وسط كل هذا الدمار والتلوث ، وفي خضم حياتنا المليئة بالضوضاء وما يصاحب ذلك من إرهاق واكتئاب وأمراض جسدية ونفسية .
تبرز الحاجة إلى وجود حدائق منزلية وعامة التي تشكل متنفساً للمرء يساعده على التخفيف من اعباء الحياة .
لذا فأن الحديث عن هذا الموضوع يبدوا ملحاً
لانه يمثل خطوة أساسية في طريق قيام المجتمع المعافى ممن كل أشكال التلوث البيئي .
لكن حديثنا في هذا المقال ليس منهذا الجانب
بل من جانب دور الحدائق في تربية الطفل وخصوصا حديقة المنزل التي تعاني من افتقادها أغلب الاسر المسلمة .
فالمنزل هو المدرسة الاولى للطفل بما فيه من أفراد الاسرة والحديقة وغيرها من وسائل التربية
وكيف لا يكون ذلك والله عز وجل يعبر عن الاخلاق الحسنة بعناصر الطبيعة حيث يقول جل وعلى
( مثل كلمة طيبة كشجرة طيبة)
لذا تعاني اليوم أغلب الاسر المسلمة من عدم وجود الحدائق المنزلية في البيت وهذا يعكس على تربية الطفل .
فهم يسعون الى تربية الطفل وان يتحلى باخلاق المنزل ولكن ما أن يأتي وقت اللعب يخرج من البيت ويذهب إلى الشارع حتى يعود قبل الغروب باخلاق مغايرة لاخلاق المنزل .
ولكن أذا وجدت حديقة منزلية يلعب فيها وهو في بداية النمو الجسدي والنفسي قد يتفاعل باخلاق المنزل ولم يتأثر بأخلاق الشارع .
يصف أمير المؤمنين عليه السلام هذه الحالة مع ولده الحسن عليه السلام .
يقول عليه السلام : إنما قلب الحدث كألارض الخالية ، وما القى فيها من شيء قبلته ، فبادرتك بالادب قبل أن يعشو قلبك .
نعم فاليوم تعاني اغلب البيوت من افتقاد هذه الوسائل التربية .
ولهذا تجد أبناء الريف هم أكثر أدبا وخلقا واكثر ذكائا من ابناء المدينة .
والسبب في ذلك ربما كانت واحده من العلامات الفارقة لطبيعة الحياة المدنية المعاصرة
لانها ساهمت في ابعاد الانسان عن الاحتكاك المباشر مع عناصر الطبيعة .
صحيح ان الحياة المعاصرة ونتيجة الثورة الصناعية قد اختصرت الزمان
وقربت المسافات وخففت المعاناة
لكن أحدى نتائجها السلبية لهذه الثورة انها ابعدت الانسان عن التفاعل مع الطبيعة
فقد غدا أغلب البشر يعيشون في مدن أسمنتية مكتضة بالمساكن والبنيات العالية
و وصل الامر الى حد افتقاد الهواء النقي
واصبح الاطفال يعيشون في غربة تامة عن الطبيعة وعناصرها الاساسية من الاشجار وغيرها
وانحصرت معرفتهم بها من خلال الكتب وشاشات التلفزة
لذلك تجد المدارس تعتمد الى تنظيم زيارات ميدانية لطلابها الى الريف والحدائق العامة (السفرات المدرسية) ليتم تعرفيهم بصورة مباشرة الى كافة عناصر الطبيعة .
لذا تعتبر الحكومات الاسلامية هي المسؤول الاول عن هذا الابتعاد (ابتعاد الانسان عن الارض)
فلنفكر جيدا بمستقبل الاطفال
ولكي نعيد العلاقة بين الانسان والارض فأن علاقة الانسان بالارض علاقة أمومة
لان الارض هي منشأ خلق الانسان واصل طينته
وهذا ما نلخظه بوضوح في الحديث النبوي للطبيعة ومنها الجبال حيث يقول صلى الله عليه واله
( أحد جبل يحبنا ونحبه )
فالحديقة هي أحد وسائل التربية في النمو النفسي للطفل وتكوين شخصيته في المستقبل
المواضيع المتشابهه
الحدائق وتأثيرها على التربية
العرض العادي
