لا شك انه ليس الهدف من الزيارة هو الحصول على تلك الفوائد لأن الإمام عليه السلام أهل للزيارة واهل للحب والقرب ، ولكن مع ذلك فان الله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه واله والإمام نفسه لا يبخل على زواره ويتفضل على كل واحد أتى اليه بألوان من الرحمة والخيرات والبركات والمنافع والفوائد ما لا حصر لها لأنه عليه السلام أهل الجود والكرم ومن تلك الفوائد ما هو دنيوي ومنها ما هو أخروي اول تلك الفوائد
قضاء الحوائج
تشير الروايات الى ان جميع الحوائج تقضى عند الامام الرضا عليه السلام مطلقا بلا استثناء صغيرة كانت ام كبيرة ، عظيمة ام حقيرة ، صعبة او سهلة ، ماعدا الظلم والمعصية وقطع الرحم ، وفي ذلك قال سيدي علي الهادي عليه السلام " من كانت له إلى حاجة فليزر قبر جدي الرضا عليه السلام بطوس وهو على غسل وليصل عند رأسه ركعتين وليسأل الله حاجته فانه يستجيب له ما لم يسأل في مآثم او قطيعة رحم وأن موضع قبره لبقعة من بقاع الجنة لا يزورها مؤمن إلا اعتقه الله من النار وأحله الى دار القرار" صدق امامنا عليه السلام
استجابة الدعاء
قال إمامنا الرضا عليه السلام " لا تشد الرحال إلى شيء من القبور إلا إلى قبورنا ألا وأني مقتول بالسم ظلما ومدفون في موضع غربة فمن شد رحله إلى زيارتي استجيب دعاؤه وغفر له ذنوبه" صدق امامنا
الرزق
الأرزاق بيد الله سبحانه وتعالى ، ولكن جعل لذلك سببا ، فلا يكفي في طلب الرزق الجلوس في البيت وانتظاره ، بل ينبغي السعي لتحصيله وطرق أسبابه ومن جملة أسبابه زيارة أهل البيت عليهم السلام ، وبالخصوص زيارة الرضا عليه السلام وفي هذا النطاق اذكر لكم هذه المعجزة الامام يدل فقيرا على ياقوتة وهذه هي القصة نقل ان رجلا مسكينا اسمه عنايت كان يسكن مشهد المقدسة ، وكان فقيرا جدا حتى انه كان يقضي يومين او ثلاثة بلا طعام ، وكان يأنف أن يسأل الناس شيئا ، وفي يوم من الأيام اشتد به الجوع ولم يصل إليه شيئا فذهب الى الإمام الرضا عليه السلام فشكى حاله ، وتضرع إليه فعرض عليه النعاس ، فرأى الإمام عليه السلام في منامه يقول له : يا عنايت اذهب الى محل البقال مير وخذ منه اربعة عشر غاز وهي عمله في ذلك الزمان فقد أوصيت لك بذلك ، ثم إذهب الى محل البست من الشارع السفلي حيث تجد رجلا قد بسط بساطا فيه أشياء متفرقة فاشتر منه الحجر الذي على بساطه ، ثم أذهب الى بيتك واكسره فستجد في وسطه قطعة ياقوتة ، ثم إذهب بها إلى الهند فانه يحصل لك منها ذهبا كثيرا ، فقال عنايت : يا سيدي ليس لدي معرفة في صقل الحجر ؟ فقال له عليه السلام : قد علمناكها فانتبه من نومه وعمل بما أمر مولاه فكان كما قال الإمام عليه السلام فذهب الى الهند وباع تلك الجوهرة بمبلغ كبير ثم عاد إلى بلده ، وقد تحسنت حالته وصار غنيا
شفاء الأمراض
وفي هذا المجال اذكر لكم هذه المعجزة وهي شفاء رجل أعمى بعد فقده بصره لمدة 17 عاما يذكر صاحب ، الثاقب أن محمد بن علي النيسابوري قد كف بصره منذ 17 عاما ، لا يبصر عينا ولا أثرا ، فورد حضرته صلوات الله عليه من نيسابور زائرا إذ دخلها متضرعا ، وزار ، فوضع وجهه على القبر باكيا ، ورفع رأسه بصيرا ، وسمي بالمعجزي ، وبقي بعد ذلك مدة مديدة واقام بالمشهد الشريف بقية عمره ، وقد تزوج به ورزق اولاد ولم توجعه عينه بعد ذلك ، ولم يعرف الا بالمعجزي ، وقد عرفه بذلك السلطان والرعية ، فيها لها من فضيلة قد فاق فضلها وراق خبرها
تفريج الهم والغم
قال الرسول الاكرم عليه افضل الصلاة والسلام ستدفن بضعة مني بخراسان مازارها مكروب إلا ونفس الله عز وجل كربه ، ولا مذنب إلا وغفر الله له ذنوبه
ذكرى مولد الإمام علي بن موسى الرضا (ع) 11ذي القعدة
التوفيق
ان من يواظب على زيارة الرضا عليه السلام يحصل على كثير من التوفيقات في حياته وبعد مماته تماما مثل الحج فان من واظب عليه رزق من التوفيقات مالا حصر له ومن جملة تلك التوفيقات التوفيق لتاليف الكتب والتوفيق للدفن بجواره والتوفيق للزواج والتوفيق لشراء البيت
الهداية
زيادة العلم
الامان من عذاب القبر
منكر ونكير لا يقربا زوار الرضا ومن أكل من مضيفه
نقل في حكاية تشرف علي البغدادي بلقاء امام العصر والزمان عجل الله فرجه الشريف وسؤاله منه زرنا الامام الرضا عليه السلام والتقينا باحد الاعراب الشروقيين من سكان البداية التي بالجانب الشرقي من النجف الأشرف ، فأضفناه ، وسألناه : كيف هي ولاية الرضا عليه السلام فقال هي الجنة ،،،فأنا الان لي خمسة عشر يوما آكل من مال مولاي الرضا عليه السلام ، فكيف يجرؤ منكر ونكير أن يدنيا مني في القبر ، فان دمي ولحمي قد نبت من طعامه عليه السلام في مضيفه ، فهل هذا صحيح ؟ إن علي بن موسى الرضا عليه السلام اتي ويخلصني من منكر ونكير ؟ فقال مولانا الحجة عليه السلام نعم والله إن جدي هو الضامن
غفران الذنوب
بإسناد عن إمامنا ابي جعفر الثاني عليه السلام انه قال من زار قبر أبي بطوس غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، وفي رواية اخرى ،، اضاف فيها : وانه اذا كان يوم القيامة نصب له منبر بحذاء منبر رسول الله صلى الله عليه واله حتى يفرغ الناس من الحساب
وعن امير المؤمنين عليه السلام انه قال
سيقتل رجل من ولدي بأرض خراسان بالسم ظلما اسمه اسمي واسم بيه اسم بن عمران موسى عليه السلام ، ألا فمن زاره فر غربته غفر الله عز وجل له ذنوبه ما تقدم منها وما تأخر ، ولو كانت مثل عدد النجوم وقطر الامطار وورق الاشجار
الثواب والاجر العظيم
عن ابي الحسن موسى بن جعفر عليه السلام ، وقد مر به الرضا عليه السلام ، فقال ، ان ابني هذا يموت في ارض غربة ، فمن زاره مسلما لأمره عارفا بحقه كان عند الله عز وجل كشهداء بدر
عن الرضا عليه السلام انه قال
ان بخراسان لبقعة يأتي عليها زمان تصير مختلف الملائكة ، فلا يزال فوج ينزل من السماء وفوج يصعد إلى أن ينفخ بالصور ، فقيل له يا ابن رسول الله وأيه بقعة هذه ؟ فقال : هي بأرض طوس فهي والله روضة من رياض الجنة من زارني في تلك البقعة كان كمن زار رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وكتب الله تعالى له ثواب الف حجة مبرورة ، والف عمرة مقبولة ، وكنت أنا وآبائي شفعاؤه يوم القيامة
الأمان يوم الحساب
ضمن الرضا عليه السلام ،الأمان لجميع زواره من اهوال يوم القيامة ، وانه يقوم بنفسه عليه السلام من تخليصهم
وعن إمامنا الجواد عليه السلام ،إن بين جبلي طوس قبضة قبضت من الجنة ، من دخلها كان آمنا يوم القيامة من النار
وعن الرضا عليه السلام قال
من زارني على بعد داري وشطون ( بعيدة) مزاري اتيته يوم القيامة في ثلاث مواطن حتى اخلصه من أهوالها إذا تطايرت الكتب يمينا وشمالا ، وعند الصراط ، وعند الميزان
النجاة من النار
دخول الجنة
علو الدرجات
التبرك بزيارة الإمام الرضا مرة اخرى
رزقنا الله وإياكم زيارة أبي محمد علي بن موسى الرضا (ع)
ذكرى مولد الإمام علي بن موسى الرضا (ع) 11ذي القعدة
المولد الشريف
أشرقت الأرض بمولد الإمام الرضا عليه السلام ، فقد وُلد خَيرُ أهل الأرض ، وأكثرهم عائدة على الإسلام
وَسَرَتْ موجاتٌ من السرور والفرح عند آل النبي صلى الله عليه وآله ، وقد استقبل الإمام الكاظم عليه السلام النبأ بهذا المولود المبارك بمزيد من الابتهاج ، وسارع إلى السيدة زوجته يهنيها بوليدها قائلاً
هَنِيئاً لكِ يا نَجمَة ، كَرامَةٌ لَكِ مِن رَبِّكِ
وأخذ عليه السلام وليده المبارك ، وقد لُفَّ في خرقة بيضاء ، وأجرى عليه المراسم الشرعية ، فأذَّن في أُذنِه اليمنى ، وأقام في اليسرى ، ودعا بماء الفُرَات فَحنَّكه به ، ثم رَدَّهُ إلى أمه ، وقال عليه السلام لها
خُذِيه ، فَإِنَّهُ بَقِيَّةَ اللهِ فِي أرضِهِ
لقد استقبل سليل النبوة أول صورة في دنيا الوجود ، صورة أبيه إمام المتقين ، وزعيم الموحدين عليه السلام ، وأول صوت قرع سمعه هو : اللهُ أَكبَرُ ، لا إِلَهَ إِلاَّ الله
وهذه الكلمات المُشرِقَة هي سرُّ الوجود ، وأُنشُودَةِ المُتَّقِين
وسمَّى الإمام الكاظم عليه السلام وليده المبارك باسم جده الإمام أمير المؤمنين علي عليه السلام تَبَرُّكاً وَتَيَمُّناً بهذا الاسم المبارك ، والذي يرمز لأَعظَم شَخصيةٍ خُلِقَت فِي دنيا الإسلام بعد النبي صلى الله عليه وآله ، والتي تَحلَّت بِجميع الفضائل
وكانت ولادته عليه السلام في ( 11 ) ذي القعدة سنة ( 148 هـ ) ، وهذا هو المشهور بين الرُواة ، وهناك أقوال أخرى في ولادته عليه السلام
قصيدة السيّد عبدالله المشعشعي في مدح الإمام الرضا عليه السّلام
أتيناك نقطعُ شُـمَّ الجـبـالْ
ومـا ذاك إلاّ لـنيل الرُّتَـبْ
وخلّـفتُ في موطنـي جيرةً
بقـلبـي عليهم لهيبُ العطَبْ
وقالوا: إلى أين تبغي المسير
وتتركنا فـي عـظيم اللغبْ؟!
فقلت: إلى نور عين الرسول
وأزكى قريشٍ وخيرِ العربْ
عليِّ بن موسى وصيِّ الرسول
سليلِ المعالي رفيـع الحسبْ
إمام الورى أشـرف العالمين
حميد السجايا شـريف النسبْ
فأنت الإمام ونـجل الإمـام
وأنت المُرجّى لـدفع الكُربْ
أجِرنيَ من نـائبـات الزمان
ومثلُك مَن يُرتجـى لـلنُّوَبْ
وأرجوك يا أكـرم العالمين
تخلّصني مـن عظيم النصَبْ
وأرجـعُ من بعدها لـلديـار
وأقضي الذي لي بها من إربْ
ومَن لي سوا ك بيوم النشور
وأنت الشفيع وخير السببْ؟!
وصلّى الإله على مَـن بـه
ورثنا السيادةَ دون العـربْ
من أقوال الإمام الرضا عليه السلام
1. لايكون المؤمن مؤمناً حتّى تكون فيه ثلاث خصال: سُنّة من ربّه، وسنّة من نبيّه صلّى الله عليه وآله، وسنّة من وليّه عليه السّلام. فأمّا السنّة من ربّه فكتمان السرّ، وأمّا السنّة من نبيّه صلّى الله عليه وآله فمُداراة الناس، وأمّا السنّة من وليّه عليه السّلام فالصبر في البأساء والضرّاء
2. الأخ الأكبر بمنزلة الأب
3. التودّد إلى الناس نصف العقل
4. مَن حاسب نفسه ربح ، ومَن غفل عنها خسر
5. إذا ذكرتَ الرجل وهو حاضر فكَنِّه، وإذا كان غائباً فسَمِّه
6. وسُئل عليه السّلام عن السِّفْلة فقال مَن كان له شيء يلهيه عن الله
7. العُجْبُ درجات، منها: أن يُزيَّن للعبد سوءُ عمله فيراه حسَناً فيعجبه ويحسَب أنّه يُحسن صُنعاً. ومنها: أن يُؤمن العبد بربّه فيمُنّ على الله، ولله المنّة عليه فيه
ذكرى مولد الإمام علي بن موسى الرضا (ع) 11ذي القعدة
إن حياة المعصومين الأربعة عشر كانت زاهرة بالحب والمعرفة والعبر والبصائر ، إلاّ أن ما بلغنا من ضياء بعضهم كان أكثر من البعض الآخر ، والإمام الرضا (ع) من أولئك الذين تسنَّت لنا فرصة الاهتداء إلى المزيد من فضائلهم ، ولأنهم عند الله نور واحد ، فليس علينا إلاّ الاستضاءة بسيرته (ع) لمعرفة سيرة سائر المعصومين من آبائه ( عليهم جميعا سلام الله )
في سنة مائة وثمان وأربعين من الهجرة في اليوم الحادي عشر من شهر ذي القعدة الحرام ولد الإمام (ع) ، وعمَّ بيت الرسالة سرور وبهجة
لقد أكثر الإمام موسى بن جعفر (ع) من بيان فضائل ابنه الرضا (ع) وأنه خليفته والإمام من بعده مما يثير السؤال عن حكمة ذلك ،وهو ان الظروف السياسية كانت قياسية جداً . حيث التقيّة في أشدها ، وأهل البيت مطاردون ، وهارون الرشيد كان يلاحق أصحاب وأنصار أهل البيت من بلد إلى بلد ،. والإمام موسى بن جعفر يتنقل بأمر الرشيد من سجن لآخر ، فكانت إمكانية تفرق كلمة الشيعة بعد وفاته تجعل من الحكمة التأكيد على ولاية الإمام الرضا (ع )
كان الإمام الرضا (ع) بمثابة قرآن ناطق ، فخلقه من القرآن ، وعلمه ومكرماته من القرآن
لقد زهد في الدنيا واستصغر شأنها ، ورفض مغرياتها ، فرفع الله الحجاب بينه وبين الحقائق لأن حب الدنيا رأس كل خطيئة ، وهو حجاب سميك بين الإنسان وبين حقائق الخلق
وذلك عندما أقبلت الدنيا عليه فلم يقبلها ، وتزينت له فلم يغترّ بها . بل عندما كانت الخلافة العباسية في أوج عظمتها وبذخها وترفها وكان الإمام ولي عهد الخليفة في الظاهر يومئذ عاف الدنيا وشهواتها
أربعة من أئمة الهدى تسنى لهم نشر معارف الإسلام في الآفاق . أولهم الإمام أمير المؤمنين وآخرهم الإمام الرضا والصادقان محمد بن علي وجعفر بن محمد ( عليهم جميعاً صلوات الله )
وبالرغم من أن جميع أئمة الهدى نشروا العلم ، إلاّ أن الظروف ساعدت هؤلاء الأربعة على ذلك أكثر من الآخرين
أن حياة الإمام الرضا (ع) كانت فاتحة مرحلة جديدة من حياة الشيعة حيث خرجت بصائرهم وأفكارهم من مرحلة الكتمان إلى الظهور والإعلان ، ولم يعد الشيعة من بعد ذلك العهد طائفة معارضة في مناطق خاصة ، بل أصبحوا ظاهرين في كل البلاد ، ولقب الرضا الذي أطلق على الإمام علي بن موسى (ع) يدل على أنه كان إماماً رضي به الموافق والمخالف
ومن العوامل التي ساعدة الإمام في نشر المعارف الإسلامية انتقاله إلى حاضرة البلاد الإسلامية ، وقبوله لولاية العهد مما جعله في قلب الصراعات الفكرية
وهكذا كثرت حواراته مع سائر الملل والمذاهب ،وكانت كلماته تلقى قبولاً في كافة الأوساط الإسلامية
مما حدى بعلمائنا الكرام إفراد كتب حول ما روي عنه (ع) ، مثل ما فعل الصدوق ( رحمه الله ) في كتابه عيون أخبار الرضا
وهذا الشيء جعل المأمون يتقرب للإمام الرضا خصوصا في ظل الأوضاع السياسية في تلك الفترة التي جعلته يقدم على الخطوة الجريئة في عرض الخلافة على الإمام الرضا أو ولاية العهد وذلك لتقوية موقفه .وعندما استقرت الأوضاع السياسية اظهر المأمون ماكان يخفيه من بطانة تجاه الإمام الرضا فدسّ إليه السم فمضى شهيداً شأن سائر أئمة الهدى الذين جاء عنهم الحديث الشريف : ما منا إلاّ مسموم أو مقتول
نسأل الله أن ينفعنا به يوم القيامة ويجعل ذلك وسيلةً لإتباعنا له في الدنيا وشفاعته عند الله في الآخرة