أيها السالك إلى الله
!! لا يتحقق الإخلاص لله عزَّ وجلَّ دون العلم والمعرفة، فبهما تعرف معنى الإخلاص ومقامات الإخلاص
وآفات الإخلاص ثم تدخل في السلوك إلى الله وتصل إلى المقامات والدرجات
.
والإخلاص لله عزَّ وجلَّ هو تجريد العمل وتصفيته عن آل شائبة وقصد القربة إليه وحده دون قصد شيء
آخر، وقال بعض أرباب هذا الفن أن الإخلاص تصفية العمل عن ملاحظة المخلوقين
!! وقال بعض أصحاب القلوب أن
الإخلاص إخراج الخلق عن معاملة الحق
.
ودرجة الإخلاص عظيمة المقدار رفيعة المعنى صعبة المرتقى إلا لمن اجتهد فيها مجاهدة تامة، فقد قال النبي المصطفى
الإخْلاصُ سِرٌّ مِنْ أسْراري اسْتَوْدَعْتُهُ قَلْبَ مَنْ أحْبَبْتُ مِنْ
» : مخبرا عن جبريل $ عن الله عزَّ وجلَّ
!!
(١)« عِبادي
مقامات الإخلاص ثلاثة
:
־
الإخلاص في التوحيد
־
الإخلاص في الأحوال
־
الإخلاص في الأفعال
وأما المقام الأول
: الإخلاص في التوحيد:
وللتوحيد أقسام أربعة
:
־
التوحيد الذاتي
־
التوحيد الصفاتي
־
التوحيد الأفعالي
־
التوحيد العبادي
فالتوحيد الذاتي
: هو الاعتقاد بأن الله لا شريك له ولا نظير ولا شبيه ولا مثيل والذات الإلهية تكون بحيث لا تقبل التعدد والتكثر،
والتوحيد الصفاتي
: هو الاعتقاد أن صفاته عين ذاته ، والتوحيد الأفعالي : هو التوحيد في أفعال الله وأنه لا مؤثر في الوجود إلا هو
وأنه مبدأ آل وجود وفعل ، والتوحيد العبادي
: إفراد خالق الكون بالعبادة وهو الأصل المشترك في جميع الشرائع السماوية.
وعلى السالك إلى الله أن يكون مخلصا في جميع أقسام التوحيد، وبعد طي مقام الإخلاص في التوحيد يدخل في مقام الإخلاص
في الأحوال
.
إذا آان التوحيد حسب منهج السالكين والعارفين فكل لحظة يكون لهذا الإنسان حال وعليه أن يكون في آل الأحوال مخلصا لله
سبحانه وتعالى، ولابد من معرفة آفات الإخلاص في الأحوال والأفعال حتى يمكن تفاديها والدخول في طريق الإخلاص في آل من
الأحوال والأفعال، وعند العرفاء وعلماء الأخلاق الكثير من الأقوال في هذا المقام ولكن منهجنا هو منهج أساتذتنا ومراشدنا
رضوان الله تعالى عليهم