سيرة الخطيب الشيخ حسون الوائلي والد الدكتور الشيخ أحمد الوائلي
سيرة الخطيب الشيخ حسون الوائلي 1892-1964م
والد عميد المنبر الحسيني الدكتور الشيخ أحمد الوائلي
بقلم: وائل علي الطائي . مؤسسة أسرة الشيخ الوائلي
هو الشاعر الأديب والأبُ الخطيب الشيخ حسون الوائلي؛ والد عميد المنبر الحسيني الخطيب العراقي الشهير المرحوم الدكتور الشيخ أحمد الوائلي (2003-1928م).
نَسبُه :
هو الخطيب الشيخ حسون بن الشيخ سعيد بن الشيخ حمود آل حرج الليثي الوائلي الكناني.
ولادته :
ولد عام 1310هـ الموافق للعام 1882م، في ناحية الحيرة (التابعة الى قضاء أبي صخير "المناذرة سابقا" 7 كلم جنوب مدينة النجف الأشرف، 207 كلم جنوب غرب العاصمة العراقية بغداد).
والده:
التاجر الوجيه المرحوم الحاج سعيد الوائلي النجفي، وهو من تجار الحبوب في مدينة الحيرة.
والدته :
هي المرحومة كريمة الشيخ سعد قفطان من الأسرة العلمية النجفية آل قفطان الذين ينتسبون الى بني سعد.
مصاهرته:
تصاهر من كريمة الشيخ عواد زيني، حفيدة الشاعر الأديب الشيخ علي زيني جدي النجفي (المتوفي 1215هـ - 1801م)، والذين يعودون لأصولٍ لبنانيةٍ من أسر مدينة جبل عامل، هو الجد الأعلى للأسرة النجفية "آل جدي" الذين منهم الوجيهان الشيخ جابر جدي والشيخ حسن آل جدي. وهم أصهار أسرة آل القرشي، أولاد خالة الشيخ الوائلي كالمرحومين: العلامة الشيخ هادي القرشي، والمؤرخ الشيخ باقر القرشي، والخطيب شاكر القرشي.
ذريته :
اقتصرت ذريته على ابنته خادمة أهل البيت المرحومة الحاجة أم كاظم الوائلي (2005-1914م). وولدٍ وحيدٍ هو عميد المنبر الحسيني الشيخ أحمد الوائلي.
وهنا لابد من ذكر ما يرويه الحاج محمد حسن أحمد الوائلي حفيد الشيخ حسون الوائلي، عن أحد المشائخ الأعلام الذي يذكر له؛ أنه عندما كان يسأل جده الشيخ حسون عن سبب اكتفائه بالشيخ أحمد فقط ، من دون أن يُنجب أولاداً آخرين ! فكان يُجيب ببيت الشاعر العربي " كٌثير " القائل :
(فُخاةُ) الطيرِ أَكثرُها فِراخاً .. وأُمُّ (الصَّقْرِ) مِقْلاتٌ نَزُورُ
مشيراً إلى اعتزازه بابنٍ واحدٍ يُنشؤه فيكون كالصقر ، خير له من عديد الأولاد ممّن قد لا يكونوا كالشيخ أحمد الوائلي، وصدق الشيخ حسون في رؤياه.
نشأته :
نشأ الجد الشيخ حسون وتربى في كنف والده التاجر الوجيه الحاج سعيد الوائلي، فعُني بتربيته تربيةً صالحة في مدينة العلم والعلماء النجف الأشرف، حيث آلت هذه النشأة إلى تولّد رغبةٍ لديه إلى أن يدرس العلوم الدينية.
دراسته :
درس الشيخ حسون الوائلي العلوم الإسلامية. حيث أنهى دراسة مقدمات العلوم الدينية وتعلم على يد علمائها مبادئ علوم اللغة العربية والعلوم الإسلامية، وطور نفسه بكثرة المطالعة، حتى درس الفقه والأدب العربي على أيدي عددٍ من أعلام وأساتذة النجف الأشرف، كان في طليعتهم أستاذه المرحوم الشيخ عباس قفطان.
تلمذته الخطابية :
فضلاً عن العلوم الإسلامية فقد رغب الشيخ حسون الوائلي بتعلم الخطابة الحسينية، مما دعا والده الشيخ سعيد الوائلي إلى أن يرسله إلى مركز مدينة النجف الأشرف وحوزتها العلمية، عند صهره الخطيب البارز في عصره الشيخ محمد علي القسام الخفاجي (1290–1373هـ)، والذي أخذ بيد الشيخ حسون وعلّمه وخرّجه مع جملةٍ من الأعلام مستوفياً لأصول الخطابة الدينية، ويُشار إلى أن الفقيد الشيخ حسون الوائلي كان جاداً في تحصيل علمه رغم سنه الكبير في طلب العلم، فأصبح على يدي أستاذه الشيخ القسام؛ خطيباً من خطباء المنبر الحسيني.
خطابته :
كانت خطابة الشيخ حسون الوائلي مميزة في وقتها الوجيز، نظراً لما كان يتمتع به من حفظ للكثير من النصوص النثرية الراقية وعيون الشعر العربي وإجادته لما كان يحتاجه منها في موارد الخطابة، فأخذ حظاً وافراً من ذلك حتى صارت له سمعةً خطابيةً حسنة، فأصبح خطيباً في عددٍ من مساجد النجف الأشرف، وتعداها للقراءة في عددٍ من المدن العراقية.
ترجمة الشيخ الوائلي لوالده :
عن هذا المورد يتحدث عميد المنبر الحسيني الدكتور الشيخ أحمد الوائلي عن والده قائلاً:
كان والدي في بادئ ذي بدء من التجار الذي يشتغلون في تجارة الحبوب، وتصاهر مع أبرز الخطباء في حينها وهو الشيخ محمد علي القسام والذي تزوج عمتي، وبحكم هذه المصاهرة دنا الشيخ القسام منا دنواً قريباً ونصح والدي ورغّبه في أن ينتمي لهذا السلك وهو خدمة المنبر الحسيني، فانمدج فيه في عُمرٍ متأخر. والصورة التي وعيتها عنه رحمه الله؛ أنه كان أديباً شاعراً ينظم باللغتين اللغة العربية الفصحى واللغة الدارجة، وعندي من شعره الشيء الكثير في المجاميع التي تركتها في منزلي في النجف، وبنفس الوقت كان كثير الحفظ وشديد الولع باستظهار النصوص سواءً أ كانت من القرآن الكريم أو من السُنة النبوية الشريفة أو من نهج البلاغة أو من الآثار الواردة عن أهل البيت عليهم السلام.
علاقة الشيخ الوائلي بأبيه :
في أكثر من موردٍ مكتوبٍ ومسموعٍ ومرئي؛ يذكر عميد المنبر الحسيني بلسانه؛ الفضل الكبير لوالده الخطيب الأديب الشيخ حسون الوائلي عليه، ويَعدُه مُعلمه الأول، والذي بفضله وبفضل تنشئته السليمة الصالحة له؛ غدا الشيخ الوائلي خطيباً مُفوهاً يُشار له بالبنان.
وإلى ذلك يشير أرباب التراجم والمؤرخين والنقاد ومنهم المؤرخ الفقيد الشيخ حسين الشاكري (2009-1925م) والذي يقول: عُرف الخطيب الشيخ أحمد الوائلي في الأوساط الاجتماعية بأنه يمتلك خصلتين ما شاركه بهما أحدٌ إلاّ نادراً، وكانتا سبباً في توفقه، أولهما: برّه الشديد لوالديه، وخاصّة لوالده المرحوم الشيخ حسون الوائلي والذي عُرف بصرامته وشدته، ولكنّ الشيخ احمد الوائلي تفانى في خدمته حتّى النفس الأخير من حياة والده (رحمه الله).
وهنا أود الالتفات الى ما يُسطره الأعلام الحقيقون من كتاباتٍ بحق الشيخ الوائلي وبشأن علاقته وبرّه بأبيه الشيخ حسون الوائلي، ممّن يَصلح فعلاَ أن يقال عنهم مؤلفين وأصحاب كُتبٍ واقلامٍ ذوات أمانةٍ علميةٍ وتأريخية. لا ما ذهب إليه مؤخراً آحادٌ من النكرات !! ممن يُباعون ويُشرون بأبخس الأثمان !! ليطبع له كتاباً يُسميه معجم ، على أنه مترجم للخطباء، فيُسطّر فيه الأكاذيب ببراعةٍ في فنون الخسّةِ والنذالةِ وانعدام الضمير والأمانة، ليكون مصدراً لتهليل وتصفيق المُفلسين في اليوتيوب ممّن يتداولونه ويجعلونه مصدراً ومرجعاً لموردٍ وحيدٍ مكذوب ، محاولين بكل بؤسٍ ويأسٍ ؛ النيل من شخص عميد المنبر الحسيني وسمعته وسيرته. في الوقت الذي رفع الله درجات الشيخين الوائلي الأب والوائلي الابن، وأبقى صاحب كتاب الأكاذيب هذا نكرةً منبوذةً لا قيمة ولا قدر لها إلى يوم يُبعثون.
أدبه وشعره :
عُرف الشيخ حسون الوائلي بحبه للأدب ونظمه للشعر العربي بصورتيه العربية الفصيحة والعامية العراقية الدارجة، حيث نظم فيهما العديد من القصائد، تضمّنها ديوان شعره المخطوط (ديوان الشيخ حسون الوائلي)، ويدور شعره في محاور متنوعة؛ منها مدح الرسول الكريم (ص) ومنها في رثاء آل البيت الأطهار(ع)، ومنها ما يتصدى للمواقف والقضايا السياسية التي شهدها عصره. ويمتاز شعره بالرقة وسلاسة المعنى، والمفردات اللغوية المنتقاة، مع التزامه بثبات المعاني المتداولة.
ومن قصائده الفصحى :
وكم شاقنا أن نسمعَ الشعرَ مُبهجًا
على نغم الأَفراح صوتًا مُناغيا
وناجيت دنياً إذ تتيه حلاوةً
ترى الكلَ من أبنائها باتَ لاهيا
كأنّ الهوى والهجرَ قد جُعِلا لها
لتحضُن مولودًا وتلفُظ فانيا
وإن لم تكن يومًا سَعيداً مرفَّهاً
فحسبُك ذا الإيمانُ ذخرًا وهاديا
ستبقى عزيزَ النفس دومًا مكرَّمًا
بما حُزتَ في الدنيا خِصالاً عَواليا
يراعُك في سُوح القريض موثَّقٌ
ألا زدتنا من نبع شِعرك ثانيا
أقرانه الشعراء :
أما الشعراء الحُسينيون الذين عاصروه فنذكر منهم:
من شعراء مدينة النجف الأشرف: المرحوم الشيخ عبود غفلة، والمرحوم الشيخ عبدالله الروازق، والمرحوم إبراهيم أبو شبع، والمرحوم ياسين الكوفي، والسيد حسن السيد داود، والشيخ حسين الحبيب، والشيخ حسين حمزة العامري، والشيخ كاظم ألأسدي (أبو غطريف).
من شعراء مركز مدينة كربلاء: المرحوم الشيخ كاظم المنظور، والمرحوم الشيخ محمد السراج، والمرحوم الشيخ عبدالكريم الكربلائي، والمرحوم السيد حسين العلوي، والمرحوم السيد عبدالحميد آل طعمة، والمرحوم الشيخ عبدألأمير البناء، والمرحوم الشيخ مرتضى قاو الكيشوان، والمرحوم الشيخ عبد علي حسون الخزرجي، والمرحوم الشيخ مهدي العذاري، وألأستاذ الحاج محمد علي النصراوي.
من شعراء الهندية: السيد أحمد القزويني (رئيس البلدية)، والمرحوم السيد رضا الخطيب، والشيخ علي جناجه، والشيخ حمادي إمليص.
وأما من شعراء المدن الباقية: الشيخ مرهون الصفار، والملا سلمان الشكرچي، والشيخ حسن العذاري، والشيخ أحمد الحديثي رئيس گمر كربلاء في حينه.
إضافةً إلى عددٍ من شعراء مدينة الكوت.
صفاته :
عُرف الفقيد الجد حسون الوائلي بالجِدّ والصرامة، وبالجود والكرم، حيث يبذل الغالي والنفيس في خدمة المجتمع، وخدمة سيد الشهداء الإمام الحسين (ع). وإقامة مجالس ذكره.
وفاته :
توفي في مدينة النجف الأشرف في 17 من جمادى الأُولى سنة 1383هـ الموافق 1963/10/6م عن عمر ناهز الـ (73) عام. وتشرف - رحمة الله عليه - بالدفن مجاوراً للقبر الشريف لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليهما السلام) داخل رواقه الطاهر، وضمن الحجرة رقم (24).
رحم الله الجدّين الشيخ حسون الوائلي والدكتور الشيخ أحمد الوائلي، وجعلهما الله في رحال من خدموهم ومن أفنوا أعمارهم في نشر علومهم ومنهجهم ..
وائل علي الطائي. أسرة الشيخ الوائلي
مؤسسة الشيخ الوائلي الفكرية
الموقع الرسمي للشيخ الوائلي www.al-waely.net
مؤسسة الشيخ الوائلي Al-Waely Foundation
#حسون_الوائلي #والد #أب #الشيخ_الوائلي
المصادر :
1 - الشيخ حيدر صالح المرجاني / خطباء المنبر الحسيني / الجزء 1
2 - محمد هادي الأميني / معجم رجال الفكر والأدب في النجف خلال ألف عام
3 - كاظم عبود الفتلاوي / مشاهير المدفونين في الصحن الحيدري الشريف.
4 - الحاج كاظم السلامي الكربلائي / ديوان السلاميات الحسينية / الجزء 1
5- أسامة آل رحمة / اللقاء المرئي الأخير في حياة الشيخ الوائلي / مؤسسة أسرة الشيخ الوائلي / شباط 2003
6- الحاج حسين الشاكري / موسوعة ذكرياتي / المجلد 1 / مطبعة الغدير / 1998
7- الحاج محمد حسن الوائلي / اللقاء المرئي مع قناة الفرات الفضائية / تشرين الثاني 2012
8- معجم البابطين لشعراء العربية / مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين الثقافية / 2006
9- المؤرخ محمد سعيد الطريحي / موسوعة الموسم الهولندية / المجلد الثاني / 1982
10- موسوعة المنبر العميد / المجلد 1 / وائل علي الطائي / مخطوطة / مؤسسة أسرة الشيخ الوائلي / النجف الأشرف
المواضيع المتشابهه
سيرة الخطيب الشيخ حسون الوائلي والد الدكتور الشيخ أحمد الوائلي
العرض العادي
