العودة   منتديات احباب الحسين عليه السلام > القسم العلمي > احباب الحسين للطب والصحة العامه
روابط مفيدة مشاركات اليوم البحث


"موت الخلايا المبرمج: أسرار و حقائق"

احباب الحسين للطب والصحة العامه


إضافة رد
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-09-2010, 08:53 AM   رقم المشاركة : 1
الكاتب

أسير الليل


الملف الشخصي









أسير الليل غير متواجد حالياً


"موت الخلايا المبرمج: أسرار و حقائق"

"موت الخلايا المبرمج: أسرار و حقائق"

الدكتور حسن يوسف حطيط *

شهدت الأوساط العلمية مؤخرا اهتماما متزايدا باكتشاف علمي بارز طغى على معظم المؤتمرات العلمية المتخصصة و الندوات الطبية المهتمة في مجالات أبحاث العلوم الدقيقة كعلوم الخلايا و البيولوجيا الجزيئية و الجينات. و لقد لاقت الأبحاث المقدمة حول الموضوع رواجا متزايدا لما طرحته من نظريات و شروح و مفاهيم مثبتة أو مفترضة تتناول أمورا شديدة الأهمية كتشخيص و علاج الأورام أو سبر أغوارالعوالم الفسيولوجية لمراحل تشكل الجنين و أسباب الشيخوخة و عمل أجهزة المناعة و الغدد و الجلد و الجهاز العصبي و الدماغ و غيرها من الأجهزة و و الوظائف و العوامل الأساسية المتعلقة بحياة الإنسان و صحته و مقاومته للأمراض و الأخطار الصحية .
إنطلاقًا من المبدأ العلمي المشهور القائل بأن لكل خلية وقتا محددا لحياتها و وقتا محددا لمماتها, فإن المعروف علميا و المثبت تجريبياً في وقتنا الحالي أن الخلايا تموت بعد تعرضها لعاملين محددين:
أولا: تلقي ضربات خارجية أو عوامل ضارة تقتل الخلية.
ثانيا: تلقي أوامر داخلية مطالبة بالموت الذاتي أو بالإنتحار المبرمج.
تواجه الخلية الموت في هاتين الحالتين بشكل مختلف تماما و بطريقة مغايرة جدا, ففي الحالة الأولى تمر الخلية بتغيرات تتضخم فيها شيئا فشيئا حتى تنفجر و يتسبب انفجارها بجر خلايا المناعة الآكلة إلى مكان تواجدها و القضاء عليها و على بقاياها.
أما في الحالة الثانية و هي الأكثر غرابة و دقة و إعجازًا, فإن حجم الخلية يصغر بشكل بارز و تتراكم مكونات النواة على بعضها البعض, ثم تظهر فيها شقوق تتحول إلى أجسام صغيرة ميتة مبعثرة لا تجذب إليها خلايا المناعة لتتولى القضاء عليها- كما في الحالة الأولى- بل تقوم هي بإماتة نفسها أو بالتعرض لما يصفه الباحثون بالإنتحار المبرمج للخلايا.
تحدث ظاهرة الموت الخلوي المبرمج في كثير من الحالات و الأوضاع الحساسة التي يحتاج فيها الجسم إلى تغيرات كبيرة و حاسمة في النمو العضوي أو في عمل الأنسجة و عمليات الأجهزة الدقيقة, إما لإحداث تسريع أو تكثيف في عملها أو لإحداث تراجع أو ضمور فيها حسب ما تستدعيه الظروف و الأوضاع.
تتجلى ظاهرة الموت الخلوي المبرمج بكل مظاهرها المتعددة في مشاهد متنوعة و مختلفة, تتعدد فيها الأسباب من حالة إلى حالة و من ظرف إلى ظرف على امتداد السنين و المراحل من عمر الإنسان حتى تتحقق الأهداف الكامنة من وراء ذلك بشكل دقيق و متوازن و متناسق من دون زيادة أو نقصان.
و تبرز أهمية هذه الظاهرة في بعض الأمور الفسيولوجية المصيرية و العوامل التكوينية الأساسية و التغيرات الظرفية التالية:
_إزالة الأنسجة و الخلايا الزائدة في أطراف و أعضاء الجنين لإعطائها الشكل النهائي المعروف, كاندثار الأنسجة و الخلايا الزائدة بين أصابع اليدين و الرجلين عند الجنين قبل ظهور شكلها المعروف و أعدادها الخماسية النهائية.
_إزالة الأنسجة التابعة لغشاء بطانة الرحم الداخلية عند وصول المرأة البالغة إلى مرحلة الطمث من الدورة الشهرية.
_إزالة الحواجز الناشئة عن وجود خلايا زائدة بين الخلايا العصبية في الدماغ لتسهيل عمليات الإتصال فيما بينها.
_تحفيز ضمور الغدد الثديية عند الأم المرضع بعد بلوغ مرحلة الفطام و الحاجة لعودة الأنسجة لحالتها الأولى و حجمها الطبيعي.
_تحفيز الإنتحار الخلوي عند خلايا بعض الأورام السرطانية في بعض الحالات و الظروف .
_ إصدار الأوامر الداخلية بالإنتحار أو الموت المبرمج لخلايا المناعة بعد تأدية مهماتها الوظيفية أو لمنعها من مهاجمة أجهزة و أنسجة الجسم الداخلية.
_ألإسهام في ضبط عمليات تسريع تكاثر الخلايا في الأنسجة حسب الظروف و الحاجيات و حسب تطلبات الجسم , خاصة في المناطق الخاضعة لسيطرة الهرمونات.
_ تحفيز إنتحارالخلايا المصابة ببعض أنواع التلوث ألفيروسي و ذلك للحد من انتشار المرض.
_ تحفيز موت الخلايا المصابة بآثار رفض الأنسجة المزروعة و ذلك لمنع التلف الناتج عن انتشارها.
_تحفيز موت بعض أنواع الخلايا المصابة بتأثيرات مرضية معينة كالتأثيرات السرطانية و ذلك بعد تعرضها لبعض الإشعاعات أو ألأدوية الخاصة أو بعض درجات الحرارة.
_ تحفيز موت الخلايا المصابة بأعطال أو أضرار في أحماضها النووية لتفادي حصول تشوهات خلقية أو تكاثر سرطاني.
تجري عمليات الإزالة و التحفيز و إرسال الأوامر لأي إجراء وظيفي مطلوب بشكل مدروس و مبرمج لا تشوبه أية شائبة و تقوم بتنفيذ هذه المهمات أجهزة خلوية خاصة مكونة من عناصر كيميائية دقيقة وأخرى متناهية الدقة أو شديدة التعقيد بسبب وجود الكثير من العوامل المجهولة علميا حتى الآن و المراحل المفترضة والمتشابكة بشكل معقد و كبير.
تتركز الأبحاث العلمية حاليا حول معرفة العوامل المجهولة و المراحل المفترضة في عمليات التحفيز و إصدار الأوامر و إجراءات التنفيذ خاصة على مستوى الخلية و مكوناتها بهدف التمكن من "تقليد" أو "محاكاة" هذه الظاهرة الأصيلة أو التحكم ببعض جوانبها و وظائفها بهدف الإستفادة من تطبيقها لعلاج بعض الأمراض المستعصية كالأورام السرطانية أو فستخامها في إزالة التشوهات و علاج الحروق و الأمراض الجلدية و العضوية الأخرى.
في النهاية, وبعد استعراض هذه الظاهرة ببعضٍ من جوانبها المعروفة و أشكالها و مهماتها و أهدافها المكتشفة حتى الآن لا يمكننا إلا أن نسأل و بشكل عفوي و بديهي عن المسؤول الأول عن وضع هذه البرامج العجيبة داخل كل خلية لتصدر لها الأمر بالموت أو الإنتحار عند حصول أي طارىء و حسب الظروف الملائمة التي تقتضي ذلك.
من الذي أبدع خلق هذه البرامج و وضع الخطط المناسبة لها و لمحيطها, و المهمات الملائمة للظروف و الأحوال, و الأهداف المعقدة الشديدة التعقيد بجميع أشكالها المتعددة و المختلفة؟
من الذي وضع هذه البرامج الدقيقة والمتنوعة في كل خلية على صغر حجمها المتناهي في الصغر و عظم عددها المتناهي في الكبر و على تنوع مشاربها و اختلاف وظائفها و تعدد طرق توزيعها و تكاثرها و انتشارها؟
من هو المهندس الأعظم الذي صّمم و صنع و نَظّم و نَسّق هذه البرامج لتكون في كل خلية و جعل لها وقتا معلومًا و هدفا معلومًا و ظرفا معلومًا و سببا معلومًا و أجلا مسمى تماما كما هو الأجل المسمى الذي وضعه الخالق البديع لكل شيىء خلقه , صغيرا كان في الكون كالإنسان, عظيما كان في الكون كالسموات و الأرض و ما بينهما.
و هكذا لا نستطيع إلا الإعتراف بأنه مرة بعد أخرى تتجلى إعجازات العظمة الإلهية بكل أبعادها المتناهية في الإبداع و الدقة و الجمال في أصغر الأشياء حجمًا و أكثرها دقةً كما هي متجلية في اعظم المخلوقات اتساعا و قوة و علوا, و بنفس النوعية في الهدف و الصورة و الصيرورة و بنفس الشكل في البهاء و الإتقان و القدرة, كأنما الخالق العظيم يريد من مخلوقه الإنسان الذي كرمه بالعقل و بالتعقل أن يكتشف بنفسه و شيئا فشيئا حكمته اللا متناهية في الخلق و يعقل الأهداف الكامنة وراء ذلك, فيوقن به و يشكره, و يشهد له بالعظمة كما تشهد له بذلك جميع الأشياء و كل سلسلة المخلوقات, من أسفلها إلى أعلاها, و من أولها إلى آخرها, و من أصغرها إلى أكبرها.

*إستشاري أمراض الأنسجة و الخلايا و رئيس شعبة في هيئة الصحة, حكومة دبي.


من مواضيع أسير الليل » قصيدة "أنت الحسين!" للشاعر الدكتور حسن آل حطيط العاملي
» قصيدة "عيد المآتم" للشاعر الدكتور حسن آل حطيط العاملي
» قصيدة "لأنه الحسين!" للشاعر حسن آل حطيط العاملي
» قصيدة "ما أكبر الغصة!" للشاعر حسن آل حطيط العاملي
» قصيدة "الحب الصادق في حب الصادق" للشاعر حسن آل حطيط العاملي
رد مع اقتباس
قديم 29-09-2010, 06:23 AM   رقم المشاركة : 3
الكاتب

بنت الهادي


الملف الشخصي









بنت الهادي غير متواجد حالياً


افتراضي

مشكووووووور اخوي على المعلومات
ربي يعطيك الف عافيه


من مواضيع بنت الهادي » عند المهدي(ع)الجفنة التي انزلت على فاطمة(ع)
» يضحكني الرجل ..
» المطابخ الزجاجيه ...
» الهدوء من أسرارِ سحر الشخصية ..
» صوره هزت الكون كله ..
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
موت الخلايا المبرمج أسرار و حقائق

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
هل يمكن أن يأكل النباتيون "برغر" مصنّعاً من الخلايا الجذعية في "المختبرات"؟ مراسلنا العلمي احباب الحسين للعلوم والتكنولوجيا 0 24-02-2012 04:30 AM
الخلايا الجذعية "لعلاج فقدان البصر" مراسلنا العلمي احباب الحسين للعلوم والتكنولوجيا 0 22-11-2010 03:00 PM
"سكانر" سريع يصور كتابا في دقائق اثناء تصفحه مراسل أحباب الحسين احباب الحسين للعلوم والتكنولوجيا 0 16-04-2010 01:50 PM
محاولة لفهم أسرار "لغة الأفيال" مراسل أحباب الحسين احباب الحسين للعلوم والتكنولوجيا 0 23-02-2010 05:51 AM
مجلات علمية متهمة بـ"حجب" نشر أبحاث الخلايا الجذعية مراسل أحباب الحسين احباب الحسين للعلوم والتكنولوجيا 0 02-02-2010 04:00 PM



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات احباب الحسين