الأصحاب هم جماعة الرجل وصحبته، والأخدود جمع خَدْ، وَالْخَدُّ هُوَ الشَّقُّ، يُقَالُ: خَدَدْتُ الْأَرْضَ خَدّاً أَيْ شَقَقْتُهَا، والخد شق في الأرض كالخندق.
وأما أصحاب الأخدود الذين ذمَّهم الله في القرآن الكريم فهم الملك ذو نواس الحميري آخر ملوك حمير باليمن وجماعته، وإنما عُرفوا بأصحاب الأخدود لأنهم شقوا خندقاً مستطيلاً في الأرض ثم أضرموا النار في ذلك الخندق، ثم أحضروا المؤمنين بالله من نصارى نجران وطلبوا منهم ترك ديانتهم والدخول في الديانة اليهودية المنحرفة التي كان عليها الملك، وكان مصير من يرفض أن يُلقى في النار وهو حي، أما أصحاب الأخدود فكانوا يتلذذون بتعذيب أولئك المؤمنين المستضعفين الذين لم يكن لهم ذنب سوى الإيمان بالله. 1.
أصحاب الاخدود في القرآن الكريم
ذكر الله عَزَّ وجَلَّ أصحاب الأخدود وأشار إلى قصتهم بإيجاز وشنَّع فعلتهم النكراء ولعنهم فقال: ﴿ قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ* النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ * إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ * وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ * وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا باللهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ} 2.