيد لم يكن يكتفي بذلك النقل، بل إنه كان يستخرجها من مصادرها الرئيسة، فضلًا عن نقل روايات لم يشير إليها آية الله الخوئي. هذا ما عهدناه من سماحته، فقد كان يُلزم نفسه بأن ينقل الروايات من المصادر نفسه وذلك لفهمها فهمها شاملًا دقيقًا، كما أنه كان ذا مقدرة كبيرة في استظهار الأخبار والأحاديث.

إحاطة رجالية شاملة

يقول آية الله العلوي البروجردي إن السمة الأخرى لشخصية آية الله الوحيد العلمية، هي معرفته الرجالية الشاملة ويضيف: كان يكرس الكثير من الوقت للنظر في رواة الأحاديث، كل على حدة، والحديث عنهم بالتفصيل. وبعض الأحيان كان يطول بحثه للنظر في ثقة بعض الرواة من عدمها، نحو أربعة أيام.

أما القضية الأخرى فهي استناده إلى التوثيقات التي كان يثق بها. فعلي سبيل المثال، اعتماده بتوثيقات العلامة الحلي وعدم اعتماده على التوثيق العالم لكتاب كامل الزيارات خلافا لأستاذه آية الله الخوئي. كما أنه كان يستند على التوثيق العالم للشيخ الطوسي في عدة الأصول حول صفوان بن يحيي، ومحمد بن أبي عمير، وأحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي.

شمولية في الفقه والأصول

“يولي الناس مزيدًا من الاهتمام بأصول آية الله الوحيد الخراساني أكثر من اهتمامهم بفقهه”؛ يقول آية الله العلوي البروجردي حول أستاذه ويتابع: ربما ظنًا منهم بأن سماحته أقوى بالأصول من الفقه، لكن قربي منه نحو 17 سنة تعلّمًا وتلّمذًا في الفقه والأصول، يجعلني أقول بأن ما يمتلكه من علم فقهي يمتاز بالقوة الفائقة وكذلك الشمول. كما إن سماحته كان بارعًا في نقل وتقرير أقوال كبار العلماء وآراءهم، مما جعل تقريراته أفضل وأكثر وضوحًا من تلك الآراء. ذلك أنه كان يأخذ بعين الاعتبار جوانب متجاهلة من تلك الأقوال نفسها؛ وكان سماحته يقول: يجب الأمانة عندما ننقل كلمات الآخرين ونأخذ بعين الاعتبار كل الجوانب الممكنة التي قيلت الكلمة على أساسها.

تأثيره في نهوض الحوزة علميًا

يبين أستاذ خارج الفقه والأصول بحوزة قم العلمية مؤكدا إن مجالس بحث آية الله الوحيد تحولت إلى ملجأ للفضلاء وأخذت تزدهر سريعا. البداية كانت في مدرسة آية الله البروجردي ثم في مسجد الفاطمية ثم في مسجد السلماسي مستمرا حتى أيام الحرب الإيرانية-العراقية وتعرض مدينة قم لعمليات القصف مما أدى إلى تعطيل غالبية دروس الحوزة، لكن سماحته استمر بالتدريس مما شكّل حافزًا للفضلاء والطلبة، للبقاء في قم. وبفعل استمرار قصف المدينة وكذلك بسبب بناية المسجد غير المقاومة للقصف، اقترحنا عليه تغيير مكان الدرس وهذا ما تحقق لاحقًا حيث بات المسجد الأعظم المكان الجديد لدروس آية الله الوحيد، كون المسجد يتمتع ببناية قوية وكذلك قربه من مرقد السيدة فاطمة المعصومة.

هكذا انتقلت دروس آية الله الوحيد إلى المسجد الأعظم وبات الحضور في السنوات الأخيرة يتجاوز سعة صحن المسجد؛ كما إن الفضلاء الذين كانوا يحضرون جلسات بحثه في تلك المرحلة، بات أغلبهم اليوم من جملة المدرسين والأساتذة في الحوزة؛ وبعبارة أخرى فأن أكثر من 90 بالمئة من أساتذة الحوزة في يومنا هذا يعتبرون من تلامذة آية الله الوحيد، مما يبين تأثير سماحته في النهوض بالحوزة علميا. لكن هذا لا يعني بأن هذه النسبة من الأساتذة لم تحضر دروس الأعلام الآخرين.

“الراحل آية الله العظمى الآقا ميرزا جواد التبريزي كان المحور الثاني في حوزة قم بعد آية الله الوحيد. فالطلبة كانوا كثيري الاهتمام بدروسه الفقهية، أما اهتمامهم الأصولي فقد كان موجهًا نحو آية الله الوحيد”؛ يتابع آية الله العلوي البروجردي حديثه لافتًا إلى أن عدد من أولئك الطلاب، كانوا يحضرون البحث الفقهي لهذين العلمين معًا، وهناك الكثير من القواسم المشتركة بينهما، ومنها دورهما الكبير في إعداد جيل من الفضلاء والعلماء وكذلك الاشتراك في الطلاب.

لا شك بأن حوزة قم كانت تضم علماء آخرين، ومنهم، من جاء من النجف الأشرف، وكان لي التوفيق في حضور درسهم. منهم الآقا ميرزا محمد كاظم التبريزي الذي يعتبر من كبار تلاميذ آية الله الخوئي، ولم يكن يدرس إلا الفقه، وقد تميز بالبحث العلمي وكان له إبداعات تذكر، فضلًا عن إتقانه لجميع المبادئ والآراء.

“لكن التأثير الأكبر في حوزة قم كان سببه آية الله الوحيد أولًا، ثم آية الله ميرزا جواد التبريزي”؛ يقول آية الله العلوي البروجردي ويؤكد بالقول: لا ينفي هذا بالبطع، دور العلماء الآخرين، فقم كانت تضم أساتذة وكبار علماء مؤثرين، كما إن مراجع الدين حاليًا، كان لهم ولا يزال، تلامذة ودور فعال، لكن إذا ما ألقينا نظرة إلى مجمل أساتذة حوزة قم، فإن غالبية أساتذة السطوح العالية ودرس الخارج، قد حضروا درس آية الله الوحيد. إذن يتميز سماحته بتأثيره العلمي العميق في حوزة قم، وهو أمر لا يمكن إنكاره. لذلك، كان وجوده مباركًا جدًا للحوزة، وبالطبع، لا يمكن تجاهل دور كبار علماء قم أو التقليل من تأُثيرهم.

عدم موافقته لتولي مسؤولية المرجعية

يؤكد آية الله العلوي البروجردي قائلا: لم يكن سماحته يبحث عن المرجعية، حتى أنه كان معارضًا للدخول في هذا الميدان. علمًا إن بعض مقلدي آية الله الخوئي، وفي احتياطاته بالذات، كانوا يلجؤون إلى آية الله الوحيد، لكنه لم يكن راغبًا في أن يكون محل الرجوع بشكل رسمي. وبعد وفاة آية الله الخوئي وبفعل إلحاح من عديد الأشخاص، قبل سماحته بشكل ما أن يُراجع إليه إلى أن أعلنت جمعية مدرسي حوزة قم، بعد وفاة آية الله الأراكي، قائمة تضم سبعة أسماء من المراجع، كان اسمه فيها، لكنه عارض الأمر وتراجع عن قراره السابق، واستمر الحال سنتين، لأن رغبته كانت الاستمرار في أمر التحقيق والتدريس وعدم الدخول في مسألة المرجعية، متجنبًا منها تاركًا لهواه.

لكننا كنا نستدل عند سماحته بأن الأمر لا يتعلق بالرغبة من عدمها أو بهوي النفس، وإنما حاجة الحوزات الشيعية إلى علماء مثلكم حتى يتولون المرجعية بصفتها مسؤولية وحملًا ثقيلًا لا بصفتها رئاسة أو إمرة، ولا يرضخ لقبول هذه المسؤولية إلا من كان أهلًا لحَملها وتحمّلها. وعلى أي حال فقد قبل سماحته في نهاية الأمر.

مواقفه السياسية

يضيف آية الله البروجردي العلوي إن النقطة الأخرى التي يجب الاهتمام بها هي أن آية الله الوحيد لم يكن شخصية سياسية بادئ الأمر، بل كان منكبًّا على الدرس والبحث؛ أما إذا تعلق الأمر باتخاذ موقف حيال الشؤون السياسية، فكان منذ البداية يتخذ سلوكًا لا يؤدي إلى إضعاف النظام أو نفي تلك المفاهيم. فقبل نجاح الثورة الإسلامية، عندما تم إطلاق النار على بعض طلاب الحوزة في مدينة قم وقُتل بعضهم، كانت المدينة تشهد إقامة مراسم الأربعين لهم وكان الطلاب يقصدون منازل كبار المراجع. وبدأوا أولا بزيارة بيوت آية الله الكلبايكاني، وآية الله شريعتمداري، وآية الله مرعشي النجفي، ثم إلى منازل علماء مثل آية الله الحائري اليزدي، وآية الله ميرزا هاشم الآملي، وآية الله الوحيد. وقد كنت هناك حينما وصلوا بيت سماحته.

ألقى آية الله وحيد خطابًا استخدم فيه تعبيرًا جميلًا جدًا. ففي ذلك الوقت، كُتب مقال في إحدى الصحف ضد الإمام الخميني تحول لاحقا إلى شرارة لاندلاع الحركة الثورية في قم. حديث آية الله الوحيد في ذلك الاجتماع كان مفصلاً، وقال في مقطع منه: “هؤلاء يريدون أن يضعوا قدهم على النور، لكنهم لا يفهمون أن النور لا يُندس”. لقد خاطب النظام بهذا الأسلوب وقال له بأنه إذا حاول أن يمشي على النور ليقضي عليه، فأنه يمهّد بذلك لنهايته؛ فالنور لا يمكن أن تطأه قدم، فمن يحاول أن يضع قدمه على النور يجعل نفسه موطئا للنور نفسه.

لقد كان سماحته أيام الثورة وكذلك في أيام الحرب المفروضة، ملجأ وسندا ومؤيدا. ومن غير الإنصاف أن نجعله في جبهة مقابلة للثورة والنظام، وللأسف هناك من يحاول أن يفعل ذلك. لكن مؤازرة النظام والوقوف معه لا يعني فقط تولي المناصب أو تأييد دائم لكل القضايا. وإنما منه أن يقوم المرء بواجبه وعمله الأساسي، ثم أن يكون مفيدًا للنظام عند الضرورة. وكان يقول سماحته ضد ممارسات بعض الأشخاص إن العمل ضد النظام أو إضعافه حرام؛ والله على ما أقوله شهيد.

حَميّته الدينية

يقول الأستاذ البارز لدرس خارج الفقه والأصول في حوزة قم العلمية إن آية الله الوحيد الخراساني يعتبر من جملة الشخصيات التي تتميز بحمية دينية عالية. فعندما تثار قضية الدين، وسيما المعتقدات، والولاية، والسيدة فاطمة الزهراء عليها السلام، لا يظهر سماحته أي مرونة بل يكون في غاية الجدية. كما إنه يبدي أحيانًا بعض الملاحظات والتنبيهات قد تكون نبرتها حادة. هذا ما لا أرفضه قطعًا؛ فعادة ما كان يأتيني بعض أصحابنا ممن أخذ على خاطره بسبب كلمات سماحته، فأقوله له مستذكرًا بأن الأب عادة ما يؤنب أولاده.

ويتابع موضحا إن سماحة آية الله الوحيد، مثله مثل كل مراجع الدين، يعلب دورًا أبويًا للثورة والنظام الذي هو أصلا وليد الحوزة وابنها. فالحوزة تعتبر نفسها مسؤولة تجاه الثورة؛ علما إن هذا الدعم والدور الأبوي يتحقق عبر مختلف الطرق، ومنها الطريق التي يسلكها آية الله الوحيد. فكل من يسعى لإبعاد هذه الشخصيات من النظام ووضعها في الجبهة المقابلة للنظام، لم يخدم النظام وإنما النيل منه.

دوره في دعم المعتقدات والحفاظ عليها

الجانب الآخر من شخصية آية الله الوحيد الخراساني، طبقًا لتلميذه، هو تأثيره ودوره في تعزيز الجانب الاعتقادي بالحوزات العلمية وتدعيمه؛ يبين آية الله العلوي البروجردي ويشير إلى أن سماحته لم يفوّت مناسبة ولا فرصة في جلسات الدرس، إلا وتطرق فيها إلى مقام الأنبياء وأهل البيت عليهم السلام وسيما موضوع التوسل إلى الإمام المهدي (عج). كذلك كان يؤكد بأن الطلاب الذين يدرسون بالحوزات العلمية لا يخدمون إلا الإمام المهدي وبالتالي ليسوا مسؤولين سوى أمامه؛ فعليهم أن يأخذوا بنظر الاعتبار رضا الإمام عليه السلام ويكون تقييمهم للأشخاص طبق هذا المعيار. كل هذه الأمور أدت لاحقا إلى الحراك الفاطمي، وقد كنت شاهدا عليها.

تعظيم الفاطمية؛ مبادرة آية الله الوحيد

يعتبر آية الله العلوي البروجردي إن الميزة الأخرى في سلوك آية الله الوحيد هو تعظيم ذكرى استشهاد الصديقة الطاهرة عليها السلام، أي ما يعرف بالفاطمية، ويوضح: لقد أبلى سماحته بلاء حسنًا لترسيخ هذا المبدأ. ذلك أنه يعتبر الفاطمية أساسًا للتشيع، فالمدرسة الشيعية هي مدرسة الإسلام الأصيلة، والتشيع ليس وليد الإسلام بس إنه الإسلام ذاته وهو ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وعلى آله، وما يكون غيره يعتبر انحرافا.

يرى آية الله الوحيد بأن الفضل في الحفاظ على هذا المبدأ والأصالة يعود إلى الصديقة الكبرى في الأيام التي تلت وفاة رسول الله صلوات الله عليه؛ فبينما كانت هذه المدرسة الفكرية معرضة للانهيار الكامل، نجحت السيدة فاطمة الزهراء، في مدة قصيرة لم تتجاوز 75 أو 95 يومًا، عبر خطبها وحراكها الثوري، في صيانتها، واستمرت بالحياة بفضل أئمتنا الطاهرين عليهم السلام؛ تجسدها كلمات أهل البيت التي تؤكد إنهم ساروا على خطى رسول الله ونهجوا طريقه؛ وهذا ما سار على غراره الإمام الحسين والإمام الصادق عليهما السلام، فانتقل الفكر والمبدأ إلى الأجيال اللاحقة. فما حدث بكربلاء يوم عاشوراء وثيق الصلة بما جرى على فاطمة الزهراء. فمأساة الزهراء هي المأساة الأصلية تجسد جانب منها في كربلاء. وهذا ما يؤكد عليه آية الله الوحيد؛ أن نعرف اللب الأساس! فقد جدّ وبذل غاية وسعه ليكون يوم استشهاد الصديقة الزهراء عليها السلام عطلة رسمية.

يضيف آية الله العلوي البروجردي إن آية الله الوحيد أراد عبر تعطيل يوم استشهاد فاطمة الزهراء وتسيير المواكب، أن تكتسب الفاطمية أجواء عاشورائية فتبقى خالدة. فعاشوراء والشعائر الحسينية باتت راسخة عند الجماهير الشيعية وبمجرد حلول الأول من شهر المحرم الحرام، تبادر الناس إلى تسيير الهيئات والمواكب دون تدخل من أحد. لكن الناس لم تعهد فعل الشيء نفسه في أيام استشهاد الصديقة الكبرى، فلم يكن من المستبعد ظهور مشاكل مستقبلية كما حدث مع الغدير. فالهدف كان تذكير عامة الناس بأصالة فكرنا وجذوره؛ فإذا لم يتم إحياء الفاطمية، فكل ذلك يصير في طيّ النسيان؛ مثلما اضمحل ذكر الغدير في مناطق متعددة ورأينا تأثيره في العالم الإسلامي.

فالحراك الذي بدأه سماحته في الحوزات العلمية كان خطوة ناضجة، ومع أنه لاقى معارضة شديدة في بادئ الأمر، لكنه لم يسر في طريق مسدود بل انتشر وتكرّس شيئًا فشيئًا.

فاليوم، وبفضل سماحته، لم يعد يُقال “وفاة” الزهراء، وإنما “شهادة” الزهراء عليها السلام. في السابق غالبًا ما كنا نسمع عبارة “وفاة فاطمة الزهراء” حتى عبر الإذاعة والتلفزيون الرسمي وفي الإعلام. أما اليوم فقد تغير الأمر بفضل الحراك الذي قاده آية الله الوحيد، وباتت عبارة “شهادة الزهراء” منتشرة مترسخة. كما يجب ألا ننسى الجهود الكبيرة التي بذلها علماء آخرون لتحقيق هذا الأمر، ومنهم آية الله ميرزا جواد التبريزي.

يتابع آية الله العلوي البروجردي حديثه ويقول إن ما أشار إليه كان جزءا من الحراك العلمي والعقائدي لآية الله الوحيد الخراساني، أما الجانب الآخر من شخصيته خُلقًا وسلوكًا وزهدًا فلا يسعنا هنا الحديث عنه. وقد وفقني الله، ولي الفخر بذلك، أن نهلت من معين علمه وتلمذت لديه، ولو لم يكن مثله في حياتي لكنت قد شعرت بالغبن والضرر، فقد تعلمت منه الكثير علمًا وعملًا.

إحاطته بالفلسفة والعرفان

يؤكد آية الله العلوي البروجردي بأن المرجع الوحيد الخراساني ليس عالمًا مُظهِرًا، أي أنه لا يعمل على إظهار فضله أو مراتب علمه. لكن سماحته لم يدرس الأصول والفقه فقط، بل أنه درس الفلسفة ويتوفر على درجات عرفانية عالية. لكن سماحته متعبِّد بكلام أهل البيت ونهجهم. ومع أنه عالم بالفلسفة، لكنه لا يعترف بأصالة الحكمة اليونانية ويوظفها فقط لتبيين الحقائق. وهذا ما لمسناه في بحوثه، فقد كان يقرّر كلام آية الله الشيخ محمد حسين الأصفهاني بأفضل وجه مبينًا كل الجوانب الظريفة ك في آراءه التي وضعت على أساس فلسفي مُحكَم.

وكان الراحل ميرزا علي أكبر الدامغاني يقول لي دائما ألا أفوت أي فرصة للاستفادة من آية الله الوحيد، لأن لدى سماحته مراتب في السلوك العرفاني، لكنه لا يُظهر شيئًا منها أبداً. ومهمها حاولنا أن نسمع منه شيئًا في هذا المجال، لكنه تكتّم ولم يظهر شيئًا. فعندما كنا نحضر عند ميرزا علي أكبر الدامغاني المعروف بسلوكه وحالاته العرفانية، ليوضح لنا بعض المسائل، كان يقول لنا: لماذا تركتم آية الله الوحيد وجئتم عندي؟ فاذهبوا عنده.

يضيف آية الله العلوي البروجردي بالقول: لا شك بأن سماحة المرجع الوحيد الخراساني شخصية عظيمة ندعو الله أن يأخذ من عمرنا ليزيد من عمره المبارك لتستمر بركات وجوده لحوزة قم وكل الحوزات العلمية والتشيع، فسماحته ذو تأثير علمي عميق في الحوزات فضلا عن دوره في تعزيز الجانب العقائدي بين الشيعة؛ فنتاج الحراك العلمي للحوزات يظهر مباشرة بين الجماهير الشيعية. فسماحته كان دائم التذكير لنا أن نسير على درب يكون مفيدًا لعامة الشيعة في أنحاء المعمورة. ونسأل الله وندعوه أن يجعلنا ملتزمين بهذا الأمر.

رأيه حول المرجعية

ختامًا، أشار آية الله العلوي البروجردي إلى مستقبل المرجعية الشيعية قائلا: موقف آية الله الوحيد يتمثل في ضرورة استقلالية المرجعية. فهو مؤمن بالمرجعية والحوزة المستقلة دون أي تدخل من طرف ثالث، فقضية المرجعية لا تقبل بأن نؤشر إلى أحد دون آخر فلا يمكن أن نقول: كن أنت مرجعا، أما أنت فلا تكن! فالناس هي من تختار مرجعها رويدًا رويدًا. وهذا ما حدث بالذات بالنسبة لسماحته الذي اتخذ موقفًا مستقلًا وحرًا من قضية المرجعية، كما إن مصلحة الشيعة تمكن فيها أساسًا.


التوقيع :
من مواضيع سيد فاضل » ان الميت ليفرح
» المرتد سلمان رشدي يتعرض للطعن في نيويورك
» عزاء ركضة طويريج.. كيف نشأ ولماذا منع؟!
» مسجد الحنانة.. موضع رأس الإمام الحسين عليه السلام
» مختارات من رثاء لقتيل كربلاء الامام الحسين (عليه السلام) 2
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
(۲), لشفقنا:, والحوزة, الله, المراجع”؛, المرجع, المستقلة, الوحيد, البروجردي, العلوي, بالمرجعية, يؤمن, “سلوك

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
المنهج الاجتهادي عند الإمام البروجردي .. حوارٌ مع المرجع الديني آية الله صافي الكلبايكاني سيد فاضل قسم الشخصيات اللامعه 2 06-06-2020 12:53 AM
“سلوك المراجع” آية الله العلوي البروجردي لشفقنا: المرجع الوحيد يمتاز بعلم أصولي وفقهي فائق وشامل (١ سيد فاضل قسم الشخصيات اللامعه 4 31-05-2020 01:19 AM
المرجع مكارم الشيرازي: الوهابية خطر محدق بالمجتمع الإنساني، والحوزة العلمية تعمل بوعي لمواجهتها سيد فاضل قسم الشخصيات اللامعه 2 22-12-2019 06:23 PM
المرجع الوحيد الخراساني: سعداء يا أهل العراق، مقامكم مُحيّرٌ ..فهنيئاً لكم سيد فاضل قسم الشخصيات اللامعه 5 22-10-2019 05:55 AM
قصة شفاء عين آية الله البروجردي أحزان البقيع احباب الحسين للقصص والحكايات 1 24-04-2012 10:19 PM



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات احباب الحسين