القرآن الكريم-الكوثر: قال الله تعالى في محكم كتابه المجيد ((وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ))(التكوير: 8-9). وإذا الموءودة سئلت؟
السؤال: لماذا تُسأل الموءودة؟ ولم يُسأل المجرم وهو الوائد؟
حرمان العبد من كلام الله تعالى له يوم القيامة، أو في بعض مواقف يوم القيامة، هذا من العقوبة والخذلان والإهانة له.
2- عدم مخاطبة القاتل، هذا نوع من التعريض والتوبيخ للقاتل، وكأنّ القاتل لا قيمة له ولا مكانة حتى يُسال هو.
3- سؤال الموءودة توطئة وتمهيد لكي تطلب هي من الله تعالى الانتصاف لها، حتى يؤخذ حقها.
4- لتسليتها، وإظهار كمال الغيظ والسخط لوائدها، والمبالغة في تبكيته، فإنّ (المجني عليه) إذا سئل بمحضر الجاني كان ذلك بعثًا للجاني على التفكر في حال نفسه وحال المجني عليه.
5- سؤال الموءودة أمام الملأ يكون أكثر وقعًا على الوائد، وأشد إدانة له أمام الحشر.
6- الكلام نظير قوله تعالى في عيسى (ع): (وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَٰهَيْنِ مِن دُونِ اللَّهِ)(المائدة: 116.(
سأل الله تعالى عيسى، ولم يسأل قوم عيسى، وذلك على سبيل التوبيخ لقومه وإقامة الحجة عليهم.
7- قيل: إسناد السؤال إلى الموءودة من المجاز العقلي، والمراد كونها مسؤولاً عنها، نظير قوله تعالى: (وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ ۖ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا)(الإسراء: 34(.
فإنّ العهد لا يكون مسؤولاً بالحقيقة، بل يكون مسؤولاً عنه. وعلى هذا فيكون الوائد هنا هو المسؤول على الحقيقة، وإنما الموءودة مسؤول عنها.