آيات قرآنية:
1 ـ ﴿حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾([1]).
البرزخ حياة ما بين الدنيا والآخرة، من وقت الموت إلى يوم القيامة.
2 ـ ﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ﴾([2]).
الشهداء في سبيل الله ينعمون بحياة ورزق قبل البعث للقيامة، فرحين بما نالوا من عظيم الفضل ورفيع الدرجات، وتسرّهم البشرى بإخوانهم المؤمنين الذين تركوهم في الدنيا، ليلحقوا بهم وينالوا عظيم الرزق بالحياة الطيبة التي لا يكّدرها خوف ولا حزن.
3 ـ ﴿وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُون﴾([3]).
الخطاب للمؤمنين: أن لا تعتقدوا بالشهداء في سبيل الله الموت والفناء، لأنهم في حياة تعقب الدنيا وتسبق البعث للقيامة، وهي حياة البرزخ، ولكن لا تدركها الحواس.
4 ـ ﴿النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آَلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ﴾([4]).
آل فرعون يعذبون في البرزخ، بعرضهم على النار صباحاً ومساءً، ويوم القيامة يعذبون بإدخالهم جهنم وساءت مصيراً.
5 ـ ﴿مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللهِ أَنْصَارً﴾([5]).
الفاء للتعقيب، أي عقيب غرقهم وقبل القيامة، عذبوا بإقحامهم نار البرزخ.
6 ـ روى الشيخ الصدوق عن محمّدِ بن الحسَنِ عن محمّدِ بن الحسنِ الصفّار، عن إبراهيمَ بنِ هاشم، عن النوْفَليّ، عن السّكُونيّ، عن أَبي عبدِ الله جعفرٍ بن محمّدٍ الصَادقِ، عن أبيه، عن آبائه، عن أميرِ المؤمنين «عليهم السلام» قال:
قالَ رَسولُ الله «صلى الله عليه وآله»: ضَغطةُ القبرِ للمؤمِنِ كفّارَةٌ لما كان منهُ من تَضْييعِ النِّعَم([11]).
7 ـ روى الشيخ الكليني عن أبي عَلِيٍّ الأَشْعَرِيّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ، عَنِ الْحَجَّالِ، عَنْ ثَعْلَبَةَ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْحَضْرَمِيِّ قَالَ:
قَالَ أَبُو عَبْدِ الله «عليه السلام»: لَا يُسْأَلُ فِي الْقَبْرِ إِلَّا مَنْ مَحَضَ الإِيمَانَ مَحْضاً، أَوْ مَحَضَ الْكُفْرَ مَحْضاً، والآخَرُونَ يُلْهَوْنَ عَنْهُمْ([12]).
هذه عقيدتنا في أحوال البرزخ:
البرزخ هو مرحلةٌ من حين الموت إلى القيامة، تكون فيها الأرواح في قالب مثل قالبها الدنيوي، وتأتيها الملائكة لتسألها عن الإيمان والمعتقد.
وفي البرزخ يكون عمل الإنسان قرينه، فإن كان عمله صالحاً كان لله ولياً، فيأتيه أطيب النّاس ريحاً، وأحسنهم منظراً، وإن كان عمله سيئاً كان لربّه عدوّاً، فيأتيه أقبح من خلق الله زيَّاً ورؤيا، وأنتنه ريحاً.
ويجعل الله تعالى أرواح المؤمنين في جنّة ينعمون فيها إلى وقت نفخة الصعق والإماتة التي هي من أهوال القيامة.
وفي البرزخ أيضاً، تلتقي أرواح المؤمنين وتتعارف، وتتزاور، وتتحدث فرحة بما آتاها الله من فضله، وإنها لتزور أهلها في الدنيا على قدر فضائلها.
أما أرواح الكافرين والمشركين والمجرمين.. فتلاقي العذاب، وتكابد العقبات الكثيرة، في طول وحشة، وتُعرض على النّار غدوّاً وعشياً متحسّرة على ما فرّطَتْ في جنب الله.
وكثيرٌ من الخلق ممّن لم يمحضوا الإيمان أو الكفر، يُلهى عنهم في البرزخ إلى يوم القيامة، فلا يسألون عن الإعتقاد.
سماحة الشيخ نبيل قاووق
([1]) الآيتان 99 و100 من سورة المؤمنون.
([2]) الآية 169 من سورة آل عمران.
([3]) الآية 154 من سورة البقرة.
([4]) الآية 46 من سورة غافر.
([5]) الآية 25 من سورة نوح.
([6]) الكافي، ج3 ص242، وبحار الأنوار، ج6 ص268.
([7]) الكافي، ج3 ص236، وبحار الأنوار، ج6 ص260.
([8]) الكافي، ج3 ص244، وبحار الأنوار، ج6 ص268.
([9]) الكافي، ج3 ص244، ومرآة العقول، ج14 ص226.
([10]) الكافي، ج3 ص246، ومرآة العقول، ج14 ص230.
([11]) ثواب الأعمال، الشيخ الصدوق، ص197.
([12]) الكافي، ج3 ص235، ومرآة العقول، ج14 ص235.
([13]) الكافي، ج3 ص235، ومرآة العقول، ج14 ص235.
([14]) يافوخه: رأسه. مرزبة: عصا ضخم من حديد.
([15]) القنا: الرمح. الزج: عصا الرمح.
([16]) الكافي، ج3 ص231. وراجع: الآمالي، الشيخ الطوسي، ص 248و249.