فاطمة الزهراء (س) في ذكرى استشهادها.. هل هجموا على دارها ؟
فاطمة الزهراء (س) في ذكرى استشهادها.. هل هجموا على دارها ؟
أهل البيت (ع)-الكوثر: يوم الاحد القادم الثالث من شهر جمادي الثانية الذكرى الأليمة لاستشهاد فاطمة الزهراء (سلام الله عليها) بضعة النبي المصطفى (صلى الله عليه وآله)، وبهذه المناسبة سنكمل بيان مصادر مدرسة الخلافة حول الهجوم على دار الزهراء سلام الله عليها وحرق بابها وإسقاط جنينها.
6- ابو عبید في (الاموال)
ذکر ابو عبید قاسم بن سلام ( المتوفي224هـ) في کتابه الاموال المعتمد لدى فقهاء الاسلام، مجریات الاحداث، وأن بیت فاطمة قد کشف فعلا وان الخلیفة الاول ندم على فعلته، حیث روى (عن عبد الرحمن بن عوف: أن أبا بكر قال له في مرض موته: إني لا آسى على شیء إلا على ثلاث فعلتهن، وددت أني لم أفعلهن، وثلاث لم أفعلهن و ددت أني فعلتهن، و ثلاث و ددت أني سألت رسول الله (ص) عنهن، فأما اللاتي فعلتها و وددت أني لم أفعلها، وددت أني لم أکن کشفت بیت فاطمة وترکته وإن کانوا قد أغلقوه على الحرب).
الا ان ابا عبید استبدل عبارة (لم أکن کشفت بیت فاطمة و ترکته) بعبارة: (فأما التي فعلتها ووددت أني لم أفعلها: فوددت أني لم أکن فعلت کذا وکذا لخلة ذکرها - قال أبو عبید : لا أرید ذکرها).
ومع هذا التعصب الذی ابداة (ابو عبید) في اخفاء الحقیقة بابدال العبارة بعبارة (کذا و کذا)، الا ان محققي الکتاب اعترفوا بوجود العبارة في میزان الاعتدال؛ اضف الى ذلك نقل العبارة الطبراني في المعجم و ابن عبد ربه في العقد الفرید و غیرهم من العلماء فلاحظ.
7- الطبراني في (المعجم الکبیر)
قال ابو القاسم سلیمان بن أحمد الطبراني (260-360هـ) في (المعجم الكبیر): عن عبد الرحمن بن عوف عن أبیه قال: دخلت على أبي بکر أعوده في مرضه الذي توفي فیه، فسلمت علیه وسألته کیف أصبحت ؟ ... قال : أما إني لا آسی على شیء إلا على ثلاث فعلتهن وددت أني لم أفعلهن، وثلاث لم أفعلهن وددت أني فعلتهن، وثلاث وددت أني سألت رسول الله (ص) عنهن، فأما الثلاث اللاتي وددت أني لم أفعلهن، فوددت أني لم أکن کشفت بیت فاطمة و ترکته و أن أغلق علی الحرب).
وهذه التعابیر تکشف بوضوح أن ما هدد به عمر قد وقع فعلاً.
8- ابن عبد ربه الاندلسي في (العقد الفرید)
(وودت انّي لم أکشف بیت فاطمة عن شیء و إن کانوا اغلقوه على الحرب).
و سیاتی ذکر اسماء الشخصیات والعبارات التی نقلت هذا القسم من کلام الخلیفة.
9- النظام المعتزلي فی (الوافي بالوفیات)
ذکر ابراهیم بن سیار النظام المعتزلي (160-231هـ) نقل حادثة الهجوم على بیت فاطمة (س) فقال: (انّ عمر ضرب بطن فاطمة یوم البیعة حتى ألقت المحسن من بطنها).
10- المبرد البغدادي فی (الكامل)
ذکر الكاتب والادیب محمد بن یزید بن عبد الاکبر البغدادي (210- 285هـ) في کتابه (الکامل) أسف الخلیفة وندمه على کشف بیت فاطمة (س).
11- المسعودي في (مروج الذهب)
ذکر المسعودي ( المتوفي3258ـ) في مروج الذهب أنه: (لما احْتُضِرَ ابو بكر قال: ما آسَى على شيء إلا على ثلاث ... فوددت أني لم أکن فتشت بیت فاطمة)، و ذکر في ذلك کلاماً کثیرا.
12- ابن ابي دارم في (میزان الاعتدال)
نقل أحمد بن محمد المعروف بابن ابي دارم، المحدث الكوفي ( المتوفى357هـ) و الذي وصفه محمد بن أحمد بن حماد الكوفي بانه ( کان مستقیم الأمر، عامة دهره): (أن عمر رفس فاطمة حتى اسقطت بمحسن).
13- عبد الفتاح عبد المقصود في کتابه الامام علي:
نقل عبد الفتاح عبد المقصود قصة الهجوم على بیت فاطمة (س) في موضعین من كتابه (الامام علي)، نکتفي بذکر واحدة منها: قال عمر: (والّذی نفس عمر بیده، لیَخرجنَّ أو لأحرقنّها على من فیها...! قالت له طائفة خافت اللّه، و رعت الرسول فی عقبه: یا أبا حفص، إنّ فیها فاطمة...! فصاح لا یبالي: و إن..! و اقترب و قرع الباب، ثمّ ضربه و اقتحمه... و بدا له عليّ... و رنّ حینذاك صوت الزهراء عند مدخل الدار... فان هي الا طنین استغاثة...).
نختم هذا البحث بحدیث آخر عن
14- مقاتل ابن عطیة فی (الامامة و الخلافة ، ص 160 و 161):
( إن ابابکر بعد ما أخذ البیعة لنفسه من الناس بالارهاب والسیف والقوّة أرسل عمر، وقنفذاً وجماعة الى دار عليّ وفاطمة (س) وجمع عمر الحطب على دار فاطمة واحرق باب الدار!..). وجاء في ذیل الروایة تعبیرات یعجز القلم عن تدوینها.
النتیجة:
هل یصح - مع کل هذه المستندات والوثائق التي ذکرت في مصادر مدرسة الخلافة لشخص أن یدعی بان شهادة فاطمة اسطورة!! فاین الانصاف اذن؟! لا شك أن کل من یقرأ هذه البحث و یتأمل في الحوادث التي دونها علماء مدرسة الخلافة تؤكد عمق المأساة التی أحدثها اصحاب بيعة سقيفة بني ساعدة بعد رحیل النبي الاکرم (ص) وأنهم فعلوا ما فعلوا لاجل إزاحة خلافة رسول الله (ص) عن أهل بيته الذين أمر ألله تعالى بمودتهم، وصدق الله تعالى حيث أخبر بما يكون بعد رحيل حبيبه الى عالم الآخرة: (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ ۚ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ ۚ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا ۗ وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ) (آل عمران:144). صدق الله العلي العظيم.
فاطمة الزهراء (س) في ذكرى استشهادها.. مصادر مدرسة الخلافة
أهل البيت (ع)-الكوثر: ظلامة سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء (سلام الله عليها) اكدتها المصادر الاسلامغŒة التارغŒخغŒة والحدغŒثغŒة. وقد تعرض لذکرها وأذعن بها الکبار من علماء مدرسة الخلافة، مثل ابن ابي شغŒبة، البلاذري، ابن قتغŒبة و... وسنتعرض بعض المصادر التغŒ اكدت ظلامتها عليها السلام.
فبالرغم من التعتغŒم والرقابة الشدغŒدة التغŒ مورست فغŒ زمن الخلفاء وحكم بين أمية وبين العباس بالنسبة الى تدوغŒن فضائل ومناقب أهل البغŒت (عليهم السلام) والحوادث التغŒ مرت بهم، لكن الحقغŒقة أخذت طرغŒقها الى المصادر الاسلامغŒة؛ ونحاول في هذه العجالة الاشارة الى تلك المصادر طبقا للتسلسل التأرغŒخي.
1- ابن أبغŒ شغŒبة في (المصنف)
نقل ابو بکر بن ابي شغŒبة (159-235هـ) صاحب کتاب "المصنف" کتاب المغازي 8/572، بسند صحغŒح:
)انّه حغŒن بوغŒع لأبي بکر بعد رسول اللّه (ص) کان علي و الزبغŒر غŒدخلان على فاطمة بنت رسول اللّه، فغŒشاورونها و غŒرتجعون في أمرهم. فلما بلغ ذلك عمر بن الخطاب خرج حتى دخل على فاطمة، فقال: غŒا بنت رسول اللّه (ص) واللّه ما أحد أحبَّ إلغŒنا من أبغŒك، وما من أحد أحب إلغŒنا بعد أبغŒك منك، وأغŒم اللّه ما ذاك بمانعي إن اجتمع هؤلاء النفر عندك أن امرتهم أن غŒحرق علغŒهم البغŒت.
قال: فلما خرج عمر جاؤوها، فقالت: (تعلمون انّ عمر قد جاءَني، وقد حلف باللّه لئن عدتم لغŒُحرقنّ علغŒکم البغŒت، وأغŒم اللّه لَغŒمضغŒن لما حلف علغŒه.
2- البلاذري في (انساب الاشراف)
نقل أحمد بن غŒحغŒى البغدادي البلاذري ( المتوفى270هـ) فغŒ کتابه المشهور" انساب الاشراف" هذه القضغŒة التارغŒخغŒة بالنحو التالي: (انّ أبابكر أرسل إلى علي غŒرغŒد البغŒعة فلم غŒباغŒع، فجاء عمر ومعه فتغŒلة! فتلقته فاطمة على الباب. فقالت فاطمة: غŒابن الخطاب، أتراك محرقاً عليّ بابي؟ قال: نعم، وذلك أقوى فغŒما جاء به أبوك...).
3- ابن قتيبة في (الامامة والسغŒاسة)
روى المؤرخ الشهغŒر عبد الله بن مسلم بن قتغŒبة الدغŒنوري (212-276هـ) الذي غŒعد من رواد الأدب ومن المؤلفغŒن الکبار في التارغŒخ الاسلامي وصاحب کتاب (تاوغŒل مختلف الحدغŒث) و(آدب الکاتب) و.... فغŒ کتابه (الامامة و السغŒاسة) ما غŒلي:
(انّ أبابكر تفقد قوماً تخلّفوا عن بغŒعته عند علي کرم اللّه وجهه فبعث إلغŒهم عمر فجاء فناداهم وهم فغŒ دار علي، فأبوا أن غŒخرجوا فدعا بالحطب وقال: والّذي نفس عمر بغŒده لتخرجن أو لاحرقنها على من فغŒها، فقغŒل له: غŒا أبا حفص إنّ فغŒها فاطمة. فقال، و إن!!
ثم أضاف ابن قتغŒبة: ( ثمّ قام عمر فمشى معه جماعة حتى أتوا فاطمة فدقّوا الباب فلمّا سمعت أصواتهم نادت بأعلى صوتها غŒا أبتاه غŒا رسول اللّه ماذا لقغŒنا بعدك من ابن الخطاب، وابن أبي قحافة، فلما سمع القوم صوتها وبکاءها انصرفوا. وبقي عمر ومعه قوم فأخرجوا علغŒاً فمضوا به إلى أبي بکر فقالوا له: باغŒع، فقال: إن أنا لم أفعل فمه؟ فقالوا: إذاً واللّه الّذي لا إله إلاّ هو نضرب عنقك...!).
4- ابن ابي الحدغŒد المعتزلي في (شرح نهج البلاغة)
وقد نقل ابن ابي الحدغŒد المعتزلي في کتابه (شرح نهج البلاغة) الكثير من الاحداث التي تلت وفاة رسول الله (ص) عن کتاب الامامة والسغŒاسة لابن قتغŒبة، ولکن لشدغŒد الاسف نجد غŒد التحرغŒف امتدت لتطال هذا الکتاب، ولتحذف منه بعض المطالب عند اعادة طباعته!.
5- الطبري في تارغŒخه:
ذکر محمد بن جرغŒر الطبري (المتوفى 310هـ) في تارغŒخه، تصمغŒم القوم بالاعتداء على بغŒت الوحي بالنحو التالي: (أتى عمر بن الخطاب منزل علي و فغŒه طلحة و الزبغŒر و رجال من المهاجرغŒن، فقال و اللّه لاحرقن علغŒکم أو لتخرجنّ إلى البغŒعة، فخرج علغŒه الزّبغŒر مصلتاً بالسغŒف فعثر فسقط السغŒف من غŒده، فوثبوا علغŒه فأخذوه).
هذا القسم من التارغŒخ غŒحکي عن طبعغŒة أخذ البغŒعة للخلغŒفة الاول وانها لم تؤخذ برضا من الناس و خاصة من الامام علي (ع).
6- ابن عبد ربه في "العقد الفرغŒد":
عقد شهاب الدغŒن أحمد المعروف "بـابن عبد ربه الاندلسي" مؤلف کتاب العقد الفرغŒد المتوفي (463هـ) بحثاً مفصلاً في تارغŒخ السقغŒفة، تعرض فغŒه للذغŒن تخلفوا عن بغŒعة أبغŒ بکر قائلا: ( فأمّا علي و العباس و الزبغŒر فقعدوا في بغŒت فاطمة حتى بعث إلغŒهم أبوبکر، عمر بن الخطاب لغŒُخرجهم من بغŒت فاطمة و قال له: إن أبَوا فقاتِلهم، فاقبل بقبس من نار أن غŒُضرم علغŒهم الدار، فلقغŒته فاطمة فقالت: غŒا ابن الخطاب أجئت لتحرق دارنا؟! قال: نعم، أو تدخلوا فغŒما دخلت فغŒه الأُمّة!).
الى هنا اتضح مدى تصمغŒم القوم على هتك حرمة بغŒت فاطمة (س)، وسنكمل الاشارة الى مصادر مدرسة الخلافة حول الهجوم على دار الزهراء.
المواضيع المتشابهه
فاطمة الزهراء (س) في ذكرى استشهادها.. هل هجموا على دارها ؟
العرض العادي
