على ضفاف الجهاد الإصلاحي للإمام علي بن الحسين (عليهما السلام)...
بســـــــم الله الرحمن الرحيــــم
وصلى الله على نبيه محمد وآله الغر الميامين
لاريب أن الإمامة الإلاهية مسؤلية عظيمة بقدر ماهي مرتبة عظيمة ، ويتحمل الإمام العصوم عليه السلام تلك المسؤلية التي كلفه الله تعالى بها ، بكل ماتتضمن من هداية الخلق وإرشادهم لما فيه خيرهم وصلاح حالهم وارتياح بالهم وسعادة قلوبهم ، وعلى جميع النواحي سواء كانت إجتماعية أم سياسية ، وعلمية أم روحية ، أخلاقية أو إرشادية تربوية.
ولقد تصدى الإمام علي بن الحسين عليه السلام لكل تلك المهام والمسؤليات ، بصفته الإمام المعصوم ، والقائد الربانيّ ، وصمام أمان البلاد ، وأمل عامة العباد.
ولقد سعى عليه السلام بعد استشهاد أبيه الإمام الحسين عليه السلام جاهدا في تربية الأمة بتعاليم السماء السمحاء ، والإنتقالة بهم الى شاطىء الإسلام الحق ، وبذل من أجل ذلك الجهد الكبير ، وتحمل العناء الطويل ، وقد تنوعت جهوده على كافة النواحي وعلى مختلف الأصعدة :
فمنها: على مستوى التربية القويمة والأخلاق الكريمة :
فقد بذل عليه السلام طاقته لذلك ، لتربية المجتمع الإسلامي ، وبث روح الخلق الكريم ، بأن كان قدوة لهم في كل ذلك ، وبنشر ثقافة المحبة والتسامح ، وثقافة الأخوة والمصاحبة ، وثقافة بر الوالدين واحترام الجار ومراعاة حقوق الآخرين ، وبث ذلك عَمَلِيّا بسيرته الطيبة ، ومعاملته اللطيفة مع الأخرين ، ومن خلال صحيفته السجادية الجليلة المضامين.
ومنها : على مستوى التوعية بالحقوق والتأكيد على إحترامها :
إنه عليه السلام قد أشار وأكدّ وعلّم ونوّه ونبّه وأوصى بالحقوق المتنوعة كحقوق الوالدين وحقوق الزوج أو الزوجة ، وحقوق الأبناء ، وحقوق المعلم ، وحقوق الآخرين ، وذلك أما من خلال أفعاله عليه السلام المعبّرة عن تلك الحقوق ، أو من خلال التوعية والتأكيد اللغويّ كما هو الواقع في رسالة الحقوق المعروفة.
ومنها : على مستوى الإرشاد إلى الإسلام الحق :
فقد أرشد الإمة وحثها الى إحترام تعاليم الإسلام المحمدي الأصيل ، وتعلم أحكامه والتحلي بمكارم أخلاقه الناصعة ، وقد قاوم عليه السلام التيارات الدينية المنحرفة الضالة ، والعقائد الباطلة ، والمشككين في أحقية الأسلام على مستوى الأديان ، وأحقية أهل بيت النبوة عليهم السلام على غيرهم ممن ادعى الاسلام بسانه وخالفه بأعماله ، فكان منقذا للمجتمع الاسلامي من الجهالة والبلادة وحيرة الضلالة ، وهاديا لهم ، ومدافعا عن حقوقهم المسلوبة ، لأجل هدايتهم وإيصالهم إلى ما يحيي قلوبهم ، والسير بهم في طريق الله تعالى .